فرنسا تطلق بالون “التخلاط” عشيـــــة الرئاسيـــات
حذّرت وزارة الخارجية الفرنسية، الرعايا الفرنسيين من زيارة الجزائر في الوقت الراهن خاصة ولاية غرداية التي تعرف أحداث عنف ومناوشات منذ أشهر. وفي بيان للخارجية الفرنسية نشرته أمس الثلاثاء حذرت رعاياها من مظاهرات وأعمال شغب بالجزائر بسبب الرئاسيات المقبلة التي ستجرى غدا الخميس.
ويعتبر البيان التحذيري الاستثنائي بالون “تخلاط” سياسي فرنسي عشية الانتخابات الرئاسية التي ستجرى وسط حالة من التشنج والتوتر الذي خلفته حدّة التصريحات الصادرة عن المترشح علي بن فليس ومحيطه، وما أعقب ذلك من تداعيات على معسكر المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة الذي تحدث عن تهديدات قد تؤدي للفوضى أمام وزير الخارجية الإسباني وذلك أمام المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، وشكلت خطة بن فليس التي أعلنها لخضر بن سعيد أحد منشطي حملته الانتخابية من أجل حماية أصوات الناخبين والتنديد بالتزوير إن حدث، ثم لغة الصرامة التي ظهر بها علي بن فليس أمام أنصاره بشأن مرحلة “الظلام” إن تعرضت الصناديق للعبث. كل هذا شكّل حججا دامغة لدى معسكر العهدة الرابعة لاتهام بن فليس بمحاولة جر البلاد نحو فتنة قد تؤدي إلى خراب و”ظلام”. هذا الجو المشحون خلف قلقا أوروبيا على مستوى دوائر صنع القرار، لكن فرنسا ظهرت هذه المرة بشكل لافت وهي تدعو رعاياها إلى تجنب السفر للجزائر عشية الاستحقاق الرئاسي وساعات قبل بدء الاقتراع، ويعتبر الإنذار الفرنسي قرارا خطيرا بشأن الأوضاع في الجزائر عندما تتم قراءته سياسيا وأمنيا لدى الدول الأوروبية، كما أنها تحاول أداء دور استباقي بعدما تم تجاهلها طيلة الأشهر القليلة الماضية، حيث طغت زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وقادة دول عربية ومسؤولين في دول غربية على مشهد العلاقات الثنائية بين الجزائر وأصدقائها. لذلك فضلت الدبلوماسية الفرنسية الظهور من نافذة التحذيرات التي غالبا ما تلجأ إلى إطلاقها لرعاياها في الدول التي تعيش توترا عرقيا أو سياسيا خطيرا لم تصل الجزائر بعد إلى مستواه، لكن التحذير الفرنسي الموجه للرعايا الفرنسيين يعتبر في جوهره رسالة سياسية للسلطة في الجزائر مفادها أن العين الفرنسية مازالت تتابع باهتمام كل كبيرة وصغيرة في هذا المشهد المتوتر الذي قد يتحول إلى مواجهة حقيقية تسعى للنأي برعاياها عنهم، خصوصا أن بعض وسائل الإعلام تداولت قبل يومين خبر توقيف إحدى الفرنسيات من أصول مغربية كانت تتظاهر في قسنطينة ضد العهدة الرابعة. وبصرف النظر عن هذه الوقائع المتفرقة، فإن باريس أقحمت دبلوماسيتها في الشأن الجزائر عن طريق تحذير رعاياها من السفر إلى الجزائر حيث عادت إلى مربع التسعينيات عندما كانت تتعامل مع الجزائر بهذا المنطق.
المصدر : البلاد
https://www.elbilad.net/article/detail?id=13504