شيء في صدري .
ماذا لو فاز مرشحهم وهذا وارد في انتخابات حرة ونزيهة وفرت لها الدولة كل الإمكانيات لتحقيق هذا الهدف وستشهد هذه العملية السياسية المتقدمة في مسار تاريخ الجزائر وعلى لسان المتتبعين المستقلين في العالم بأسره بنزاهتها و مصداقيتها ، أكيد أن الطرف الآخر سيفرح و يبتهج ، وسيعلن عن نظافتها و سيشكر الجهات التي سهرت على ذلك ، طيب ، ماذا لو وقع تواطؤ من بعض الجهات من الإدارة لهذا المرشح أي مرشحهم ، أكيد أنه سيتم التعتيم عنه وكأن لا شيء حصل وستستمر العملية وكان لا شيء حصل ، طيب ، ماذا لو تم كشف التزوير من جهات مستقلة أكيد أن الكثيرين سيقولون مؤامرة أو أنها محض افتراءات وأكاذيب وسيعمل هذا الطرف المستحيل لتكذيب الأمر وتجنيد ماكنته الإعلامية لإقناع الناس عن العدول عن هذا الأمر ، هذا هو السلوك المتوقع من يسمون أنصار مرشحهم .
طيب ماذا لو نجح بوتفليقة في هذه الانتخابات بصورة نزيهة سيقول هؤلاء إن هذه الانتخابات مزورة حتى وإن قام عليها أجانب ممن يختارهم مرشحهم غير نزيهة وسينزلون للشارع وينادون وسيصرخون ويستغيثون وسيكفرون بالعملية الديمقراطية ، طيب ماذا لو وقع تواطؤ ضد هذا المرشح المنافس لمرشحهم أكيد أنهم سوف يقومون بتعتيم كبير على ذلك وكأن لاشيء حصل وتمرر العملية ، طيب ماذا لو تم اكتشاف هذا التزوير لصالح منافس بوتفليقة من جهات مستقلة ربما من أصدقاء ومقربي هؤلاء أتباع مرشحهم سيقولون أنها مؤامرة وسيفعل هؤلاء ما بوسعهم لإرغام الطرف الآخر عن التنازل عن حقه بالسكوت وإلا سيخربون العملية السياسية ، هذا هو السلوك المتوقع من أنصار مرشحهم .
طيب ماذا عن بوتفليقة وأنصاره ، بكل بساطة بوتفليقة سيبقى وفيا لأولئك الذين تحايلوا عليه من أجل أن يترشح وهم أفراد وأحزاب وجمعيات مجتمع مدني وأعداد غفيرة جدا من المواطنين وفي ظل كل العملية السياسية سيظل بوتفليقة ملتزما كما عهدناه بحكم الشعب ومن سيختاره ، ولكن المشكلة ستكون في الطرف الآخر .