|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2011-06-02, 14:14 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
بدعة منهج الموازانات في النقد
|
||||
2011-06-02, 14:21 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
|
|||
2011-06-02, 14:33 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
إغناء المعارف في الرد على من وازن بين حسنات وسيئات المخالف 4- الرد بالعقل :( الرد على بدعة الموازنات ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد : أخي الكريم قبل أن تبدأ القراءة دع التعصب جانبا وأقوال الرجال زنها بمقياس أهل السنة فما وافق الحق فخذه وما خالفه فاضرب به عرض الحائط . فاعرف الحق تعرف أهله ، ولا تعرف الحق بالرجال . سأذكر لك – إن شاء الله تعالى- بدعة خطيرة ظهرت في عصرنا ( وهي تخفى على الكثيرين ويخفى عليهم شرها وخطرها) وسأحاول الرد عليها بما استطعت وهذه البدعة هي الموازنة . ويقصدون بها : ذكر حسنات المبتدع في مقابل ذكر سيئاته إذا رددت عليه . ويقولون أن هذا من العدل الذي أمرنا به ( ولو كان عدلا لما سبقوا السلف إليه بل ولبينه نبينا صلى الله عليه وسلم لأمته ولذكره ربنا عز وجل في كتابه ) فمثلا : لو حذرت من مبتدع وقع في بدعة الخروج فتقول : فلان قال ببدعة الخوارج لكن له جهود في الدعوة إلى الإسلام وألف الكتب وجاهد الكفار... إلى غير ذلك من الحسنات . وخطر هذه البدعة يكمن في أمرين : الأول : مخلفتها للهدي الرباني والهدي النبوي وسبيل المؤمنين . الثاني : محاولة رفع أهل البدع ، وهو من الخطورة بمكان فلو رفع أهل البدع لفسد الدين. ولقد انبرى أهل العلم لها وكشفوا زيغها – ولله الحمد- كالعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين والمحدث العلامة الألباني والمحدث العلامة ربيع المدخلي والعلامة الفوزان – رحمهم الله الأموات وحفظ الأحياء- وغيرهم كثير . فأردت تلخيص ماكتبوه في هذا المقال المتواضع لإيصال الفكرة إلى طالب الحق وتذكير أهل الحق . وحالي في هذا المقال كقول العلامة الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله وشافاه- في كتابه ’’النّظائر‘‘(ص17): (( و جميع ما ذكرته ليس لي فيه من فضل سوى الجمع و التّرتيب، و بعد ديمومة النّقلة و التّرحال من كتاب إلى آخر، حتّى لو قلت لكلّ جملة منها: عودي إلى مكانِك لما بقيَ لي منها إلاّ النّزر اليسير )). وقسمت هذا المقال إلى قسمين : الأول : الرد على هذه البدعة . 1- بكتاب الله عز وجل . 2- بالسنة النبوية الصحيحة . 3- بأقوال السلف الصالح ومن سار على نهجهم . 4- بالعقل السليم . الثاني : الرد على بعض الشبهات المثارة حولها ( وأغلبها من الشبه المتمسك بها) وكما سبق فإنني راعيت الإختصار على قدر المستطاع حتى لا يمل القارئ وةتسنى للكثيرين القراءة . فللأسف هجرت المواضيع العلمية الطويلة ( إلا ما رحم ربي) . فنسأل الله التوفيق والسداد والإفادة والإستفادة . - القسم الأول : الرد على البدعة : 1- بكتاب الله عز وجل : مما لا يخفى أن كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور فمن تمسك به نجى ومن خالفه هلك. وقد تكلم الله عز وجل في أقوام ( سواء بالمدح أو الذم ) من المؤمنين والكافرين والمنافقين وغيرهم . وسأذكر لك أخي ( زادك الله حرصا) المنهج الرباني في الرد على المخالفين . لتعلم الحق المبين من رب العالمين لتكون على بصيرة من هذا الدين ( أي بدعة الموازنة وسميتها دينا لأن الكثيرين صاروا يدينون الله بها ويبدعون من تركها) قال عز وجل : (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)) [ المسد ] فجرح الله عز وجل أبا لهب وامرأته دون ذكرٍ لمحاسنهما ، ولا يخفى ماكان للعرب قديما من محاسن ، كإكرام الضيف والسخاء وخدمة الحجاج بل وعبادة الله في الشدة .وكانوا يقولون في حجهم : " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكا هولك وما ملكت" لكن لمّا كان المقام مقام تحذير لم يذكر الله عز وجل ذلك ولا قليل منه . وقال عز وجل عن باقي المشركين : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا...) [ التوبة : 28] وقال تبارك وتعالى أيضا ( محذرنا من بني إسرائيل) : (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [ البقرة : 42] وقال أيضا : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)[ البقرة : 44] وقال أيضا تبارك وتعالى : (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[ البقرة : 146]وغيرها كثير فعلى الرغم من محاسن بني إسرائيل الكثيرة كإيماننهم ببعض الكتاب ، وطاعتهم لبعض أوامر الله عز وجل وأوامر بعض الأنبياء وغيرهما ، لم يذكرها عز وجل . وقال أيضا تبارك وتعالى عن المنافقين : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) [ النساء : 142] وقال أيضا : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)[ النساء : 145] وقال أيضا تبارك وتعالى : (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ، وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ)[ التوبة : 67-68] وقال أيضا عز وجل : (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ، اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ، وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [ المنافقون : 1-4]وغيرها كثير فأين ذكر حسنات المنافقين الذين كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (بأفواههم فقط) وكانوا يصلون ويزكون ويحجون ( ولو نفاقا ) ؟ هذا هو المنهج الرباني في الرد على المشركين والمنافقين والكافرين . بل وهو نفسه في التحذير من غيرهم . قال تبارك وتعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [ آل عمران : 7] فيا أخي المسلم هذا هو المنهج الرباني في كيفية المعاملة مع المخالف والرد عليه , فلزمه توفق للخير واترك آراه الرجال وأهوائهم . 2- بالسنة النبوية الصحيحة : بعد الرد على هذه البدعة بالكتاب العزيز سأذكرك لك فصلا من هديه صلى الله عليه وسلم في التحذير من المخالفين وغيرهم لتعلم أي الفريقين أولى بالحق ( أهل الموازنات أو أهل السنة) عن عائشة وابن عباس –رضي الله عنهما- قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).[ رواه البخاري برقم : 3267 وغيره] عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم).[ رواه البخاري برقم : 4273 ومسلم برقم : 2665 وغيرهما) وعنها أيضا –رضي الله عنها- : أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: (بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة). فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، متى عهدتني فحاشاً، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره).[ رواه البخاري برقم : 5685 و أبو داود : 4792 وغيرهما] وعن فاطمة بنت قيس –رضي الله عنها- قالت : ... قالت: فلما حللت ذكرت له ؛ أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه. وأما معاوية فصعلوك لا مال له... ) [ رواه مسلم برقم : 1480 وغيره] فأنظروا يا عباد الله لمصلحة امرأة جرح النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهم ومعاوية –رضي الله عنهما- وهما من كبار الصحابة ولم يذكر حسناتهما ( وما أكثرها ) . فما بالك بمصلحة الدين ؟؟ و عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته )[ رواه البخاري برقم :3651] وعن أبي ذر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بعدي من أمتي (أو سيكون بعدي من أمتي) قوم يقرأون القرآن. لا يجاوز حلاقيمهم. يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية. ثم لا يعودون فيه. هم شر الخلق والخليقة).[ رواه مسلم برقم : 1067) وعن ابن أبي أوفى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الخوارج كلاب أهل النار) [ رواه ابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني في ظلال الجنة برقم : 904]. فهل وازن النبي صلى الله عليه وسلم للخوارج ؟ هل ذكر محاسنهم ؟ وعن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( القدرية مجوس هذه الأمة ....) [ رواه ابن أبي عاصم في السنة وحسنه العلامة الألباني في ظلال الجنة برقم : 338] هذا بعض ما ورد في هديه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخالف ( وهو كثير جدا لكن ذكرت البعض اختصارا) فهل يعتبر أهل الموازنات ؟؟ 3- الرد عليها بأقوال السلف الصالح ومن سار على نهجهم : عن ابن عباس، قال: بلغ عمر أن سمرة باع خمرا. فقال: قاتل الله سمرة. ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لعن الله اليهود. حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها).[رواه مسلم برقم : 1582] قلت : وسمرة من الصحابة –رضي الله عنه – لكن لم يذكر له عمر –رضي الله عنه- ولا حسنة عندما رد عليه . و عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم: أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بني إسرائيل، إنما هو موسى آخر، فقال: كذب عدو الله ...." [ رواه البخاري برقم : 3220 ومسلم برقم : 2380] والآن سأذكر لك – أخي القارئ- طرفا يسيرا جدا في منهج أهل السنة في الرد على المخالف : لما بلغ الإمام أحمد عن ابن أبي قتيلة أنه ذكر عنده أهل الحديث بمكة : فقال : ' قوم سوء' فقام الإمام أحمد وهو ينفض ثوبه ويقول : زنديق زنديق زنديق ، ودخل بيته ، فإنه عرف مغزاه "اهـ ملاحظة : إعتمدت على كتاب تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر –رحمه الله- ( فيما يأتي) لأنه يعد من أهم المراجع في جرح الرجال وتعديلهم . قال –رحمه الله- : إبراهيم بن محمد بن أبي يحي :قال يحي بن سعيد القطان : سأت مالكا عنه : أكان ثقة ؟ فقال : لا ، ولا ثقة في دينه . وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه : كان قدريا معتزليا جهميا كل بلاء فيه . وقال بشر بن المفضل : سألت فقهاء أهل المدينة عنه فكلهم يقولون : كذاب [83/1] إسحاق بن نجيح الملطي قال ابن حبان : دجال من الدجاجلة يضع الحديث صراحا . وقال ابن طاهر : دجال كذاب .[ 129/1] حديج بن معاوية بن حديج : قال النسائي : سيء الحفظ . وقال البزار : سيء الحفظ . [ 366/1] خالد بن عمرو بن محمد : قال أحمد بن سنان عن أحمد بن حنبل : منكر الحديث قال أبو حاتم : متروك الحديث ، ضعيف [528/1] عبد الله بن الوليد الوصافي : قال عنه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم : ضعيف الحديث وقال عمرو بن علي والنسائي : متروك الحديث [ 30/3] عبد الله بن الحروز الكوفي : قال البخاري : فيه نظر وقال الدارقطني : ضعيف [ 150/3] كثير بن قيس : قال الدارقطني : ضعيف [464/3] محمد بن عبد الله بن زياد الأنصاري : قال ابن الطاهر : كذاب . وقال أبة الفضل الهروزي : ضعيف . [ 606/3] وغيرهم بالآلاف فمن شاء فليراجع : تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر ميزان الإعتدال في نقد الرجال للحافظ الذهبي لسان الميزان للحافظ ابن حجر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الكامل في ضعفاء الرجال للجرجاني المغني في الضعفاء للحافظ الذهبي تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ المزي المجروحون وغيرهم .... وأتحدى أي شخص أن يجد الموازنات فيهم. أخي الكريم صاحب العقل السليم المتبع للحق موثره على الخلق ، هاك ردا يبصرك بالصواب . إذا جاء أحدهم وقال ما رأيك في فلان ، فإنه يريد خطبة ابنتي ؟؟ وأنت تعرف أن المسؤول عنه لص مثلا . فهل ستقول : 'هو رجل كريم له أخلاق ويشهد الصلوات لكنه لص' ؟. هل تعد هذا من النصح ؟ أليس غشا ؟ لعل السائل ينخذع ببعض الأخلاق الحميدة لهذا الرجل ، فتكون سببا في هدم أسرة . أو إذا جاءك آخر وقال : ما رأيك في علان ، فإنني أريد أن أقرضه مبلغا من المال ؟ وأنت تعلم أن المسؤول عنه لا يرد الدين . فهل ستقول : هو رجل متخلق مستقيم لكنه لا يرد الدين ؟؟. إذا قلتها ما نصحت للرجل . وهل يعقل إذا ألف أحدهم كتابا يرد على أحد الكفرة . فهل يفرد بحثا كاملا في ذكر حسناته ( ولا يخل إنسان من محاسن ) ؟ فإذا كان الكتاب في مائة صفحة ، فخمسون لذكر الحسنات والأخرى للسيئات . أهذا منهج رباني ؟؟ سبحان الله لو أخذنا بهذه البدعة لوجب علينا الموازنة لكل شخص ( لأنه لا دليل على التفريق ) حتى إبليس لا يجوز لك أن تحذر من مكايده دون ذكر حسناته . وقل مثل ذلك في فرعون وهامان وأبي بن خلف وأبا جهل وغيرهم ... نكتة : ينادى أصحاب منهج الموازنات دائما بذكر محاسن المخالفين ( من أهل البدع وغيرهم ) . فلماذا لا يوازنون لأهل السنة ؟ مثال : لو ألف أحدهم كتابا في فضائل الإمام أحمد أو ابن تيمية او ابن باز يجب عليه ذكر سيئاتهم ومساوئهم . فإن لم يفعل فقد هدم بدعته من أساسها . هذا ما تيسر في الرد على هذه البدعة ، وأعيد وأكرر أنني انتهجت منه الإختصار الشديد فلو ذكرت كل الأدلة على بطلانها لوصلت إلى سفر كبير . و صاحب السنة يكفيه دليل . القسم الثاني : الرد على بعض الشبهات المثارة حولها : هناك بعض الشبهات يستدل بها أهل الموازنات على بدعتهم ، وأنا سأذكر – إن شاء الله- طرفا منها وأرد عليها رد علميا .وأغلب هذه الشبه تعد من المتمسك بها عندهم , فعليها يبنون بدعتهم , فإذا انهارت القواعد لحق بها البنيان . الشبهة الأولى : إستدلالهم بقوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) [ البقرة : 219] فقالوا : الله عز وجل وازن للخمر والميسر فأثبت لهما النفع والمضرة . الرد من وجوه : الأول : ليس في كلام أهل التفسير ما يدل على أن الله عز وجل قد وازن للخمر والميسر, لهذا فمن فسرها كذلك فقد قال في القرآن برأيه ومن فعل هذا فليتبوأ مقعده من النار كما صح عنه صلى الله عليه وسلم . وإليك أخي الكريم تفسير هذه الآية . قال العلامة السعدي في تفسيره( ص: 90-91) : " أي : يسألك - يا أيها الرسول - المؤمنون عن أحكام الخمر والميسر وقد كانا مستعملين في الجاهلية وأول الإسلام فكأنه وقع فيهما إشكال فلهذا سألوا عن حكمهما فأمر الله تعالى نبيه أن يبين لهم منافعهما ومضارهما ليكون ذلك مقدمة لتحريمهما وتحتيم تركهما فأخبر أن إثمهما ومضارهما وما يصدر منهما من ذهاب العقل والمال والصد عن ذكر الله وعن الصلاة والعداوة والبغضاء - أكبر مما يظنونه من نفعهما من كسب المال بالتجارة بالخمر وتحصيله بالقمار والطرب للنفوس عند تعاطيهما وكان هذا البيان زاجرا للنفوس عنهما لأن العاقل يرجح ما ترجحت مصلحته ويجتنب ما ترجحت مضرته ولكن لما كانوا قد ألفوهما وصعب التحتيم بتركهما أول وهلة قدم هذه الآية مقدمة للتحريم الذي ذكره في قوله : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان) إلى قوله : ( منتهون )وهذا من لطفه ورحمته وحكمته ولهذا لما نزلت قال عمر رضي الله عنه : انتهينا انتهينا "اهـ . فمن كلامه –رحمه الله- يتبين أن الآية لا تدل أبدا على الموازنة كقوله : " فأمر الله تعالى نبيه أن يبين لهم منافعهما ومضارهما ليكون ذلك مقدمة لتحريمهما وتحتيم تركهما" . فيا من تستدل بهذه الآية هل تذكر الحسنات والسيئات للمخالف عند الرد عليها ليكون ذلك مقدمة للتحذير منهم وتحتيم تركهم ؟ وكقوله :" أكبر مما يظنونه من نفعهما" فجعل منافعها مجرد ظن لمن عهد شربها . فكذلك يا من يستدل بهذه الآية فحسنات أهل البدع مجرد ظن منك فقط . وكقوله : "وكان هذا البيان زاجرا للنفوس عنهما لأن العاقل يرجح ما ترجحت مصلحته ويجتنب ما ترجحت مضرته" . الوجه الثاني : ألا يعلم أصحاب الموازنات أن هذه الآية منسوخة ؟ فهل يصح الإستدلال بالآيات المنسوخة ؟ أعوذ بك ربي من جهل الجاهلين . فإذا علمنا أن هذه الآية منسوخة تقينا أن لها ناسخا وهو قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [ البقرة : 90] فأين الموازنات هنا ؟؟ لا وجود لها . الوجه الثالث : قال عز وجل : (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) فكذلك أهل البدع إثمهم أكبر من نفعهم . فإذا علم ذلك وجب تركهم وترك قراءه كتبهم . الشبهة الثانية : إستدلالهم بقوله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا... )[ آل عمران : 75] قالوا : الله عز وجل وازن لأهل الكتاب فذكر لهم حسنة وهي الأمانة وسيئة وهي الخيانة . الرد من أوجه : الأول : لا يوجد من فسر هذه الآية بالموازنات من أهل التفسير وغيرهم , فيجب البينة على من ادعى أن هذه الآية فيها موزنات . الثاني : قال الإمام القرطبي -رحمه الله- (تفسير القرطبي 4/116)قال: "الثانية: أخبر الله تعالى أن في أهل الكتاب الخائن والأمين، والمؤمنون لا يميزون ذلك، فينبغي اجتناب جميعهم، وخص أهل الكتاب بالذكر، وإن كان المؤمنون كذلك، لأن الخيانة فيهم أكثر، فخرج الكلام على الغالب، والله أعلم "اهـ قلت : فكذلك أهل البدع لا نميز حسناتهم من سيئاتهم فينبغي اجتناب جميعهم . الثالث :" إن الآية تدل على عكس ما يدعيه هؤلاء، فإن الآية ذكرت أناسا من أهل الكتاب يتسمون بالأمانة، وأناسا يتسمون بالخيانة، ولو كان القصد منها تقرير مبدأ الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات، لذكرت إيجابيات من وصفوا بالخيانة، وسلبيات من وصفوا بالأمانة، إذ هم كفار، ولهم سلبيات فظيعة تحبط عند الله ما لهم من إيجابيات" [ كلام للشيخ العلامة ربيع المدخلي في كتابه : منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والظوائف ] الشبهة الثالثة : إستدلالهم بحديث أبي هريرة –رضي الله عنه- في ترصده للشيطان وجاء فيه : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما فعل أسيرك البارحة). قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: (ما هي). قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة). قال: لا، قال: (ذاك شيطان).[ رواه البخاري برقم :2187و3151] قالوا : النبي صلى الله عليه وسلم وازن للشيطان فذكر له حسنة وهي الصدق وسيئة وهي الكذب . الرد من : الأول : سبحان الله حتى الشياطين نوازن لها ؟ هل أمرنا الله بذلك أو أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم ؟ هل سيحاسبنا الله عز وجل يوم القيامة إذا لم نوازن للشياطين وعلى رأسهم إبليس ؟ الثاني : ليس في الحديث أي دلالة لا الموازنات ، إنما هي من باب قبول الحق من أي جهة كانت .فلما قال الشيطان الحق قبل منه . فكذلك أهل البدع إذا قالوا الحق قبل منهم . الشبهة الرابعة : يستدل الكثير بكتاب ' سير أعلام النبلاء ' للحافظ الذهبي –رحمه الله- ، فإذا ترجم –رحمه الله- لأحدهم ( خصوصا من كان من أهل البدع) يذكر حسناته وسيئاته فمثلا قال في ترجمة الجهم بن صفوان ( 293/6) : " الكاتب المتكلم أسّ الضلالة ورأس الجهمية ، كان صاحب ذكاء وجدال ..."اهـ وقال في واصل بن عطاء ( 260/6): "البليغ الأفوه .... عرف بالغزال لتردده على سوق الغزل ليتصدق على النسوة الفقيرات... "اهـ فهذا جهل منهم إذ ان السير يعد كتاب تراجم لا كتاب جرح وتعديل . فقد ذكر فيه –رحمه الله- العالم والمحدث والفقيه والطبيب والأمير والملك والسطان والسني والمبتدع وغيرهم . فلو كان هؤلاء صادقين في رجوعهم للحافظ الذهبي لأخذوا بمنهجه في نقد الرجال في كتابيه : ميزان الإعتدال في نقد الرجال . و المغني في الضعفاء . فلم يوازن ولا لأحد منهم . هذا ما تيسر في الرد على هذه البدعة الشنيعة التي أريد من ورائها رفع أهل البدع وإسقاط أهل السنة ( فلو كانوا صادقين لوازنوا لأهل السنة لما ردوا عليهم ) ملاحظة : لم أذكر كلام العلماء المعاصرين في الرد على هذه البدعة فمن شاء الإستزادة فليراجع كتاب ' منهج أهل السنة والجماعة في نفد الرجال والكتب والطوايف ' للعلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي –حفظه الله- فسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . والله الموفق وكتبه : جمال بن عبد العزيز الربيعي ( أبو عاصم السّلفي ) |
|||
2011-06-05, 21:25 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
أخوك في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخانا الحبيب: جمال البليدي - جمّلكَ الله بالعلم والحلم - شكر الله لك سعيك وأدام عليك الصحة والعافية وطبت وطاب مسعاك وتبوأت من الجنة منزلا حفظك الله من كل مكروه وسوء وجعل الله ذلك في عداد حسناتك الموضوع الذي تطرقت له بشيء من البسط والبيان تعوزه الدقة والشمولية (لا تربت يمينك) ومن جهة أخرى - هذا البحث -لم تذكر ما له وما عليه ولعّلكَ تعذرني إن علمت أنني ممن كان يتبنّى هذا الرأي لعدة سنوات والله يحدث في أمره ما يشاء تبين لي – والحمد لله – بعد ذلك بالدراسة الخاصة القاصرة أن هذا القول رغم ما معه من الحق لا يخلو من مآخذ فَإنْ لَمْ تَكُنْ إِلاَّ الأَسِنَةُ مَركَبًا * فَمَا حِيْلَةُ المُضطَرِّ إِلاَّ رُكُوبُهَا ومع هذا وذاك – أخانا الحبيب(جمال)- لا تبخل عليّ بالجواب على هذه الأسئلة 1- القول بمنع الموازنة هل معناه أنّ حكمها التحريم ؟ 2- هل الموازنة مع أهل السنة المخطئين مثلها مع أهل البدع المنحرفين ؟ 3- هل حكم الموازنة في الترجمة أو التقويم مثله الموازنة في الرد والتحذير ؟ بعد أن تتكرم عليّ بالإجابة ، سيفتح باب النقاش العلمي الموضوعي-إن شاء الله- بلا جدال عقيم ولا خروج عن محل النزاع، كما هو الحال مع بعض من كان لك معهم نقاش علمي لكن بدون ثمار ، يعني من قِبلهم لا من جهتك أنت - زادك الله حرصاً - وأقول : تـَزَوَّدْ بِالـيَرَاعِ لـِخَوضِ حَرْبٍ *** بِهَا اشْتَدَّ الوَطِيَسُ عَلَى الأَعَادِي والى لقاء آخر - إن شاء الله - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||
2011-06-06, 06:22 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
بارك الله فيكم |
|||
2011-06-06, 08:53 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
جزاك الله خيرًا
موضوع جوهري يتناول قضية حساسة الله تعالى يقول لرسوله محمد صلى الله عليه و سلم: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} الزمر و قوله تعالى في حق الرسل و الانبياء: {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام هذا دليل على أن الشرك يفسد كل الأعمال الصالحة و ينسفها و أنه لا مجال للمجاملة في التوحيد لأي مخلوق مهما كان و لا شفاعة لأهل الشرك |
|||
2011-06-06, 15:29 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
جزاكم الله خيرا |
|||
2011-06-07, 21:36 | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة والله وبركاته: بداية أخي الفاضل : لست أبا عاصم فالتشابه في الأسماء فقط وما أنا إلا ناقل عنه. جوابي على سؤالك الأول: لم أقل بمنع الموازنة إنما قلت بعدم وجوبها في مقام النقد. أما عن التحريم فالأمر فيه تفصيل فإن كان الغرض منها تلميع أهل البدع ونشر باطلهم فلا شك في حرمتها وإن كان الغرض منها إلزام الناس بذكر محاسن المنتقد فهذا تكليف مالم يكلفنا الله تعالى به. جوابي على سؤالك الثاني: في مقام النقد لست ملزم بذكر المنتقد عليه سواء كان سنيا او مبتدعا بل تقتصر على ذكر الخطأ أما عن حكمها شرعا فقد تقدم في الجواب عليه في السؤال الأول. أما المقامات الأخرى كالترجمة فلك أن تذكر المحاسن سواء كان المترجم له سنيا أو مبتدعا . أما مقام التقييم فهذا مقام آخر لأن التقييم عبارة عن نقل لكلام أهل العلم في شخص ما جرحا أو تعديلا ثم الخروج بحكم على هذا الشخص. جوابي على سؤالك الثالث: تم الإجابة عليه في المشاركة الثانية فلا داعي للتكرار ويكفيك العنوان. |
||||
2011-06-07, 21:37 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
وفيكم بارك الله أختي جواهر نقية.
|
|||
2011-06-07, 21:38 | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
اقتباس:
وجزاكم الله بالمثل وزيادة التي هي رؤية وجهه الكريم في جنات النعيم
|
||||
2011-06-07, 21:39 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
|
|||
2011-06-10, 22:26 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
قول العلامة المحقق صالح آل الشيخ في منهج الموزانات ؟؟ س1: يقول: ما هو الصواب فيما لو سئل الواحد عن بعض أهل البدع، أو سئل عن كتبهم، هل يشنع عليه ما عنده ويذكر ما عنده من الأخطاء، أو يذكر محاسنه ومساوئه؟ رفع الله درجاتكم. الجواب: أهل البدع هم الذين يعملون بالبدع أو يدعون إليها. والبدعة: هي المحدثات في الدين قد تكون من جهة الاعتقاد وقد تكون من جهة العمل. والمبتدعة حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام «وإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» قال عليه الصلاة والسلام «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم»، وفي آية الأنعام قال جل وعلا ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾[الأنعام:159]، قال أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم (الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) هم أهل البدع. فالذين أحدثوا المحدثات في الاعتقادات أو في الأعمال ولازموها ويُطلق عليهم أصحاب البدع، والواحد منهم مبتدع. وهؤلاء هدي السلف فيهم أن لا يجالسوا، وأن يحذروا منهم ومن مقالاتهم ومن أعمالهم، وأن لا يثني عليهم إذا كان المقام مقام ردٍّ عليهم، أو إذا كان المقام بين العامة؛ لأن الثناء على المبتدع بين العامة إغراء باتباعه، وهو صاحب بدعة فإذا أثنيته عليه دللت الناس على بدعته. والمبتدعة في الجملة الحال معهم -من جهة ما يكثر الخلط فيهم في هذا الزمن- من الثناء عليهم أو من ذكر المحاسن والمساوئ ونحو ذلك، مقام أهل العلم مع أهل البدعة على حالتين: الحالة الأولى: أن كون مقام رد عليهم وتحذيرا، أن يكون مقام رد عليهم ومقام تحذير منهم، فهذا لا يناسب الثناء عليهم، والمبتدع لا يستحق الثناء أصلا، فإذا كان المقام مقام ردود ومقام تحذير فلا يجوز الثناء على مبتدع ولا على من سلك سبيلهم. أما إذا كان المقام مقام تقييم له ليس ردا عليه، فإن أهل العلم يذكرون ماله من الخير وما عليه من الشر، بإجمال دون تفصيل، مثل ما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله بعض محاسن المعتزلة حيث ردوا على اليهود والنصارى وعلى طائفة الدُّهرية وعلى كثير من طوائف الضلال من غير هذه الأمة، وأثنى على الأشاعرة مرة بردهم على المعتزلة؛ لكن إذا رد على المعتزلة سامهم ما يستحقون ولم يُثنِ عليهم البتة. فتجد أنه في هذا الوقت خلط كثير من الناس بين المقامين مقام الرد والتحذير ومقام الموازنة. التقييم هذا يكون على وجه الإجمال وأيضا على قلة. ومقام الرد هو الذي ينفع العامة فهذا هو الذي لا يجوز أن يثنى على مبتدع، فقد قال رافع بن أشرس فيما رواه ابن أبي الدنيا والخطيب في الكفاية وغيرهما قال: من عقوبة المبتدع أن لا تذكر محاسنه. يعني لأجل أن لا يقتدي الناس به. إذا تقرر هذا فتبقى قاعدة المسألة: وهي أنه لا يحكم على معيَّن بالبدعة إلا أهل العلم الراسخون، ليس الحكم بالبدع لعامة الناس، أو لعامة طلبة العلم، إنما هو لأهل العلم الراسخين، فإذا أثبت أهل العلم الراسخون أن فلانا مبتدع فإنه ينطبق عليه أحكام المبتدعة الذين ذكرنا. والكلام المجمل ربما ساغ يعني في غير المعين، الكلام على الطوائف والفئات بغير تعيين، أما إذا الكلام بالتعيين صار المقام أصعب؛ لأن في ذلك حكما والأحكام مرجعها العلماء، والناس في هذه المسالة بين طرفين، وطريقة أهل العلم وسط فيما بين الطرفين. والله أعلم.)))) مستل من شريط مفرغ بعنوان:وقفات مع كلمات لابن مسعود رضي الله عنه. ***ولفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله - كلام فيه زيادة على هذا ؛ كأنه ترتيب لكلام شيخ الإسلام - رحمه الله- : تفصيل الشيخ صالح عبد العزيز آل الشيخ في مسألة الموزانات بين السيئات والحسنات قال في شرح كشف الشبهات الشريط السادس : السؤال:هناك من العلماء من أخطأ في الأسماء والصفات، وقد أولوا بعض الصفات وهؤلاء العلماء لهم جهود كبيرة في خدمة هذا الدين والعلموالعلماء، فهل نحكم عليهم حكما على أهل الشرك من العلماء؟ الجواب: لا حاشا وكلا، الذي يخطئ في توحيد الأسماء والصفات يؤول بعض الصفات لا نحكم عليه بالكفر بل هو مبتدع مخالف عاصي، فهو ممن خلط عملا صالحا وآخر سيئا، ويجب النهي عما أخطأ فيه إذا كان مما أخطا فيه متعديا على الناس يعني منتشر في الناس، يجب التحذير من ذلك،إنكارا للمنكر حتى لا يقتدي الناس به فيما أخطأ فيه. وبعض الأئمة منهم أحمد وغيره، قيل له ترد على فلان وفلان ولهم من المقامات كذا وكذا، يعني من الصلاح والطاعة، فقال: ويلك أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم، ألا ترى كيف أدفع عنه من يقتدي به في سوئه حتى لا تعظم عليه ذنوبه يوم القيامة. يقول: أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم، ألا ترى كيف أدفع عنهم الإقتداء بهم في السوء حتى لا تعظم ذنوبهم يوم القيامة. هذا فقه عظيم ؛ لأن النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم توجب أن يبين خطأ المخطئ، حتى لا يتبعه الناس في خطئه، الذي صنف أو الذي دعا إذا أخطأ وأخطأ بخطئه اقتدى به أمم مع قرب الحق منهم وإن كان الوصول إليه، فلم يقانعوا بالحق ولم يأخذوا به فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ومن دعا إلى ضلالة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيء "، وقال أيضا في الحديث الآخر : " ؤمن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها ». فإذن التحذير من خطأ المخطئ في توحيد الأسماء والصفات أو بدعة المبتدع أو ضلال من ضل في بعض المسائل - هذا في مصلحته والإسلام أغلى من فلان أو فلان، حتى ولو كان ممن يشار إليهم من المصنفين القدماء أو المحدثين؛ لأن المقصود حذر التأثير فيما أخطأ فيه عن أن يتبع في ذلك، فالتنبيه ليجتنبهم. وكل رد له مقام، فأحيانا يكون المقام بذكر حسنات وسيئات، وتارة يكون المقام لا يجوز فيه أن تُذكر حسناته في مقام الرد، والسلف رحمهم الله تعالى في ردودهم على المخالفين تارة يذكرون ما لهم، وتارة لا يذكرون ما لهم بل يذكرون ما عليهم، وهذا لأجل تنوع المقام، فإن كان ذكر ما له في مقام الرد يُغْري به ويوقع الشبهة في تحسين كلامه فإنه يكون ذلك شبهة توقعها في الناس. مثلا ترد على الرازي مثلا في الأسماء والصفات أو في التوحيد بعامة، أو ترد على فلان، فتقول كان إمام مبرزا وكان ذا علوم، وكان العلماء لا يصلون إلى شيء من علومه، وحفظ كذا وكذا، الذي يقرؤه ينبهر يقول كل هذا ثم تريد أن أصدقك أنه أخطأ أنت من أنت؟ هل أنتفي مقامه؟ وهذا وقع في بعض من كتب في ردوده مدحا لمن رد عليه، يأتي القارئ له لا تتصور القارئ طالب علم، الشيء إذا نشر يقرؤه العامي، ويقرؤه واحد في بيته، ويقرؤه مثقف عادي، يقرؤه يقول طيب العلماء إذن كان هذا عالم وأنت الآن مجدته هذا التمجيد وأخطأ، فليش أنا آخذ كلامك ولا آخذ كلامه، فتقع الشبهة. لهذا هدي السلف في الردود أنه بحسب المقام تارة يذكرون ما له وما عليه، مثل ما ذكر شيخ الإسلام في مقامات ما للمخالفين وما عليهم وتارة لا يحسن أن يذكر ما له؛ لأنه قد يُغري ذلك الجاهل بالإقتداء به أو تكون المسألة فيها قولان واختلاف العلماء وكل يأخذ ما يشتهي. هذا تحقيق في مسألة ما أشيع أو ما كثر الكلام عليه في مسألة الحسنات والسيئات وفي ذكر الحسنات والسيئات، فيكون تحقيق المقام: أن هذا يختلف فإذا كان المقام مقام تقييم له فيذكر ما له وما عليه؛ وإذا كان المقام مقام رد عليه فلا تذكر حسناته إذا كان في ذكرها إغراء لقَبول ما قال عند بعض الجهلة؛ لأن هذا يحجب عن قبول الحق الذي يأتي به الرأي . |
|||
2011-06-10, 22:27 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
قول فضيلة الشيخ العلاَّمة / عبد المحسن العبَّاد حفظه الله |
|||
2011-06-10, 22:28 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
في ذم منهج الموازنات وبيات علامات أهل البدع للشيخ محمد سعيد رسلان ـ حفظه الله عناصر المحاضرة :
|
|||
2011-06-10, 22:30 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
قاعدة الموازنة بين الحسنات والسيّئات من الغريب أن اللهُ تعالى يقول: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ} [النحل: 128]، وبعضُ الناس يريد إلغاءَ شرط التقوى، ويقول: مهما كان في المسلمين من تقصير فهم منصورون؛ لأنَّ عدوَّهم شرٌّ منهم، فهو شيوعيّ، أو علمانيّ، أو صهيونيّ، أو صليبيّ حاقد ...!!! وهكذا تعمل قاعدة الموازنات عملها السيِّئ في الأمَّة، حتى تذرَهم ينسجون خيوطاً من أوهام الأمجاد والعزِّ، وكأنَّهم يريدون حذفَ تلك الآيات من المصحف، بل كأنَّهم يريدون أن يخاصموا ربَّهم، إذ لم يعمل ههنا بقاعدة الموازنات، التي مقتضاها أن ينصر المسلمين دائماً؛ ما دام الكفَّارُ شرّاً منهم بلا شكّ!! روى الإمام أبو نعيم في الحلية (5/303) من طريق ابن المبارك، عن مسلمة بن أبي بكر، عن رجل من قريش: "أنَّ عمرَ بن عبد العزيز عهد إلى بعضِ عُمَّاله: عليك بتقوى الله في كلَّّ حال يَنزل بك، فإنَّ تقوى الله أفضلُ العُدَّة، وأبلغُ المكيدة، وأقوى القوة، ولا تكن في شيءٍ من عداوة عدوَِّك أشدَّ احتراساً لنفسك ومَن معك من معاصي الله، فإنَّ الذنوبَ أخوفُ عندي على النَّاس من مكيدة عدوِّهم، وإنّّما نعادي عدوَّنا، ونستنصرُ عليهم بمعصيتهم، ولولا ذلك لم تكن لنا قوَّةٌ بهم، لأنَّ عددَنا ليس كعددهم، ولا قوتَّتَنا كقوَّتهم، فإنْ لا نُنْصَرْ عليهم بمقتنا لا نغلبْهم بقوَّتنا. ولا تكونُنَّ لعداوةِ أحدٍ مِن النَّاس أحذرَ منكم لذنوبكم، ولا أشدَّ تعاهداً منكم لذنوبكم، واعلموا أنَّ عليكم ملائكةَ الله حفظةٌ عليكم، يعلمون ما تفعلون في مسيركم ومنازلكم، فاستحيُوا منهم، وأحسنوا صحابَتَهم، ولا تؤذوهم بمعاصي الله، وأنتم زعمتم في سبيل الله. ولا تقولوا إنَّ عدوَّنا شرٌّ منَّا، ولن يُنصَروا علينا وإن أذْنبْنا، فكم من قوم قد سُلِّط ـ أو سُخِط ـ عليهم بأشرَّ منهم لذنوبهم، وسَلُوا اللهَ العَوْنَ على أنفسكم، كما تسألونه العونَ على عدوِّكم، نسأل الله ذلك لنا ولكم. وارْفُقْ بِمَن مَعك في مسيرهم، فلا تَجشّمْهم مسيراً يُتعبُهم، ولا تقْصُرْ بهم عن منزلٍ يرْفُقُ بهم، حتى يُلْقَوْا عدوَّهم والسفرُ لم يُنقصْ قوَّتهم ولا كراعَهم؛ فإنَّكم تسيرون إلى عدو مقيمٍ، جَام الأنفس والكراع، وإلاَّ ترفُقُوا بأنفسكم وكراعكم في مسيركم يكن لدعوِّكم فضلٌ في القوة عليكُم في إقامتِهم في جمام الأنفس والكُراع، والله المستعان. أقِم بِمَن معك في كلِّ جمعة يوماً وليلةً لتكون لهم راحة يجمُّون بها أنفسهم وكراعهم، ويرمون أسلحتهم وأمتعتهم، ونَحِّ منزلَك عن قرى الصُّلح، ولا يدخلها أحدٌ من أصحابك لسوقهم وحاجتهم، إلاَّ مَن تثقُ به وتأمنُه على نفسه ودينه، فلا يصيبوا فيها ظلماً، ولا يُتُزُوَّدوا منها إثْماً، ولا يرزَؤون أحداً مِن أهلها شيئاً إلاَّ بحقٍّ، فإنَّ لَهم حُرمةً وذِمَّةً ابتُلِيتُم بالوفاء بها كما ابْتُلُوا بالصبَّر عليها، فلا تَستَنصِروا على أهلِ الحربِ بظلمِ أهلِ الصُّلح. ولْتَكن عيونُك مِن العرب مِمَّن تَطمئن إلى نُصحِه مِن أهلِ الأضِ، فإنَّ الكَذوب لا ينفَعُكَ خبَرُه وإنْ صَدَقَ في بعضِه، وإنَّ الغاشَّ عَينٌ عَليك ولَيس بعَينٍ لَك". قلتُ: بهذه الخُطبةِ البديعة بيَّن عمرُ بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ خطورةَ هذه القاعدة؛ لأنَّها تعملُ على وَأْدِ النَّقْد الذَّاتيّ وحرمان المسلمين من محاسبة أنفسهم، فكيف بالاطّلاع على عيوبهم؛ إذ لا يزالُ أهلها يشعرون بأنَّهم أُتُوا من قِبَل عُتُوِّ عدوِّهم، لا من قِبَل أنفُسهم. ومن ثَمَّ يُتبرَّعُ (للمجاهدين) بقداسة تشبه العِصمةَ، ومَن جاء يصحِّح صاحوا فيه: مثبِّطٌ! مثبِّطٌ! ومَن جاء ينتقد حاصوا منه وأسَرُّوا مجمعين: عميل! عميل! ولهذا كان قولُ عمر بنِ عبد العزيز ـ رحمه الله ـ السابق: "ولا تقولوا إنَّ عدوَّنا شرٌّ منَّا ..." حجَّةً قويّةً لإسقاط هذه القاعدة الغَويَّة، ولا يزال المسلمون يقرؤون القرآنَ، فيجدون اللهَ يعلِّق النَّصرَ على التقوى والصبر والصلاح، كمثل قوله تعالى: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ} [آل عمران: 120]، وقوله: {بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: 125]، وقوله: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [آل عمران: 186]. وإذا كان هؤلاء يوجبون على المسلمين أن يُؤَيِّدوا كلَّ الثورات المزعوم أنَّها إسلاميّة؛ بحجَّة الولاء للمسلمين والبراء من الكافرين، فهل يجرُؤون على أن يوجبوا على الله أن ينصُرَ المسلمين على ما فيهم، وأن يلغي شرطَ التقوى والإخلاص والمتابعة؟ وإذا كانوا يُشنِّعون على أهل السنَّة محاسبَتَهم النّاسَ في عقيدتهم، فهل يفعلون هذا مع ربِّهم الذي لم يسكتْ قطُّ عن محاسبّةِ المجاهدين في أدنى الأخطاء؟ ففي غزوة بدرٍ رأى النبيُ صلى الله عليه وسلم مفاداةَ الأسرى دون قتلهم، وذلك قبل تشريعها، فنزل قولُه تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 67-68]. وقد عدَّ عمر بنُ الخطاب رضي الله عنه ما وقع في هذه القصة أحدَ سبَبَيْ هزيمةِ المسلمين يومَ أُحُد كما في مسند أحمد وصحيح مسلم، فقال: "لَمَّا كان يوم أُحد من العام المقبل، عوقبوا بما صنعوا يومَ بدر من أخْذهم الفداء، فقُتل منهم سبعون، وفرَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، وكُسرتْ رُباعيتُه، وهُشمت البيضةُ على رأسه، وسال الدَّم على وجهه ...." ومذهبُ الموازنة بين الحسنات والسيِّئات معناه عند مُخترعيه في هذه الأيام: النَّظر في أحوال الرَّجل المراد انتقادُه، ثمَّ ذِكر حسناته إلى جنب سيِّئاته، وزعم أصحابُه أنَّ الإنصاف لا يتمُّ إلاَّ بهذا، فطعنوا بهذه القاعدة الغريبة في السَّلف الصالح من الفقهاء والمحدِّثين، الذين لا يزالون يُجرِّحون مَن يستحقُّ التجريحَ دون تعرُّضٍ لذِكر حسناتِه، ولا يرون ذلك لازماً لهم. بل قرأتُ لبعضهم دعوى أنَّه لا يجوز ذِكر مبتدعٍ بما عليه إلاَّ بذِكر ما له، بل سمعتُ بعضَهم وقرأتُ لآخرين دعوى أنَّه يجب تطبيقُ هذه القاعدةَ حتَّى مع الكفار، وزعموا أنَّ الله يذكر حسنات الكفَّار مقابِلَ سيِّئاتِهم ليُنصِفهم! بل اشتطُّوا في الأمر حتى زعموا أنَّ الله لم يكتَف بذِكر مساوئ الخمر والميسر حتى ذكر حسناتهما فقال: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ...} [البقرة: 219]، وهو كما ترى!! وهذه القاعدة ما وضَعوها إلاَّ لِحمايةِ البدعِ وأهلِها، وذلك أنَّ بعضَ المنتسبين إلى السنَّة تربَّوْا بين أحضان أهل البدع، حتى إذا أحبَّتهم قلوبُهم وأُشربَت بعض بدعهم، ثمَّ جاءت سِهامُ السنَّة ترفع اللِّئامَ عن دعوات متبوعيهم، قالوا: لا تنسوا حسناتهم! وبهذا التَّميُّع لَم يبق صاحبُ بدعة إلاَّ ستروه، حتى الرافضي، اللَّهمَّ إلاَّ حركيي جزيرة العرب، فإنَّ منهم مَن استثنى الروافض! على أنَّهم إذا انتقدوا أهلَ السنَّة السلفيين لَم يُراعوا لهم ذِمَّة، ولا عرفوا لهم حسنة!! وكان من مساوئ هذه القاعدة تأييد جميع الثورات المزعوم أنَّها إسلامية؛ بزعم أنَّ الذين يواجهونهم كفارٌ أو علمانيون، ولَم يراعوا في ذلك شروط الجهاد، ولَم يتبيَّنوا حال المزعوم أنَّهم مجاهدون، بل يكفي عندهم رفعُ رايةِ الإسلام، أيّ إسلام!! ويا وَيْحَ مَن يسأل عن عقيدةِ هؤلاء، فإنَّ هذا ليس وقته عندهم! أمَّا أن يسأل عن اتباعهم للسُّنَّة وعملهم بالحديث، فهذا أبعدُ من أن يتباحثوه!! ومسألة الموزانة هذه فنَّدها أهلُ العلم، وخير مَن كتب فيها ـ فيما علمت ـ العلاَّمةُ ربيع بن هادي المدخلي في كتابه "منهج أهل السنَّة والجماعة في نقد الكتب والطوائف والرِّجال"، فارجع إليه؛ فإنَّه نفيسٌ! السبيل إلى العز و التمكين " للشيخ عبد المالك رمضاني |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
منهج, الموازانات, بيعة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc