سهل متيجة هو مجموعة من سهول في المنطقة الوسطى من
شمال الجزائر على طول الشريط الساحلي بحوالي 100 كلم طولا ومن 15 إلى 20 كلم عرضا بمساحة إجمالية حوالي 1300 كلم مربع يخترق أقاليم ولايات بومرداس، الجزائر العاصمة، تيبازة والبليدة، وتتخلله عدة وديان تصب في البحر.
الذي يشهد تأكلا متتاليا ومستمرا من مساحته بفعل التوسع العمراني العشوائي.
-تربة سهل متيجة:
تعتبر تربة سهل متيجة من أخصب الأتربة وأجود الأراضي الزراعية في العالم لمناخه المتنوع يميل إلى الإعتدال والماطر والمشمس أحيانا.
-سهل متيجة والمياه:
يزخر سهل متيجة بمياه سطحية كون تخترقه عدة وديان مثل وادي الناظور، وادي مزفران، وادي الحراش، وادي الحميز، وادي الرغاية ووادي بودواو، ومياه جوفية بكميات هائلة.
-أهمية سهل متيجة قديما:
أولت السلطات الإستعمارية الفرنسية أهمية بالغة لهذا السهل الساحلي وقسمته إلى بساتين لشتى أنواع الفواكه والخضروات حسب نوعية التربة، أين إحتضن عدة تجارب زراعية من مهندسين زراعيين، ويعتبر المهندس كليمون من له الفضل في فاكهة كليموتين التي حملت إسمه فيما بعد بتطعيم شتلات الأرانج بالماندرين.
ويعرف عن السهل بالسلة الغذائية لفرنسا الإستعمارية.
وينتج به أجود أنواع الحمضيات عالميا، وكذا أجود الكروم، إضافة إلى شتى أنواع للخضروات.
-تاريخ سهل متيجة:
عرف سهل متيجة مقاومة شعبية مسلحة ضد الإستعمار الفرنسي بعد إستسلام العثمانيين وتسليم مفاتيح الجزائر، أين رفع أبناء الشعب الجزائري لواء المقاومة ضد الغزاة، وطلبوا حتى المدد من ساكنة بلاد القبائل، وإستجاب للنداء قائد عروش "إفليسن أوملال" -حسين بن محمد زعموم- للذي أنزل هزيمة نكراء بجحافل الغزاة الفرنسيين.
-سهل نتيجة حاضرا:
بعد إستقلال الجزائر ظل ما تبقى من سهل متيجة الذي يشهد إنحصارا في مساحته يوم
بعد يوم بسبب التوسع العمراني، إلى مد البلاد بمختلف أنواع الحمضيات وأنواع شتى من الخضروات، أما الكروم فقد أختفت من السهل.
-الخاتمة:
حفاظا على ما تبقى من مساحات ضيقة من هذا السهل الذائع الصيت خلال الحقبة الإستعمارية لجودة تربته، على سلطات البلاد الكف عن الإنتهاكات المستمرة لهذه الأراضي الخصبة التي لا مثيل لها، وحظر التوسعات العمرانية داخل محيط هذا السهل.
بقلم الأستاذ محند زكريني