إلـى أُمّـيْ...أُمّي كَبُرتُ وظَلَّ الطِّفلُ يَسكنني. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إلـى أُمّـيْ...أُمّي كَبُرتُ وظَلَّ الطِّفلُ يَسكنني.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-09-19, 13:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ينابيع الصفاء
محظور
 
إحصائية العضو










Lightbulb إلـى أُمّـيْ...أُمّي كَبُرتُ و ظَلَّ الطِّفلُ يَسكنني.

إلـى أُمّـيْ...أُمّي كَبُرتُ و ظَلَّ الطِّفلُ يَسكنني.

أُمّي كَبُرتُ و ظَلَّ الطِّفلُ يَسكنني.

كأنَّه البَعضُ مِنْ روحي و مِنْ بَدني
أحسُّهُ فيَّ فيْ صَمتي و في صَخبي
و في سُروري و أحزاني و في شَجني
أغفو فيغفو معي بالهَمْسِ مُرتجِلاً
صدى حَكاياكِ قبلَ النَّومِ في أذُني
يَزورني في الرؤى طيفاً فأحضُنهُ

بكلِّ ما فيَّ مِنْ شَوقٍ و يَحضُنني
يَبكي مَعـي حينما أبكي على زمنٍ
دَفنتهُ تحتَ أنقاضٍ مِـنَ الزَّمنِ
******
يلومُني فيكِ يـا أُمّـي فأعذرهُ
على المـَلامةِ لـكنْ ليـسَ يَعذرني
عَيناهُ بحرانِ مِـنْ شكٍّ و مِـنْ قلقٍ
و دَمعُ عينيهِ مـثلَ الـمَوجِ يُغرِقني
و صوتـهُ سابـحٌ حولي ككوكبةٍ
مـِنَ المَحاذيرِ تَنهاني و تأمـرني
يلومني فيكِ يا أُمّـي و ليس مـعي
عذرٌ سوى أنَّ أوجـاعي تُمزِّقني
سَفحتُ في كـفِّهِ دَمعي ليسأَلهُ
عَـنِ الإجابةِ لـكنْ ظـلَّ يَسألني
لِما كَبُرتَ..؟ أنا..! هُمْ كلُّهمْ كـَبُروا
فمَنْ يُحاسِبهمْ أو مَـنْ يُحاسِبني
كُنَّا ندور مَعاً في خيطِ سُبْحتِها
مِنْ أوِّلِ الصَّحوِ حتَّى آخرِ الوَسنِ
ثمَّ انفرطنا و مَـا زالـتْ أصابِعُها
تُقبِّلُ الخيطَ في شَوقٍ و في شَجنِ

هـي السِّنينُ الَّتي تمحو مَلامحنا
يا للقبيحِ الَّذي يأتي على الحَسَنِ
كَبُرتُ حقَّاً..! أرى وجهي فأُنكرُهُ
و حينَ أسألهُ : مَـنْ أنتَ؟ يُنكِرُني
كَبُرتُ حقَّا..! و أظفارُ الأسى حَـفرتْ
في سَحنتي ألفَ تذكارٍ مـِنَ المِحَنِ
كَبُرتُ حقَّا..! و شابتْ فيَّ ذاكرتي
حـتَّى صَحا الطِّفلُ في روحي فذكَّرَني
******
أمَّي أضعتُ طريقَ البيتِ في طُـرقٍ
تلتفُّ مـثل الأفاعي داخلَ المُدُنِ
أعْدو وراءَ أمـانٍ لا مكانَ لـهُ
و مِـنْ ورائي أشباحي تُطارِدُني
أبكي عَـليَّ فـلا يبكي مَـعي أحدٌ
في غُربتي أو يواسيني و يَسمعني
هذي بـلادٌ بـلا قلبٍ قَتلْتُ لها
قلبي الَّذي كـادَ بالأحزانِ يَقتلُني
رميتهُ عندَ رِجليها فمـا رضيَتْ
و بعتها كلَّ أحلامي بـلا ثمنِ
هذي البلادُ المَنافي لستُ أعرِفُها
و لمْ تكنْ قَـطُّ يا أمَّاهُ تَعرِفني

*******
أُمّي و أُمّي و أُمّي كـيفَ أعزفـها
على فَـمي نَغماً في السِّرِ و العَـلنِ
هَلْ تَسمعينَ دَمي يَهتزُّ في جَـسدي
مِـنْ وَقعِها حينما تهتزُّ في أُذني
إنِّـي أعـودُ إليكَ اليومَ مُنكسِراً
أحـبو إلـيكِ وأشواقي تُسابقني

عصيتُ قلبي سنيناً في رضـاكِ فهلْ
جنَّاتُ عَـدْنٍ علـى كفَّيكِ تقبلني
مُدِّي يديكِ أنا أطفو على ألمٍ
كالبَحرِ يَلفظني حيناً و يَبلعني
مُدَّي دَعاءكِ عندَ الفَجرِ أشرعةً
بَيضاءَ يرفعها شَوقي على سُفني

مُدِّي وشاحكِ شطآناً ألـوذ بها
مِنْ غربتي عنكِ يا داري و يا وطني
مُدِّي إليَّ و لو نعشاً و لو كفناً
يا مَنْ تمنَّيتُ لو منديلها كَفَني
و عانقيني أنـا روحٌ بـلا جسـدٍ
و أنتِ آخـرُ فِردوسٍ يُعانـقني

بقلم ابراهيم طيار.
18– 6 - 2009









 


آخر تعديل ينابيع الصفاء 2012-05-07 في 16:08.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc