﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-11-14, 17:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
miramer
عضو محترف
 
الصورة الرمزية miramer
 

 

 
إحصائية العضو










Lightbulb ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾

قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا
هذه القصة ترويها كتب التفسير سبباً لنزول هذه الآية، لكن صياغة هذه الآية صياغة دقيقة:
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا﴾
يَغُضُّوا فعل مضارع فيه إخبار، فكيف نوفق بينه وبين قُلْ، قال علماء التفسير: إن هناك فعل أمر مقدر، قل للمؤمنين غضوا أبصاركم، والمؤمنون سرعان ما غضوا أبصارهم، فقل للمؤمنين غضوا أبصارهم يغضوا من أبصارهم، في هذه الصياغة استنباط دقيق جدا، هو أن المؤمن ما إن يستمع إلى أمر الله سبحانه وتعالى حتى يسارع في غض بصره، أو في تنفيذ أمر الله، ليس هناك وقت بين سماعه الأمر وبين تنفيذه، فمجرد أن يستمع المؤمن إلى أمر الله سبحانه وتعالى مباشرة ينفذ هذا الأمر، غضوا أبصاركم يغضون من أبصارهم، قال عزوجل:
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾
(سورة الأحزاب: من الآية36)
أي لا اجتهاد في مورد النص، وما دام الله سبحانه وتعالى أمر بهذا الأمر المحكم الواضح الصريح فلا اختيار، ولا اجتهاد، ولا تعلل، ولا اعتذار، ولا تعليق، ولا حذف، ولا أي شيء من هذا.

الأمر الإلهيّ ينفَّذ بشكل مستمر:
شيء آخر ؛ هو أن الأمر الإلهي لا ينفذ مرة واحدة، ولكنه ينفذ بشكل مستمر، مما يؤكد هذا أن هذا الأمر الإلهي جاء في صيغة المضارع، أي يغضوا من أبصارهم، إنهم دائمون على غض البصر، إنهم مستمرون في غض البصر، فغض البصر شيء مستمر في حياة المؤمن، بل إن من شأن المؤمن أن يغض بصره، الفعل المضارع يفيد الاستمرار، فالشأن الثابت من شؤون المؤمن أنه يغض بصره.
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾
معنى غض البصر:

الآن معنى غض البصر إطباق الجفن على الجفن لمنع الرؤية، ومعنى غض البصر أن يطرق الإنسان بصره نحو الأرض، أطرق بصره، أي حوّله إلى الأرض، أو أن يحوله إلى جهة أخرى، إما أن تحوله إلى الأرض، أو أن تحوله إلى جهة أخرى، أو أن تطبق الجفن على الجفن، وترتاح من هذا المنظر، فإذا كنت راكبا مركبة عامة، أو في مركبة خاصة، ولم تكن أنت الذي تقود هذه المركبة، فإذا بدت لك امرأة بإمكانك أن تطبق جفنك الأعلى، وتبتعد بنفسك عن هذا المنظر، فإذا كنت محتاجا إلى عينيك في قيادة مركبة، أو في السير عندئذ تنظر إلى الأرض، أو تحول بصرك من جهة إلى أخرى إن كانت المرأة على الرصيف الأيمن، فلك أن تحوله إلى الرصيف الأيسر، فغض البصر إما منع الرؤية، أي إطباق الجفن على الجفن، أو توجيه النظر إلى الأرض، أو توجيه النظر إلى جهة غير الجهة التي فيها المرأة، هذا من معاني غض البصر، طبعا غض البصر هذا المصطلح ورد في الشعر الجاهلي، يقول عنترة العبسي، وهو في الجاهلية:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
وفي بيت آخر:
فغض الطرف إنك من نميـــر فلا كعبا بلغت ولا كــلابا
***

وغض البصر مما يزيد المرأة كمالا، فأحد الشعراء يصف امرأة فيقول:

و ما سعاد غداة البين إذا رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول
***

غضيض الطرف، أي أن يكون الطرف نحو الأسفل، هذا من لوازم الحياء.
إذاً غض البصر إطباق الجفن الأعلى على الجفن الأسفل، أو تحويل النظر من جهة إلى جهة، أو توجيه النظر إلى الأرض.

المعاني المستفادة من كلمة ( مِنْ ):
المعنى الأول: التبعيض:
لكن الشيء الذي يلفت النظر أن كلمة ( مِنْ ) تفيد التبعيض، فلم يقل الله عز وجل: قل للمؤمنين يغضوا أبصارهم، ويحفظوا فروجهم، ولم يقل: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم، ويحفظوا من فروجهم، بل قال:
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾
لماذا ؟ لأن ( مِنْ ) حرف جر أصلي يفيد التبعيض، أعطني مما عندك، أيْ أعطني بعض الذي عندك، أعطني من هذه القطع قطعة، فمن تفيد التبعيض، أي أن الله سبحانه وتعالى يقول: إن المؤمنين يغضون أبصارهم عن بعض المبصرات التي حرمها الله عز وجل، فلك أن تنظر إلى زوجتك، ولك أن تنظر إلى أختك، ولك أن تنظر إلى عمتك، ولك أن تنظر إلى خالتك، ولك أن تنظر إلى بنت أخيك، ولك أن تنظر إلى بنت أختك، ولك أن تنظر إلى أم زوجتك، ولك أن تنظر إلى الفروع مهما دنوا، وإلى الأصول مهما علوا، لكن الذي حرم عليك أن تنظر إلى امرأة أجنبية لا تحل لك.
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾
مِن هنا جاءت ( من ) للتبعيض، أي ليس كل النظر إلى النساء محرما، بل إلى صنف من نساء أجنبيات عنك، لا يحللن لك.
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾
فهذه ( مِنْ ) للتبعيض.

المعنى الثاني: غض البصر بملء العين عما أحل الله:
معنى آخر، أي أن المؤمنين يغضون بعض أبصارهم عن المبصرات التي أحلها الله لهم، فإذا أحلّ الله لك النظر إلى أمك، أو إلى أختك، أو إلى ابنتك، أو إلى زوجة ابنك، أو إلى عمتك، أو إلى خالتك، أو إلى أم زوجتك فلا ينبغي أن تنظر إلى هؤلاء النساء اللاتي يحل لك أن تنظر إليهن بملء العين، وأن تكرر النظر فهذه (مِنْ) للتبعيض، فعليك ألاّ تنظر إلى بعض النساء، وهن الأجنبيات اللواتي لا يحللن لك، أو إذا نظرت إلى اللواتي يحللن لك فلا ينبغي أن تنظر إليهن بملء النظر، بملء العين، ولا أن تديم النظر، ولا أن تكرر النظر، هذا المعنى الثاني المستفاد من كلمة ( مِنْ ).
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾
المعنى الثالث: ابتداء الغاية:

المعنى الثالث المستفاد من كلمة ( مِنْ ) أنها هنا لابتداء الغاية، يؤكد هذا المعنى ما ورد في حديث صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ ))
[البخاري مسلم واللفظ له، أبو داود ]
هناك الاستماع، والنطق، وهناك اللمس، وهناك الحركة، وهناك الانتقال.

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا﴾
أعينهم، وآذانهم، وأيديهم، وأرجلهم، أن يغضوا بدءا من أعينهم، وما تلا ذلك، فهذه ثلاثة معان مستفادة من كلمة (مِنْ) في هذه الآية.
منها: التبعيض، أي لك أن تنظر إلى بعض النساء، وعليك ألا تنظر إلى بعضهم الآخر، فالنساء اللواتي أحل الله لك أن تنظر إليهن هؤلاء المحارم لك أن تنظر إليهن، أما النساء الأجنبيات فلا يحل لك أن تنظر إليهن، هذا المعنى الأول.
والمعنى الثاني: إذا سمح لك أن تنظر إلى المرأة التي أحلها الله لك كالأم، والأخت، والعمة، والخالة، والبنت، وبنت الأخ، وبنت الأخت، وزوجة الابن، وأم الزوجة، إن سمح لك بالنظر إلى هؤلاء النسوة فلا ينبغي أن تنظر إليهن بملء العين، بل غض بصرك، فلا تنظر إليهن بملء العين، ولا تدم النظر، ولا تكرر النظر، هذا هو المعنى الثاني المستفاد من كلمة (مِنْ) في قوله تعالى:

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾
والمعنى الثالث، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ ))
[البخاري مسلم واللفظ له، أبو داود]
أي قل للمؤمنين أن يغضوا أعينهم، وألسنتهم، وآذانهم، وأيديهم، وأرجلهم عما لا يحل لهم، أي بدءا من العين، وما تلا ذلك.

المعنى الرابع: عدم اتباع النظرة بنظرة أخرى:
المعنى الرابع لـ ( مِن ) يؤكدها حديثُ بُرَيْدَةَِ رَفَعَهُ قَالَ:

(( يَا عَلِيُّ، لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ ))
[الترمذي، أبو داود، أحمد]
فهنا ( مِنْ ) للتبعيض، فإذا نظرت إلى امرأة أجنبية لا تحل لك فغض البصر، وغض البصر يكون في النظرة الثانية، لأن الأُولى ليس لك إرادة في وقوعها.
هذه المعاني الأربعة المستفادة من كلمة ( من ) في قوله تعالى:

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾
هذا الذي يؤكد المعنى الرابع من قوله تعالى:
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
﴿قُلْ, أَبْصَارِهِمْ, لِلْمُؤْمِنِينَ, مِنْ, يَغُضُّوا, فُرُوجَهُمْ﴾, وَيَحْفَظُوا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc