مساوئ الأخلاق ومذمومها - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مساوئ الأخلاق ومذمومها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-12-16, 13:47   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ثانيًا: ذَمُّ الجَزَع والنَّهي عنه في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

(بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهطٍ


الرهط من الرجال ما دون العشرة

وقيل: إلى أربعين، ولا يكون فيهم امرأة

ولا واحد له من لفظه.

((عمدة القاري)) للعيني (14/291).


سريَّة

السرية: طائفة من الجيش يبلغ أقصاها

أربعمائة تبعث إلى العدو.

((عمدة القاري)) للعيني (14/291).


عينًا

عينًا: أي: جاسوسًا ((عمدة القاري)) للعيني (14/291).

قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين. فتركوه، فركع ركعتين

ثمَّ قال: لولا أن تظنُّوا أنَّ ما بي جَزَعٌ لطوَّلتها

اللَّهمَّ أحصهم عددًا )

https://dorar.net/hadith/sharh/23240

رواه البخاري (3045).

- عن عمرو بن تغلب:

((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بمال أو سبي

فقسَّمه، فأعطى رجالًا وترك رجالًا

فبلغه أنَّ الذين ترك عَتَبُوا، فحمد الله ثمَّ أثنى عليه

ثمَّ قال: أما بعد، فوالله إنِّي لأعطي الرَّجل

وأدع الرَّجل، والذي أدع أحبُّ إليَّ مِن الذي أعطي

ولكن أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم مِن الجَزَع والهلع

وأَكِلُ أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم مِن الغنى والخير

فيهم عمرو بن تغلب. فوالله ما أحبُّ أنَّ لي بكلمة

رسول الله صلى الله عليه وسلم حُمْر النَّعم


حمر النعم: هي الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب.

((شرح النووي على مسلم)) (15/178).


https://dorar.net/hadith/sharh/8064

رواه البخاري (923).

(أي: من شدة الألم والضجر الذي يصيب نفوسهم

لو لم يعطوا من الغنيمة، فأعطيهم تأليفًا لقلوبهم

وتطييبًا لنفوسهم)


((منار القاري)) لحمزة محمد قاسم (2/254).

- عن جندب بن عبد الله قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((كان فيمن كان قبلكم رجلٌ به جُرْح

فجَزِعَ، فأخذ سكِّينًا، فحَزَّ


فحزّ: قطع بها يده من غير إبانة.

((إرشاد الساري)) للقسطلاني (5/424).


بها يده، فمَا رَقَأ

فما رقأ: أي لم ينقطع.

((إرشاد الساري)) للقسطلاني (5/424).


الدَّم حتى مات، قال الله تعالى:

بَادَرَني عبدي بنفسه، حرَّمت عليه الجنَّة ))


https://dorar.net/hadith/sharh/150791

رواه البخاري (3463) ومسلم (113) واللَّفظ للبخاري.

قال العيني: (قوله: ((فجَزِع))

أي: لم يصبر على الألم)


((عمدة القاري)) (16/47).

- عن محمود بن لبيد

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((إذا أحبَّ الله قومًا ابتلاهم، فمَن صبر فله الصَّبر

ومَن جَزِع فله الجَزَع


https://dorar.net/hadith/sharh/36159

رواه أحمد (5/427) (23672)

ومعنى الحديث: (من يرد الله به خيرا أوصل إليه مصيبة

ليطهره به من الذنوب، وليرفع درجته)

((إرشاد الساري)) للقسطلاني (8/342).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الجَزَع









 


رد مع اقتباس
قديم 2021-12-18, 14:29   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أقوال السَّلف والعلماء في الجَزَع

- (قال محمد بن كعب القرظي:

الجَزَع: القول السَّيِّئ، والظَّنُّ السَّيِّئ)


رواه البخاري معلقًا بصيغة الجزم قبل حديث (1301).

- وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للأشعث بن قيس:

(إنَّك إن صبرت؛ جرى عليك القلم وأنت مأجورٌ

وإن جَزِعت؛ جرى عليك القلم وأنت مأزورٌ)


((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 288).

- وعن الحسن، قال: (لما حضرت سلمان الوفاة، بكى

فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد الله

وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

قال: ما أبكي جَزَعًا على الدُّنيا

ولكن عهد إلينا عهدًا فتركنا عهده

عهد إلينا أن يكون بلغة


بلغة: كفاية. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (8/ 419).

أحدنا مِن الدُّنيا كزاد الرَّاكب. فلمَّا مات نظر فيما ترك

فإذا قيمته ثلاثون درهمًا)


رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (13/36) (9912).

- و(قال رجل مِن الحكماء:

إنَّما الجَزَع والإشفاق قبل وقوع الأمر

فإذا وقع فالرِّضا والتَّسليم)


((الكامل)) للمبرد (4/32).

- وقال عمرو بن دينار: قال عبيد بن عمير: (ليس الجَزَع

أن تدمع العين، ويحزن القلب

ولكن الجَزَع: القول السَّيِّئ والظَّنُّ السَّيِّئ)


((عدة الصابرين)) لابن القيِّم (ص 99).

- (وسئل القاسم بن محمد عن الجَزَع

فقال: القول السَّيِّئ والظَّنُّ السَّيِّئ)


((عدة الصابرين)) لابن القيِّم (ص 99).

- و(قال بعض الحكماء:

إن كنت تجزع على ما فات مِن يدك

فاجزع على ما لا يصل إليك)


((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 289).

- و(قال ابن السَّماك: المصيبة واحدة

فإن جَزِع صاحبها فهما اثنتان.

يعني فقد المصاب، وفقد الثَّواب)


((ربيع الأبرار)) للزمخشري (3/98).

- و(قال منصور بن عمار: مَن جَزِع مِن مصائب الدُّنيا

تحوَّلت مصيبته في دينه)


((الرسالة القشيرية)) (1/74).

- وقال الماوردي:

(إنَّ مَن خاف الله عزَّ وجلَّ صبر على طاعته

ومَن جزع مِن عقابه وقف عند أوامره)


((أدب الدنيا والدين)) (ص 361).

- وقال الجاحظ:

(وهذا الخُلُق – أي الجَزَع - مُرَكَّب مِن الخُرْق


الخرق: الجهل والحمق. ((لسان العرب)) لابن منظور (10/ 75).

والجُبْن، وهو مستقبح إذا لم يكن مجديًا ولا مفيدًا)

((تهذيب الأخلاق)) المنسوب للجاحظ (ص 34).

- وقال ابن حزم:

إنَّ إظهار الجَزَع عند حلول المصائب مذمومٌ

لأنَّه عجَز مُظْهِرُه عن مِلك نفسه، فأظهر أمرًا لا فائدة فيه

بل هو مذموم في الشَّريعة

وقاطع عمَّا يلزم مِن الأعمال وعن التَّأهُّب

لما يتوقَّع حلوله ممَّا لعلَّه أشنع مِن الأمر الواقع

الذي عنه حدث الجَزَع .. فلمَّا كان إظهار الجَزَع مذمومًا

كان ضدُّه محمودًا، وهو إظهار الصَّبر

لأنَّه ملك النَّفس، واطِّراحٌ لما لا فائدة فيه

وإقبال على ما يَعُودُ ويُنْتَفَع به في الحال وفي المسْتَأنف.

وأمَّا استبطان الصَّبر فمذمومٌ

لأنَّه ضعفٌ في الحسِّ، وقسوةٌ في النَّفس وقلَّةُ رحمة.

وهذه أخلاق سوء، لا تكون إلَّا في أهل الشَّرِّ

وخبث الطَّبيعة، وفي النُّفوس السَّبُعيَّة الرَّديئة.

فلمَّا كان ذلك نتيجة ما ذكرنا، كان ضدُّه محمودًا

وهو استبطان الجَزَع؛ لما في ذلك مِن الرَّحمة والرِّقة

والشَّفقة والفهم لقَدْر الرزيَّة. فصحَّ بهذا أنَّ الاعتدال

هو أن يكون المرء جَزُوعَ النَّفس صَبُور الجسد

بمعنى أن لا يظهر في وجهه

ولا في جوارحه شيء مِن دلائل الجَزَع)


((رسائل ابن حزم)) (1/406).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الجَزَع










رد مع اقتباس
قديم 2021-12-19, 13:45   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أقسام الجَزَع

الجَزَع على قسمين:

1 - الجَزَع في الخطايا.

2 - الجَزَع في المصائب.

وفي ذلك يقول سعيد بن جبير عندما سئل عن الجَزَع:

(الجَزَع على نحوين: أحدهما في الخطايا

أن يجزع الرَّجل إليها، والآخر في المصائب

فأمَّا جزع المصيبة: فهو ألَّا يحتسبها العبد عند الله

ولا يرجو ثوابها، ويرى أنَّه سوءٌ أصابه، فذلك الجَزَع

ويفعل ذلك وهو متجلِّدٌ


متجلد: من الجلد القوة والصبر.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 125).


لا يبين منه إلَّا الصَّبر)

رواه ابن أبي الدنيا في ((الصبر والثواب)) (ص 129).

آثار الجَزَع

1 - الدُّعاء على النَّفس

((فيض القدير)) للمناوي (1/330).

2 - يورث الحسرة، وبقاء النَّدامة:

(قيل للأحنف: إنَّك لصبورٌ على الجَزَع!

فقال: الجَزَع شرُّ الحالين؛ يباعد المطلوب

ويورث الحسرة، ويُبقي على صاحبه النَّدم)


((المجالسة وجواهر العلم)) لأبي بكر الدينوري (5/113).

3 - ليس مع الجَزَع فائدة:

(كان أبو بكر الصِّدِّيق إذا عزَّى عن ميت

قال لوليه: ليس مع العزاء مصيبة

ولا مع الجَزَع فائدة)


رواه ابن عبد البر في ((التمهيد)) (19/325).

4 - فوات الأجر، وتضاعف المصيبة:

قال ابن القيِّم:

(الجَزَع لا يفيد إلَّا فوات الأَجر وتضاعف المصيبة)


((طريق الهجرتين)) (ص 218).

5 - الجَزَع يورث السَّقم:

قال الفضيل بن عياض:

(إنَّ الجَزَع يورث السَّقم، وبالسَّقم يكون الموت

وبالبُرْء تكون الحياة)


((التذكرة الحمدونيَّة)) لابن حمدون (1/183).

6 - زيادة البلاء.

7 - سوء الظن بالله، وعدم الثقة به سبحانه.

8- انتفاء كمال الإيمان.

9 -عدم الرضا بالمقدور، وعجزه عن فعل المأمور.

10- استحقاق العذاب في الآخرة.

11- قلق النفس واضطرابها.

12- الجَزِع يشقى به جلساؤه، ويمله أقرباؤه

((نضرة النعيم)) (9/4357).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الجَزَع










رد مع اقتباس
قديم 2021-12-20, 16:32   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أسباب الوقوع في الجَزَع

1- تذكُّر المصَاب حتى لا يتناساه

وتصوُّره حتى لا يَعْزُب عنه


يعزب: يغيب. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 597).

، ولا يجد مِن التِّذكار سَلْوَة، ولا يخلط مع التَّصور تعزية

وقد قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه:

لا تستفزُّوا الدُّموع بالتَّذكُّر


ذكره الجاحظ في ((البيان والتبيين)) (3/102)

2- الأسف وشدَّة الحسرة، فلا يرى مِن مصابه خلفًا

ولا يجد لمفقوده بدلًا؛ فيزداد بالأسف وَلَهًا، وبالحسرة هلعًا.

ولذلك قال الله تعالى: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا

بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ الحديد: 23[.]


((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 298).

3- كثرة الشَّكوى، وبثُّ الجَزَع

فقد قيل في قوله تعالى: فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً [المعارج: 5].

إنَّه الصَّبر الذي لا شكوى فيه، ولا بثٌّ


((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 298).

4- اليأس مِن جبر مصابه، وطلابه

فيقترن بحزن الحادثة قنوط الإياس، فلا يبقى معهما صبرٌ

ولا يتَّسع لهما صدرٌ.

وقد قيل: المصيبة بالصَّبر أعظم المصيبتين.


((لسان العرب)) لابن منظور (14/167).

5- أن يغرى بملاحظة مَن حِيطَت سلامته

وحرست نعمته، حتى الْتَحَف بالأمن والدَّعة


الدعة: السكون والراحة. ((لسان العرب)) لابن منظور (14/167).

، واستمتع بالثَّروة والسَّعة، ويرى أنَّه قد خُصَّ

مِن بينهم بالرَّزيَّة بعد أن كان مساويًا، وأفرد بالحادثة

بعد أن كان مكافيًا، فلا يستطيع صبرًا على بلوى

ولا يلزم شكرًا على نعمى. ولو قابل بهذه النَّظرة ملاحظة

مَن شاركه في الرَّزيَّة، وساواه في الحادثة لتكافأ الأمران

فهان عليه الصَّبر وحان منه الفرج


((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 298).

6- ضعف الإيمان: قال القاسمي:

الجَزَع واليأس مِن الفرج عند مسِّ شرٍّ قُضِى عليه ...

ممَّا ينافي عقد الإيمان)


((محاسن التأويل)) (6/499).

قال ابن القيِّم:

(وإذا اطمأنَّ إلى حكمه الكوني:

عَلِمَ أنَّه لن يصيبه إلَّا ما كتب الله له

وأنَّه ما يشاء كان، وما لم يشأ لم يكن.

فلا وجه للجَزَع والقلق إلَّا ضعف اليقين والإيمان.

فإنَّ المحذور والمخوف:

إن لم يُقَدَّر فلا سبيل إلى وقوعه

وإن قُدِّر فلا سبيل إلى صرفه بعد أن أُبْرِم تقديره.

فلا جَزَع حينئذ لا ممَّا قُدِّر ولا ممَّا لم يُقَدَّر)


((مدارج السالكين)) (2/483).

7- عدم الاستعانة بالله في المصيبة.

8- عدم النَّظر إلى مَن هم أشدُّ منه مصيبة وغمًّا وألـمًا.

9– العَجْز: قال ابن القيِّم:

(الجَزَع قرين العَجْز وشقيقه...

فلو سُئِل الجَزَع: مَن أبوك؟ لقال: العَجْز)

((عدة الصابرين)) (ص 18).

10- ترك الرِّضا بما يوجب القضاء.

11- عدم توطين النَّفس على وقوع المكروه:

قال أبو حاتم: (السَّبب المؤدِّي إلى إظهار الجَزَع

عند فِرَاق المتواخين هو: ترك الرِّضا بما يوجب القضاء

ثمَّ ورود الشَّيء على مُضْمَر الحشا


المضمر من الضمير: وهو السر وداخل الخاطر.

والمضمر: الموضع والمفعول.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (4/492).

الحشا: ما اضطمت عليه الضلوع.

انظر: ((تاج اللغة وصحاح العربية)) للجوهري (4/492).


بعدما انطوى عليه قديمًا، فمَن وطَّن نفسه

في ابتداء المعاشرة على ورود ضدِّ الجميل عليها مِن صحبته

وتأمَّل ورود المكروه منه على غفلته

لا يُظْهِر الجَزَع عند الفراق، ولا يشكو الأسف

والاحتراق إلَّا بمقدار ما يوجب العِلْمُ إظهاره)


((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (297-298).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الجَزَع










رد مع اقتباس
قديم 2021-12-24, 12:55   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

النَّهي عن تمنِّي الموت جزعًا

حين يعلم المؤمن أنَّ صبره على المصائب

والآلام مكفِّرٌ لسيِّئاته، ورافعٌ لدرجاته

ويُسجَّل له مع كلِّ شعورٍ بألم أجرٌ عند الله تعالى

يناله ثواب عظيم وكرامة عنده في دار الجزاء

يرى أنَّه في خيرٍ عظيمٍ، وفضلٍ جسيمٍ مِن الله تعالى

ويرى أنَّ تمنِّيه الموت تخلُّصًا مِن المصائب هروبٌ مِن الحياة

وفرارٌ مِن مسؤوليَّة الابتلاء، وخروجٌ مِن سوق تجارة رابحة

أضعافًا مضاعفة، لذلك فهو لا يتمنَّى الموت ليتخلَّص

مِن مصائبه وآلامه، ويلاحظ المؤمن أنَّ طول أجله فرصةٌ له

ليزيد مِن حسناته إن كان مِن المحسنين

وليتوب ويصلح مِن حاله إن كان مِن المسيئين

لكلِّ ذلك نهى الرَّسول صلى الله عليه وسلم

الذين آمنوا عن تمنِّي الموت... روى البخاريُّ ومسلم

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((لا يتمنَّى أحدكم الموت لضرٍّ أصابه

فإن كان لا بدَّ فاعلًا فليقل: اللَّهمَّ أحيني ما كانت الحياة

خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي


رواه البخاري (6351)، ومسلم (2680).

وهذا الحديث يدلُّ على أنَّ الأفضل للمؤمن

أن لا يتدخَّل في طلب الموت مِن ربِّه مطلقًا

وأن يترك أمر الأجل لمقادير الله في خلقه

ولحكمته في عباده.


ولذلك لم يَدْعُ خبَّاب بن الأرَتِّ على نفسه بالموت

مع أنَّه وصل إلى حالة رأى فيها

أنَّ الموت أحبُّ له مِن الحياة.


روى البخاريُّ عن قيس بن أبي حازم

قال: دخلنا على خباب بن الأرت رضي الله عنه نعوده

وقد اكتوى سبع كيَّات، فقال:

((إنَّ أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدُّنيا

وإنَّا أصبنا ما لا نجد له موضعًا إلَّا التُّراب.

ثمَّ قال: ولولا أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نهانا

أن ندعو بالموت لدعوت به


https://dorar.net/hadith/sharh/151026

رواه البخاري (5672).

وإنَّا أصبنا ما لا نجد له موضعًا إلَّا التُّراب:

أي أصبنا مِن المال ما لا نجد له موضعًا نضعه فيه

أن نبني به ونعمِّر بيوتًا وبساتين.


وقد حدَّث خباب نفسه بالموت ولم يطلبه

مخافة أن تنقص الدُّنيا والأموال التي زادت عنده مِن منزلته

عن أصحابه الذين سبقوا إلى ربِّهم

قبل أن تُفْتَح الدُّنيا على المسلمين.



وهذه التَّربية الإسلاميَّة مِن شأنها أن ترفع معنويَّات المسلمين

في الحياة، وتشدُّ عزائمهم، وتنفي السَّأم والضَّجر عن نفوسهم

وقلوبهم، وتضع بينهم وبين الطَّريق التي تنحدر

بكثير مِن النَّاس إلى الانتحار سدًّا منيعًا.


أمَّا من ترك الإيمان بالله واليوم الآخر

وكفر بالمفاهيم الإسلاميَّة العظيمة

تولَّد في نفسه السَّأم والضَّجر مِن الحياة عند أوَّل ضرٍّ يمسُّه

ومع تتابع أحداث الضَّجر مرةً بعد مرةٍ، تتكثَّف في نفسه

ضغوطٌ قاتلةٌ، لا تجد لها منفذًا تتنفَّس منه؛ لأنَّ المتَنَفَّس الوحيد

لا يأتي إلَّا عن طريق الإيمان بالله، واليوم الآخر

والرِّضى عن الله فيما تجري به مقاديره

مراقبة الأجر العظيم الذي أعدَّه الله للصَّابرين.

وبعد تكثُّف ضغوط الضَّجر والسَّأم مِن الحياة دون أن تجد

متنفَّسًا سليمًا، تحَدْثُ حالة الانفجار النَّفسي

وهذا الانفجار ينتهي به إلى الانتحار أو إلى الجنون

أو إلى الجريمة البشعة، أو إلى إدمان المسكرات والمخدِّرات

وفي كلِّ ذلك شرٌّ مستطيرٌ، وبلاءٌ كبيرٌ.



أمَّا المؤمنون فهم مِن هذا البلاء بعافية والحمد لله

وبلاد المسلمين هي أسلم البلاد وأنقاها مِن جرثومة

هذا الوباء، وذلك بسرِّ الوقاية العجيبة التي يصنعها الإيمان

وتغذيها عناصر التَّربية الإسلاميَّة.


وقد أصيب بعض أبناء المسلمين في هذا العصر بأمراض

أهل الكفر، لـمَّا تسرَّب إليهم داء الكفر بالله

وبمقاديره وحكمته، والكفر باليوم الآخر وما فيه

مِن جزاء بالثَّواب أو بالعقاب.



اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد

يمكنه من خلال الروابط التالية

الأمثال في الجَزَع

ذم الجَزَع في واحة الشِّعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر










رد مع اقتباس
قديم 2021-12-25, 13:08   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُق التَّنْفِير

معنى التَّنْفِير لغةً:

مادة (نفر) أصلها يدلُّ على تجافٍ وتباعدٍ

ومِن ذلك نَفَر الحيوان وغيره، بمعنى تجافيه وتباعده عن مكانه

ونَفَرَ يَنْفِر نُفُورًا ونِفارًا: إِذا فَرَّ وذهب

والنَّفْر: التَّفرُّق، ونَفَرَ الظَّبْيُ وغيره نَفْرًا ونَفَرانًا: شَرَدَ


((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/459)

((الصحاح)) للجوهري (2/833)

((لسان العرب)) لابن منظور (5/227).


معنى التَّنْفِير اصطلاحًا:

التَّنْفِير: هو أن تَلْقَى النَّاس أو تعاملهم

بالغِلْظَة والشِّدَّة ونحو ذلك

ممَّا يحمل على النُّفور مِن الإسلام والدِّين


((نضرة النعيم)) (9/ 4297).

صور التَّنْفِير

هناك صور عدَّة مِن صور التَّنْفِير

نذكر هنا طرفًا منها، وهي كالتَّالي:


1- تعامل الداعية مع الناس بأسلوب فيه نوع من الشدة

والغلظة والجفوة وافتقاد الرفق واللين.


وهذا السلوك يجعل الناس ينفرون مِن دعوته

ولا يستجيبون لتعاليمه، وهذا تصديقًا لقول

رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((إنَّ الدِّين يُسْرٌ، ولن يُشَادَّ الدِّين أحدٌ إلَّا غلبه

فسدِّدوا وقاربوا، وأبشروا

https://www.dorar.net/hadith/sharh/1474

رواه البخاري (39) واللَّفظ له، ومسلم (2816).

ولا شك (أنَّ الغلوَّ مخالفٌ للفطرة البشريَّة

لا يمكن تحمُّله والالتقاء معه، وسلوك الغُلَاة مِن الغلظة والجفوة

وأسلوبهم مِن التَّشدُّد والتَّعْسِير. كلُّ ذلك ينفِّر النَّاس

مِن الاستجابة للدَّعوة، ويصدُّهم عنها...)


((ظاهرة الغلو في الدين في العصر الحديث))

لمحمد عبد الكريم حامد (ص 371).


2- الأخذ بالعزيمة والحمل على الأخذ بها

والإعراض عن الرخص التي شرع الله الأخذ بها

مما يوقع الناس في المشقة، مع أنَّ الله -تبارك وتعالى

- يحبُّ أن تُؤتى رُخَصه كما يحبُّ أن تُؤتى عزائمه.


3- تقنيط النَّاس مِن رحمة الله -تبارك وتعالى-

وتيئيسهم مِن التَّوبة، وازدراء المذنبين ونبذهم

وربَّما وصل الحال للاعتداء عليهم بالشَّتم والأذيَّة البدنيَّة

وكلُّ هذا مِن صور التَّنْفِير التي نهى عنها

المصطفى صلى الله عليه وسلم.


فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ رجلًا على

عهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله

وكان يُلَقَّب حمارًا، وكان يُضْحِك

رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشَّراب

فأُتِي به يومًا، فأَمَر به فجُلِد

فقال رجل مِن القوم: اللَّهمَّ الْعَنْهُ، ما أكثر ما يُؤتى به؟

فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:

((لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلَّا أنَّه يحبُّ الله ورسوله


https://www.dorar.net/hadith/sharh/148731

رواه البخاري (6780).

. وفي حديث آخر

((أُتِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بسكران

فأَمَر بضربه، فمنَّا مَن يضربه بيده

ومنَّا مَن يضربه بنعله، ومنَّا مَن يضربه بثوبه

فلمَّا انصرف، قال رجلٌ: ما له؟! أخزاه الله!

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا تكونوا عون الشَّيطان على أخيكم


https://www.dorar.net/hadith/sharh/11203

رواه البخاري (6781).

(فقد علَّل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم نهيه

عن لعن شارب الخمر بأنَّ ذلك اللَّعن سيكون

عونًا للشَّيطان على المسلم، فربَّما ازداد نفورًا

فإنَّ العقوبة تُقَدَّر بقَدْرِ الجُرْم

فربَّما ازدادت فأدَّت إلى أثرٍ عكسيٍ)


((مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر))

لعبد الرحمن بن معلا اللويحق (2/698).


4- تغليب الترهيب على الترغيب في الدعوة إلى الله.

5- القسوة عند الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر

وعدم التَّروي والتَّمهُّل فيه.


6- تنفير الأئمَّة للنَّاس مِن الصَّلاة بإطالتها

مخالفين بذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتخفيف.


7- التَّنْفِير في التَّعليم

وذلك إمَّا بالزَّجر والسَّبِّ والضَّرب للمتعلم

بما يدفعه للعزوف عن تعلُّم العلم.


8- مخاطبة النَّاس بما لا يتحمَّلونه: كالاختلافات بين الفقهاء

وأقوال المتكلِّمين في المعتقدات

وغيرها مِن الأمور التي قد لا يستوعبها البعض

أو يفهمونها على غير فهمها الصَّحيح.


9- مخالفة العلم للعمل والقول للفعل:

قال حكيم: (أفسد الناس جاهل ناسك وعالم فاجر

هذا يدعو الناس إلى جهله بنسكه

وهذا يُنفِّر الناس عن علمه بفسقه)


((موارد الظمآن لدروس الزمان))

لعبد العزيز السلمان (2/17).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق التَّنْفِير










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-12-26 في 12:54.
رد مع اقتباس
قديم 2021-12-26, 13:08   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذَمُّ التَّنْفِير والنَّهي عنه في السنة النبوية

- عن أبي مسعود الأنصاري قال:

((جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فقال: يا رسول الله، إنِّي والله لأتأخَّر عن صلاة الغداة

مِن أجل فلان ممَّا يطيل بنا فيها، قال: فما رأيتُ

النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قطُّ أشدَّ غضبًا في موعظة منه يومئذ

ثمَّ قال: يا أيُّها النَّاس، إنَّ منكم مُنَفِّرِين؛

فأيُّكم ما صلَّى بالنَّاس فليوجز

فإنَّ فيهم الكبير والضَّعيف وذا الحاجة


https://www.dorar.net/hadith/sharh/13458

رواه البخاري (702)، ومسلم (466).

(مُنَفِّرين: يعني يُنَفِّرُون النَّاس عن دين الله)

((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (3/ 617).

. فلقد (جاءت هذه الشَّريعة السَّمحة

باليُسر والسُّهولة، ونَفْي العَنَت والحَرَج. ولهذا فإنَّ الصَّلاة

-التي هي أجلُّ الطَّاعات- أمر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

الإمام التَّخفيف فيها، لتتيسَّر وتَسْهُل على المأمومين

فيخرجوا منها وهم لها راغبون.

ولأنَّ في المأمومين مَن لا يطيق التَّطويل، إمَّا لعجزه

أو مرضه أو حاجته، فإن كان المصلِّي منفردًا

فليطوِّل ما شاء؛ لأنَّه لا يضرُّ أحدًا بذلك.


ومِن كراهته صلى الله عليه وسلم للتَّطويل

الذي يضرُّ النَّاس أو يعوقهم عن أعمالهم، أنَّه لما جاءه

رجل وأخبره أنَّه يتأخَّر عن صلاة الصُّبح مع الجماعة

مِن أجل الإمام الذي يصلِّي بهم، فيطيل الصَّلاة

غضب النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا

وقال: إنَّ منكم مَن يُنَفِّر النَّاس عن طاعة الله

ويكرِّه إليهم الصَّلاة ويثقِّلها عليهم

فأيُّكم أمَّ النَّاس فليوجز، فإنَّ منهم العاجزين وذوي الحاجات)


((تيسير العلام شرح عمدة الأحكام)) للبسام (ص 141).

- عن أبي موسى الأشعري

أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذًا إلى اليمن

فقال: ((يسِّرا ولا تعسِّرا، وبشِّرا ولا تُنَفِّرا،

وتطاوعا ولا تختلفا


https://www.dorar.net/hadith/sharh/148938

رواه البخاري (3038)، ومسلم (1733).

قال ابن حجر:

(قال الطِّيبيُّ: هو معنى الثَّاني، مِن باب المقابلة المعنويَّة

لأنَّ الحقيقيَّة أن يقال: بشِّرا ولا تنذرا وآنسا ولا تنفِّرا،

فجمع بينهما ليعمَّ البِشَارة والنِّذارة والتَّأنيس والتَّنْفِير.

قلت: ويظهر لي أنَّ النُّكتة في الإتيان بلفظ البِشَارة

-وهو الأصل- وبلفظ التَّنْفِير -وهو اللَّازم- وأتى بالذي بعده

-على العكس- للإشارة إلى أنَّ الإنذار لا يُنْفَى مطلقًا،

بخلاف التَّنْفِير: فاكتفى بما يلزم عنه الإنذار، وهو التَّنْفِير،

فكأنَّه قيل: إن أنذرتم فليكن بغير تنفير)


((فتح الباري)) (8/61).

- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا

رواه البخاري (69)، ومسلم (1734).

قال النَّووي:

(جمع في هذه الألفاظ بين الشَّيء وضدِّه

لأنَّه قد يفعلهما في وقتين، فلو اقتصر على ((يسِّروا))

لصدق ذلك على مَن يسَّر مرَّةً أو مرَّات وعسَّر في معظم الحالات،

فإذا قال: ((ولا تعسِّروا)) انتفى التَّعْسِير في جميع الأحوال

مِن جميع وجوهه، وهذا هو المطلوب،

وكذا يقال في ((يسِّرا ولا تنفِّرا وتطاوعا ولا تختلفا))

لأنَّهما قد يتطاوعان في وقتٍ، ويختلفان في وقتٍ،

وقد يتطاوعان في شيء، ويختلفان في شيء.

وفي هذا الحديث الأمر بالتَّبشير بفضل الله، وعظيم ثوابه

وجزيل عطائه، وسعة رحمته، والنَّهي عن التَّنْفِير

بذكر التَّخويف، وأنواع الوعيد محضةً، مِن غير ضمِّها

إلى التَّبشير، وفيه تأليف مَن قَرُب إسلامه،

وترك التَّشديد عليهم، وكذلك مَن قارب البلوغ

مِن الصِّبيان ومَن بلغ، ومَن تاب مِن المعاصي،

كلُّهم يُتَلطَّف بهم، ويُدْرَجون في أنواع الطَّاعة

قليلًا قليلًا. وقد كانت أمور الإسلام في التَّكليف

على التَّدريج؛ فمتى يسَّر على الدَّاخل في الطَّاعة

-أو المريد للدُّخول فيها- سَهُلَت عليه، وكانت عاقبته -

غالبًا- التَّزايد منها، ومتى عَسُرَت عليه أوشك

أن لا يدخل فيها، وإن دخل أوشك

أن لا يدوم أو لا يَسْتَحْلِيَها)


((شرح النووي على مسلم)) (21/41).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق التَّنْفِير










رد مع اقتباس
قديم 2021-12-28, 13:42   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

الوسائل المعينة على ترك التَّنْفِير

1- التَّأسِّي بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم

في دعوته، وتأليفه لقلوب النَّاس.


2- أن يستشعر الدَّاعية حاجة النَّاس إلى الدَّاعية البصير

الهيِّن اللَّيِّن، الذي يقرِّبهم مِن الله ويحبِّبهم إليه.


3- خوف الدَّاعية مِن أن يكون سببًا في ضلال النَّاس

وإبعادهم عن الدِّين بسب تعامله الفظ الغَلِيظ

وأنَّ ذلك قد يعرِّضه لعقاب الله -تبارك وتعالى- وانتقامه.


4- أن يُلِمَّ الدُّعاة بفقه الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر

فيقوموا بهذا الواجب على بصيرة وعلم.



و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر










رد مع اقتباس
قديم 2021-12-28, 17:28   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُق الظلم

معنى الظلم لغةً:

أصل الظلم: الجور ومجاوزة الحد

يقال: ظَلَمه، يَظْلِمُه ظَلْمًا، وظُلْمًا، ومَظْلمةً

فالظَّلْمُ مَصْدرٌ حقيقيٌّ

والظُّلم الاسم، وهو ظالم وظَلوم.

وأصل الظلم، وضع الشيء في غير موضعه


((النهاية)) لابن الأثير (3/161)

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 1134)

((المصباح المنير)) للفيومي (ص 146).


معنى الظلم اصطلاحًا:

هو: (وضع الشيء في غير موضعه المختص به

إمَّا بنقصان أو بزيادة

وإما بعدول عن وقته أو مكانه)


((مفردات ألفاظ القرآن)) للراغب الأصفهاني (537).

وقيل: (هو عبارة عن التعدِّي

عن الحق إلى الباطل وهو الجور.

وقيل: هو التصرُّف في ملك الغير، ومجاوزة الحد)


((التعريفات)) للجرجاني (ص 186).

- الفرق بين الجور والظلم:

(الجور خلاف الاستقامة في الحكم

وفي السيرة السلطانية تقول: جار الحاكم في حكمه

والسلطان في سيرته، إذا فارق الاستقامة في ذلك.

والظلم ضرر لا يستحق ولا يعقب عوضًا

سواء كان من سلطان، أو حاكم، أو غيرهما

ألا ترى أنَّ خيانة الدانق والدرهم تسمَّى ظلمًا

ولا تسمى جورًا، فإن أخذ ذلك على وجه القهر

أو الميل سمِّي جورًا وهذا واضح

وأصل الظلم نقصان الحق، والجور العدول عن الحق

من قولنا: جار عن الطريق. إذا عدل عنه

وخلف بين النقيضين، فقيل في نقيض الظلم الإنصاف

وهو إعطاء الحق على التمام

وفي نقيض الجور العدل

وهو العدول بالفعل إلى الحق)


((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص 385).

- الفرق بين الغشم والظلم:

(الغشم كره الظلم، وعمومه توصف به الولاة

لأنَّ ظلمهم يعمُّ، ولا يكاد يقال غشمني في المعاملة

كما يقال: ظلمني فيها

وفي المثل: وَالٍ غشوم خير من فتنة تدوم

وقال أبو بكر: الغشم اعتسافك الشيء

ثم قال: يقال: غشم السلطان الرعية يغشمهم

قال الشيخ أبو هلال رحمه الله: الاعتساف خبط الطريق

على غير هداية، فكأنه جعل الغشم ظلما

يجري على غير طرائق الظلم المعهودة)


((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص 172).

- الفرق بين الهضم والظلم:

(أن الهضم نقصان بعض الحق

ولا يقال لمن أخذ جميع حقه قد هضم.


والظلم يكون في البعض والكل

وفي القرآن فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا [طه:112]

أي: لا يمنع حقه ولا بعض حقه

وأصل الهضم في العربية النقصان

ومنه قيل للمنخفض من الأرض: هضم. والجمع أهضام)


((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص 557).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-12-28 في 17:29.
رد مع اقتباس
قديم 2021-12-29, 14:22   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أولًا: ذم الظلم والنهي عنه في القرآن الكريم

الآيات الواردة في ذم الظلم والظالمين كثيرة ومتنوعة فمنها:

- آيات وردت في تنزيه الله تعالى نفسه عن الظلم

قال تعالى: وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ [غافر: 31]

وقال: وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [فصلت: 46 ]

وقال: وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ [آل عمران: 108]،


(أي: ليس بظالم لهم

بل هو الحَكَم العدل الذي لا يجور

لأنه القادر على كل شيء، العالم بكل شيء

فلا يحتاج مع ذلك إلى أن يظلم أحدًا من خلقه

ولهذا قال: وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [آل عمران:109]


https://www.dorar.net/tafseer/3/34

[آل عمران:109] ، أي: الجميع ملْك له وعبيد له.

وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ [آل عمران:109]


https://www.dorar.net/tafseer/3/34

[آل عمران:109] ، أي: هو المتصرف

في الدنيا والآخرة، الحاكم في الدنيا والآخرة)


((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (2/93).

- وقال سبحانه: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ

وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 40]

وقال: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا

وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [يونس: 44]


https://www.dorar.net/tafseer/10/16

قال القرطبي: (أي لا يبخسهم ولا ينقصهم

من ثواب عملهم وزن ذرة، بل يجازيهم بها ويثيبهم

عليها. والمراد من الكلام

أنَّ الله تعالى لا يظلم قليلًا ولا كثيرًا)


((الجامع لأحكام القرآن)) (5/195).

- آيات تتحدث عن إهلاك الله تعالى للظالمين

وتوعدهم بعقوبات في الدنيا والآخرة

يقول تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى

وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102]

(يقول تعالى: وكما أهلكنا أولئك القرون الظالمة المكذبة

لرسلنا كذلك نفعل بنظائرهم وأشباههم

وأمثالهم، إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)


((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (4/349).

- وقوله تعالى: وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ

النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ [سبأ: 42]

وقال الله تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر: 18].


(أي: ليس للذين ظلموا أنفسهم بالشرك بالله

من قريب منهم ينفعهم، ولا شفيع يشفع فيهم

بل قد تقطعت بهم الأسباب من كلِّ خير)


((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (7/137).

- وقال تعالى: وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ [الحج:71]

أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [هود:18]


https://www.dorar.net/tafseer/11/6

[ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ [الزمر:24]

https://www.dorar.net/tafseer/39/8

إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام: 21]

https://www.dorar.net/tafseer/6/7

وقال: إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة: 51]

https://www.dorar.net/tafseer/5/18

- آيات جاء فيها وصف المعاصي بالظلم:

ومنها قوله تعالى: وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [الطلاق: 1]

وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا

يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء: 10]


https://www.dorar.net/tafseer/4/3

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










رد مع اقتباس
قديم 2021-12-31, 13:34   رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة midoadel مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك اخي الكريم 👍 👍 👍 👍 👍 👍 👍 👍
اسعدني حضورك الطيب مثلك

و في انتظار العطر دائما

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2021-12-31, 14:01   رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ثانيًا: ذم الظلم والنهي عنه في السنة النبوية

- عن أبي ذر رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي

إني حرمت الظلم على نفسي

وجعلته بينكم محرمًا؛ فلا تظالموا...


https://www.dorar.net/hadith/sharh/16716

رواه مسلم (2577).

قال ابن تيمية: (هذا الحديث قد تضمن

من قواعد الدين العظيمة في العلوم

والأعمال والأصول والفروع

فإن تلك الجملة الأولى وهي قوله: ((حرمت الظلم على نفسي)).

يتضمن جلَّ مسائل الصفات والقدر إذا أعطيت حقَّها من التفسير

وإنما ذكرنا فيها ما لا بدَّ من التنبيه عليه

من أوائل النكت الجامعة. وأما هذه الجملة الثانية

وهي قوله: ((وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)).

فإنها تجمع الدين كله

فإنَّ ما نهى الله عنه راجع إلى الظلم

وكل ما أمر به راجع إلى العدل)


((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (18/157).

- وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ظلم قِيد


قيد شبر: أي قدر شبر من الأرض.

((شرح النووي على مسلم)) (11/50).


شبر من الأرض طُوِّقه من سبع أرضين

https://www.dorar.net/hadith/sharh/11144

رواه البخاري (2453)، ومسلم (1612).

- وعن جابر رضي الله عنه

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

((اتَّقوا الظلم؛ فإنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتَّقوا الشحَّ

فإنَّ الشحَّ أهلك من كان قبلكم

حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم


https://www.dorar.net/hadith/sharh/17169

رواه مسلم (2578).

قال ابن القيم: (سبحان الله! كم بكت

في تنعم الظالم عين أرملة، واحترقت كبد يتيم

وجرت دمعة مسكين كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ [المرسلات: 46]

وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ [ص:88]


https://www.dorar.net/tafseer/38/14

ما ابيضَّ لون رغيفهم حتى اسود لون ضعيفهم

وما سمنت أجسامهم حتى انتحلت أجسام ما استأثروا عليه

لا تحتقر دعاء المظلوم، فشرر قلبه محمول بعجيج

صوته إلى سقف بيتك، ويحك نبال أدعيته مصيبة

وإن تأخر الوقت، قوسه قلبه المقروح

ووتره سواد الليل، وأستاذه صاحب

((لأنصرنك ولو بعد حين


https://www.dorar.net/hadith/sharh/42551

)) وقد رأيت ولكن لست تعتبر

احذر عداوة من ينام وطرفه باكٍ، يقلب وجهه في السماء

يرمي سهامًا ما لها غرض سوى الأحشاء منك

فربما ولعلها إذا كانت راحة اللذة تثمر ثمرة العقوبة

لم يحسن تناولها، ما تساوي لذة سنة غمَّ ساعة

فكيف والأمر بالعكس، كم في يمِّ الغرور من تمساح

فاحذر يا غائص، ستعلم أيها الغريم قصتك

عند علق الغرماء بك:


إذا التقى كل ذي دَين وماطله

ستعلم ليلى أي دين تداينت

من لم يتتبع بمنقاش العدل شوك الظلم

من أيدي التصرف أثر ما لا يؤمن تعديه إلى القلب)


((بدائع الفوائد)) (3/762).

- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((إنَّ الله ليُملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته


https://www.dorar.net/hadith/sharh/151278

ثم قرأ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى

وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102]))


رواه البخاري (4686).

قال ابن عثيمين: (... ((يملي له))

يعني: يمهل له حتى يتمادى في ظلمه، والعياذ بالله

فلا يعجل له العقوبة، وهذا من البلاء نسأل الله أن يعيذنا

وإياكم، فمن الاستدراج أن يملي للإنسان في ظلمه

فلا يعاقب له سريعًا حتى تتكدس على الإنسان المظالم

فإذا أخذه الله لم يفلته، أخذه أخذ عزيز مقتدر

ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم

وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ

إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102]، فعلى الإنسان الظالم

أن لا يغترَّ بنفسه، ولا بإملاء الله له

فإنَّ ذلك مصيبة فوق مصيبته

لأنَّ الإنسان إذا عُوقِب بالظلم عاجلًا، فربما يتذكر ويتعظ

ويدع الظلم، لكن إذا أُملي له واكتسب آثامًا

أو ازداد ظلمًا ازدادت عقوبته، والعياذ بالله

فيُؤخذ على غرَّة حتى إذا أخذه الله لم يُفلته)


((شرح رياض الصالحين)) (2/498).

- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة

أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة

فرَّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة

ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة


https://www.dorar.net/hadith/sharh/665

رواه البخاري (2442)، ومسلم (2580).

أقوال السلف والعلماء في الظلم:

- قال معاوية رضي الله عنه:

(إني لأستحي أن أظلم من لا يجد عليَّ ناصرًا إلا الله)


((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/30).

- وقال رجل عند أبي هريرة:

(إنَّ الظالم لا يظلم إلا نفسه، فقال أبو هريرة: كذبت

والذي نفس أبي هريرة بيده، إنَّ الحبارى


الحبارى: طائر معروف وهو على شكل الإوزة

برأسه وبطنه غبرة ولون ظهره وجناحيه كلون السمانى غالبًا.

((المصباح المنير في غريب الشرح الكبير)) للفيومي (1/118).


لتموت في وكرها من ظلم الظالم)

رواه ابن أبي الدنيا في ((العقوبات)) (ص 178)

والطبري في ((تفسيره)) (17/231).


- (وكتب إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله

بعض عماله يستأذنه في تحصين مدينته. فكتب إليه

: حصنها بالعدل، ونقِّ طرقها من الظلم)


((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/31).

- (ودخل طاوس اليماني على هشام بن عبد الملك

فقال له: اتق يوم الأذان؛ قال هشام: وما يوم الأذان؟

قال: قوله تعالى:

فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [الأعراف:44]

فصعق هشام، فقال طاوس: هذا ذلُّ الصفة

فكيف المعاينة؟)


((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (2/124).

- (وقال المهدي للربيع بن أبي الجهم

وهو والي أرض فارس: يا ربيع، آثر الحق، والزم القصد

وابسط العدل، وارفق بالرعية، واعلم أنَّ أعدل الناس

من أنصف من نفسه، وأظلمهم من ظلم الناس لغيره)


((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/31).

- (وقال ابن أبي الزناد: عن هشام بن عروة

قال: استعمل ابن عامر عمرو ابن أصبغ على الأهواز

فلما عزله، قال له: ما جئت به؟

قال له: ما معي إلا مائة درهم وأثواب. قال: كيف ذلك؟

قال: أرسلتني إلى بلد أهله رجلان: رجل مسلم له ما لي

وعليه ما عليَّ، ورجل له ذمة الله ورسوله

فوالله ما دريت أين أضع يدي. قال: فأعطاه عشرين ألفًا)


((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/31)

- وكان شريح القاضي يقول:

(سيعلم الظالمون حقَّ من انتقصوا، إنَّ الظالم لينتظر

العقاب، والمظلوم ينتظر النصر والثواب)


((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (2/124).

- وقال جعفر بن يحيى: (الخراج عمود الملك، وما استغزر

استغزره: طلب غزارته وكثرته.

((تكملة المعاجم العربية)) (7/404).


بمثل العدل، وما استنزر

استنزر: طلب القليل التافه.

انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (14/204).


بمثل الظلم)

((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/31).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-01, 16:15   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أقسام الظلم

(الظلم ثلاثة: الأول، ظلم بين الإنسان وبين الله تعالى

وأعظمه: الكفر، والشرك، والنفاق

ولذلك قال: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]


https://www.dorar.net/tafseer/31/4

وإياه قصد بقوله: أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [هود:18]

https://www.dorar.net/tafseer/11/6

وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [الإنسان: 31]

في آي كثيرة

وقال: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ [الزمر: 32]


https://www.dorar.net/tafseer/39/10

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا [الأنعام: 93]

https://www.dorar.net/tafseer/6/24

والثاني: ظلم بينه وبين الناس

وإياه قصد بقوله: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا

إلى قوله: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ الآية

وبقوله: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ [الشورى: 42]

وبقوله: وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا [الإسراء: 33]


https://www.dorar.net/tafseer/17/8

والثالث: ظلم بينه وبين نفسه

وإياه قصد بقوله: فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ [فاطر: 32]

https://www.dorar.net/tafseer/35/8

وقوله: ظَلَمْتُ نَفْسِي [النمل: 44]

https://www.dorar.net/tafseer/27/6

إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ [النساء:64]

https://www.dorar.net/tafseer/4/19

فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ [البقرة:35]

https://www.dorar.net/tafseer/2/7

أي: من الظالمين أنفسهم

وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [البقرة:231]


https://www.dorar.net/tafseer/2/39

وكل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس

فإنَّ الإنسان في أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه

فإذا الظالم أبدًا مبتدئ في الظلم

ولهذا قال تعالى في غير موضع:

وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [النحل:33]


https://www.dorar.net/tafseer/16/7

وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [البقرة:57]

https://www.dorar.net/tafseer/2/9

وقوله: وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ [الأنعام:82]

https://www.dorar.net/tafseer/6/21

((مفردات ألفاظ القرآن)) للراغب الأصفهاني (537-538).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-05, 10:39   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
janakhaled
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-05, 14:05   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة janakhaled مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا
اسعدني حضورك الطيب مثلك

و في انتظار العطر دائما

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc