|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
شَذَراتُ الذّهبِ [ للمَنْثوراتِ والمُلَحِ والفَوائِدِ..]
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2012-03-29, 10:51 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
شَذَراتُ الذّهبِ [ للمَنْثوراتِ والمُلَحِ والفَوائِدِ..]
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته حيّاكم الله وبيّاكم ****** رجاء في إخوتي وأخواتي لا يخيب صفحة لكم تجمعُ البعيدَ والقريب كلمات منّا و منكم متواضعة عسى تكون دواء طبيب ****** من معين كتاب الله تعالى ربّنا الفعّال لما يريد ومن سنّة نبيّنا عليه صلاة الله وسلامه والمزيد ومن آثار سلفنا الصّالح ذوي الهدي الرّشيد ****** شذراتُ الذّهب سنن وأدب أخلاق وتزكية تصفية وتربية مواعظَ رشيدة نصائح سديدة لطائفُ وفرائد نكتٌ وفوائد أخبارٌ وعبر وتراجم وسير ****** ممّا صحّ به الإسناد وحسُن وعلا وأمّا الضّعيف فنحنُ له ممّن قلى ****** فلكم الخطّ مأجورينَ ****** والله الموفّق لا إله غيره ولا ربّ سواه....
|
||||
2012-03-29, 10:57 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ( 16 ) اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ( 17 ) ) عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال :
ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ) [ الآية ] إلا أربع سنين...!! |
|||
2012-03-29, 12:05 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8] وقال تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأنْتُمُ الأعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139] وقال تعالى: {مَنْ كَانَ يُريِدُ الْعِزَّةَ فَللَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} [فاطر: 10]. أى من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله: بالكلم الطيب، والعمل الصالح، وقال بعض السلف: "الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا فى طاعة الله" وقال الحسن: "وإن هَمْلَجَتْ بهم البراذين، وطقطقت بهم البغال إن ذل المعصية لفى قلوبهم، أبى الله عز وجل إلا أن يُذِلَّ من عصاه، وذلك أن من أطاع الله تعالى فقد والاه، ولا يذل من والاه الله، كما فى دعاء القنوت: "إِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ". ابن القيم - عليه رحمةُ الله - |
|||
2012-03-29, 12:09 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
فوائد غض البصر ،
دررٌ من كلام ابن القيم - عليه رحمةُ الله - مِن كتابِه الرائعِ "الجوابُ الكافي" أَحَدُها : أنَّه امتثَالٌ لأمرِ اللهِ الذِي هُو غَايَةُ سَعادةِ العبدِ فِي مَعاشِهِ وَمعادِهِ ، وَلَيسَ لِلعبدِ فِي دُنياهُ وَآخرَتِه أَنفعُ مِن امتِثالِ أَوَامِرِ ربِّه - تَبارَك وَتعالَى - ، وَمَا سَعِدَ مَن سَعدَ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ إلا بِامتِثَالِ أَوامِرِهِ ، وَما شَقِيَ مَن شَقيَ فِي الدُّنيا وَالآخِرةِ إلا بِتَضييعِ أَوامرِهِ... |
|||
2012-03-29, 12:22 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... مَا خلا جَسَدٌ من حسد «الْحَسَد مرضٌ من أمراض النَّفس وَهُوَ مرضٌ غَالبٌ فَلاَ يخلص مِنْهُ إِلاَّ الْقَلِيل من النَّاس، وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَدٌ من حسدٍ، لَكِنَّ اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه، وَقد قيل لِلْحسنِ الْبَصْرِيّ: أيحسد الْمُؤمن فَقَالَ مَا أنساك إخوة يُوسُف لاَ أَبَا لَك وَلَكِنْ عَمِّه فِي صدرك فَإِنَّهُ لَا يَضرُّك مَا لم تَعْدُ بِهِ يدًا وَلِسَانًا، فَمن وجد فِي نَفسه حسدا لغيره فَعَلَيهِ أَن يسْتَعْمل مَعَه التَّقْوَى وَالصَّبْر فَيكْرَهَ ذَلِك من نَفسه، وَكثيرٌ من النَّاس الَّذين عِنْدهم دينٌ لاَ يعتدون على الْمَحْسُود فَلاَ يعينون مَن ظلمه وَلَكنَّهُمْ أَيْضًا لاَ يقومُونَ بِمَا يجب من حَقِّه بل إِذا ذمَّه أحدٌ لم يوافقوه على ذمِّه وَلاَ يذكرُونَ محامده وَكَذَلِكَ لَو مدحه أحدٌ لسكتوا وَهَؤُلاَء مدينون فِي ترك الْمَأْمُور فِي حَقِّه مفرِّطون فِي ذَلِك لاَ معتدون عَلَيْهِ، وجزاؤهم أَنهم يُبخسون حُقُوقهم فَلاَ يُنْصَفون أَيْضًا فِي مَوَاضِعَ وَلاَ يُنْصرُونَ على من ظلمهم كَمَا لم يَنْصرُوا هَذَا الْمَحْسُودَ، وَأمَّا من اعْتدى بقولٍ أَو فعلٍ فَذَلِك يُعَاقَب، وَمن اتَّقى اللهَ وصبر فَلم يدْخل فِي الظَّالِمين نَفعه الله بتقواه»[ابن تيمية «أمراض القلب وشفاؤها» 21] 135- في المراد بأهل السنَّة والجماعة قال البربهاري رحمه الله: اعلموا أن الإسلام هو السنَّة، والسنَّة هي الإسلام، ولا يقوم أحدهما إلاَّ بالآخَر. فمن السنَّة لزومُ الجماعة، فمن رغب عن الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وكان ضالاًّ مضلاًّ. والأساس الذي تُبنى عليه الجماعة، وهم أصحاب محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ورحمهم الله أجمعين، وهم أهل السنَّة والجماعة، فمن لم يأخذ عنهم فقد ضلَّ وابتدع، وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ، والضلالة وأهلها في النار. وقال عمر بن الخطَّاب : «لا عذر لأحدٍ في ضلالةٍ ركبها حسبها هدًى، ولا في هدًى تركه حسبه ضلالةً، فقد بُيِّنت الأمور، وثبتت الحجَّة، وانقطع العذر».وذلك أنَّ السنَّة والجماعة قد أحكما أمر الدين كلِّه وتبيَّن للناس، فعلى الناس الاتِّباع. واعلم - رحمك الله - أنَّ الدين إنما جاء من قِبَل الله تبارك وتعالى، لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم، وعلمُه عند الله وعند رسوله، فلا تتَّبع شيئًا بهواك فتمرقَ من الدين فتخرجَ من الإسلام، فإنه لا حجَّة لك، فقد بيَّن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأمَّته السنَّة، وأوضحها لأصحابه وهُم الجماعة، وهُم السواد الأعظم، والسواد الأعظم: الحقُّ وأهله، فمن خالف أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في شيءٍ من أمر الدين فقد كفر. [«شرح السنَّة» للبربهاري (1/35)] 134- شرط قبول العمل الإخلاص وأن يكون على علمٍ واتِّباعٍ حُرِّم صيد الجاهل والممسك لنفسه فما ظن الجاهل الذي أعماله لهوى نفسه. جُمع فيك عقلُ الملك وشهوةُ البهيمة وهوى الشيطان، وأنت للغالب عليك من الثلاثة إن غلبْتَ شهوتك وهواك زدت على مرتبة ملك وإن غلبك هواك وشهوتُك نقصتَ عن مرتبة كلبٍ. لَمَّا صاد الكلب لربِّه أبيح صيده ولَمَّا أمسك على نفسه حُرِّم ما صاده. [«الفوائد لابن القيِّم» (79)] 133- اتِّباع السلف شرط لحوق الخلف قيل للحسن سبقَنا القوم على خيلٍ دُهمٍ ونحن على حُمُرٍ معقَّرةٍ فقال: إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم. [«الفوائد» (43)]. 132- فائدةٌ في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ» ... وَالْمَقْصُودُ أَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ»، رَدٌّ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ:الْقَدَرِيَّةِ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ عُمُومَ أَقْضِيَةِ اللهِ فِي عَبْدِهِ، وَيُخْرِجُونَ أَفْعَالَ الْعِبَادِ عَنْ كَوْنِهَا بِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ، وَيَرُدُّونَ الْقَضَاءَ إِلَى الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ. وَعَلَى الْجَبْرِيَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: كُلُّ مَقْدُورٍ عَدْلٌ، فَلاَ يَبْقَى لِقَوْلِهِ: «عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ» فَائِدَةٌ، فَإِنَّ الْعَدْلَ عِنْدَهُمْ كُلُّ مَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ وَالظُّلْمَ هُوَ الْمُحَالُ لِذَاتِهِ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: «مَاضٍ وَنَافِذٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ». وَهَذَا هُوَ الأَوَّلُ بِعَيْنِهِ. [«الفوائد» لابن القيِّم (25)] 131- مخالفة المتعصبِّين لمن يتعصَّبون له من أئمَّة الهدى قال ابن تيمية في الردِّ على الرافضي:إذ قد تواتر عنه (أي: علي بن أبي طالب) من الوجوه الكثيرة أنه قال على منبر الكوفة وقد أسمع من حضر: خيرُ هذه الأمَّة بعد نبيِّها أبو بكرٍ ثمَّ عمر، وبذلك أجاب ابنه محمَّد بن الحنفية، فيما رواه البخاري في صحيحه وغيره من علماء الملَّة الحنيفية، ولهذا كانت الشيعة المتقدِّمون الذين صحبوا عليًّا أو كانوا في ذلك الزمان، لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكرٍ وعمر، وإنما كان نزاعهم في تفضيل عليٍّ وعثمان، وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الأوائل والأواخر، حتى ذكر مثْلَ ذلك أبو القاسم البلخي. قال: سأل سائلٌ شريك بن عبد الله بن أبي نمر، فقال له: أيُّهما أفضل: أبو بكرٍ أو علي؟ فقال له: أبو بكر، فقال له السائل: أتقول هذا، وأنت من الشيعة؟ فقال: نعم إنما الشيعي من قال مثل هذا، والله لقد رَقِيَ عليٌّ هذه الأعواد، فقال: ألا إنَّ خير هذه الأمَّة بعد نبيِّها أبو بكرٍ ثمَّ عمر، أفكنَّا نردُّ قولَه؟ أكنَّا نكذِّبه؟ والله ما كان كذَّابًا! ذكر هذا أبو القاسم البلخي في النقض على ابن الراوندي اعتراضَه على الجاحظ. نقله عنه القاضي عبد الجبَّار الهمداني في كتاب «تثبيت النبوَّة». [«منهاج السنَّة» لابن تيمية (1/ 11)] 130- إصلاح النية في حضور مجالس العلم [«مداواة النفوس» لابن حزم (92)]. 129- الرافضة بابٌ لأهل الشرك والإلحاد قال ابن تيمية في الردِّ على الرافضي:ومنهم من أدخل على الدين من الفساد ما لا يحصيه إلا ربُّ العباد، فملاحدة الإسماعيلية والنُّصَيْرية وغيرهم من الباطنية المنافقين من بابهم دخلوا، وأعداء المسلمين من المشركين وأهل الكتاب بطريقهم وصلوا، واستولَوْا بهم على بلاد الإسلام، وسبَوُا الحريم وأخذوا الأموال وسفكوا الدم الحرام، وجرى على الأمَّة بمعاونتهم من فساد الدين والدنيا ما لا يعلمه إلا ربُّ العالمين، إذ كان أصل المذهب من إحداث الزنادقة المنافقين، الذين عاقبهم في حياته عليٌّ أمير المؤمنين ، فحرَّق منهم طائفةً بالنار، وطلب قَتْلَ بعضهم ففرُّوا من سيفه البتَّار، وتوعَّد بالجلد طائفةً مفتريةً فيما عُرف عنه من الأخبار. [«منهاج السنَّة» لابن تيمية (1/ 10)] {المصدر:موقع الشيخ ابي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله} |
|||
2012-03-29, 14:45 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
بارك الله فيك أختي السّلفية جزاك الله خيرا....
فوائد غض البصر
الثاني : أَنه يَمنعُ مِن وُصولِ أَثرِ السُّمِّ المَسمومِ الذي لَعل فِيه هَلاكَهُ إلَى قَلبِهِ . الثَّالِثُ : أنَّه يُورِثُ القَلبَ أُنسَاً بِاللهِ وَجَمعيَّةً عَلى اللهِ ؛ فإنَّ إِطلاقَ البَصرِ يٌفرَِقُ القلبَ وَيُشتِّتُه وَيُبعدُه مِن اللهِ ، وَليسَ عَلى العبدِ شَيءٌ أَضَرَّ مِن إِطلاقِ البَصرِ ؛ فَإنَّه يُوقِعُ الوَحشَةَ بَين العَبدِ وَبينَ ربِّه . |
|||
2012-03-29, 14:56 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
فوائد غض البصر
الرَّابِعُ : أنَّه يُقَوِّي القَلبَ وَيُفرِحُه ، كَمَا أَنَّ إِطلاقَ البَصَرِ يُضعِفُه وَيُحزِنُه . الخَامِسُ : أَنَّهُ يُكسِبُ القَلبَ نُورَاً ، كَمَا أَنَّ إِطلاقَهُ يُكسِبُهُ ظُلمَةً ، وَلِهذَا ؛ ذَكَرَ - سُبحَانَه - آيَةَ النُّورِ عقِيبَ الأَمرِ بِغَضِّ البَصَرِ ؛ فَقَالَ : ( قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِن أَبصَارِهِم ، وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ) ، ثُمَّ قَالَ إثرَ ذَلِك : ( اللهُ نُورُ السَّمواتِ والأَرضِ ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشكَاةٍ فِيهَا مِصبَاحٌ ) أَي : مَثَلُ نُورِهِ فِي قَلبِ عَبدِه المُؤمِنِ ، الذِي امتَثَلَ أَوَامِرَهُ ، وَاجتَنَبَ نَواهِيَهُ ، وَإِذَا استَنَارَ القَلبُ أَقبَلَت وُفُودُ الخَيراتِ إلَيهِ مِن كُلِّ جَانِبٍ كَمَا أَنَّه إِذَا أَظلَمَ أَقبَلَت سَحَائِبُ البَلاءِ وَالشَّرِّ عَلَيهِ مِن كُلِّ مَكَانٍ ، فَمَا شِئت مِن بِدعَةٍ وَضَلالَةٍ وَاتِّبَاعِ هَوىً واجتِنَابِ هُدَىً وَإِعرَاضٍ عَن أَسبَابِ السَّعَادةِ واشتِغالٍ بأسبابِ الشَّقَاوةِ : فإنَّ ذلك إنَّما يَكشِفُه له النُّورُ الذِي فِي القَلبِ ؛ فإذَا فُقِدَ ذلك النُّورُ بَقِيَ صَاحِبُه كَالأَعمَى الذي يَجُوسُ فِي حَنادِسِ الظَّلامِ . |
|||
2012-03-29, 17:44 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
فوائد غض البصر
السَّاِدسُ : أَنَّه يُورِثُ الفِراسَةَ الصَّادِقَةَ التِي يُمَيَّزُ بِها بَينَ المُحِقِّ والمُبطِلِ ، والصَّادِقِ والكاذِبِ ، وَكانَ شُجاعٌ الكِرمَانيُّ يَقُولُ : " مَن عَمَّرَ ظَاهِرَه بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ ، وَبَاطِنَه بِدَوَامِ المُرَاقَبَةِ ، وَغَضَّ بَصَرَه عَنِ المَحَارِِمِ ، وَكفَّ نَفسَه عَنِ الشَّهَوَاتِ ، وَاعتَادَ أَكلَ الحَلالِ : لَم تُخطئ لَهُ فِرَاسَةٌ " . وَكَانَ شُجَاعٌ هذا لا تُخطِئُ لَه فِرَاسَةٌ ، وَاللهُ - سُبحانَه - يَجزِي العَبدَ عَلى عَمَلِه بِمَا هُو مِن جِنسِ عَمَلِه ، وَ (مَن تَرَكَ شَيئاً للهِ عَوَّضَه اللهُ خَيرَاً مِنهُ ). فَإذَا غَضَّ بَصَرَه عَن مَحارِمِ اللهِ عَوَّضَه اللهُ بأن يُطلِقَ نُورَ بَصيرَتِه عوضَاً عَن حبسِهِ بَصَرَه للهِ ، وَيفتَحُ له بَابَ العِلمِ وَالإيمانِ وَالمَعرِفَةِ وَالفِرَاسَةِ الصَّادِقَةِ المُصِيبَةِ ، التي إنَّمَا تُنالُ بِبَصِيرةِ القَلبِ ، وَضِدُّ هذَا مَا وَصَفَ اللهُ بِه اللُّوطِيَّةَ مِنَ العَمَهِ الذِي هُوَ ضِدُّ البَصِيرَةِ ، فَقَالَ تَعَالَى : (لَعَمرُكَ إِنَّهم لَفِي سَكرَتِهِم يَعمَهُون ) . فَوَصَفَهم بِالسَّكرَةِ ، التِي هِيَ فَسَادُ العَقلِ ، وَالعَمَهِ الذِي هُوَ فَسَادُ البَصَرِ ، فَالتَّعَلُّقُ بِالصُّوَرِ يُوجِبُ فَسَادَ العَقلِ ، وَعَمَهُ البَصِيرةِ يُسكِرُ القَلبَ ، كَمَا قَالَ القَائلُ : سَكران سُكرَ هَوىً وَسُكرَ مَدامَةٍ * وَمَتَى إِفَاقَةُ مَن بِه سُكران وَقَالَ الآخَرُ : قَالُوا جُنِنتَ بِمَن تَهوَى فَقُلتُ لَهم * العِشقُ أَعظَمُ مِما بِالمَجَانِين العِشقُ لا يَستَفِيقُ الدَّهرَ صَاحِبُه * وَإِنََّما يُصرَعُ المَجنونُ فِي الحِينِ .... |
|||
2012-03-29, 18:02 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
بسم الله الرحمان الرحيم |
|||
2012-03-29, 18:18 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
فوائد غض البصر
السَّابِعُ : أَنَّه يُورِثُ القَلبَ ثَباتَاً وَشَجاعَةً وَقُوَّةً وَيجمَعُ اللهُ لَهُ بَينَ سُلطانِ البَصِيرَةِ وَالحُجَّةِ وَسُلطَانِ القُدرَةِ وَالقُوَّةِ ، كَمَا فِي الأَثَرِ : (الذِي يُخالِفُ هَوَاه يَفِرُّ الشَّيطانُ مِن ظِلِّهِ) ، وَمِثلُ هذَا تَجِدُه فِي المُتَّبِعِ هَواهُ مِن ذُلِّ النَّفسِ وَوَضَاعَتِهَا وََمَهَانَتِهَا وَخِسَّتِهَا وَحَقَارَتَِهَا وَمَا جَعَلَ اللهُ - سُبحانَه - فِيمَن عَصَاه ، كَمَا قَالَ الحَسَنُ : "إِنَّهُم - وَإن طَقطَقَت بِهِمُ البِغَالُ وَهَملَجَت بِهِمُ البَراذِينُ - : فَإنَّ ذُلَّ المَعصِيَةِ لا يُفَارِقُ رِقَابَهُم ، أَبَى اللهُ إِلا أَن يُذِلَّ مَن عَصَاهُ " . وَقَد جَعَلَ اللهُ - سُبحانَه - العِزَّ قَرينَ طَاعَتِه ، وَالذُّلَّ قَرِينَ مَعصِيَتِه ، فَقَالَ تَعالى : (وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَللمُؤمِنين ) ، وَقَال تَعَالَى : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحزَنُوا وَأنتُمُ الأعلَونَ إن كُنتُم مؤمنين ) ، وَالإِيمانُ قَولٌ وَعَمَلٌ ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ . وَقَال تَعَالى : ( مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلهِ العِزَّةُ جَمِيعاً ، إليهِ َيصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ ، وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرفَعُه ، أَي : مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَليَطلُبها بِطاعِةِ اللهِ وَذِكْرِهِ مِن الكَلِمِ الطِّيِّبِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَفي دُعاءِ القُنوتِ :"إنه لا يَذِلُّ مَن وَالَيتَ ، وَلا يَعِزُّ مَن عَاديتَ " وَمَن أَطَاعَ اللهَ فَقَد وَالاه فِيما أَطَاعَه فِيه ، وَلَه مِن العِزِّ بِحَسَبِ طَاعَتِه ، وَمَن عَصَاه فَقَد عَادَاه فِيمَا عَصَاه فِيه ، وَلَه مِن الذُّلِّ بِحَسَبِ مَعصِيَتِه... |
|||
2012-03-29, 18:42 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
جزاكم الله خيرًا
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : "رأس الأمر عندنا وأساسه إخلاص الدين لله، نقول: ما يدعى إلا الله ولا ينذر إلا لله، ولا يذبح القربان إلا لله، ولا يخاف خوف الله إلا من الله فمن جعل من ذلك شيئاً لغير الله، فنقول: هذا الشرك بالله" |
|||
2012-03-29, 20:41 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
قال ابن القيم - رحمه الله -
"إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك؛ فإنه يخالفك ويعذرك. والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك : رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، فإن الآلاف المؤلفة منهم؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم" (إعلام الموقعين 1/308) |
|||
2012-03-29, 21:14 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
بارك الله فيكم ..أثابكم الله خيرا...
فوائد غض البصر
الثَّامِنُ : أَنَّه يَسُدُّ عَلى الشَّيطانِ مَدخَلَه مِن القَلبِ ، فإنَّه يَدخُلُ مَعَ النَّظرَةِ ، وَينفُذُ مَعَهَا إلَى القَلبِ أَسرَعَ مِن نُفُوذِ الهَوى فِي المَكَانِ الخَالِي ، فَيُمَثِّلُ له صُورَةَ المَنظُورِ إلَيه وَيُزَيِّنُها وَيَجعَلُها صَنَمَاً يَعكُفُ عَلَيهِ القَلبُ ، ثُمَّ يَعِدُه وَيُمَنِّيهِ وَيُوقِدُ عَلى القلبِ نَارَ الشَّهوةِ وَيُلقِى عَلَيه حَطَبَ المَعَاصِي التِي لَم يَكُن يَتَوَصَّلُ إلَيها بِدُون تِلكَ الصُّورَةِ ، فَيَصِيرُ القَلبُ فِي اللهَبَ ، فَمِن ذلِك اللهَبِ تِلكَ الأنفَاسُ التِي يَجِدُ فِيهَا وَهَجَ النَّارِ وَتِلكَ الزَّفَرَاتُ وَالحَرَقَاتُ ، فَإنَّ القَلبَ قَد أَحاطَت بِهِ النِّيرانُ بِكُلِّ جَانِبٍ ، فَهُو فِي وَسطِهَا كَالشَّاةِ فِي وَسطِ التَّنُّورِ . لِهذا ؛ كَانَت عُقُوبَةُ أَصحَابِ الشَّهَوَاتِ بِالصُّوَرِ المُحَرَّمَةِ أَن جَعَلَ لَهم فِي البرزَخِ تَنَّورَاً مِن نَارٍ ، وَأُودِعَت أَروَاحُهم فِيه إلَى حَشرِ أَجسَادِهِم ، كَمَا أَرَاهَا اللهُ لِنَبِيِّه - صَلى اللهُ عَليهِ وَسلَّمَ - فِي المَنَامِ فِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَى صِحَّتِه . |
|||
2012-03-29, 21:19 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله |
|||
2012-03-29, 21:25 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
أثابك الله أخي العربي حيّاك الله تعالى....
فوائد غض البصر
التَّاسِعُ : أَنَّه يُفَرِّغُ القَلبَ لِلفِكرَةِ فِي مَصَالِحِه وَالاشتِغَالِ بِهَا ، وَإِطلاقُ البَصَرِ يُشَتِّتُ عَلَيهِ ذلِكَ ، وَيَحولُ بينه وبينها ، فَتنفَرِطُ عَليهِ أُمُورُهُ ، وَيَقَعُ فِي اتِّبَاعِ هَواهُ ، وَفِي الغَفلَةِ عَن ذِكرِ رَبِّه ، قَالَ تَعَالَى : (وَلا تُطِع مَن أَغفَلنَا قَلبَه عَن ذِكرِنَا ، وَاتَّبَعَ هَواهُ ، وَكَانَ أَمرُهُ فُرُطَاً ) وَإطلاقُ النَّظَرِ يُوجِبُ هذه الأُمُورَ الثَّلاثَةَ بِحَسَبِهِ . |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
للمَنْثوراتِ, الذّهبِ, شَذَراتُ, والمُلَحِ, والفَوائِدِ..] |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc