هل هُناك فرق بين ما فعلته روسيا في أوكرانيا وما تفعله أمريكا في اليمن؟ لماذا الحديث عن رُوسيا والسكوت عن أمريكا إذن؟

[سندباد علي بابا]

هل هُناك فرقٌ بين ما فعلته روسيا في أوكرانيا وما تفعله أمريكا في اليمن من حيث الحجة والتبرير المقدم أو من حيث طبيعة التدخل العسكري؟ لماذا الحديث عن رُوسيا والسكوت عن أمريكا إذن؟


عندما أطلقت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 24 فيفري 2022 لحماية الأقليات الروسية في منطقة الدونباس الذين يتعرضون للتميز العنصري من طرف سلطات كييف النازية بدعم من أوروبا وأمريكا قامت الدنيا ولم تقعد من طرف أمريكا والغرب وحلفائها.


تم على إثرها تسليط أقصى العقوبات الاقتصادية على روسيا


تم ضخ ملايير الدولارات وكميات كبيرة من السلاح للجيش الأوكراني


تم ارسال الكثير من المرتزقة إلى أوكرانيا لدعم الجيش الأوكراني في محاربة الجيش الروسي


تم منع توريد الغاز الروسي إلى أوروبا


تم تفجير أنبوبي الغاز ستريم 1 و 2 من روسيا نحو ألمانيا في بحر البلطيق في منطقة هي تابعة عسكرياً وسياسياً لحلف الناتو.


تم منع روسيا من نظام سوفيت


تم منع روسيا من بيع قمحها لزبائنها من الدول المستهلكة لهذه المادة الحيوية من الغذاء


تم وضع تسقيف للغاز والنفط الروسي


تم ترحيل الشركات الغربية والاستثمار الغربي من روسيا


تم منع عبور السفن الحربية من المرور من مضيق البوسفور ضمن مُعاهدة مع تركيا أنه في أثناء الحرب والنزاعات المسلحة يُمنع مُرور السفن الحربية والعسكرية.


تم اِستصدار مُذكرة اِعتقال في حق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الجنائية الدولية التي تُسيطر عليها بريطانيا والمنظومة الغربية.


ولكن عندما قامت الولايات المتحدة إلى جانب بريطانيا وبدون تفويض صريح من الأمم المتحدة بعسكرة البحر الأحمر وقصف مُدن يمنية مسالمة طوال اليومين الماضيين ومازالت لحد اللحظة تقصف ولا يبدو أنها ستتوقف في القريب العاجل على قصف اليمن ماذا حصل؟


لاشيء؟؟!!!


لا عقوبات على أمريكا


ولا ضخ مال وسلاح إلى اليمنيين


ولم يتم إخراج أمريكا من نظام سويفت


ولم يتم تفجير أنابيب الغاز التي تربط بين البر الكندي والبر الأمريكي


ولم يتم تسقيف الغاز الصخري الأمريكي


ولم يتم ترحيل الشركات الأجنبية من الولايات المتحدة التي هي بالأساس أمريكية أو على الأقل أغلبيتها


ولم يتم سحب الاستثمار منها


ولم يُمنع بيع القمح الأمريكي لزبائن أمريكا المُستهلكة لهذه المادة الحيوية من الغذاء


ولم يتم منع عُبور السفن الحربية والتجارية الأمريكية عبر مضيق جبل طارق بن زياد وقناة السويس وباب المندب


ولم يتم اِستصدار مُذكرة اِعتقال في حق الرئيس الأمريكي جو بايدن من طرف الجنائية الدولية الغربية التي تُسيطر عليها في هذه الأثناء بريطانيا (الرئاسة الحالية فيها بريطانية).


فكيف يُعاقب ما يقول الغرب أنه مُجتمع دولي رُوسيا ولا يعاقب أمريكا رغم أن الشبه كبير بين ما فعلته رُوسيا في أوكرانيا بحجة حماية الروس في الدونباس وما تفعلُه أمريكا اليوم في غزة بحجة حماية إسرائيل وبخاصة في اليمن وهي التي دأبت طوال ما يُقارب الــ 80 سنة من تاريخها على القيام به من تدخلات عسكرية لا تتوقف أبداً وهي بالمئات في دول العالم وذلك بعد الحرب العالمية الثانية؟ علماً أن روسيا قبل إطلاقها للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا طلبت ضمانات بعدم توسع حلف الناتو نحو الشرق وعدم ضم أوكرانيا للحلف مما يُشكل تهديداً صريحاً لها ولكن الغرب تمسك بغيًه وعنجهيته وكان يُزمع القيام بضم أوكرانيا إلى حلف الناتو بغض النظر عن موقف روسيا المعنية بخطورة ذلك الأمر ونقل بنيته التحتية العسكرية من عتاد وسلاح وتقنية عسكرية مُتطورة وجُيوش صوب الحُدود الرُوسية وعلى تُخومها والتي لا تفصلها على العاصمة موسكو سوى بضعة ساعات وربما دقائق.


بقلم: سندباد علي بابا

[سندباد علي بابا]

دومـــــــــــــاج

[Ali Harmal]

عاشت اناملك ما دونت بارك الرحمن فيك اخي الحبيب...
تحياتي