العلمانيون العرب واللغة العربية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

العلمانيون العرب واللغة العربية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-01-04, 03:47   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سندباد علي بابا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سندباد علي بابا
 

 

 
إحصائية العضو










B11 العلمانيون العرب واللغة العربية

العلمانيون العرب واللغة العربية


الإسلاميون عموماً وجماعة الإخوان كالعادة يُنصبون أنفسهم أوصياء لوحدهم عن الدين الإسلامي وعن اللغة العربية.


يطعنُون في كل ماهو غير إسلامي وإخواني وآخر الاتهامات هي تلك التي وجهها أحدٌ من أنصارهم للعلمانيين العرب سواء الذين هم من الطائفة المسلمة أو الطائفة المسيحية وهذا الاتهام الذي أورده صاحبنا هو: أن العلمانيين العرب كانوا أعداء للغة العربية؟!


ولكن بالعودة إلى التاريخ العربي الحديث والمعاصر نجد أن العلمانيين العرب كانوا أكثر الناس حرصاً على الحفاظ عن اللغة العربية وتطويرها وتنميتها وإشاعتها ونشرها والحرص على جعلها لغة رسمية للأوطان العربية ولغة تربية وتعليم وعلم وممارسة السياسة ولغة تواصل ومعاملات ومراسلات وخطاب المسؤولين والقادة وتسيير شؤون الشأن العام.


فإذا اِستبعدنا الأقليات السياسية والإيديولوجية والفكرية العلمانية في المشرق العربي بعامة والمغرب العربي بخاصة المرتبطين بدوائر الاستعمار الغربية الفكرية والإيديولوجية والمصلحية الذاتية الشخصية الضيقة نجد أن العلمانيين العرب كانوا أحرص الناس على دعم اللغة العربية وتطويرها في البلاد العربية بدليل الكم الهائل من الإنتاج الأدبي والفكري والعلمي الذي ظهر في فترة ما بعد طرد الاستعمار الأوروبي من البلاد العربية ونشوء الدول الوطنية.


الجميع يعلم أن القومية العربية التي بدأت مع سيدنا معاوية رضي الله تعالى عنه والتي عبر عليها الشاعران المتنبي وصفي الدين الحلي في أشعارهما وأدبهما والأستاذ ساطع الحصري في العصر الحديث وميشال عفلق في فكرهما التربوي والاجتماعي.


أولاً: بدايةً يجب التذكير أن عملية التعريب أو الخطوة الأولى في اِنطلقه كانت مع حكم هواري بومدين واستمرت مع الشاذلي بن جديد وهي كانت خُطوة لرد الاِعتبار للغة الشعب الأصلية بعدما طمستها لغة الاستعمار الفرنسي قُرابة القرن واِثنين وثلاثين سنة على مستوى التوثيق والإدارة والمُعاملات وعلى مستوى مُؤسسات الدولة والتواصل وتصريحات المسؤولين الجزائريين وسنكون جاحدين إن لم نكن كاذبين إذا أنكرنا الخطوات الجبارة التي خطتها اللغة العربية والأشواط الكبيرة التي قطعتها في هذا المسار في بلادنا والنتائج الكبيرة التي وصلنا إليها بعدما خرج المُجتمع الجزائري من اِستعمار إستدماري ترك أغلبية سُكان البلاد أُميين وبلا رصيد معرفي أو لغوي اللهم إلا من كان له الحظ على قلتهم (نخبة) سواء ممن كان قريب من الإدارة الفرنسية الاستعمارية أو من هيئت له الظروف تعلم اللغة الفرنسية مثل: المفكر مالك بن نبي وغيرهم من جميع أطياف ومشارب المجتمع.

فاللغة العربية التي رد لها الاعتبار في جزائر ما بعد الاستقلال هو هواري بومدين، وهواري بومدين كما يعلم الجميع على المستوى السياسي فالرجل كان ليس لوحده بل معه نظام سياسي كان له اختياره ويضم مشارب متعددة ومتنوعة وليس على مستوى شخصي وهو الذي درس في جامع الأزهر كان علماني وهُناك من يتهمه من الإسلاميين ممن كان مع المعسكر الغربي آنذاك في إطار وظروف الحرب الباردة ظُلماً عدواناً بأنه شيوعي لمجرد أنه اِختار النموذج الاِشتراكي (كان اِختيار دولة وشعب/ الانتخاب والاستفتاء على الميثاق/ والدستور وفق الآلية التي جاءت في ذلك السياق التاريخي وكانت في تلك الظروف السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد داخلياً وخارجياً آنذاك) ولم يُرد اِختيار النموذج الرأسمالي الليبيرالي الذي كان العدو الفرنسي ينتمي إليه وكل القوى الاستعمارية التقليدية (المنظومة الغربية/ أو المعسكر الغربي)، فهل من المنطق أن تسير الجزائر مع المُحتلين والمُستعمرين والاِمبرياليين في ذلك الوقت أم تختار لها نموذج وفق حُريتها وإرادتها واختيارها السيد حتى ولو لم يكُن ذلك النموذج للنظام السياسي والاقتصادي من صُنعها ووفق الخصوصية الجزائرية وهذا الذي كان.


وهذا الكلام رداً على الأقلية السياسية والإيديولوجية التي تعيب على النظام توجهه نحو الشرق وليس الغرب وتقول أن الإنطلاقة يوم 5 جويلية 1962 حتى اللحظة كانت خاطئة.


لم يكُن هُناك نموذجاً إسلامياً لنظام الحُكم في العالم العربي مُستقلاً فالخلافة العثمانية سقطت في 29 أكتوبر 1923 والنظام السياسي السعودي الذي ظهر في 23 سبتمبر 1932 والذي يُقال أنه كان إسلامياً كان نظاماً قبلياً اِقطاعياً لا علاقة له بالنموذج الإسلامي الصحيح، وعلاوة على ذلك فبريطانيا هي من جاءت بالعوائل والأسر الحاكمة في دول الخليج ونصبتهم ملوكاً وأمراء بعد اِكتشافها للبترول ليكُونوا وُكلاء لها في المنطقة ويخدموا مصالحها، كما أن نموذج الحكم في السعودية –الإسلامي- وفي الخليج هو نموذج أُسري أو عائلي والبيعة فيه ليست على الطريقة الإسلامية وهو يعتمد على الأجنبي في حمايته لعروشه وكراسيهم.


هُناك نموذج وحيد إسلامي قائم على الشورى (أي الانتخابات) جاء عن طريق الثورة لكن هُناك جدل كبير حول العقيدة فيه وما تعلق بالسياسة (الإمامة) أو طبيعة الحكم والحاكم فيه وهذا النموذج ظهر 7 يناير 1978 على يد أية الله الخميني في إيران.


فهل تعتقد "من نيتك صح" أن الجزائر في تلك الظروف الخارجية العالمية والدولية صراع الثنائية القطبية وفي ظل الظروف الداخلية وهي خارجة لتوها من استعمار دام قرن واثنين ثلاثين سنة ومن اختلاف ايديولوجي حتى في داخل الحزب الواحد كانت قادرة على إعلان دولة إسلامية على فرض ذلك.


وهل كانت قادرة على إعلان ذلك سنة 1992 وربما حتى هذه اللحظة.


الإمبراطورية العثمانية وهي الإمبراطورية التي حكمت 600 سنة رأينا كيف تم إذلالها وتقطيع أوصالها وتكبيلها باتفاقيات دولية مذلة ومهينة مُلزمة

وحتى السعودية اليوم وإيران فما بالكم بالعبد الضعيف لله تعالى.

هذا لا يعني ضعف ولا اِستسلام منا ولا يعني عدم رغبتنا في المشروع الإسلامي ولكن هذا يعني أن الإنسان يتصرف وفق إمكانياته وقدراته ولكي يُطاع يطلب ما يُستطاع

وليس التهور واللعب في المجهول حتى تنتهي بنا الأمور كبلدان وأمم وأقوام إلى التهلكة كما حدث مع أعتى الإمبراطوريات القوية عبر التاريخ.


وبالتالي بالنسبة لدعاة المشروع الإسلاماوي أو دعاة المشروع الغربي ذلك الاختيار كان أنسب للبلاد في ذلك الوقت في ظل المعطيات التي ذكرناها، وإلا كيف تقبل على نفسك أن تقبل السلاح والمال والوقوف معك في قضيتك كما فعلت مصر والصين وروسيا .. لتختار الجزائر بعد استقلالها الإنضمام إلى المنظومة الغربية التي تضم فرنسا وبريطانيا والكيان الصهيوني .. والتي تقودها في هذه الأثناء الولايات المتحدة الأمريكية أي الدول الاِستعمارية التي تحتل البُلدان وتستعبد شُعوبها أليس في ذلك الأمر تناقض صارخ.


ثانياً: في مصر ما بعد ثورة الضباط الأحرار 23 يوليو 1953 والتي رافع النظام السياسي فيها بعد ذلك للقومية العربية وكانت مصر في تلك الفترة علمانية ورغم ذلك لم يُعطل الدين بكل جوانبه ومظاهره وقيمه وأموره الأساسية والثانوية في أي لحظة من اللحظات فقد ظل جامع الأزهر منارة تحرس الإسلام والمسلمين إلى جانب الشعب المصري الأبي وحتى بالنسبة للجزائر كان نفس الشيء حاصلاً فلم يتعدى أحد على الدين والمسلمين إلا من رفع السلاح وكان يعمل لأجندات أجنبية كشفت عنها هيلاري كلينتون ودونالد ترامب في الفترة الماضية من علاقة التنظيمات الإرهابية الإسلاماوية بأمريكا ومشاريع الغرب في منطقتنا والعالم وكيف كانوا ذرائع للتدخلات العسكرية الأمريكية في المنطقة وكيف كانوا وكلاء وعملاء مُخلصين لها مثل: تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين.


في تلك الفترة من تاريخ مصر كانت كل الحظوة فيها للغة العربية التي حازت على مكانة كبيرة رغم ظهور وبروز بعض الأصوات الناعقة الشاذة وهي أقلية فكرية واِيويولوجيا في ذلك الوقت بفعل التأثير الفكري –الاِستيلاب- الاستعماري الغربي لبعض المبتعثين للدراسات العلمية في باريس وأمريكا والغرب بشكل عام والتي دعت لاستخدام اللهجة العامية المصرية بديلاً عن اللغة العربية الفصحى كلغة مُجتمع وتدريس وفكر وكذلك هُناك من دعا للعودة إلى التاريخ الفرعوني باعتباره ذا أصل فرعوني وليس عربي والتعامل باللغة الفرعونية وكل ذلك تمهيداً لاِستبدال اللغة العربية باللغة الإنجليزية أو كما جرى عندنا اِستبدال العربية باللغة الفرنسية لِعلمهم من اِستحالة نجاح اِستخدام اللغة العامية واللهجات العامية لتكُون بديلاً عن اللغة العربية باِعتبارها لُغات بلا أساس علمي ولا شرعية علمية وبلا رصيد لغوي وهي في النهاية ليست لغات علم ومحدُودة حتى في عملية التواصل واِفتقارها للقواعد وليست واحدة بين أفراد المُجتمع ولغة سُوقية وهي خليط من كلمات وألفاظ لعدة لغات من بينها اللغة العربية.


ما يدلل على أهمية اللغة العربية في عهد العلمانيين العرب منذ سنة 1953 تاريخ الثورة المصرية إلى بداية التسعينيات واِنهيار المُعسكر الشرقي هُو العدد الهائل والكبير للكُتاب والمُفكرين العرب الفطاحل الكبار والذين كتبُوا كل كتاباتهم ومنتوجهم الأدبي والفكري والعلمي باللغة العربية الفُصحى في شتى الفنون والآداب والعلوم، فسنوات الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات هي أزهى الفترات التي اِنتعشت فيها اللغة العربية وهي الفترة التي حكم فيها العلمانيون العرب المنطقة العربية سواءٌ في الأقطار التي كانت تحمل راية القومية العربية أو في الأقطار الملكية وغير الملكية التي أبت حمل راية القومية ورغم ذلك ظلت الحياة الفكرية والثقافية والعلمية في أوجها والتي كتبت أنتجت وظهرت وأُخرجت للناس من القراء والمُتابعين وغيرهم باللغة العربية.


كما أن حجم الإنتاج الفكري والأدبي والعلمي المُكتوب باللغة العربية والذي ظهر في الكُتب في شتى المجالات والعلوم والفنون كان بأعداد مهولة هائلة كماً وكيفاً ففي كل سنة تخرج آلاف الكُتب للناس ويتم طبعها وكتابتها من كُتًاب مرمُوقين ومن دور ومطابع نشر كُتب مرمُوقة في لبنان مثلاً.


ولا ننسى دور التلفزيون والسينما والذي ظهرت فيه اللغة العربية سواءٌ الفصحى أو باللهجات المصرية والشامية (الأفلام والمسلسلات والأشرطة والحصص الدينية).. والتي كانت كثيرة ومُؤثرة إضافة إلى مضمون القصص الراقية التاريخية والرومانسية والكوميدية والتراجيدية وفي الدراما.. إلخ كُلها دلائل على اِزدهار اللغة العربية في عهد العلمانيين القوميين العرب وغير القوميين العرب في العالم العربي.


ويمكن اسقاط هذا الكلام على كل العلمانيين العرب من القوميين وغير القوميين من المسيحيين والمسلمين العرب والأكراد والبربر... وغيرهم كثيرون كُلهم ساهمُوا في اِعلاء كلمة وراية اللغة العربية بكل أشكالها الفصحى والعامية.


وبعد الذي ذكرناه كيف يكون العلمانيون العرب أعداء للغة العربية؟


يا رجل إن من شدة عشقهم للغة العربية فضلوا قومها وعرقها على بقية الأعراق كما فعل الرفيق العربي المسيحي ميشال عفلق.


بقلم: سندباد علي بابا








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc