|
قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
يا أهل الأماني والغرور استعدوا ليوم البعث والنشور
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2015-10-09, 17:15 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
يا أهل الأماني والغرور استعدوا ليوم البعث والنشور
مقدمة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ{ [آل عمران: 102]. }يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً{ [النساء: 1] }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا{ [الأحزاب: 70، 71]. أما بعد: "فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار([1]) . أخي المسلم.. أختي المسلمة: إن الخوف هو سوط الله، عز وجل، يسوق به عباده إلى العلم والعمل، لينالوا بهما القرب من الله تعالى، والخوف عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل، والخوف المحمود هو الذي يكف الجوارح عن المعاصي ويقيدها بالطاعات، والخوف القاصر يدعو إلى الغفلة والجرأة على الذنب. وكلما زاد علم العبد بالله، عز وجل، زادت خشيته من الله تعالى قال سبحانه: }إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ{ [فاطر: 28] ومن ثم غلب الخوف على الأنبياء و الرسل، عليهم السلام، والعلماء والأولياء قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له» ([2]) . وقد جمع الله عز وجل، للخائفين الهدى، والرحمة، والعلم، والرضوان، وهي مجامع مقامات أهل الجنات. قال الله تعالى: }وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ{ [الأعراف: 154]. وقال تعالى: }وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ{ [فاطر: 28] وقال عز وجل: }جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ{ [البينة: 8]. وذكر -عزَّ وجلَّ- عاقبة الخائفين منه فقال: }إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ{ [الملك: 12]. ولقد كان السلف الصالح في غاية الخوف من الله تعالى مع غاية الجد في طاعته- سبحانه- فهذا علي بن أبي طالب، رضي الله عنه بعدما سلم من صلاة الفجر، وقد علاه كآبة وهو يقلب يديه ويقول: لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أر اليوم شيئًا يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثًا صفرًا غبرًا، بين أعينهم أمثال ركب المعزى قد باتوا سجدًا وقيامًا يتلون كتاب الله يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا ذكروا الله فتمادوا كما يميد الشجر يوم الريح، وهملت أعينهم بالدموع حتى تبل ثيابهم، والله لكأني بالقوم باتوا غافلين. ولقد ذكرت نماذج عجيبة من حال السلف في هذا الجانب في كتابي "أين دمعتك في دموع الباكين؟" فراجعه إن شئت غير مأمور فقد ذكرت فيه ستة وعشرين أثرًا عن أحوال الصحابة والتابعين في ذلك تحت عنوان "نماذج مضيئة من السلف في الخوف من الله تعالى على الدرب تسير". إن كثيرًا من الناس لم يضعوا الإيمان باليوم الآخر نصب أعينهم ولا أكون مبالغًا إن قلت أن الإيمان باليوم الآخر لم يدخل صميم قلوبهم، ولم يتمكن من سويداء أفئدتهم، ويدل على ذلك شدة تشميرهم لحر الصيف وبرد الشتاء وتهاونهم بحر جهنم وزمهريرها مع ما تكتنفه من المصاعب والأهوال، بل إذا سئلوا عن اليوم الآخر نطقت به ألسنتهم ثم غفلت عنه قلوبهم، ومن أخبر بأن ما بين يديه من الطعام مسموم فقال لصاحبه الذي أخبره صدقتك، ثم مد يده ليتناوله -كان مصدقًا بلسانه ومكذبًا بعمله، وتكذيب العمل أبلغ من تكذيب اللسان. ولا شك أن هذا الباب، أعني الكتابة في هذا الموضوع، وهو اليوم الآخر قد ولجه بعض أهل العلم، وكذا طلاب العلم فأحببت أن يكون لي في ذلك سهم ، وذلك بتيسير العبارة والاختصار مع عدم الإخلال إن شاء الله تعالى، لا سيما وأنه قد سألني بعض الأخوان الكتابة في ذلك ، فشمرت عن ساعد الجد مستعينًا بالله تعالى ، مستمدًا منه سبحانه العون والفائدة لإخراج هذه الرسالة الصغيرة الحجم العظيمة الفائدة، إن شاء الله تعالى، حتى تكون مشعل هداية لرد الشارد عن طاعة الله تعالى. علمًا بأنها قد جاءت مخرجة الأحاديث ومحققة من قبل رجال هذا الفن الشريف ولله الحمد والمنة، فما كان فيها من خير فهو من فضل الله تعالى وتوفيقه ، وما كان فيها من نقص أو زلل أو خطأ أو نسيان فهو من نفسي أو من الشيطان ، وانتظر نصح الناصحين وإرشاد وتوجيه المرشدين والموجهين، والله أسأل أن تكون هذه الرسالة من الصدقة الجارية لي بعد موتي، وأن ينفعني بها عند لقائه وبين يديه، سبحانه وتعالى، وأسأل الله الإخلاص في القول والعمل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ([1]) رواه أحمد في المسند ، ومسلم (867) ، وابن ماجة (45) ، والنسائي (3/188) وقد تفرد بـ "وكل ضلالة في النار" وقد صححها العلامة الألباني، حفظه الله صحيح الجامع (1353). ([2]) جزء من حديث: رواه البخاري (5063) وهو حديث الثلاثة رهط المشهور.
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ليوم, الأماني, التعب, استعدوا, والغرور, والنشور |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc