مقارنة بين الوجود العثماني والوجود الفرنسي في الجزائر. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقارنة بين الوجود العثماني والوجود الفرنسي في الجزائر.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-10-09, 19:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










B2 مقارنة بين الوجود العثماني والوجود الفرنسي في الجزائر.

مقارنة بين الوجود العثماني والوجود الفرنسي في الجزائر.


نقول عثماني وليس تركي لأن مصطلح تركيا (كاسم لدولة تركيا الحديثة التي ظهرت على أنقاض الدولة العثمانية) أو هذه التسمية ظهرت بعد سقوط الخلافة والدولة العثمانية في 1924 وهذه الدولة (تركيا) أسس لها القومي العلماني التركي مصطفى أتاتورك وهي بخلاف الدولة العثمانية إن من ناحية المساحة أو الإمتداد الجغرافي أو شكل النظام السياسي فيها.

دخول العثمانيين إلى الجزائر كان بطلب من الجزائريين.
والأسباب هي تحرش إسبانيا بالجزائر.
وبالتالي فمجيء العثمانيين إلى الجزائر هو عبارة عن نجدة أملتها الإخوة الدينية بين المسلمين التي يأمر بها الإسلام.
وتدخُل في إطار الأمة الواحدة التي ذكرها القرآن الكريم.
والشيء الثالث هو وجوب مساعدة المسلم لأخيه المسلم ونجدته عندما يتعرض للأخطار.
وأخيراً أن إنضمام الجزائر إلى دولة الخلافة الإسلامية والتي كانت في ذلك الوقت تحت القيادة العثمانية هو من صميم الشرع الإسلامي وبمحض إرادة الجزائريين ولا أحد أجبرهم على ذلك.


نأتي الآن للحديث عن فرنسا..
دخول الفرنسيين إلى الجزائر لم يكن بطلب الجزائريين ولكن كان دخول مُخطط له منذ مدة طويلة مضت من قبل فرنسا، عنوةً وبالقوةِ مهدت له الكنيسة المسيحية والمستشرقيين الغربيين.
والأسباب هي:
1/ هزيمة الأسطول الجزائري في معركة نافارين نتيجة تلك الهبة الجزائرية لمساعدة الأسطول العثماني [دمار الأسطول البحري الجزائري في تلك المعركة ما يعني ضعف الجزائر عسكرياً في ذلك الوقت].
2/ حادثة المروحة التي لم تكن أكثر من ذريعة إستخدمتها فرنسا لإحتلال الجزائر وإستعمارها فيما بعد، والحادثة دارت بين داي الجزائر والقنصل الفرنسي، طالبت الجزائر حينها من فرنسا تسديد دينها، فرفض القنصل الفرنسي ذلك فلوح داي الجزائر بمروحيته في وجه القنصل فاعتبرتها فرنسا إهانة لها، جيشت لها بعد ذلك الجيوش ودخلت إلى الجزائر من جهة سيدي فرج وإحتلت الجزائر زهاء القرن واثنين وثلاثين سنة عجافاً.
وبالتالي فإن مجيء الفرنسيين إلى الجزائر هو إحتلال وإستعمار واضح أملته حاجة فرنسا الاقتصادية والدينية لنهب الثروات ونشر المسيحية في إفريقيا.


ملامح الوجود العثماني والفرنسي في الجزائر:
أ/ الوجود العثماني:
1/ تميز الوجود العثماني في الجزائر بقبول سكان هذا البلد لهؤلاء، ولم تحدث أي مقاومة أو تمرد أو حرب أو معارك لحظة دخولهم للجزائر وبقائهم فيها بعد ذلك لأكثر من ثلاثة قرون.
2/ لم تسال دماء بين العثمانيين والجزائريين في أي وقت من الأوقات طوال تلك الفترة من بقاء العثمانيين في الجزائر، بمعنى آخر عدم حصول مجازر وفظائع إرتكبها هؤلاء [العثمانيين] في حق الجزائريين.
3/ لم يعمل العثمانيون أبداً على محاربة دين الجزائريين [الإسلام]، ولم يحاربوا اللغة العربية فيها، ولم يفرضوا ثقافتهم أو لغتهم أو عاداتهم على الجزائريين بالمطلق.
4/ لم يغلق العثمانيون أماكن العبادة أو المدارس القرآنية ولم يفرضوا مناهج دراسية بعينها على أبناء الجزائريين وتركوا تسييرها للجزائريين أنفسهم.
5/ لم ينهب العثمانيون الأراضي الخصبة من الجزائريين، ولم يسرقوا منازل الجزائريين، ولا محاصيلهم الزراعية، ولم يطردوا الجزائريين إلى مناطق جرداء وجدباء ولم يُفقِرُوهم.
ظل الإحترام بين العثمانيين والجزائريين متبادلاً في كنف التعاليم الإسلامية.
خرج العثمانيون من الجزائر ليس بطلب من الجزائريين ولكن لما إحتلت فرنسا الجزائر وطردتهم منها.


ب/ ملامح الوجود الفرنسي في الجزائر:
1/ عندما دخلت فرنسا إلى الجزائر فمن الوهلة الأولى قابلتها معارك حامية الوطيس من طرف الجزائريين بالسيف والبارود، بعدها بمدة اندلعت شرارة الثورات الشعبية في مناطق عديدة من التراب الجزائري أهمهما على الإطلاق المعارك التي خاضتها مع الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.
2/ عندما دخلت فرنسا إلى الجزائر حولت آلاف المساجد إلى إسطبلات.
3/ أغلقت آلاف المدارس ومنعت التعليم القرآني، وحاربت الدين الإسلامي، وأصدرت قانون منع اللغة العربية في التعليم.
4/ حاولت نشر المسيحية، وبث الرذيلة الخمر والزنى والقمار ... وغيرها في صفوف الجزائريين.
5/ إتبعت فرنسا منذ وجودها في الجزائر على سياسة الأرض المحروقة فقتلت وهدمت ودمرت وحرقت ونهبت وسرقت ثروات وكنوز الجزائر منها الأرشيف العثماني في الجزائر وأرشيف الجزائر الذي ما زال مسروقاً يقبع في دهاليز متاحف فرنسا لحد اللحظة.
6/ نشرت الأمية والجهل في داخل المجتمع الجزائري، ولم يكن أحد من الجزائريين ليدرس في مدارس وجامعات فرنسا بالجزائر أو بفرنسا إلا إذا تأكدت فرنسا من ولائه لها.
7/ مارست فرنسا سياسة التفريق بين الجزائريين وشجعت على الحرب والإقتتال بينهم، بداية بتأسيس فرق "القــ (ga) ــومية" ثم في وقت لاحق الحركى.
خرجت فرنسا من الجزائر بحرب التحرير الوطني التي إندلعت في الفاتح من نوفمبر 1954 والتي دشنها الشعب الجزائري، لتنتهي الحرب بعد سبع سنوات بخروج فرنسا مذلولة مدحورة من الجزائر بعد مفاوضات إيفيان، ولكن بضريبة قاسية نحو مليون ونصف مليون من الشهداء (5 ملايين شهيد منذ بداية الإحتلال الفرنسي وحتى خروجه من الجزائر) وملايين الأرامل والأيتام وبنية تحتية مدمرة.


ما يؤاخذ عليه العثمانيون في الجزائر:
1 – أنهم كانوا يتعاملون باستعلاء على الجزائريين بحيث كانوا يجعلون وسطاء جزائريين بينهم وبين الشعب الجزائري.
2 – أنهم كانوا مُنغلقين على أنفسهم ولا يخالطون الجزائريين وهذا ربما منع تتريك الجزائر (رب ضارة نافعة) بالمصاهرة أو الإمتزاج بين العنصرين/الجنسين/القوميتين (العرقيتين)، وإن كان هناك فئة تسمى بالكراغلة وهم العثمانيون المولودين من أب عثماني وأم جزائرية أو أب جزائري وأم عثمانية.
3 – تسليمهم الجزائر لفرنسا دون مقاومة حقيقية أوحرب تمنع حصول هذا الإحتلال والإستعمار، وهم كانوا قادة الجزائر والبلد بلد مُسلم، وبالتالي ذلك الأمر لا يخلو من مسؤولية دينية كانت على عاتقهم وقد تنصلوا منها، وتركوا الجزائر لمصيرها المجهول.


كلمة للتاريخ:
العثمانيون يعود لهم الفضل في الحفاظ على الجزائر مُسلمة وما تعنيه من حفاظ على كل شيء مُتعلق بالإسلام اللغة (العربية) والتاريخ الإسلامي والعادات والتقاليد وقيم الحضارة الإسلامية، فلو تُركت الجزائر على ضعفها الذي كانت الجزائر عليه أمام تحرشات الإسبان ومُخططات فرنسا التي تجسدت فيما بعد في إحتلال الجزائر لكانت الجزائر اليوم وربما منطقة المغرب العربي الكبير وشمال إفريقيا بلا إسلام.
فوجود العثمانيين في الجزائر وفي البلاد العربية والإسلاميه شرعه/ أو شرعنه/ أو شرعته وجود "الخلافة الإسلامية" التي كانت الدولة العثمانية في ذلك الوقت قائدة لهذه الخلافة، والجزائريون دخلوا بمحض إرادتهم إلى الخلافة العثمانية لأنهم كانوا يعتقدون أن ذلك من مُتطلبات الدين والشرع، وجاءت تحرشات إسبانيا على الجزائر ليكتب الله تعالى للجزائر فُرصةٌ نحو الحفاظ على الفتح الإسلامي فيها وفي تلك المنطقة من قارة إفريقيا.
أما الوجود الفرنسي فليس هناك أي شيء يشرعه وهو إحتلال وإستعمار واضح وبين لا مراء فيه، عبر عليه حجم الجرائم والفظائع التي إرتكبها الفرنسيون في حق الجزائريين والذين (الفرنسيين) ما زالوا يكابرون ويرفضون الإعتراف بجرائم الإستعمار في الجزائر(وفي إفريقيا) وضرورة الإعتذار من الجزائريين، ويهروبون إلى مواضيع تاريخية ثانوية لا علاقة لها بالموضوع كالحديث زوراً وكذباً عن إحتلال عثماني مزعوم للجزائر للتملص من هذا المطلب الملح ولإلهاء الداخل ومشاغلة الخارج ممن عانى من هذه الظاهرة (الإستعمار)، فهل المسلم يحتل المسلم وأمة الإسلام أمة واحدة؟.


فكر يهدد وحدة الأمة الإسلامية:
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
- جمهورية (ونعني بها النظام)
- ديمقراطية (ونعني بها الممارسة)
- شعبية (ونعني بها الحُكم)، فالشعب هو مصدر السلطات.
العلم:
أخضر: وترمز إلى الطبيعة الخضراء للجزائر
وأبيض: وترمز إلى صنائع الجزائريين، وأنها أرض سلام، وشعب سلم
وأحمر: دماء الشهداء الذين خضبوا بدائهم هذه الأرض الطيبة والطاهرة منذ القديم وإلى الآن في سبيل إستقلالها وسيادتها.
الهلال: معناه إنتماء الجزائر إلى الأمة الإسلامية التي شكلت هلالاً نصف دائري على إمتداد حوض البحر الأبيض المتوسط من المغرب الأقصى إلى فلسطين وصولاً إلى الأندلس (إسبانيا اليوم).
النجمة: وترمز إلى الإسلام، أو إلى ديانة هذه الدولة (الجزائر) وهي الإسلام.
فالدعوات لنزع النجمة والهلال من العلم الوطني يهدف إلى قطع صلة الجزائر بامتدادها العربي والإسلامي وإلغاء الإسلام كديانة يدين بها 95 بالمئة من الجزائريين.


بقلم: الزمزوم








 


رد مع اقتباس
قديم 2021-10-09, 20:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

......................










رد مع اقتباس
قديم 2021-10-10, 09:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجزائر ما بين استعمار حلال واستعمار حرام



تحت العنوان أعلاه، نشرت "ليبارتي" مقال رأي للكاتب أمين الزاوي، حول "نظرة الجزائريين للاستعمار الفرنسي والاستعمار العثماني لبلادهم".

وجاء في المقال: "خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتسرعة بشأن الجزائر جدلا ساخنًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن جميع الخلفيات السياسية وجميع الحساسيات الأيديولوجية، المشاركون في هذا النقاش الفقاعي هم أكاديميون وسياسيون وطلاب وصحفيون وحتى المواطن العادي.
يعكس هذا النقاش المستوى الفكري للمجتمع الجزائري..مرآة لعلم نفس جزائري بحت..يتسم بالحماس والوطنية والغضب والسب والشعوبية في الخمسينيات. لدرجة أنه من الصعب، في هذا النقاش، التمييز بين منشور أكاديمي وآخر نشر لمواطن عادي..نفس الحمام ونفس اللغة.

دار النقاش حول نقطتين: الاستعمار ولغة المستعمر.
حسب هذا الجدل الذي تميزت به النزعة الشعبوية الأولية، فإن الأمة الجزائرية شهدت نوعين من الاستعمار: الاستعمار الحلال والاستعمار الحرام!
في المخيلة الجزائرية المبنية على قراءة مشوهة لتاريخ بلاده، هناك استعمار شرير واستعمار آخر حلو! في نظر الجزائريين، الاستعمار العثماني التركي لبلادنا، الذي استمر أكثر من ثلاثة قرون، هو استعمار لطيف مثل البقلاوة! والاستعمار الفرنسي الذي استمر قرابة قرن ونصف هو استعمار صعب وقذر كالخنزير!
بالتأكيد وبدون أي فارق بسيط، فإن الاستعمار الفرنسي هو استعمار وحشي وقمعي وعنيف وغير عادل، لكن الاستعمار العثماني التركي أيضا كان استعمارا للاغتصاب والسرقة والعنف، ولا ننسى أن الاستعمار العثماني التركي عرض بلدنا على الاستعمار الفرنسي دون مقاومة وبدون ندم!

لقد كتبنا تاريخنا بشكل سيء..لقد علمنا تاريخنا بشكل سيء.
في المخيلة الجزائرية، لأن الاستعمار الفرنسي مسيحي، لذلك فهو شرير، ولأن الاستعمار العثماني التركي مسلم، فهو إذن جميل! لذلك ندين الاستعمار المسيحي ونغفر الاستعمار الإسلامي..نعدد فظائع الأول ونغمض أعيننا عن فظائع الثانية. بغض النظر عن الاستعمار، فإنه يظل عملا همجياً ضد الإنسانية، وبغض النظر عن ديانة المستعمر يبقى منتهكا لكرامة الشعب المستعمر.. قبل حقوق الإنسان العالمية، كانت جميع المستعمرات متساوية.

واتباع هذا المنطق غير المنطقي: هناك استعمار بلغة بغيضة يجب محاربتها وهناك استعمار آخر بلغة جميلة وحضارية، وتحاول أي لغة استعمارية محو اللغة الأصلية للأمة المحتلة.
في هذا الجدل الساخن على وسائل التواصل الاجتماعي، وردا على تصريحات الرئيس ماكرون، دعت الأصوات إلى حظر تدريس الفرنسية في المدارس الجزائرية واستبدالها باللغة الإنجليزية، وطالب آخرون باستبدالها بالتركية! متناسين أن اللغة الإنجليزية هي أيضا لغة المستعمر البريطاني والإمبريالية الأمريكية! حتى لو استبدلنا لغة التدريس بأخرى، فيجب أن يتم ذلك برؤية استراتيجية وعلمية ومدروسة جيدا وليس من نوبة غضب!
في مواجهة هذا الجدل المحتدم والعاطفي، فإن المفكرين الناقدين مدعوون إلى عدم الوقوع في الكسل أو الشعبوية الفكرية التي تغذي الشعبوية السياسية.
المثقفون الأحرار والناقدون من كلا الساحلين، معا في وقت حرب التحرير الجزائرية، مدعوون للعمل من أجل مستقبل من الحرية والديمقراطية واحترام ذاكرة الأمة.

كمثقفين، نحن مدعوون إلى الإدانة الواضحة لهذه التصريحات الصادرة عن رئيس دولة يزرع الكراهية بين الشعبين الجزائري والفرنسي، من خلال إنكار تاريخ أمة أنجبت أبوليوس دي مادور، والقديس أوغسطين دي تاغاستي، وجوبا الثاني، وماسينيسا، والأمير عبد القادر، وشيخ الحداد، وفاطمة نسومر، وبن باديس، والخالدي، وبن مسايب، وبنكريو، وسي مهند و مهند ...

نحن مدعوون أيضا لحجب الأفكار التي تلحق الخراب بتاريخنا وتعطل تاريخنا ومستقبل أطفالنا.

الجزائر مهددة والعالم يعيش عصر التكتلات الاقتصادية والعسكرية والسياسية، والشيء المؤكد هو أن الجزائر بحاجة إلى حلفاء أقوياء، ولا يمكن لأي بلد أن يعيش بمفرده دون دعم كتلة".

المصدر: "ليبارتي"+أر تي









رد مع اقتباس
قديم 2021-10-11, 13:14   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأناضول التركية تنشر قصة وصول العثمانيين إلى الجزائر.


نشرت وكالة الأناضول التركية، الاثنين، قصة وصول العثمانيين إلى الجزائر، وذلك ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون وإقحامه لتركيا.

وبحسب الأناضول فإنه من العار أن يتخلص امرؤ من العار بعار أكثر فداحة، وهذا بعينه ما صدر عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تجاهل جرائم الاحتلال الفرنسي للجزائر واستشهاد أكثر من مليون جزائري من أهل هذا البلد على يد الفرنسيين، ومحاولته التغطية على ذلك بسحب الجزائريين إلى وهمٍ من صناعته هو.

إذ نعت ماكرون الوجود العثماني في الجزائر بأنه “استعمار منسي” في محاولة ساذجة للإيقاع بين الجزائريين والأتراك.

ولئن كان الجزائريون على الصعيدين الرسمي والشعبي قد أصلوه نيران الرد على هذه المزاعم، إلا الأمر يستلزم إضاءة حول التواجد العثماني في الجزائر، ليقف باغي المعرفة على مدى زيف ادعاءات ماكرون، ويتعرف على حقيقة هذا التواجد والجهود التي بذلتها الدولة العثمانية لتحرير الجزائر بعد أن احتلها الفرنسيون، رغم الضعف الذي داهم الدولة.

بادئ ذي بدء، نقول إن الوجود العثماني في الجزائر والذي بدأ في الربع الأول من القرن السادس عشر للميلاد، لم يكن وجودًا تركيًا قوميا، إنما كان وجودًا عثمانيًا إسلاميًا، بحكم صعود هذه الإمبراطورية الإسلامية، والتي التف حولها المسلمون في البقاع التي دخلت تحت نفوذها باعتبارها نظاما إسلاميا عاما يندرجون تحت رايته.

ينبغي العلم بأن الأخوين بربروس (عروج وخير الدين)، كانا يمثلان الوجود العثماني في الجزائر، وهما بطلان من أبطال البحر في التاريخ العثماني، قد نابا عن الدولة في تمثيلها في الجزائر بشكل غير مباشر في البداية، ثم أصبح بشكل رسمي مباشر، فلنر كيف دخل هذان البطلان الجزائر.

عندما توجّه الأخوان بربروس إلى تونس اتخذاها قاعدة للهجوم على السفن الصليبية والقيام بعمليات لإنقاذ مسلمي الأندلس، ولم يكونا في هذا الوقت يعملان رسميا تحت قيادة الدولة العثمانية، ولكن كانت هناك مساعدات مادية وعسكرية يمنحهما إياها السلطان سليم لمزاولة نشاطهما البحري.

وبينما كان وفدهما في إسطنبول لمقابلة السلطان، تلقى الأخوان رسالة استغاثة من أهالي قلعة بجاية الجزائرية أوردها خير الدين في مذكراته تقول نصًا: “إن كان ثمة مغيث فليكن منكم أيها المجاهدون الأبطال، لقد صرنا لا نستطيع أداء الصلاة أو تعليم أطفالنا القرآن الكريم لما نلقاه من ظلم الإسبان، فها نحن نضع أمرنا بين أيديكم، جعلكم الله سببا لخلاصنا”.

خاض الأخوان بربروس معارك ضارية لتخليص قلعة بجاية من الإسبان توجت بالفتح، وتم استقبالهما استقبال الفاتحين.

ولم تكن هي المرة الوحيدة التي استغاثت فيها المدن الجزائرية بالأخوين بربروس، فعندما كانا في مدينة جيجل الجزائرية، وردت إليهما وفود من عدة مدن جزائرية، تشكو من ظلم الإسبان وتطلب التدخل لإنقاذها، فخرج عروج بقواته إلى الجزائر وحررها من الإسبان، وكانت صدمة مروعة للملك الإسباني كارلوس.

كما دخل عروج مدينة تلمسان بنفس الطريقة، لأن حاكمها كان ظالما ممالئا للإسبان، فكانوا يرسلون إلى بربروس لينقذهم من الإسبان وحليفهم.

إذا، جاء الوجود العثماني في الجزائر والذي يمثله الأخوان بربروس، بناء على استغاثات مقدمة من المدن الجزائرية لتخليصها من العدو الإسباني وحلفائه من الملوك الظالمين.

وبعد مقتل عروج على يد الإسبان، دخلت الجزائر بشكل رسمي تحت راية الدولة العثمانية، بناء على طلب الجزائريين أنفسهم أيضًا، من خلال رسالة وقع عليها وجهاء الجزائر على اختلاف مستوياتهم إلى السلطان العثماني سليم الأول بعد أن دخلت الشام ومصر والحجاز تحت راية الدولة العثمانية.

أرسلت هذه الرسالة عام 1519م، وهي موجودة في دار المحفوظات التاريخية بمدينة إسطنبول، وقام بترجمتها إلى العربية المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي، في بحث بعنوان “أول رسالة من أهالي مدينة الجزائر إلى السلطان سليم الأول سنة 1519″، قامت المجلة التاريخية المغربية التي كانت تصدر في تونس بنشره في العدد السادس، شهر يوليو 1976م.

ونقل هذه الرسالة العديد من المؤرخين العرب، منهم المؤرخ المصري عبد العزيز الشناوي في كتابه “الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها” في الجزء الثاني منه.

استمر دعم ورعاية الدولة العثمانية لدولة الجزائر بعد وفاة السلطان سليم، حيث خلفه على العرش ابنه سليمان القانوني، والذي أصبحت الجزائر في عهده قاعدة لصد العدوان الإسباني، وعُين خير الدين قائدا عاما للأسطول العثماني وعُهد بولاية الجزائر إلى ولده حسن أغا.

بعد وفاة السلطان سليمان القانوني، بدأ الضعف التدريجي يدب في الدولة العثمانية شيئا فشيئا، ترتب عليه عجز الدولة على ربط ولاياتها – ومنها الجزائر – بالمركز، وأصبح ولاتها يستأثرون بشؤون الحكم فيها.

يقول أرجمنت كوران في كتابه “السياسة العثمانية تجاه الاحتلال الفرنسي للجزائر”: “في أوائل القرن التاسع عشر، صارت تبعية ولاية الجزائر للدولة العثمانية عبارة عن تصديق السلطان لتولية “الداي” كل سنتين أو ثلاثة، والتحاق سفن الأوجاق بالأسطول العثماني كلما يتطلب ذلك”.

وعلى الرغم من ضعف الدولة العثمانية، إلا أنها بذلت جهدا كبيرًا لمنع احتلال فرنسا للجزائر، ثم محاولة تحريرها بعد الاحتلال.

ففي عام 1827م، نشبت أزمة دبلوماسية بين داي الجزائر حسين باشا، وبين القنصل الفرنسي، بدأ الأسطول الفرنسي على إثرها في محاصرة الجزائر بحرًا، وكانت الأزمة ذريعة لاحتلال فرنسا للجزائر، حيث أن أطماعها في تلك البلاد بدأت منذ زمن بعيد، حتى أن نابليون بونابرت قد سعى إليه.

وقامت فرنسا بتهديد الباب العالي إذا لم يتم تأديب والي الجزائر، وإلا فإن جيوشها سوف تتحرك لاحتلالها، وحاولت إجبار السلطان العثماني على إصدار أوامره لوالي مصر محمد علي باشا لإرسال حملة إلى الجزائر، إلا أن الدولة العثمانية رفضت إصدار هذا الأمر، وتعهدت بإرسال مندوب إلى الوالي لنصحه.

وقرر الباب العالي في نفس الوقت توجيه إنذار إلى محمد علي في مصر لسحب يده من التدخل بحملة عسكرية في الجزائر، وقام بتوكيل طاهر باشا للسفر إلى الجزائر من أجل الوصول إلى حل دبلوماسي، لكن فرنسا راوغت وتصنعت جهلها بمهمة طاهر باشا إلى أن احتلت الجزائر.

وفي أول مفاوضات الدولة مع الفرنسيين عقب الاحتلال، صرح السفير الفرنسي بأن الجزائر أصبح تحت التصرف الفرنسي بموجب أصول الحروب، ورغم أن المفوض العثماني لم يكن مخولا بالرد الفوري إلا أنه اعترض بشدة على وجود صلاحيات تصرف فرنسية في الجزائر، ورفض مزاعم السفير بأن الجزائر لها حكومة مستقلة بعيدا عن الدولة العثمانية، ثم أكد الباب العالي هذا الإصرار بمطالبته فرنسا برد الجزائر باعتبارها ولاية عثمانية.

استمرت الجهود الدبلوماسية العثمانية لاسترداد الجزائر رغم الخطر الذي كانت تواجهه عندما أعلن والي مصر عصيان الدولة العثمانية، وعقب انتهاء هذه الأزمة، تحركت الدولة دبلوماسيا على الصعيد الأوروبي، خاصة بعد أن أرسل أهل الجزائر رسالة استغاثة للباب العالي ضد الظلم الفرنسي، إلا أن هذه المحاولات قد باءت جميعها بالفشل بسبب تشابك المصالح الأوروبية.

والحق أن حالة الضعف التي كانت عليها الدولة لم تكن لتسمح لها بالقيام بعمل عسكري ضد الاحتلال الفرنسي.

وعلى الرغم من ذلك حركت الدولة العثمانية سفنها إلى طرابلس الغرب لإلحاق هذه الولاية بالمركز بعد أن داهمتها الخلافات والفتن، ومن ناحية أخرى كانت تهدف إلى التواجد العسكري قريبا من الجزائر تحسبا للتفكير في عمل عسكري، وهو الأمر الذي أصاب فرنسا بالقلق بالفعل.

في الوقت ذاته كان سكان ولاية قسنطينة الجزائرية يجابهون الاحتلال الفرنسي، فأرسل الباب العالي رسالة محفزة إلى أحمد باي الذي يقود جهاد أهل قسنطينة، والذي خلع عليه أهل البلدة لقب الباشا، وضرب النقود باسم السلطان، ويقال أن الباب العالي قد أرسل بشكل سري مدافع لأهل قسنطينة عبر تونس، إلا أن باي تونس قد حجزها.

كان الباب العالي يهدف من خلال اقتراب الأسطول من تونس تأمين إمكانية إنقاذ الجزائر من الاحتلال الفرنسي إلا أن هذه المحاولات قد باءت بالفشل، كما أنه لم يقدر على إرسال دعم بري إلى أحمد باي في قسنطينة لمواجهة الفرنسيين، فقرر السلطان إرسال أمر لباي تونس لمساعدة باي قسنطينة، إلا أن باي تونس لم يلتفت لذلك لأنه كان مجبورا على مصادقة الفرنسيين.

من خلال ما سبق ندرك أن الوجود العثماني في الجزائر كان بناء على استغاثات جزائرية ضد الإسبان وحلفائهم في الداخل، كما عملت الدولة العثمانية جاهدة في ظل فترة ضعفها على منع الاحتلال الفرنسي للجزائر.

المصدر: الأناضول+الشروق









رد مع اقتباس
قديم 2021-10-12, 22:17   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
Mohand_Zekrini
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










New1 شتان بين الوجوج العثماني والإستدمار الفرنسي

ان الحقبة العثمانية في الجزائر أصطلح على تسميتها وجودا، الوجود كان بدعوة من سكان الجزائر واستنجادا بالعثمانيين لوقف اعتداءات الاسبان المتكررة على السواحل الجزائرية.
أما الحقبة الفرنسية في الجزائر فهي غزوا واجتياحا لأراضي الغير غصبا، وكانت استدمارا (الوصف لموسوعة الجزائر مولود قاسم نايت بلقاسم) وليس حتى استعمارا، واستهدف الارض والحضارة بل حتى العرق البشري.










رد مع اقتباس
قديم 2021-10-13, 15:06   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohand_zekrini مشاهدة المشاركة
ان الحقبة العثمانية في الجزائر أصطلح على تسميتها وجودا، الوجود كان بدعوة من سكان الجزائر واستنجادا بالعثمانيين لوقف اعتداءات الاسبان المتكررة على السواحل الجزائرية.
أما الحقبة الفرنسية في الجزائر فهي غزوا واجتياحا لأراضي الغير غصبا، وكانت استدمارا (الوصف لموسوعة الجزائر مولود قاسم نايت بلقاسم) وليس حتى استعمارا، واستهدف الارض والحضارة بل حتى العرق البشري.
لا تنسى أن الإستغاثة الأولى التي وجهت للعثمانيين ضد تحرشات الإسبان إنطلقت من بجاية عاصمة النور ( وعاصمة سكان القبائل)، بمعنى آخر أن من استدعى العثمانيين للجزائر هم ساكنة القبائل، وبالتالي الفضل كل الفضل في الحفاظ على الجزائر مُسلمة أمام
مخططات إسبانيا وفرنسا فيما بعد ومحاولة تجريد الجزائر من إسلامها يعود الفضل فيه إلى سكان هذه المنطقة من المسلمين الطيبين الذين يعتزون بدينهم وبثقافتهم، ويُقدرون ما فعله المُسلمون الفاتحون والعثمانيون المُنجِدون، فأحدهم حمل الإسلام إليهم والثاني حافظ وحمى الإسلام والمسلمين في الجزائر.









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc