بطلان عقيدة التثليث من القرآن والتوراة والإنجيل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بطلان عقيدة التثليث من القرآن والتوراة والإنجيل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-01-29, 07:47   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي بطلان عقيدة التثليث من القرآن والتوراة والإنجيل

بطلان عقيدة التثليث وبيان النص على التوحيد في العهدين القديم والجديد

السؤال
أحد النصارى المبشرين بديانته الوثنية كنا في معرض الحديث عن وحدانية الله ، فأردف إلي بسؤاله مستشكلا توحيدنا برب الأرباب قائلا ، ما معنى كلمة الله واحد ؟ هل الواحد عددا ؟ وإذا كان عددا ، فكيف تقدر أن تعرف الواحد بدون الأعداد الباقية (٢،٣،٤.....الخ ) ؟ وألا يدل بأن الواحد عدد محدود بما قبله وبعده؟ أم تقصد الواحد نوعا ؟ وهنا أسئلك لماذا نفترض بأن التعددية ضمن نوعها (كالحق والخير والمحبة والعدل )؟ وماهو تفسيرك لصفات الله الواحد ، وهو خارج الخليقة ، بمعنى عندما نقول الله الواحد يمتلك صفات كودود ومريد وكريم وقادر وووو الخ ، كيف كان يمارسها ؟ مع من كان يمارسها ؟ وكيف تصبح صفة الودود والإرادة فاعلة بدون وجود فاعل ومفعول به ؟ ثم قال ولا تجعل إجابتك (ليس كمثله شي) ؛ لأن هذا بحد ذاته وصف ، وأيضآ لا تقل لي لا نعرف عنه شيئا ، فسوف يقودنا هذا المفهوم إلى الجهل بالخالق وطبيعته ، نوع لا يوجد به التعددية لنوع الواحد!! ، وأعطيك تشبيها ، وليس شبه ، أليس الإنسانية نوع واحد . انتهى كلامه ، ولأني موقن بأن هذا لا يعدو كونه سفسطة فجة ، يجارون بها قياس الإحراج من معتقدهم بالثليث الذي يناهض العقل ، آثرت إلا أن أسأل أهل العلم والفضل حتى تكون الإجابة محكمة.، فهل قياس وحدانية الذات على وحدانية الذات على المخلوق تستلزم التشبيه ؟
الجواب
الحمد لله.

أولا:

وحدانية الله تعالى أمر مركوز في الفطر السليمة، ودل عليها العقل والنقل؛ إذ لو كان للكون إلهان، فإما أن يختلفا، كأن يريد أحدهما إيجاد شيء ، ويريد الآخر إعدامه، فإن من تنفذ إرادته فهو الإله ، والآخر عاجز لا يكون إلها، ولا يمكن أن تنفذ إرادة الاثنين ، فيكون الشيء موجودا معدوما، ولا أن لا ينفذ مراد أحد منهما؛ لأن ذلك يدل على عجزهما معا.

وإما أن يتفقا: كأن يريدا إيجاد شيء معين.

فليس جائزا أن يوجِدا الشيءَ معا؛ لئلا يلزم اجتماع مؤثرين على أثر واحد.

ولا يجوز أن يوجداه مرتباً، بأن يوجده أحدهما، ثم يوجده الآخر؛ لئلا يلزم تحصيل الحاصل.

ولا يجوز أن يوجد أحدهما البعض والآخر البعض؛ للزوم عجزهما حينئذ.

فصح عقلا أنه لا يمكن أن يكون للعالم إلهان.

وأما النقل، فإن الأنبياء الذين ثبتت نبوتهم بالمعجزات والآيات؛ قد أخبروا أن الرب إله واحد، وأنزل الله عليهم كتبه تقرر هذه الوحدانية، كما في القرآن الكريم، وفي العهد القديم، بل تقرير الوحدانية موجود في العهد الجديد أيضا.

قال الله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (13532) .

ثانيا:

ونحن نجد تقرير وحدانية الله جل جلاله، في مواضع عديدة من كتبهم المقدسة، رغم ما وقع فيها من التحريف والتبديل لكلام رب العالمين:

ففي العهد القديم: ففي سفر التثنية 6/ 4: " اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِد".

وفيه 4/ 35: " إِنَّكَ قَدْ أُرِيتَ لِتَعْلَمَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ. لَيْسَ آخَرَ سِوَاهُ" انتهى.

وأما العهد الجديد، فمع التحريف المتتابع، إلا أن فيه ما يثبت الوحدانية، ويدل على أن عيسى ليس إلها ولا ابن إله.

ففي يوحنا (17/ 3): " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوعَ المسيحَ الذي أرسلته".

وفي مرقص (13/ 32): " وأما ذلك اليوم ، وتلك الساعة : فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب".

فكيف يكون المسيح إلها وهو لا يعلم تلك الساعة ؟! وكيف يقول النصارى : إن الابن والآب متساويان في القدرة ؟!

وفي متى (27/ 46): "ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: ايلي ايلي لما شبقتني؟ أي إلهي إلهي لماذا تركتني".

فلو كان إلها ، فكيف يستغيث بإله آخر، وكيف يصرخ ويتألم؟ وكيف يصدر عنه هذا القول: "لم تركتني؟" وهو النازل بزعمهم لأجل أن يصلب ؟!

وفي يوحنا (20/ 17): " قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني وإلهي وإلهكم".

وهذا نص صريح واضح في التسوية بين عيسى عليه السلام وبين سائر الناس، فهم جميعا أبناء الله - على المعنى المجازي- ، ويعبدون إلها واحدا هو الله. وهذا القول قاله المسيح قبل العروج بقليل ، مما يثبت أنه عليه السلام كان يصرح بأنه عبد الله وأن الله إلهه إلى آخر لحظة من بقائه في الأرض.

وينظر للفائدة ما سبق في جواب السؤال رقم : (12628) ، ورقم : (82361) .

ثانيا:

العجب من محاورك أنه يشكك في الوحدانية، مع أن النصارى يدعون أنهم موحدون، وأن إثبات الأقانيم الثلاثة "الأب والابن وروح القدس" لا ينافي الوحدانية! كما ينصون على ذلك في قانون الإيمان.

جاء في "قاموس الكتاب المقدس" ص 232، 233 : "عرّف قانون الإيمان هذه العقيدة بالقول: "نؤمن بإله واحد الأب والابن والروح القدس، إله واحد، جوهر واحد، متساوون في القدرة والمجد" .

في طبيعة هذا الإله الواحد تظهر ثلاثة خواص أزلية، يعلنها الكتاب في صورة شخصيات (أقانيم) متساوية ... ويمكن أن نلخص العقيدة في هذه النقاط الست التالية:

الكتاب المقدس يقدم لنا ثلاث شخصيات يعتبرهم شخص الله.

هؤلاء الثلاثة يصفهم الكتاب بطريقة تجعلهم شخصيات متميزة الواحدة عن الأخرى.

هذا التثليث في طبيعة الله ليس مؤقتا أو ظاهريا، بل أبدي وحقيقي.

هذا التثليث لا يعني ثلاثة آلهة ، بل إن هذه الشخصيات الثلاث جوهر واحد.

الشخصيات الثلاث - الأب والابن والروح القدس - : متساوون.

ولا يوجد تناقض في هذه العقيدة ، بل بالأحرى إنها تقدم لنا المفتاح لفهم باقي العقائد المسيحية ... والكلمة نفسها " التثليث أو الثالوث" لم ترد في الكتاب المقدس، ويُظن أن أول من صاغها واخترعها واستعملها هو ترتليان في القرن الثاني الميلادي".

ثم يقول المؤلفون: " وأخيرا نود أن نشير إلى أن عقيدة التثليث عقيدة سامية ترتفع فوق الإدراك البشري، ولا يدركها العقل مجردا !! لأنها ليست وليدة التفكير البشري بل هي إعلان سماوي يقدمه الوحي المقدس ويدعمه الاختيار المسيحي" انتهى من "قاموس الكتاب المقدس" ، تأليف نخبة من ذوي الاختصاص ومن اللاهوتيين.

ومن تأمل هذا الكلام أدنى تأمل : تبين له بطلان هذه العقيدة المخترعة، ومناقضتها للعقل والفطرة؛ إذ كيف يؤمن عاقل بأن ثلاثة متمايزين من الأزل إلى الأبد، متساوين في القدرة ، هم شخص واحد !

وأين هذا الوحي الذي تؤخذ منه هذه العقيدة، والنصارى يعلمون أنه لا وجود للإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام، وأن الأناجيل الأربعة فيها من التناقض والاختلاف ما ينتفي معه القول بأنها كتبت بالإلهام ، مع فقدان السند إلى أصحاب هذه الأناجيل.. ومع ذلك فليس في الأناجيل نص أو نصوص تثبت هذا الاعتقاد المفصل ، بما فيه من التناقض والاضطراب !

ثم يقال لهذا الذي يقول : لا نفهم طبيعة الإله ، ولا تقل لي : ليس كمثله شيء .. : عقيدة التثليث عقيدة سامية ترتفع فوق الإدراك البشري، ولا يدركها العقل مجردا !!

وهذا أمر يذكر عامة علمائهم، ومحاوريهم، إذا ضاق عليهم مجال النظر، ولم يمكنهم أن يشرحوا هرطقاتهم، وضلالاتهم.

ونحن نشير إلى شيء من ضلالهم في نقاط:

1- يعتقد النصارى أن الابن هو كلمة الله المتجسدة ، وهو المسيح عليه السلام.

فيقال لهم: المتحد بالمسيح : إما أن يكون الكلام مع الذات ، أو الكلام بدون الذات.

فإن كان المتحد به: الكلام مع الذات، كان المسيح هو الأب ، وهذا باطل باتفاق النصارى.

وإن كان المتحد به هو الكلمة فقط ، فالكلمة صفة ، والصفة لا تقوم بغير المتكلم بها.

وأيضا: الصفة ليست إلها خالقا، والمسيح عندهم إله خالق، فبطل قولهم على التقديرين.

ويقال أيضا: هذا المتحد بناسوت المسيح ، إما أن يكونا بعد الاتحاد ذاتين، كما كانا قبل الاتحاد، فليس ذلك باتحاد.

وإما أن يقال: صارا جوهرا واحدا، وهذا يستلزم استحالة كل منهما، وانقلاب صفة كل منهما، فيلزم أن يكون اللاهوت استحال، وتبدلت صفته وحقيقته، والاستحالة لا تكون إلا بعدم شيء ووجود شيء آخر؛ فيلزم عدم شيء من القديم الواجب الوجود بنفسه، وهذا محال، فإن ما وجب قدمه، استحال عدمه.

2- يعتقد النصاري: أن المسيح عليه السلام قام من بين الأموات وصعد إلى السماء، وجلس عن يمين أبيه، وهذا يقتضي أنهما ذاتان ، فكيف يقال بعد ذلك: إنهما شيء واحد !

3-يعتقد النصارى أن المسيح عليه السلام مات، ثم عاش ، فنقول لهم:

من أحياه؟ فإن قالوا : أحيى نفسه ؟ قلنا: محال أن يخلق الحياة من هو ميت.

وإن قالوا: أحياه غيره، وهو الذي أماته، لزمهم أن يكون المسيح عبدا مربوبا ، وهو المطلوب.

ولزمهم على كل تقدير أن يقولوا : هما اثنان في تلك اللحظة: حي وميت !

فهل في الوجود رجل صحيح العقل يقول عن اثنين، أحدهما حي ، والآخر ميت : إنهما شخص واحد !!

ثم ما مصير كلمة الله المتجسدة في المسيح حين صلب وتألم ، بل حين وضع في قبره، فما أعظم القبر الذي وسع كلمة الله !

4-يقولون: إن المسيح الإله الحق : نزل من السماء.

فنقول: النازل إن كان هو الأب، فيلزم لحوق النقائص له، من الأكل والشرب والجوع والخوف.

وإن كان الكلمة التي هي العلم عندهم ، يلزم أن يبقى الباري تعالى بلا علم، لأن علمه نزل وتركه، أو يبقى عالما بعلم ليس قائما بذاته، وهو مستحيل ، فإن الصفة لا تقوم بغير الموصوف، وكل عاقل يعلم أن الإنسان أو غيره لا يعلم بعلم لم يقم به.

5- يقولون عن المسيح : إنه أتقن العوالم وخلق كل شيء .

فيلزم أن يكون خلق أمه، فتكون أمه ولدت خالقها، وهو خلق أمه ، وهذا لا يقوله إلا مجنون.

6-يصفون الأب كذلك بأنه خالق كل شيء، فإن صح أن الأب خالق كل شيء ، فأي شيء بقي للابن ؟!

وإن كان الابن خالق كل شيء ، فأي شيء بقي للأب ؟!

وإن كان الخالق واحدا ، فكيف يقال: إنهما متساويان في القدرة ، متمايزان أزلا وأبدا ؟!!

ومعلوم لكل عاقل أنه لو قلنا: فلان يساوي فلانا، للزم ضرورة أن المساوي غير المساوَى.

فلا أضل ممن هذا اعتقاده، ولا أعجب منه إذا أراد أن يحاور غيره في التوحيد!

ثالثا:

هذا المحاور يخلط بين ما في الذهن، وبين ما في الخارج والوجود.

فكأنه يقول: إنه لا يمكنك تصور الواحد ، إلا بتصور الاثنين والثلاثة.

فيقال: هذا صحيح في الأعداد. وأما تصور الذوات، أي أن تتصور ذاتا واحدة، فلا يلزم حينئذ تصور ذات ثانية ، أو ثالثة. كما لو أردت أن تتصور "مريم واحدة" ؛ فلا تحتاج إلى تصور غيرها معها.

بل الذهن يمكنه افتراض وتصور أشياء مستحيلة، فيكف يعجز عن تصور ذات واحدة ، دون تصور غيرها؟!

والذي يهمنا هو ما في الخارج والوجود، فنحن نقول: ليس إلا إله واحد هو الرب الخالق، وما سواه فمخلوق.

وهو واحد بالذات ، أو بالشخص، وليس واحدا بالنوع؛ لأنه لا شبيه له ولا مثيل، فلا إله غيره، حتى يقال: إن الله واحد بالنوع، كما يقال في الإنسان مثلا، لوجود أفراد كثيرين يطلق عليهم "إنسان".

وأما الصفات، فالله تعالى موصوف بالصفات العظيمة، من الحياة والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر والخلق والرّزق وغير ذلك.

ونحن نعتقد أن الله لم يكن معطلا عن الفعل، وأن هناك عوالم ومخلوقات لا نعلمها، وأنه سبحانه لم يزل خلاقا عليما.

وهذا المحاور لا يستفيد شيئا من هذه النقطة، فلو قال: إن الله ثلاثة، فيقال له: إلهك هذا أليس له صفات؟ فسيقول: بلى.

فيلزمه ما جاء في سؤاله، وهو أن يقال: كيف تصبح صفة [الودود] والإرادة فاعلة ، بدون وجود مفعول به؟!

فإما أن يقول كما قلنا: أن إلهه لم يزل خلاقا عليما. وإما أن يقول: كان معطلا، ثم خلق وتكلم وأراد، الخ.

وقد بان بهذا أن ما يظنه شبهات، هو أوهى من بيت العنكبوت.

ولا يمكن لنصراني أن يثبت في نقاشٍ "عقلي" في مسألة التثليث. ولهذا يلجأ إلى التشغيب والإلهاء ببعض الكلمات المموهة.

وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (12634)

رابعا:

الذي ننصح به السائل وغيره ألا يدخل مجال الحوار مع أهل الأديان أو المذاهب المنحرفة، إلا بعد تحصيل العلم المؤهل لذلك، وإلا كان حواره فتنة لغيره، وربما أدى إلى فتنته هو.

ولهذا منع الفقهاء من النظر في كتب القوم إلا لمن يمكنه الرد عليها.

قال في "مطالب أولي النهى" (1/607) : "( ولا يجوز نظر في كتب أهل الكتاب نصا ) ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم غضب حين رأى مع عمر صحيفة من التوراة . وقال : أفي شك أنت يا ابن الخطاب " الحديث . ( ولا ) النظر في ( كتب أهل بدع ، و ) لا النظر في ( كتب مشتملة على حق وباطل , ولا روايتها ) . لما في ذلك من ضرر إفساد العقائد .

( ويتجه جواز نظر ) في كتب أهل البدع : لمن كان متضلعا من الكتاب والسنة، مع شدة تثبت ، وصلابة دين ، وجودة فطنة ، وقوة ذكاء واقتدار على استخراج الأدلة ، ( لرد عليهم ) وكشف أسرارهم ، وهتك أستارهم ، لئلا يغتر أهل الجهالة بتمويهاتهم الفاسدة ؛ فتختل عقائدهم الجامدة . وقد فعله أئمة من خيار المسلمين , وألزموا أهلها بما لم يفصحوا عنه جوابا . وكذلك نظروا في التوراة ، واستخرجوا منها ذكر نبينا من محلات ، وهو متجه " انتهى.

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 311) : " الكتب السماوية السابقة : وقع فيها كثير من التحريف، والزيادة والنقص كما ذكر الله ذلك ، فلا يجوز للمسلم أن يقدم على قراءتها والاطلاع عليها إلا إذا كان من الراسخين في العلم ويريد بيان ما ورد فيها من التحريفات والتضارب بينها" انتهى.

وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (197435) ، ورقم : (97726) .

رزقنا الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح.

والله أعلم.

منقول اسلام سؤال









 


رد مع اقتباس
قديم 2024-01-29, 07:51   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

إن التثليث النصراني يتأرجح بين التوحيد والشرك ، فهم يقولون إن الله واحد في ثلاثة ، أو ثلاثة في واحد ، وكأنهم لا يدرون أهو واحد أم ثلاثة ‍‍؟‍ كيف يكون الواحد في ثلاثة أو الثلاثة في واحد ؟‍ ؟"(163) ، وحول هذا المعنى يتفلسفون مضطربين في إجاباتهم، كثير منهم غير مقتنعين ؛ فإذا سألت أياً منهم هل تعبد إله واحد أم آلهة متعددة ؟ سيجيبك : بل أعبد إله واحد وأؤمن بإله واحد فقانون الإيمان المسيحي عندنا يقول نؤمن بإله واحد.

وإذا قلت له : من هو هذا الإله الواحد؟

سيجيبك : الله(الأب) + الله (الابن) + الله( الروح القدس)، فقل له : كيف ؟ هؤلاء ثلاثة آلهة وأنت قلت أنك تعبد إله واحد ؟ سيجيبك : هؤلاء ثلاثة ولكنهم واحد.

فقل له : معنى هذا أن 1+1+1 يعطي النتيجة (‍1) سيقول لك : هي هكذا.

فقل له : في أي قانون من قوانين علم الرياضيات هذه المعادلة ، " فلو أتينا بكل علماء الرياضيات ،وبعث (اينشتاين) مرة ثانية إلى الحياة ، وعقدنا له امتحاناً في حل هذه الطلاسم والألغاز لما حصل هذا العالم إلا على صفر في الامتحان"(164)،فكيف للعامة بفهم هذه المعادلة ؟ فإذا كانت هذه العقيدة لا يفهمها الفلاسفة فكيف بالبسطاء من الناس؟‍! فاستحلفك بالله لمن جاءت هذه العقيدة ، ولمَ جاءت؟!

سيجيبك قائلاً : هذه عقيدة جاءت لكل البشر ، ولكن فهمها يصعب عليهم لأنه سر من أسرار الكنيسة .

هذه هي الإجابة النهاية عند عدم القدرة على إقناع الآخرين أو حتى إقناع نفسه.

المطلب الأول :توضيح للثالوث المسيحي

هناك ثلاثة أقانيم (أشخاص) كل واحد منهم يتميز بمميزات ليست في الآخر ، ثم هم متساوون في بعض الأمور :

1) مختلفون في الأعمال والوظائف : فالله (الأب)يختص ببعض الأعمال : مثل الاختيار والدعوة والله (الابن)تنسب إليه أعمال محاسبة الناس والفداء، والله(الروح القدس) تنسب إليه أعمال التجديد والتقديس (165) ، وهم متساوون مع بعضهم البعض في :

· القدرة الإلهية ، فكل واحد منهم يملك القدرة الكاملة .

· أنهم جميعهم أزليون لا بداية لأحد منهم .

فهذا قاموس الكتاب المقدس يقول : هو إله واحد الأب والابن والروح القدس ، جوهر (ذات) واحد متساوون في القدرة والمجد.(166)

هذه هي عقيدة التثليث عند النصارى ، والتي تخالف الحس والعقل معاً، وبسبب ذلك جعلوها سراً غيبيا ًمن ضمن مجموعة أسرار غيبية (167) ، والحقيقة أن كثيرين من النصارى يخفون بداخلهم الريبة والشك من هذه العقيدة ذات الفلسفة العجيبة التي يرفضها العقل والمنطق ، ولكن النصارى يحاولون تقريب الثالوث بضرب الأمثلة التي نتج عنها تصورات مختلفة ومتناقضة أيضاً ومع ذلك لم يصلوا إلى إقناع أنفسهم فضلاً عن إقناع غيرهم.

بعض الأمثلة في تقريب الثالوث عند النصارى:

1) الثالوث كالروح والماء والدم:

يقول إنجيل يوحنا : " والروح هو الذي يشهد لأن الروح هو الحق فإن الذين يشهدون هم ثلاثة ( الروح والماء والدم ) والثلاثة متفقون" (168) ولكن هذا المقطع قد أزيل من الكتاب المقدس (169).

2) يقول (كانت) في القرن الثامن عشر : " الأب ، والابن، والروح القدس ، ثلاث صفات أساسية في اللاهوت ،وهي القدرة والحكمة والمحبة ، أو ثلاث فواعل هي : الخلق والحفظ و الضبط" (170).

3) والبعض يشبهها بالشجرة فإن لها أصل وهي الجذور والساق والورق.

4) "ومرة يشبهونها بالشمس المكونة من جرم وأنها تنير الأرض وتدفئها "(171)

5) وبعض الفلاسفة يقول إن الله سبحانه وتعالى يتكون من ثلاثة أقانيم (أي ثلاثة عناصر أو أجزاء) : الذات، والنطق ، والحياة ؛ فالله موجود بذاته ، ناطق بكلمته، وحي بروحه، وكل خاصية من هذه الخواص تعطيه وصفاً معيناً ، فإذا تجلى الله بصفته ذاتاً سمي الأب وإذا نطق فهو الابن ، وإذا ظهر كحياة فهو الروح القدس"(172)

ولكن القس (توفيق جيد ) يعترض على هذه الفلسفات قائلاً :

" إن تسمية الثالوث باسم الأب والابن والروح القدس تعتبر أعماقاً إلهية وأسراراً سماوية لا يجوز لنا أن نتفلسف في تفكيكها وتحليلها ، ونلصق بها أفكاراً من عنديّاتنا "، ويقول أيضاً في كتابه (سر الأزل ) : " إن الثالوث سر يصعب فهمه وإدراكه ، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كلها في كفه! "(173)

ويرى كذلك فلاسفة المسيحية أن الإنسان خلق على صورة الله ، فكما أن الله مثلث الأقانيم كذلك فإن الإنسان مكون من ثلاثة عناصر ، فالإنسان بذاته كائن على صورة الله ومثاله، وناطق على صورة الله ومثاله، وحي على صورة الله ومثاله"(174) .

هكذا يتخبطون فيجعلون الأقانيم الثلاثة وهي أشخاص ثلاثة ، صفات فهم يحولون الأشخاص إلى صفات لجوهر واحد وهو الإله.

ونحن نقول : إن هذا الإله لا يتصف بصفات ثلاث بل يتصف بعشرات ، بل بمئات الصفات فهو الخالق الرازق القادر الحكيم العليم ..إلخ من أسمائه وصفاته ،ولتقريب الفهم أكثر نقول : إن جميع الناس يتصفون بصفات عديدة ، ولكن لم يقل أحد أن هذه الصفات هي ذوات متعددة ، فالرجل الواحد يوصف بأنه طويلاً ، أسمر ، كريم ، شجاع ، مثقف ،ذكي ..إلخ من الصفات المتعددة، ولكنها لذات واحدة لا لأشخاص متعددين وهذا ما يفهمه العقل ويقبله المنطق.

"والحقيقة إن فلسفة التثليث عضو غريب أ ُدخل إلى جسد المسيحية المريض ، فإذا به يزيد الجسد اعتلالاً ويبعث فيه بدل الانتظام والصحة ، فوضى واضطراب ، ليصبح علة وعالة عليه، يحمله الجسد العليل ، فينوء بحمله ، فلا هو ملفوظ منه ، ولا هو مقبول فيه"(175)

المطلب الثاني :النص الذي يعتمد عليه المسيحيون في التثليث وتنفيذه

اعلم أيها القارئ الكريم أن(الثالوث)لم يرد بهذا الاسم ولا مرة واحدة في كتب العهد القديم ولا العهد الجديد (176) . وأن النص الذي يعتمدون عليه في التثليث ما جاء في إنجيل متّى فقط دون غيره من الأناجيل ".... وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس "(177) والسؤال يوجه إلى المسيحيين ؛ هل في هذا دليل على الثالوث؟ وهل ذكر ثلاثة أشخاص متتالية تمثل شخص واحد ؟! الجواب : كلا لأن العطف يقتضي المغايرة ، أي عمدوهم باسم كل واحد من هذه الثلاثة المتغايرة ؛فالأب هو الله وهو أب لكل الأنبياء بل لعموم المؤمنين كما هو مصرح في الإنجيل ، والابن الذي يراد منه المسيح فقد أطلق ابن على إسرائيل وآدم وداود وسليمان وعلى كل صالح كما هو مصرح في الإنجيل أيضاً ، والروح القدس ، فهو ملك الوحي والذي تنـزل على جميع الأنبياء وليس على المسيح فقط"(178) ، هذا من ناحية ثم من ناحية أخرى فإن العلماء يشكون في هذا النص الذي في خاتمة إنجيل متّى فهذه الخاتمة مشكوك فيها ويعتبرونها دخيلة ؛ ويرجع هذا الشك كما يقول (أدولف هرنك)- وهو من أكبر علماء التاريخ الكنسي- يقول : إن صبغة التثليث هذه غريب ذكرها على لسان المسيح ولم يكن لها نفوذ على عصر الرسل وهو الشيء الذي كانت تبقى جديرة به لو أنها صدرت عن المسيح شخصياً"(179)

ثم إن متّى وحده قد تفرد بذكر هذه الحقيقة دون سائر كتبة الأناجيل الأخرى ؛ فكيف يتفرد متّى بهذه العقيدة التي لا تُقبل مسيحية أي نصراني إلا بهذه العقيدة؟!

" لماذا لم ينقل إلينا كل من مرقس ولوقا ويوحنا هذا القول عن المسيح إن كان صدر منه حقاً ؟! وهم الذين ذكروا من الأمور ما هو أتفه وأقل قيمة ً وقدراً من هذا الركن الأساسي في الإيمان ؟ أتراهم لم يسمعوا بهذا القول عن المسيح ، من أجل ذلك لم يذكروه أو يدونوه في أناجيلهم التي ألفوها ؟!!! أم أنهم خانوا أمانة النقل ؟! أم أن المسيح u لم يقل بهذا القول ، و الذي ذكره متّى كان غرض من أغراضه ، فنسبها إلى المسيح u حتى تسود وتأخذ طابع القدسية ؟؟!!"(180)

المطلب الثالث :أصل فكرة الثالوث في المسيحية

إن الفكرة أو بالأصح عقيدة الثالوث لم تدخل إلى المسيحية إلا في القرن الرابع الميلادي حيث تشكلت هذه النظرية بواسطة (أثاناسيوس) وهو راهب مصري من الإسكندرية وقد تمت الموافقة عليها في المجامع المسكونية الأول والثاني ، وتشهد دائرة المعارف الفرنسية بأقوال قدماء المؤرخين على ذلك فيقول (جوستن مارستر)مؤرخ لاتيني في القرن الثاني : " إنه كان في زمنه في الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح ويعتبرونه إنساناً بحتاً وإن كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ؛ ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل"(181)،فقد كان المسيحيون الأوائل موحدين ، وكانت تلك هي تعاليم المسيح وتلاميذه ، ولكن بولس الذي أدخل إلى النصرانية معظم العقائد الباطلة ؛ نادى أولاً بألوهية المسيح ، وعارض تلاميذ المسيح ومضى في ترويج أفكاره لأطماع توسعية أرادها ، وسنتحدث عن هذا بالتفصيل عند حديثنا عن بولس مؤسس المسيحية اليوم.

"وبنظرة تاريخية سريعة على القرون الأولى للمسيحية ترينا أن النصرانية كانت بين شقي الرحى ، بين اضطهاد اليهود ، واضطهاد الوثنية الرومانية ، وفي سنة 325م كانت القسطنطينية قاعدة الدولة الرومانية الشرقية ، ولما كان أغلب رعايا الإمبراطور قسطنطين من المسيحيين ، وكان أغلب الوثنيين في حوزة روما في الغرب ، فلكي يقوّي مركزه قرب المسيحيين إليه ، ولكن لما كانوا هم أنفسهم مختلفين حول المسيح فقد دعاهم إلى عقد مجمع لحسم هذه الخلافات العقائدية التي كان لها أثرها على إشاعة عدم الاستقرار في إمبراطوريته لذلك عقد مجمع نيقيّة سنة 325 وقد حضره(2048) أسقفاً من جميع أنحاء العالم وذلك لتحديد من هو المسيح ، فتناظر المجتمعون وقرر(1731) من الأساقفة المجتمعين وعلى رأسهم (آريوس) أن المسيح u إنسان ، ولكن (أثناسيوس)الذي كان شماساً بكنيسة الإسكندرية انتهز هذه الفرصة فأراد أن يتقرب إلى قسطنطين الوثني فأعلن أن المسيح هو الإلة المتجسد ، وتبعه في ذلك الرأي (317)عضواً ومال قسطنطين الذي كان ما يزال على وثنيته إلى رأي (أثناسيوس) لما فيه من عقيدة وثنية تؤمن بتجسيد الآلهة ونـزولها من السماء ، فأقر مقالة (أثناسيوس) وطرد الأساقفة الموحدين وعلى رأسهم (آريوس) ، وأخطر من هذا أنه قضى بحبس الكتاب المقدس فلا يسمح بتداوله بين الناس ، وان يقتصر تعليم الدين على ما يقوم القساوسة بتلقينه للناس "(182)، وبهذا "سيكون من قبيل الجهد الضائع محاولة العثور على حكمة واحدة أو وحي أو أية رسالة مرفوعة إلى يسوع المسيح بلغته الخاصة ، ويجب أن يتحمل مجمع نيقيه إلى الأبد مسئولية جريمة ضياع الإنجيل المقدس بلغته الآرمية الأصلية ، وهي خسارة لا تعوض"(183) وقد خرجت من مجمع نيقية قرارات اعتبرت مع قرارات مجمع آخر عقد عام 381م هو مجمع القسطنطينية " والذي حضره (150)أسقفاً وقد كان حصيلة هذا المجمع الصغير أن الروح القدس هو إله من جوهر الله "(184)، وبهذين المجمعين اكتملت عقيدة التثليث عند النصارى؛ فالتثليث المسيحي لم يكن معروفاً إلى سنة 325م حيث عقد مؤتمر نيقية ، ولم يعترف المؤتمر إلا بالأب والابن ،ثم أدخلوا الروح القدس عام 381 م في مجمع القسطنطينية كما رأينا ،" وقد جاء التثليث بالتصويت في المجامع -تصويت مصحوب بالتهديد والوعيد- تصويت على حل وسط ، أراد الإمبراطور الروماني إلهاً يعجبه هو شخصياً ، إلهاً ليس واحد حتى لا يغضب الوثنيون الذين يؤمنون بتعدد الآلهة ، وإلهاً واحداً حتى لا يغضب الموحدين ! ؛ فكان اختراع التثليث ، واحد في ثلاثة أو ثلاثة في واحد ؛ فهو واحد إن شئت أو هو ثلاثة إن شئت ، وهكذا فإن التثليث ليس قول عيسى ولا وحياً من الله، بل هو اختراع إمبراطوري ، صدر على شكل مرسوم أجبر الناس على تكراره دون فهم أو تصديق ، آمن به، آمن به فقط و لا تسأل "(185).

وهكذا تشكلت عقيدة التثليث ،ووضع قانون الإيمان المسيحي.

قانون الإيمان المسيحي :

ينص قانون الإيمان المسيحي على التالي : " نؤمن بإله واحد،وأب ضابط الكل،خالق السماوات والأرض ، كل ما يرى ولا يرى ، وبرب واحد ، يسوع المسيح ابن الله الوحيد ، المولود من الأب قبل كل الدهور ، نور من نور إله ، حق من إله حق ، مولود غير مخلوق ، مساوٍ للأب في الجوهر الذي به كان كل شيء ، الذي من أصلنا نحن البشر ، ومن أجل خلاص نفوسنا نـزل من السماء ، وتجسد من الروح القدس ، ومن مريم العذراء ، وتأنّس (صار إنساناً) وصلب في عهد (بيلاطس) النبطي ، وتألم ، وقبر ، وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب ، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الأب ، وأيضاً أتى في مجده ليدين الأحياء والأموات ، الذي ليس لملكه انقضاء"(186)، " إن أفكار هذا القانون لم تسد لمنطقيتها أو لأن الناس قد تقبلوها ولكنها سادت بسلطة الدولة ، وبقوة الإمبراطور الذي أعجب بهذه الأفكار لاقترابها من أفكار الوثنية "(187).

ولكي يتم التأكد من أن أصل عقيدة التثليث عند المسيحيين منقولة برمتها من عقيدة الوثنيين التي كانت سائدة في ذلك العصر منها على سبيل المثال عقيدة الهنود القدماء في الشمس ، يقول (مافير)في كتابه المطبوع عام 1895م والذي ترجمه إلى العربية (نخلة شفوات)عام 1913م؛ يقول فيه : " لقد ذكر في الكتب الهندية القديمة التي ترجمت إلى الإنكليزية شارحة عقيدة الهنود القدماء ما نصه: " نؤمن بسافستري( أي الشمس )إله واحد ضابط الكل ، خالق السماوات والأرض ، وبابنه الوحيد آتي (أي النار) نور من نور ، مولود غير مخلوق ، تجسد من فايو (أي الروح) في بطن مايا (أي العذراء).

ونؤمن ( بفايو )الروح الحي ، المنبثق من الأب والابن الذي هو مع الأب والابن يسجد له ويمجد "(188).

وهكذا نجد أن الثالوث الهندي القديم هو:

1) سافستري : الشمس ( أي الأب السماوي).

2) آتي : أي الابن وهو النار المنبثقة من الشمس .

3) فايو : نفخة الهواء (أي الروح)(189) .

تطابق عقيدة الثالوث المسيحي مع معظم الوثنيات القديمة :

"إن المتتبع لعقائد المسيحية يجدها مطابقة لمعظم الديانات الوثنية القديمة، ولا يكاد يوجد فرق بين هذه الديانات وبين المسيحية سوى فروق شكلية بسيطة في الاسم والصورة"(190).

فهناك ثالوث عند قدماء المصريين أشهرها "أوزيريس" وهو الإله الآب و"إيزيس"وهي الإله الأم و"حورس"وهو الإله الابن، وقد عبد هذا الثالوث في لا هوت عين شمس.

وهناك الثالوث البرهمي في الهند، وأشهر وأعظم عبادتهم اللاهوتية هي التثليث، وهذا الثالوث هو (برهمة – فشنو -سيفا) ثلاثة أقانيم في واحد:

فالرب :برهمة

والمخلص :فشنو

والمهلك :سيفا

وهناك ثالوث بوذي،انتشر في الهند والصين واليابان ويسمى مجموعهم الإله "فو"، وأيضاً الثالوث الروماني ويتكون هذا الإله من "الله- الكلمة- الروح"(191).إذن فليست عقيدة التثليث في المسيحية إلا فكر وثني عاش في خلد الوثنيات القديمة ، وبالمقارنة بين الثالوث المسيحي والثالوث الفارسي يتضح لنا مدى التشابه الكبير بينهما :

الديانة الميثراسية
1. ميثراس وسيط بين الله والناس.
2. مولده في كهف.
3. مولده في يوم 25ديسمبر.
4. كان له اثنا عشر حوارياً.
5. مات ليخلص العالم .
6. دفن ولكنه عاد للحياة.
7. صعد إلى السماء أمام تلاميذه.
8. كان يدعى مخلصاً ومنقذاً .
9. ومن أوصافه أنه حمل الله الوديع .
10. رسم العشاء الرباني.
11. رسم المعمودية.
12. تقديس يوم الأحد.

الديانة المسيحية
1. المسيح وسيط بين الله والناس.(192)
2. ولد في مذود البقر.(193)
3. يحتفل الغربيون بمولد المسيح في يوم 25ديسمبر.
4. كان له اثنا عشر حوارياً.(194)
5. مات ليخلص العالم.(195)
6. دفن وقام في اليوم الثالث.(196)
7. صعد إلى السماء أمام تلاميذه.(197)
8. خلع عليه بولس لقب المخلص والمنقذ.(198)
9. وصفه يوحنا المعمدان بحمل الله الوديع.(199)
10. رسم بولس العشاء الرباني.(200)
11. رسم المعمودية، بدأت بداية صحيحة:"وأمر بطرس أن يعتمدوا باسم الرب".(201)وانتهت بالتثليث""وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.(202)
12. تقديس يوم الأحد.(203)

يقول (روبرتسون)إن ديانة ميثراس لم تنته في روما إلا بعد أن انتقلت عناصرها الأساسية إلى المسيحية على هذا النحو"(204)وليس التشابه فقط مع الديانة الميثراسية بل تتشابه مع عدد من الديانات الوثنية القديمة التي كانت سائدة في ذلك الزمن ومازال البعض قائماً حتى اليوم، وحتى يتضح لك أيها القارئ الكريم قوة الاقتباس- الذي يكاد يكون حرفياً- في الديانة المسيحية لما أخذته من الديانات الوثنية القديمة نقوم بنقل بعض المقارنات بينهما .

أقوال الهنود الوثنيين في كرشنا ابن الله (205)

-كرشنا هو :"المخلص والفادي، والمعزي الراعي الصالح، والوسيط،وابن الله والأقنوم الثاني من الثالوث المقدس ، وهو الآب والابن وروح القدس.

1. ولد كرشنا من العذراء ديفاكي.

2. عرف الناس ولادة كرشنا من نجمه الذي ظهر في السماء.

3. كان كرشنا من سلالة ملوكانيَّة، ولكنَّه ولد في غار بحال الذل والفقر.

4. لما ولد كرشنا أُضيء الغار بنور عظيم.

5. وآمن الناس بكرشنا واعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من صندل وطيب.

6. ولد كرشنا بحال الذل والفقر مع أنه من عائلة ملوكانية.

7. وسمع حاكم البلاد بولادة كرشنا الطفل الإلهي، وطلب قتل الولد، وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور الذين ولدوا في الليلة التي ولد فيها كرشنا.

8. كانت ولادة القديس راما قبل ظهور كرشنا في الناسوت بزمن قليل وقد سعى قانسا ملك البلاد في إهلاك راما ، وإهلاك كرشنا أيضاً.

9. وفي أحد الأيام لسعت الحية بعض أصحاب كرشنا الذين يلعب معهم فماتوا فأشفق عليهم لموتهم الباكر، ونظر إليهم بعين ألوهّيته فقاموا سريعاً من الموت وعادوا أحياء

10. وأوّل الآيات والعجائب التي عملها كرشنا شفاء الأبرص.

11. كرشنا صلب ومات على الصليب.

12. لما مات كرشنا حدثت مصائب وعلامات شر عظيم… وأظلمت الشمس…

13. وقال كرشنا للصياد الذي رماه بالنبلة وهو مصلوب: اذهب أيها الصياد محفوظاً برحمتي إلى السماء مسكن الآلهة.

14. ومات كرشنا ثم قام من بين الأموات .

15. ونزل كرشنا إلى الجحيم.

16. وصعد كرشنا بجسده إلى السماء وكثيرون شاهدوه صاعداً.

17. ولسوف يأتي كرشنا إلى الأرض في اليوم الأخير ويكون ظهوره كفارس مدجج بالسلاح، وراكب على جواد أشهب وعند مجيئه تظلم الشمس والقمر وتزلزل الأرض، وتهتز وتتساقط النجوم من السماء.

18. كرشنا هو براهما العظيم القدوس وظهوره بالناسوت سر من أسراره العجيبة الإلهية.

وقال كرشنا:"أنا النور الكائن في الشمس والقمر ، وأنا النور في اللهب وأنا نور كل ما يضيء ونور الأنوار ليس في ظلمه".

أقوال النصارى المسيحيين في يسوع المسيح ابن الله
يسوع المسيح هو :"المخلص ، والفادي ، والمعزي ، والراعي الصالح، والوسيط، وابن الله ، والأقنوم الثاني من الثالوث المقدس،وهو الآب والابن وروح القدس.

1. ولد يسوع من العذراء مريم.

2. لما ولد المسيح ظهر نجمه في المشرق وبواسطة ظهور نجمه عرف النّاس محل ولادته.

3. كان يسوع المسيح من سلالة ملوكانُّيه ولكنَّه ولد في حالة الذل والفقر بغار.

4. لما ولد يسوع المسيح أُضيء الغار بنور عظيم، أعيا بلمعانه عيني القابلة وعينيّ خطيب أمه يوسف النجار.

5. وآمن الناس بيسوع المسيح وقالوا بلاهوته وأعطوه هدايا من طيب ومر.

6. ولد يسوع المسيح بحالة الذل والفقر مع أنه من عائلة ملوكانيه.

7. وسمع حاكم البلاد بولادة يسوع الطفل الإلهي، وطلب قتله، وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل الأولاد الذكور الذين ولدوا في الليلة التي ولد فيها يسوع المسيح.

8. وكانت ولادة يوحنا المعمدان قبل ولادة يسوع المسيح بزمن قليل، وقد سعى الملك في إهلاك الطفل يسوع المسيح، وكان يوحنا مبشراً بولادة يسوع المسيح .

9. وبينما كان يسوع يلعب لسعت الحية أحد الصبيان الذين كان يلعب معهم فلمس يسوع ذلك الصبي بيده فعاد إلى حال صحته.

10. وأول الآيات والعجائب التي عملها يسوع المسيح هي شفاء الأبرص.

11. يسوع صلب ومات على الصليب.

12. لما مات يسوع حدثت مصائب جمة متنوعة… وأظلمت الشمس…

13. وقال يسوع لأحد اللصين الذين صُلبا معه:"الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس".

14. ومات يسوع ثم قام من بين الأموات .

15. ونزل يسوع إلى الجحيم.

16. وصعد يسوع بجسده إلى السماء وكثيرون شاهدوه صاعداً.

17. ولسوف يأتي يسوع إلى الأرض في اليوم الأخير كفارس مدجج بالسلاح، وراكب جواداً أشهب، وعند مجيئه تظلم الشمس والقمر أيضاً، وتزلزل الأرض، وتهتز وتتساقط النجوم من السماء.

18. يسوع هو يهوه العظيم القدوس وظهوره في الناسوت سر من أسراره العظيمة الإلهية.

ثم كلمهم يسوع قائلاً:" أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة".



أقوال الهنود الوثنيين في بوذا ابن الله (206)

1. ولد بوذا من العذراء مايا بغير مضاجعة رجل.

2. كان تجسد بوذا بواسطة حلول روح القدس على العذراء مايا.

3. لما نزل بوذا من مقعد الأرواح،ودخل في جسد العذراء مايا،صار رحمها كالبلور الشفاف النقي، وظهر بوذا فيه كزهرة جميلة.

4. ولد بوذا ابن العذراء مايا التي حل فيها الروح القدس يوم عيد الميلاد"أي في 25 كانون الأول".

5. وعرف الحكماء بوذا وأدركوا أسرار لا هوته ولم يمض يوم على ولادته حتى حياه الناس ودعوه إله الآلهة.

6. كان بوذا ولداً مخيفاً،وقد سعى الملك بمبسارا وراء قتله لما أخبروه أن هذا الغلام سينـزع الملك من يده إن بقي حيّا.

7. لما صار عمر بوذا اثنتي عشرة سنة دخل أحد الهياكل،وصار يسأل أهل العلم مسائل عويصة،ثم يوضحها لهم حتى فاق مناظريه كافة.

8. ودخل بوذا مرة أحد الهياكل، فقامت الأصنام من أماكنها وتمددت عند رجليه سجوداً له.

9. لما عزم بوذا على السياحة،قصد التعبد والتنسك،وظهر عليه(مارا)أي الشيطان كي يجربه.

10. فلم يعبأ بوذا بكلام الشيطان، بل قال له:"أذهب عني".

11. وصام بوذا وقتاً طويلاً.

12. وقد عُمد بوذا المخلص وحين عمادته بالماء كانت روح الله حاضره، وهو لم يكن الإله العظيم فقط، بل وروح القدس الذي فيه صار تجسد كوتا حالما حل على العذراء.

13. وعمل بوذا عجائب وآيات مدهشه لخير الناس،وكافة القصص المختصة فيه حاوية لذكر أعظم العجائب مما يمكن تصوره.

14. لما مات بوذا ودفن أنحلت الأكفان، فتح غطاء التابوت بقوة غير طبيعية(أي بقوة إلهية).

15. وصعد بوذا إلى السماء بجسده لما أكمل عمله على الأرض .

16. ولسوف يأتي بوذا مرة ثانية إلى الأرض ويعيد السلام والبركة فيهاً.

17. بوذا الألف والياء ليس له ابتداء ولا انتهاء وهو الكائن العظيم و الواحد الأزلي.

18. قال بوذا :"فلتكن الذنوب التي ارتكبت في هذه الدنيا علىِّ لأخلص العالم من الخطيئة.

19. قال بوذا إنه لم يأت لينقض الناموس كلا،بل أتى ليكمله وقد سره عد نفسه حلقه في سلسلة المعلمين الحكماء.

20. وكان قصد بوذا تشييد مملكة دينية أي مملكة سماوية.

21. وقال بوذا :"الرجل العاقل الحكيم لا يتزوج قط، ويرى الحماة الزوجية كأتون ناره متأججة ومن لم يقدر على العيشة الرهبانية يجب عليه الابتعاد عن الزنى.

22. كان بوذا يعلم أفكار الناس عندما يدير تصوراته نحوهم، ويقدر على معرفة أفكار المخلوقات كلها.

*ومن جملة الألقاب والأسماء التي يدعون بها بوذا "أسد سبط ساقنا-وحكيم ساقيا-والواحد السعيد-والمعلم،والغالب، والواحد المبارك-ورب العالمين –والحاضر-وإله الجميع-والعظيم-والأبدي-ومزيل الآلام والألقاب-وحافظ العالم-والإله بين الآلهة-والمسيح-والمولود الوحيد-وطريق الحياة…الخ.

أقوال النصارى المسيحيين في يسوع المسيح ابن الله.
1. ولد يسوع المسيح من العذراء مريم بغير مضاجع رجل.

2. كان تجسد يسوع المسيح بواسطة حلول روح القدس على العذراء مريم.

3. لما نزل يسوع من مقعد السماوي، ودخل في جسد مريم العذراء صار رحمها كالبور الشفاف النقي،وظهر فيه يسوع كزهرة جميله.

4. ولد يسوع ابن العذراء مريم التي حل فيها الروح القدس يوم عيد الميلاد"أي في 25كانون الأول".

5. وقد زار الحكماء يسوع وأدركوا أسرار لا هوته، ولم يمض يوم على ولادته حتى دعوه إله الآلهة.

6. كان يسوع ولداً مخيفاً، سعى الملك هيرودوس وراء قتله،كي لا ينزع الملك من يده.

7. لما صار عمر يسوع اثنتي عشرة سنة جاؤوا به إلى "الهيكل"أورشِليم،وصار يسأل الأحبار والعلماء مسائل مهمة، ثم يوضحها لهم وأدهش الجميع.

8. وكان يسوع مارّاً قرب حاملي الأعلام فأحنت الأعلام رؤوسها سجوداً له.

9. لما شرع يسوع في التبشير،ظهر له الشيطان كي يجربه.

10. فأجابه يسوع،وقال:"اذهب يا شيطان"

11. وصام يسوع وقتاً طويلاً.

12. ويوحنا عند يسوع بنهر الأردن، وكانت روح الله حاضرة،وهو لم يكن الإله العظيم فقط،بل و الروح القدس الذي فيه تم تجسده ، عندما حل على العذراء مريم، فهو الآب والابن والروح القدس.

13. وعمل يسوع عجائب وآيات مدهشة لخير الناس وكافة القصص المختصة فيه حاوية لذكر أعظم العجائب مما يمكن تصوره.

14. لما مات يسوع ودفن أنحلت الأكفان، وفتح القبر بقوة غير اعتيادية،أي بقوة إلهية.

15. وصعد يسوع بجسده إلى السماء من بعد صلبه لما كمل عمله على الأرض.

16. ولسوف يأتي يسوع مرة ثانية إلى الأرض ويعيد السلام والبركة فيها.

17. يسوع الألف والياء، ليس له ابتداء ولا انتهاء، وهو الكائن العظيم، والواحد الأبدي.

18. يسوع هو مخلص العالم،وكافة الذنوب التي ارتكبت في العالم تقع عليه عوضاً عن الذين اقترفوها ويخلص العالم.

19. وقال يسوع :"لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ، ما جئت لا نقض بل لأكمل.

20. ومن ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرر ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات".

21. "فحسن للرجل أن لا يمس امرأة ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا لأن التزوج أسلم من التحرق.

22. كان يسوع يعلم أفكار الناس عندما يدير تصوراته نحوهم وأنه قادر على معرفة أفكار المخلوقات كلها.

*ويدعون يسوع المسيح u بمثل الأسماء والألقاب التي دعي بها بوذا، ومنها أسد سبط يهوذا- المخلص-المولود البكر-إلهاً مباركاً، قدوس الله، إلها مباركاً إلى الأبد-ملك الملوك-حمل الله-رب المجد-رب الأرباب-الفادي-المخلص-الوسيط-الكلمة-ابن الله –المولود البكر-حامل الآثام…الخ.

المطلب الرابع :إبطال عقيدة التثليث بأقوال المسيح

1. يقول عيسى u في إنجيل يوحنا :"وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته"(207).فالله سبحانه وحده هو الإله الحقيقي وكل آلهة غيرة باطلة ، أما يسوع فهو رسول من عند الله عز وجل.

2. وعندما سأله أحد الكتبة عن أعظم الوصايا:"…فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد…"(208).فهذه هي أعظم وأول كل الوصايا التي جاء بها عيسى من عند الله ،لأنها هي وصية جميع الأنبياء u.

3. وفي إنجيل متىّ:" وإذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية ، فقال له لماذا تدعوني صالحاً، ليس أحد صالحاً إلا واحد هو الله "(209).فالمسيح u يرفض أن ينادى بالصالح، وذلك تواضعاً منه u كأن تقول لأحدهم أيهما الرجل العظيم فيقول لك لست عظيم العظيم هو الله ، فنجد عيسى عليه السلام نفى عن نفسه الصلاح وهو نبي فكيف تقولون إنه زعم بأنه إله . هذا أمر لا يستقيم.

المطلب الخامس: إبطال عقيدة التثليث بالدليل العقلي

1. لقد قال عيسى u أنه ليس إله،ونفي الألوهية عن نفسه يترتب عليه، بطلان الثالوث لأن أحد أركان الثالوث هو عيسى u وعيسى يقول إنه إنسان وليس إله فكيف يكون ركن من أركان الثالوث الإلهي ثم " ماذا حدث للثالوث عند موت عيسى u لمدة ثلاثة أيام كما يذكر الإنجيل"متىّ(17/22)؟! لقد مات أحد أركان الثالوث، فهل صار الثالوث ثلثي إله في تلك المدة أم صار الثالوث ثنائياً ؟!"(210).

2. ينقل لنا الشيخ "رحمة الله الهندي"في معرض حديثه عن إبطال التثليث بالأدلة العقلية:"أنه تنصر ثلاثة أشخاص وعلمهم أحد القسيسين العقائد الضرورية ، سيّما عقيدة التثليث، فقال إنك علمتني أن الآلهة ثلاثة أحدهم: الذي هو في السماء، والثاني تولد من بطن مريم العذراء، والثالث الذي نـزل في صورة الحمام على الإله الثاني بعدما صار ابن ثلاثين سنة ، فغضب القسيس وطرده وقال:" هذا مجهول" ثم طلب الأخر منهم وسأله، فقال" إنك علمتني أن الآلهة كانوا ثلاثة وصلب واحد منهم ، فالباقي إلهان، فغضب عليه القسيس أيضاً وطرده ثم طلب الثالث وكان ذكياً بالنسبة إلى الأولين، وحريصاً في حفظ العقائد ، فسأله فقال "يا مولاي حفظت ما علمتني حفظاً جيداً، وفهمت فهماً كاملاً بفضل الرب المسيح"أن الواحد ثلاثة والثلاثة واحد،وصلب واحد منهم ومات فمات الكل لأجل الاتحاد، ولا إله الآن ،وإلا يلزم نفي الإتحاد"(211).

نعم إن اتحاد ثلاثة أقانيم مختلفة الأشخاص أمر غير منطقي ولا يستطيع العقل فهمه أو إدراكه، "فكيف يمكن إتحاد ملاك هو جبريل مع إنسان هو عيسى مع إله هو الله ليكونوا الثالوث النصراني، إن اتحاد ثلاثة مختلفي الذوات و الماهيات أمر مستحيل لا يقبله عقل ولا نقل"(212).فهذه العقيدة توجب على المسيحي أن يكتم أنفاس عقله، ويلجم بصيرته ويلغي كل حق للمنطق عليه.

وننوه هنا إلى أن المسيحيين مختلفون في طبيعة عيسى u وفي الروح القدس،فيقولون عن عيسى u أنه :

1. ذو طبيعة واحده لأنه إله.

2. ذو طبيعة إلهية + طبيعة إنسية؛ لأنه ابن الله وابن الإنسان معاً؟!، فقد جاء من مريم، و مريم من البشر.

ويقولون عن الروح القدس:

1. أنه منبثق من الله فقط "وتأخذ بهذا الكنيسة الأرثوذكسية والذي كان هذا سبباً في انفصالها عن الكنيسة الكاثوليكية.

2. أنه منبثق من الله وابن الله ، وتأخذ به الكنيسة البروتستانتية، والكاثوليكية.

جميع الأنبياء لم يأتوا بعقيدة التثليث :

إن جميع الأنبياء عليهم السلام قبل عيسى وبعده لم يأت أحدٌ منهم بمثل هذه العقيدة، وإنما جميعهم جاءوا بعقيدة واحدة في الله سبحانه وتعالى، وهو أن الله إله واحد لا شريك له، فلم يقل أحد بغير ذلك ، ولم يذكر أحد شيئاً عن التثليث، فكيف يخفي الله سبحانه وتعالى هذه الحقيقة العظمى عن أنبيائه ويرسلهم بعقيدة مخالفة لها لماذا يكذب الله –تعالى عن ذلك –على الأنبياء جميعهم ويقول لهم أنه إله واحد؟! لماذا لم يخبرهم بأنه ثلاثة في واحد؟! لماذا لم يوضح لهم خصوصاً وأن الثالوث جميعهم أزليون كانوا قبل إرسال الأنبياء ؟!، فالله "الآب"أزلي، والله "الابن"أزلي والله"الروح القدس" أزلي أيضاً. لماذا عيسى u وحده الذي جاء بهذه العقيدة؟!كيف يخالف عيسى u جميع الأنبياء وهو الذي قال:"ما جئت لأنقض الناموس والأنبياء قبلي بل جئت لأكمل"(213)؛كيف يقول هذا ثم يأتي لينقض أصل العقائد وأساسها التي جاء بها جميع الرسل والأنبياء والتي كانت محور دعوتهم جميعا دعوة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فإما أن يكون عيسى قد قال هذا الكلام وهو ليس صادقاً فيه-ومعاذ الله أن يكون نبي الله غير صادق-وإما أن تكون هذه العقيدة دخيلة على العقيدة السماوية الأصلية التي جاء بها عيسى u، فنحن نوجه دعوة إلى جميع المسيحيين بأن يقفوا وقفة قصيرة للتفكير في عقيدة التثليث، لأنه لا بد لكل إنسان أن يفهم عقيدته حتى يستطيع عبادة الله على بصيرة.

"فإذا كانت عقيدة التثليث هي أساس الإيمان بالله تعالى في المسيحية وإذا كان المسيح قال حقاً عمدوا باسم الآب والابن والروح القدس، ويريد بذلك ما تعتقده الكنيسة أن الله واحد في ثلاثة أشخاص الإله الآب ، الإله الابن ، الإله الروح القدس !! فلماذا تفرد متىّ فقط بتلك الحقيقة التي هي أساس الإيمان منذ البدء دون سائر كتبة الإنجيل الأخرى"(214)، وقد كتبوا من الأمور ما هو أقل شأناً وأقل قيمة من عقيدة الثالوث؟!

ألم يسمعوا بهذا القول عن المسيح؟!

أم أنهم خانوا المسيح u ولم يبلغوا !!

أم أن المسيح لم يقل هذا ؟

المطلب السادس :حركات توحيدية مسيحية حديثة

تطورت حركات مسيحية توحيدية نبذت عقيد الثالوث ورفضت تأليه المسيح وأعلنت أن الله واحد أحد، وأصرت على وجوب استخدام العقل والمنطق السليم في الدين،وقد كان ذلك بمثابة عودة إلى فكر النصارى الأوائل ومن خلفهم والذين كانوا قد زالوا من الوجود بنتيجة قمع الكنيسة المسيحية لهم . ففي أمريكا على سبيل المثال تطورت الحركة التوحيدية التي رأى زعماؤها أنه يجب الاعتدال وأتباع الفكر السليم، إذ تؤكد على وحدة الخالق،وأنه يمكن قبول الكتاب المقدس، شريطة تفسيره بصورة منطقية، وفي العام 1825م أسسوا ما أسموه الجمعية التوحيدية الأمريكية، ومع نهاية القرن التاسع عشر تبنت الجمعية سياسة التسامح والاعتراف بأنه ثمة حقيقة في الأديان غير المسيحية، ثم في العام 1961م اتحدت مع الكنيسة الأمريكية العالمية، وأصبح اسمها الجمعية العالمية التوحيدية،وهي ترفض العقائد المتوارثة عن طريق الكنائس، وتؤكد على وحدانية الخالق، وإنسانية المسيح، ومسؤولية الناس عن أعمالهم، وإمكانية تحقيق النجاة ليس بالضرورة فقط عن طريق الدين المسيحي، بل بأديان أخرى أيضاً"(215).

--------

(163) حقيقة عيسى المسيح.د/ محمد علي الخولي.ص(24)(164) حوار صريح بين عبد الله وعبد المسيح .د/ عبد الودود شلبي ص(62)(165) دراسات في اليهودية والنصرانية .د/سعود الخلف . ص(194)(166) المرجع السابق ض(194)(167) أسرار الكنيسة سبعة وهي : سر المعمودية – سر الميرون أو المسح بالزيت- سر القربان – سر التوبة – سر مسحة المرضى- سر الزواج –سر الكهنوت.، غير أن البروتستانت ينكرون معظم هذه الأسرار ولا يعترفون بغير سر المعمودية (التعميد) وسر القربان : أي العشاء الرباني .( حوار صريح بين عبد الله وعبد المسيح .د/عبد الودود شلبي .ص (43)(168) يوحنا (5/7 - 8)(169) الحوار الإسلامي النصراني .د/حسن باعقيل.ص(21)(170) الإسلام والمسيحية في الميزان . شريف محمد هاشم.ص(247)(171) دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية .د/سعود الخلف .ص(195)(172) الله واحد أم ثالوث . محمد وجدي مرجان .ص(10) نقلاً عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث .د/محمد أحمد الحاج ص(210)(173) دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية .د/سعود الخلف. ص(196)(174) النصرانية من التوحيد إلى التثليث .د/محمد أحمد الحاج. ص(211)(175) الإسلام والمسيحية في الميزان .شريف محمد هاشم .ص(245)(176) دراسات في الأديان . اليهودية والنصرانية.د/سعود الخلف .ص(197)(177) متّى (28/19)(178) النصرانية من التوحيد إلى التثليث .د/محمد أحمد الحاج .ص(224)(179) أدولف هرنك : ج 1- ص(79).نقلاً عن مناظرة بين الإسلام والنصرانية.ص(41)(180) ألوهية المسيح .محمد حسن عبد الرحمن .ص(101- 102). باختصار(181) انظر دائرة معارف القرن العشرين ،محمد فريد وجدي .(10/202).نقلاً عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث .د/محمد أحمد الحاج .ص(225)(182) انظر مناظرة بين الإسلام والنصرانية . ص(243 - 244)، وانظر الإسلام والمسيحية في الميزان . شريف محمد هاشم . ص(222- 225)(183) محمد في الكتاب المقدس .ص(150). نقلاً عن الإسلام والمسيحية في الميزان .شريف هاشم ص(260)(184) مناظرة بين الإسلام والنصرانية .ص(249)(185) حقيقة عيسى المسيح .د/محمد علي الخولي .ص(28)(186) الإسلام والمسيحية في الميزان . شريف محمد هاشم. ص(257- 258)(187) النصرانية من التوحيد إلى التثليث .د/محمد أحمد الحاج .ص(195)(188) انظر التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام . ص(101). نقلاً عن الإسلام والمسيحية في الميزان . شريف هاشم .ص(259)(189) المرجع السابق نفس الصفحة.(190) حوار صريح بين عبد الله وعبد المسيح،د/عبد الودود شلبي،ص(67).(191) الحوار الإسلامي المسيحي، بسام داود عجك.(192) أعمال الرسل(4/12).(193) إنجيل لوقا (2/7).(194) إنجيل متّى (10/1).(195) كورنثوس الأولى (15/3).(196) كورنثوس (15/4).(197) أعمال الرسل (1/9).(198) يتطس(2/13).(199) إنجيل يوحنا (1/29).(200) كورنثوس (11/23-25).(201) أعمال الرسل(10/48).(202) متّى (28/19).(203) متّى (28/1).(204) مناظرة بين الإسلام والنصرانية،ص(263-265).(205) الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين،د/شوقي أبو خليل،ص34وما بعدها.(206) 1-2 المرجع السابق:ص(34)وما بعدها.(207) يوحنا (17/3).(208) مرقس (12/29-31).(209) متىّ (19/16-17).(210) حقيقة عيسى المسيح د/ محمد علي الخولي،ص(25).(211) إظهار الحق، رحمة الله الهندي، ج1ص(337-338)نقلاً عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث،د/محمد أحمد الحاج ص(208-209).(212) حقيقة عيسى المسيح د/محمد علي الخولي،ص(26).(213) متّى (5/17)(214) ألوهية المسيح، د/محمد حسن عبد الرحمن ص(101).(215) المسيحية والإسلام والأستشراق د/محمد فاروق الزين ص(122-123).

منقول

https://www.callofhope.com/doctrines...%D9%8A%D8%AB,2.










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc