الشاعر عبد الله بن كريو
صقر الشعر الملحون
هو عبد الله بن القاضي الحاج محمد بن الطاهر ولقب عائلته ( التخي ) اشتهر بلقب بن كريو،
ولد الشاعر بمدينة الأغواط سنة 1869 ( و هناك من يقول سنة 1871 ) التي أحبها كثيرا حيث قال:
أغواطي في نسبتي قديم بلا تفخار ؛ ؛ وجدودي حطوا الساس التحتاني
و كان ذلك تحت وطأة الاحتلال ما جعله يكبر وهو يمقت هذا الاحتلال، وكانت الأغواط لاتزال تضمد جراحها بعدما ابيد نصف سكانها واعتقل الباقي منهم في السجون عقب احتلال المدينة سنة 1851·
عايش الشاعر الثورة الشعبية بقيادة البطل الناصر بن شهرة والتي دامت ازيد من ربع قرن (1852 - 1875) لذلك سجل بن كريو هذا التاريخ وكان يصف مدينته صاحبة السبعة أبواب، ويصف وحشية المحتل:
من يطعن هذا الوحوش المؤذية *** يغدي لحمو بين الأظفار والأنياب
الشاعر بن كريو رحمه الله يبقى شاعر الحب بلا منازع لبلاغته إحساسه النبيل وهو الأمر الذي جعل شعره ينتشر عبر كامل الوطن ولا يزال الناس يحفظونه الى يومنا، كما أدى شعره عمالقة الغناء في الجزائر وعلى رأسهم الراحل الحاج العنقى وخليفي أحمد·
ويظل الشاعر بن كريو وجها مشرقا من التاريخ الثقافي للجزائر والواجب تقديمه للأجيال الصاعدة والتنقيب في تراثه الذي لا ينضب·
سجل الشاعر أن:
الناس الزينين لو ماتوا حيين، *** حيين بخصلات تتعاد وراهم
ومن ثم لم يمت وبقي جزءا أساسيا في الثقافة الوطنية الجزائرية·
عرف الشاعر بن كريو بأنه شاعر الحب والمرأة وشاعر اللهو والمجون، حيث كانت له معشوقة أحبها أشد الحب -كما كان لكل شاعر محبوبة خلدها في شعره- وهي ( فاطنة الزعنونبة ) نفي إلى مدينة المنيعة ربما بسبب تشببه بمحبوبته وهناك لم يقدروه حق قدره فهجاهم هجاء مرا .
وأنه ايضا شاعر حكيم حتى عند حديثه عن الحب والمرأة، والكثير من القصائد التي نظمها تظهر بصورة جلية ورمزية تعلقه بالفيلسوف اليوناني الكبير أفلاطون وبالتالي فإن بن كريو راح يتحدث بإيحاء عن تلك الحكمة التي أنشدها افلاطون وعن الحكم المثالي الذي ظل افلاطون يسعى ليطبقه الحكام على المحكومين ولذلك قال بن كريو:
من عهد افلاطون كانت محفية *** دبرها من شاو عُمرو حتى شاب
ويجمع معظم المؤرخين والدارسين للحركة الثقافية خلال الحقبة الاستعمارية على ان معظم الشعراء الشعبيين كانت لديهم ثقافة ضحلة وغير متعلمين وأن الرواة كانوا يحفظون ويكتبون لهم اشعارهم خاصة بعد وفاتهم، غير أن الشاعر ابن كريو يختلف عنهم في التصنيف فقد كان متعلما حافظا للقرآن منذ صغره، إضافة الى تمكنه من علوم اللغة العربية، وكان مولعا بالثقافة بشكل عام.
تلقى الشاعر علوم الفلك على يد القاضي ابن الدين بن سيدي الحاج عيسى ودروسا أخرى على يد العالم الاغواطي محمد العربي، كما درس بن كريو اللغة الفرنسية وأتقنها ليشتغل قاضيا بعد نيله شهادة الكفاءة للوظيفة وهي المهنة التي مارسها والده لمدة 35 سنة بمدينة الاغواط·
ومن القصئد التي تبرز تمكن الشاعر من علوم الفلك مثلا قوله:
لاح بعينو شاف نجمة ضواية *** كي برزت بنوارها من وسط سحاب
ماهي في حيز النجوم الضواية *** ولا يعرف تقويمها شاطر حساب
كل منجم دهشاتو ذا الرؤية *** بحثوا في تعديلها واحد ما صاب
كما تأثر بن كريو بالشعراء العرب وكان على رأسهم الشاعر عمر بن ربيعة.
فقد كان الشاعر " عبد الله بن كريو " شخصية مثقفة ومتعلمة واشتغل موظفا ككاتب لدى الباش لأغا
يعد من أشهر شعراء الملحون الجزائري أطلقت عليه صقر الشعر الملحون
توفي في 21 من أكتوبر 1921 عاش 52 سنة وهي قليلة بجانب شعره حياته
المليئة بالأحداث
فنرجو انكم قد أخذتم و لو لمحة عن حياة
أحد فحول الشعر الشعبي في الجزائر
في إنتظار إتحافكم بروائعه
في مساهمات قادمة
بحول الله