يُسبب أعراضا جسدية خطيرة
“عُصاب القلب”.. مرض نفسي “يحيّر” المرضى
يتيهون من طبيب إلى طبيب، ويتناولون أدوية مُختلفة، ولا يتركون تحليلا طبيا إلا وأجْروه، وفي الأخير يكتشفون أنّ الأعراض الجسدية الخطيرة التي كانوا يعانون منها، مُجرد جرعة توتر زائدة وضغوطات نفسية، قد تنتهي برحلة استجمام بعيدة عن المشاكل، أو بتغيير نظام الحياة، والتسليم بالقضاء والقدر.
يُعاني كثير من الأشخاص مؤخرا من أعراض جسدية يرونها خطيرة، وعلى رأسها خفقان شديد ومتكرر في القلب، قد يتعدى 160 ضربة في الدقيقة، وأحيانا تباطؤ في ضربات القلب وكأن الأخير سيتوقف عن العمل، ضيق شديد في التنفس خاصة ليلا، آلام وتشنج ووخز في القلب وعلى طول الذراع اليسرى، رعشة في الجسم وتعرق، آلام رأس.. وغيرها من الأعراض الجسمانية.
وهنا، يسارع الشخص لزيارة طبيب القلب، الذي يؤكد له بعد إجراء تحاليل وصور أشعة، أن قلبه سليم. ولكن المريض من شدة الأعراض وتواصلها يصر على زيارة طبيب ثان وثالث ثم رابع، بعدها يتوجه إلى الرقية والحجامة، ويدخل في متاهة لا تنتهي.. ما يجعل أعراضه التي يراها مرضية، تزيد حدتها أكثر فأكثر، بل يشعر في أثناء نومه بأنه سيموت، بعد إحساس ببرود في الرجلين وتباطؤ التنفس. وهذا الشخص ينتظر موته كل ليلة..!
مرضى تائهون بين الأطباّء والرقاة
والحقيقة، أن ما يشعر به هو مجرد ضغوطات نفسية حادة، وتراكمات شكّلت للشخص كتلة من الطاقة السلبية، التي لم يتحملها الدماغ، ومع اشتدادها يُخرجها على شكل أعراض جسدية يشعر بها الشّخص، وتبدأ في التطوّر مع الوقت لتتخذ أعراضا جسدية، خاصة بجهاز القلب وما يُحيط به من أعضاء.
وفي هذا الشأن، يوجه المختص في الأمراض البسيكوجسمانية، كمال بن روان، نصيحة للأشخاص الذين يُعانون من آلام متواصلة في القلب وخفقان شديد، وزاروا طبيب القلب، الذي أكد لهم أنهم سليمون ومعافون، ألا يُتعبوا أنفسهم بالتنقل بين أطباء آخرين في مختلف الاختصاصات.
وأشار المختص إلى أنّ هذه الأعراض، يطلق عليها تسمية “عُصاب القلب”، وهي حالة مرضية بسيكو جسمانية، سببها الرئيسي الإجهاد النفسي والقلق والتوتر، وأعراضها قلبية بحتة.
الرياضات عالية التوتر.. مفيدة
ولعلاج هذه الحالة النفسيّة، ينصح بن روان، بتجنب قياس ضغط الدم بشكل متواصل، والابتعاد تماما عن الهرولة بين أطباء القلب والأمراض الداخلية، والاكتفاء بزيارة واحدة إلى مختص في أمراض القلب، وإجراء جميع التحاليل والأشعة اللازمة مرة واحد فقط.
والتوجه نحو ممارسة الرياضات عالية التوتر، مع الاقتناع التام بأن سبب الألم هو القلق والتوتر وليس وجود مرض بالقلب.
ولأن بعض الأشخاص، لا يمكنهم التغلب بمفردهم على هذه الأعراض البسيكوجسمانية، ولا يتحكمون في درجات قلقهم وتوتره، ينصحهم بن روان “بزيارة مُختصّ في الأمراض النفسية، للعلاج والتكفل الذي قد يكون من خلال أدوية القلق والتوتر”.
وغالبية من يعانون من هذه الأعراض الجسدية، بمجرد تناولهم “المغنزيوم” تختفي آلام القلب والخفقان تماما. وهو ما يجعل أمر الانتباه لوجود نقص في فيتامينات الجسم أو بعض المعادن، أكثر من ضرورة، وعلى رأسها فيتامين د، بي 12، أوميغا 3، الحديد، المغنزيوم، الكالسيوم.