كيف تنجو من مكائد الشيطان ؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كيف تنجو من مكائد الشيطان ؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-08-19, 17:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي كيف تنجو من مكائد الشيطان ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقائد الغُرِّ المحجَّلين نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:


فإنَّ الشيطان الرجيمَ هو عدوُّ الإنسان العنيد وخصمه العتيد الذي لا يزال يكيد له منذ ولادته وحتى موته، ولا يكفّ عن تزيين الشَّرِّ وطرق الضَّلال له ليسلكها ويبتعد عن طرق الرَّشاد وسُبُل الاستقامة.


والشيطان يريد إهلاكَ الإنسان بشَتَّى السُّبُل؛ كما قال - تعالى: }إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ{ [فاطر: 6]؛ فهو يوسوس تارةً، ويُزَيِّن المعاصي والمخالفات تارةً، ويَصُدُّ عن الطَّاعة والعبادة تارة أخرى.


وقد بَيَّنَّا في هذا الكتيِّب حيلَ الشيطان ومكائده وأساليبه في إضلال العبيد، ثم ذكرنا واحدًا وعشرين سببًا شرعيًا يعتصم بها الإنسان من الشيطان، وقد حرصنا على أن يكون كلامنا كله مستمدًا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.


نسأل اللهَ تعالى أن ينفع بهذا الكتاب، وأن يوفِّقَ الجميعَ لطاعته واتِّباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.




من هو الشيطان؟

الشيطان في لغة العرب - كما قال أبو عبيدة: هو اسمٌ لكلِّ عامر (أي شرس شديد عات) من الجنِّ والإنس والحيوانات، وقال الطَّبريُّ: هو كلُّ متمرِّد من الجنِّ والإنس والدَّوابِّ وكلِّ شيء؛ قال تعالى: }وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ{ [الأنعام: 112].


والشيطان الذي حذَّرنا الله تعالى منه كثيرًا في القرآن هو إبليس وجنوده؛ وإبليس هو جنِّيٌّ خبيثٌ خَلَقَه الله تعالى من نار، ثم عصى وكفر وتَمَرَّدَ على خالقه، فدأب على الكيد للإنسان ليغويه ويضلَّه ويفسدَ عليه حياتَه، ويخرجَه من عزِّ الطاعة إلى ذلِّ المعصية والسَّير في ركاب الهوى والشَّهَوات.


بدايةُ العداوة


لمَّا خلق اللهُ آدمَ - عليه السلام - أَمَرَ الملائكةَ بالسُّجود له فسجدوا جميعًا إلا إبليس أبى أن يسجد لآدم - عليه السلام - وقال: }أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ{ [الأعراف: 12]؛ ففسق بذلك وكفر ولُعن وطُرد من رحمة الله؛ قال تعالى: }وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ{ [الكهف: 50]، وقال – سبحانه: }وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا{ [البقرة: 102]، وقال – سبحانه: }قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ{ [الحجر: 34، 35]، فازداد بذلك حَسَدُه وحقده على آدم وذريَّته، فطلب من الله تعالى أن يُنْظره إلى يوم القيامة لا ليتوب وإنما لينتقم من آدم وذُرِّيَّته، ويعمل على غوايتهم وفتنتهم وجعلهم من أتباعه وأعوانه؛ بل ومن عُبَّاده كذلك؛ كما قال تعالى: }أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ{ [يس: 60]، }قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ{ [الحجر: 36-38].


وتَبَجَّحَ الشيطانُ في مخاطبة الرَّبِّ تعالى وأعلن خُطَّتَه القذرةَ دون أي خوف أو نظر في عاقبة؛ }قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{ [الحجر: 39، 40].


فيا أخي الحبيب:

هذا هو الشيطان.. وهذه عداوته التي لن تزول حتى يرثَ اللهُ الأرضَ ومَنْ عليها؛ إنَّه منذ ذلك اليوم يُخَطِّط ويعمل على إفساد ذُرِّيَّة آدم - عليه السلام؛ يعمل على إخراج المسلم من دينه.. وعلى إبعاد غير المسلم عن الإسلام.. يعمل على نشر الفسق و الفواحش والمجون في كل مكان.. وكأنه يريد بذلك أن يقول: لقد كنت محقًّا في ترك السُّجود لآدم.. فهذه ذريتُه يقتل بعضهم بعضًا ويلعن بعضهم بعضًا.. ولئن كنتُ قد عصيتُ مرةً واحدة فإنَّهم يعصون كلَّ يوم مئات المرات.


ولكن الخبيثَ نسي أنَّه أَصَرَّ على معصيته ولم يندم عليها، واعترض على أمر الله تعالى، وتَكَبَّرَ على الرَّبِّ سبحانه، وتَعَقَّبَ عليه فلُعن وطُرد من رحمة الله.


أما ذرية آدم عليه السلام فقد فتح الله لهم بابَ التوبة والإنابة، ولم يؤيسهم من رحمته، ولم يقنطهم من عفوه ومغفرته؛ فمن تاب منهم تاب الله عليه، ومن استغفر غفر الله له؛ قال تعالى: }وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ{ [آل عمران: 135].


وقال: }قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ{ [الزمر: 53، 54].


بشرى

وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الشيطانَ قال: وعزَّتك يا ربّ لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحُهم في أجسادهم. فقال الرَّبُّ: وعزَّتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني» ([1]).


فلا تستسلم أخي للشيطان؛ فإنَّ طاعتَه تؤدِّي إلى النِّيران، وكن من أهل الإيمان وعباد الرحمن تَفُزْ بجنَّة الرِّضوان مع النَّبيِّ العدنان صلى الله عليه وسلم.


ضعفُ الشَّيطان

يظنُّ كثيرٌ من الناس أنه لا قدرةَ له على مواجَهَة الشَّيطان، وأنَّه إذا حدثت المواجهة بينه وبين الشَّيطان فإنَّ الغلبةَ ستكون للشيطان؛ لقوة سلطانه وقدرته على الإغواء والتزيين.


والحقيقة أنَّ الشيطانَ ليس له سلطانٌ على عباد الرحمن؛ فمتى استمسك العبد بالكتاب والسُّنَّة واهتدى بهدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم واتَّقى اللهَ ما استطاع، فإنَّ الشيطانَ لا يتمكَّن منه ولا يستطيع غوايتَه؛ كما قال تعالى: }إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا{ [الإسراء: 65]، وقال: }إنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ{ [الحجر: 42] وقال: }كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ{ [سبأ: 21].


والشيطان نفسه يعلم أنه ليس له قدرةٌ على غواية عباد الله المؤمنين؛ ولذلك استثناهم من الذين قَرَّرَ أن يُغْويَهم فقال: }قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{ [الحجر: 39، 40].


وسوف يصرِّح بذلك يومَ القيامة لأَتْباعه ويقول: }وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ{ [إبراهيم: 22].


ولذلك أخبر اللهُ - عز وجل - عن ضعف الشَّيطان وتهافُت حيله فقال: }فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا{ [النساء: 76].


قُوَّةُ الشَّيطان

ولئن كان الشيطانُ ضعيفًا بالنسبة للمؤمن، فإنه قويٌّ بالنسبة لغير المؤمن؛ لأن غيرَ المؤمن هو الذي جعل للشيطان سبيلاً عليه؛ بموالاته واتِّباع ما يأمره به من المعاصي والمخالفات؛ كما قال - تعالى: }إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ{. [النحل: 100]؛ فهؤلاء ارتضوا أن يكون الشيطانُ قائدًا لهم وإمامَ ضلالة يَتَّبعونه ويصدرون عن أوامره، فَسَلَّطَه اللهُ عليهم عقوبةً لهم؛ فالله تعالى لا يَجْعَلُ للشَّيْطان على العبد سلطانًا، حتى يجعل له العبد سبيلاً بطاعته والشرك به؛ قال تعالى: }أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا{ [مريم: 83]؛ أي تُحَرِّكهم وتهيجهم.


تحذير وتذكير

وقد حذَّر اللهُ الناسَ جميعًا من طاعة الشَّيطان واتِّباعه، وأخبرهم أنَّ عاقبةَ ذلك وخيمةٌ، وبَيَّنَ لهم ما يدعو إليه الشيطان من فساد وضلال؛ ليهلك من هلك عن بيِّنة ويحيى من حيَّ عن بيِّنة.


ومن ذلك قوله تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ{ [البقرة: 168، 169]، وقال – سبحانه: }وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ{ [الزخرف: 62]، وأخبر – سبحانه - أنَّ اتِّباعَ الشيطان لن يَجْنُوا باتِّباعهم له إلا الحسرةَ والندامةَ والخسرانَ؛ قال تعالى: }اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ{ [المجادلة: 19]، وقال تعالى: }وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا{ [النساء: 119].


وذَكَّرَ اللهُ – تعالى - عبادَه بما فعله الشيطانُ بأبيهم آدم فقال تعالى: }يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ{ [الأعراف: 27] وأمر الله عباده بإعلان العداوة الظاهرة والباطنة للشيطان فقال تعالى: }إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ{ [فاطر: 6].


فيا عبدَ الله.. ويا أمةَ الله!

إن الاستعانةَ بالله - عز وجل - والاعتصامَ بحبله، والتَّمَسُّكَ بهدي الكتاب والسُّنَّة والتَّقَيُّدَ بالأوامر فعلاً والنواهي تركًا هو الذي ينجي من مكائد الشيطان وحيله؛ لأن الشيطانَ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يجري من ابن آدم مجرى الدم»([2]) ؛ فلا يستطيع الإنسان التخلصَ ممَّن يخالط لحمَه ودمَه إلا بمعونة الله - عز وجل - وصدق العبودية له؛ قال ابن عباس - رضي الله عنه: «الشيطانُ جاثمٌ على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خَنَس».


وروي عن قيس بن حجَّاج أنه قال: قال شيطاني: دخلتُ فيك وأنا مثل الجزور، وأنا منك اليومَ مثلُ العصفور. قال: قلت: ولم؟ قال: تذيبني بكتاب الله!!


وقال مطرف: نظرتُ فإذا ابنُ آدم ملقى بين يدي الله - عز وجل - وبين إبليس؛ فإن شاء أن يعصمه عصمه، وإن تركه ذهب به إبليس.


وقال عبد العزيز بن رفيع: إذا عُرج بروح المؤمن إلى السماء قالت الملائكة: سبحان الذي نجى هذا العبد من الشيطان! يا ويحه! كيف نجا؟


حيل الشيطان ومكائده

للشيطان هدف مُحَدَّدٌ يسعى إليه؛ وهو إدخال الناس في جهنم وحرمانهم من الجنة، وفي ذلك يقول الله تعالى: }إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ{ [فاطر: 6]، وهو يَسْتخدم في سبيل ذلك أقدرَ الوسائل والحيل التي تحقِّق له هذا الهدف.


وقد بَيَّنَ القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية كثيرًا من الشُّرور التي يريد الشيطانُ أن يوقع البشرَ فيها ليُتمَّ هدفَه المنشودَ وغايتَه القذرةَ؛ وهي إعلان البشرية كفرَها بالله واستحقاقَها العذاب الأليم في جهنم.


ومن أعظم الأمور التي يدعو الشيطان إليها:

1- الدعوةُ إلى الشِّرك والكفر:

قال تعالى: }كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ{ [الحشر: 16]، والشيطان لا يدعو المؤمنَ إلى الكفر مرةً واحدة؛ ولكن يستخدم في سبيل ذلك أسلوبَ التَّدَرُّج من الدعوة إلى ترك الفاضل والاهتمام بالمفضول، ثم العمل على تزيين الصغائر وتهوينها، ومن الصَّغائر يستطيع إيقاعَ العبد في الكبائر، فإذا وقع العبدُ في الكبائر كان قريبًا من الكفر والعياذ بالله.


وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ اللهَ تعالى قال: «.. خَلَقْتُ عبادي حنفاء كلَّهم، وإنهم أَتَتْهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحَرَّمَتْ عليهم ما أحللت لهم، وأَمَرَتْهم أن يشركوا بي ما لم أُنَزِّلْ به سلطانًا»([3]).


2- التَّشْكيك في أصول الدين:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: مَنْ خَلَقَ كذا؟ مَنْ خَلَقَ كذا؟ حتى يقول: مَنْ خَلَقَ ربَّك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولْيَنْتَه»([4])؛ فعلاجُ تشكيك الشَّيطان في عقيدة الإنسان أن يلجأَ إلى الله - عز وجل - ويستعيذَ به من الشيطان، ولا يسترسل في تلك الوساوس والشُّبُهات.


3- الصَّدُّ عن طاعة الله:

فعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الشيطان قَعَدَ لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام، فقال: تُسْلم وتَذَرُ دينَك ودينَ آبائك وآباءَ آبائك؟! فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك؟ فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد؟! فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل؟! فتنكح المرأة ويقسم المال؟! فعصاه فجاهد؛ فمن فعل ذلك كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة، ومن قتل كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقًا على الله أن يدخله الجنة، وإن وقصته دابَّتُه كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة» ([5]).


فهذا الحديث يدل على حرص الشيطان على غواية العبد وصَدِّه عن جميع سُبُل الخير؛ كما حكى – سبحانه - عنه أنَّه قال: }قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ{ [الأعراف: 16، 17].


4- الحثُّ على ارتكاب المعاصي والمخالفات:

وقد ظهر ذلك جَليًّا حينما أغرى آدمَ - عليه السلام - بالأكل من الشجرة التي حَرَّمها الله تعالى عليه، ودَفَعَه بذلك إلى ارتكاب المعصية التي كانت سببًا في إخراجه وذرِّيَّتَه من الجنة؛ قال تعالى: }فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى{ [طه: 120، 121].


5- الحثُّ على ارتكاب الفواحش والدَّعوة إلى التَّعرِّي:

قال تعالى: }إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ{ [البقرة: 169]، وقال تعالى: }الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ{ [البقرة: 268]، وقال تعالى: }فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا{ [الأعراف: 20].


6- إفسادُ ذات البَين:

قال تعالى: }إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ{ [المائدة: 91].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الشيطانَ قد يَئس أن يَعْبدَه المصلُّون في جزيرة العرب؛ ولكن في التَّحريش بينهم»([6]).


7- نسيانُ ذكر الله:

الشيطانُ يعلم أنَّ ذكرَ الله تعالى حياةُ القلوب، وغذاءُ الألباب؛ لذا فإنه يحرص على إدخال العبد في زمرة الغافلين السادرين؛ حتى تموت قلوبهم وتظلم أفئدتهم؛ قال تعالى: }اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ{ [المجادلة: 19]، وقال تعالى: }وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ{ [يوسف: 42]، وقال تعالى: }وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ{ [الزخرف: 36، 37].


8- تركُ الصلاة أو التهاونُ بها:

لمَّا كانت الصلاةُ من أعظم أركان الإسلام العملية، ومن أعظم أنواع الذكر لله عز وجل، حرص الشيطان على صدِّ العباد عنها، فأغرى كثيرًا من الناس بتركها بالكلية، وأغرى آخرين بالتَّهاون بمواقيتها وواجباتها وسُنَنها والخشوع فيها؛ قال تعالى: }إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ{ [المائدة: 91].


وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التَّأذين، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثوب أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه؛ اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى»([7]).


وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التَّلفُّت في الصَّلاة فقال: «اختلاسٌ يختلسه الشيطان من صلاة العبد» ([8]).


9- الافتراءُ على الله:

والافتراء على الله - عز وجل - من أعظم الخطايا؛ بل هو أصلُ الشرك والكفر، ولذلك قال - تعالى: }وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا{ [النساء: 48]، وقال - سبحانه: }إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ{ [النحل: 105]، وقال – تعالى - مبيِّنًا دعوة الشيطان إلى الافتراء على الله: }إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ{ [البقرة: 169].


10- التحاكم إلى الطاغوت:


قال تعالى: }أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا{ [النساء: 60].


11- تزيينُ الباطل في صورة الحقِّ:

وقد صرَّح الشيطان بذلك بعد أن لُعن وطُرد من رحمة الله: }قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{[الحجر: 39].


وفي يوم بدر أخذ يزيِّن للكفار أعمالَهم السَّيِّئة وكفرهم بالله وخروجهم لمحاربة نبيِّه صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: }وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ{ [الأنفال: 48].


وقال – تعالى - في شأن قسوة القلوب: }فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ [الأنعام: 43].


وقال تعالى في شأن بلقيس وقومها: }وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ{ [النمل: 24].


12- إيذاءُ الإنسان:

يتسلَّط الشيطانُ في الغالب بسبب غفلته ومعاصيه، ويبلغ الإيذاء ذروته حينما يصرع الشيطان الإنسانَ ويتلبس به، ويكون الإنسان حينئذ خادمًا للشَّيطان؛ قال تعالى: }الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ{ [البقرة: 275].


ويتسلَّط الشيطانُ على الإنسان فيسبِّب له الأمراض، ولعل قولَه – تعالى - عن أيوب }وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ{ [ص: 41] دليلٌ على ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم: «الطَّاعون وخز أعدائكم من الجنِّ، وهو لكم شهادة»([9]).


13- الغضبُ والعجلة:

والغضب والعجلة من الشيطان؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الغضبَ من الشيطان»([10]).


وحكى القرآنُ عن موسى - عليه السلام - أنه ندم على قتل عدوِّه؛ لأنه إنما فعل ذلك حال الغضب؛ قال تعالى: }وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ{ [القصص: 15].


وذكر ابن الجوزي أن الشيطانَ لما قيل له: أي أخلاق بني آدم أعون لك عليهم قال: الحدة - أي الشِّدَّة والغضب ؛ إنَّ العبدَ إذا كان حديدًا قَلَّبْناه كما يُقَلِّبُ الصِّبْيانُ الكرةَ.


أما العجلة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأناةُ من الله والعجلةُ من الشيطان»([11]).


14- فتنة الإنسان عند الموت:

لما كانت الأعمال بالخواتيم، حرص الشيطان على ألا يُختم للإنسان بخير؛ ولذلك فإنَّه يزيد من وَسْوَسَته عند الموت حتى يموت على سوء الخاتمة، ولذلك كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يدعو قائلاً: «اللهم إني أعوذ بك من التردي والهدم والغرق والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت»([12]).


فعلى العبد المسلم أن يُحْسنَ العملَ في هذه الدُّنيا حتى يعصمه الله من إغواء الشيطان؛ فإن الإنسانَ يموت على ما كان عليه؛ فإذا كان من أهل التقوى والاستقامة والطاعة مات على ذلك، وإذا كان من أهل التفريط والإضاعة تَخَبَّطَهُ الشيطان وأغواه عند الموت وصرفه عن الخاتمة الحسنة.


15- تجنيدُ النساء للفساد:

إن المرأةَ المتبرِّجةَ من أعظم جنود إبليس - عليه لعنة الله ؛ فهو يستخدمها لنشر الفساد والرَّذيلة، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان» ([13])، ومعنى «استشرفها الشيطان» أي انتبه إليها وطمع فيها وتسلَّط عليها.


وقال سعيد بن المسيَّب - رضي الله عنه: ما بعث الله نبيًّا إلا لم يأمن أن يهلكه بالنساء.


ولعظم فتنة النساء قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله عز وجل مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»([14]).


وقال ابن عباس - رضي الله عنهما: لم يكن كفر من قد مضى إلا من قبل النساء، وهو كائن كفر من بقي من قبل النساء.
وقال حسان بن عطية: ما أُتيت أُمَّةٌ قَطُّ إلا من قبل نسائهم.


16- التفريق بين الزوجين:

فمن أهداف الشيطان هدمُ الأسر وتشريدُ الأبناء وإخرابُ البيوت العامرة، ولذلك فإنَّه لا يألو جهدًا في التفريق بين الرجل وامرأته؛ ليَتمَّ له هدفه المنشود؛ فعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة؛ يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فَرَّقْتُ بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت»([15]).

([1])رواه أحمد والحاكم وحسنه الألباني.

([2])متفق عليه.

([3])رواه مسلم.

([4])متفق عليه.

([5])رواه أحمد وصححه الألباني.

([6])رواه مسلم.

([7])رواه مسلم.

([8])متفق عليه.

([9])رواه الحاكم وصححه الألباني.

([10])رواه أبو داود.

([11])رواه الترمذي.

([12])رواه الترمذي وصححه الألباني.

([13])رواه الترمذي وصححه الألباني.

([14])رواه مسلم.

([15])رواه مسلم.








 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
مكاني, الشيطان, بنين


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc