الرئيس عباس: لن أنهي حياتي خائنا وصفقة القرن "انتهت" والزهار قال لي "القدس ليست مكة"
أكد الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، أن القضية الفلسطينية تمر بصعوبات بالغة، وتواجه مشاكل مستعصية مع 3 جهات هي : أميركا وإسرائيل وحركة (حماس)، مشيرًا إلى أن السلطة الفلسطينية لن تستسلم حتى لو وصل الأمر إلى إلغاء اتفاقية أوسلو.
وأضاف الرئيس خلال لقائه عددًا من الكتاب والمفكرين المصريين مساء اليوم الجمعة في مقر إقامته بالعاصمة المصرية القاهرة التي يزورها حاليا، أنه قطع التواصل مع كل المسؤولين الأميركيين بعد إصرارهم على التمسك بالقدس عاصمة لاسرائيل.
وتابع : صفقة القرن (خلصت)، ولا يوجد أي شيء يمكن التفاوض عليه بعد إعلان أميركا القدس عاصمة لإسرائيل، مشيرا الى انه منع المسؤولين الفلسطينيين من التواصل مع أي مسؤول أميركي خلال الفترة الماضية.
وأضاف: "ليس هناك شيء اسمه (صفقة القرن)، الأمر انتهى بعد القرارات والمواقف الأميركية".
وقال إن حل القضية الفلسطينية لن يتم إلا من خلال ثلاث مسارات، سياسي واقتصادي وأمني، وانه لا يمكن القبول بمسار منفصل عن الآخرين.
وأوضح الرئيس عباس أنه التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب 4 مرات كان آخرها في نيويورك، حيث طالبه بتبني حل الدولتين وهو ما وافق عليه ترامب في حينه، غير انه "بعد أسبوعين من هذا اللقاء، أعلن الرئيس الأميركي، القدس عاصمة لإسرائيل وهو أمر لا يمكن القبول به، ونحن اتخذنا قرارنا بمقاطعة الأميركان منذ ذلك اليوم".
وأشار إلى أن الأميركيين رفضوا طلب السلطة الفلسطينية بالحصول على عضوية في منظمة (اليونسكو) بحجة أن الكونغرس يعتبر الفلسطينيين إرهابيين منذ عام 1987، وانهم سعوا الى مقابلته خلال عودته وكان متواجدًا في أوروبا حينها، حيث طلبوا منه سحب طلب السلطة الفلسطينية بالانضمام الى عضوية (اليونسكو).
وقال: "قلت لهم في حينه لن أتراجع عن موقفي إطلاقًا، خاصة أن فلسطين لديها 83 بروتوكول أمني مع 83 دولة على رأسهم أميركا وبريطانيا والصين وكندا، ونحن على استعداد للتعاون مع أي دولة تحارب الإرهاب".
ووصف العلاقة مع إسرائيل بأنها متأزمة؛ لأنهم أصبحوا أكثر شراسة في الاستيطان واستباحوا بعض المناطق، مؤكدا ان القيادة الفلسطينية "قد تعيد النظر في اتفاق باريس الاقتصادي، وطلبنا منذ نحو شهر إعادة النظر في الاتفاقات التي وقعت عام 1993 في حال صمموا على مواصلة الانتهاكات، وقد يصل الأمر إلى إنهاء أي علاقة معهم، فلم يعد هناك مجال للمرونة أو المناورة، خاصة وأن الأمور وصلت إلى ثوابت أساسية وفي مقدمتها القدس".
وفيما يتعلق بالعلاقة مع حركة (حماس)، قال الرئيس عباس "إنهم لم يلتزموا بأي اتفاق تم معهم، ويرفضون العمل بقرار المحكمة الدستورية بحل المجلس التشريعي"، مؤكدا "إن المجلس التشريعي يحصل على مليون دولار شهريًا رغم أن مدة انتخابه الرسمية انتهت، و(حماس) تحصل من السلطة ومن دول أخرى على الماء والكهرباء والدواء وتبيعها للناس، وإذا لم يلتزموا سنقطع ما ندفعه لهم في قطاع غزة والذي يصل إلى نحو 96 مليون دولار شهريا".
وتابع: "عمري 83 عامًا ولن أنهي حياتي خائنًا، وليس لدي قوات أحارب بها ولكني أملك أن أقول لا، ونحن لن نفرط بالقدس".
وشدد أبو مازن على أن مواقفه ثابتة ولن تتغير، وقال: "تستطيع إسرائيل قتلي في منزلي، ولكن ذلك لن ينل من موقفي والأعمار بيد الله، لقد سمموا عرفات ويستطيعون قتلي في أي وقت".
وعن قراءته للمشهد العربي، قال الرئيس عباس "الوضع العربي كله غير جيد، وهناك أزمات وخلافات داخلية في معظم الأقطار، لكننا نرفض التدخل في شؤون أي دولة، ونرفض تدخل أي دولة في شؤوننا"، نافيًا بشكل قاطع أن يكون هناك دولة عربية ضغطت على فلسطين لقبول المشروع الأميركي والتسليم بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأكد أن الطريق الأمثل لتحقيق المصالحة الفلسطينية هو إجراء الانتخابات في جميع الأراضي الفلسطينية، مشددا على أنه لن يقبل عدم إجراء الانتخابات في القدس، وقال: "اذا فشلنا في الانتخابات سنسلم السلطة لمن يخدم البلد".
وأضاف: "عقب حل المجلس التشريعي نفكر بالطريق الأسلم لإجراء الانتخابات، وإذا لم تحدث انتخابات برلمانيه في القدس لن نقبل بإجرائها، وعندما اعترضت إسرائيل في 2006 على اجراء الانتخابات في القدس رفضت، ويومها حدثني (القيادي في حركة حماس) محمود الزهار، وقال لي: القدس ليست مكة فلا تجعلها تعرقل إتمام الانتخابات، فقلت له، أبدا، وصممت ونجحت".
ويقوم الرئيس محمود عباس حاليا بزيارة الى مصر يلتقي خلالها نظيره الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ان يشارك في افتتاح مسجد (الفتاح العليم) وكاتدرائية (ميلاد المسيح) بالعاصمة الإدارية الجديدة، إضافة إلى عقد قمة فلسطينية مصرية؛ للتباحث حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.