موضوع مميز ¨°o.O(«« عبقات وقطوف رمضانية <<اليوم الخامس عشر.>>*** <<سائلة عفو ربها>>»»)O.o°¨ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

¨°o.O(«« عبقات وقطوف رمضانية <<اليوم الخامس عشر.>>*** <<سائلة عفو ربها>>»»)O.o°¨

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-07-02, 02:20   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










Post ¨°o.O(«« عبقات وقطوف رمضانية <<اليوم الخامس عشر.>>*** <<سائلة عفو ربها>>»»)O.o°¨




تركيزي اليوم سيكون تدرجا على
صحة العقيدة-صحة القلب-صحة النية ومنه صحة العمل والطاعة فأقول مستعينة بالله

إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
] يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون [
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [ .
] يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً[
[ أ ما بعد ]

ها هي العشر الأول من رمضان رحلت والعشر الثانية توشك على الرحيل ، وثمة حديث يخالج النفس في ثنايا هذا الوداع ، تُرى ما ذا حفظت لنا ؟ وما ذا حفظت علينا ؟ إن ثمة تساؤلات عريضة تبعثها النفس في غمار هذا الوداع .
• أول هذه التساؤلات كم تبلغ مساحة هذا الدين من اهتماماتنا ؟ هل نعيش له ؟ أم نعيش لأنفسنا وذواتنا ؟ كم نجهد من أجله ؟ كم يبلغ من مساحة همومنا ؟ إن العيش في حد ذاته يشترك فيه الإنسان مع غيره من المخلوقات ، ولا ينشأ الفرق إلا عندما تسمو الهمم ، وتكبر الأهداف . وعلى أعتاب نهاية العشر الثانية آمل ألا يكون نصيبي ونصيبك قول الله عز وجل { رضوا بأن يكونوا مع الخوالف } .

ما أجمل شهر رمضان، وما أعذب نفحاته الايمانية إذ فيه تعظم الصلة بالله - عز وجل -: حباً، وخوفاً، ورجاءً، ويقبل فيه الناس على كتابه الكريم تلاوةً واستماعاً ، وتدبُّراً وانتفاعا ، لتحيا بنديم التلاوة القلوب ، وتصلح بمهذب الأخلاق النفوس، ثُم اعلموا رحمكم الله أن بلوغكم شهر رمضان نعمة ينبغي أن تُحمد كما قال ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦﺍﻟﺴﻌﺪﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - :
ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻇﻠﻜﻢ ﺷﻬﺮ ﻋﻈﻴﻢ،ﻭﻣﻮﺳﻢ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻛﺮﻳﻢ، ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻴﺎﻣﻪ ﺃﺣﺪ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻧﺪﺏ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻣﻪ :ﻓﻤﻦ ﺃﻛﻤﻠﻬﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ ﺗﻢ ﻟﻪ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻡ، ﺑﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﻳﺤﻂ ﺍﻷﻭﺯﺍﺭ، ﻭﻓﻴﻪ ﺗﺮﺑﺢ ﺑﻀﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ؛
← ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﺘﺠﺮﻳﻦ
← ﻭﻏﻨﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻴﻦ
← ﻭﺳﺮﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ
← ﻭﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻴﺒﻴﻦ
ﻣﻦ ﺻﺎﻣﻪ ﻭﻗﺎﻣﻪ ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ؛ ﻭﻣﻦ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻓﻘﺪ ﻇﻔﺮ ﺑﺄﻭﻓﺮ ﺣﻆ ﻭﺃﻛﻤﻞ ﻧﺼﻴﺐ .
* ﻓﺎﺣﻤﺪﻭﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻴﺎﻛﻢ ﻭﺃﺑﻘﺎﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﻜﻤﻮﻩ، ﻭﺳﻠﻮﻩ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻨﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺤﻘﻮﻗﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻮﻩ ﻭﺗﺴﺘﻜﻤﻠﻮﻩ؛ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻮﻩ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﻧﺼﻮﺡ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﺇﻧﺎﺑﺔ ﺇﻟﻰﺍﻟﻠﻪﻓﻲﺟﻤﻴﻊ ﺃﻭﻗﺎﺗﻪ ﻣﺘﻮﺍﺻﻠﺔ .
<<ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ - رحمه الله -
ﻣﺠﻠﺪ ( 23 ) ﺻﻔﺤﺔ ( 63-62 )










 


آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-07-02 في 11:31.
رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 02:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي


لا ينفع كثرة طاعة مع إخلال بالعقيدة
*اعلموا سدد الله خطاكم أنه مع أن رمضان شهر تعلو فيه الهمم للعمل الصالح من صلاة وقيام وكثرة تلاوة وصدقة و.....إلخ لكن نقول لا ينفع كثرة طاعة مع إخلال بالعقيدة فالعقيدة العقيدة معشر المسلمين فقليل عمل مع صحته خير من كثير مع إخلال بالعقيدة كأن يكون الشخص طوافا بالقبور ويكثر من الطاعات ؟؟.... وكما تعلمون أن النجاة من عذاب الله -عز وجل- هي بهذا الاعتقاد الذي جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما روى الإمام مسلم في صحيحه وغيره قال: «من لقي الله لا يُشرك به شيئًا؛ دخل الجنة، ومن لقيه يُشرك به شيئًا؛ دخل النار»، ولذلك فإن النجاة معتمدة على هذه القضية، وهي الاعتقاد الصحيح، ولذلك جاء هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.


أيضًا، هذه العقيدة الصحيحة يُكفِّر الله بها الخطايا فقد جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله تعالى: يا ابن آدمَ، لو أتيتني بقُرابِ الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئًا؛ لقيتك بقُرابها مغفرةً». فإذن يُغفر لأهل التوحيد وأهل الاعتقاد الصحيح، يُغفر لهم ما لا يُغفر لغيرهم.

ومعنى قُراب الأرض: أن الإنسان لو أتى بملء الأرض -أو ما يوازيه- من الخطايا، لكنه لا يشرك بالله؛ فإن هذا الإنسان له هذا الوعد العظيم.

وهنا قال: «شيئًا» لماذا قال شيئًا؟ قال: «شيئًا»؛ لأنها نكرة في سياق النفي؛ أي إنه لا يكون عنده شيء من الشركِ في ذلك.

ولذلك فإن العقيدة الصحيحة تُقبل معها الأعمالُ، أما إذا كانت العقيدة غير صحيحة؛ فإنها لا تقبل معها الأعمال، ولذلك قال -عز وجل-: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].


أما العقيدة الفاسدة؛ فلا تُقبل معها الأعمال، ولذلك الله -عز وجل- قال لرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا يمكن أن يقع من رسوله -صلى الله عليه وسلم- ذلك، قال: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65] وهذا مستحيلٌ أن يكون من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لكنه إذا وقع من أي أحد كائنًا من كان؛ فإنه لا يقبل في ذلك.
والعقيدة لغة : مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء بإحكام وقوةوضده الحل
العقيدة شرعاً :
حكم الذهن الجازم يعني تعتقد في قلبك أن هذا كذا نفيا أو إثباتا وتطلق على الإيمان بأُصول الدين.

-1العقيدة الصحيحة هي الأساس الذي يقوم عليه الدين كله
2- سلامة العقيدة شرط لقبول الأعمال عند الله فلا تصح الأعمال إلا بسلامة العقيدة كما , قال تعالى : " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً "
3- العقيدة السليمة هي أساس الإيمان الذي يكون به الأمن والسعادة والفلاح في الدنيا والأخرة , قال تعالى : " وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى "
4- سلامة العقيدة هي الضمان من إحباط العمل والخسارة والهلاك يوم القيامة , قال تعالى : " وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ "
5- ان العقيدة هي أصل دعوة الرسل جميعاً , فأول مايدعو الرسل أقوامهم إليه : عبادة الله وحده , وترك عبادة ما سواه , وكل رسول أول ما يخاطب قومه يقول لهم " اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ " قالها نوح وهود وصالح وشعيب وسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقد بقي النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة بعد البعثة ثلاثة عشر عاماً يدعو الناس الى التوحيد , وكان اهتمام الرسل صلوات الله وسلامه عليهم بإصلاح العقيدة

تستمد العقيدة الصحيحة من القران الكريم ومن السنة الصحيحة بفهم سلف الأمة رحمهم الله ورضي عنهم أجمعين. ولهذا اتفق السلف على اصول الدين ولم يحصل بينهم اختلاف في الاعتقاد , بل كانت عقيدتهم وجماعتهم واحدة , لأن الله تكفل لمن تمسك بكتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - باجتماع الكلمة , والصواب في الراي واتحاد المنهج , قال تعالى , " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ " وقال تعالى " فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى "
قال الشيخ ابن باز إذا أنه من المعلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن الأعمال والأقوال إنما تصح وتقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة، فإن كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال.
1- وقال الشيخ العثيمين إصابة السنة أفضل من كثرة العمل ولهذا قال الله تعالى ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولم يقل أيكم أكثر عملا صفة الصلاة ص 170
2- لذا نحاول قدر المستطاع أن تكون طاعاتنا صحيحة وإن قلت ...مع المداومة











رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 02:22   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي



**أطلت قليلا هنا في موضوع النية لأهميته

وهنا نعرج على نقطة مهمة جدا وهي
المداومة على الأعمال الصالحة بعد رمضان والثبات عليها وإن قلت ...
ومن ثمرات المداومة على العمل الصالح:

1-تحصيل العمل المحبوب من الله:
قال البخاري: "باب أحبُّ الدين إلى الله - عزَّ وجلَّ - أدومه".
وعند البخاريِّ ومسلمٍ عن مسروق قال: سألتُ عائشة - رضي الله عنها -: "أيُّ العمل كان أحبَّ إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قالت: الدائم".
[وفي "صحيح مسلم" عن عائشةَ أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - سُئِل: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: ((أدوَمُه وإنْ قلَّ)).
وعند مسلمٍ عن عائشةَ زوجِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنها كانت تقولُ: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سَدِّدوا وقارِبُوا وأبشِروا، فإنَّه لن يُدخِل الجنَّةَ أحدًا عملُه))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلا أنْ يتغمَّدني الله منه برحمةٍ، واعلموا أنَّ أحبَّ العمل إلى الله أدومُه وإنْ قلَّ)).
وأخرج البخاريُّ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ الدِّين يسرٌ، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه، فسدِّدوا، وقارِبوا، وأبشِروا، واستَعِينوا بالغدوة والروحة وشيءٍ من الدلجة)).
قال ابن حجر: "قوله: ((فسددوا))؛ أي: الزَمُوا السدادَ؛ وهو الصواب بلا إفراطٍ ولا تفريطٍ، قال أهل اللغة: السداد التوسُّط في العمل، قوله: ((وقاربوا))؛ أي: إنْ لم تستطيعوا الأخْذ بالأكمل فاعمَلُوا بما يقربُ منه، قوله: ((وأبشروا))؛ أي: بالثواب على العمل الدائم وإنْ قلَّ، وأبهمَ المبشَّر به تعظيمًا له.
ونقل ابنُ حجرٍ عن النوويِّ قوله: "بدوامِ القليل تستمرُّ الطاعة بالذِّكر والمراقبة والإخلاص والإقبال على الله بخِلاف الكثير الشاقِّ، حتى ينمو القليل الدائم بحيث يزيدُ على الكثير المنقطِعِ أضعافًا كثيرة.
وقال ابن الجوزي: إنما أحبُّ الدائم لمعنيَيْن:
أحدهما: أنَّ التارك للعمل بعد الدُّخول فيه كالمُعرِض بعد الوصل، فهو مُتعرِّض للذَّمِّ؛ ولهذا ورَدَ الوعيد في حقِّ مَن حفظ آيةً ثم نسيها، وإنْ كان قبلَ حفظِها لايتعيَّنُ عليه.
ثانيهما: أنَّ مُداوم الخير مُلازمٌ للخدمة، فليس من لازمِ الباب في كلِّ يوم وقتًا ما؛ كمَن لازَمَ يومًا كاملاً ثم انقطع"؛ "الفتح" 1/103.
وقال ابن حجر: وقولها: "الدائم"؛ أي: المواظبة العرفيَّة.
وقال أيضًا: والمداومة على العبادة وإنْ قلَّت أَوْلَى من جهد النفس في كثرتها، فالقليلُ الدائم أفضلُ من الكثيرِ المنقطع غالبًا.
وقال النووي: قولها: "الدائم" فيه الحثُّ على القصد في العبادة، وأنَّه ينبغي للإنسان ألا يحتمل من العبادة إلا ما يطيقُ الدوام عليه، ثم يحافظ عليه.
وقال النوويُّ: باب فضيلة العمل الدائم من قِيام الليل وغيره: "قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عليكم من الأعمال ما تطيقون))؛ أي: تُطِيقون الدَّوام عليه بلا ضررٍ، وفيه دليلٌ على الحثِّ على الاقتصاد في العبادة، واجتناب التعمُّق، وليس الحديث مختصًّا بالصلاة بل هو عامٌّ في جميع أعمال البر".
وقال ابن حجر: قوله: "واستعينوا بالغدوة"؛ أي: استَعِينوا على مُداوَمة العبادةِ بإيقاعها في الأوقات المنشطة، والغدوة بالفتح سير أوَّلِ النَّهارِ، وقال الجوهري: ما بين صلاة الغداة وطُلوع الشمس. والروحة بالفتح السير بعد الزَّوال، والدلجة بضمِّ أوَّله وفتحه وإسكان اللام سير آخِر الليل، وقيل: سير الليل كله (وقيل: أوله، كما في "مختار الصحاح")؛ ولهذا عبَّر فيه بالتبعيض، ولأنَّ عمل الليل أشقُّ من عمل النهار، وهذه الأوقات أطيبُ أوقاتِ المسافر، وكأنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - خاطَبَ مُسافرًا إلى مقصد، فنبَّهَه على أوقاتِ نشاطه؛ لأنَّ المسافر إذا سافَر الليلَ والنهارَ جميعًا عجز وانقطع، وإذا تحرَّى السيرَ في هذه الأوقات المنشطة أمكنَتْه المداومة من غير مشقَّةٍ، وحسَّن هذه الاستعارة أنَّ الدنيا في الحقيقة دارُ نقلةٍ إلى الآخِرة، وأنَّ هذه الأوقات بخصوصها أروَحُ ما يكونُ فيها البدن للعبادة".
وعند النسائي عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: "كان لرسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حصيرةٌ يبسطُها بالنهار ويحتجرها بالليل فيُصلِّي فيها، ففطنَ له الناسُ فصلَّوْا بصلاته وبينه وبينهم الحصيرة، فقال: ((اكلفوا من العمل ما تُطِيقون؛ فإن الله - عزَّ وجلَّ - لا يملُّ حتى تملُّوا، وإنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله - عزَّ وجلَّ - أدومَه وإن قَلَّ))، ثم ترك مُصلاه ذلك فما عادَ له حتى قبضَه الله - عزَّ وجلَّ - وكان إذا عَمِلَ عملاً أثبته".

2-التأسِّي بالنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبالسلف:
فأخرَجَ النسائي عن عائشةَ - رضي الله عنها -: "وكان إذا عمل عملاً أثبته"؛ تعني: النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
وعن هديِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - في العمل الصالح سأَلَ علقمةُ أمَّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قال: قلت: يا أم المؤمنين، كيف كان عملُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - هل كان يخصُّ شيئًا من الأيَّام؟ قالت: لا، كان عمله ديمةً، وأيُّكم يستطيعُ ما كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يستطيع؛ أخرجه مسلم.
وفي حديث عبدالله بن عمرٍو - رضي الله عنهما - المشهورِ ولفظُه عند مسلم: ((كنتُ أصومُ الدهرَ، وأقرَأُ القرآنَ كلَّ ليلةٍ، قال: فإمَّا ذُكرت لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإمَّا أرسَلَ لي، فأتيتُه، فقال: ((ألم أُخبر أنَّك تصومُ الدهر وتقرأُ القرآن كل ليلةٍ؟)) فقلت: بلى يا نبي الله، ولم أردْ إلا الخير، قال: ((فإنَّ بحسْبك أنْ تصومَ من كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيَّام...))، ثم قال: ((واقرأ القُرآن في كلِّ شهر))، قال: قلت: يا نبيَّ الله، إنِّي أطيقُ أفضلَ من ذلك، قال: ((فاقرَأْه في سبعٍ، ولا تزد على ذلك، فإنَّ لزوجك عليك حقًّا، ولزَوْرِك عليك حقًّا، ولجسدِك عليك حقًّا))، قال: فشددت فشدَّد علي، قال: وقال لي النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لعلَّك يطولُ بك العمر))، فصِرتُ إلى الذي قال لي النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلمَّا كبرت وددت أنِّي قبلتُ رخصةً النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفي "السير" 11/298 عن عاصم بن عصام البيهقي قال: بتُّ ليلةً عند أحمد بن حنبل فجاء بماءٍ فوضعه، فلمَّا أصبح نظر إلى الماء بحالِه فقال: "سبحان الله! رجلٌ يطلب العلم لا يكون له وردٌ بالليل".
وقد ورد من فعل السلف ما لا يُحصَى من حِرصهم على مُداومة العمل الصالح؛ كقيام الليل، وتلاوة القرآن، وطلب العلم وتعليمه.

ومن ثمرات المداومة على العمل الصالح وان قل
3-*ذوقُ حلاوة العبادة ومُناجاة الله تعالى، كما كان في رمضان
4-*حاجةُ المسلم الماسَّة إلى معرفة أقرَبِ الطرق الموصلة إلى الجنَّة، وأحبِّ العمل إلى الله، فالأعمال الصالحة كثيرةٌ، والمشاغل كثيرةٌ، والهمم قاصرةٌ.
5-*خُطورة الغفلة عن العمل الصالح، سيَّما مع كثرة المعاصي؛ {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14].
[U]6-*كثرةُ الذنوب وحاجتنا إلى العمل الصالح الذي يُكفِّرُها، في "صحيح مسلم" عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقولُ: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - مُكفِّراتٌ ما بينهنَّ إذا اجتُنِبت الكبائر)).
7-*المبادرة باستغلال الأعمار قبل انقضائها والندم عليها وحينها لا يفيد الندم قال ابن حجر: وقوله: "خذ من صحَّتك..." إلخ؛ أي: اعمل ما تلقى نفعه بعد موتِك، وبادِرْ أيَّام صحَّتك؛ فإنَّ المرض قد يطرأ فيمتنعُ من العمل، فيُخشَى على مَن فرَّط في ذلك أنْ يصلَ إلى المعاد بغير زادٍ
*تنظيمُ الوقت بحيثُ لا يطغَى عملٌ على عمل، أو تملُّ النفس من تكرار عملٍ واحد:
• قال ابن قدامة في "مختصر منهاج القاصدين" 56: والنفس متى وقَفت على فنٍّ واحد حصَل لها مللٌ........... وهذا يدلُّ على أنَّ الطريق إلى الله تعالى مُراقبة الأوقات وعمارتها بالأوراد على الدَّوام
*) امتثالُ الأمرِ الرباني: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]:
قال القرطبي: إيجازٌ بليغ؛ والمعنى: الزَمُوا الإسلامَ وداوِموا عليه ولا تُفارقوه حتى تموتوا
*) تحقيقُ معنى الاستقامة المطلوبة وتحصيل سببٍ لحسن الختام؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30قال القرطبي في "تفسيره": "في "صحيح مسلم" لما ذكَر أقوال الصحابة والتابعين في بَيان معنى الاستقامة، قال: قلت: وهذه الأقوال وإنْ تداخَلتْ فتلخيصها: اعتَدِلوا على طاعةِ الله عقدًا وقولاً وفعلاً، وداوموا على ذلك"، اهـ.
*) تحصيل محبَّة الله بالمداومة على فعل الطاعة:
• ففي الحديث القدسي: "وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إليَّ ممَّا افترضت عليه"، فأداء الفرائض والاهتمام بها أحبُّ إلى الله من الانشِغال بالنوافل الكثيرة، ثم إنَّ للنوافل أثرَها وأجرَها "وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يبصرُ به، ويدَه التي يبطشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، وإنْ سألني لأعطينَّه، ولئنِ استعاذني لأعيذنَّه"؛ أخرجه البخاري، فانظُرْ إلى أثر النوافل حين يعصمُ الله العبد وجوارحه بسببها.
*تكميل ما يحصل في الفرائض من النقص:
أخرج الترمذيُّ أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ أوَّل ما يُحاسَبُ به العبدُ يوم القيامة من عملِه صلاته؛ فإنْ صلحت فقد أفلح وأنجح، وإنْ فسَدتْ فقد خابَ وخسر، فإنِ انتُقِص من فريضتِه شيءٌ قال الرب - عزَّ وجلَّ -: انظُروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فيكمل بها ما انتقَص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك))، قال الترمذي: حديث حسن غريب.
*النجاة من الشدائد:
ولا يخلو إنسانٌ من وقت كربةٍ وضيق:أخرج الترمذي وغيره من حديث ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -: ((تعرَّفْ إلى الله في الرَّخاء يعرفْك في الشدَّة)).
• وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم": يعني: أنَّ العبد إذا اتَّقى الله وحفظ حُدوده وراعى حُقوقه في حال رَخائه، فقد تعرَّف بذلك إلى الله، وصارَ بينه وبين ربِّه معرفةٌ خاصَّة فعرفه ربُّه في الشدَّة.
*سُهولة العمل مع المداومة؛ ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69]، فصلاة النوافل والتلاوة والذِّكر والعمل الدعوي قد يثقلُ على النفس ابتداءً، ولكن مع الاعتياد يسهُلُ، و"لكلِّ امرئٍ من دهره ما تعوَّدا".
)* استِمرار أجر العمل الصالح المُعتاد عليه حتى لو منَع منه لعذرٍ:أخرج البخاري عن أبي بردةَ قال: سمعت أبا موسى - رضي الله عنه - مِرارًا يقول: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا مَرِضَ العبدُ أو سافَر كُتِبَ له مثلُ ما كان يعملُ مقيمًا صحيحًا)).
*إمكانيَّة قضاء الوِرد لو فات: فقد روَى مسلم عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن نامَ عن حزبِه أو عن شيء منه فقرَأَه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظُّهر كُتِبَ له كأنما قرَأَه من الليل))، وكلمة ((حزبه)) تُوحي بالعمل المعتاد، ولا شكَّ أنَّ العبادة في الليل أفضلُ من النهار. شرح الحديث من "تحفة الأحوذي" 3/150 قوله... والحديث يدلُّ على مشروعيَّة اتِّخاذ وِردٍ في الليل وعلى مشروعيَّة قضائه إذا فات لنومٍ أو لعذرٍ من الأعذار، وأنَّ مَن فعَلَه ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظُّهر كان كمَن فعَلَه في الليل"، ا.هـ.
*وبعد هذاهل عزم كلٌّ واحدٍ منَّا على أنْ يكون له عملٌ دائم يحتسبُه عند الله ويدَّخره لمستقبله؟ سواء كان العلم تعبُّديًّا محضًا أو كان عملاً خيريًّا متعدِّيًا؟










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 02:22   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي



فائدة نفيسة ومفرحة للشيخ العثيمين في فضل الصيام على شرح حديث
......
قال رحمه الله
[الشَّرْحُ]
هذا الحديث حديث أبي هريرة نقله المؤلف رحمه الله في باب وجوب الصوم في رياض الصالحين بعد أن ذكر الآيات.
وذكر فيه فوائد:
1 - أن الله سبحانه وتعالى جعل الصوم له وعمل ابن آدم الثاني أي غير الصوم لابن آدم
يقول الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي.
والمعنى أن الصيام يختصه الله سبحانه وتعالى من بين سائر الأعمال
لأنه أي الصيام أعظم العبادات إطلاقا فإنه سر بين الإنسان وربه لأن الإنسان لا يُعلم إذا كان صائما أو مفطرا هو مع الناس ولا يُعلم به نيته باطنة
فلذلك كان أعظم إخلاصا فاختصه الله من بين سائر الأعمال
قال بعض العلماء ومعناه إذا كان الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وكان على الإنسان مظالم للعباد فإنه يؤخذ للعباد من حسناته إلا الصيام فإنه لا يؤخذ منه شيء لأنه لله عز وجل وليس للإنسان
وهذا معنى جيد أن الصيام يتوفر أجره لصاحبه ولا يؤخذ منه لمظالم الخلق شيئ

ومنها أن عمل ابن آدم يزاد من حسنة إلى عشرة أمثالها إلا الصوم فإنه يعطى أجره بغير حساب يعني أنه يضاعف أضعافا كثيرة
قال أهل العلم ولأن الصوم اشتمل على أنواع الصبر الثلاثة ففيه صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله وهذا الصبر جهاد واجتهاد











رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 02:23   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي



وهذه هي
الحكمة من إخفاء ليلة القدر وجعلها غير معينة

حتى لا تفتر النفوس وتواضب الى آخر يوم على الطاعة وتحصيل الخيرات بعلو الهمة الذي بدأ به بل وأكثر وقال بعض أهل العلم <<<الحافظ - رحمه الله - في "فتح الباري" (4/ 315):
قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها. اهـ.

وفى الحقيقة أنه على الإنسان أن يهتم بما طلبه الله منه وهو العبادة في ذلك الشهر عامة، والمزيد منها في العشر الأواخر خاصة، ولا يشغل نفسه بما طواه الله عنه، فما كان الله ليخفي عنا شيئًا ثم يطالبنا بإفراغ الوقت في تحديده.

فالله تعالى أخفى عنا تحديدها، فما ذلك إلا من أجل الاجتهاد في العبادة طوال الشهر عامة، وفي العشر الأواخر خاصة، فالعاقل هو الذي يشتغل بما طُلِبَ منه، ولا يصرف وقته فيما طوي عنه، ويضع نصب عينيه دائمًا (مَن لم يُغْفَر له في رمضان فمتى؟).
وقال الفخر الرازي في تفسيره "التفسير الكبير": أنه تعالى أخفى هذه الليلة لوجوه:
أحدها: أنه تعالى أخفاها كما أخفى سائر الأشياء، فإنه أخفى رضاه في الطاعات حتى يرغبوا في الكل، وأخفى غضبه في المعاصي ليحترزوا عن الكل، وأخفى وليَّه فيما بين الناس حتى يعظموا الكل، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات، وأخفى الاسم الأعظم ليعظموا كل الأسماء، وأخفى الصلاة الوسطى ليحافظوا على الكل، وأخفى قبول التوبة ليواظب المكلف على جميع أقسام التوبة، وأخفى وقت الموت ليخاف المكلف... فكذا أخفى هذه الليلة ليعظموا جميع ليالي رمضان.

وثانيها: كأنه تعالى يقول: لو عينت ليلة القدر وأنا أعلم بتجاسركم على المعصية، فربما دعتك الشهوة في تلك الليلة إلى المعصية فوقعت في الذنب، فكانت معصيتك مع علمك أشد من معصيتك لا مع علمك؛ فلهذا السبب أخفيتها عليك.
فكأنه تعالى يقول: إذا علمتَ ليلة القدر؛ فإن أطعت فيها اكتسبت ثواب ألف شهر، وإن عصيت فيها اكتسبت عقاب ألف شهر، ودفع العقاب أولى من جلب الثواب.

وثالثها: أنى أخفيت هذه الليلة حتى يجتهد المكلف في طلبها حتى يكتسب ثواب الاجتهاد

ورابعها: أن العبد إذا لم يتيقَّن ليلة القدر إنه يجتهد بالطاعة في جميع ليالي رمضان، على رجاء أنه ربما كانت هذه الليلة هي ليله القدر؛ فيباهي الله تعالى بهم ملائكته، ويقول: كنتم تقولون فيهم يفسدون ويسفكون الدماء، فهذا جدَّه واجتهاده في الليلة المظنونة، فكيف لو جعلتها معلومة له؛ فحينئذ يظهر سر قوله تعالى: ﴿ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30].

السبب في إخفاء ليلة القدر:
أخرج البخاري من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: "خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة".
وفي بعض روايات الحديث: "فالتمسوها في العشر الأواخر"..
قال الحافظ - رحمه الله - في "فتح الباري" (4/ 268):
وهذا سبب آخر، فإما أن يحمل على التعدد بأن تكون الرؤية في حديث أبى هريرة منامًا؛ فيكون سبب النسيان الإيقاظ، وأن تكون الرؤية في حديث غيره في اليقظة فيكون سبب النسيان ما ذكر من المخاصمة أو يحمل على اتِّحاد القصة، ويكون النسيان وقع مرتين عن سببين، ويحمل أن يكون المعنى: أن أيقظني بعض أهلي فسمعت تلاحي الرجلين، فقمت لأحجز بينهما فنسيتها للاشتغال بهما. اهـ.

فانظروا رحمكم الله ماذا فعل الخصام!؟
فقد كانت الملاحاة سببًا لرفع تعيينها؛ وهذا شأن الخصومات تمنع الخير.

فإن الواجب على المسلمين أن يكونوا متحابين متآلفين، يحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، ومَن كانت بينه وبين أخيه المسلم خصومة؛ فليبادر بالصلح، ومَن كانت بينه وبين أحد أرحامه قطيعة؛ فعليه أن يقوم بصلة رحمه؛ فإن الخير يرتفع من الأرض بسبب الخصومات والشحناء.

فلنعمل جميعًا بوصية رب العالمين حين قال في كتابه الكريم: ﴿ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ ﴾ [الأنفال: 1].فهذا ما يريده منَّا رب العالمين، أما ما يريده الشيطان ، فقد أخبرنا عنه رب العالمين فقال:
﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء ﴾ [المائدة: 91].

فمَن تطيع!؟











رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 02:24   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي



لفتة
عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها))؛ رواه البخاري.

((ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻓﺊ))؛ ﺃﻱ: ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻧﻈﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ((ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﻗﻄﻌﺖ ﺭﺣﻤﻪ ﻭﺻﻠﻬﺎ))؛ ﺃﻱ: ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ مُنِع ﺃﻋﻄﻰ.
هيامعشر الطيبين ... ابدأ أنت وصِلْ مَن قطعك، واعف عمَّن ظلمك، واعطِ مَن حرمك، واعمل بوصية النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" (رواه البخاري ومسلم من حديث أنس).

وفى رواية أخرى عند البخاري ومسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".

معشر المسلمين هل تعلم أن إصلاح ذات البين أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟
نعم.
فقد أخرج أبو داود وأحمد والبخاري في "الأدب" والترمذي عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قـال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قـالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة".

وأختمُ بهذه البشارة... لكل مَن هو سليم الصدر، نقي القلب، أبشر.. فأنت من أفضل الناس.

فقد أخرج ابن ماجه بسند صحيح عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو النقي الذي لا إثم فيه، ولا بغي ولا غل ولا حسد".

والله أسأل أن يُطهِّرَ قلوبنا من الشحناء والغل والبغض والحسد، وأن يجعلنا إخوانًا متحابين، وفي الآخرة على سرر متقابلين ... آمين.










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 02:25   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي




إذن من أسباب انتشار المحبة صلاح القلوب
وأصحاب القلوب السليمة يدركون من الأجر، ويبلغون من المنازل بطهارة قلوبهم ونقائها ما لا يبلغه الصائمون القائمون بصيامهم وأعمالهم الصالحة
قصة في حديث وعبرة
كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه فقال: (كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار تَنْطِفُ لحيتُه من وضوئه قد تعلَّق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغدُ قال النبي صلى الله عليه وسلم مثلَ ذلك، فطلع ذلك الرجل مثلَ المرةِ الأولى، فلما كان اليومُ الثالثُ قال النبي صلى الله عليه وسلم مثلَ مقالتِه أيضا، فطلع ذلك الرجلُ على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال:إني لاحيتُ أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويَني إليك حتى تمضيَ، فعلتُ، قال: نعم، قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعارَّ وتقلَّب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبَّر، حتى يقومَ لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا، فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن احتقر عمله قلت: يا عبد الله، إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هَجْرٌ ثَمَّ، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرار: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاثَ مرار فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملُك فاقتدى به، فلم أرك تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت، قال: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا، ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهى التي لا نطيق) رواه أحمد بإسناد على شرط الشيخين.

وأيضا النصيحة ففي هذا الشهر تهفوا النفوس إلى رحمة أرحم الراحمين فتكون القلوب منكسرة رقيقة قابلة لأي نصح ينفعها فاغتنم الفرصة أخي أختي ولاتفوتها لعل الله أن يهدي بك شخصا فيصلح قلبه فيكون لك مثل أجره
واعلم تولاني الله برحمته وإياكم أن القلوب أنواع

قال ابن القيم رحمه الله :
=============
القلوب ثﻼثة : قلب خال من اﻹيمان وجميع الخير
فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه
ﻷنه قد اتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن

القلب الثاني : قلب قد استنار بنور اﻹيمان وأوقد فيه مصباحه
لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف اﻻهوية فللشيطان هنالك إقبال وإدبار
ومجاﻻت ومطامع
فالحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة
فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه
له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة

القلب الثالث . قلب محشو باﻹيمان قد استنار بنور اﻹيمان
وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات
فلنوره في صدره إشراق ولذلك اﻹشراق إيقاد
لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم
فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق
وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن
وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء
والسماء متعبد المﻼئكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات
وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة واﻹيمان
وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو
فﻼ ينال منه شيئا إﻻ خطفه .
-----------------------------
الوابل الصيب
والقلب الأول يابس ميت .
والقلب الثاني مريض فاما الى السلامة واما الى العطب .
والقلب الثالث حي مخبت لين
.
قال ابن تيمية رحمه الله :
لاتجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل الإسفنجة, فيشربها, فلاينضح إلا بها , ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة, تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها, فيراها بصفائه, ويدفعها بصلابته,وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليك صار مقرا للشبهات".

قال ابن القيم عقيب هذه الوصية من ابن تيمية: فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك.

< مفتاح دار السعادة 1/443>
وعلى هذا فان القلب لكي تبقى له حياته وتزول عنه غفلته
وتتم له استقامته , محتاج الى ما يحفظ عليه قوته وهو
الايمان والطاعات والمحافظة على ذكر الله , والبعد عن كل ما يسخط الله .
ولا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم ولا صلاح الا بأن يكون الله وحده الهه وفاطره ومعبوده وغاية مطلوبه , وأحب اليه من كل ما سواه .
فبهذا تكون نجاة القلب من الغفلة وسلامته من الهلكة .
والتوفيق بيد الله تعالى

يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 02:26   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي


فرصة لتصحيح العلاقة مع الله
واعلم تولاك الله برحمته وتوفيقه أن رمضان أيضا فرصة لتصحيح العلاقة مع الله والتحلل من الأوزار والذنوب , لأن أقرب القلوب إلى الله تعالى أصفاها وأتقاها وأنقاها ، ويقول ابن القيم رحمه الله: "أعمال القلوب هي الأصل، وأعمال الجوارح تبع ومكملة، وإنّ النيّة بمنزلة الروح، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء، الذي إذا فارق الروح ماتت، فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح". أ.هـ (2) وقال شيخ الإسلام: "والأعمال الظاهرة لا تكون صالحة مقبولة إلا بتوسّط عمل القلب، فإن القلب ملكٌ، والأعضاء جنوده، فإذا خبث خبثت جنوده، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ في الجسد مضغة... الحديث". أ.هـ (3) والقلب عليه تدور سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة فيجب على كل مسلم أن يتعاهد قلبه بالإيمان والعمل الصالح وأن يصفيه من أمراض القلوب وإن رمضـــان فرصة عظيمة لإصلاح القلوب وترميمها وصقلها لما فيه من النفحات الربانية .. فالصيام يربى المسلم على تقوى الله ومراقبته واستشعار عظمته وهذا لا يكون إلا في القلب ولقد ربط الله تعالى النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء:88، 89].وصلاحه يكون بصلاح النية لذا قال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نفسي ، مرة لي ومرة علي .وقال ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي لأنها تنقلب علي فإن النية محط نظر الله تعالى من العبد، وإن العباد يبعثون على نياتهم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)وحديث: (إنما الأعمال بالنيات) يدور الدين عليه، وهو ثلث العلم، وهذه النية نواة الصلاح، وبذرة القبول، وأعمال العباد مرهونة بصلاح النوايا، وحظ العامل ونصيبه من العمل نيته، فإن كانت صالحة كان له الأجر، وإن كانت فاسدة فعليه الوزر، صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية. ورمضان أعظم فرصة للتغيير، لذلك لا تدع هذه الفرصة تفوتك.

وتحديد الهدف يعين على اتباع الطريق للوصول إليه فإن قلت مثلا أريد أن أترك معصية ما فهاته خطوات تعينك
*النية الصالحة: فإذا قررت أن تقلع عن ذنب فلتكن نيتك أولاً لله قال مالك رحمه الله: "قولوا لمن لم يكن صادقاً لا تتعب"
". * التوبة النصوح المتبوعة بالندم والحزن على التفريط في أمر الله
*الإخلاص قال العز بن عبد السلام : "الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي". أ.ه سئل التستري: "أي شيء أشد على النفس؟! قال: "الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب".
* تقوية جبهة الدفاع. الخطوات السابقة من دون هذه الخطوة لا تعني شيئاً، فأنت تريد أن تتغير وهناك عداوات كثيرة من حولك لا تريد لك التغيير، بل تحاول تدميرك، فلا تدع لها هذه الفرصة، والله سبحانه وتعالى أخبرنا بأنه يريد لنا الخير، ولكن هناك أعداء يريدون لنا الشر يجب أن نحذرهم، قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء:27]، ومن هذه الأشياء..
- الموبايل والنت : فلا شيء أخطر على وقتك من هذان! وخاصة إذا كنت لا تملك التحكم فيه، وهما في حد ذاتهما نعمة عظيمة من الله تساعدنا على إنجاز أعمالنا والتواصل بسهولة مع الآخرين، لكن إذا أحسنا استخدامهما، أما إذا أسأنا الاستخدام فسيكون ضررهما أضعاف فوائدهما - تحكم في استخدامك لهما أو أغلقهما أفضل-.
2- التلفاز: فكما أنك تستعد للتقرب إلى الله في شهر رمضان فهناك من يستعد من العام الماضي لتدميرك في شهر رمضان! من خلال المسلسلات التافهة والأفلام وبرامج تضييع الأوقات.. وغيرها، ويستخدمون في دعايتهم شعارات براقة رنانة ، وفي الحقيقة معناها (ضيع صيامك معانا).

3- أصدقاء السوء:
لا تجعل أحد يسيطر على تصرفاتك ويجرك إلى فعل السوء بل وأنت في هاته المرحلة تخير صحبة صالحة تعينك على الخير فمثل الجليس الصالح كمثل ......
4- نفسك وشهواتك: فكما نعلم أن رمضان تصفد فيه الشياطين وتجد أثر ذلك في إقبال كثير من المسلمين على الطاعة، لكن تبقى النفس الأمارة بالسوء التي تحتاج منك إلى مزيد من المجاهدة والصبر على شهواتها.
اعلم يرحمنا الله أنه بالوصول إلى الله تعالى تحقق أعلى درجات السعادة، وتحقق الفلاح في الدنيا والآخرة فاحرص على دوام الصلة بالخالق
وهذه مادة صوتية للشيخ الفوزان حفظه الله بعنوان ''حياة السعادة''قيمة ومفيدة جدا
صوتي
نفعنا الله وإياكم ..










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 02:27   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي




على ضفاف الجنة
هي وَرَبِّ الكعبةِ نورٌ يَتَلأْلأُ وريحانةٌ تَهْتزُّ وقصرٌ مشِيدٌ ونهرٌ مطَّردٌ وثَمَرةٌ نضِيْجَة وزوجةٌ حسناءُ جميلةٌ وحُلَلٌ كثيرةٌ ... »وكلنا نرجو ثواب الله والجنة فأقول اجعل (ي) الجنة همتك وغايتك والنفس البشرية – سواء كانت رجلا أو امرأة – تشتاق وتطرب عند ذكر الجنة وما حوته من أنواع الملذات
وهذا حسن بشرط أن لا يصبح مجرد أماني باطلة دون أن نتبع ذلك بالعمل الصالح فإن الله يقول للمؤمنين :
( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) الزخرف آية 72.
فشوّقوا النفس بأخبار الجنة وصدّقوا ذلك بالعمل .قال ابن القيم ل((لاتحسب أن نفسك هي التي ساقتك إلى فعل الخيرات بل اعلم أنك عبد أحبك الله فلا تفرط في هذه المحبة فينساك))و الجنة ونعيمها ليست خاصة بالرجال دون النساء إنما هي قد ( أعدت للمتقين ) – آل عمران آية 133-من الجنسين كما أخبرنا بذلك تعالى قال سبحانه : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ) – النساء آية 124-

يرحمكم الله: سارعُوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضُها كعرضِ السماءِ والأرض، فيها ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمِعتْ ولا خَطرَ على قلبِ بشرٍ. قال الله تعالى: { مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ } [الرعد:35] في وصف الجنة -جعلنا الله من أهلها-.قال تعالى: { مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } [محمد:15]، وقال تعالى: { وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة:25]، وقال تعالى: { وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً.وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ.قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرا.ًوَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً.عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً..وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً } [الإِنسان:14-20]، وقال تعالى: { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ.لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً.فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ.فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ.وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ.وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ.وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } [الغاشية:10-16]، وقال تعالى: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ.فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ.يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ.كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ.يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } [الدخان:51-55]، وقال تعالى: { ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ.يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ.إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } [الزخرف:70-74]، وقال تعالى: { فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ.فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ.كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ } [الرحمن:56-58]، وقال تعالى: { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ.فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ.حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ } [الرحمن:70-72]، وقال تعالى: { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17]، وقال تعالى: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [يونس:26].
فالْحُسنَى هي الجنةُ لأنَّهُ لا دارَ أحسنُ منها، والزيادةُ هي النظرُ إلى وجهِ الله الكريمِ رزقَنَا الله ذلك بِمنِّهِ وكرمِه. والآياتُ في وصفِ الجنةِ ونعيمها وسرورها وأنْسِهَا وحبُورِها كثيرةٌ جداً.

وأما الأحاديثُ فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قُلْنَا: يا رسولَ الله حدِّثنَا عن الجنةِ ما بناؤُهَا قال: « لَبِنَةٌ ذهبٍ ولبنةٌ فضةٍ، ومِلاَطُها المسكُ، وحَصباؤها اللؤلؤُ والياقوتُ، وترابَها الزَعفرانُ، مَنْ يدخلُها ينعمُ ولا يبأسُ، ويخلُدُ ولا يموتُ، لا تَبْلَى ثيابه ولا يَفْنى شبابُه »، رواه أحمد والترمذي.
وعن أسامةَ بن زيدٍ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: « ألاَ هَلْ من مُشَمِّرٌ إلى الجنةِ، فإنَّ الجنةَ لا خطر لها، هي وَرَبِّ الكعبةِ نورٌ يَتَلأْلأُ وريحانةٌ تَهْتزُّ وقصرٌ مشِيدٌ ونهرٌ مطَّردٌ وثَمَرةٌ نضِيْجَةٌ وزوجةٌ حسناءُ جميلةٌ وحُلَلٌ كثيرةٌ ومُقَامٌ في أبدٍ في دارٍ سليمةٍ وفاكهةٌ وخضرةٌ وحَبْرةٌ ونعمةٌ في مَحَلَّةٍ عاليةٍ بهيَّةٍ، قالوا: يا رسولَ الله نحن المشمِّرون لها. قال: قولوا إنْ شاء الله. فقال القوم: إنْ شاء الله »، رواه ابن ماجةَ والبيهقيُّ وابنُ حبَّانَ في صحيحهِ.
وعن أبي مالكٍ الأشعريِّ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: « إن في الجنةِ غُرَفاً يُرَى ظاهرُها من باطِنُها وباطنُها مِن ظاهرِها أعَدَّها الله لمَنْ أطْعَمَ الطعامَ وأدامَ الصيامَ وصلَّى بالليلِ والناس نيامٌ »، أخرجه الطبراني.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: « إنَّ أوَّلَ زُمْرَةٍ تدخلُ الجَنةَ على صُورةِ القمر ليلةَ البدْرِ، ثم الذينَ يلونَهُمُ على أشَدِّ نجمِ في السماءِ إضاءةً، ثم همْ بعَدَ ذلك منازلُ لا يتَغَوَّطُونَ، ولا يبولُونَ، ولا يمتخِطون، ولا يبصُقون، أمشاطُهُم الذهبُ، ومجامِرُهم الأُلوَّة، ورشْحُهمُ المِسْكُ، أخلاقُهم على خَلْقِ رجلٍ واحدٍ على طولِ أبيْهم آدمَ ستُون ذِراعاً ». وفي روايةٍ: « لا اختلافَ بينَهم ولا تباغِضَ، قلوبُهُم قلبٌ واحدٌ يسبِّحونَ الله بُكرةً وعشِياً ». وفي روايةٍ: « وأزُواجُهُم الحورُ العِين ».
اللَّهُمَّ ارزقنا الخُلْدَ في جنانِك، وأحِلَّ علينا فيها رضوانَك، وارزقْنا لَذَّة النظرِ إلى وجهك والشوقَ إلى لقائك من غيرِ ضرَّاءَ مُضِرَّة ولا فتنةٍ مُضلةٍ.
باختصار من موقع الشيخ العثيمين رحمه الله


ونقول أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من ( الحور العين ) و ( النساء الجميلات ) -
قال الشيخ ابن عثيمين : إنما ذكر – أي الله عز وجل – الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج .. بل لهن أزواج من بني آدم .

يقول في وصفهاابن القيّم مركزا على صفات الحور رحمه الله تعالى :
وإن سألت عن خيامها وقبابها : فالخيمة الواحدة من درة مجوّفة طولاها ستون ميلاً من تلك الخيام . وإن سألت عن عرائسهم : فهن الكواعب الأتراب الآتي جرى في أغصانهن ماء الشباب ، فللورد والتفاح مالبسته الخدود ، وللرمان ماتضمنته النهود ، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور ، وللرقة واللطافة ما درات عليه الخصور ، تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت ويضيء القمر من بين ثناياها إذا ابتسمت .

حمر الخدود ثغورهن لآلئن ............... سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها ...............فيضيء سقف القصر بالجدران
ولقد روينا أن برقاً ساطعاً ................يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغر ضاحك .....................في الجنة العليا كما تريان


إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيّرين ، وإذا حادثته فما بالك بمحادثة الحبين ، يرى وجهه في صحن خدها ، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم لا يستره عظمها ولا جلدها ولا حللها ، لو اطلعت إلى أهل الأرض لملأت ما بين السماء والأرض ريحاً ولا استنطقت أفواه الخلائق تهليلاً وتسبيحاً ، ولتزخرف لها ما بين الخافقين ، ولأغمضت عن غيرها كل عين ، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ، ولآمن من على ظهرها للحي القيوم ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ، ووصالها اشهى إليه من جميع أمانيها ، لاتزداد مع طول الأحقاب والأزمان إلا حُسناً وجمالاً ، ولا يزداد لها طول المدى إلا محبة ووصالاً ، مبرأة من الحمل والولادة ، والحيض والنفاس ، مطهرة من المخاط والبصاق ، والبول والغائط وسائر الأدناس .

إن سألت عن السن فأتراب في أعدل سن الشباب ، وإن سألت عن الحسن فهل رأيت الشمس والقمر ، وإن سألت عن الحدق فأصفى بياض في أحسن حور ، وإن سألت عن القدود ، فهل رأيت أحسن الأغصان ، وإن سألت عن اللون فكأنه الياقوت والمرجان وإن سألت عن حسن العشرة ولذة ما هنالك : فهن العُرب المتحببات إلى أزواجهن ، فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها ، وإذا انتقلت من قصر لقصر قلت هذه الشمس متنقّلة في برج فلكها ، وإذا حاضرت زوجها فياحسن تلك المحاضرة ، وإن خاصرته فيالذة تلك المعانقة والمخاصرة
وحديثها السحر الحلال لو أنه...........لم يجن قتل المسلم المتحرّز
إن طال لم يملل وإن هي حدّثت.......... ودّ المحدّث أنها لم توجز
اهـ كلام ابن القيّم رحمه الله تعالى

مسألة: قد يقول قائل : إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول ( وأبدلها زوجا خيرا من زوجها ) فإذا كانت متزوجة .. فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها في الدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها ؟
والجواب كما قال الشيخ ابن عثيمين : إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجها المقدر لها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرا منه في الصفات في الدنيا لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعت شاة ببعير مثلا ويكون بتبديل الأوصاف كما لو قلت ك بدل الله كفر هذا الرجل بإيمان وكما في قوله تعالى : {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم : 48] والأرض هي الأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنها انشقت .
وإذن فهذه الجنة قد تزينت لكم معشر المسلمين فالله الله أن تضيعوا الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم ، فليكن خلودكم في الجنة – إن شاء الله – واعلموا أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 02:28   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي



في رحاب آية
قال الله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ { [التحريم: 6]
تفسير ابن كثير
قوله - تعالى -: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}؛ قال سفيان الثوري عن منصور عن رجل عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى "قوا أنفسكم وأهليكم نارا" يقول أدبوهم وعلموهم وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "قوا أنفسكم وأهليكم نارا" يقول اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار.
وقال مجاهد "قوا أنفسكم وأهليكم نارا" قال اتقوا الله وأوصوا أهليكم بتقوى الله وقال قتادة تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية قذعتهم عنها وزجرتهم عنها وهكذا قال الضحاك ومقاتل حق المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه.
وقوله تعالى "وقودها الناس والحجارة" وقودها أي حطبها الذي يلقي فيه جثث بني آدم "والحجارة" قيل المراد بها الأصنام التي تعبد لقوله تعالى "إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم" وقال ابن مسعود ومجاهد وأبو جعفر الباقر والسدي هي حجارة من كبريت زاد مجاهد: أنتن من الجيفة
قال ابن مسعود: "هي حجارةٌ من الكِبريت الأسود"[3].

ومن فوائد الآية الكريمة:
1- أنه يجب على الرجل أن يأمر أهلَه بالمعروف، ويحثَّهم عليه، وينهاهم عن المنكر، ويزجرَهم عنه؛ فيأمرُهم بالصلاة، والزكاة، والصيام، وسائرِ فرائض الإسلام، ويحثُّهم على الأخلاق الجميلة، والآداب الحسنة، ويرغِّبُهم في فضائل الأعمال، كقراءة القرآن، وتعلُّم العلوم النافعة، قال - تعالى - لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم -: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]، وقال عن إسماعيل - عليه السلام -: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55].
وكذلك يجب عليه أن ينهاهم عن كلِّ ما يُغضِب اللهَ من الأقوال والأفعال، فينهاهم عن الفواحش والآثام، ما ظهر منها وما بطن، وعن قول الزُّور، وينهى نساءَه وبناتِه عن التبرُّج والسُّفور، والخروج إلى الأسواق ومواقع الرِّيَب، وينهى جميعَ أهله ومَن تحت يده عن مصاحبة الأشرار ومخالطتهم، والتشبُّه بالكفَّار والفسَّاق، ويقطع عنهم الوسائلَ المُفْضِيَة إلى غضب الله وسَخَطِه، المُشْغِلَةَ عن رضاه وطاعته، كالقنوات الفضائية، والتِّلفاز، ونحوها من الوسائل التي تدعو إلى الرَّذائل ورديء الأخلاق.

عن عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَنِ ابتُلِيَ مِن هذه البنات بشيءٍ، كُنَّ له سِتْرًا من النار))[6].

2- عِظَم ما أعدَّ الله لأعدائه من العذاب والنَّكال، ففي هذه الآية أخْبَرَ - تعالى - أن حطب النار التي توقَد بها: جُثَثُ بني آدم، وحجارةٌ من الكِبريت الأسود، وأخبر في آيةٍ أخرى عن هَوْلِها وشدَّة عذابها، فقال: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى} [المعارج: 15 - 18]، وقال أيضًا: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ} [المدثر: 27 - 29]، وقال - تعالى -: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30].

عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((يُؤتى بجهنَّمَ يومئذٍ، لها سبعون ألفَ زمام، مع كلِّ زمامٍ سبعونَ ألفَ مَلَكٍ يجرُّونها))[7].

وعن أبي هُريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((نارُكُم هذه التي يوقِدُ ابنُ آدم - جزءٌ من سبعينَ جزءًا من حَرِّ جهنمَ))، قالوا: "واللهِ إن كانت لكافيةً يا رسول الله!"، قال: ((فإنها فُضِّلَتْ عليها تسعةً وستين جزءًا، كلُّها مثلُ حَرِّها))[8].

3- إثبات وُجُود الملائكة، وأنه يجب الإيمان بهم، وأنهم أصناف وهو ركنٌ من أركان الإيمان الستَّة، قال - تعالى -: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285].
- أن على المؤمن أن يَقِيَ نفسَه من عذاب الله، وهذه الوقاية تكون ولو بأقل القليل من فعل الخير، عن عديِّ بن حاتم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما منكم من أحدٍ إلا سيكلِّمه الله، ليس بينه وبينه تُرجُمانٌ، فينظر أيمنَ منه، فلا يَرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأمَ منه، فلا يَرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه، فلا يرى إلا النارَ تِلقاءَ وجهه، فاتَّقوا النار ولو بِشِقِّ تمرةٍ))[9].











رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 02:28   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي



***ركب الباكين***
أخي المسلم : ما أحلى دموع الخشية إذا نزلت من أعين الخائفين ! هناك تتنزل الرحمات .. وتكتب الحسنات .. وترفع الدرجات !

فهل حاسبت نفسك يوماً : أين أنت من تلك اللحظات ؟! أين أنت من ركب الباكين ؟!

كم من دموع لغير الله أريقت !

وكم من بكاء لأجل شهوات النفس توالى !

قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : (( لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن اتصدق بألف دينار ! )) .
فهنيئاً لمن أسعفته الدمعات .. قبل يوم الحسرات !
هنيئاً لمن تعجل البكاء .. قبل حسرات يوم اللقاء !

عن عبيد بن عمير رحمه الله : (( أنه قال لعائشة - رضي الله عنها- : أخبرينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال : فسكتت ثم قالت : لما كانت ليلة من الليالي .
قال : (( يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي )) .
قلت : والله إني أحب قُربك ، وأحب ما يسرك .
قالت : فقام فتطهر ، ثم قام يصلي .
قالت : فلم يزل يبكي ، حتى بل حِجرهُ !
قالت : وكان جالساً فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته !
قالت : ثم بكى حتى بل الأرض ! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي ، قال : يا رسول الله تبكي ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال : (( أفلا أكون عبداً شكورا ؟! لقد أنزلت علي الليلة آية ، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها ! { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ... } الآية كلها )) [ رواه ابن حبان وغيره / صحيح الترغيب للألباني 1468] .

هذا رسولنا صلى اله عليه وسلم ، وهذه خشيته ! فحري بكل مسلم أن يتفقد نصيبه من خشية الله .. ودموعه إذا تذكر الباكين ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عينان لا تمسهما النار أبداً : عينٌ بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله )) [ رواه الترمذي / صحيح الترمذي للألباني :1639] .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله ، حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودُخانُ جهنَّم )) [ رواه الترمذي / صحيح الترمذي : 1633] .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( سبعةٌ يظلهم الله في ظله ، يوم لا ظلّ إلا ظلّه )) فذكر منهم (0 ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )) [ رواه البخاري ومسلم ] .
وعظ مالك بن دينار رحمه الله يوماً فتكلم ، فبكى حوشب ، فضرب مالك بيده على منكبه ، وقال : (( ابكِ يا أبا بشر ! فإنه بلغني أن العبد لا زال يبكي ؛ حتى يرحمه سيده ، فيعتقه من النار ! )).

قال ابن القيم في وصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:

وعيونهم تجرى بفيض دموعهم ****** مثل انهِمال الوابلِ الهــــطّال


فيا غافلين عن دموع الباكين !
ويا لا هين عن عظمة تلك اللحظات !
أما علمتم أن دموع الخائفين أحب الدموع إلى الله تعالى ؟!
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله )) [ رواه الترمذي / صحيح الترمذي للألباني 1669] .

أخي المسلم : دموع تذرفها لله تعالى ؛ غنيمةٌ غاليةُ تفوز بها .. وبشرى لك إن حرصت عليها ..

قال أبو حازم رمه الله : (( بلغنا أن البكاء من خشية الله مفتاح لرحمته )) .

وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله لأبي الجودي الحارث بن عمير : (( يا أبا الجودي ، اغتنم الدمعة تسيلها على خدك لله )) .
فيا أيها الضعيف ! لا تنسى أن أمامك شدائد يشيب لهولها الوليد !
لا تنسينَّ بيت الظلمة ، والدود ، والقبر !
لا تنسينَّ أول ليلة تبيتها في قبرك !!
لا تنسينَّ هول السؤال .. ساعة يبعثك الملكان وأنت وحيد .. قد تفرق عنك الأهل والأصحاب !
شدائد تبعث الدموع مدراراً !
شدائد تملأ القلب أحزاناً !
وبين يدي تلك الشدائد ، سكرات الموت وآلامه .. وحال الخاتمة ونهايتها !
لما حضرت سفيان الثوري الوفاة ؛ جعل يبكي ويجزع ، فقيل له : يا أبا عبد الله عليك بالرجاء فإن عفو الله أعظم من ذنوبك ! فقال : (( أو على ذنوبي أبكي ؟! لو علمت أني أموت على التوحيد ، لم أبال بأن ألقى الله بأمثال الجبال من الخطايا ! )) .
رجال عرفوا الطريق فسلكوه على بصيرة ..
رجال عبدوا الله على علم ..
فحاسب نفسك أيها الطالب طريق النجاة .. أما حركَّت تلك الأهوال مدامعك ؟!

* عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء ، فخطب فقال : (( عُرضت عليَّ الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر ، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ! )) قال : فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه ! قال : غطوا رؤوسهم ولهم خَنِينٌ ...)) [ رواه البخاري ومسلم ] . * وحدث من شهد عمر بن عبد العزيز وهو أمير على المدينة : أن رجلاً قرأ عنده : {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [ الفرقان : 13] فبكى حتى غلبه البكاء ، وعلا نشيجه ! فقام من مجلسه ، فدخل بيته ، وتفرَّق الناس .

* وقال خالد بن الصقر السدوسي : كان أبي خاصاً لسفيان الثوري ، قال أبي : فاستأذنت على سفيان في نحر الظهر ، فأذنت لي امرأة ، فدخلت عليه وهو يقول : {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم } [ سورة الزخرف :80] ثم يقول : بلى يا ربّ ! بلى يا ربّ ! وينتحب ، وينظر إلى سقف البيت ودموعه تسيل ، فمكثت جالساً كم شاء الله ، ثم أقبل إليّ ، فجلس معي . فقال : منذ كم أنت ها هنا ! ما شعرت بمكانك !

أخي المسلم : أولئك هم أهل الخشية ! رجال صدقوا الإقبال على خالقهم تبارك وتعالى ؛ فامتلأت قلوبهم بالخشية منه .. والخوف من بطشه ..
فإن العين لا تدمع إلا إذا صفا القلب .. وطهُرت النفس ..
قال مكحول رحمه الله : (( أرقُّ الناس قلوباً أقلهم ذنوباً )) .
سئُل ابن عباس رضي الله عنهما عن الخائفين ؟ فقال : (( قلوبهم بالخوف فرحة ، وأعينهم باكية ، يقولون : كيف نفرح والموت من ورائنا ، والقبر أمامنا ، والقيامة موعدنا ، وعلى جهنَّم طريقنا ، وبين يدي ربنا موقفنا ؟! )) . كم من أُناس استبدلوا دموع الخشية ؛ ضحكات .. وغفلات !
كأنهم أمِنوا ريب المنون .. وعظائم الأمور !
لا يهز القرآن قلوبهم .. ولا يحرِّك بوعيده دمعهم وشجونه !
ضربت عليهم الغفلة بسياج كثيف !
ورتعوا في أرض الأماني في مكان سحيق !
* مر الحسن البصري بشاب وهو مستغرق في ضحكه ، وهو جالس مع قوم في مجلس .
فقال له الحسن : يا فتى هل مررت بالصراط ؟!
قال : لا !
قال : فهل تدري إلى الجنة تصير أم إلا النار ؟!
قال : لا !
قال : فما هذا الضحك ؟!
فما رؤُي الفتى بعدها ضاحكاً .

فتدبر أيها العاقل في حالك .. وحاسب نفسك قبل أن تحاسب ! ولا تكوننّ كأولئك الغافلين ؛ الذين أسالوا دموع الهوى .. وانقطعت عنهم دموع الخشية !
اللهم نسألك قلوبا خاشعة وعيونا دامعة...











رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 02:29   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي



حدث في مثل هذا اليوم
في مثل هذا اليوم 15 من رمضان 1224 هـ الموافق 24 من أكتوبر 1809م : انتصرت الدولة العثمانية على روسيا في معركة "تاتاريجه"، وقتل من الروس 10 آلاف جندي.
في مثل هذا اليوم 15 رمضان 3هـ الموافق 1 مارس 625م ولد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
في مثل هذا اليوم 15 رمضان عام 37هـ الموافق 23 فبراير 658م تولى محمد بن أبي بكر الولاية على مصر
في مثل هذا اليوم 15 رمضان 37هـ الموافق 23 فبراير 658م توفي عبيدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
في مثل هذا اليوم 15 رمضان 138هـ الموافق 20 فبراير 756 م عبر عبد الرحمن الداخل المعروف بـ (صقر قريش) البحر إلى الأندلس ليؤسس دولة إسلامية قوية وهي الدولة الأموية في الأندلس.
في مثل هذا اليوم 15 رمضان عام 584هـ الموافق 6 نوفمبر 1188م سلمت قلعة صفد للقائد صلاح الدين الأيوبي.
في مثل هذا اليوم 15 رمضان 1307 هـ الموافق 6 مايو 1890م : ولد العالم الكبير حسنين محمود حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية .










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 02:30   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي



رجال صدقوا

أبو الدرداء رضي الله عنه هو: عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي. ويقال له: عويمر بن عامر.
قال الذهبي -رحمه الله- في ترجمته: الإمام القدوة، قاضي دمشق.. حكيم هذه الأمة.. وسيد القراء بدمشق.
وقد أسلم رضي الله عنه يوم بدر، ثم شهد أحدا وأبلى فيه بلاء حسنا.
وكان من الصحابة الذين جمعوا القرآن كله، فعن أنس رضي الله عنه قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. رواه البخاري.
واشتهر بالعبادة، فكان يصوم النهار ويقوم الليل، حتى قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: إن لجسدك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، صم وأفطر، وصل، وائت أهلك، وأعط كل ذي حق حقه. رواه البخاري.
وكان رضي الله عنه فقيها عالما حكيما، ومن مواقفه وكلماته رضي الله عنه:
1- لما فتحت قبرص مر بالسبي على أبي الدرداء، فبكى، فقيل له: تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: بينما هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله فلقوا ما ترى، ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه.
2- ومن كلامه: ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون، تعلموا، فإن العالم والمتعلم شريكان في الأجر.
3- وقال: اعبد الله كأنك تراه، وعد نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم، واعلم أن قليلاً يغنيك خير من كثير يلهيك، وأن البر لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى.
4- وقال: من أكثر ذكر الموت قلَّ فرحه، وقل حسده.
وقد توفي رضي الله عنه سنة 32 هـ، وانظر سيرته في سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله 2/ 335-353.
والله أعلم.
وهذه مادة صوتية مفيدة جدا للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله سمعتها منذ سنوااات ولكن كلماتها وتأثيرها لا يزال وكأني سمعتها أمس بعنوان وصايا أبي الدرداء فيها درر من كلامه وحكمه ووصاياه رضي الله عنه

وصايا أبي الدرداء
وسُبحانك اللهم ، وبحمدك ، أشهدُ أن لا إله إلا أنتَ ، أستغفرك ، وأتوب إليك .


وأسأل الله العلي القدير أن ينتفع من القطوف كل من يدخلها ولانبتغي إلا الأجر منه سبحانه ...











رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 11:53   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
موسى عبد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية موسى عبد الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نفع الله بعملكم هذا و زاد كم الله و اخواننا المشاركين تميزا و رقيا و اخلاصا
نسال الله لنا و لإخواننا علما نصحح به عقيدتنا و تصلح به نياتنا و اعمالنا
بارك الله في القائمين و المشاركين في هذه القطوف و العبقات الرمضانية جنة الفردوس

العلم إذا كان قبل القول والعمل بورك لصاحبه في القليل، وإن كان العملُ و القول قبل العلم ربما كانت الأعمال و الأقوال جبالا، ولكنها ليست على سبيل نجاة، ولهذا روى الإمام أحمد في الزهد وأبو نعيم وجماعة عن أبي الدّرداء أنه قال: «يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم، كيف يغبِطُنا سهر الحمقى وصومهم، ولمثقال ذرة مع بِرٍّ ويقين أعظم عند الله من أمثال الجبال عبادةً من المغترين» لهذا نقول العلم في غاية الأهمية, العلم في غاية الأهمية، ويُبدأ به قبل أي شيء, خاصة العلم الذي يصحح العبادة، يصحح العقيدة، يصحح القلب، ويجعل المرء في حياته يسير على بيِّنة وفق سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ليس على جهالة
حفظ الله الشيخ صالح ال الشيخ









رد مع اقتباس
قديم 2015-07-02, 12:06   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو همام الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أبو همام الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

ما شاء الله
جزاكم الله خيرا وتقبل الله منا ومنك
بالتوفيق للبقية









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رمضانية, عبقات, وقطوف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc