انتشرت بشكل متكرر ظاهرة سرقة الأحذية وأمتعة المصلين في مالمساجد خلال أدائهم للصلاة الجماعية و في مختلف المواسم بما في ذلك شهر رمضان المعضم ، إذ يستغل لصوص محترفون، متجردون من اي وازع ايماني او احضاري ، الفرصة لحرمان المصلين من التمتع بفضل صلاة الجماعة واستجلاب خشوعها، فعندما ينتهي المصلون من أدائهم للصلاة الجماعية يرتفع حديث هنا وهناك وتتعالى أصوات من أن أحد المصلين قد سرق منه حذاؤه، او ماله لو هاتفه او حتى بضاعتها التي تسوقها لاهله ...........
هذه الظاهرة ليست سلوكا شاذا لا يقاس عليه، بل تكررت مرارا بمختلف مساجد الجمهورية لا سيما منها ما يوصف بالمناطق الحضارية الكبرى على غرار الجزائر العاصمة ، ولم يسعف احد القبض على اولائك اللصوص إلا إشارات بعض القابعين في اركان تلك المساجد و ساحاتها ..............
هذه الظاهرة لا شك انها خطيرة في عمقها،فهي لا تعني سرقة حذاء بالف دينار او اكثر والخليفة على الله ، بل هي ظاهرة اجتماعية تشوش على المصلين خشوعهم و عبادتهم ، بل قد تادي ببعض الناس الى الزهد في صلاة الجماعة بسببها، و ذلك بالرغم من التنبيهات والملصقات المذكرة والداعية بضرورة اخذ الحيطة و الحذر ..........
إن سلوك هذه النماذج البشرية، وهي تجرأت لتقتحم المساجد في حين غفلة عن جموع المصلين متظاهرة بأنها تريد تأدية الصلاة لتفعل فعلتها، يعتبر منبها يؤكد على وجود فراغ ديني و تربوي كبير جدا ..............، ودليل على فاقة مادية ومستوى معيشي جد متردي، ......قد يدفع بدفع بهؤلاء للمخاطرة بسمعتهم و كرامتهم من اجل حذاء ............
.
إن استفحال الظاهرة و تكررها يطرح لا سيما في الايام الفاضلة ...كايام رمضان ........يطرح بقوة دور المسجد و القائمين عليه من امام و مصلين في تربية الناس و توجيههم و دعوتهم ......................
فهل يمكن ان نرى مثل هذه المضاهر و بمثل هذا العدد الهائل في مسجد سلفي يقوم عليه امام سلفي يدعوا الى الحق و يامر بالمعروف و ينهى عن المنكر ..........ام ان هذه الظاهرة تقتصر الى المساجد التي يامها الجهلة من عامة الناس و الذين لا يقومون باي جهد في دعوة الناس و تهذيبهم و تربيتهم فضلا عن امرهم بالمعروف و نهيهم عن المنكر .............
ان هذه الظاهرة قد تكون مدخلا لتصنيف الائمة بين الظن و اليقين و العلم و الجهل و البدعة و السنة و الحق و الباطل .................كذلك قد تكون معيارا لتصنيف الوزراء الذين يتداولون على وزارة الشؤون الدينية .......فيحق لنا بعدها ان نسالهم هل يتشرفون باستوزار وزارة قائمة على دور للعبادة يحال فيها بين االناس و ربهم عن طريق الاحذية .............