طلب العلم بالكلام ...تزندق .. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

طلب العلم بالكلام ...تزندق ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-08-30, 10:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










Post طلب العلم بالكلام ...تزندق ..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

علم الكلام والفلسفة الدخيلان .والقوم أتخذوهما بدل الكتاب والسنة ..هما المنهج في الاسلام.

فعن أبي يوسف رحمه الله تعالى أنه قالالبشر المرسي
العلم بالكلام هو الجهل ، والجهل بالكلام هو العلم ، وإذا صار الرجل رأسا في الكلام قيل : زنديق ، أو رمي بالزندقة . أراد بالجهل به اعتقاد عدم صحته ، فإن ذلك علم نافع ، أو أراد به الإعراض عنه أو ترك الالتفات إلى اعتباره . فإن ذلك يصون علم الرجل وعقله ، فيكون علما بهذا الاعتبار . والله أعلم . [ ص: 17 ]

وعنه أيضا أنه قال : من طلب العلم بالكلام تزندق ، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس ، ومن طلب غريب الحديث كذب .

وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى
: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ، ويطاف بهم في العشائر والقبائل ، ويقال : [ ص: 18 ] هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام .

وقال أيضا رحمه الله تعالى ( شعرا ) :


كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا
وما سوى ذاك وسواس الشياطين
وذكر الأصحاب في الفتاوى : أنه لو أوصى لعلماء بلده : لا يدخل المتكلمون ، ولو أوصى إنسان أن يوقف من كتبه ما هو من كتب العلم ، فأفتى السلف أن يباع ما فيها من كتب الكلام . ذكر ذلك بمعناه في الفتاوى الظهيرية .

فكيف يرام الوصول إلى علم الأصول ، بغير اتباع ما جاء به الرسول ؟ ! ولقد أحسن القائل :


أيها المغتدي ليطلب علما كل علم عبد لعلم الرسول
تطلب الفرع كي تصحح أصلا كيف أغفلت علم أصل الأصول
[ ص: 19 ] ونبينا صلى الله عليه وسلم أوتي فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه ، فبعث بالعلوم الكلية والعلوم الأولية والآخرية على أتم الوجوه ، ولكن كلما ابتدع شخص بدعة اتسعوا في جوابها ، فلذلك صار كلام المتأخرين كثيرا ، قليل البركة ، بخلاف كلام المتقدمين ، فإنه قليل ، كثير البركة ، لا كما يقوله ضلال المتكلمين وجهلتهم : إن طريقة القوم أسلم ، وإن طريقتنا أحكم وأعلم ، وكما يقوله من لم يقدرهم قدرهم من المنتسبين إلى الفقه : إنهم لم يتفرغوا لاستنباطه ، وضبط قواعده وأحكامه اشتغالا منهم بغيره ! والمتأخرون تفرغوا لذلك ، فهم أفقه ! ! فكل هؤلاء محجوبون عن معرفة مقادير السلف ، وعمق علومهم ، وقلة تكلفهم ، وكمال بصائرهم . وتالله ما امتاز عنهم المتأخرون إلا بالتكلف والاشتغال بالأطراف التي كانت همة القوم مراعاة أصولها ، [ ص: 20 ] وضبط قواعدها ، وشد معاقدها ، وهممهم مشمرة إلى المطالب العالية في كل شيء . فالمتأخرون في شأن ، والقوم في شأن آخر ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا .

وقد شرح هذه العقيدة غير واحد من العلماء ، ولكن رأيت بعض الشارحين قد أصغى إلى أهل الكلام المذموم ، واستمد منهم ، وتكلم بعباراتهم .


سُئل فضيلة الشيخ- رحمه الله-: هل توجد فلسفة في الشريعة الإسلامية؟ وما الرد على من يدعي بذلك؟ وهل يجوز أن يدرس الطالب الفلسفة ويتعمق فيها؟


فأجاب بقوله:
الفلسفة بحث يوناني مستقل يتعمق فيه أصحابه حتى يؤول بهم إلى تحكيم العقل، ورد ما جاء في الكتاب والسنة، والفلسفة على هذا الوجه منكرة لا يجوز الخوض فيها ولا الدخول
فيها
، وأما الفلسفة بمعنى الحكمة فهذه موجودة في الشريعة الإسلامية والشريعة الإسلامية كلها مبنية على الحكمة قال الله تبارك وتعالى: (أفَحُكمَ اَلجَاهلِيهِ يبغُون وَمَنْ أحسَنُ مِنَ اَلله حُكمَا لَقَوم
يوقِنُونَ) (آل عمران: 50).
لكنه لا ينبغي أن نقول عن الحكمة الشرعية أنها فلسفة؛ لأن هذه الكلمة يونانية، بل نقول عن الحكمة الشرعية: إنها حكمة وما من شيء في الشرع إلامعلل، لكن من الحكمة مانعلمه، ومنها ما لا نعلمه؛ لأن عقولنا قاصرة، وأعظم حكمة في الأحكام أن الحكم ثابت في كتاب الله أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأننا نؤمن بأن كل حكم ثبت في الكتاب والسنة فإنه حكمة وامتثاله حكمة؛ لأن في امتثاله طاعة الله، ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وحصول الثواب والأجر.
وعلى هذا فلو سألنا سائل: عن حكمة شيء من الشرائع فإنه يكفيه إذا كان مؤمناً أن يقال: هكذا قال الله ورسوله؟ لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (1) وقد كان هذا هو المنهج الذي يسير عليه الصحابة رضي الله عنهم؛ فقد سُئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، فلماذا مع أن الصوم فرض والصلاة فرض، والصلاة أوكد من الصوم ومع ذلك لا تقضى، والصوم يقضى؛ فأجابت عائشة رضي الله عنها بأن ذلك كان يصيبهم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فيؤمرون بقضاء الصوم، ولا يؤمرون بقضاء الصلاة (2) وهذا يعني أن الحكمة هي حكم الله ورسوله.



مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.

1-سورة الأحزاب، الآية: 36. 2-رواه البخاري/ كتاب الصلاة/ باب الحائض تترك الصلاة برقم (1850) مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-08-30, 13:04   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم الحنبلي مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

علم الكلام والفلسفة الدخيلان .والقوم أتخذوهما بدل الكتاب والسنة ..هما المنهج في الاسلام.

فعن أبي يوسف رحمه الله تعالى أنه قالالبشر المرسي
العلم بالكلام هو الجهل ، والجهل بالكلام هو العلم ، وإذا صار الرجل رأسا في الكلام قيل : زنديق ، أو رمي بالزندقة . أراد بالجهل به اعتقاد عدم صحته ، فإن ذلك علم نافع ، أو أراد به الإعراض عنه أو ترك الالتفات إلى اعتباره . فإن ذلك يصون علم الرجل وعقله ، فيكون علما بهذا الاعتبار . والله أعلم . [ ص: 17 ]

وعنه أيضا أنه قال : من طلب العلم بالكلام تزندق ، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس ، ومن طلب غريب الحديث كذب .

وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى
: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ، ويطاف بهم في العشائر والقبائل ، ويقال : [ ص: 18 ] هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام .

وقال أيضا رحمه الله تعالى ( شعرا ) :


كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا
وما سوى ذاك وسواس الشياطين
وذكر الأصحاب في الفتاوى : أنه لو أوصى لعلماء بلده : لا يدخل المتكلمون ، ولو أوصى إنسان أن يوقف من كتبه ما هو من كتب العلم ، فأفتى السلف أن يباع ما فيها من كتب الكلام . ذكر ذلك بمعناه في الفتاوى الظهيرية .

فكيف يرام الوصول إلى علم الأصول ، بغير اتباع ما جاء به الرسول ؟ ! ولقد أحسن القائل :


أيها المغتدي ليطلب علما كل علم عبد لعلم الرسول
تطلب الفرع كي تصحح أصلا كيف أغفلت علم أصل الأصول
[ ص: 19 ] ونبينا صلى الله عليه وسلم أوتي فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه ، فبعث بالعلوم الكلية والعلوم الأولية والآخرية على أتم الوجوه ، ولكن كلما ابتدع شخص بدعة اتسعوا في جوابها ، فلذلك صار كلام المتأخرين كثيرا ، قليل البركة ، بخلاف كلام المتقدمين ، فإنه قليل ، كثير البركة ، لا كما يقوله ضلال المتكلمين وجهلتهم : إن طريقة القوم أسلم ، وإن طريقتنا أحكم وأعلم ، وكما يقوله من لم يقدرهم قدرهم من المنتسبين إلى الفقه : إنهم لم يتفرغوا لاستنباطه ، وضبط قواعده وأحكامه اشتغالا منهم بغيره ! والمتأخرون تفرغوا لذلك ، فهم أفقه ! ! فكل هؤلاء محجوبون عن معرفة مقادير السلف ، وعمق علومهم ، وقلة تكلفهم ، وكمال بصائرهم . وتالله ما امتاز عنهم المتأخرون إلا بالتكلف والاشتغال بالأطراف التي كانت همة القوم مراعاة أصولها ، [ ص: 20 ] وضبط قواعدها ، وشد معاقدها ، وهممهم مشمرة إلى المطالب العالية في كل شيء . فالمتأخرون في شأن ، والقوم في شأن آخر ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا .

وقد شرح هذه العقيدة غير واحد من العلماء ، ولكن رأيت بعض الشارحين قد أصغى إلى أهل الكلام المذموم ، واستمد منهم ، وتكلم بعباراتهم .


سُئل فضيلة الشيخ- رحمه الله-: هل توجد فلسفة في الشريعة الإسلامية؟ وما الرد على من يدعي بذلك؟ وهل يجوز أن يدرس الطالب الفلسفة ويتعمق فيها؟


فأجاب بقوله:
الفلسفة بحث يوناني مستقل يتعمق فيه أصحابه حتى يؤول بهم إلى تحكيم العقل، ورد ما جاء في الكتاب والسنة، والفلسفة على هذا الوجه منكرة لا يجوز الخوض فيها ولا الدخول
فيها
، وأما الفلسفة بمعنى الحكمة فهذه موجودة في الشريعة الإسلامية والشريعة الإسلامية كلها مبنية على الحكمة قال الله تبارك وتعالى: (أفَحُكمَ اَلجَاهلِيهِ يبغُون وَمَنْ أحسَنُ مِنَ اَلله حُكمَا لَقَوم
يوقِنُونَ) (آل عمران: 50).
لكنه لا ينبغي أن نقول عن الحكمة الشرعية أنها فلسفة؛ لأن هذه الكلمة يونانية، بل نقول عن الحكمة الشرعية: إنها حكمة وما من شيء في الشرع إلامعلل، لكن من الحكمة مانعلمه، ومنها ما لا نعلمه؛ لأن عقولنا قاصرة، وأعظم حكمة في الأحكام أن الحكم ثابت في كتاب الله أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأننا نؤمن بأن كل حكم ثبت في الكتاب والسنة فإنه حكمة وامتثاله حكمة؛ لأن في امتثاله طاعة الله، ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وحصول الثواب والأجر.
وعلى هذا فلو سألنا سائل: عن حكمة شيء من الشرائع فإنه يكفيه إذا كان مؤمناً أن يقال: هكذا قال الله ورسوله؟ لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (1) وقد كان هذا هو المنهج الذي يسير عليه الصحابة رضي الله عنهم؛ فقد سُئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، فلماذا مع أن الصوم فرض والصلاة فرض، والصلاة أوكد من الصوم ومع ذلك لا تقضى، والصوم يقضى؛ فأجابت عائشة رضي الله عنها بأن ذلك كان يصيبهم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فيؤمرون بقضاء الصوم، ولا يؤمرون بقضاء الصلاة (2) وهذا يعني أن الحكمة هي حكم الله ورسوله.



مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.

1-سورة الأحزاب، الآية: 36. 2-رواه البخاري/ كتاب الصلاة/ باب الحائض تترك الصلاة برقم (1850) مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
شوف ايها الحنبلي ، ماقلت شيء جميل، ونحن مع الاتباع وليس مع الابتداع، لكن هل سلم شيوخ من علم الكلام؟؟؟؟؟؟ وهل اتبوعوا ولم يبتدعوا؟ ؟؟هل تكلم مثل ابن تيمية في مسائل العقائد ، ام مررها كما جاءت؟؟
هل فعل ذلك ابت عثيمين ، وبن باز وغيرهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟









رد مع اقتباس
قديم 2012-08-30, 13:34   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جويرية بنت أبي العاص الفاروق
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جويرية بنت أبي العاص الفاروق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وثبت الله خطاك وخطى كل متبع للحق










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-30, 14:24   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة
شوف ايها الحنبلي ، ماقلت شيء جميل، ونحن مع الاتباع وليس مع الابتداع، لكن هل سلم شيوخ من علم الكلام؟؟؟؟؟؟ وهل اتبوعوا ولم يبتدعوا؟ ؟؟هل تكلم مثل ابن تيمية في مسائل العقائد ، ام مررها كما جاءت؟؟
هل فعل ذلك ابت عثيمين ، وبن باز وغيرهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الذي ينتهج نهج الحق والذي مع الاتباع وليس الابتداع : عليكَ أنتَ أن تقبلَ الحقَّ إذا جاءكَ بدليله، ولا ينبغي أن تقترح تقول: لماذا تتكلمون في هذا وتتكلمون في ذاك؟!
عليكَ أنتَ في الكلام.. إذا عُرضَ عليكَ الكلامُ أن تنظرَ في دليله، تقبله بدليله، وترده إنْ لم يكن عليه دليل، ولا تتدخل في هذا، أنتَ شيخٌ افتِ، أنتَ طالبٌ تَتَعَلَّم تَعَلَّم. اهـ
الشيخ حفظه الله هشام

رغم انك شاهدت هذا الرد من عند اخ بارك الله فيه لا مشكل في تكراره



رد شبهة اشتغال ابن تيمية شيخ الاسلام بعلم الكلام

ابن تيمية وعلم الكلام


عندما نذم علم الكلام وأهله...يورد علينا أهل الاهواء اشتغال شيخ الاسلام ابن تيمية بهذا العلم ..ويفرحون لاعتقادهم أنهم أوقعونا فى ورطة...فكل ذم للمتكلمين فيه قسط معلوم لابن تيمية...وهذا يذكرنى بتهديد البوطى الاخرق المبطن فى كتابه الأبتر"السلفيةمرحلة زمنية مباركة...": إذا كفرتم ابن عربى بقوله بوحدة الوجود كفرنا ابن تيمية بقوله بقدم العالم..... سبحان الله ....كل إناء ينضح بما فيه ...لما كانت مذاهبهم مرتبطة بأشخاص باعيانهم...لا يحيدون عنهم قيد أنملة...يقلدونهم فى حق وباطل ...اعتقدوا أن بنى آدم كلهم على شاكلتهم..ألم تعلموا أن منهجنا متصل بالرسول ...صلى الله عليه وسلم...كان المنهج قبل ابن تيمية ..ومع ابن تيمية .وبعد ابن تيمية..ولا يضرنا ابدا أن تبدعوا ابن تيمية...ولا حتى أن تكفروه... هذا الهم يقع على عاتق المتمذهبين والمقلدة وحدهم....فإذا سقط شيخهم سقطوا لا محالة...لذلك تجدهم ينصرون قول متبوعهم حتى لو كان مخالفا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم..
نحن بحمد الله ..لسنا "تيميين"ولا ابن تيمية يرضى لنا ذلك..ولسنا" قيميين" ولا ابن القيم يرضى لنا ذلك...ولسنا وهابيين..ولا الشيخ محمد يرضى لنا ذلك..ولسنا" بازيين" ولا" ألبانيين" ولا..ولا...والمنهج فوق كل هؤلاء لا يثلم إّذا أخطأ واحد من هؤلاء الفضلاء ..فاحفظوا هذه القاعدة جيدا.... ووفروا أوقاتكم ولا جدوى من تصيد هفوات الائمة..واختلاقها...وإن كنا نفهم سبب تحاملكم على ابن تيمية..لأنه أسقط دولة الاشاعرة..وقديما قيل لولا الاسلام لأكلت "تغلب" الناس ..ونحن نقول اليوم لولا الله ثم ابن تيمية لأكل الاشاعرة الناس...


ونزعم ان ابن تيمية خاض فى علم الكلام على أساسين:
1-كان مضطرا..
2-كانت نيته ذبح علم الكلام بسلاح أهله...

أولا:كان مضطرا..

لأن الاشاعرة بعد افول الفكر الاعتزالى..أوهموا الناس أنهم وحدهم أهل السنة..(مع الماتريدية)..وأشاعوا أن كل مخالف للعقائد الاشعرية ليس مخطئا فحسب ...بل لا يكاد يسلم من الكفر..
وأرجفوا فى البلاد أنه ليس هناك الا قولان : قول المعتزلة وقول الاشاعرة...فإذا بطل الاول صح الثانى لا محالة..وبدأت العقائد الاشعرية تدرس فى الجامعات والمعاهد الاسلامية..كالمدرسة النظامية والازهر والزيتونة والقرويين..وعم التقليد ..وطم تقديس الشيوخ ..فقد سيج المذهب بسياج صارم..لانه قد تقرر عند التلاميذ والمريدين أن الخروج عن المذهب الاشعرى ..هو خروج عن الاسلام نفسه....ومن أعجب ما رأيت فى هذا الشأن ..أن الشيخ عبد المجيد بن كيران..(وهو أحد الشيوخ المغاربة) كتب شرحا لمتن ابن عاشر وبالضبط للقسم التوحيدى منه...فلما فرغ من تقرير دليل وجود الله المعتمد على المقدمات السبعة أو الثمانيةالمعروفة كقولهم : العالم جواهر وأعراض..ما لا يخلو من الحادث فهو حادث...لا يقوم العرض بعرض..الخ....فعلق الشيخ قائلا : هذه مقدمات ثمانية من أحصاها دخل الجنة...... !!!!!!!!!!!
أمام هذه الظروف لم يجد ابن تيمية-رحمه الله- إلا أن يأكل من الميتتة للضرورة...وليس فى وسع الانسان إلا أن يحذو حذو ابن تيمية.....وأتحدى من يجد وسيلة أخرى غير وسيلة شيخ الاسلام...لماذا؟
لقد أصبح مخاطبة الناس بالقرآن والسنة غير ذى فعالية.(.وهذه فى رأيى ابشع خطيئة أنتجها المنهج الاشعرى..ولذلك نحن نحاربه بكل ما أوتينا من جهد وعلم) لقد سلطوا قانون الفخر الرازى على النصوص:
النصوص ظواهر لفظية لا تفيد إلا الظن ولا تصلح أن تقاوم القواطع العقلية...إذا عارض القرآن العقل قدم العقل..ولكي يحافظوا على ماء الوجه قالوا يؤول القرآن ليوافق العقل....هذا وأما السنة فأمرها هين يكفى أن يقال عنها هى أخبار آحاد ..ولا تصلح لإثبات قضايا العقيدة...لتطوى وتنزوي بعيدا...إذن ..ما العمل؟...ليس هناك إلا طريقة واحدة ليسمع الناس القرآن والسنة من جديد....وهى...تدمير قانون الرازى...فما دام هذا الطاغوت قائما ..لا ينفع حديث ولا آية...ولكن كيف يدمر؟...لا بد من تفجيره من الداخل...هذا ما فعله ابن تيمية –رحمه الله- فى كتابه العظيم."درء تعارض العقل والنقل"...

ثانيا: كانت نيته ذبح علم الكلام بسلاح أهله.

ننتقل الان الى الاساس الثانى...وهو هام جدا...لتقييم دخول شيخ الاسلام ..فى وحل علم الكلام...فعندما نقول للناس إن ابن تيمية..اضطر الى علم الكلام اضطرارا...قالوا على لسان الاخ الازهرى:
كل علماء الإسلام الذين تعلموا هذا العلم كانوا مضطرين لقمع الباطل كابن تيمية ، وإذا كان الخوض فيه بدعة أيا كانت الأسباب فلا تنس ابن تيمية ، وتذكر كلمة الذهبي عنه لما قال :
)) فقد كان قبل أن يدخل في هذه الصناعة منورا مضيئا على محياه سيما السلف ، ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس )) اهـ .

ليس من الإنصاف أن تدعي تبديع كل من تكلم في هذا العلم وتستثني ابن تيمية فقط ، فإن كان عذره عندكم هو نيته الحسنة واضطراره لرد الباطل ، فهذا هو عذر غيره أيضا من العلماء الكبار ، لكن الإنصاف عزيز هذه الأيام.انتهى كلام الاخ الازهرى.
أقول هذا كلام جميل ..لا غبارعليه..ولكن نية ابن تيمية لم تكن حسنة فحسب بل كانت نيته هي هدم علم الكلام أيضا...وكل من احتج علينا بمشروعية علم الكلام لأن ابن تيمية اشتغل به قلنا له هذا قياس مع فارق كبير..لان الرجل كان يهدف الى إخراج علم الكلام من المجال التداولى الاسلامى..اما انت فتهدف الى عكس ذلك..فكيف يقاس الشىء على نقيضه...وإذا أصر على الدخول الى علم الكلام...لم يكن له ذلك إلا بنية هدمه...كما فعل ابن تيمية...أما إذا نوى نصرة علم الكلام ومنحه شرعية الوجود..فأول خصومه سيكون ابن تيمية..فكيف يكون الشخص قدوة وعدوا فى نفس الوقت..












رد مع اقتباس
قديم 2012-08-30, 18:09   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الواثق
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الواثق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جميل .......بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-30, 18:22   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيكم بارك الله










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-30, 19:28   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










New1

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم الحنبلي مشاهدة المشاركة
الذي ينتهج نهج الحق والذي مع الاتباع وليس الابتداع : عليكَ أنتَ أن تقبلَ الحقَّ إذا جاءكَ بدليله، ولا ينبغي أن تقترح تقول: لماذا تتكلمون في هذا وتتكلمون في ذاك؟!
عليكَ أنتَ في الكلام.. إذا عُرضَ عليكَ الكلامُ أن تنظرَ في دليله، تقبله بدليله، وترده إنْ لم يكن عليه دليل، ولا تتدخل في هذا، أنتَ شيخٌ افتِ، أنتَ طالبٌ تَتَعَلَّم تَعَلَّم. اهـ
الشيخ حفظه الله هشام

رغم انك شاهدت هذا الرد من عند اخ بارك الله فيه لا مشكل في تكراره



رد شبهة اشتغال ابن تيمية شيخ الاسلام بعلم الكلام

ابن تيمية وعلم الكلام


عندما نذم علم الكلام وأهله...يورد علينا أهل الاهواء اشتغال شيخ الاسلام ابن تيمية بهذا العلم ..ويفرحون لاعتقادهم أنهم أوقعونا فى ورطة...فكل ذم للمتكلمين فيه قسط معلوم لابن تيمية...وهذا يذكرنى بتهديد البوطى الاخرق المبطن فى كتابه الأبتر"السلفيةمرحلة زمنية مباركة...": إذا كفرتم ابن عربى بقوله بوحدة الوجود كفرنا ابن تيمية بقوله بقدم العالم..... سبحان الله ....كل إناء ينضح بما فيه ...لما كانت مذاهبهم مرتبطة بأشخاص باعيانهم...لا يحيدون عنهم قيد أنملة...يقلدونهم فى حق وباطل ...اعتقدوا أن بنى آدم كلهم على شاكلتهم..ألم تعلموا أن منهجنا متصل بالرسول ...صلى الله عليه وسلم...كان المنهج قبل ابن تيمية ..ومع ابن تيمية .وبعد ابن تيمية..ولا يضرنا ابدا أن تبدعوا ابن تيمية...ولا حتى أن تكفروه... هذا الهم يقع على عاتق المتمذهبين والمقلدة وحدهم....فإذا سقط شيخهم سقطوا لا محالة...لذلك تجدهم ينصرون قول متبوعهم حتى لو كان مخالفا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم..
نحن بحمد الله ..لسنا "تيميين"ولا ابن تيمية يرضى لنا ذلك..ولسنا" قيميين" ولا ابن القيم يرضى لنا ذلك...ولسنا وهابيين..ولا الشيخ محمد يرضى لنا ذلك..ولسنا" بازيين" ولا" ألبانيين" ولا..ولا...والمنهج فوق كل هؤلاء لا يثلم إّذا أخطأ واحد من هؤلاء الفضلاء ..فاحفظوا هذه القاعدة جيدا.... ووفروا أوقاتكم ولا جدوى من تصيد هفوات الائمة..واختلاقها...وإن كنا نفهم سبب تحاملكم على ابن تيمية..لأنه أسقط دولة الاشاعرة..وقديما قيل لولا الاسلام لأكلت "تغلب" الناس ..ونحن نقول اليوم لولا الله ثم ابن تيمية لأكل الاشاعرة الناس...


ونزعم ان ابن تيمية خاض فى علم الكلام على أساسين:
1-كان مضطرا..
2-كانت نيته ذبح علم الكلام بسلاح أهله...

أولا:كان مضطرا..

لأن الاشاعرة بعد افول الفكر الاعتزالى..أوهموا الناس أنهم وحدهم أهل السنة..(مع الماتريدية)..وأشاعوا أن كل مخالف للعقائد الاشعرية ليس مخطئا فحسب ...بل لا يكاد يسلم من الكفر..
وأرجفوا فى البلاد أنه ليس هناك الا قولان : قول المعتزلة وقول الاشاعرة...فإذا بطل الاول صح الثانى لا محالة..وبدأت العقائد الاشعرية تدرس فى الجامعات والمعاهد الاسلامية..كالمدرسة النظامية والازهر والزيتونة والقرويين..وعم التقليد ..وطم تقديس الشيوخ ..فقد سيج المذهب بسياج صارم..لانه قد تقرر عند التلاميذ والمريدين أن الخروج عن المذهب الاشعرى ..هو خروج عن الاسلام نفسه....ومن أعجب ما رأيت فى هذا الشأن ..أن الشيخ عبد المجيد بن كيران..(وهو أحد الشيوخ المغاربة) كتب شرحا لمتن ابن عاشر وبالضبط للقسم التوحيدى منه...فلما فرغ من تقرير دليل وجود الله المعتمد على المقدمات السبعة أو الثمانيةالمعروفة كقولهم : العالم جواهر وأعراض..ما لا يخلو من الحادث فهو حادث...لا يقوم العرض بعرض..الخ....فعلق الشيخ قائلا : هذه مقدمات ثمانية من أحصاها دخل الجنة...... !!!!!!!!!!!
أمام هذه الظروف لم يجد ابن تيمية-رحمه الله- إلا أن يأكل من الميتتة للضرورة...وليس فى وسع الانسان إلا أن يحذو حذو ابن تيمية.....وأتحدى من يجد وسيلة أخرى غير وسيلة شيخ الاسلام...لماذا؟
لقد أصبح مخاطبة الناس بالقرآن والسنة غير ذى فعالية.(.وهذه فى رأيى ابشع خطيئة أنتجها المنهج الاشعرى..ولذلك نحن نحاربه بكل ما أوتينا من جهد وعلم) لقد سلطوا قانون الفخر الرازى على النصوص:
النصوص ظواهر لفظية لا تفيد إلا الظن ولا تصلح أن تقاوم القواطع العقلية...إذا عارض القرآن العقل قدم العقل..ولكي يحافظوا على ماء الوجه قالوا يؤول القرآن ليوافق العقل....هذا وأما السنة فأمرها هين يكفى أن يقال عنها هى أخبار آحاد ..ولا تصلح لإثبات قضايا العقيدة...لتطوى وتنزوي بعيدا...إذن ..ما العمل؟...ليس هناك إلا طريقة واحدة ليسمع الناس القرآن والسنة من جديد....وهى...تدمير قانون الرازى...فما دام هذا الطاغوت قائما ..لا ينفع حديث ولا آية...ولكن كيف يدمر؟...لا بد من تفجيره من الداخل...هذا ما فعله ابن تيمية –رحمه الله- فى كتابه العظيم."درء تعارض العقل والنقل"...

ثانيا: كانت نيته ذبح علم الكلام بسلاح أهله.

ننتقل الان الى الاساس الثانى...وهو هام جدا...لتقييم دخول شيخ الاسلام ..فى وحل علم الكلام...فعندما نقول للناس إن ابن تيمية..اضطر الى علم الكلام اضطرارا...قالوا على لسان الاخ الازهرى:
كل علماء الإسلام الذين تعلموا هذا العلم كانوا مضطرين لقمع الباطل كابن تيمية ، وإذا كان الخوض فيه بدعة أيا كانت الأسباب فلا تنس ابن تيمية ، وتذكر كلمة الذهبي عنه لما قال :
)) فقد كان قبل أن يدخل في هذه الصناعة منورا مضيئا على محياه سيما السلف ، ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس )) اهـ .

ليس من الإنصاف أن تدعي تبديع كل من تكلم في هذا العلم وتستثني ابن تيمية فقط ، فإن كان عذره عندكم هو نيته الحسنة واضطراره لرد الباطل ، فهذا هو عذر غيره أيضا من العلماء الكبار ، لكن الإنصاف عزيز هذه الأيام.انتهى كلام الاخ الازهرى.
أقول هذا كلام جميل ..لا غبارعليه..ولكن نية ابن تيمية لم تكن حسنة فحسب بل كانت نيته هي هدم علم الكلام أيضا...وكل من احتج علينا بمشروعية علم الكلام لأن ابن تيمية اشتغل به قلنا له هذا قياس مع فارق كبير..لان الرجل كان يهدف الى إخراج علم الكلام من المجال التداولى الاسلامى..اما انت فتهدف الى عكس ذلك..فكيف يقاس الشىء على نقيضه...وإذا أصر على الدخول الى علم الكلام...لم يكن له ذلك إلا بنية هدمه...كما فعل ابن تيمية...أما إذا نوى نصرة علم الكلام ومنحه شرعية الوجود..فأول خصومه سيكون ابن تيمية..فكيف يكون الشخص قدوة وعدوا فى نفس الوقت..



يعني بصراحة انه تكلم في مسائل الصفات، ولاشيخ له في هذا العلم فأتى بالطوام، حتى قال فيه الذهب ما قاله في ((زغل العلم)) ، القدم النوعي ايها الحنبلي ليس بالهين، قدم العالم والذي يقول به ليس بالهين، والاستوى المكاني ليس بالهين، يعني انه خاض كما يخوض غيره ، اهل السنة من الاشاعرة والماتوردية ، أولو حتى لا يقعو في التشبيه والتجسيم، والاخرون وقفوا على ظاهر النصوص حتى وقعو في التجسيم والتشبيه، بل ذهبوا ان السلف الصالح لم يذموا التشبيه.علم الكلام والفلسفة اخذ به شيوخك رغم انه لا علم لهم ولا شيخ اللهم بن مالكة اليهودي.









رد مع اقتباس
قديم 2012-08-31, 08:29   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ومن الأمثلة على التناقض، أنّ الأشاعرة مثلاً في قضية (الترجيح بلا مرجح)، أحياناً يقولون: إنّ القادر المختار يرجح أحد طرفي الممكن بلا مرجح، وأحياناً يقولون بعكس ذلك، وأنّ القادر لا يرجح أحد طرفي الممكن إلاّ بمرجح، والمبعث على هذا التباين اختلاف الحالة
التي يستدلون لها، فإنّهم إن كانوا في موقع مناظرة الفلاسفة الدهرية حول حدوث العالم ردوا عليهم بقولهم (إنّ القادر يرجح أحد مقدوريه على الآخر بلا مرجح، وقالوا: إنّ ترجيح أحد طرفي الممكن على الآخر بغير مرجح يصح من القادر المختار، ولا يصح من العلة الموجبة (انظر (درء التعارض) 9 - 166) وهذا الجواب أيضاً تتوسله المعتزلة في تفنيدهم لآراء الفلاسفة، وإن كانوا في موقع الرد على القدرية المعتزلة في مسألة خلق أفعال العباد وأنّ الله هو الخالق لها ردوا عليهم بقولهم: (إنّه لا يتصور ترجيح الممكن لا من قادر ولا من غيره إلاّ بمرجح يجب عنده وجود الأثر. فهؤلاء إذا ناظروا الفلاسفة في مسألة حدوث العالم لم يجيبوهم إلاّ بجواب المعتزلة وهم دائماً إذا ناظروا المعتزلة في مسائل القدر يحتجون عليهم بهذه الحجة التي احتجت بها الفلاسفة، فإن كانت هذه الحجة صحيحة بطل احتجاجهم على المعتزلة، وإن كانت باطلة بطل جوابهم للفلاسفة. وهذا غالب على المتفلسفة والمتكلمين المخالفين للكتاب والسنّة تجدهم دائماً يتناقضون فيحتجون بالحجة التي يزعمون أنها برهان باهر، ثم في موضع آخر يقولون: إنّ بديهة العقل يعلم بها فساد هذه الحجة (1-326)،
رابعاً: الحيرة المتأصلة في أعماقهم، والشك الذي سيطر على منافذ التفكير لديهم، مما ولّد لديهم اضطراباً متأرجحاً لا ينفك عنهم بحال، ويذهب ابن تيمية إلى أنّ (كل من أمعن في معرفة هذه الكلاميات والفلسفيات التي تعارض بها النصوص من غير معرفة تامة بالنصوص ولوازمها وكمال المعرفة بما فيها وبالأقوال التي تنافيها، فإنّه لا يصل إلى يقين يطمئن إليه، وإنما تفيده الشك والحيرة (انظر (درء تعارض العقل والنقل)1-164) ويقول: (إنك تجدهم أعظم الناس شكا واضطراباً، وأضعف الناس علماً ويقيناً، وهذا أمر يجدونه في أنفسهم ويشهده الناس منهم، خامساً: أرباب الكلام يتوافرون على قاعدة يبنون عليها نسيجهم الرؤيوي، وينطلقون على ضوئها في تصوراتهم الرؤيوية، فحواها: أنّ كل ما لم يدل عليه الدليل يجب نفيه، واستدبار مقتضياته، ورتبوا على هذا نفي كثير من المفردات الغيبية، لأنهم لم يعثروا على دليل لها!!، وليس المحظور جهلهم المطبق بالدليل، وإنما المستنكر هو أنهم جعلوا عدم علمهم بالدليل دليلاً على انتفاء هذا الشيء، انظر كتاب (الرد على المنطقيين) ص100 ومن المعلوم أنّ الدليل يطلب من النافي المنكر كما يطلب من المثبت. انظر (الصفدية) 1-166) وقد دحض ابن تيمية هذه الدعوى، وقرر عدم منطقيتها، عبر قاعدة عامة تفيد بأنّ عدم العلم ليس علماً بالعدم.


سادساً: ثمة شبهة متجذرة في وعي أرباب علم الكلام، تناولها ابن تيمية كثيراً فقتلها بحثاً، وأشبعها وأداً، من أظهرها مثلاً: اشتباه ما في الأذهان بما في الأعيان، أو ما ينعت (بالكلي المطلق فهؤلاء قد يرسمون في أذهانهم أشياء ويتوهمون وجودها في الخارج، مثل الكليات التي يزعمون أنها تتموضع خارج العقل، وتتعذر الإشارة إليها، وتتعالى على اللمس فهي ليست داخل العالم ولا خارجه، مثل وجود مطلق، أو إنسانية مطلقة، انظر (الجواب الصحيح) 3-78 ومن أعظم المسائل التي خاض فيها الناس، واضطربت فيها أقوالهم، قضية الأسماء والصفات، فقد ناقشها ابن تيمية وقعّد فيها قواعد ينبعث على ضوئها المسلم إبان تعاطيه مع هذه القضية الجليلة، فقد قرر أن الأصل هو أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وقرر أنّ الواجب في حق الله تعالى هو تنزيهه عن صفات النقص مطلقاً مع إثبات كمال الضد، وإثبات صفات الكمال على وجه التفصيل، ونفي النقائص على وجه الإجمال، بعكس ما عليه الطوائف البدعية الذين جاؤوا بنفي مفصل، وأكدوا أن ليس له (حياة ولا علم ولا قدرة، ولا غير ذلك، ولا يشار إليه ولا يتعين ولا هو مباين للعالم ولا حال فيه ولا داخله ولا خارجه، إلى أمثال العبارات السلبية التي لا تنطبق إلا على المعدوم، ثم قالوا في الإثبات: هو وجود مطلق، أو وجود مقيد بالأمور السلبية، وقالوا: لا تقول موجود ولا معدوم (انظر (الصفدية) 1-116-117) ويقرر ابن تيمية أن النفي غير المحض هو الأصل، وهو المنهج القرآني، أما النفي المحض الذي لا يتضمن إثباتاً فلم ينعت الله تعالى به لأنّ (النفي ليس فيه مدح ولا كمال إلا إذا تضمن إثباتاً، وإلا فمجرد النفي ليس فيه مدح ولا كمال، لأنّ النفي المحض عدم محض، والعدم المحض ليس بشيء، وما ليس بشيء هو كما قيل ليس بشيء فضلاً عن أن يكون مدحاً أو كمالاً، ولأنّ النفي المحض يوصف به المعدوم والممتنع، والمعدوم والممتنع لا يوصف بمدح ولإكمال انظر (التدمرية) ص57

إن ثمة مسائل عديدة، يقول بها أهل الكلام فندها ابن تيمية، وأثبت عدم منطقيتها، من أبرز هذه المسائل، أنّه رد عليهم استدلالهم ب(دليل حدوث الأجسام، والمسمى دليل الأعراض)، وذكر أن هذه الطريقة هي أصل الكلام الذي ذمه السلف والأئمة وتوسعوا في الكلام في ذلك من وجهين: أحدهما: أنهم (أي أهل الكلام) جعلوا ذلك أصل الدين، حتى قالوا: إنه لا يمكن معرفة الله وتصديق رسوله إلاّ بهذه الطريق.
فصارت هذه الطريق أصل الدين، وقاعدة المعرفة، وأساس الإيمان عندهم، لا يحصل إيمان ولا دين ولا علم بالصانع إلا بها، وصار المحافظة على لوازمها والذي فيها أهم الأمور عندهم …
الوجه الثاني: وهو الكلام بذلك في حق الله سبحانه وتعالى فإنه كان من لوازم هذه الطريقة نفي ما جعلوه من سمات الحدوث عن الرب تعالى، فإن تنزيهه عن الحدوث ودلائله أمر معلوم بالضرورة، متفق عليه بين جميع الخلق لامتناع أن يكون صانع العالم محدثاً، لكن الشأن فيما هو من سمات الحدوث، فإن في كثير من ذلك نزاعاً بين الناس (انظر كتاب (نقض التأسيس)1-122، 123)

كما رد ابن تيمية على قول من قال (بفكرة الأحوال)، كما عند أبي (هاشم الجبائي)، وأكد الشيخ على أن الأحوال قائمة في الأذهان، لا متوقعة في الأعيان، فليس في الخارج إلا الصفة والموصوف، وأما النسبة وقدرها فهذا في الذهن؛ كما رد أيضا على الذين يعتقدون بوجود (القطب والاوتاد، والابدال، والغوث)، وتفسيرهم للقرآن على ضوء ذلك..











رد مع اقتباس
قديم 2012-08-31, 09:50   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابن الواد
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكلة (السلفية) أنهم لا يقرؤون الدراسات الحديثة، التي تعالج التراث وقضاياه بزوايا مختلفة، وآليات جديدة، فالعلم توقف عندهم عند ابن تيمية، رغم أنه غاص في علم الكلام، ولا أحسب أنه فنده ولا هدمه، وإنما كانت له فيه آراء كما لغيره، فعلى كل حال هو أحسن من أتباعه، الذين قدسوه وتعاملوا معه كما لو أن الأمهات عقمت أن تلد مثله.

أما علم الكلام فهو كغيره من العلوم يؤخذ منه ويرد، ونشأ لأجل الدفاع عن العقائد الإسلامية، بالحجج المنطقية، واستفيد من آثار اليونان في ذلك.. ولا إشكال، ومن الغباء طرحه بالكلية! لأن جل قواعده ومنطلقاته، من وحي الفطرة الإنسانية، التي بها تقوم الحجة على خلق الله تعالى، وإنما شنت تلك الحملة المسعورة من "أهل الحديث" على هذا العلم، وزندقوا كل مستعمل له، على نهجهم في تقبيح ما لا يتلاءم مع أفكارهم.. لأن خصومهم المعتزلة والأشاعرة وظفوا هذا العلم، فأحرجوهم به في معتقداتهم، وفعلا فإن تصورات (السلفية) عن الذات الإلهية، غير منطقية ولا حتى نصية، ولا يقبلها عاقل متحرر.. هذا كل ما في الأمر، ولكي تبقى هذه العقائد اللامنطقية، لابد من محاربة علم الكلام المحرج الكاشف.

ولتقريب المسألة أكثر.. نستحضر أن الكنيسة قد حاربت العلم وتوظيف العقل في الكون ومكونه، وإمداد أهل العلم بالحرية الكاملة؛ لأن لذلك كله نتائج تتناقض مع معتقداتها وتصوراتها، والدراسات الحديثة أثبتت أن روايات يرويها "أهل الحديث" ويصححونها، ترجع إلى مصادر أهل الكتاب.. فثمة تشابه إذن!













رد مع اقتباس
قديم 2012-08-31, 10:24   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أن المتكلم لا يترك الطرد لأجل الجهل فقط بل بالظلم أيضا فلا يلزم إذا سكت عن زيد ظلما كأن رشاه مثلا أن يكون مخطئا في يزيد بالضرورة وهذا لاختلاف الأغراض في الواقع العملي، وهو ما ينتفي في العلم والتنظير، وفرض المسألة لا يتم إلا مع نفي الأغراض، وهذا لا يتصور إلا في معصوم لذلك كان كلام المعصوم إذا دل على قبيح أوِّل بالإجماع لأنه قطعا لا يريد إلا حقا، بخلاف غير المعصوم قال ابن الوزير: "وإنما جاز تأويل كلام الله تعالى ورسوله فيما يعلم قطعا أن ظاهره قبيح لمّا دل الدليل القاطع أن الله تعالى لا يجوز أن يريد إلا المعنى الصحيح"[العواصم ج 1ص305]
وإرادة المعنى الباطل من غير المعصوم إما لفساد تصوره وفيها يصح الإلزام لبيان خطإ الخصم لأن الإلزامات وضعت لمعرفة صواب العلم أو خطئه
وإما يُراد الباطل لفساد الإرادة ولا يصح فيها الإلزام على كل حال لاختلاف الداعي وكثرته فلا ينضبط إلا بالوعظ والتذكير لا بالإلزام
وإما أن يكون منهما فيحتاج إلى الجدل والوعظ
فعلاج فساد العلم بطرائق الجدل التي منها الإلزام والمقصود بيان فساد قول الخصم ويشترط أن يكون حسنا مع أهل الكتاب فضلا عن أهل الإسلام فضلا عن علماء الإسلام من أهل السنة ويدل عليه قوله تعالى "وجادلهم بالتي هي أحسن" إلا من اعتقد أن خصمه من أهل البدع أو الجهال المفسدين
ثم الجدال بالتي هي أحسن على حسب حال الشخص فإن كان مسترشدا فيحتاج للتحقيق والتحقيق يدخل فيه بيان صحة القول وبيان فساد القول الآخر وقد يكون بالتناقض وبغيره، وأما إن كان معاندا فيناقض، وكان شيخ الإسلام رحمه الله على ذلك وكان يقول: "من جاءني مستفيدا حققت له ومن جاءني متعنتا ناقضته فلا يلبث أن ينقطع"
وعلاج فساد الإرادة بالتزكية والوعظ والتذكير ولا يصلح معه الجدل والإلزام لذلك أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في دعوته بالأمرين
الوجه الثاني17: أن يكون المتكلَّمُ فيه إنما تُكلِّمَ فيه بعلتين مثلا متى انفردت إحداهما عن الأخرى سقط الحكم، والإلزام إنما يقوم على أحد العلتين فيكون أصل الإلزام فاسد وبالتالي لا يلزم النقض لعدم تحقق العلتين جميعا في المحل وهو المسمى تحقيق المناط، كعلتي الاقتيات والادخار في الإلحاق بالربويات عند المالكية، فمتى تخلف أحدهما تخلف القياس
الوجه الثالث18: نفي الفارق وهذا في العلم، فالإلزام مشروع بالتفصيل السابق ولكن مع هذا الشرط، وأما في العمل ـ أي ما خرج من العلم إلى الواقع العملي ـ فقد اعترضنا بنفي الغرض، وهو يشبه هذا، إلا أنه في أصل الإلزام في العمليات ومشروعيته
وجوه أخرى في بيان فساد طريقة الأفعاوي في الإلزامات

19ـ ثم إن أسلوب المناقضات لا يدل على علم ولا يصحح القول وإنما يزعزع أو يهدم القول الآخر وبعد ذلك المناقضات ـ وهي البحث عما يَفسُد به القولُ ـ كثيرة فلا يكاد يسلم معها قول، لأن أكثر الأقوال مبناها على احتمال النقيض، وإذا كانت قطعية فللناس طرق في زعزعة القطعيات وبشروط ما أنزل الله بها من سلطان منها المشاحة في قطعيته بطرائق كالنظر إلى اللفظ دون سياقه، وهو ظني بالإفراد، قطعي في ذلك السياق، كلفظ اليد عند العرب وكونه جاء لمعان، ووروده بعد ذلك في قوله تعالى" لما خلقت بيدي" مما يُعيِّن قطعا المراد، وأنها اليد الحقيقية التي تليق بالله، وغير هذا من طرائق فالمفروض التمثيل
ولذلك كثرت مذاهب المتكلمين لاعتمادهم على أسلوب المناقضات في الجدل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا يحققون في قولهم بما يصححه، وحتى لو كان لبعضهم من الحق شيئا فإن الآخرين سيكرون على قوله بالنقض وبيان التخالف في مفرداته وأجزائه، فكانوا أكثر الناس اضطرابا وتناقضا وحيرة وشكا، فلا يكادون يثبتون على قول، لذلك قال من قال من السلف "من أكثر الخصومات أكثر التنقل"، وهذا الذي فهمه مالك رحمه الله والسلف وفهموا أن شفاء العليل ورُواء الغليل إنما هو بالتسليم للتنزيل كما تحقق ذلك للجويني رحمه الله في آخر حياته وغيره
ولذلك قال ابن أبي حديد المعتزلي البغدادي
فيكِ يا أغلوطة الفكر ... حار أمري وانتهى عمري
سافرت فيك العقول فما ... ربحت غير عنا السفر
فلحى الله الأولى زعموا ... أنكَ المعروف بالنظر
فهُديَ إلى سبب ضلالهم وهو أنه يمكن للعقول أن تكشف الحجاب عن كنه الحق من غير واسطة الوحي
والمقصود بيان أن طريقة المناقضات والإلزامات لا تفيد فيما هو من العلميات ـ فضلا عن العمليات ـ بناء، وإنما هي معاول هدم ومن احترفها فقد شابه المتكلمين الذين هدموا الشريعة لولا رحمة الله وفضله
ولذلك تقوم على الإشكالات والتساؤلات ولزوم نفيها حتى يصح القول
وقد أفسد الأفعاوي المتكلم ـ الذي أدخل معنى الكلام إلى مسائل الولاء والبراء والتعامل مع أهل البدع ـ كثيرا من السلفيين بها، فراحوا في منتدى "كل السلفيين" على طريقته يشككون ويزعزعون كل دليل، وقبله المأربي وهو أكثر لجاجا وأحسن قولا وتفصيلا من الطيباوي إلا أن الطيباوي فاقه في أساليب التشويه المحنكة والمقدرة على السخرية والسب العجيبين
والشيخ ربيع هُدِي إلى طريقة السلف وذلك ببيان أسباب التجريح التي تصحح حكمه وقوله، وقلّت طريقة الجدل والإلزامات في كلامه وهي الطريقة التي يريد الطيباوي أن يراها في كلام شيخ السنة وإلا فهو محتقر لتركها، مُشوهٌ، مصرٌ على موقفه، ومكرر لقوله ، ولا يصلح لحمل رسالة السنة، أو الدفاع عنها، والأفعاوي يصر ويُكرر ويُكرْكر ذلك في مقالتيه الأخيرتين كما كان المتكلمون يحتقرون أهل السنة لجهلهم بالعقل والجدل واعتمادهم على النقل

الحجر السلفي على هذا المسلك الخلفي
ولزوم إثبات حجيته أصلا

20ــ وأين هذه الحجاج عند علماء الجرح والتعديل وها هي كتبهم لا يذكرون غير الأسباب وليست هي إلا الدليل في علومهم ؟؟؟؟؟
21ــ و أين هذه الطرائق عند السلف ؟؟؟؟؟ وليس التجريح ولا التبديع ولا التصنيف ولا الامتحان والإلحاق وتتبع الأخطاء عند الحاجة والهجر مأخوذ إلا منهم، ويا لكثرته عنهم، وامتلاء الكتب ـ كتب الجرح والتعديل وكتب السنة والردود ـ بها، بل وقلَّ إمام من الأئمة إلا ورمي برأي أو بدعة، ولم نر منهم هذه الطرائق والشقاشق والإلزامات، بل لم نر منهم هذه الزوابع العظيمة على أنفسهم ورمي المتكلمين بالغلو، وإنما كانوا يصبرون ويذكرون القول المنافي لقول المتكلمين فيهم، وهذا كثير عنهم وانظر ترجمة المزني مثلا ومثله بشر المعروف بالحافي وكيف لما تكلم فيه أحمد ذهب واختفى حتى مات رحمه الله، وكان باستطاعتهم تحزيب الناس وتخريب الدعوة بل منهم من كان بلدٌ كله تحت مذهبه كما كان لأبي حنيفة رحمه الله في العراق بل وبلاد الإسلام حتى قال الشافعي الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة ولم يسلم من الجرح رحمه الله فكان ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
22ـــ بل أين هذه الطرائق عند الجهمية والمعتزلة والرافضة والقدرية والخوارج والمرجئة والطوائف المنسوبة للسنة كالأشاعرة والماتريدية والسالمية والكرامية وغيرهم وكان الأولى بذلك هؤلاء، والحاجة ماسة إلى ذلك، والمقتضي قائم وموجود بل الطوائف التي ضلت وضُللت بهذا التمييع أحوج وأحوج وأقدر وأقدر؟؟؟؟؟؟؟؟
ويا للعجب إذ لم يهتدوا إليها هم واهتدى لها المأربي والأفعاوي وأشباههم

نظر آخر في آثار هذه الإلزامات في هذا الباب

23ــ ثم إنكم بمثل هذا الكلام الجديد والإلزام البعيد قد علَّمْتُم جميع الطوائف الآن الرد على أهل الحق أحكامهم الواضحة بما فيها أنتم فلا يسلم حكم لطالما في كل حكم خلاف، فالإسلام خالف فيه الكفار، والسنة خالف فيها أهل البدع والنظار، وكيفما نقضتم قولنا سينقضون قولكم، فهم يتعلمون منكم ما يصححون به باطلهم، ونحن نقول لكم كيف جوابكم عنهم في باطلهم، وكيف يكون جوابكم عليهم فهو جوابنا عليكم،
وسوف لا ترجعون في أجوبتهم إلا إلى أجوبتنا
فنحن نغلق الباب ونسد النوافذ، وأنتم تفتحون الباب وتكسرون النوافذ،
فما أحسن أثرنا على الناس وما أسوأ أثر الناس علينا كما قال أحمد رحمه الله
24ــ ولعل البعض يقول هذا الدارمي رد على المريسي وفي رده شيء من تلك الإلزامات العقلية وكذلك الكناني في الحيدة وأحمد في الرد على الجهمية على القول بأنه ألزمهم بقوله في تأويل مجيء القرآن بثوابه كما قال شيخ الإسلام وهكذا في كثير من المناظرات أشياء من ذلك
أقول الدارمي والكناني لم يتوسعا في هذه الإلزامات وكذا السلف على قلة مناظراتهم مع أهل البدع لم يتوسعوا في الإلزامات، وأكثر من توسع فيها شيخ الإسلام ابن تيمية وتبعه ابن القيم وخرّج على ذلك لأهل السنة قواعد كثيرة في الصفات وبعضها أخذها عمن قبله ومع ذلك ما صار إلى ذلك إلا لما طغت فتنة المتكلمين بها وأصبحوا هم أهل السنة وأن هذه الإلزامات على طريق العقل والعقل لا يخطئ عندهم، فبين أن العقل لا يعارض الشرع فضلا عن أن يتقدم عليه وبدأ يسرد ما أقاموه على تلك الإلزامات بنفس منطقهم يقرر به الحق رحمه الله وبنفس العقل، وعلى طريق الإلزامات نقض أقوالهم أيضا، فقرر من جهة الحق، ومن جهة أخرى نقض الباطل، كل ذلك بالعقل،ومع ذلك فقد عيب عليه التوسع في الطريقة كما يستشعر من كلام الذهبي رحمه الله، وكذا ما يستشعر من كلام الألباني في مسألة تسلسل الحوادث كما في السلسلة الصحيحة

وعلى كل حال فالجدال هو من باب دفع الصائل ولا يصار إليه إلا للضرورة وبشروط كما قرره شيخ الإسلام وغيره لذلك نهى عنه السلف، ولا تعارض بحمد الله إذ لا يلزم من ترك هذا النوع من الأساليب لفساده أن يكون الجدال كله غير جائز بل هو جائز دون التوسع بتلك الأساليب السيئة التي سماها إلزامات وعند الضرورة وبشروط أخرى

ثم إن ترك الكلام والخصومة في هذا النوع من العلم والتعامل هو محل إجماع من الطائفتين السنية والبدعية ومن دخل به على أهل السنة فإنما هو مفتتح لباب ضلالة فلم نسبق السلف علما وإنما السَّبْقُ بعدهم لا يكون إلا للبدع
وهذا الذي ذكرت يدل على فساد طريقة الأفعاوي وأشباهه من وجهين:
الأول: أن الإلزامات والمناقضات مضيق عليها في العلميات فضلا عن العمليات
والثاني: أن الشرط في العمليات انتفاء فساد الإرادة

25ـ هذا بغض النظر عن مسألة المصالح والمفاسد التي تعتري الأمور الخارجية الواقعية وهو وجه صريح لا ينكره جمعهم

والخلاصة في هذه الوجوه

أنها نقض لأصل الاستدلال بالمناقضات والإلزامات في باب الولاء والبراء والجرح والتعديل والسنة والبدعة وأنه طريقة فاسدة كلامية لا توصل إلى المطلوب والحق فيه، ومن زعم خلاف هذا وأنها أصل صحيح










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-31, 10:25   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فهذا الذي تراه إصرارا وعنادا ما هو إلا ثبات على الحق ورسوخ فيه، وقد قال تعالى:
"وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيرَه وإذا لتخذوك خليلا، ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا"
1ــ أترى لما أعرض مالك عن خصومات المجادل الذي جاءه مع أنه يرى ضلال تلك الطوائف ويتهمها هو منه إصرار وعناد وظلم لهم عندما قال:" أما أنا فقد استبصرت ديني فإن كنت شاكا في دينك فاذهب فاطلبه "
2ــ وكيف نفسر قوله رحمه الله عندما قال له مجادل آخر: جئت لأجادلك، قال: فإن غلبتني، قال: تتبعني، قال: فإن جاءنا آخر فغلبنا، قال: نتبعه، فقال مالك رحمه الله: "أو كلما جاءنا رجل هو أجدل من رجل تركنا ما جاءنا به جبريل على قلب محمد لجدل هؤلاء"
كيف ترى هذا أإصرارا وعنادا؟؟؟
3ــ وكيف تقول لو جاء من يلزمك بلوازم أقوى وهو أجدل منك ؟؟ أكنت تجيب بجواب مالك ؟؟
أحسبك تؤمن بعلم الجدل وتتبعه، لأنك لست معاندا كمالك رحمه الله وربيع

4ــ أم كيف ترى ردود أهل السنة الخالية في أغلبها من الحجج الجدلية العقلية على المعتزلة والجهمية قبل شيخ الإسلام ابن تيمية
حتى قال ابن القيم في النونية:
كانت نواصينا بأيديهم فما منا لهم إلا أسير عان
فغدت نواصيهم بأيدينا فما يلقوننا إلا بحبل أمان
أي بعد مجيء ابن تيمية
أتراها ضعفا وإصرارا وعنادا على مواقفهم رغم إلزاماتهم الكثيرة القوية كما كانوا هم يرون ذلك حتى قالوا:
زوامل للأسفار لا علم عندهم، وسموا أهل السنة بالحشوية
وما كان من أهل السنة إلا الثبات على عقيدتهم والإصرار عليها لأنها ثابتة بالأدلة الصريحة من القرءان والسنة، وما كان منهم إلا الإصرار على تكرار تلك الأدلة، بل حتى أنهم قرروا كثيرا من مختصراتهم بلا أدلة سوى دليل الإجماع الذين يحكونه في مقدمة الكتاب مخبرين به، وهم عند الناس ثقات في خبرهم علماء في فهومهم عن اللهمن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح وإلا فأنعموا وأكرموا بمنهج علم الكلام الجديد وأنكم:
أفراخ المتكلمين الجدد


ووجه آخر يزيد على ما مضى من مفاسد هذه الطريقة أيضا :

26ــ أنه إذا انتُقِد أحد الناس في السنة ذهب يبحث عن أخطاء الآخر ليلزمه بالسكوت كما فعل المأربي لأن أخطاءه أيضا تقتضي التجريح
والعجب ـ وهو المقصود من إيراد هذا الوجه ـ أنها تقتضي التجريح بقانون المجرِّح لا بقانون المجرَّح ومع ذلك إن لم يرجع بذلك وثبت على موقفه جرحوه بها ولا كرامة، وهم لا يعتقدون أنها تجرح، ووصفوه بالتكرار والاجترار والإصرار، ومن ذلك ما صنعه المُخربي في أشرطة "إياكم والغلو في الدين" من تلاعب بين الإلزامات والجرح بها،
وأما عيب البحث عن الأخطاء فلهذه المسألة تفصيل ليس هذا موطنه
ولكن على الواقف على الحجج أن ينكر موجبها الصحيح ولو كان من كل الناس
كما قال ابن القيم رحمه الله:
واهجر ولو كل الورى في ذاته( سبحانه)
[على ضوابط الإنكار طبعا]

وجه آخر

27ــ و في هذه الطريقة الإلزامية أيضا الخروج عن محل النزاع، فكثير منهم يتركون النظر في الأدلة والأسباب ودراسة ذلك بعلم وتجرد والجواب عنها إن لم تؤد المقصود، ويذهبون بعد ذلك للإلزامات السيئة اللازمة للقائل ويكتفون بها دليلا على النقض، وما سبيل العلم هذا، بل وأجزم أن أهل البدع إذا غلبوا على عوام أهل السنة فبهذه الطريقة إذ مبناها لا على ضعف دليل الخصم وإنما على احتمال خطئه وهذا ما توصل إليه هذه الإلزامات من غير معارضة فما با لك لو كانت مُعارَضة، وهي لا تغلب الحجج إلا مع حجج أخرى تقيم قول المخاصم، وحجج أخرى تضعف أدلة الخصم ، ومثال هذا ما قاله المعتزلة والأشاعرة بترك العلم بموجب الأحاديث الظنية في العقائد لاحتمال النقيض والعقائد يشترط فيها اليقين ولا يقوم اليقين إلا على يقين فأضلوا بهذه القاعدة أمة من الناس، وانظر الرد على ذلك الصواعق المرسلة لابن القيم من وجوه كثيرة
وإني إذ أذكر هذه الوجوه الأخيرة فلِمَا رأيت من كثير ممن يذهب مباشرة إلى الإلزامات بالعيوب دون النظر في أخطاء المتكلم فيه ودراستها بإنصاف وتجرد، بل منهم من يُخطِّئ ُالمتكلَّمَ فيه مُكايسة وتنازلا، وأكبر شغله كما يزعم حرب الغلو وهو لا يحارب إلا ربيع

وجوه أخرى من الرد والبيان

28ــ ثم لي أن أقلب عليكم إلزامكم فأقول كيف تجيبون التكفيريين والقطبيين الذين يثنون على سيد قطب ويخالفون في التجريح بقول المفتي وبكر أبي زيد و الجبرين ؟؟، وجوابكم عليهم جوابنا عليكم
29ــ وكيف تجيبون في كل تلك الإلزامات المطروحة كمسألة الجرح المفسر مقدم على التعديل ـ التي تضربون لها مثلا بمسألة الشيخ عبيد والحجوري ـ إذا ما قرر التكفريون لكم أن تعديل سيد قطب وارد الآن من عارف، وأن الجرح المفسر ليس مقنعا، وقد وقع الخلاف؟؟؟ وجوابكم عليهم جوابنا عليكم
30ــ وكيف تجيبون التكفيريين للحاكم إذا قالوا ما نعتقده هو كلام أحمد شاكر وابن إبراهيم وقبلهما كلاما لابن كثير وغيرهم وأن علماءنا اجتهدوا فكفروا حاكم مصر كسيد العربي وعبد المقصود وأمثالهم من المصرين كما كانوا يقولون؟؟؟
31ـــ وكيف تجيبون جميع الطوائف التي انتسبت إلى الأئمة كالنووي وابن حزم وابن دقيق وشيخه ابن عبد السلام وابن حجر وكثير ممن خالف أهل السنة في الأصول؟؟؟
فإن قلتم : هؤلاء أخطؤوا، فيردون عليكم: هل تبدعونهم؟، فستقولون: لا، فيقولون: فكيف تبدعون أتباعهم إذن؟؟؟ وهذا مخلصه صعب والحمد لله على السنة
32ـــ وكيف تجيبون من يقول أنكم متشددون وأن السنة قد حصرتم فيها أنفسكم دون طوائف أهل السنة الآخرين بالإطلاق العام؟؟؟؟؟؟؟










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-31, 10:34   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحجر السلفي على هذا المسلك الخلفي
ولزوم إثبات حجيته أصلا

20ــ وأين هذه الحجاج عند علماء الجرح والتعديل وها هي كتبهم لا يذكرون غير الأسباب وليست هي إلا الدليل في علومهم ؟؟؟؟؟
21ــ و أين هذه الطرائق عند السلف ؟؟؟؟؟ وليس التجريح ولا التبديع ولا التصنيف ولا الامتحان والإلحاق وتتبع الأخطاء عند الحاجة والهجر مأخوذ إلا منهم، ويا لكثرته عنهم، وامتلاء الكتب ـ كتب الجرح والتعديل وكتب السنة والردود ـ بها، بل وقلَّ إمام من الأئمة إلا ورمي برأي أو بدعة، ولم نر منهم هذه الطرائق والشقاشق والإلزامات، بل لم نر منهم هذه الزوابع العظيمة على أنفسهم ورمي المتكلمين بالغلو، وإنما كانوا يصبرون ويذكرون القول المنافي لقول المتكلمين فيهم، وهذا كثير عنهم وانظر ترجمة المزني مثلا ومثله بشر المعروف بالحافي وكيف لما تكلم فيه أحمد ذهب واختفى حتى مات رحمه الله، وكان باستطاعتهم تحزيب الناس وتخريب الدعوة بل منهم من كان بلدٌ كله تحت مذهبه كما كان لأبي حنيفة رحمه الله في العراق بل وبلاد الإسلام حتى قال الشافعي الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة ولم يسلم من الجرح رحمه الله فكان ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
22ـــ بل أين هذه الطرائق عند الجهمية والمعتزلة والرافضة والقدرية والخوارج والمرجئة والطوائف المنسوبة للسنة كالأشاعرة والماتريدية والسالمية والكرامية وغيرهم وكان الأولى بذلك هؤلاء، والحاجة ماسة إلى ذلك، والمقتضي قائم وموجود بل الطوائف التي ضلت وضُللت بهذا التمييع أحوج وأحوج وأقدر وأقدر؟؟؟؟؟؟؟؟
ويا للعجب إذ لم يهتدوا إليها هم واهتدى لها المأربي والأفعاوي وأشباههم

نظر آخر في آثار هذه الإلزامات في هذا الباب

23ــ ثم إنكم بمثل هذا الكلام الجديد والإلزام البعيد قد علَّمْتُم جميع الطوائف الآن الرد على أهل الحق أحكامهم الواضحة بما فيها أنتم فلا يسلم حكم لطالما في كل حكم خلاف، فالإسلام خالف فيه الكفار، والسنة خالف فيها أهل البدع والنظار، وكيفما نقضتم قولنا سينقضون قولكم، فهم يتعلمون منكم ما يصححون به باطلهم، ونحن نقول لكم كيف جوابكم عنهم في باطلهم، وكيف يكون جوابكم عليهم فهو جوابنا عليكم،
وسوف لا ترجعون في أجوبتهم إلا إلى أجوبتنا
فنحن نغلق الباب ونسد النوافذ، وأنتم تفتحون الباب وتكسرون النوافذ،
فما أحسن أثرنا على الناس وما أسوأ أثر الناس علينا كما قال أحمد رحمه الله
24ــ ولعل البعض يقول هذا الدارمي رد على المريسي وفي رده شيء من تلك الإلزامات العقلية وكذلك الكناني في الحيدة وأحمد في الرد على الجهمية على القول بأنه ألزمهم بقوله في تأويل مجيء القرآن بثوابه كما قال شيخ الإسلام وهكذا في كثير من المناظرات أشياء من ذلك
أقول الدارمي والكناني لم يتوسعا في هذه الإلزامات وكذا السلف على قلة مناظراتهم مع أهل البدع لم يتوسعوا في الإلزامات، وأكثر من توسع فيها شيخ الإسلام ابن تيمية وتبعه ابن القيم وخرّج على ذلك لأهل السنة قواعد كثيرة في الصفات وبعضها أخذها عمن قبله ومع ذلك ما صار إلى ذلك إلا لما طغت فتنة المتكلمين بها وأصبحوا هم أهل السنة وأن هذه الإلزامات على طريق العقل والعقل لا يخطئ عندهم، فبين أن العقل لا يعارض الشرع فضلا عن أن يتقدم عليه وبدأ يسرد ما أقاموه على تلك الإلزامات بنفس منطقهم يقرر به الحق رحمه الله وبنفس العقل، وعلى طريق الإلزامات نقض أقوالهم أيضا، فقرر من جهة الحق، ومن جهة أخرى نقض الباطل، كل ذلك بالعقل،ومع ذلك فقد عيب عليه التوسع في الطريقة كما يستشعر من كلام الذهبي رحمه الله، وكذا ما يستشعر من كلام الألباني في مسألة تسلسل الحوادث كما في السلسلة الصحيحة

وعلى كل حال فالجدال هو من باب دفع الصائل ولا يصار إليه إلا للضرورة وبشروط كما قرره شيخ الإسلام وغيره لذلك نهى عنه السلف، ولا تعارض بحمد الله إذ لا يلزم من ترك هذا النوع من الأساليب لفساده أن يكون الجدال كله غير جائز بل هو جائز دون التوسع بتلك الأساليب السيئة التي سماها إلزامات وعند الضرورة وبشروط أخرى

ثم إن ترك الكلام والخصومة في هذا النوع من العلم والتعامل هو محل إجماع من الطائفتين السنية والبدعية ومن دخل به على أهل السنة فإنما هو مفتتح لباب ضلالة فلم نسبق السلف علما وإنما السَّبْقُ بعدهم لا يكون إلا للبدع
وهذا الذي ذكرت يدل على فساد طريقة الأفعاوي وأشباهه من وجهين:
الأول: أن الإلزامات والمناقضات مضيق عليها في العلميات فضلا عن العمليات
والثاني: أن الشرط في العمليات انتفاء فساد الإرادة

25ـ هذا بغض النظر عن مسألة المصالح والمفاسد التي تعتري الأمور الخارجية الواقعية وهو وجه صريح لا ينكره جمعهم

والخلاصة في هذه الوجوه

أنها نقض لأصل الاستدلال بالمناقضات والإلزامات في باب الولاء والبراء والجرح والتعديل والسنة والبدعة وأنه طريقة فاسدة كلامية لا توصل إلى المطلوب والحق فيه، ومن زعم خلاف هذا وأنها أصل صحيح فالأدلة المقنعة
من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح وإلا فأنعموا وأكرموا بمنهج علم الكلام الجديد وأنكم:
أفراخ المتكلمين الجدد


ووجه آخر يزيد على ما مضى من مفاسد هذه الطريقة أيضا :

26ــ أنه إذا انتُقِد أحد الناس في السنة ذهب يبحث عن أخطاء الآخر ليلزمه بالسكوت كما فعل المأربي لأن أخطاءه أيضا تقتضي التجريح
والعجب ـ وهو المقصود من إيراد هذا الوجه ـ أنها تقتضي التجريح بقانون المجرِّح لا بقانون المجرَّح ومع ذلك إن لم يرجع بذلك وثبت على موقفه جرحوه بها ولا كرامة، وهم لا يعتقدون أنها تجرح، ووصفوه بالتكرار والاجترار والإصرار، ومن ذلك ما صنعه المُخربي في أشرطة "إياكم والغلو في الدين" من تلاعب بين الإلزامات والجرح بها،
وأما عيب البحث عن الأخطاء فلهذه المسألة تفصيل ليس هذا موطنه
ولكن على الواقف على الحجج أن ينكر موجبها الصحيح ولو كان من كل الناس
كما قال ابن القيم رحمه الله:
واهجر ولو كل الورى في ذاته( سبحانه)
[على ضوابط الإنكار طبعا]

وجه آخر

27ــ و في هذه الطريقة الإلزامية أيضا الخروج عن محل النزاع، فكثير منهم يتركون النظر في الأدلة والأسباب ودراسة ذلك بعلم وتجرد والجواب عنها إن لم تؤد المقصود، ويذهبون بعد ذلك للإلزامات السيئة اللازمة للقائل ويكتفون بها دليلا على النقض، وما سبيل العلم هذا، بل وأجزم أن أهل البدع إذا غلبوا على عوام أهل السنة فبهذه الطريقة إذ مبناها لا على ضعف دليل الخصم وإنما على احتمال خطئه وهذا ما توصل إليه هذه الإلزامات من غير معارضة فما با لك لو كانت مُعارَضة، وهي لا تغلب الحجج إلا مع حجج أخرى تقيم قول المخاصم، وحجج أخرى تضعف أدلة الخصم ، ومثال هذا ما قاله المعتزلة والأشاعرة بترك العلم بموجب الأحاديث الظنية في العقائد لاحتمال النقيض والعقائد يشترط فيها اليقين ولا يقوم اليقين إلا على يقين فأضلوا بهذه القاعدة أمة من الناس، وانظر الرد على ذلك الصواعق المرسلة لابن القيم من وجوه كثيرة
وإني إذ أذكر هذه الوجوه الأخيرة فلِمَا رأيت من كثير ممن يذهب مباشرة إلى الإلزامات بالعيوب دون النظر في أخطاء المتكلم فيه ودراستها بإنصاف وتجرد، بل منهم من يُخطِّئ ُالمتكلَّمَ فيه مُكايسة وتنازلا، وأكبر شغله كما يزعم حرب الغلو وهو لا يحارب إلا ربيع

وجوه أخرى من الرد والبيان

28ــ ثم لي أن أقلب عليكم إلزامكم فأقول كيف تجيبون التكفيريين والقطبيين الذين يثنون على سيد قطب ويخالفون في التجريح بقول المفتي وبكر أبي زيد و الجبرين ؟؟، وجوابكم عليهم جوابنا عليكم
29ــ وكيف تجيبون في كل تلك الإلزامات المطروحة كمسألة الجرح المفسر مقدم على التعديل ـ التي تضربون لها مثلا بمسألة الشيخ عبيد والحجوري ـ إذا ما قرر التكفريون لكم أن تعديل سيد قطب وارد الآن من عارف، وأن الجرح المفسر ليس مقنعا، وقد وقع الخلاف؟؟؟ وجوابكم عليهم جوابنا عليكم
30ــ وكيف تجيبون التكفيريين للحاكم إذا قالوا ما نعتقده هو كلام أحمد شاكر وابن إبراهيم وقبلهما كلاما لابن كثير وغيرهم وأن علماءنا اجتهدوا فكفروا حاكم مصر كسيد العربي وعبد المقصود وأمثالهم من المصرين كما كانوا يقولون؟؟؟
31ـــ وكيف تجيبون جميع الطوائف التي انتسبت إلى الأئمة كالنووي وابن حزم وابن دقيق وشيخه ابن عبد السلام وابن حجر وكثير ممن خالف أهل السنة في الأصول؟؟؟
فإن قلتم : هؤلاء أخطؤوا، فيردون عليكم: هل تبدعونهم؟، فستقولون: لا، فيقولون: فكيف تبدعون أتباعهم إذن؟؟؟ وهذا مخلصه صعب والحمد لله على السنة
32ـــ وكيف تجيبون من يقول أنكم متشددون وأن السنة قد حصرتم فيها أنفسكم دون طوائف أهل السنة الآخرين بالإطلاق العام؟؟؟؟؟؟؟
والمصيبة أن المأربي المخرب وجد مدخلا لتعديل الصوفية والخوارج ومنهم القاعدة بأنهم من أهل السنة العامة التي تطلق في مقابل التشيع فهل بعد هذا التمييع تمييع، آ نعم بقي الروافض ولا أدري ما ذا سيجد المخربي من قواعد تساعده على إدخالهم في أهل السنة
فكيف تجيبون؟؟؟؟
أم أن شبهات المأربيين راجت عليكم إذ هم يبيضون ويفرخون في منتداكم
فوا مصيبتاه ويا غوثاه إذن
وقد قال الحكمي رحمه الله
فيا شديد الطول والإنعام إليك نشكو محنة الإسلام

33ــ ولهذا فلتعلم أخي القارئ الكريم أن مآلَ القولِ طردُ النفي والوقوعُ في الأخير بعد اتباع الإلزامات في القول بمطلق التعديل وهو مسلك النصارى و الإرجاء الغالي والتصوف المقيت والتجهم الإلحادي وفي عصرنا الديمقراطية الكافرة
وكذلك طرد الأخذ بالإثبات مآله القول بمطلق التجريح وهو مسلك المغضوب عليهم من اليهود والشيعة والخوارج
وستأتي بإذن الله وجوها من الرد على أصحاب هذا الفكر الدخيل تظهر بجلاء فساد منهجهم وأنه يلزمهم ما لزم الأشاعرة إذ حالهم كحال الأشاعرة في التلبس بالسنة ومحو رسوم منهج السلف في الصفات، وأكتفي هنا ببيان مجمل:
وهو أن أتباع عبد الرحمان عبد الخالق الذي أدخل هذا الفساد إلى المنهج السلفي ـ وإن أدخله القطبيون و السرريون أيضا وقرروه فمسألتهم هي الحاكمية وهو داخل بالتبع ـ إنما هم مخانيث الإخوان، والإخوان مخانيث الصوفية،
فعندنا ثلاثة فرق: المميعة،والإخوان، والصوفية في باب التعديل، ويقابلهم بنفس الحال: الأشاعرة، والمعتزلة ،والجهمية في باب التعطيل
ويلزم من قال بالتمشعر أن يقول بقول الجهمية ولابد
ويلزم من قال بالتمييع أن يقول بقول الصوفية ولابد
بل يرجع الأول في الأخير إلى مذهب الفلاسفة المشائية وهم فحول التعطيل
والآخر يرجع إلى مذهب الفلاسفة الإشراقية وهم فحول التمييع
وجاءت شريعة الله تعالى بالإثبات للغيبيات والإثبات للولاء والبراء على ذلك
وكلا المذهبين خارج عن أصول شريعتنا فالفلاسفة المشائية لا يؤمنون والفلاسفة الإشراقية لا يعادون
و لا يقف بين ذلك إلا متناقض قليلا ما يؤمن قليلا ما يغضب
وكذلك في مسألة الصحابة رضي الله عنهم من قال بقول الزيدية كاد يخرج بقول الروافض
حتى قال يزيد بن هارون إأتني بزيديٍّ صغير أخرج لك منه رافضيا كبيرا
وعلى هذا جاء تحذير إمام السنة في زمانه البربهاري رحمه الله فقال:
"واحذر صغار المحدثات........"

ومن خلطهم أيضا في قضية الإلزام

34ــ أنهم لا يفرقون بين الإلحاق والإلزام ويجعلون كل ذلك إلزاما وهو يكاد يكون كذلك بالمعنى اللغوي، وتقولون: الذي ألزم هو شيخ السنة فنلزمه كما ألزمنا، وشتان بين الإلزامين، فالإلحاق بالمعنى الاصطلاحي العقائدي ليس وليد اليوم ولا نعلم أحدا من أهل العلم سماه إلزاما بالمعنى الاصطلاحي الجدلي الذي فتحتم بسببه هذا النوع من المناظرة الجديد

فساد إلزامهم للشيخ ربيع على بعض ما تقرر من تأصيل

35ــ ثم إلزامكم بالمفتي واللجنة وغيرهم هو إلزام فاسد من أصله إذ القول في علي حسن يفارق القول في هؤلاء، ولا نسلم بصحة القياس إلا مع نفي هذه الفوارق، وأما معها فهيهات:

الأول: أن المفتي مفتي الدولة التي يعيش فيها الشيخ ربيع بخلاف علي حسن وهذه عند أولي النهى كافية

الثاني: أن المفتي من الراسخين في زماننا في العلم ومن أئمة الفتوى، خلف الإمامَ ابنَ باز رحمه الله في منصبه وعلي حسن لا يبلغ ذلك
الثالث: أن المفتي سُئل فأجاب بما يرى في سيد فأين حاله من حال القطبيين الذين يحاربون السلفيين على سيد
ـ وأين حاله مع علي حسن في باب التمييع وهو قد أدخل فلول التمييع على الشباب السلفي في جميع الأقطار

منقول للفائدة










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-31, 10:52   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ابن الواد
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخ كريم الحنبلي، وددت إعانتك على النقل المستمر من شبكة "سحاب السلفية"، فواضح أن نيتك نقل كل شيء، وإشغال الطوائف السلفية بصراعاتها الداخلية هنا وهناك، فذلك هو الفهم وتلك هي الدعوة، والنهضة إنما تقوم على هذه النقاشات المملة، التي يكتبها بعضهم وهو على أرائك من وثير في دول الخليج، ثم تستحيل فتنة عمياء في الدول العربية الأخرى هنا وهناك.. هذا هو الدين، بارك الله فيك ! هذا ما لم تنقله بعد، أرجو الدعاء الصالح منك:

... ففي الكويت التراث
وفي اليمن المأربي
وفي مصر جماعتهم المعروفة وعلى رأسهم الحويني
وكذا جماعة الإسكندرية
وفي الشام رأس التمييع الثاني بعد عبد الرحمن عبد الخالق عدنان عرعور هذا بالنسبة للواضحين
وأما بالتفصيل فخلق لا يحصون من أنصار هؤلاء وتلاميذهم
هذا مع مناصرته لرسالة عمان مناصرة صريحة وغيرها من مسائل سيأتي الكلام إن شاء الله تعالى في ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله
الرابع: أن نسبة الناس إلى قطب ليس لمجرد الثناء الواحد الذي جاء جوابا في سؤال، ولذلك لم يُلحق كثير من مشايخنا هؤلاء الذين أثنوا على قطب كالمصريين حتى أضيف معها ما يدل على أخطائهم في قضايا الحاكمية أو التمييع ولا تخلطوا بيننا وبين الحدادية أو الجهال
الخامس: وحتى إذا قلنا أن الثناء المجرد يصح الإلحاق به فيكون ذلك في أمثال هؤلاء الأصاغر وأما الأكابر أمثال المفتي وأصحاب اللجنة فاجتماع القرائن أمر لا بد منه

السادس: أن ما يؤكد اعتبار شيخ السنة لهذه الأمور كلامه في كثير من حركي الحجاز بما هو معلوم مشهور، ولو انتفى هذا لما صح الإلزام فكيف مع ثبوته مانعا وفارقا واضحا، فهو اللجاج الخاوي الأفعاوي والإلزام الفارغ المتهاوي
السابع: أجزم لو أن المفتي وغيره كان في غير بلاده لرد عليه الشيخ وبين بطلان كلامه، وكذا لو كان في بلاده وليس له مثل ذلك المنصب الديني وفرق الناس على رأيه وحارب الربيع على نصرته لمنهج السلف وانتصر لأعدائه المنتصرين لمنهج الخلف في التمييع، لرد عليه وحاربه وقال فيه من الكلمات الشديدة مثل ما حصل لبكر أبي زيد وقد قام بخطابه أهل البدع وجعلوه سلما يركبون به رؤوس السلفيين فحمل عليه وعلى رده بكتابه "الحد الفاصل بين الحق والباطل"، والشيخ بكر أبو زيد من كبار علماء المملكة وكم أغضب رد شيخ السنة أهل الأهواء، ولكن لم نر من علماءنا الكبار أحدا قام على الشيخ ربيع معنفا وموبخا وراميا له بالغلو وكان الأئمة في ذاك الوقت أحياء
وكذلك ما حصل للنجمي مع الجبرين وكيف عنف عليه في نصيحته له، بل ورد الشيخ زيد أيضا عليه في بعض كتبه لثنائه على حسن البنا وسيد قطب، وهذا الوجه يمكن بسطه في أكثر من خمسة أوجه
الثامن: ثم أليس من جهة أخرى تشنعون أشد التشنيع وتشوهون منهج الربيع بأنواع من التقذيع فتذكرون كلامه الخفي في ابنِ باز والعثيمين والألباني واللجنة، والأفعاوي يجتر هذه اجترارا لأدنى مناسبة كما فعل في هذين المقالين الأخيرين، وعندنا بالعامية الوهرانية يقولون "صَدْقتْ له" لكن مع من؟؟؟،
ثم من جهة أخرى تصورون للناس أنه لا يتكلم في أهل بلده، ولا يتكلم إلا في من يسهل الكلام فيه كالمأربي وعلي حسن أي " حيطانهم قصار"، ويريدونها إقليمية، وهو لا يلتزم طرد قواعده، ومتناقض، إلخ ما تشنشنون به
وأنتم في ذلك أيضا متناقضون
فمن كان له كلام في هؤلاء فكيف تزعمون أنه لا يطرد قواعده
ولمذا شنعتم عليه بما كان ينبغي أن تفرحوا به لأنه طرد لقواعده
التاسع : ثم إن مانع المصلحة والمفسدة الصحيح لا يدل على النقض كما مضى لتعلق ذلك بالواقع الذي تختلف صوره كما هو واضح في الوجه الأول
العاشر: وبهذا نعرف أنكم لا تلزمون الشيخ الكلام في المفتي وغيره إلا لتعظموا ذلك بالتهويل والترويج والتشنيع فيسقط عند الناس، فهي مصيدة لا تقصدون غيرها، ولو كنتم طلبة حق لكان لكلام الشيخ الذي أوردتموه عليه من كلامه في ابن باز أو العثيمين أو غيره محملا حسنا عندكم كما هو عندنا، لا أقول تفضلا منكم لمقام الشيخ بل عدلا ووضعا له في موضعه الصحيح،ولكن التمييع يعمي ويصم.




والله أعلم
وصلى الله على نبيه وسلم
المشرفي
وفقه الله










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-31, 11:01   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي الكريم هذا حسب موضوعي
ولا تتهكم من الحق ولا تستهتر
تكلم حسب الموضوع او دع موضوعي ارجو ان تفهم مازلت لم ارد عن تعقيبك
اما شبكة السحاب هي بيتي ومعقلي وكل من فيه هم اخواني في الله حفظهم الله منذ دخولي لنت والفائدة تعم الجميع لذا لاتحاول
طرحت تعقيبك وانتظر الرد
ولا اريد اتستهتار ولا تحاول ان تدخل لي بعدة عضويات لانك نفسه فلا داعي لتخفي
العبرة ليس في النقل العبرة فيماذا تنقل وشتان بين الثرى والثريا










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-31, 11:50   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

متكلِّمون يَذمُّون علمَ الكلام ويُظهرون الحَيرة والنَّدم

عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة مبنيَّةٌ على الدليل من كتاب الله عزَّ وجلَّ وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه صحابتُه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، فهي صافيةٌ نقيَّةٌ، واضحةٌ جليَّة، ليس فيها غموض ولا تعقيد، بخلاف غيرهم الذين عوَّلوا على العقول، وتأوَّلوا النقول، وبنَوا معتقداتهم على علم الكلام المذموم، الذي بيَّن أهلُه الذين ابتُلوا به ما فيه من أضرار، وندموا على ما حَصَلَ منهم من شغل الأوقات فيه من غير أن يظفروا بطائل، ولا أن يصلوا إلى حقٍّ، وفي نهاية أمرهم صاروا إلى الحيرة والنَّدَم، فمنهم من وُفِّق لتركه واتِّباع طريقة السَّلف، وجاء عنهم عيبُ علم الكلام وذمُّه.

فأبو حامد الغزالي – رحمه الله – من المتمكِّنين في علم الكلام، ومع ذلك

فقد جاء عنه ذمُّه، بل والمبالغة في ذمِّه، ولا يُنبئك مثلُ خبير، جاء ذلك عنه في كتابه إحياء علوم الدِّين، حيث بيَّن ضررَه وخطرَه، فقال (ص: 91 92): "أمَّا مضرَّته، فإثارةُ الشبهات وتحريك العقائد، وإزالتها عن الجزم والتصميم، فذلك مِمَّا يحصل في الابتداء، ورجوعُها بالدليل مشكوك فيه، ويختلف فيه الأشخاص، فهذا ضررُه في الاعتقاد الحقِّ، وله ضررٌ آخر في تأكيد اعتقاد المبتدعة للبدعة، وتثبيته في صدورهم، بحيث تنبعث دواعيهم، ويشتدُّ حرصُهم على الإصرار عليه، ولكن هذا الضرر بواسطة التعصُّب الذي يثور من الجدل".

إلى أن قال: "وأمَّا منفعتُه، فقد يُظنُّ أنَّ فائدَتَه كشفُ الحقائق ومعرفتُها على ما هي عليه، وهيهات؛ فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف، ولعلَّ التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف، وهذا إذا سمعته من محدِّث أو حشوي ربَّما خطر ببالك أنَّ الناسَ أعداءُ ما جهلوا، فاسمع هذا مِمَّن خَبَر الكلامَ ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلِّمين، وجاوز ذلك إلى التعمُّق في علوم أخر تناسبُ نوع الكلام، وتحقق أنَّ الطريقَ إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود، ولعمري لا ينفكُّ الكلام عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض الأمور، ولكن على الندور في أمور جليَّة تكاد تفهم قبل التعمُّق في صنعة الكلام".

وقد نقل شارحُ الطحاوية عنه هذا الكلام وغيرَه في ذمِّ علم الكلام (ص: 236)، وقال (ص: 238): "وكلامُ مثلِه في ذلك حجَّة بالغة".

ثمَّ بيَّن شارح الطحاوية أنَّ السَّلفَ كرهوا علمَ الكلام وذمُّوه:

والسُّنَّة، وما فيه من علوم صحيحة، فقد وعَّروا الطريقَ إلى تحصيلها، وأطالوا الكلامَ في إثباتها مع قلَّة نفعها، فهي لحمُ جَمل غثٍّ على رأس جبل وَعْر، لا سهلٌ فيُرتقى، ولا سمين فيُنتقل، وأحسنُ ما عندهم فهو في القرآن أصحُّ تقريراً وأحسن تفسيراً، فليس عندهم إلاَّ التكلُّف والتطويل والتعقيد".

إلى أن قال: "ومن المحال أن لا يحصلَ الشِّفاءُ والهدى والعلمُ واليقين من كتاب الله وكلام رسوله، ويحصلُ من كلام هؤلاء المتحيِّرين، بل الواجب أنَّ يجعل ما قاله اللهُ ورسولُه هو الأصل، ويتدبَّر معناه ويعقله، ويعرف برهانَه ودليلَه، إمَّا العقلي، وإمَّا الخبري السَّمعي، ويعرف دلالته على هذا وهذا، ويجعل أقوال الناس التي توافقه وتخالفه متشابهة مجملة، فيُقال لأصحابها: هذه الألفاظ تحتمل كذا وكذا، فإن أرادوا بها ما يُوافق خبر الرسول قُبل، وإن أرادوا بها ما يُخالفه رُدَّ".

وقال أيضاً في (ص: 243): "قال ابن رُشد الحفيد – وهو من أعلم الناس بمذهب الفلاسفة ومقالاتهم – في كتابه تهافت التهافت: (ومَن الذي قال في الإلَهيات شيئاً يعتدُّ به؟)، وكذلك الآمدي – أفضل أهل زمانه – واقفٌ في المسائل الكبار حائر، وكذلك الغزالي – رحمه الله – انتهى آخرُ أمره إلى الوقف والحيرة في المسائل الكلامية، ثمَّ أعرض عن تلك الطرق، وأقبلَ على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فمات والبخاري على صدره، وكذلك أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي، قال في كتابه الذي صنَّفه في أقسام اللذات:

- نِهايةُ إقدام العقول عِقالُ وغايةُ سعي العالمين ضلالُ

وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصلُ دنيانا أذَى ووبالُ

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه: قيل وقالوا

فكم قد رأينا من رجال ودولةٍ فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا

وكم من جبال قد عَلَت شُرُفاتِها رجالٌ فزالوا والجبالُ جبالُ



لقد تأمَّلتُ تلك الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتُها تشفي عليلاً، ولا تُروي غليلاً، ورأيتُ أقربَ الطرق طريق القرآن، اقرأ في الإثبات {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}، واقرأ في النفي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}، ثم قال: "ومَن جرَّب مثلَ تجربَتِي، عرف مثل معرفتِي".

وكذلك قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، إنَّه لم يجد عند الفلاسفة والمتكلمين إلاَّ الحيرة والندم، حيث قال:

لعمري لقد طُفت المعاهد كلها وسَيَّرتُ طرفي بين تلك المعالم

فلم أر إلاَّ واضعاً كفَّ حائر على ذقن أو قارعاً سنَّ نادم

وكذلك قال أبو المعالي الجويني رحمه الله: "يا أصحابنا! لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفتُ أنَّ الكلامَ يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلتُ به"، وقال عند موته: "لقد خضتُ البحرَ الخِضَمَّ، وخلَّيتُ أهل الإسلام وعلومَهم، ودخلتُ في الذي نَهونِي عنه، والآن فإن لم يتداركنِي ربِّي برحمته، فالويل لابن الجوينِي، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمِّي، أو قال: على عقيدة عجائز نيسابور"، وكذلك قال شمس الدين الخسروشاهي – وكان من أجلِّ تلامذة فخر الدِّين الرازي – لبعض الفضلاء، وقد دخل عليه يوماً فقال

ص -34- (ما تعتقد؟ قال: ما يعتقده المسلمون، فقال: وأنتَ مُنشرح الصَّدر لذلك مستيقن به؟ أو كما قال، فقال: نعم، فقال: اشكر الله على هذه النِّعمة، لكنِّي – والله! – ما أدري ما أعتقد، – والله! – ما أدري ما أعتقد! – والله! – ما أدري ما أعتقد!) وبكى حتى أخضَل لحيته.

ولابن أبي الحديد الفاضل المشهور بالعراق:

فيكَ يا أُغلوطة الفِكَر حارَ أمري وانقضى عمري

سافرتْ فيك العقولُ فما ربحت إلاَّ أذى السفر

فلحى الله الأُلَى زعموا أنَّك المعروف بالنَّظر

كذبوا إنَّ الذي ذكروا خارجٌ عن قوة البشر

وقال الخونجي عند موته: "ما عرفتُ مِمَِّا حصَّلته شيئاً سوى أنَّ الممكن يفتقر إلى المرجِّح، ثم قال: الافتقار وصفٌ سلبِيٌّ، أموت وما عرفتُ شيئاً".

وقال آخر: "أضطجع على فراشي، وأضع الملحفةَ على وجهي، وأقابل بين حُجَج هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر، ولم يترجَّح عندي منها شيء".

إلى أن قال شارح الطحاوية: "وتجد أحد هؤلاء عند الموت يرجع إلى مذهب العجائز، فيُقرُّ بما أقرُّوا به، ويُعرض عن تلك الدقائق المخالفة لذلك، التي كان يقطع بها ثمَّ تبيَّن له فسادُها، أو لم يتبيَّن له صحتُها، فيكونون في نهاياتهم – إذا سلموا من العذاب – بِمنْزلة أتباع أهل العلم من الصبيان والنساء والأعراب".

وكان أبو محمد الجوينِي والد إمام الحرمين في حيرة واضطراب في صفات الله عزَّ وجلَّ، ثمَّ صار إلى مذهب السَّلف، وألَّف رسالة نُصح لبعض مشايخه من الأشاعرة، وهي مطبوعة ضمن مجموعة الرسائل المنيرية (1/174 – 187).

منقول










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...تزندق, العلم, بالكلام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc