في عيد الحب (14/2/2011) العام الماضي، وفي بداية ما جرى تسميته بـ (الثورات العربية)، كتبت جريدة العلم المستقلة في صفحتها الأولى، نقلاً عن الموقع الالكتروني (ميديا لاين. أورغ) ما قالته الصحفية السابقة في النيويورك تايمز، والعضو حالياً في مركز التفكير الأميركي (معهد مانهاتن) جوديت ميلر: من أن المغرب في منأى عن الانتفاضات الشعبية التي تعصف ببعض بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، معللة قولها: بأن المغرب الذي انخرط في إصلاحات طالت جميع قطاعات الأنشطة منذ عشر سنوات (إصلاحات، ربما من ضمنها إطلاق آلاف السجناء بمناسبة طهور ولي العهد!!، أو هدايا الألماس والأحجار الكريمة لشقراء الموساد!!).
وكانت صحيفة (واشنطن بوست) قد أكدت في السياق ذاته قبل هذا بأسبوع، أن المغرب سيظل الاستثناء في المنطقة العربية التي تعرف فيها بعض الدول انتفاضات شعبية، وأبرز مقال تحليلي بقلم (كاثرين مارشال) العضو البارز في مركز بيركيلي للأديان التابع لجامعة جورج تاون في واشنطن، أن المغرب يرتكز على مشهد سياسي يستمد قوته من ملكية محمد السادس، ولم تكتف الواشنطن بوست بكيل سلسلة (التطمينات والمدائح) للعرش الملكي، وإنما تجاوزت ذلك لوصفه بسليل الدوحة النبوية الشريفة، وحامي حمى الملة والدين..
والمتمعن القارئ يدرك تماماً ماهية هذا الاستثناء (المبني على هيئة الاستشارات اليهودية المحيطة به) قبل أن تبدأ الاحتجاجات ذات الشبكة العنكبوتية الصهيونية العالمية، التي كانت العين العربية والغربية الساهرة المتآمرة على أقدم مدينة مأهولة في التاريخ وجغرافيتها الاستراتيجية (سورية)، وكنت قد ذكرت في مقالة – قبل تسعة أشهر- فحوى ما تفوهت به جوديت ميلر تحت عنوان (مهندسو التضليل الإعلامي)، لكني لم أذكر- حينها- أن المغرب هو البلد الوحيد المعني بالاستثناء، ربما لأنني لم أدرك دورها في اللعبة اليهودية- الصهيوأميركية بعد، حتى أطلت برأسها اليوم، واعتلت على جدار المبادرات لتدلي بدلوها وترفع بصوتها إلى مجلس الأمن بتدخلها السافر في الشؤون السورية.. لكنني للحقيقة! تعجبت من هذا الحدس (الحقيقة المخابراتية) التي تجعل من هذه الكاتبة العميلة، تبعد شبهات الاحتجاج عن المغرب فقط، ولا تدخلها في قاموس التغيير العربي، مع أننا رأينا الشباب فيها يحرقون أنفسهم بالجملة، والمظاهرات ترتفع الأصوات فيها على الفقر والفساد والسيطرة الملكية السافرة على مقدرات الدولة بالصور والدلائل.
جوديت ميلر، المعروف عنها أنها الصحفية المضللة التي جعلت من إشاعات أسلحة الدمار الشامل في العراق حقيقة واقعة، حصلت بموجب كذبها فيها على جائزة (بوليترز) على مقالاتها (المبيضة للمعلومات) في الشأن العراقي مثلما يبيض إعلامها الآن صفحة الفساد المغربي.. ميلر المقربة من ديك تشيني، تأهلت لتصبح واحدة من خبراء مسائل الدفاع الذين يعتمد عليهم في الحكومة الأميركية، نظراً لأن مقالاتها كانت تتماشى مع أجندة البيت الأبيض ومخابرات الـ (cia) في رسم السياسة الأميركية المدمرة في العالم.
في مقالتي السابقة، قلت وقتها إن ميلر مدينة بكل وضوح لأجهزة الضربات ذات الأيادي الخفية المسماة أجهزة المخابرات الأمريكية، والتي تعرف ببساطة أن الاستثناء الذي تنبأت به، هو نفسه الذي هيأته للدور الذي عليه أن يقوم به لكونه المعقل اليهودي الاستشاري الكبير فعلاً..
والسؤال، ترى هل وعى العرب أن الدور آت إليهم لا محالة، وأن المغرب الذي خرج عن صمته هو الاستثناء الأوحد بعرف السياسة الأميركية.. فجوديت ميلر (الخبيرة المضللة) لا تنطق من فراغ، والجوقة العربية التي تقود سيمفونية الدمار في سورية ستدرك يوماً ما قاله ابن بطوطة الرحالة التاريخي: (إذا كانت الجنة في الأرض فدمشق لا شك فيها، وإن كانت في السماء فدمشق تساميها وتحاذيها..) وأنها ستحتفل بعيد الحب، بعد أن تقطع ضربات الأيادي الخفية، لتبقى وحدها الاستثناء!!
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2012-01-31, 17:15
لماذا المغرب الاستثناء؟
العرض العادي
