خسر راشد الغنوشي ومن وراءه حركة النهظة الرهان على فارس جامح وطموح، يريد أن يترك بصماته في المشهد التنوسي.
ولولا تصويت مناضلي ومتعاطفي حركة النهظة على قيس سعيد، ما إعتلى هذا الأخير سدة الحكم في تونس.
كما أن حركة أخطأت عندما إعتمدت على الغير في ممارسة الحكم، كان عليها أن تمارس الحكم مباشرة وبنفسها، خاصة عندما فازت بالأغلبية في أولى انتخابات برلمانية تعددية في تونس ما بعد الثورة الشعبية وفي ثاني انتخابات تشريعية، لكنها اختارت التحالف مع حزب السبسي.
كما أن زعيمها راشد الغنوشي اخطأ عندما لم يدخل المعترك الانتخابي ويترشح للرئاسيات في أول انتخابات تعددية ما بعد الثورة والتي فاز بها الباجي قايد السبسي، وفي الثانية التي فاز بها قيس سعيد.
وقد اكتفى حزبه حركة النظهة في الانتخابات الأولى بمساندة السبسي والتعايش معه، وفي الثانية بمساندة قيس سعيد على حساب البورجوازي نبيل القروي حسب مفهومها.
إن قيس سعيد الرئيس إنقلب على حركة النهظة وجردها من مكاسبها الشرعية التي فازت بها ومنحها أياها الشعب التنوسي، وعلى المؤسسات الشرعية المنتخبة.
ولو دخل راشد الغنوشي الانتخابات الرئاسية سواءا الأولى أو الثانية لا فاز بها في كلتا العهدتين نظير القبول والتعاطف الذي يحظى به وحركته لدى الشعب التنوسي.
إن قيس سعيد، أستاذ القانون معروف عند الناس بالبساطة والتواضع، فيشاركهم حتى في لعبة الدومينو في مقهى الحي.
أما قيس سعيد الرئيس، وبتحليل لشخصيته فانها تنم عن الإستيعلاء والتكبر وحب الذات.
فبمجرد أن شعر أنه محل القبول من الجيش وسخط جزء من الشعب على الحكومة، إنقلب على مسانديه في حركة النهظة وأوقف عمل المؤسسات الدستورية المنتخبة، كما أوقف العمل بالدستور، وأعلن عن خريطة طريق بديلة وبالتالي تأسيس سلطة جديدة في تونس، وخاصة وهو محل مساندة مطلقة من الأخت الكبرى الجزائر الذي يزوره هذا اليوم الرئيس تبون، بعد أن أسبق زيارته بقرض ميسر ب300 مليون دولار.
بقلم الأستاذ/ محند زكريني
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2021-12-16, 13:01
الغنوشي ومن وراءه حركة النهظة يخسر الرهان على قيس سعيد
العرض العادي
