المحاكمة العلمية للداروينية الحديثة، إعداد: بوودن دحمان. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الطبية ، البيولوجيا و البيطرة > قسم البيولوجيا

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المحاكمة العلمية للداروينية الحديثة، إعداد: بوودن دحمان.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-07-12, 17:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بوودن دحمان
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي المحاكمة العلمية للداروينية الحديثة، إعداد: بوودن دحمان.

المحاكمة العلمية للداروينية الحديثة
إعداد: بوودن دحمان.
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه ومن اتبع هداه، و بعد:من النظريات الهدّامة التي تسلّلت إلى مدارس المسلمين وجامعاتهم، وصارت تدرس على أنها حقيقة علمية، نظرية تشارلز دارون، تنص النظرية على أنّ كل كائن حي تطور عن كائن هو أبسط منه، وهكذا حتى ينتهي الأمر إلى خلية واحدة، هي الأصل الذي تفرعت منه جميع الكائنات تدريجيا عبر ملايين السنين. و قد اعتمد دارون في هذا الطرح على آلية الانتخاب الطبيعي الذي ينص على أنّ البقاء للأقوى و أنّ التنوع في الكائنات يحدث نتيجة تأقلمها مع الوسط الذي تعيش فيه، فعندما تُهاجم مجموعة أرانب مثلا من قبل حيوان مفترس، فإنّ الأفراد السريعة تنجوا بنفسها، و عليه فإنّ الجيل الذي ينتج من هذه الأفراد الناجية سيتكون من الأرانب السريعة فقط -هذا صحيح- لكن مهما طالت هذه العملية و تكررت، فليس بمقدورها أن تحول الأرنب إلى ثعلب مثلا، فالدور الذي يلعبه الانتخاب الطبيعي لا يزيد على كونه آلية لتقوية بعض الخصائص الموجودة ابتداءً داخل النوع، ولا يستطيع أن ينشئ نوعا جديد أو عضوا كالعين مثلا، لأنّها لا تؤذي وظيفتها إلاّ بكامل أجزائها. ثم إنّ ذلك التأقلم ليس له أي أثر في التنوع، فإذا كانت الزرافة قد احتاجت إلى استطالة عُنقها لتلحق الأغصان العالية تتغذى عليها، كما يقول دارون في كتابه أصل الأنواع، فلماذا لم ينقرض الخروف ذو العنق القصيرة من الجوع و هو و الزرافة أبناء عُمومة ويتغذيان على نفس الطعام؟! وعليه فإنّ الإشكال يبقى مطروحا: كيف حدث هذا التنوع في الكائنات الحية؟ و هنا تأتي الداروينية الحديثة بآلية الطفرة الوراثية لتجيب عن هذا التساؤل، مؤكدة بأنّ النقلة النوعية سببها تلك التغيرات التي تطرأ في جينات الكائن الحي، وذلك نتيجة الإشعاعات الطبيعية و غيرها من المؤثرات الخارجية، ثم يأتي دور الانتخاب الطبيعي بتوريث هذه الطفرة إلى الأجيال اللاحقة مشكلة بذلك نوعا جديدا!لكن الدراسات الحديثة و الوقائع المشاهدة أثبتت بأنّ الطفرة الوراثية لا تحدث إلا ضارّة، وكل المحاولات لخلق طفرة نافعة باءت بالفشل، و إضافة إلى كون الطفرة ناذرة في الطبيعة، فإنّ الطفرة لا تُنقل إلى الجيل اللاحق إلا إذا حدثت في الخلايا التناسلية للكائن الحي، و عليه فإنّ الطفرة على قانون "البقاء للأقوى" هي آلية هدم و ليست آلية تطور.
و أما عامل الزمن الذي تتكئ عليه النظرية، فإنّه بحسب القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحررية، يعتبر عامل هدم و ليس عامل بناء، فإذا أخذنا كومة من التراب الذي يحتوي على العناصر المكونة للكائنات الحية، ثم تركناه بعد مزجه لملايين السنين، فمن الحماقة أن نتوقع تشكّل خلية حية أو كائن بشري منه! بل سيميل هذا التراب إلى الفوضى كلما تقادم عليه الزمن. و هكذا يتبيّن لنا أنّ دارون لم يُشر إطلاقا إلى أصل الحياة، فقد كان الاعتقاد السائد في وقته قائمًا على فكرة التولد الذاتي، و قد أبطله"لويس باستر" بتجاربه و أثبت أنّ تلك الكائنات التي تظهر على الطعام المتعفن لم تتولد منه، بل حُملت هنالك بواسطة حشرات لا تُرى بالعين المجردة، ووضع قانونه الذي يهدم النظرية من أول وهلة:"الحياة لا تأتي من الجماد، الحياة تأتي من الحياة". ثم إنّ عناصر الحياة كجزيء أ. د. ن مثلا، لم يكن معروفا في زمن دارون، بل كان يتصوّر أنّ الخليةفي غاية البساطة، فما كاد ينتهي القرن العشرين حتى أصبحت الخلية أعقد تركيبا من مدينة نيويورك، فكيف نُصدق أنّ الخلية نشأت في ظل الظروف البدائية للأرض، و قد عجزت أحدث المخابر عن صنع بروتين واحد داخل الخلية، بله الخلية نفسها. وإذا كانت الحياة بدأت في المياه ثم انتقلت إلى اليابسة على النحو الذي يفترضه دارون، فليُخبرنا إذا كيف استطاع السمك أن يعيش خارج الماء تلك المدة الطويلة حتى تطورت منه الزواحف؟! فإن قال: إنّ الانتقال حصل عن طريق البرمائيات، قلنا له: إنّ بيض البرمائيات يختلف عن بيض الزواحف، فالأول ينمو في الماء و الثاني ينمو في اليابسة، فهل هنالك بيض برمائي أيضا! ثم إنّ مبدأ"شاتوليه" في الكيمياء، يقضي باستحالة حدوث تفاعل كيميائي في وسط مائي، فلا يجمل بأنصار التطور إذا أن يغيروا رأيهم و يقولوا: إنّ الحياة ظهرت أولا في اليابسة، لأنّنا نعلم أنّ المياه هي المكان الآمنللأحماض الامينية من الفساد بفعل الأشعة فوق البنفسجية التي تتعرّض لها لو كانت على اليابسة. أما البحث عن أصل الحياة في الفضاء الخارجي، فهذا تعبير منهم على اليأس و استبقاءً منهم لهذه النظرية على قيد الحياة لا أكثر، لأنّه حتى لو أمكن وصول الأحماض الأمينية إلى الأرض عبر نيزك مخترقةً الغلاف الجوي دون احتراق، فإنّ السؤال يبقى مطروحا: كيف نشأت هذه الأحماض هنالك بالصدفة؟! فهذا يجعلنا نُدير عجلة البحث دورة إلى الوراء فقط. ثم نحن إذا ما نظرنا في سجل الحفريات، فإنّنا نجدُ عكس ما تدعيه النظرية تماما، فهي تنص على أنّ الكائنات الحية تطورت من الأبسط إلى الأكثر تعقيدا، لكن هذه صخور العصر الكامبري التي هي أقدم الصخور الرسوبية، نجد فيها كائنات كثيرة و معقدة جدًا كثلاثيات الفصوص و الإسفنجيات... و لا توجد أية علامة للانتقال التدريجي -أو لما يُسمى بالحلقة المفقودة-بينها و بين وحيدات الخلايا، التي تمثل أول شكل من أشكال الحياة قبل العصر الكمبري، حتى إنّ علماء الجيولوجيا يسمون هذا الظهور المفاجئ للكائنات"بالانفجار الكامبري" و من جهة أخرى، فإنّ الكثير من الكائنات الحيّة اليوم لا تزال تحتفظ بنفس الشكل الذي كانت عليه منذ ملايين السنين، فالحصان منذ أن وجد وهو على هيئة الحصان و الكلاب على هيئة الكلاب و القرود على هيئة القرود... و كذلك الإنسان، و لو فرض أنّ الكائنات الحيّة قد انحدرت حقا من بعضها البعض، لكان من الواجب إذا أن نجد في كل طبقات الأرض تلك الكائنات الوسيطة بين الأنواع، فمن المفترض أن نعثر على كائنات نصفها سمكة و نصفها الآخر تمساح! أو على كائنات نصفها إنسان و نصفها الآخر قرد! لم يعثر على شيء من ذلك أبدا، اللهم إلاّ في المتاحف حيث تحفظ تلك الحفريات المزيفة. و لمّا كانت الداروينية هي النظرية الوحيدة التي تستطيع أن تُعطي تفسير ماديا-مزيفا- لوجود الكائنات من غير تدخل لفكرة الإله، فقد بذل الملحدون قُصارى جهودهم لنشر هذه النظرية في جميع أرجاء العالم، و من أبرز الوسائل المستخدمة في ذلك، ترديدهم لكذبة "لقد عثرنا على الحلقة المفقودة"و الغرض من هذا تحقيق مقولة"اكذب ثم اكذب حتى تصدق"و من الخُدع التي يحتال بها أنصار التطور على العامة، استعمال المصطلحات العلمية المعقدة من أجل خلق انطباع لديهم أنّ هذا العلم صعب فهمه، و لذلك من الأحسن تركه للعلماء فكل ما يقوله العلماء حق! و من الخُدع طرح تساؤلات تفصيلية مثل: هل نحن أقرب رحما إلى الكنغر؟ هل انتصب الإنسان للمشي بسبب الجوع؟...فالعامي إذا ترددت عليه مثل هذه التساؤلات، قد يخلق لديه انطباع أنّ كل شيء عن التطور قد اتّضح إلا أمور يسيرة سوف يكشفها العلم الحديث وهيهات، فكلما تقدم العلم ازداد زيف هذه النظرية وضوحا، و من الخُدع أيضا ترديدهم لكذبة "لقد خلقنا خلية اصطناعية" نعم قد نستطيع بالمخابر الحديثة -التي لم تتوفر عليها الظروف البدائية للأرض- تغيير شيء مكان شيء و لكن لن نستطيع أبدا إيجاد شيء من العدم،كما يُركز أنصار التطور في نشر نظريتهم المزعومةعلى استعمال الوسائل المرئية من رسوم و نحوها، لأنها أشدّ تأثيرا على عقول العامة، بحيث أنّ الواحد منهم إذا اعتاد مشاهدة تلك الصور، فإنّه يُصبح غير محتاج أن يسأل عن الأدلّة العلميّة التي تُصدّق ذلك، لكن المصدر الوحيد لتلك الرسوم هو قوة التخيّل لذلك الرسّام، و إلاّ كيف يُعقل أن يُصوّر إنسان "نبراسكا" في كامل هيئته، بل مع أولاده يصيد و يلعب، و كل ذلك بناء على سنّ واحدة عُثر عليها عام 1922م! وإذا كان أنصار التطور قد استطاعوا أن يلبّسوا على الكثير من الناس بقضية التشابه المورفولوجي بين الإنسان و الشمبانزي، فإنّ الواحد منهم لا يجرئ على القول بوجود علاقة تطورية بين الإنسان والإخطبوط، لأنّ عيني كل منهما تعمل بنفس الطريقة؟! أو إقامة علاقة نسب بين الخفافيش التي هي من عائلة الثدييات و الطيور بسبب أنّ لكل منها أجنحة؟!. و في الختام أقول: إنّ العلم قد نقض نظرية التطور من غير قصد، و أنّ هذه النظرية لا تزيد على كونها خدعة علمية، آمن بها ملاحدة الغرب ولا تزال مُتوهجة في قلوب الكثير من مثقفيهم بل و علمائهم، لأنّها المبرر المادي الوحيد لتفسير نشأة الكائنات، و لكن ذلك التبرير - أو بالأحرى التزوير- ليس له مستند علمي صحيح، فالتعقيد البنيوي الكبير في الكائنات الحية منذ أوّل ظهورها -مثل بنية العين و الريش- لا يمكن أن يكون وليد الصدفة العمياء التي استترت وراء ستار الانتخاب الطبيعي و الطفرة الوراثية، فالظهور الكاملو المفاجئ للكائنات الحية لا يوجد له أي تفسير سوى الخلق المباشر الذي نصّت عليه الأديان و ارتضته العقول، و مادامت خامة الخلق و مادته واحدة و الغداء المستهلك واحد، فمن الطبيعي بل من الملائم أن تتشابه هذه الكائنات الحية في تركيبها العضوي و الوظيفي، فاتحاد النّسق في الخلق يدلّ على وحدانية الخالق، و هذه هي العقيدة التي نعتقدها و نموت عليها إن شاء الله، و لا يعمى عنها إلا من ختم الله على قلبه و سمعه و جعل على بصره غشاوة، فمن يهديه من بعد الله، نسأل الله السلامة و العافية، و صلى الله و سلم على نبينا محمد، و على آله و صحبه و من اقتفى أثره إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc