عاجل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الطّلبات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عاجل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-30, 14:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
SASAA SALAH
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










B18 عاجل

كتاب طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-12-31, 18:39   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
lakhdarali66
عضو متألق
 
الصورة الرمزية lakhdarali66
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام أحسن عضو لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

كتاب طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي

https://www.4shared.com/rar/AA8bhZSb/____.html


https://www.4shared.com/rar/fJvdTinB/___online.html



ج1 https://hotfile.com/dl/63826989/414e6...ptiff.pdf.html

ج2 https://www.filefactory.com/dlf/f/b2g...2-ar_ptiff.pdf










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-31, 18:59   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
SASAA SALAH
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ممكن تساعدوني في ملخص لكتاب طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-31, 19:19   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
lakhdarali66
عضو متألق
 
الصورة الرمزية lakhdarali66
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام أحسن عضو لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

هو أبو عبد الله محمد بن سلاّم بن عبيد الله بن سالم الجمحىّ البصرىّ ، مولى قُدامة بن مظعون الجمحىّ بالولاء، ولد بالبصرة سنة 139 هجرية ، 756 ميلادية ، وتوفى في بغداد سنة 232 هجرية ،847 ميلادية . نشأ في البصرة بيئة علماء العربية الأوائل وفحولها ، والتقى كثيراً من علماء اللغة والنحو ورواة الأدب والأخبار الثقات ، وسمع من شيوخ العلم والحديث والأدب وروى عنهم ، فحدّث عن حماد بن سلمة ، ومبارك بن فَضَالة ، وزائدة بن أبى الرُّقاد ، وأبى عَوَانة ، والأصمعى ، وأبى عبيدة...

وقد اشتهر بسعة علمه وصدق روايته ، وممن روى عنه من الثقات : أحمد بن يحى ثعلب ، وأبو حاتم السجستانى ، وأبو الفضل الرياشى ، والمازنى ، والزيادىّ ، وأحمد بن حنبل ، وابنه عبد الله بن أحمد ، وأبو خليفة الجمحى . وقد ذكر صاحب الفهرست أن لابن سلاّم إلى جانب " كتاب طبقات فحول الشعراء " ثلاثة كتب أخرى هى : الفاصل في مُلَح الأخبار والأشعار، وبيوتات العرب ، والحلاب وأجر الخيل ، وأضاف ياقوت كتاباً رابعاً هو: غريب القرآن.

إن كتاب طبقات فحول الشعراء من أقدم كتب النقد الأدبي ، ومؤلفه من أوائل النقاد الذين اعتنوا بالشعر والشعراء ؛ فهو أول من خص النقد الأدبي بدراسة مستقلة بعد أن كان جُملاً وفقرات متناثرة في بطون الكتب .
ماهيـة الكتـاب :


افتتح ابن سلام كتابه بمقدمة قيِّمة تعكس أهمية الكتاب وغايته ومنهجه ، أما أهمية الكتاب فتتجلى في عدة أمور ؛ منها : اهتمامه بالشعر العربى القديم ، وحيوات قائليه وأحوالهم ، يقول : " ذكرنا العرب وأشعارها ، والمشهورين المعروفين من شعرائها وفرسانها وأشرافها وأيامها ، إذ كان لا يحاط بشعر قبيلة واحدة من قبائل العرب ، وكذلك فرسانها وساداتها وأيامها ، فاقتصرنا من ذلك على مالا يجهله عالم ، ولا يستغنى عن علمه ناظر في أمر العرب ، فبدأنا بالشعر " .

وهو في عمله هذا لا يهدف إلى جمع أشعار القدماء والحديث عن أخبارهم وأيامهم فحسب ، بل إن هدفه الرئيس هو تخليص ذلك الشعر مما علق به من شوائب ، وما أضيف عليه من مصنوع مُفْتَعَلٍ ، ثم التنبيه على مكانة كل شاعر ومنزلته بين شعراء عصره .

ولكى يحقق ابن سلام هذه الغاية نراه قد استعرض معظم المقاييس النقدية التي كانت سائدة في عصره ، ثم حدد بعض الثوابت التي سيأخذ بها ؛ من ذلك ما نراه من تبرير رفضه الأخذ بما ورد في بطون الكتب من أشعار ، يقول : " وقد تداوله قوم ـ أى الشعر ـ من كتابٍ إلى كتابٍ ، لم يأخذوه عن أهل البادية ، ولم يعرضوه على العلماء . وليس لأحد ـ إذا أجمع أهل العلم والرواية الصحيحة على إبطال شئ منه ـ أن يَقبل من صحيفة ، ولا يروى عن صُحُفى " ، ومنها ما نراه من اِلتزامه برأى الجماعة حين يقول : " وقد اختلفت العلماء بعد في بعض الشعر ، كما اختلفت في سائر الأشياء ، فأما ما اتفقوا عليه ، فليس لأحد أن يخرج منه " .
ثم تحدث عن أهمية عمل الناقد وما ينبغى أن يتزود به من صنوف العلم والثقافة ، إضافة إلى الذوق والفطرة ؛ والدربة والممارسة ، وذلك لكى يتمكن من القيام بالمهام الملقاة على عاتقه ، والتى منها إضافة إلى تمييز الجيد من الردئ ؛ تخليص ذلك الشعر مما دخله من مصنوع .
وفى مقدمة كتابه تحدث أيضاً عن الكثير من الأمور التي تتعلق بالشعر وبداياته ، وبعض ما أصابه من عيوب وآفات تتعلق بالنشأة الأولى وتدلل عليها ، وأبرز أخبار الشعر والشعراء ، وما طرأ على الشعر في الإسلام .. ، وكذلك اللغة العربية وأول من تحدث بها ، والنحو العربى ونشأة مباحثه وتطورها .. ، وقبل أن يشرع في بناء طبقاته حدد المنهج الذى سيسير عليه بقوله : " .. فاقتصرنا من الفحول المشهورين على أربعين شاعراً ، فألَّفْنا مَنْ تشابه شعره منهم إلى ُنَظرائه ، فوجدناهم عشر طبقات ، أربعة رهط كل طبقة ، مُتَكافِئين مُعْتِدلين " ،
وقال في موضع آخر : " .. ثم إنا اقتصرنا ـ بعد الفحص والنظر والرواية عمن مضى من أهل العلم ـ إلى رَهْطٍ أربعة ، اجتمعوا على أنهم أشعر العرب طبقة ، ثم اختلفوا فيهم بَعْدُ . وسنسوق اختلافهم واتفاقهم ، ونسمِّى الأربعة، ونذكر الحجة لكل واحد منهم ـ وليس تَبْدِئَتُنَا أحدهم في الكتاب نحكم له ، ولا بد من مبتدأٍ ـ ونذكر من شعرهم الأبيات التي تكون في الحديث والمعنى .
قضية الانتحال في الطبقات:

تعد قضية الشعر الموضوع أبرز القضايا النقدية التي عالجها ابن سلام في كتابه ، وهو أول من انتبه إلى خطورة هذه القضية في عصره ؛ ذلك العصر الذى ازدهرت فيه حركة التدوين ، حيث اهتم علماء العربية بجمع العلوم والمعارف العربية والإسلامية من أفواه الرواة، وعكفوا على تحقيقها والتأكد من صحة روايتها وتخليصها مما علق بها من أغاليط الرواة ووضع الوضَّاعين . وقد لاحظ ابن سلام أن بعض الشعر الجاهلى الذى يتناقله الرواة مصنوع ، واستدل على ذلك بدليلين ، أولهما : عدم وجود قرينة على انتماء بعض ما يتداوله الرواة مكتوباً إلى العصر الجاهلى ، فهو لم يأت مروياً عن أهل البادية ، ولم يعرض على علماء العربية الثقات .
وثانيهما : يعود إلى ضعف مستوى ذلك الشعر ، فهو شعر " مصنوعٌ مُفْتَعَلٌ موضوعٌ كثير لا خيرَ فيه ، ولا حُجَّةَ فى عَرَبِيَّةٍ ، ولا أدبٌ يُستفاد ، ولا معنىً يُسْتخرج ، ولا مَثَلٌ يُضْرَب ، ولا مديحٌ رائعٌ ، ولا هجاءٌ مُقْذِعٌ ، ولا فخرٌ مُعْجِبٌ ، ولا نسيبٌ مُسْتَطْرَفٌ.."،

ومن هؤلاء الرواة نجده ينتقد محمد بن إسحق صاحب السيرة ، إذ يرى أنه هجَّن الشعر وأفسده وأورد في كتابه أشعاراً لأناس لم يقولوا الشعر قط ، بل أورد أشعاراً ترجع إلى قوم عاد وثمود ، قال : "كتب في السِّيَر أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعراً قط ، وأشعار النساء فضلاً عن الرجال ، ثم جاوز ذلك إلى عادٍ وثمودَ ، فكتب لهم أشعاراً كثيرة ، وليس بشعر ، إنَّما هو كلامٌ مؤلَّفٌ معقودٌ بقَوَافٍ " ، الأمر الذى جعل ابن سلام ينفى هذا الشعر ، ويرفضه ؛ مبيناً الأدلة التي تستدعى رفضه ، وهى :
1 ـ أدلة قرآنية : وتتمثل فيما جاء في القرآن الكريم من آيات عديدة تتحدث عن الأمم السابقة وانقطاع دابر بعضها ، فالله يقول :  وأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الأُولَى وثَمُودَ فَمَا أبْقَى ( ) ويقول في عاد  فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِن بَاقِيَةٍ ( ) فإذا كان الله  قد أهلك قوم عاد وثمود جميعاً فمن إذن حمل هذا الشعر ؟ ، ومن أدَّاه منذ آلاف من السنين؟ .

2 ـ أدلة تاريخية : وتتمثل في رجوع ابن سلام إلى تاريخ اللغة العربية ؛ واختلاف لهجات العرب ، وكذلك إلى تاريخ الشعر العربى ، حيث يرى :
ـ أن اللغة العربية لم تكن موجودة في عهد عاد وثمود ، وليس يصح في الأذهان أن يوجد شعر بلغة لم توجد بعد . فأول من تكلم بالعربية هو إسماعيل بن إبراهيم واسماعيل كان بعد عاد وثمود.

ـ أن الشعر الموضوع ـ المنحول ـ الذى نسبه الرواة إلى قوم عاد لا يمثل لغة عاد ، فعاد من اليمن ؛ ولسان اليمانيين يختلف عن هذا اللسان العربى ، ويستدل ابن سلام على ذلك بقول أبى عمرو بن العلاء: " العرب كلُّها وَلَدُ اسماعيلَ ، إلاّ حِمْيَرَ وبقايا جُرْهُم " ،
وقوله : " مالسانُ حِمْيَرَ وأقاصِى اليمن اليوم بلساننا ولا عربيَّتهم بعربيَّتنا" ويقيم الحجة على رواة تلك الأشعار الموضوعة فيقول : " فكيف بما على عهد عاد وثمود ، مع تداعيه وَوَهْيِه ؟ فلو كان الشعر مثل ما وُضِع لابن إسحاق، ومثل ما روى الصُّحُفِيُّون ، ما كانت إليه حاجة ، ولا فيه دليل على علم " .
ـ أن تاريخ الأدب العربى لا يذهب بالشعر الجاهلى إلى ذلك العصر الموغل فى القدم ، بل إن ازدهار الشعر لم يكن قبل الإسلام بكثير ، " ولم يكن لأوائل العرب من الشعر إلا الأبيات يقولها الرجل فى حَاجتِة ، وإنَّما قُصّدَتْ القصائد ، وطُوِّلَ الشعر فى عهد عبد المطلب وهاشم بن عبد مناف ، وذلك يدلّ على إسقاط شعرِ عادٍ و ثمودَ وحِمْيَرَ وتُبَّع .

ثم يحدد ابن سلام الأسباب التى جعلت العرب تصنع الشعر وتنسبه لأناس لم يقولوه ، فيرى أن الانتحال يرجع إلى عاملين :

الأول : العصبية القبلية فى العصر الاسلامى : إذ حرصت بعض القبائل العربية على أن تضيف لإسلامها ضروباً من المكانة والمجد ، فوجدت فى الشعر ضالتها . ومعلوم أن الشعر الجاهلى قد ضاع منه الكثير ، قال أبو عمرو بن العلاء : " ما انتهى إليكم ممَّا قالت العرب إلاّ أقُّله ، ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم وشعر كثير( ) " . أما أسباب ضياع ذلك الشعر فقد بيَّنها ابن سلام فى قوله : " فجاء الإسلام ، فتشاغلت عنه العرب بالجهاد وغزو فارس والروم ، ولَهَتْ عن الشعر وروايته . فلما كثر الإسلام ، وجاءت الفتوح ، واطمأنَّت العرب بالأمصار ، وراجعوا رواية الشعر ، فلم يؤولوا إلى ديوان مُدوَّن ولا كتاب مكتوب ، وألْفَوا ذلك وقد هلك من العرب مَنْ هلك بالموت والقتل ، فحفظوا أقل ذلك ، وذهب عليهم منه كثير( )" . لذلك لاحظ ابن سلام قيام بعض القبائل التى قَلَّ نصيبها فيما بقى من شعر بالوضع على ألسنة شعرائهم ، يقول ابن سلام : " فلما راجعت العرب رواية الشعر ، وذِكر أيامها ومآثرها ، استقلَّ بعض العشائر شعر شعرائهم ، وما ذهب من ذكر وقائعهم . وكان قوم قلَّتْ وَقائعُهم وأشعارهم ، فأرادوا أن يلحقوا بمن له الوقائع والأشعار ، فقالوا على ألسنة شعرائهم ثم كانت الرُّواة بعد ، فزادوا فى الأشعار التى قيلت. " .

الثانى : الرواة وزيادتهم فى الأشعار : لم يقتصر دور بعض الرواة على وضع الشعر ونسبته إلى غير قائليه بل تجاوز ذلك بكثير ، فهم رغم وضعهم فى المرتبة الثانية بعد تزيد العشائر أشد خطراً على الشعر والشعراء ، حيث لم يقتصر دورهم على الوضع بل تجاوزه إلى التزييف والخلط ، من ذلك مثلاً ما كان يفعله حمَّاد الراوية ، الذى " كان ينحل شعرَ الرجُلِ غيرَه ، وينحله غيرَ شعره ، ويزيد فى الأشعار " . وقد ذكر ابن سلام العديد من الروايات والوقائع التى تدلل على تزيد الرواة فيه ؛ وتزييفه وخلطه .

وهنا تجدر الإشارة إلى أن ابن سلام قد وضع قاعدة نقدية هامة من قواعد الدرس النقدى التطبيقى ؛ حيث لفت الأنظار إلى ضرورة تحقيق النص قبل دراسته ، والتأكد من صحة نسبته لقائله ؛ و صحة روايته ، وهو يرى أن هذا الأمر رغم صعوبته إلا أنه لا يخفى على أهل العلم : " وليس يُشْكِلُ على أهل العلم زيادةُ الرواةِ ولا ما وَضَعوا ، ولا ما وضع المولَّدون ، وإنما عَضَّلَ بهم أن يقولَ الرجلُ من أهل البادية من وَلَدِ الشُّعراء ، أو الرجلُ ليس من ولَدِهم ، فَيُشْكِل ذلك بعض الإشكال".
فكرة الطبقات :

سعى ابن سلام ـ منذ البداية ـ إلى جمع شتات مشاهير الشعراء وجعلهم فى طبقات تبين مكانتهم ، وهذا العمل كان يتطلب من ابن سلام التعرض للنصوص الأدبية بالتحليل حتى يظهر جمالها الفنى ويعلل قصورها ، إلا أنه انصرف إلى الشعراء أنفسهم ذاكراً لهم مايراه جيداً دون أن يذكر أسباب تلك الجودة فى الغالب ، و لو نظرنا إلى مصنفه سنجد أنه يشتمل على 114 شاعراً جاء توزيعهم فى الطبقات التالية :

1 ـ طبقات الشعراء الجاهليين : وهى عشرة ، فى كل طبقة أربعة شعراء.
2 ـ طبقات الشعراء الإسلاميين : وهى عشرة ، فى كل طبقة أربعة شعراء .
3 ـ طبقة أصحاب المراثى : وتضم ثلاثة شعراء وشاعرة ـ الخنساء ـ، وهى المرأة الوحيدة التى أوردها ابن سلام فى طبقاته .
4 ـ طبقة شعراء القرى العربية : وتنطوى على اثنين وعشرين شاعراً ، قسِّموا على النحو التالى :
أ ـ شعراء المدينة خمسة ، ثلاثة من الخزرج و اثنان من الأوس .
ب ـ شعراء مكة تسعــــــة .
ج ـ شعراء الطائف خمسة .
د ـ شعراء البحرين ثلاثــة .
هـ ـ طبقة شعراء اليهود وتشمل ثمانية شعراء .

وقد نبَّه ابن سلام ـ وهو يُقْدِم على وضع الشعراء فى طبقات ـ على أن ذكره شاعر قبل قرنائه فى الطبقة الواحدة لايعنى أنه الأعلى مكانة ؛ المُقَدَّم على باقى شعراء الطبقة ؛ بل إن هذا الأمر لا يخضع لأى معيار نقدى ؛ لأنه لا بد أن يبدأ بذكر أحدهم ، يقول : " وليس تَبْدِئَتُنا أحدَهُم فى الكتاب نحكُمُ له ، ولا بُدَّ من مُبْتَدَأٍ" .
ومع ذلك فإننا نجد ابن سلام ـ فى كثير من الأحيان ـ يوازن بين شعراء الطبقة الواحدة ، أو بين شاعر وآخر داخل الطبقة ، فيورد رأى العلماء فيهم ويختار من شعرهم ما يؤكد هذا الرأى ، ثم يفسر بعض الكلمات الغريبة التى قد ترد فى الشعر ـ وهذا قليل ـ أو يورد آراء علماء اللغة فيها ، وفى حالات قليلة يبيِّن رأيه ، وشواهد ذلك فى طبقاته كثيرة ؛ من ذلك ـ مثلاً ـ ما نراه فى المفاضلة بين شعراء الطبقة الأولى من الجاهليين ؛ وهم : امرؤ القيس والنابغة الذبيانى وزهير بن أبى سلمى والأعشى ، حيث يورد العديد من آراء العلماء واختلافهم فى المفاضلة بين شعراء هذه الطبقة ، من ذلك قوله : " أخبرنى يونس بن حبيب : أن علماء البصرة كانوا يقدِّمون امرأ القيس بن حُجْر ، وأهل الكوفة كانوا يقدِّمون الأعشى ، وأن أهل الحجاز والبادية كانوا يقدِّمون زهيراً والنابغة" ، وفى تبرير تفضيل امرئ القيس على شعراء طبقته قوله : " فاحتجّ لامرئ القيس من يُقدّمه قال : ما قال ما لم يقولوا ، ولكنه سَبَقَ العربَ إلى أشياء ابتدَعها ، واستَحْسَنَتْها العربُ ، واتَّبعتْه فيها الشعراء : استيقافُ صَحْبِه ، والتَّبْكَاءُ فى الدِّيار ، ورقَّةُ النَّسيبِ ، وقُرْب المأخَذ ، وشَبَّه النِّساءَ بالظِّباءِ والبَيْضِ ، وشَبَّه الخَيْل بالعِقْبان والعِصِىِّ ، وقَيَّدَ الأوَابد ، وأجادَ فى التشبيه ، وفَصَلَ بين النَّسيب وبين المعنَى" ، أما ابن سلام فيرى أن امرأ القيس : " كان أحسن أهل طبقته تشبيهاً ، وأحسن الإسلاميين تشبيهاً ذو الرُّمَّة" . ثم يورد آراء من احتج من العلماء للنابغة وزهير والأعشى ، ويناقش بعضها ويبيّن رأيه فيها أحياناً .
وقد اعتمد ابن سلام فى مفاضلته بين الشعراء وتصنيفهم فى طبقات تبين مكانتهم الأدبية ومرتبتهم الشعرية على ثلاثة مقاييس عامة ؛ هى :
1 ـ كثرة شعر الشاعر .
2 ـ تـعـدد أغــراضــه .
3 ـ جـــودة شـــعـــره .
طبقات الشعراء الجاهليين

الطبقة الأولى

امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن يعرب بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة.
ونابغة بني ذبيان، واسمه زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، ويكنى أبا أمامة.
وزهير بن أبي سلمى واسم أبي سلمى ربيعة بن رباح بن قرط بن الحارث بن مازن بن ثعلبة بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة.
والأعشى، وهو ميمون بن يس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، ويكنى أبا بصير.
الطبقة الثانية :
أوس بن حجر بن عتاب بن عبد الله بن عدي بن نمير بن أسيد بن عمرو بن تميم، وهو المقدم عليهم.
وبشر بن أبي خازم الأسدي
وكعب بن زهير بن أبي سلمى.
والحطيئة، أبو مليكة، جرول بن أوس بن مالك بن جوية بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان.
الطبقة الثالثة:
أبو ليلى، نابغة بني جعدة: وهو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وأبو ذؤيب الهذلي، وهو خويلد بن خالد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل.
والشماخ بن ضرار بن سنان بن أمامة، أحد بني سعد بن ذبيان.
ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر.
الطبقة الرابعة :
وهم أربعة رهط فحول شعراء، موضعهم مع الأوائل وإنما أخل بهم قلة شعرهم بأيدي الرواة.
طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة.
وعبيد بن الأبرص بن جشم بن عامر، أحد بني دودان بن أسد بن خزيمة.
وعلقمة بن عبدة بن ناشرة بن قيس بن عبيد بن ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
وعدي بن زيد بن حمار بن زيد بن أيوب، أحد بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم.
الطبقة الخامسة:
وهم أربعة رهط: خداش بن زهير بن ربيعة ذي الشامة بن عمرو، وهو فراس الضحياء، بن عامر بن صعصعة.
والأسود بن يعفر بن عبد الأسود بن جندل بن نهشل بن دارم.
وأبو يزيد، المخبل بن ربيعة بن عوف قتال بن أنف الناقة بن قريع.
وتميم بن أبي بن مقبل بن عوف بن حنيف بن قتيبة بن العجلان بن عبد الله بن ربيعة بن كعب بن عامر بن صعصعة.
الطبقة السادسة :
أربعة رهط، لكل واحد منهم واحدة: أولهم عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. وله قصيدة، التي أولها:
ألاهبي بصحنك فأصبحينا ... ولا تبقي خمور الأندرينا
والحارث بن حلزة بن مكروه بن بديد بن عبد الله بن مالك بن عبد سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر ابن وائل. وله قصيدة التي أولها:
آذنتنا ببينها أسماء ... رب ثاو يمل منه الثواء
وله شعر سوى هذا، وهو الذي يقول في شعره:
لا تكسع الشول بأغبارها ... إنك لا تدري من الناتج
وعنترة بن شداد بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن مالك ابن غالب بن قطيعة بن عبس. وله قصيدة، وهي:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي ... وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
وله شعر كثير، إلا أن هذه نادرة، فألحقوها مع أصحاب الواحدة.
وسويد بن أبي كاهل بن حارثة بن حسل بن مالك بن عبد سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل، وله قصيدة، أولها:
بسطت رابعة الحبل لنا ... فمددنا الحبل منها ما اتسع
الطبقة السابعة:
أربعة رهط محكمون مقلون، وفي أشعارهم قلة، فذاك الذي أخرهم.
منهم سلامة بن جندل بن عبد الرحمن بن عبد عمرو بن الحارث، وهو مقاعس، بن عمرو بن كعب بن سعد.
وحصين بن الحمام المريم، بن ربيعة بن مساب بن حرام بن وائلة بن سهم بن مرة، وهو فارس شاعر شريف.
والمتلمس، وهو جرير بن عبد المسيح بن عبد الله ابن زيد بن دوفن بن حرب بن وهب بن جلى بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة، ويقال ضبيعة أضجم، والأضجم: الحارث الخير بن عبد الله بن ربيعة بن دوفن، وبه ضجمت ربيعة، وكان سيدا. والمتلمس خال طرفة بن العبد، وإنما سمي المتلمس لقوله:
فهذا أوان العرض حي ذبابه ... زنابيره والأزرق المتلمس
والمسيب بن علس بن عمرو بن قمامة بن زيد بن ثعلبة بن عمرو بن مالك بن جشم بن بلال بن خماعة بن جلى بن أحمس بن ضبيعة. واسم المسيب: زهير، وإنما سمي المسيب حين أوعد بني عامر بن ذهل، فقالت بنو ضبيعة: قد سيبناك والقوم. وهو خال الأعشى، وهو الذي يقول في القعقاع بن معبد بن زرارة:
فلأهدين مع الرياح قصيدة ... مني مغلغلة إلى القعقاع
الطبقة الثامنة:
أربعة رهط: عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة.
والنمر بن تولب بن أقيش بن عبد الله بن كعب بن عوف بن الحارث بن عدي بن عوف بن عبد مناة بن أد، وهو عكل.
وأوس بن غلفاء الهجيمي.
وعوف بن عطية بن الخرع، والخرع يقال له عمرو بن عيش بن وديعة بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تيم ابن عبد مناة بن أد.
الطبقة التاسعة:
أربعة رهط: ضابيء بن الحارث بن أرطاة بن شهاب بن عبيد بن خاذل ابن قيس القبيلة بن حنظلة بن مالك، من البراجم.
وسويد بن كراع العكلي.
والحويدرة، واسمه قطبة بن محصن بن جرول بن حبيب الأعظ بن عبج الغزي بن حزيمة بن رزام بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان.
وسحيم، عبد بني الحسحاس بن هند بن سفيان بن غضاب بن كعب بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.
الطبقة العاشرة:
وهي آخر الطبقات- الجاهلية-، وهم أربعة رهط: أولهم: أمية بن حرثان بن الأسكر بن عبد الله، سرابيل الموت - كان شاعراً سيداً - بن زهرة بن زيينة بن جندع بن ليث بن بكر عبد مناة بن كنانة.
وحريث بن محفظ.
والكميت بن معروف بن الكميت بن ثعلبة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.
وعمرو بن شأس بن أبي بلي، واسمه عبيد بن ثعلبة بن ذويبة بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد ابن خزيمة.
طبقة أصحاب المراثي:

قال: وصيرنا أصحاب المراثي طبقة بعد العشر الطبقات.
أولهم: متمم بن نويره بن جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع، رثى أخاه مالكا.
والخنساء بنت عمرو بن الحارث بن الشريد بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة، رثت أخويها صخرا ومعاوية.
وأعشى باهلة - واسمه عامر بن الحارث بن رياح بن عبد الله بن زيد بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن - رثى المنتشر بن وهب بن عجلان بن سلمة بن كراثة بن هلال بن عمرو ابن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن.
وكعب بن سعد بن عمرو بن عقبة - أو علقمة - بن عوف بن رفاعة، أحد بني سالم بن عبيد بن سعد بن جلان بن غنم بن غني بن أعصر، رثى أخاه أبا المغوار.
شعراء القرى العربية :
وهي خمس: المدينة، ومكة، والطائف، واليمامة، والبحرين. وأشعرهن قرية المدينة.
شعراؤها الفحول خمسة: ثلاثة من الخزرج، واثنان من الأوس.
فمن الخزرج، من بني النجار: حسان بن ثابت. ومن بني سلمة: كعب بن مالك. ومن الحارث بن الخزرج: عبد الله بن رواحة. ومن الأوس: قيس بن الخطيم، من بني ظفر. وأبو قيس بن الأسلت، من بني عمرو بن عوف.
شعراء مكة:

وبمكة شعراء، فأبرعهم شعرا: عبد الله بن الزبعري بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم.
وأبو طالب بن عبد المطلب، شاعر.
والزبير بن عبد المطلب، شاعر.
وأبو سفيان بن الحارث، شاعر.
ومسافر بن أبي عمرو بن أمية، شاعر.
وضرار بن الخطاب الفهري، شاعر.
وأبو عزة الجمحي، شاعر، واسمه عمرو بن عبد الله.
وعبد الله بن حذافة السهمي، الممزق.
وهبيرة بن أبي وهب بن عامر بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
شعراء الطائف

قال ابن سلام: وبالطائف شعر وليس بالكثير، وإنما كان يكثر الشعر بالحروب التي تكون بين الأحياء، نحو حرب الأوس الخزرج، أو قوم يغيرون ويغار عليهم. والذي قلل شعر قريش أنه لم يكن بينهم نائرة، ولم يحاربوا، وذلك الذي قلل شعر عمان. وأهل الطائف في طرف، ومع ذلك كان فيهم: أبو الصلت بن أبي ربيعة.
وابنه أمية بن أبي الصلت، وهو أشعرهم.
وأبو محجن عمرة بن حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي.
وغيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف.
وكنانة بن عبد يا ليل.
شعراء البحرين:


قال ابن سلام: وفي البحرين شعر كثير جيد وفصاحة، منهم: المثقف، وهو عائذ بن محصن بن ثعلبة بن واثلة بن عدي بن عوف بن دهن بن عذرة بن منبه بن نكرة - وهي القبيلة - ابن لكيز بن أفصى بن عبد القيس.
شعراء يهود:
وفي يهود المدينة وأكنافها شعر جيد، منهم: السموال بن عادياء، من أهل تيماء، وهو الذي كان امرؤ القيس استودعه سلاحه، فسار إليه الحارث بن أبي شمر الغساني فطلبه، فأغلق الحصن دونه. فأخذ ابنا له خارجا من القصر، وقال: إما أن تؤدى إلى السلاح، وإما أن أقتله. قال: أقتله، فلن أؤديها. ووفى فضرب به الأعشى المثل، فقال:
كن كالسموأل إذ طاف الهمام به ... في جحفل كسواد الليل جرار

ومنهم الربيع بن أبي الحقيق، من بني النضير، وهو الذي يقول:
سائل بنا خابر أكفائنا ... والعلم قديلفى لدى السائل

وشريح بن عمران، الذي يقول في كلمته:
آخ الكرام إن استطع ... ت إلى إخائهم سبيلا

وسعية بن العريض، القائل في كلمة له:
بل ليت شعري حين أندب هالكا ... ماذا يؤبنني به أنواحي؟

وأبو القيس بن رفاعة، وهو يقول في قصيدته:
إذا ذكرت أمامة فرط حول ... ولو بعدت محلتها غريت

وأبو الذيال، يقول في كلمة أولها:
هل تعرف الدار خف ساكنها ... بالحجر فالمستوى إلى الثمد؟

ودرهم بن زيد، يقول:
هجرت الرباب وجاراتها ... وهمك بالشوق قد يطرح
طبقات الشعراء الإسلاميين


عشر طبقات: كل طبقة أربعة رهط متكافئين معتدلين.

الطبقة الأولى
جرير بن عطية بن الخطفي، واسم الخطفي حذيفة، بن بدر ابن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع.خطفه بيت قاله:
يرفعن لليل إذا ما أسدفا ... أعناق جنان وهاما رجفا
وعنقاً، بعد الرسيم، خيطفا

والفرزدق، واسمه همام، بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع. وإنما سمي الفرزدق لأنه شبه وجهه بالخبزة، وهي فرزدقة .

والأخطل، واسمه غياث، بن غوث بن الصلت بن طارقة ابن السيحان بن عمرو بن فدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر ابن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. خطله قول كعب بن جعيل له: إنك لأخطل يا غلام!

وراعي الإبل، واسمه عبيد بن حصين بن جندل بن قطن ابن ظويلم بن ربيعة بن عبد الله بن الحارث بن نمير. سمي راعي الإبل، لكثرة صفته للإبل وحسن نعته لها، فقالوا: ما هذا إلا راعي الإبل! فلزمته .
الطبقة الثانية:

البعيث، واسمه خداش بن بش بن خالد بن بيبة بن قرط ابن سفيان بن مجاشع بن دارم. وسمي البعيث بقوله:
تبعث مني ما تبعث بعد ما ... أمرت حبال كل مرتها شزرا
وهو أول شعر قاله.
والقطامي، واسمه عمرو بن شييم بن عمرو، أحد بني بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب.
وكثير بن عبد الرحمن الخزاعي، وهو ابن أبي جمعة، وكنيته أبو صخر، وهو عند أهل الحجاز أشعر من كل من قدمنا عليه.
وذو الرمة، واسمه غيلان، وهو الذي يقول:
أنا أبو الحارث، واسمي غيلان
ابن عقبة بن بهيش بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة بن كعب بن عوف بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان بن عدي بن عبد مناة بن أد، وهم عدي التيم، وتيم عدي، والتيم من الرباب
الطبقة الثالثة:
من الإسلاميين: أربعة كعب بن جعيل بن قمير بن عجرة بن عوف مالك ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل.
وعمرو بن أحمر بن العمرد بن تميم بن ربيعة بن حرام ابن فراص بن معن الباهلي.
وسحيم بن وثيل بن أعيفر بن أبي عمرو بن إهاب بن حميري ابن رياح بن يربوع.
وأوس بن مغراء، من قريع بن عوف بن كعب ابن سعد.
الطبقة الرابعة:
نهشل بن حري، أحد بني نهشل بن دار.
وحميد بن ثور الهلالي.
والأشهب بن رميلة.
وعمر بن لجأ التيمي، من تيم الرباب.
الطبقة الخامسة:
أبو زبيد الطائي، واسمه حرملة بن المنذر.
والعجير بن عبد الله بن عبيدة بن كعب بن عائشة بن الربيع بن ضبيط بن جابر بن عبد الله بن سلول.
وعبد الله بن همام السلولي.
ونفيع بن لقيط الأسدي.
الطبقة السادسة :

من الإسلاميين حجازية، أربعة رهط: عبد الله بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة بن أهيب ابن ضباب بن حجير بن عبد معيص بن عامر بن لؤي بن غالب، من قريش الظواهر، وإنما نسب إلى الرقيات، لأن جدات له توالين يسمين رقية.
والأحوص، عبد الله بن محمد بن عاصم بن ثابت بن قيس وهو أبو الأقلح، شهد عاصم بدرا، وقتل يوم الرجيع، وحمته الدبر وهو من الأوس.
وجميل بن معمر بن خيبري بن ظبيان بن حن بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة.
ونصيب مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص.
الطبقة السابعة :
من الإسلاميين أربعة رهط: المتوكل الليثي، ويكنى أباجهمة: وهو المتوكل بن عبد الله بن نهشل بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عوف بن عامر ابن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وكان كوفيا، وكان في عصر معاوية.
والثاني يزيد ين ربيعة بن مفرغ بن مصعب الحميري.
والثالث: زياد الأعجم، وهو زياد بن سليم العبدي.
والرابع عدي بن الرقاع، وهوعدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع بن عصر بن عدة بن شعل بن معاوية بن قاسط بن عميرة ابن زيد بن الحاف بن قضاعة.
الطبقة الثامنة:
من الإسلاميين، أربعة رهط: عقيل بن علفة المري.
وبشامة بن الغدير المري، أحد بني سهم بن مرة.
وشبيب بن البرصاء واسمه شبيب بن زيد بن جمرة بن عوف بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة، وأمه البرصاء بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة.
وقراد بن حنش بن عمرو بن عبد الله بن عبد العزي بن صبيح بن سلامة بن الصارد بن مرة.
الطبقة التاسعة :

رجاز، منهم: الأغلب العجلي، وكان مقدما، يقال إنه أول من رجز.
وأبو النجم، واسمه الفضل بن قدامة بن عبيد بن محمد بن عبيد الله بن عبدة بن الحارث بن إياس بن عوف بن ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عجل.
والعجاج، واسمه عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كثيف بن عمرو بن حني بن ربيعة سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
ورؤبة بن العجاج.
الطبقة العاشرة :
أربعة رهط: مزاحم بن الحارث العقيلي.
ويزيد بن الطثرية، والطثرية أمه: وهو يزيد بن المنتشر، أحد بني عمرو بن سلمة بن قشير. والطثرية، نسب إلى حي من قضاعة يقال لهم: طثرة، فنسب إليها.
وأبو داود الرواسي، أحد بني رواس بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة.
والقحيف بن سليم العقيلي.










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-31, 19:25   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
lakhdarali66
عضو متألق
 
الصورة الرمزية lakhdarali66
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام أحسن عضو لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي



مولده :
ولد محمد بن سلام الجمحي في البصرة عام 139 هـ ، وعاش حياته في بغداد ، وتوفى بها عام 232هـ . وهو أحد الإخباريين والرواة كما قال فيه صاحب الفهرست ، وهو من جملة أهل الأدب كما قال فيه الأنباري صاحب كتاب " نزهة الألباء في طبقات الأدباء " كما أنه نحوي أخذ النحو عن حماد بن سلمـة ، وهو كذلك لغوي عده الزبيدي الأندلسي صاحب كتاب " طبقات النحويين واللغويين " في الطبقة الخامسة من اللغويين البصريين وهو يعد أحد كبار نقاد الشعر .

وقد تتلمذ محمد على يد والده سلام الجمحي ، وأراد له الأب أن يكون عالما أو فقيها ، وكان أخوه عبد الرحمن من رواد الحـديث . وقد قرأ محمد بن سلام الجمحي على فحول شيوخ الأدب واللغة في عصره ؛ فدرس على يد عبد الملك الأصمعي ، وخلف الأحمر ، وأبو عبيدة معمر بن المثنى ، والمفضل الضبي ، ويونس بن حبيب ، وغيرهم .


أهم مؤلفاته :
أورد ابن النديم في كتابه الفهرست ثبتا بأسماء الكتب التي ألفها ابن سلام ومنها : كتاب الفاصل في ملح الأخبار والأشعار ، وكتاب بيوتات العرب ، وكتاب طبقات الشعراء الجاهليين ، وكتاب طبقات الشعراء الإسلاميين ، وكتاب غريب القرآن .

ومحمد بن سلام الجمحي هو أول ناقد متخصص في القرن الثالث الهجري ، وكتابه طبقات الشعراء هو أول مصدر نقدي وصل إلينا حتى الآن . فقد كانت الأعمال النقدية قبله لا تتجاوز الجمل أو الفقرات ، نراها مبعثرة في المصادر الأدبية . ونرى أن طبقات الشعراء الجاهليين ، وطبقات الشعراء الإسلاميين وطبقات الشعراء ، هى مسميات مختلفة لكتاب واحد ، هو طبقات الشعراء ، أو طبقات فحول الشعراء .

أهمية ابن سلام ومكانته :
يعتبر محمد بن سلام الجمحي أول من نظم البحث في القضايا الأدبية والنقدية المختلفة ، وعرف كيف يعرضها ويبرهن عليها ويستنبط منها حقائق أدبية في كتابه طبقات فحول الشعراء . وقد شارك معاصريه في كثير من الأفكار ، ولكنه محصها وحققها وأضاف إليها ، وصبغها بصبغة البحث العلمي وسلكها في كتاب خاص ، هو خلاصة ما قيل إلي عهده في أشعار الجاهلية والإسلام ، فالفرق بينه وبين من عاصره كثير ، حيث زاد على ما قالوا في النقد الفني وفي النظر إلى الأدب ، حيث أودع كل معارف عصره في النقد في كتابه الذي يعد أسبق الكتب في ذلك المجال ، فكان أول المؤلفين في النقد الأدبي ، بالإضافة إلي أنه قد جمع الآراء المبعثرة التي قالها الأدباء والعلماء في الشعر والشعراء ، ودرسها دراسة نقدية بروح عالم متأثر بطريقة عصره في الاستيعاب والشرح والتحليل وذكر الأسباب والمسببات .


تحقيق الكتاب وموقف المحقق من عنوانه :
قام محمود شاكر بتحقيق الكتاب وجعله تحت عنوان ( طبقات فحول الشعراء ) وقد برر ذلك بالأسباب التالية :
أولا : أن اسم " طبقات الشعراء " لا يطابق موضوع كتاب ابن سلام كل المطابقة ، فإنه لم يستوف فيه ذكر " الشعراء " بل اختار منهم عددا معلوما . والذي أغفله من كبار الشعراء أضعاف أضعاف ما ذكر . وإذن فاسم " طبقات الشعراء " ثوب فضفاض لا يطابق ما في كتابه" .
ثانيا : لأن محمود شاكر رأى أن ابن سلام قد أوجد اللفظ المطابق لمعنى ما أراد في كتابه ، فهو يقول : " فاقتصرنا من الفحول المشهورين على أربعين شاعرا " وهذه كلمة دالة ، وهي مطابقة لما فعل ، فإنه وازن بين الشعراء ، " فألف من تشابه شعره منهم إلى نظرائه " ونزلهم منازلهم ، ثم اقتصر " بعد الفحص والنظر والرواية عمن مضى من أهل العلم ، إلى رهط أربعة ، على أنهم أشعر العرب طبقة " فرأيت أن تسمية الكتاب باسم " طبقات فحول الشعراء " أولى وأدل من تسميته " طبقات الشعراء " .

ثالثا: ذكر أبو الفرج الأصفهاني هذه الكلمة " فحول " في موضعين من كتابه ، أحدهما في ترجمة المخبل السعدي إذ يقول : " وذكره ابن سلام في الطبقة الخامسة من فحول الشعراء " . والآخر في ترجمة عبيد بن الأبرص إذ يقول : " وجعله ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول الجاهلية " .

رابعا : رأى محمود شاكر على نسخته التي نقلها بيده منذ زمن طويل عنوان " طبقات فحول الشعراء " ، ولم يدر أكانت هذه الكلمة في الأم العتيقة ، ثم نقلها كما هى ، أم كتبها من عنده ؟ وهو يرجح الأول ، لأنه كان يومئذ صغيرا لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره ، ولأنه كان يومئذ في أول الطلب ، وأجهل من أن ينظر نظرا صحيحا في مثل هذا الأمر الدقيق ، المحتاج إلى التمييز والبصر .

من أجل هذا ، لم يتردد محمود شاكر في جعل اسم الكتاب " طبقات فحول الشعراء " ، فإن كان هو الاسم القديم الذي سمى به ابن سلام كتابه ، فذاك ، وإلا فإنه يراه بعد ذلك كله أولى بأن يكون اسما للكتاب ، دون الاسم الذي عرف به ، وسواء اتفقنا أم اختلفنا مع محمود شاكر حول الأسباب التي ساقها ليبرر بها وجهة نظره ، فإننا نحمد له الجهد الذي بذله في تحقيق الكتاب حتى خرج على هذا النحو من الدقة والإتقان .


مادة الكتاب :
ينقسم الكتاب إلى قسمين :
القسم الأول - ويشمل المقدمة وتحدث فيها ابن سلام عن المشكلات الآتية :

أولا : مفهوم الشعر ، وقد جعل ابن سلام الشعر صناعة لا يحسنها إلا من كان على دراية واسعة بها ، فشأن الشعر عنده كشأن سائر الصناعات . فهو يقول : ( وللشعر صناعة وثقافة ، يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات ، منها ما تتثقفه العين ، ومنها ما تتثقفه الأذن ، ومنها ما تتثقفه اليد ، ومنها ما يتثقفه اللسان ، من ذلك اللؤلؤ والياقوت ، لا يعرف بصفة ولا وزن دون المعاينة ممن يبصره ؛ ومن ذلك الجهبذة بالدينار والدرهم ، لا تعرف جودتهما بلون ، ولا مس ، ولا صراط ، ولا وزن، ولا صفة ، ويعرفه الناقد عند المعاينة ، فيعرف بهرجها وزائفها ، وكذلك يعرف الرقيق فتوصف الجارية ، فيقال ناصعة اللون ، نقية الثغر ، حسنة العين والأنف ، جيدة النهود، طريفة اللسان ، واردة الشعر ، فتكون في هذه الصفة بمائة دينار وبمائتي دينار، وتكون أخرى بألف دينار وأكثر ، لا يجد واصفها مزيدا على هذه الصفة ) . وابن سلام في هذا النص يذكر الشروط التي يجب أن تتوفر في الناقد ، أو بالأحرى جسد لنا عوامل ثقافة الناقد ، ويتمثل العامل الأول عنده في ذوق الناقد ، فالكثير من أحكام الناقد تعتمد على ذوقه الشخصي ، وعليه أن يقرأ كثيرا للشعراء .
ويتجسد العامل الثاني في التربة ، فهذا المران يهذب ذوقه ويربيه ، ويحدد له مواقع الجمال في الشعر ، ومن الأفكار التي عرض لها ابن سلام في كتابه فكرة الشعر الموضوع ، الذي يضاف إلى الجاهليين وليس لهم . وتلك الفكرة تزعجه ، وتحتل الجانب الأعظم مما يتصل بالنقد الأدبي في مقدمة كتابه . وترد في ثنايا الكتاب مرة بعد مرة ، وقد نبه بعض العلماء على أن هناك مصنوعا ، كخلف الأحمر ، والمفضل الضبي ، وكان ابن سلام أشدهم تحرجا في هذا الشعر ، وأراد خدمة الروح العلمية بإسناد كل قول إلى صاحبه ، وكل شعر إلى عصره .
ويؤمن ابن سلام أن من الشعر الجاهلي ما هو مصنوع ، وتلك فكرة ذاعت قبله ، لكنه يعرضها فيحسن العرض ، ويبرهن عليها فيصيب ، فخلف الأحمر يرى أن من الشعر ما هو مصنوع لا خير فيه ، فلذلك يرده . ويونس بن حبيب يتهم حماد الراوية بالكذب ، وأبو عبيدة يروي أن داوود بن متمم بن نويرة قدم البصرة ، فأتاه هو وابن نوح فسألاه عن شعر أبيه متمم ، فلما نقد شعر أبيه جعل يزيد في الأشعار ويضعها ، وإذا كلام دون كلام متمم .
وابن سلام يعيب على محمد بن إسحاق ، صاحب السيرة النبوية ؛ أنه هجن الشعر وأفسده ، وأورد في كتابه أشعارا لرجال لم يقولوا الشعر قط ، ونساء لم يقلن شعرا قط، بل أورد أشعارا لعاد وثمود . وقد أبطل ابن سلام الجمحي هذا الشعر ونفاه بأدلة أربعة وهى :

1- دليل نقلي :

فالله عز وجل يقول : ( وأنه أهلك عاد الأولى وثمود فما أبقى ) ، ويقول في عاد (فهل ترى لهم من باقية ) ، لم تبق بقية من عاد ، فمن إذن حمل هذا الشعر ومن أداه منذ ألوف السنين .

2- إن اللغة العربية لم تكن موجودة في عهد عاد ، وليس يصح في الأذهان أن يوجد شعر بلغة لم توجد بعد . فأول من تكلم بالعربية إسماعيل بن إبراهيم – عليهما السلام – وإسماعيل كان بعد عاد ، ثم إن معد الجد الذي قبل الأخير ؛ كان في عصر موسى – عليه السلام – وموسى جاء بعد عاد وثمود .

3- يذكر ابن سلام أن عاد من اليمن ، وأنه لليمنيين لسان آخر غير العربية . ويستدل على ذلك بقول أبي عمرو بن العلاء :
وبقوله :

4- ويفعل ابن سلام في هذا الشعر برجوعه إلى تاريخ الأدب فيقول: ( لم يكن لأوائل العرب من الشعر إلا الأبيات ، يقولها الرجل في حادثة ، وإنما قصدت القصائد وطول الشعر على عهد عبد المطلب وهاشم بن عبد مناف ، وذلك يدل على إسقاط شعر عاد وثمود وحمير وتبع ...... ) وإذا كان هؤلاء هم الذين أطالوا الكلام وقالوا القصيد ، فلابد من نفي كل قصيدة تعزى إلى عهد أقدم من عهده ، ولابد إذن من نفي تلك القصائد التي وردت في سيرة ابن إسحاق .

وابن سلام الجمحي يرجع قضية الانتحال في الشعر الجاهلي إلى سببين :

أولا : العصبية في العصر الإسلامي :

فقد حرص كثير من القبائل العربية على أن تضيف لإسلامها ضروبا من المكانة والمجد . والشعر الجاهلي ضاع منه الكثير كما يرى أبو عمرو بن العلاء ، وكما فطن إلى ذلك من قبله عمر بن الخطاب – رضى الله عنه - ، فقد تشاغلت العرب عنه بالجهاد وغزو الروم وفارس ، ولم يكن مدونا ، فلما فرغوا من الفتوح واطمئنوا بالأمصار ، وراجعوا روايته ، وجدوا كثيرا من حملته قد هلكوا بالموت والقتل ، وذهب منهـــم أكثره . يقول أبو عمرو بن العلاء : ( ما انتهى إليكم مما قالته العرب إلا أقله ، ولو جاءكم وافرا ، لجاءكم علم وشعر كثير ) .


ثانيا : ويتمثل ذلك في الرواة أنفسهم ، وزيادتهم في الأشعار ، ويذكر ابن سلام الجمحي مثالين للرواة المتزيدين وهما ؛ داوود بن متمم ، وحماد الراوية ، ويبرهن على ذلك بطرفة بن العبد ، وعبيد بن الأبرص ، فهما مقدمان مشهوران ، والمروى لهما عند المصححين قليل ، فعبيد بن الأبرص قديم عظيم الذكر عظيم الشهرة ، وشعره مضطرب ذاهب ، لا يعرف ابن سلام الجمحي له إلا قوله :

وحسان بن ثابت كثير الشعر جيده ، وقد حمل عليه ما لم يحمل على أحد ، لما تعاضهت قريش واستتبت ، وضعوا عليه أشعارا كثيرة لا تليق به . وعدي بن زيد كان يسكن الحيرة ومراكز الريف ، فلان لسانه ، وسهل منطقه ، فحمل عليه شئ كثير . وكان أبو طالب شاعرا جيد الكلام ، وأبرع ما قاله قصيدته التي مدح فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – ومنها قوله :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل

وقد زيد فيها وطولت . ولأبي سفيان بن الحارث شعر كان يقوله في الجاهلية فسقط وابن سلام الجمحي في هذه القضية يدون الحقائق العلمية الشائعة في عصره ، وينم بالفكرة من أطرافها ، ويأخذها أخذ العلماء بالنظر والتحليل .


منهج ابن سلام الجمحي :

صنف ابن سلام شعراء الجاهلية عشر طبقات ، في كل طبقة أربعة شعراء ، وبذلك اختار من الشعراء الجاهليين أربعين شاعرا ، وكذلك أربعين في طبقات الشعراء الإسلاميين ، وأربعة شعراء في طبقة أصحاب المراثي ، واثنين وعشرين شاعرا في طبقة شعراء القرى العربية ، وثمانية في طبقة شعراء اليهود ، فهم جميعا 114 شاعرا .

ورتب ابن سلام الشعراء داخل الطبقة الواحدة وفقا للأهميتم ، وكان يبدأ بالحديث عن نسب كل منهم ، ويعرض ما قاله العلماء فيهم ، وما كان من تفضيل شاعر على آخر ، وفي بعض الأحيان نراه يفسر الكلمات الغريبة التي تأتي في قصائد الشعراء ، وآراء علماء اللغة فيها ، وكانت له آراء خاصة في مزاعم هؤلاء اللغويين ؛ فقد كان يختلف معهم أحيانا ، ويتفق معهم أحيانا أخرى ، وتمثلت
مقاييس اختياره لشعراء كل طبقة في ثلاثة أسباب :

1- جودة الشعر .
2- وفرة الشعر .
3- تنوع الأغراض التي نظم فيها الشعر
.
وإذا تساوى شاعران في الإجادة ، وما روى عن أحدهما أقل من الآخر ، وضع صاحب الكثرة في طبقة أرفع ، أما إذا اتفق شاعران في الكثرة وتنوع الأغراض ، كان مقياس المفاضلة بينهما جودة الشعر . وهو تصنيف يذكرنا بعلم الإحصاء . وقد راح ابن سلام يوازن بين شاعر وآخر ، ولم يكتف بمعنى الموازنة ، بل نراه يفضل أحدهما ، وفي بعض الأحيان كان يوازن بين الأبيات المفردة والقصائد .


المآخذ التي أخذت على الكتاب :

عاب عليه الدكتور محمد مندور ، واتهمه بالسطحية في نقده ، وأنه لم يتقدم بالنقد الفني إلى الأمام شيئا كبيرا ، وإن كان قد صدر في تحقيقه للنصوص
عن مذهب صحيح . وحاول أن يدخل في تاريخ الأدب العربي اتجاها نحو التفسير ، ومحاولة للتبويب تقوم على أحكام فنية .

ومن المآخذ التي أخذت عليه أيضا ؛ أنه وقع في مثل ما عاب عليه ابن إسحاق،
فأضاف إلى بعض الجاهليين ما ليس لهم ، وأورد شعرا جاهليا لا يطمئن له . كما أن ملكته الأدبية في تحليل الشعر وتذوقه ؛ لا تكاد تظهر فيما كتب ، وملكته الأدبية أضعف بكثير من ملكته العلمية ، فلا يتقدم في تذوق الأدب خطوة عن الذين عاصروه أو سبقوه ، وقلما نظفر بشئ دقيق حين نتتبع
آرائه فيما يتصل بالشعر . وقد انفرد بإضافة الراعي إلى الثلاثة الإسلاميين،
وعده في طبقتهم ، دون استناد إلى حجة أو دليل ، وقد وضع لبيدا في
الطبقة الثالثة ، وطرفة بن العبد في الطبقة الرابعة ، دون إبداء أسباب ،
وكذلك وضع عمرو بن كلثوم ، والحارث بن حلزة ، وعنترة العبسي ، وسويد بن أبي كاهل في الطبقة السادسة ، على حين وضع في الطبقة الخامسة شعراء
دونهم شهرة ونباهة ذكر ، وقد حدث ذلك أيضا في طبقات الإسلاميين ، فقد وضع الأحوص وعبيد الله بن قيس الرقيات في الطبقة السادسة ، ووضع في الطبقة الخامسة والرابعة من منهم دونهم جودة شعر وكثرة فنون ، وهذا يدل على اضطراب ابن سلام في ترتيب الشعراء في طبقاتهم .

ومن المآخذ عليه كذلك ، أنه اضطر في الطبقات الأخيرة أن يسرد الشعراء سردا دون شاهد أو دليل ، كما أنه لم يتعرض لمكانة شعراء القرى ، وقد
أهمل كذلك بعض فحول الشعراء ، كعمر بن أبي ربيعة ، والطرماح بن
حكيم ، والكميت الأزدي ، كما أنه وضع بشامة بن الغدير وأبو زبيد الطائي
في طبقات الإسلاميين مع أنهما جاهليان .


وخلاصة القول أنه على الرغم من هذه المآخذ ، يظل كتاب طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ، من أهم كتب النقد الأدبي عند العرب ،
ويظل ابن سلام الجمحي من أكثر النقاد صحة ذهن ، ونفاذ بصيرة ، فقد
كانت الأذكار في النقد مبعثرة لا يربطها رابط ، حتى جاء فضم أشتاتها ،
وألف بين المتشابه منها بروح علمية قويه ، وكتابه يعتبر أقدم وثائق النقد
المدونة فيه كثير من آراء الأدباء واللغويين ، التي انتفع بها فيما بعد كبار
النقاد كالآمدي صاحب الموازنة بين الطائيين ، وأبي الفرج الأصفهاني
صاحب كتاب الأغاني . فقد كان كتاب" طبقات فحول الشعراء " لمحمد
بن سلام الجمحي جماع القول في الشعر العربي القديم في العصر
الجاهلي والعصر الإسلامي .










رد مع اقتباس
قديم 2013-01-02, 13:09   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الزير سالم
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الزير سالم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا على موضوعك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عاجل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc