【✿】نصــائِح دينيّة عن الوبـاء الذي حبسَ أنفـاس البشريّة ‖15‖【✿】

[بسمة ღ]

بسم الله الرحمـ'ـن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حيّاكِ الله أختي الغالية

رمضان شهر الخيرات و البركات ،فيه تتسابق النفوس لفعل الخيرات تقربًا لله جل في علاه ،
الاّ أن هذه العام أتانا في ظروفٍ لم نَألفها قبلًا،
فقد ألزمت العباد الجلوس في البيوت و غلق بيوت الله و منعنت صلة الارحام ،
و جعلت الكل في ترقبٍ يصحُبه نوع من القلق و الهلع من جائحة الوباء كورونا
مع هذا ينبغي علينا أن نستشعر نسائم رمضان كما ألفناه و نعيشه بكل جوارحنا كما ينبغي كونه شهر الخير و الرحمة و المغفرة ، و شهر العتق من النار



أخيتي ،
يجب أن نُدرك بأن هذا الوباء ما هو الاّ ابتلاء من عند الله عز و جل ،
فسبحانه يقول : [ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ] البقرة: 155
وَ كَم مِن أُممٍ سبقتنا أُبتيلت بأخطر الاوبئة و الاسقام و كوارث ، و كل هذا لِيختبِرنا و يُبَيِّنُ لنا عظمته و قدرته سبحانهُ و تعالى ،
و الأهم اظهار مدى ضُعف الانسان مهما أطلق العنان لعقله و قدراته .
و علينا نبذ اليأس من قلوبنا ، كما قال يعقوب عليه السّلام في عُسره و شدّته : [وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ] يوسف:87 .
و في قوله تعالى :[ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرً] الشرح (5) ، لنؤمن بكل جوارحنا بأن اليُسّر قادم ، إلاّ أن هذا لا يعني أننا لا نقلق ، فبعض القلق الصحي يجعلنا نأخذ بالاجراءات اللازمة للوقائية و الالتزام بها
كذا يجب الاستعانة بالله و التجمّل بالصبر، كما قال الله تعالى : [قَالَ مُوسَى° لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا] الأعراف:128
و لنُربِط التفاؤل بالعمل ، فلا عبرة بالتفاؤل اذا كان بالاحاسيس دون عمل ، فقد أُثِر عن الحسن البصري أنه قال : " ليس الايمان بالتمني و لكن ما وَقَرَ في القلب و صدقهُ العمل " .



أخيتي ،
يجب ان تلتزمي و أهلكِ بالحجر الصحي و الخروج الاّ للضرورة ، يقول الله تعالى : " وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " ، تجنبي مجالس الغيبة و كل البرمج المُفسدة للخُلق قبل العقل ، و كوني قدوةً حسنة لافراد عائلتكِ ، و اياكِ و قطع الارحام اتصلي بهم للاطمئنان ، هي فرصة يجب ان تستغليها في تحسين و توطد العلاقة مع الاسرة الكريمة .
و ابسطي يدكِ و تصدقي فالعطاء و الصدقة تطهير للنفوس ، والشفاءٌ من الأمراض والأسقام ، صدق من قال : " صنائع المعروف تقي من مصارع السوء " ، و الله سبحانه يقول :[ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا] التوبة : 103



أخيتي ،
علينا ملئ فراغ الوقت و الفكر و النفس في حياتنا ، فالفراغ فرصة أيضا
للقيام بالعديد من الاعمال الجيدة : من تسبيح و القراءة القرآن ، تعلم مهارات ، تطوير النفس ... الخ ،
قال النبي - صلى الله عليه وسم - : ( اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك ) انظر صحيح الجامع برقم (1077)

و الاهم غاليتي علينا ان نتوب الى الله توبة نصوحة لقوله تعالى : [ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ] [الفرقان: 71]
و الالحاح الى الله تعالى عند الدعاء فيقول تعالى : [ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ] البقرة (186) ، اضافة شكر الله على كل النِعم التي أنعمها إيانا فالشكر تقيّد النعم من الزوال فالله تعالى يقول :[وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ] [إبراهيم : 7]



أخواتي في الاخير ما بقي لنا سوى القول لتعامل مع الازمة بكل اعتدال ، دون مبالغة التي تؤدي الى التهويل ، و دون المبالغة في تتفيه الموضوع الذي يؤدي الى استهتار.
سَائلين المولى أن يرفع عنا البلاء ، و يشفي كل المرضى و يرحم كل الموتى
نسأله تعالى ان يُبلغنا الشهر الكريم و يغفر لنا و يرحمنا و يتقبل أعمالنا
و يجعلنا و إياكم من عتقاء شهر رمضان