اللاجئون الفلسطينيون في العراق
- وصلت أعداد اللاجئين الفلسطينيين في العراق ما قبل الاحتلال الأمريكي للعراق إلى عدد يقدر ما بين 35ألف إلى 40ألف لاجيء ويعود هذا التقدير الى كون اللاجئين في العراق مقسمين إلى لاجيء العام 1948 وهم مسجلين لدى الشئون الاجتماعية العراقية ويمكن تقديرهم من خلال السجلات ، أما لاجئي العام 1967أي بعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة والقطاع فهم غير مسجلين ويعيشون بشكل متناثر في العراق.
كما يعيش لاجئو العام 1948داخل التجمعات السكنية الرسمية وهي تتوزع ما بين الموصل وبغداد والبصرة ضمن أحياء سكنية كحي البلديات الذي تقطنه الغالبية من الاجئين الفلسطينيين ، وقد عومل الفلسطيني قبل العام 2003 مثله مثل باقي إخوانه من العراقيين وفتحت أمامه مجالات كثيرة للتوظيف والعمل بدون عوائق.
إلا أنه وجراء الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله منذ العام 2003 فقد عانى الاجئون الفلسطينيون ولا يزالوا توابعه ، فبعد احتلال بغداد داهم سفهاء بعض المليشات العراقية حي البلديات وطاردوا سكانه من الاجئين الفلسطينيين وقتلوا العديد منهم بزعم أنهم كانوا متواطئين مع الرئيس صدام حسين ومتناغمين مع نظامه حيث وصل عدد من قتلوا ظلما من الفلسطينيين في العراق اكثر من 280 فلسطينيا .
وللهرب من تلك المعاناة اضطر الاجئون للبحث عن أماكن آخرى أكثر أمنا خصوصا قرب دول الجوار العربي العراقي مثل الارردن وسوريا حينها اكرهوا على المكوث حيث انتهى بهم الترحال وأغلقت الحدود العربية في وجوههم وعاشوا تحت طبيعة صحراوية قاسية ورغم كل المحاولات لايجاد حل لهم الا أن الدول العربية المجاورة لم ترحب بهم مع العلم أن تلك الدول استوعيت جميع العراقيين المهجرين بعد احتلال العراق.
وفي وسط تلك المعاناة والبؤس استجاب عدد منهم لنداءات منظمات أوروبية ودولية معنية بشئون اللاجئين عرضت عليهم اللجوء لدول اوروبية وأمريكية لاتينية فغادر 120 منهم مخيم الرويشد على الحدود العراقية الاردنية إلى البرازيل ورحل عدد أكبر من مخيم التنف على الحدود العراقية السورية إلى بعض دول اوروبا كألمانيا والسويد وإيطاليا.
وقد ظهر بعدها ان أحوالهم لم تتحسن عما كانت عليه فلاجئو البرازيل لم تتهيأ لهم أدنى متطلبات الحياة ، وهم غارقون في فقراهم وحاجتهم وعوزهم ، ويتعرضون لمداهمات الشرطة من وقت لأخر حيث ألقت ببعض الأسر منهم خارج بيوتهم لعدم تمكنهم من تسديد إيجارات شققهم البائسة ولا يملكون أي تأمين صحي لهم ولأطفالهم الذين بدلا من ان يندرجوا في سلك التعليم حالوا مساعدة آبائهم العاطلين عن العمل بالدخول في سوق العمل الرديء كبيع الخبز ، ورغم شكوى الاجئين الفلسطينيين أوضاعهم للمفوضية السامية للاجئين والحكومة البرازيلية إلا أنهم لم يلقوا تجاوبا معهم ولم تحسن أوضاعهم .
بينما من لجأ إلى اوروبا منهم لا تقل أحواله بؤسا وشقاء عنه ممن لجئوا للبرازيل حيث نشرت شبكة أوروبية دولية للحقوق والتنمية أن الأسر التي استقبلتها إيطاليا وعددهم 170 لاجيء تعرضت منذ وطأت أقدامها ذلك البلد إلى الاعتداء عليها والتحرش الجنسي بالأطفال وقتل بعضهم تحت سمع وبصر الشرطة الحكومية ، وتشير التقارير أيضا إلى أن الاجئين الذين أسكنوا في بيوت مصادرة من عصابات المافيا في بلدة البيرا أصبحوا هدفا سهلا لرجال من العصابات حيث عثر على واحد من اللاجئين وقد فقئت عينه وقتل شنقا على شجرة .
هذا بالإضافة إلى المقاطعة التي فرضت ضد اللاجئين حتى أن المتاجر والمستشفيات ومختلف المؤسسات لا تجرؤ على التعامل معهم ، وعليه راح اللاجئون يهربون ويهيمون على وجوههم بحثا عن ملاذات أخرى اكثر أمنا .
وتقدر أعداد اللاجئين حاليا في العراق من 10 إلى 12 الف لاجيء أي بقي منهم ربع العدد الذي كان موجودا ما قبل العام 2003 ( تقدير جمعية الأخوة الفلسطينية العراقية ) ويقدرهم سفير فلسطين في العراق بأقل من ذلك بكثير .
إن اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في متوالية بائسة من اللجوء مليئة بكل معاني الإهانة وانتهاك الآدمية ، وهذا يحدث مع اغلبهم ولكن بنسب متفاوتة ، مما يذكر أن أفضل الحلول لقضيتهم هو العودة لبلادهم فلسطين كوطنهم الأم .