.
المجاهد جيلاني بن ضحـــــوة [IMG][/IMG](1992.1919):
منقول عن كتاب منطقة بن سرور جهاد متصل من الحركة الوطنية الى ثورة التحرير) د. عباسي عبد الحميد
مجاهد كبير وضابط قدير صاحب سجل جهادي مشرف.. لم يكن سي الجيلاني بن ضحوة ابن بلدية بن سـرور التي ولد بها سنة 1919 يدري أن الأقدار ستنقله بعيدا عن قريته وأهله ومرابع صباه ،وأنه سيكون له شأن كبير في ساحات الوغى و مياين الجهاد ومقارعة العدو الفرنسي المحتل.
فقد رحلت أسرته سنة 1939 لتستقر بمنطقة "نقرين" من ولاية تبسة طلبا للعيش الكريم ،ومن موطنه الجديد في الشرق الجزائري أصبح سي بن ضحوة من الرعيل الأول لجيش التحرير الوطني حيث التحق بصفوف الثورة بين أواخر سنة 1954 و جانفي 1955 بمنطقة الونزة ضمن كتيبة بقيادة السبتي بومعراف وجبار عمر و العقيد عبد الله بلهوشات ، وتدرج في الرتب والمسؤوليات إذ تقلد رتبة ملازم أول وترأس كتيبة لجيش التحرير الوطني بالمنطقة ، وتدرب على يديه عدد من قيادات جيش التحرير الوطني، وشارك في عدة معارك ضد الجيش الفرنسي أبلى فيها البلاء الحسن ،ويشهد له رفاقه بالشجاعة والبطولة والإقدام.
وفي إحدى المعارك غير المتكافئة التي جرت يوم 05 جانفي 1958 قرب خط موريس المكهرب، ولما أحس أن قدمه فوق اللغم بقي ثابتا في مكانه وأمر جنوده بالمرور وآثر أن يدفع جزءا من جسده ليحيا الجسد الأكبر جسد الوطن، فبتُرت ساقه أثناء عبوره الخط مع ثلة من رجاله.
وبعد الاستقلال فضل سي بن ضحوة العيش بالجزائر العاصمة وبقيت صلته بكبار رجال الدولة قائمة ويحظى باحترام الجميع إلى أن وافاه الأجل بتاريخ 01 أفريل 1992 متأثرا بالأحداث التي عاشتها البلاد في العشرية الأخيرة ودفن بمقبرة " سيدي يحي " وحضر جنازته شخصيات سياسية وعسكرية و عدد كبير من رفاقه ومحبيه ،وكان أوصى بألا يدفن في مربع الشهداء بالعالية،وتكريما له واعترافا بجهاده أطلق اسمه على حي "لا كونكورد" ببئر مراد رايس بالعاصمة ، غير أن هذه التسمية لم تفعّل وظلت حبرا على ورق ، بل نزعت لوحة التسمية الرسمية وضُرب بها عرض الحائط، ولسنا ندري لماذا يهان مجاهد بهذا الحجم ؟ نتمنى أن نتلقى جوابا مقنعا عن الأسباب والخلفيات من المنظمة الوطنية للمجاهدين ومن الأسرة الثورية ببئر مراد رايس .