عندما نتحدث عن صفات الزوجة الصالحة و عن الصلاح، ينبغي ألا تغيب عنا قاعدة عظيمة في هذا الباب هي أسّ الموضوع و أساس لتحصيل الصلاح و اكتسابه و نيله، ألا و هي: أن الصلاح لا ينال إلا بأمرين:
الأول: توفيق الله جل و علا و هدايته و عونه و تيسيره و تسديده، فالهادي هو الله، و هو وحده الموفق ، و الأمور بيده جل و علا، قال الله تعالى: **مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا** (الكهف 17)، وقال تعالى: **ﻭَﺍﻟﻠّﻪُ ﻳَﺪْﻋُﻮ ﺇِﻟَﻰ ﺩَﺍﺭِ ﺍﻟﺴَّﻼَﻡِ ﻭَﻳَﻬْﺪِﻱ ﻣَﻦ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﺇِﻟَﻰ ﺻِﺮَﺍﻁٍ ﻣُّﺴْﺘَﻘِﻴﻢٍ** (يونس 25). فالهداية بيده، و الصلاح بيده، و التوفيق بيده، و ما شاء كان، و ما لم يشأ لم يكن، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
و الأمر الآخر: سعي الإنسان و بذله جهده و وسعه في نيل الصلاح، و طلبه و سلوك أسبابه و وسائله.
و قد جمع النبي صلى الله عليه و سلم بين هذين الأمرين في قوله عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح: "احرص على ما ينفعك، و استعن بالله" (رواه مسلم برقم 2664).
"احرص على ما ينفعك" ببذل الأسباب النافعة و الوسائل المفيدة التي ينال بها الصلاح و تتحقق من خلالها الهداية.
"و استعن بالله" أي: كن معتمدا عليه، متوكلا عليه، طالبا عونه، راجيا منه سبحانه و تعالى أن يوفقك و أن يسددك و أن يثبتك، و أن يكون عونا لك على الصلاح و الإستقامة، فهذه قاعدة كبرى حوت جماع الخير.
و قاعدة أخرى لابد من التنبيه عليها،ألا و هي:
أن منبع الصلاح و أصل معرفته و سبيل الدراية به و الهداية إليه هو كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم، فكان واجبا و متأكدا على كل مذكر بالصلاح و الإصلاح داعيا إليه أن يكون معولا في ذلك كله على كتاب الله عز و جل، و سنة رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم.
أما القرآن فيقول الله تعالى: **إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ** (الإسراء 9).
و أما السنة وهدي النبي الكريم صلى الله عليه و سلم فيقول صلى الله عليه و سلم: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله، و سنتي" (رواه الحاكم (172/1) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، و صححه الألباني في صحيح الجامع (2937)).
صفات الزوجة الصالحة، عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر. ص 9، 10، 11.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2013-12-18, 18:04
صفات الزوجة الصالحة
العرض العادي
