السلام عليكم
من كتاب تاريخ تيزي وزو منذ مشأتها إلى سنة 1954 للسيد محمدت صغير فرج مترجم إلى العربية من طرف السيد موسى زمولي ، صفحة 67 فقرة 5.4 جولة الأمير الثانية لمنطقة القبائل:
...عندما وصل إلى البويرة حيث كان في استقباله الخليفة احمد بن سالم ، وبعد ما استضافه في برجه... رافقه اليوم التالي إلى بوغني. و قد حظي هناك بأحر الاستقبال ، حيث جاءت ألوف الناس، من كل منطقة القبائل، تنتظرة للتحية. و كما ذكر ch. fare في كتابه" إن تواجد هذا الرجل في بالد القبائل أعطى سكانها انطباعا جيدا فهبت الجماهير إلى ريارته." و قصد أمير بعد زيارته بوغني أهل معاتقة حيث قام بزيارة سوق الخميس و زاوية سيدي على موسى. و جدت في هذا اليوم جماهير غفيرة بشكل غير معهود ووجد رجال الأمن صعوبتة لاحتواء هذه الجماهير التي كانب على عجل لرءية الأمير. طلب الأمير بعد أن حيا الحاضرين التحدث مع زعيمهم فردوا بأن لا زعيم لهم بل لهم أمناء يمثلون قراهم . و لما تقدم هؤلاء ذكر الأمير بالخطر الذي يثله الاحتلال الفرنسي و الذي لن يتأخر بالوصول إليهم إذا لم يساعدوهفي الحرب التي يخوضها منذ سنوات. غير أن الأمناء، الذين كانوا غيورين على حريتهم و واثقين من حصن جبالهم ، رفضوا أي مساهمة في المجهود الحربيالذي طلب منهم. و أمام هذه الأنانية و عدم التفهم لم يلح الأمير على مخاطبيه و واصل طريقه في اتجاه أهل عمراوة....و حل الأمير بتيزي وزو حيث اتقبل بحفاوة في البرج التركي القديم الذي أصبح مقر إقامة بلقاسم أوقاسي آغا عمراوة. كان العمراويون من المؤيدين لقضية الامير و قد عبروا فيها منذت الزيارة الأولى التي جاء فيها إلى البويرة....ثم اتجه إلى مدينة دلس برفقة سي عبد الرحمان الدلسي، ضابط من أقرباء سي أحمد الطيب بن سالم....و كانت هذه المدينة قد اعترفت بسلطة الأمير من فيفري 1838 ...ثم زاوة سيدي عمر الشريف بالقرب من سيدي داود فحوش النخيل بيسر ، فزاوية بومرداس، فتيزي نايث عائشة( الثنية اليوم) حيث استقبل بحقاوة بالغة، فتامزيرت أعلى نقطة في جبل فليسة ثم قرية الحاج محمد بوزموم فتامديرت ثم أتم جولته بسيدي نعمان عند العمراويين. و في هدا الموقع تجمعت حشود كبيرة للترحيب به... و انطلاقا من تامدا بدأ جولة جديدة برفقة أهم رئساء فليسة و عمراوة. تسارع الناس على طول الطريق من تامدا إلى أقبو للترحيب بالأمير و تكريمه. و ما إن اقترب من مدينة بجاية ، التي كانت تحت الأحتلال الفرنسي حتى جيء للأمير برسالة من قائد حامية المدينة. و كان ذلك أمرا عاديا لأن معاهدة التافنة لا تزال مبدئيا سارية المفعول. غير أن القبائل راودهم الشك فظنوا، عند بلوغهم نبأ الرسالة بأن الأمير منافق يقصد خيانتهم و صمموا على قتله. فنصح مقربو الأمير بمغادرة الموقع في أقرب وقت. و في نفس الليلة أخذ الأمير و رفاقه طريق العودة عابرين واد الساحل. و تقدم في هذه الرحلة سي الجودي زعيم أهل آيتبوذرار بعرض خددماته على الأمير الذي عينه آغا جرجرة. و اكتمل بهذا التعيين تنظيم منطقة القبائل الكبرى التي كانت تحت خلافة سي أحمد الطيب بن سالم. و بعد استراحة قصيرة في البويرة عادت الأمير على المدية.....
Ch.Fare, a travers la Kabylie, ed. Ducroq, paris 1866, p.376 et suivantes