لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > أرشيف قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-02-22, 20:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا


سلسلة مقالات منهجية

لفضيلة الشيخ/ حارث بن غازي النضاري حفظه الله

(1) يقولون (لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا)



كلمة قالها الكفار في قديم الزمان وتلقفها المنافقون يشيعونها في المجتمع الإسلامي يريدون بذلك الصد عن سبيل الله والمعارضة بين الأمر القدري والأمر الشرعي .

واليوم بعث صدى هذه الكلمة منافقو هذا الزمان ليصدوا بها عن سبيل الله ـ وهكذا لا يزال أهل الكفر والنفاق يتوارثون الوصية بالصد عن سبيل الله (أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) الذاريات (53).

ومما يؤسف له أن بعض الطيبين تلقفوا لهذه الكلمة الخبيثة وصاروا يشيعونها كلما سمعوا بشاب استشهد في سبيل الله ولعلهم لا يعلمون أن هذه الكلمة هي مقولة الكفار والمنافقين الصادين عن سبيل الله .

ولأثر هذه الكلمة الخبيثة على النفوس ـ التي تحب الحياة ـ فقد تولى الإجابة عنها الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل فبين سبحانه من القائل لهذه الكلمة الخبيثة وما الجواب على قائلها فقال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ) آل عمران (156 - 158)

وقال سبحانه (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) آل عمران (167 -168)

ففي الآيات الأول بيّن تبارك وتعالى أن أصل المقولة من "الذين كفروا" وفي الآية الأخرى ذكر جل وعز أن القائل هم " الذين نافقوا " فقائل هذه الكلمة الخبيثة إمّا من "الذين كفروا " أو من "الذين نافقوا" وأمّا يكون من" الذين هم للكفر أقرب منهم للإيمان" ولا رابع لهم .

أما أهل الإيمان الذين أسلموا لله واستسلموا له فلا يقولون مثل هذا الهذيان ولا يكاد يخطر على بالهم .
فهم مؤمنون بالله راضون بقدره بل هم مشتاقون للقياه

لا تعذل المشتاق في أشواقه - حتى يكون حشاك في أحشائه

يقول سيد قطب رحمه الله ( إن صاحب العقيدة مدرك لسنن الله متعرف إلى مشيئة الله مطمئن إلى قدر الله . إنه يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه . ومن ثم لا يتلقى الضراء بالجزع ولا يتلقى السراء بالزهو ولا تطير نفسه لهذه أو لتلك; ولا يتحسر على أنه لم يصنع كذا ليتقي كذا أو ليستجلب كذا بعد وقوع الأمر وانتهائه! فمجال التقدير والتدبير والرأي والمشورة كله قبل الإقدام والحركة ; فأما إذا تحرك بعد التقدير والتدبير - في حدود علمه وفي حدود أمر الله ونهيه - فكل ما يقع من النتائج فهو يتلقاه بالطمأنينة والرضى والتسليم; موقناً أنه وقع وفقاً لقدر الله وتدبيره وحكمته; وأنه لم يكن بد أن يقع كما وقع; ولو أنه هو قدم أسبابه بفعله! . .
توازن بين العمل والتسليم وبين الإيجابية والتوكل يستقيم عليه الخطو ويستريح عليه الضمير . فأما الذي يفرغ قلبه من العقيدة في الله على هذه الصورة المستقيمة فهو أبداً مستطار أبداً في قلق! أبداً في « لو » و « لولا » و « يا ليت » و « وا أسفاه »!
والله - في تربيته للجماعة المسلمة ، وفي ظلال غزوة أحد وما نال المسلمين فيها - يحذرهم أن يكونوا كالذين كفروا . أولئك الذين تصيبهم الحسرات كلما مات لهم قريب وهو يضرب في الأرض ابتغاء الرزق أو قتل في ثنايا المعركة وهو يجاهد) أ.هـ. في ظلال القرآن 1/ 498

لذلك جاء النهي من الله سبحانه عن مشابهة الكفار في هذه الدعاوي الخبيثة التي يروج لها المنافقون قال الشيخ السعدي رحمه الله (ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يشابهوا الكافرين، الذين لا يؤمنون بربهم، ولا بقضائه وقدره، من المنافقين وغيرهم.
ينهاهم عن مشابهتهم في كل شيء، وفي هذا الأمر الخاص وهو أنهم يقولون لإخوانهم في الدين أو في النسب: (إذا ضربوا في الأرض) أي: سافروا للتجارة (أو كانوا غزى) أي: غزاة، ثم جرى عليهم قتل أو موت، يعارضون القدر ويقولون: (لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا) وهذا كذب منهم، فقد قال تعالى: (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم) ولكن هذا التكذيب لم يفدهم، إلا أن الله يجعل هذا القول، وهذه العقيدة حسرة في قلوبهم، فتزداد مصيبتهم، وأما المؤمنون بالله فإنهم يعلمون أن ذلك بقدر الله، فيؤمنون ويسلمون، فيهدي الله قلوبهم ويثبتها، ويخفف بذلك عنهم المصيبة. قال الله ردا عليهم: (والله يحيي ويميت) أي: هو المنفرد بذلك، فلا يغني حذر عن قدر.
(والله بما تعملون بصير) فيجازيكم بأعمالكم وتكذيبكم.
ثم أخبر تعالى أن القتل في سبيله أو الموت فيه، ليس فيه نقص ولا محذور، وإنما هو مما ينبغي أن يتنافس فيه المتنافسون، لأنه سبب مفض وموصل إلى مغفرة الله ورحمته، وذلك خير مما يجمع أهل الدنيا من دنياهم.) أ.هـ. تيسير الكريم الرحمن صـ137

إن الحياة والموت بيد الله وحده وهو الذي يتصرف في عباده كما يشاء يحيي من يشاء ويميت من يشاء (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) الأعراف (34)
(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) آل عمران (145)

إنه ليس لنا أن نختار الساعة التي نموت فيها كما أنه ليس لنا أن نختار الزمن الذي نولد ونحيا فيه بل الآجال عند الله سبحانه وهو سبحانه يبتلينا بذلك (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) سورة الملك(1 – 2) .

وتمني الشهادة في سبيل الله من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء ذلك في صحيح البخاري في "باب الجهاد من الإيمان" قال البخاري رحمه الله (حدثنا حرمي بن حفص قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا عمارة قال حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل) أ.هـ.

ولعل الموت أحيانا خير من الحياة ولكن لا يعلم ذلك أحد إلا الله تعالى جاء في صحيح البخاري " باب تمني المريض الموت" (عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي) أ.هـ.

وقد قال تعالى (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) آل عمران (157)

قال سيد قطب رحمه الله (فالموت أو القتل في سبيل الله - بهذا القيد وبهذا الاعتبار - خير من الحياة وخير مما يجمعه الناس في الحياة من أعراضها الصغار : من مال ومن جاه ومن سلطان ومن متاع . خير بما يعقبه من مغفرة الله ورحمته وهي في ميزان الحقيقة خير مما يجمعون . وإلى هذه المغفرة وهذه الرحمة يكل الله المؤمنين . . إنه لا يكلهم - في هذا المقام - إلى أمجاد شخصية ولا إلى اعتبارات بشرية . إنما يكلهم إلى ما عند الله ، ويعلق قلوبهم برحمة الله . وهي خير مما يجمع الناس على الإطلاق . وخير مما تتعلق به القلوب من أعراض . وكلهم مرجوعون إلى الله محشورون إليه على كل حال . ماتوا على فراشهم أو ماتوا وهم يضربون في الأرض . أو قتلوا وهم يجاهدون في الميدان . فما لهم مرجع سوى هذا المرجع ; وما لهم مصير سوى هذا المصير . والتفاوت إذن إنما يكون في العمل والنية وفي الاتجاه و الاهتمام . أما النهاية فواحدة : موت أو قتل في الموعد المحتوم والأجل المقسوم . ورجعة إلى الله وحشر في يوم الجمع والحشر . . ومغفرة من الله ورحمة أو غضب من الله وعذاب . . فأحمق الحمقى من يختار لنفسه المصير البائس . وهو ميت على كل حال! بذلك تستقر في القلوب حقيقة الموت والحياة وحقيقة قدر الله . وبذلك تطمئن القلوب إلى ما كان من ابتلاء جرى به القدر ; وإلى ما وراء القدر من حكمة وما وراء الابتلاء من جزاء .) أ.هـ. في ظلال القرآن 1/499

ركـضـا إلى الـلـه بغيــر زاد - إلا التـقى وعمل المـعاد
والصبر في الله على الجهاد - وكل زاد عرضه النـفاد
غير التقى والبر والرشاد









 


قديم 2012-04-07, 20:25   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صقر محلق
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي


ركـضـا إلى الـلـه بغيــر زاد - إلا التـقى وعمل المـعاد
والصبر في الله على الجهاد - وكل زاد عرضه النـفاد
غير التقى والبر والرشاد










قديم 2012-06-26, 11:40   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الجليس الصلح
عضو ماسي
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااا جزيلا على ما قدمت










قديم 2012-06-26, 17:48   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجل الفضاء مشاهدة المشاركة
شكراااااااا جزيلا على ما قدمت

ولك الشكر مثله وأثابك الله الجنة









قديم 2012-11-01, 14:01   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

يرفع للفائدة









 

الكلمات الدلالية (Tags)
ماتوا, عندنا, قبلنا, كانوا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc