حُكومة الهند “الهندوسيّة” تُعزّر قوميّتها الدينيّة وتحذف التاريخ الإسلامي من المناهج الدراسيّة

[سندباد علي بابا]

وصولاً إلى تغيير لون الكتب المدرسيّة إلى “الزعفران” الذي يُفضّله “الهندوس”.. حُكومة الهند “الهندوسيّة” تُعزّر قوميّتها الدينيّة وتحذف التاريخ الإسلامي من المناهج الدراسيّة وتتطاول على تاريخ “غاندي” كيف؟.. هل كان المغول المُسلمون دمويين أم كان العصر ذاته عنيفاً؟






ليست عبثيّةً، أو عفويّةً، أن يجري الحزب الحاكم خطوات بتعديلات على المناهج الدراسيّة في الهند، فذلك امتدادٌ لسياساته الاضطهاديّة مُمثّلةً بحكومة نارديندرا مودي “الهندوسيّة” ضد المُسلمين، وتزايد حدّة العنصريّة تجاههم، والتنيكل بهم على مرأى من أعين الشرطة.

وحذفت السّلطات الهنديّة فيما يبدو فصلاً عن الحكام المغول المسلمين، وجرى رصد ذلك بعد نشر مجموعة جديدة من الكتب المدرسية من قبل المجلس الوطني للبحوث التربوية والتدريب (إن سي إي آر تي)، وهي منظمة مستقلة تابعة لوزارة التعليم الفيدرالية.
ويُريد الحزب الحاكم فيما يبدو تغييب التاريخ الإسلامي عن الأطفال الهنود، بالقول والتبرير بأن تلك خطوة لترشيد ترشيد” المنهج، ولن يؤثر على المعرفة ولكنها ستقلل بدلاً من ذلك العبء على الأطفال بعد جائحة كوفيد 19.

المُتشدّدون في الهند ينظرون إلى المغول والذين جرى حذف تاريخهم من المناهج، والذين حكموا مساحات شاسعة من شبه القارة الهنديّة لقرون، على أنهم غزاة أجانب نهبوا الأراضي الهنديّة، وأفسدوا الحضارة الهندوسيّة في البلاد، وهي رؤية تتماشى مع تشدّد الحزب الحاكم ضد المسلمين.
في المُقابل، يرى الرافضون للحذف، بأن الحكومة الحاليّة تُريد أجزاء من التاريخ كانت الجماعات اليمينية الهندوسية تشن حملات ضدها لسنوات.

ويُشاع تاريخيّاً بأن فترة المغول من أكثر الفترات دمويّة في التاريخ الهندي”، ولكن هذا لا يعني تأريخيّاً، بأن كون المغول مُسلمين، هو الأساس في دمويّتهم ضد الهندوس حصرًا.
وبحسب موقع (bbc) يقول المؤرخ والمؤلف مانو بيلاي إن التاريخ ليس بالضرورة نوعا من المنافسة، والافتراضات العاطفية مثل هذه ينتهي بها الأمر إلى اكتساب مكانة في السياسة والوعي العام، وتابع قائلاً: “يُوجد هذا الضغط على التاريخ الهندوسي للهند، حيث يتم تجميع الشخصيات الهندوسية معا عن قصد في جهة ، والمغول والأشرار في جهة أخرى، ويضيف بيلاي قائلا إن الوحشية لم تكن صفة حصرية للمغول، فالملوك بشكل عام كانوا أشخاصا عنيفين، وكان العنف نتيجة طبيعية للسلطة في القرن التاسع عشر.

وتعزيزًا للقوميّة الهندوسيّة التي يسعى الحزب الحاكم لتعزيزها على القوميّة الهنديّة العلمانيّة في البلاد، فقد سبق للحكومة الهنديّة بتعديل الكتب المدرسيّة لإزالة الإشارات إلى مُعارضة المهاتما غاندي للقوميّة الهندوسيّة، وإلى أعمال شغب دينية مثيرة للجدل تورط فيها رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وفي تشويهٍ صارخٍ للتاريخ.

لم تتوقّف خطوات إعادة كتابة التاريخ الذي أشار وزير الشؤون الداخليّة أميت شاه في خطاب ألقاه عام 2019 حين قال “من مسؤوليتنا كتابة تاريخنا”، ووصلت إلى ألوان الكتب المدرسيّة التي حوّلها الحزب الحاكم بهاراتيا جاناتا إلى اللون “الزعفراني” للمناهج الدراسيّة في المدارس والجامعات، في إشارة إلى اللون الذي يُفضّله القوميّون الهندوس.


راي اليوم