السائل : نقول سماحة الشيخ (صالح الفوزان ) ما رأى سماحتكم فيمن أشغلوا أنفسهم بتصنيف الناس وتتع زلات العلماء والدعاة وطلبة العلم أحياءً وأمواتاً ونشر أخطائهم بين عامة الناس والتحذير من علماء ودعاة بأسمائهم ونبذ إخوانهم ممن لا يوافقونهم على هذا الإجتهاد بالمبتدعة , وهجرهم والتحذير منهم وربما إختلاف الأكاذيب عليهم حتى تركوا الصلاة خلف بعضهم , وامتحان الناس بالأشخاص ولاءً وبراءا , رغم كل هذا يزعمون أنهم المستحقون للسلفية من غيرهم , ويشيعون أنكم يا سماحة الشيخ مؤيد لهم فيما يذهبون إليه , وقد حدث من جراء هذا فرقة عظيمة بين طلبة العلم المعظمين للكتاب والسنة ولسلف هذه الأمة فما هو توجيه سماحتكم ؟
العلامة فضيلة الشيخ صالح الفوزان : هذا السؤال أطول من المحاضرة , يا إخوانى سمعتم قوله تعالى "ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله
أليس أيها المتكلم فى الناس أن ترجع لنفسك وتعدد عيوبك أنت نصب عيوبك قبل الناس وتب إلى الله عزوجل , الله لم يجعلك رقيباً على الناس تعدد عيوبهم إنما أمرك أن تحاسب نفسك , إذا رأيت على أخيك خطأً فإنك توجهه بالموعظه الحسنة بينك وبينه , أما تتكلم عنه فى المجالس فهذا أمر محرم من الغيبة المنهى عنها , أيضاً أوصيكم يا من تشتغلون بهذه الأمور أن تطلبوا العلم أولاً هذا ما حصل إلا من الجهل , هاهم جهال يظنون أنهم علماء أو طلبة علم ثم يتنقصون الناس ويلتمسون لهم العيوب , ويعدلون ويجرحون , وهذا شغلهم الشاغل , عليهم أن يطلبوا العلم أولاً حتى يعرفوا الحق من الباطل , والصواب من الخطأ , وحتى يعرفوا كيف يقابلون الخطأ من الغير , هذه الأمور تحتاج إلى فقه تحتاج إلى علم , تعالج بالستر تعالج بالتى هى أحسن تعالج بالموعظة بالنصيحة والموعظة الحسنة , لا تعالج بمثل هذه الأمور التى تؤجج الخلاف بين المجتمع وتكره المسلم فى أخيه المسلم , وطالب العلم فى أخيه طالب العلم , حتى كما قال فى السؤال لا يصلى بعضهم خلف بعض , لماذا ؟ ألستم مسلمين ؟ ألستم إخوة فى الله عزوجل , فلماذا لا يصلى بعضهم خلف بعض, إنما الذى لا يصلى خلفه هو الفاسق , والفاسق فى عقيدته والفاسق فى أعماله الذى يظهر عليه الفسق والمجاهر بالفسق , هذا لا خلفه , أما إنسان مستور وإنسان ليس عليه شىء ظاهر وإنما أنت تتهمه, أو هو لم يوافقك على ما تريد فتتخذ من هذا هجراً له وتتخذ من هذا قطيعة , فرقة , خلاف , كل هذا لا يجوز . نعم .