|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2020-07-24, 17:34 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
حُسْنُ الْخُلُقِ
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الخلق الحسن صفة سيد المرسلين وأفضل أعمال الصديقين وهو - على التحقيق - شطر الدين وثمرة مجاهدة المتقين ورياضة المتعبدين والأخلاق السيئة هي السموم القاتلة والمخازي الفاضحة . يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّمَا بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ ) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (273) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (45) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ ؟ فَقَالَ : ( تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ ) رواه الترمذي (2004) وقال صحيح غريب . وصححه الألباني في صحيح الترمذي لذلك كانت العناية بضبط قوانين العلاج لأمراض القلوب وطرق اكتساب الأخلاق الفاضلة من أهم الواجبات إذ لا يخلو قلبٌ من القلوب من أسقام لو أُهلمت تَراكمت وترادفت ولا تخلو نفس من أخلاق لو أطلقت لساقت إلى الهلكة في الدنيا والآخرة وهذا النوع من الطب يحتاج إلى تأنُّقٍ في معرفة العلل والأسباب ثم إلى تشمير في العلاج والإصلاح كي ينال الفلاح والنجاح يقول تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ) الشمس/9 ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بحسن الخلق ويقول : ( الَّلهُمَّ حَسَّنتَ خَلْقِي فَحَسِّن خُلُقِي ) رواه ابن حبان في صحيحه (3/239) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (75) إذا عرف العبد عيوب نفسه أمكنه العلاج ولكنَّ بعض من الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم يرى أحدُهم القذى في عين أخيه فلا يرى الجذع في عينه فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه فله أربعة طرق الأول : أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس مُطَّلعٍ على خفايا الآفات يأخذ عنه العلم والتربية والتوجيه معاً . الثاني : أن يطلب صديقا صدوقا بصيرا متدينا فينصبه رقيبا على نفسه ليلاحظ أحواله وأفعاله فما كره من أخلاقه وأفعاله وعيوبه الباطنة والظاهرة ينبهه عليه فهكذا كان يفعل الأكياس والأكابر من أئمة الدين كان عمر رضي الله عنه يقول : رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي . الطريق الثالث : أن يستفيد معرفة عيوب نفسه من ألسنة أعدائه فإن عين السخط تبدي المساويا ولعل انتفاع الإنسان بعدو مُشاحن يذكِّرُهُ عيوبَه أكثرُ من انتفاعه بصديقٍ مداهنٍ يُثنى عليه ويمدحه ويخفى عنه عيوبه . الطريق الرابع : أن يخالط الناس فكل ما رآه مذموما فيما بين الخلق فليطالب نفسه به وينسبها إليه فإن المؤمن مرآة المؤمن فيرى من عيوب غيره عيوب نفسه قيل لعيسى عليه السلام : مَن أدَّبك ؟ قال : ما أدبني أحد رأيت جهل الجاهل شَينًا فاجتنبته . اخوة الاسلام في هذا الموضوع سوف يجمعنا يوميا اقوال العلماء حول خلق من الاخلاق الحميدة
|
||||
2020-07-25, 17:03 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الإحْسَان معنى الإحْسَان لغةً: الإحْسَان ضِدُّ الإساءة. مصدر أحسن أي جاء بفعل حسن [120] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (1/193). معنى الإحْسَان اصطلاحًا: (الإحْسَان نوعان: - إحسان في عبادة الخالق: بأن يعبد الله كأنَّه يراه فإن لم يكن يراه فإنَّ الله يراه. وهو الجِدُّ في القيام بحقوق الله على وجه النُّصح، والتَّكميل لها - وإحسانٌ في حقوق الخَلْق... هو بذل جميع المنافع مِن أي نوعٍ كان، لأي مخلوق يكون ولكنَّه يتفاوت بتفاوت المحْسَن إليهم وحقِّهم ومقامهم وبحسب الإحْسَان، وعظم موقعه وعظيم نفعه، وبحسب إيمان المحْسِن وإخلاصه والسَّبب الدَّاعي له إلى ذلك [121] ((بهجة قلوب الأبرار)) للسعدي (204- 206). وقال الراغب: (الإحسان على وجهين: أحدهما: الإنعام على الغير، والثاني: إحسان في فعله وذلك إذا علم علمًا حسنًا أو عمل عملًا حسنًا) [122] ((المفردات)) (ص 236). - الفرق بين الإحْسَان والإنْعَام: (أَنَّ الإحْسَان يكون لنفس الإنسان ولغيره تقول: أَحْسَنْتُ إلى نفسي. والإنْعَام لا يكون إلَّا لغيره) [123] ((لسان العرب)) لابن منظور (13/114). - الفرق بين الإحْسَان والإفضَال ( أنَّ الإحسان: النفع الحسن. والإفْضَال: النَّفع الزَّائد على أقلِّ المقدار وقد خُصَّ الإحْسَان بالفضل ولم يجب مثل ذلك في الزِّيادة لأنَّه جرى مجرى الصِّفة الغالبة) - الفرق بين الإحْسَان والفضل: (أنَّ الإحْسَان قد يكون واجبًا وغير واجب. والفضل لا يكون واجبًا على أحد وإنَّما هو ما يتفضَّل به مِن غير سبب يوجبه) [125] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص 24). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خلق الاحسان |
|||
2020-07-26, 04:18 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الترغيب في الإحسان في القرآن الكريم - قال سبحانه: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النَّحل:90]. قال السعدي: (الإحْسَان فضيلة مستحبٌّ، وذلك كنفع النَّاس بالمال والبدن والعِلْم، وغير ذلك مِن أنواع النَّفع حتى إنَّه يدخل فيه الإحْسَان إلى الحيوان البهيم المأكول وغيره) [126] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص 447). وقال تعالى : وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ [البقرة: 83]. أي: (أحسنوا بالوالدين إحسانًا وهذا يعمُّ كلَّ إحسان قولي وفعلي ممَّا هو إحسان إليهم وفيه النَّهي عن الإساءة إلى الوالدين أو عدم الإحْسَان والإساءة لأنَّ الواجب الإحْسَان والأمر بالشَّيء نهيٌ عن ضِدِّه وللإحْسَان ضِدَّان: الإساءة وهي أعظم جرمًا، وترك الإحْسَان بدون إساءة وهذا محرَّم لكن لا يجب أن يلحق بالأوَّل وكذا يقال في صلة الأقارب واليتامى، والمساكين وتفاصيل الإحْسَان لا تنحصر بالعَدِّ، بل تكون بالحَدِّ. ثمَّ أمر بالإحْسَان إلى النَّاس عمومًا فقال: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ومِن القول الحَسَن: أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وتعليمهم العِلْم وبذل السَّلام، والبشاشة وغير ذلك مِن كلِّ كلام طيِّب. ولـمَّا كان الإنسان لا يسع النَّاس بماله أُمِر بأمرٍ يقدر به على الإحْسَان إلى كلِّ مخلوق وهو الإحْسَان بالقول فيكون في ضمن ذلك النَّهي عن الكلام القبيح للنَّاس حتى للكفَّار) [127] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص 57). - وقوله:تعالى وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [القصص: 77]. قال الشَّوكاني في تفسير قوله: وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ: (أي: أحسن إلى عباد الله كما أحسن الله إليك بما أنعم به عليك مِن نعم الدُّنْيا) [128] ((فتح القدير)) للشَّوكاني (4/261). - وقال عزَّ مِن قائل: إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف: 56]. قال ابن القيِّم: (وقوله تعالى: إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:56] فيه تنبيه ظاهر على أنَّ فعل هذا المأمور به هو الإحْسَان المطلوب منكم ومطلوبكم أنتم مِن الله هو رحمته ورحمته قريبٌ مِن المحسنين الذين فعلوا ما أُمِروا به مِن دعائه خوفًا وطمعًا فَقَرُب مطلوبكم منكم وهو الرَّحمة بحسب أدائكم لمطلوبه منكم وهو الإحْسَان الذي هو في الحقيقة إحسان إلى أنفسكم فإنَّ الله تعالى هو الغنيُّ الحميد وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم. وقوله: إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ له دلالة بمنطوقه ودلالة بإيمائه وتعليله ودلالة بمفهومه فدلالته بمنطوقه على قرب الرَّحمة مِن أهل الإحْسَان ودلالته بتعليله وإيمائه على أنَّ هذا القُرْب مستحقٌّ بالإحْسَان فهو السَّبب في قرب الرَّحمة منهم ودلالته بمفهومه على بُعْد الرَّحمة مِن غير المحسنين فهذه ثلاث دلالات لهذه الجملة. وإنَّما اختُصَّ أهل الإحْسَان بقرب الرَّحمة منهم لأنَّها إحسان مِن الله أرحم الرَّاحمين وإحسانه تعالى إنَّما يكون لأهل الإحْسَان لأنَّ الجزاء مِن جنس العمل فكما أحسنوا بأعمالهم أحسن إليهم برحمته. وأمَّا مَن لم يكن مِن أهل الإحْسَان فإنَّه لـمَّا بَعُد عن الإحْسَان بَعُدَت عنه الرَّحمة بُعْدًا بِبُعْد وقُرْبًا بقرب فمَن تقرَّب بالإحْسَان تقرَّب الله إليه برحمته ومَن تباعد عن الإحْسَان تباعد الله عنه برحمته والله -سبحانه- يحبُّ المحسنين ويبغض مَن ليس مِن المحسنين ومَن أحبَّه الله فرحمته أقرب شيء منه ومَن أبغضه فرحمته أبعد شيء منه والإحْسَان- هاهنا-: هو فِعْل المأمور به سواءً كان إحسانًا إلى النَّاس أو إلى نفسه فأعظم الإحْسَان: الإيمان والتَّوحيد والإنابة إلى الله والإقبال عليه، والتَّوكل عليه وأن يعبد الله كأنَّه يراه إجلالًا ومهابةً وحياءً ومحبةً وخشيةً فهذا هو مقام الإحْسَان كما قال النَّبيُّ، وقد سأله جبريل عن الإحْسَان فقال: ((أن تعبد الله كأنَّك تراه)) [129] رواه البخاري (50)، ومسلم (9) مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه . [130] ((بدائع الفوائد)) لابن القيِّم (3/17-18). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ الإحْسَان |
|||
2020-07-26, 16:31 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الترغيب في الإحسان في السُّنَّة النَّبويَّة - عن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((إنَّ الله كتب الإحْسَان على كلِّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليُحِدَّ أحدكم شَفْرَتَه، فليُرح ذبيحته)) [131] رواه مسلم (1955). قال المباركفوري: (قوله: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء)). أي: إلى كلِّ شيء، أو ((على)) بمعنى: في أي: أمركم بالإحْسَان في كلِّ شيء والمراد منه العموم الشَّامل للإنسان حيًّا وميتًا. قال الطَّيبي: أي أوجب مبالغة؛ لأنَّ الإحْسَان هنا مستحبٌّ وضمَّن الإحْسَان معنى التَّفضُّل وعدَّاه بعلى. والمراد بالتَّفضُّل: إراحة الذَّبيحة بتحديد الشَّفرة وتعجيل إمرارها وغيره. وقال الشُّمُنِّيُّ: على- هنا- بمعنى اللام متعلِّقة بالإحْسَان ولا بدَّ مِن على أخرى محذوفة بمعنى: الاستعلا المجازي، متعلِّقة بكَتَبَ والتَّقدير: كَتَبَ على النَّاس الإحْسَان لكلِّ شيء) [132] ((تحفة الأحوذي)) للمباركفوري (4/664-665). - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهليَّة؟ قال: ((مَن أحسن في الإسلام لم يُؤاخذ بما عمل في الجاهليَّة ومَن أساء في الإسلام أُخذ بالأوَّل والآخر)) [133] رواه البخاري (6921)، ومسلم (120). - وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: ((أقبل رجلٌ إلى نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر مِن الله. قال: فهل مِن والديك أحدٌ حيٌّ؟ قال: نعم، بل كلاهما. قال: أفتبتغي الأجر مِن الله؟ قال: نعم قال: فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما)) [134] رواه مسلم (2549). - وعن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال: حدَّثني أبي، أنَّه شهد حجَّة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فحمد الله وأثنى عليه وذكَّر ووعظ. فذكر في الحديث قصةً فقال: ((ألا واستوصوا بالنِّساء خيرًا فإنَّما هنَّ عَوَان عندكم ليس تملكون منهنَّ شيئًا غير ذلك إلَّا أن يأتين بفاحشة مُبَيِّنَة فإن فعلن فاهجروهنَّ في المضاجع واضربوهنَّ ضربًا غير مُبَرِّح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنَّ سبيلًا. ألا إنَّ لكم على نسائكم حقًّا ولنسائكم عليكم حقًّا. فأمَّا حقُّكم على نسائكم فلا يُوطِئْن فرشكم مَن تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون. ألا وحقُّهنَّ عليكم أن تحسنوا إليهنَّ في كسوتهنَّ وطعامهنَّ)) [135] رواه الترمذي (1163) وابن ماجه (1851) والنسائي في ((الكبرى)) (8/264) . قال الترمذي: حسن صحيح. وصحَّحه ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (6/179) وحسَّنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (7880). - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رجل لرسول الله صلى - الله عليه وسلم : ((كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: إذا سمعت جيرانك يقولون: أن قد أحسنت فقد أحسنت. وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت، فقد أسأت)) [136] رواه ابن ماجه (4223) وأحمد (1/402) (3808) وابن حبان (2/285) (526). وجوَّد إسناده ابن مفلح في ((الآداب الشرعية)) (2/112) وقال الهيثمي في ((المجمع)) (10/274): رجاله رجال الصَّحيح. وصحَّح إسناده أحمد شاكر في ((تخريج المسند)) (5/309). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ الإحْسَان |
|||
2020-07-27, 17:22 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته فوائد الإحْسَان 1- للإحْسَان ثمرة عظيمة تتجلَّى في تماسك بنيان المجتمع وحمايته مِن الخراب والتَّهلكة ووقايته مِن الآفات الاجتماعيَّة. 2- المحسن يكون في معيَّة الله عزَّ وجلَّ ومَن كان الله معه فإنَّه لا يخاف بأسًا ولا رهقًا. 3- المحسن يكتسب بإحسانه محبَّة الله عزَّ وجلَّ. 4- للمحسنين أجر عظيم في الآخرة حيث يكونون في مأمن مِن الخوف والحزن. 5- المحسن قريب مِن رحمة الله عزَّ وجلَّ. 6- الإحْسَان هو وسيلة المجتمع للرُّقي والتَّقدُّم وإذا كان صنوه أي: العدل وسيلة لحفظ النَّوع البَشَريِّ فإنَّ الإحْسَان هو وسيلة تقدمه ورقيِّه لأنَّه يؤدِّي إلى توثيق الرَّوابط وتوفير التَّعاون. 7- الإحْسَان وسيلة لإزالة ما في النُّفوس مِن الكدر وسوء الفهم وسوء الظَّنِّ ونحو ذلك. 8- الإحْسَان في عبادة الخالق يمنع عن المعاصي. قال ابن القيِّم: (فإنَّ الإحْسَان إذا باشر القلب منعه عن المعاصي فإنَّ مَن عبد الله كأنَّه يراه لم يكن كذلك إلَّا لاستيلاء ذكره ومحبَّته وخوفه ورجائه على قلبه بحيث يصير كأنَّه يشاهده وذلك سيحول بينه وبين إرادة المعصية فضلًا عن مواقعتها فإذا خرج مِن دائرة الإحْسَان فاته صحبة رفقته الخاصَّة وعيشهم الهنيء، ونعيمهم التَّام فإن أراد الله به خيرًا أقرَّه في دائرة عموم المؤمنين) [144] ((الجواب الكافي)) (55-56). 9- الإحْسَان إلى النَّاس سببٌ مِن أسباب انشراح الصَّدر: الذي يحسن إلى النَّاس ينشرح صدره ويشعر بالرَّاحة النَّفسيَّة وقد ذكر ابن القيِّم في (زاد المعاد) أن الإحْسَان مِن أسباب انشراح الصَّدر، فقال: (... إنَّ الكريم المحسن أشرح النَّاس صدرًا وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق النَّاس صدرًا وأنكدهم عيشًا، وأعظمهم همًّا وغمًّا) [145] ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) (2/22). . 10- الإحْسَان إلى النَّاس يطفئ نار الحاسد. (إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحْسَان إليه فكلَّما ازداد أذًى وشرًّا وبغيًا وحسدًا ازددت إليه إحسانًا وله نصيحةً، وعليه شفقةً وما أظنُّك تصدِّق بأنَّ هذا يكون فضلًا عن أن تتعاطاه فاسمع الآن قوله عزَّ وجلَّ: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصِّلت: 34-36] وقال: أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [القصص: 54]. .. هذا مع أنَّه لا بدَّ له مع عدوِّه وحاسده مِن إحدى حالتين إمَّا أن يملكه بإحسانه فيستعبده وينقاد له ويذلُّ له ويبقى مِن أحبِّ النَّاس إليه وإمَّا أن يفتِّت كبده ويقطع دابره إن أقام على إساءته إليه فإنَّه يذيقه بإحسانه أضعاف ما ينال منه بانتقامه ومَن جرَّب هذا عرفه حقَّ المعرفة والله هو الموفق المعين بيده الخير كلِّه لا إله غيره وهو المسؤول أن يستعملنا وإخواننا في ذلك بمنِّه وكرمه) [146] ((بدائع الفوائد)) لابن القيِّم (2/243-244). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ الإحْسَان |
|||
2020-07-27, 18:50 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
بارك الله فيك على الموضوع القيم وجوزيت خيرا |
|||
2020-07-28, 16:09 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
|
|||
2020-07-28, 16:31 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
احوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أقسام الإحْسَان الإحْسَان ينقسم إلى قسمين: إحسان في عبادة الله. وإحْسَان إلى عباد الله وكل قسم منهما ينقسم إلى واجب ومستحب. فأما الإحسان في عبادة الله فيتضمن الإحْسَان في الإتيان بالواجبات الظَّاهرة والباطنة وذلك بــــ(الإتيان بها على وجه كمال واجباتها فهذا القَدْر مِن الإحْسَان فيها واجبٌ وأمَّا الإحْسَان فيها بإكمال مستحبَّاتها فليس بواجب. والإحْسَان في ترك المحرَّمات: الانتهاء عنها وترك ظاهرها وباطنها كما قال تعالى: وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ [الأنعام:120 فهذا القدر مِن الإحْسَان فيها واجبٌ. وأمَّا الإحْسَان في الصَّبر على المقدورات فأن يأتي بالصَّبر عليها على وجهه مِن غير تسخُّط ولا جزع) [147] ((جامع العلوم والحكم) ) لابن رجب (1/382). وأما الإحسان إلى عباد الله فالواجب منه (هو الإنصاف، والقيام بما يجب عليك للخلق بحسب ما توجَّه عليك مِن الحقوق... بأن تقوم بحقوقهم الواجبة كالقيام ببرِّ الوالدين، وصلة الأرحام والإنصاف في جميع المعاملات بإعطاء جميع ما عليك مِن الحقوق كما أنَّك تأخذ مالك وافيًا. قال تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [النِّساء: 36] فأمر بالإحْسَان إلى جميع هؤلاء) [148] ((بهجة قلوب الأبرار) ) للسعدي (ص 204). وقال ابن رجب: (والإحْسَان الواجب في معاملة الخَلْق ومعاشرتهم: القيام بما أوجب الله مِن حقوق ذلك كلِّه والإحْسَان الواجب في ولاية الخَلْق وسياستهم القيام بواجبات الولاية كلِّها) [149] ((جامع العلوم والحكم) ) لابن رجب (1/382-383). وأما المستحب منه فهو (القَدْرُ الزَّائد على الواجب في ذلك كلِّه) [150] ((جامع العلوم والحكم) ) لابن رجب (1/382-383). ومثال ذلك (بذل نفع بدنيٍّ، أو ماليٍّ أو علميٍّ، أو توجيه لخير دينيٍّ أو مصلحة دنيويَّة فكلُّ معروف صَدَقة وكلُّ ما أدخل السُّرور على الخَلْق صَدَقة وإحسان . وكلُّ ما أزال عنهم ما يكرهون ودفع عنهم ما لا يرتضون مِن قليل أو كثير فهو صَدَقة وإحسان) [151] ((بهجة قلوب الأبرار) ) للسعدي (ص 205). اخوة الاسلام و لمن اراد الاطلاع علي المزيد صور الإحْسَان الأمثال في الإحْسَان الإحْسَان في واحة الشِّعر و لنا عودة لنشر خُلُقِ اخر |
|||
2020-07-29, 17:22 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته موعدنا اليوم مع خلق الأُلْفَة معنى الأُلْفَة لغةً واصطلاحًا معنى الأُلْفَة لغةً: يقال: ألِفته إلفًا -من باب علم- وألفته أنِسْت به ولزمته وأحببته والاسم الأُلفة بالضمِّ والأُلفة أيضًا اسم من الائتلاف وهو الالتئام والاجتماع. فهو مُؤْلَفٌ ومأْلُوفٌ... وأَلَّفْتُ بينهم تأْلِيفًا إذا جَمَعْتَ بينَهم بعد تَفَرُّقٍ [192] ((لسان العرب) ) لابن منظور (9/10) ((المصباح المنير)) للفيومي (1/18). معنى الأُلْفَة اصطلاحًا: الأُلْفَة: اتِّفاق الآراء في المعاونة على تدبير المعاش [193] ((التَّعريفات)) للجرجاني (ص 34). قال الرَّاغب: (الإلْفُ: اجتماع مع التئام يقال: أَلَّفْتُ بينهم، ومنه: الأُلْفَة) [194] ((مفردات ألفاظ القرآن)) (ص 81). التَّرغيب في الألفة في القرآن الكريم - قال تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ [آل عمران: 103]. قال الرَّاغب الأصفهاني: (قوله: وَلاَ تَفَرَّقُواْ حث على الأُلْفَة والاجتماع الذي هو نظام الإيمان واستقامة أمور العالم وقد فضَّل المحبَّة والأُلْفَة على الإِنصاف والعدالة لأنَّه يحُتاج إلى الإِنصاف حيث تفقد المحبَّة. ولصدق محبَّة الأب للابن صار مؤتمنًا على ماله والأُلْفَة أحد ما شرَّف الله به الشَّريعة سيَّما شريعة الإِسلام) [195] ((تفسير الرَّاغب الأصفهاني)) (2/765). - وقال تعالى: وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران: 103]. قال الزَّمخشريُّ: (كانوا في الجاهليَّة بينهم الإحَن والعداوات والحروب المتواصلة فألَّف الله بين قلوبهم بالإسلام وقذف فيها المحبَّة فتحابوا وتوافقوا وصاروا إخوانًا متراحمين متناصحين مجتمعين على أمرٍ واحد قد نظم بينهم وأزال الاختلاف وهو الأخوَّة في الله) [196] ((الكشَّاف)) (1/395). وقال السُّيوطي: (إذ كنتم تذابحون فيها يأكل شديدكم ضعيفكم حتى جاء الله بالإسلام فآخى به بينكم وألف به بينكم أما والله الذي لا إله إلَّا هو إنَّ الأُلْفَة لرحمة وإنَّ الفُرْقَة لعذاب) [197] ((الدر المنثور)) (2/287). - وقال سبحانه: وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال: 62-63]. قوله: وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ (فاجتمعوا وائتلفوا وازدادت قوَّتهم بسبب اجتماعهم ولم يكن هذا بسعي أحد ولا بقوَّة غير قوَّة الله فلو أنفقت ما في الأرض جميعًا مِن ذهب وفضَّة وغيرهما لتأليفهم بعد تلك النُّفرة والفُرقة الشَّديدة مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لأنَّه لا يقدر على تقليب القلوب إلَّا الله تعالى وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ومِن عزَّته أن ألَّف بين قلوبهم وجمعها بعد الفرقة) [198] ((تيسير الكريم الرَّحمن) ) للسعدي (1/325). وقال القرطبي: في قوله تعالى: وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ. (أي: جمع بين قلوب الأوس والخزرج. وكان تألُّف القلوب مع العصبيَّة الشَّديدة في العرب مِن آيات النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ومعجزاته لأنَّ أحدهم كان يُلْطَم اللَّطمة فيقاتل عنها حتى يستقيدها. وكانوا أشدَّ خَلْق الله حميَّة فألَّف الله بالإيمان بينهم حتى قاتل الرَّجل أباه وأخاه بسبب الدِّين. وقيل: أراد التَّأليف بين المهاجرين والأنصار. والمعنى متقارب) [199] ((الجامع لأحكام القرآن)) (8/42). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ الألفة |
|||
2020-07-30, 16:17 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته التَّرغيب في الألفة في السُّنَّة النَّبويَّة - عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال : ((لـمَّا أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في النَّاس في المؤلَّفة قلوبهم ولم يعطِ الأنصار شيئًا فكأنَّهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب النَّاس فخطبهم فقال: يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضُلَّالًّا فهداكم الله بي وكنتم متفرِّقين فألَّفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟ كلَّما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أَمَنُّ. قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: كلَّما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أَمَنُّ. قال: لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا، أترضون أن يذهب النَّاس بالشَّاة والبعير، وتذهبون بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرءًا مِن الأنصار، ولو سلك النَّاس واديًا وشعبًا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والنَّاس دثار، إنَّكم ستَلْقَون بعدي أَثَرَة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)) [200] رواه البخاري (4330). - وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن يأْلَف ويُؤْلَف، ولا خير فيمن لا يأْلَف ولا يُؤْلَف)) [202] رواه أحمد (2/400) (9187) بلفظ: ((المؤمن مؤلف)) والحاكم (1/73) واللفظ له والبيهقي (10/236) (21627) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. قال ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/69): منكر وحسن إسناده الذهبي في ((المهذب)) (8/4255) وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/276): رجال أحمد رجال الصحيح وصحح إسناده الألباني في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (4925). - وعن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خيار أئمتكم: الذين تحبُّونهم ويحبُّونكم، ويصلُّون عليكم، وتصلُّون عليهم وشرار أئمتكم: الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم)) [206] رواه مسلم (1855). - وقال صلى الله عليه وسلم: ((النَّاس معادن كمعادن الفضَّة والذَّهب، خيارهم في الجاهليَّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنودٌ مجنَّدة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)) [208] رواه مسلم (2638). أقوال السَّلف والعلماء في الأُلْفَة - عن مجاهد قال: رأى ابن عبَّاس رجلًا فقال: (إنَّ هذا ليحبُّني. قالوا: وما علمك؟ قال: إنِّي لأحبُّه، والأرواح جنودٌ مجنَّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) [210] ((روضة العقلاء) ) لابن حبان البستي (ص 108). - وعن الأوزاعيِّ قال: كتب إليَّ قتادة: إن يكن الدَّهر فرَّق بيننا فإنَّ أُلْفَة الله الَّذي ألَّف بين المسلمين قريب [211] ((الدر المنثور) ) للسيوطي (4/101). - وقال يونس الصَّدفي: (ما رأيت أعقل مِن الشَّافعي، ناظرته يومًا في مسألة، ثمَّ افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي، ثمَّ قال: يا أبا موسى، ألَا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتَّفق في مسألة) [212] ((سير أعلام النبلاء) ) للذهبي (10/16). - وقال السُّلمي: (وأصل التَّآلف هو بغض الدُّنْيا والإعراض عنها فهي التي توقع المخالفة بين الإخوان) [213] ((آداب الصحبة)) (ص 78). - وقال الماورديُّ: (الإنسان مقصود بالأذيَّة، محسود بالنِّعمة. فإذا لم يكن آلفًا مألوفًا تخطَّفته أيدي حاسديه وتحكَّمت فيه أهواء أعاديه، فلم تسلم له نعمة، ولم تَصْفُ له مُدَّة. فإذا كان آلفًا مألوفًا انتصر بالأُلْفَة على أعاديه وامتنع مِن حاسديه، فسَلِمت نعمته منهم، وصَفَت مُدَّتُه عنهم، وإن كان صفو الزَّمان عُسْرًا، وسِلمُه خَطَرًا) [214] ((أدب الدنيا والدين)) (ص 146). - وقال الْغَزالِي (الأُلْفَة ثَمَرَة حُسْن الخُلُق، والتَّفرق ثَمَرَة سوء الخُلُق فَحُسْن الخُلُق يُوجب التَّحبُّب والتَّآلف والتَّوافق وسُوء الخُلُق يُثمر التَّباغض والتَّحاسد والتَّناكر) [215] ((إحياء علوم الدين)) (2/157). - وقال أبو حاتم: (سبب ائتلاف النَّاس وافتراقهم بعد القضاء السَّابق هو: تعارف الرُّوحين وتناكر الرُّوحين فإذا تعارف الرُّوحان وُجِدَت الأُلْفَة بين نفسيهما وإذا تناكر الرُّوحان وُجِدَت الفُرْقَة بين جسميهما) [216] ((روضة العقلاء) ) لابن حبان البستي (ص 146). - وقال أيضًا: (إنَّ مِن النَّاس مَن إذا رآه المرء يُعْجَب به، فإذا ازداد به علمًا ازداد به عجبًا، ومنهم مَن يبغضه حين يراه ثمَّ لا يزداد به علمًا إلَّا ازداد له مقتًا، فاتِّفاقهما يكون باتِّفاق الرُّوحين قديمًا) [217] ((روضة العقلاء) ) لابن حبان البستي (ص 110). - وقال ابن تيمية: (إنَّ السَّلف كانوا يختلفون في المسائل الفرعيَّة، مع بقاء الأُلْفَة والعصمة وصلاح ذات البين) [218] ((الفتاوى الكبرى) ) لابن تيمية (6/92). - وقال الأبشيهي: (التَّآلف سبب القوَّة، والقوَّة سبب التَّقوى والتَّقوى حصنٌ منيع وركن شديد بها يُمْنَع الضَّيم، وتُنَال الرَّغائب، وتنجع المقاصد) [219] ((المستطرف)) للأبشيهي (ص 130). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ الألفة |
|||
2020-07-31, 21:46 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
سأعود للقراءة... |
|||
2020-08-02, 16:50 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
|
|||
2020-08-01, 17:52 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أسباب الأُلْفَة هناك أسبابٌ كثيرةٌ تؤدِّي إلى الأُلْفَة والمحبَّة وتقوي الروابط والعلاقات بين أفراد المجتمع المسلم فمنها: 1-ومعاشرة النَّاس: التَّعارف قال صلى الله عليه وسلم: ((الأرواح جنودٌ مجنَّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)) [221] رواه البخاري (3336) ومسلم (2638). 2- التَّواضع: إنَّ (خفض الجنَاح ولين الكَلِمَة وتَرْك الإغلاظ مِن أَسبَاب الأُلْفَة واجتماع الكَلِمَة وانتظام الأَمر ولهذا قيل: مَن لانت كلمته وجبت محبَّته وحَسُنَت أُحدُوثته وظمئت الْقُلُوب إلى لقائه وتنافست في مودته) [222] انظر: ((التيسير بشرح الجامع الصَّغير) ) للمناوي (1/434). قال ابن عثيمين: (وظيفة المسلم مع إخوانه أن يكون هيِّنًا ليِّنًا بالقول وبالفعل لأنَّ هذا ممَّا يوجب المودَّة والأُلْفَة بين النَّاس وهذه الأُلْفَة والمودَّة أمرٌ مطلوبٌ للشَّرع ولهذا نهى النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام عن كلِّ ما يوجب العداوة والبغضاء) [223] ((شرح رياض الصالحين)) (2/544). 3- القيام بحقوق المسلمين والالتزام بها: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حق المسلم على المسلم خمسٌ: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس)) [224] رواه البخاري (1240) ومسلم (2612). (فهذه الحقوق التي بيَّنها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم كلَّها إذا قام بها النَّاس بعضهم مع بعض حَصل بذلك الأُلْفَة والمودَّة وزال ما في القلوب والنُّفوس مِن الضَّغائن والأحقاد) [225] ((شرح رياض الصالحين) ) لابن عثيمين (2/606). ومن ذلك: 4- إفشاء السَّلام: قال صلى الله عليه وسلم: ((يا أيُّها النَّاس أفشوا السَّلام، وأطعموا الطَّعام، وصلوا الأرحام، وصلُّوا باللَّيل والنَّاس نيام، تدخلوا الجنَّة بسلام)) [226] رواه الترمذي (2485) وابن ماجه (1334) مِن حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وصحَّحه الترمذي وقال الحاكم (3/14): صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي وصحَّحه البغوي في ((شرح السنة)) (4/40). (قال الإمام الرَّازي: الحكمة في طلب السَّلام عند التَّلاقي والمكاتبة دون غيرهما: أنَّ تحيَّة السَّلام طُلِبت عند ما ذكر لأنَّها أوَّل أسباب الأُلْفَة والسَّلامة التي تضمنها السَّلام هي أقصى الأماني فتنبسط النَّفس - عند الاطِّلاع عليه- أيَّ بسطٍ وتتفاءل به أحسن فأل) [227] ((فيض القدير) ) للمناوي (1/437). 5- زيارة المسلم وعيادته إذا مرض: فزيارة المسلم لأخيه المسلم تبعث على الحبِّ والإخاء ولا سيَّما عند المرض مع ما أعده الله من الأجر والثواب له قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله، ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك، وتبوَّأت مِن الجنَّة منزلًا)) [228] رواه الترمذي (2008) وابن ماجه (1443) مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه. قال الترمذي: غريب وقال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (10/515) : له شاهد بإسناد جيد وحسَّنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (6387). 6- الكلام اللَّين: فالكلام اللَّين والطَّيب مِن الأسباب التي تؤلِّف بين القلوب قال تعالى: وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا [الإسراء: 53]. 7- التَّعفُّف عن سؤال النَّاس: قال صلى الله عليه وسلم: ((وازهد فيما في أيدي النَّاس يحبَّك النَّاس)) [229] رواه ابن ماجه (4102) والحاكم (4/348) والطبراني في ((المعجم الكبير)) (6/193) مِن حديث سهل بن سعد السَّاعدي رضي الله عنه. وضعَّف إسناده البوصيري في ((مصباح الزجاجة)) (4/210) وصحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) (922). 8- السَّعي للإصلاح بين النَّاس: قال تعالى: فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ [الأنفال: 1]. 9- الاهتمام بأمور المسلمين والإحساس بقضاياهم: قال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمنون كرجل واحد، إذا اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسَّهر)) [230] رواه مسلم (2586). 10- التَّهادي: لا شك أن تقديم الهديَّة يزيد مِن الأُلْفَة والمحبَّة والتَّقارب بين المهدي والـمُهْدَى إليه فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((تهادوا تحابُّوا)) [231] رواه البخاري في ((الأدب المفرد)) (594) وأبو يعلى (11/9) (6148) والبيهقي (6/169) (11726). قال العراقي في ((تخريج الإحياء)) (2/53): إسناده جيد. وحسَّن إسناده ابن حجر في ((التلخيص الحبير)) (3/1047) وحسَّنه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)). 11 – حسن الخلق: قال الغزالي: (اعلم أن الألفة ثمرة حسن الخلق والتفرق ثمرة سوء الخلق فحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف والتوافق وسوء الخلق يثمر التباغض والتحاسد والتدابر ومهما كان المثمر محمودًا كانت الثمرة محمودة) [232] ((إحياء علوم الدين)) (2/157). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ الألفة |
|||
2020-08-02, 17:00 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته استكمال أسباب الأُلْفَة قد أرجع الماورديُّ أسباب الأُلْفَة إلى خمسة أسباب رئيسة: وهي: الدِّين والنَّسب والمصاهرة والمودَّة والبرُّ فقال: 1- (فأمَّا الدِّين: وهو الأوَّل مِن أسباب الأُلْفَة فلأنَّه يبعث على التَّناصر ويمنع مَن التَّقاطع والتَّدابر. وبمثل ذلك وصَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فروى سفيان عن الزُّهري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا لا يحلُّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)) [233] رواه البخاري (2076) ومسلم (2558) بلفظ آخر. وهذا وإن كان اجتماعهم في الدِّين يقتضيه فهو على وجه التَّحذير مِن تذكُّر تراث الجاهليَّة وإحَن الضَّلالة. فقد بُعِث رسول الله صلى الله عليه وسلم والعرب أشدُّ تقاطعًا وتعاديًا وأكثر اختلافًا وتماديًا حتى إنَّ بني الأب الواحد يتفرَّقون أحزابًا فتثير بينهم بالتَّحزب والافتراق أحقاد الأعداء وإحَن البعداء... 2- وأما النَّسب: وهو الثَّاني مِن أسباب الأُلْفَة فلأن تعاطف الأرحام حميَّة القرابة يبعثان على التَّناصر والأُلْفَة ويمنعان مِن التَّخاذل والفرقة أنفة مِن استعلاء الأباعد على الأقارب وتوقيًا مِن تسلُّط الغرباء الأجانب. وقد رُوِي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((إنَّ الرَّحم إذا تماسَّت تعاطفت)) [234] ((أدب الدنيا والدين) ) للماوردي (ص 149). 3- وأمَّا المصاهرة: وهي الثَّالث مِن أسباب الأُلْفَة فلأنَّها استحداث مواصلة وتمازج مناسبة صدرا عن رغبةٍ واختيار وانعقدا على خيرٍ وإيثار فاجتمع فيها أسباب الأُلْفَة ومواد المظاهرة. قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً [الرُّوم: 21] يعني بالمودَّة المحبَّة وبالرَّحمة الحنو والشَّفقة وهما مِن أوكد أسباب الأُلْفَة... 4- وأمَّا المؤاخاة بالمودَّة وهي الرَّابع مِن أسباب الأُلْفَة لأنَّها تكسب بصادق الميل إخلاصًا ومصافاة ويحدث بخلوص المصافاة وفاءً ومحاماةً. وهذا أعلى مراتب الأُلْفَة ولذلك آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه لتزيد ألفتهم، ويقوي تضافرهم وتناصرهم ... 5- وأمَّا البرُّ وهو الخامس مِن أسباب الأُلْفَة فلأنَّه يوصِّل إلى القلوب ألطافًا ويثنيها محبَّة وانعطافًا. ولذلك ندب الله تعالى إلى التَّعاون به وقرنه بالتَّقوى له فقال: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة: 2]. لأنَّ في التَّقوى رضى الله تعالى وفي البرِّ رضى النَّاس. ومَن جَمَع بين رضى الله تعالى ورضى النَّاس فقد تمَّت سعادته، وعمَّت نعمته) [235] ((أدب الدنيا والدين) ) للماوردي (147-161). اخوة الاسلام و لنا عودة لنشر خُلُقِ اخر |
|||
2020-08-06, 05:13 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته خُلُقِ الأمَانَة معنى الأمَانَة لغةً: الأمانة ضد الخيانة وأصل الأَمْن: طمأنينة النفس وزوال الخوف والأمانة مصدر أمن بالكسر أمانة فهو أمين ثم استعمل المصدر في الأعيان مجازًا فقيل الوديعة أمانة ونحوه، والجمع أمانات فالأمانة اسم لما يُؤمَّن عليه الإنسان نحو قوله تعالى: وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ [الأنفال: 27] أي: ما ائتمنتم عليه وقوله: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ [الأحزاب: 72 ] [242] انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/21) ((مفردات ألفاظ القرآن)) للرَّاغب الأصفهاني (1/90) ((المصباح المنير)) للفيومي (1/24). معنى الأمَانَة اصطلاحًا: الأمانة: هي كلُّ حقٍّ لزمك أداؤه وحفظه [243] ((فيض القدير)) للمناوي (1/288) وقيل هي: (التَّعفُّف عمَّا يتصرَّف الإنسان فيه مِن مال وغيره وما يوثق به عليه مِن الأعراض والحرم مع القدرة عليه وردُّ ما يستودع إلى مودعه) [244] ((تهذيب الأخلاق)) المنسوب للجاحظ (ص 24). وقال الكفوي: (كلُّ ما افترض على العباد فهو أمانة كصلاة وزكاة وصيام وأداء دين وأوكدها الودائع وأوكد الودائع كتم الأسرار) [245] ((الكليات)) (ص 269). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ الأمَانَة |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc