حكاية النهر( قصة قصيرة ) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > ممّا راقـــنـي

ممّا راقـــنـي هذا المنتدى خاصٌ بمنقولات الأعضاء مما يـنـتـقـونه من عذب الكلام.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حكاية النهر( قصة قصيرة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-06-28, 10:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اسماعيل آل رجب
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hourse حكاية النهر( قصة قصيرة )

كل من يأتي الى النهر،يحكي له حكايته،النهر يصغي للجميع بصمته الرهيب،ومهما طالت الحكايا ‘فقد تعاهد الصمت منذ زمن طويل،وأدمن الاصغاء.
تحدثني نفسي مرات ومرات وانا على جرف النهر،ان احكي له حكايتي لكنّي اجد غصة فأمسك عن الكلام،
وفي هذه المرة قررت ان القي بنفسي في النهر،واغمر جسدي بالماء، أرتمس ثمّ اغطس الى الأعماق،كمن يغطس في الأحلام،أو يسافر مع هالة الضوء الى النجوم.
في باب الشركة التي يعمل بها، طلبوا هويته للتأكد من الأسم،انت فلان؟ قال نعم فاقتادوه الى السيارة المصفحة جعلوه بين جنديين مدججين بالسلاح،شدّو عينيه وقيدو يديه ، كان يحمل بيده اليمنى قارورة الماء لأنه يعاني من جفاف الحلق بعد ان أُجريت له عملية القلب المفتوح ، لم يشفع له مرضه ولا كبر سنه في طلبه منهم فك القيد ليتمكن من رفع قارورة الماء الى فمه.
كان الجنديين يتعاملان معه وكأنهما عثرا على صيد ثمين،يعبثان به ويحركانه ويستفزانه بالكلمات النابية.
شعر الرجل ان نفسه ينقطع بعد ان ضغطه الجنديين بجثتيهما الضخمتين،نفس الشعور كان ينتابني وانا اغطس في ماء النهرفاضطررت الى اخراج رأسي الى الاعلى لاستنشق الهواء،كانت الشمس حينها تميل الى الغروب،وتنزع اشعتها الحمراء على سطح الماء ليتلون باللون الاحمر،بينما تغطس هي لتستحم في الافق.
كانت العصافير في هذه الاثناء تعود الى غصن الشجرة المتدلّي الى النهر،ممتلئة البطون بعد يوم من البحث عن الرزق.
بعد ان تغيب الشمس،وتتوارى في عمق الظلام،تبدأ المعاناة ،عدد كبير من الموقوفين جميعهم في سن الشباب يفترشون بلاط غرف الاعتقال ويجعلون احذيتهم كوسائد تحت رؤوسهم،كانت نظراتهم تشفق على الرجل كبيرالسن الذي يعاني من مرض القلب،وكانوا يبادرون بالتقرب منه ويتسابقون في تقديم الخدمة له وقد جعلو له فسحة ليمدد جسده المتعب وسط الاجساد المحشورة حشرا،لم يغمض للرجل جفن في يومه الاول وكانت نظراته معلّقة على الشباك الصغيريترقّب الصباح،صباح تعلن عنه زقزقة العصافيروهي تتجمع على الغصن المتدلي قريبا من الشباك،ليبدأ يوم آخر من استدعاء مجموعة من الموقوفين للتحقيق،عصافير لغتها واحدة كما هي لغة الموقوفين وتهمتهم الوحيدة انهم عرب تحت سلطة الاحتلال.
في صباح اليوم التالي وقفت على حافة النهر،نظرت الى الغصن المتدلي فوجدته خاليا من العصافير،شعرت بنسمة خفيفة من الهواء تحرّك المويجات باتجاه واحد وهي تصدراصوات منخفضة وكأنها تهمس لي..لقد اقتادو الرجل للتحقيق ولم يعد حتى الآن.








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc