الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه
إكتشفت منذ سنتين مقرءا عبر شريط مر في قناة الجزيرة الوثائقية ... عرفت من خلاله من هو المقريء الحقيقي بتعريف هذا الشيخ الفاضل و هو في الثمانين في عمره الآن ... قراءته تسمى بالقراءة التفسيرية ... و قد صرح بكل أسف أن جل المقرئين اليوم ليست لديهم قراءة صحيحة لكتاب الله و إن كانوا مشهورين.
و ليعطينا أفضل مثال حتى نستوعب مفهوم المقريء الصحيح عنده يقول :
": فلا أريد أن أسيء لأحد ، ولكن أتحدث عن كيفية القراءة الصحيحة التي يجب أن تكون ، فأقول إن الذي قرأ القرآن بالشكل الصحيح في القرن العشرين هو واحد ولا يوجد غيره وهو الشيخ محمد رفعت رحمه الله ، فهو جمع بين إتقان التجويد وبين حسن الترتيل . أما الباقون فلم يحسنوا القراءة الصحيحة ، وربما يوجد في قراءتهم شيئاً من أحكام التجويد ، وبعضهم ضبط هذه الأحكام على تفاوت ، ولكن المشكلة في أنهم لم يحسنوا ترتيل القرآن أو التغني بالقرآن ، وأعني هنا أنهم لا يجيدون إعطاء معاني الآيات ما يناسبها من ألحان ، فإن لكل معنى لحناً يختلف عن لحن معنى آخر"
و يكمل قائلا : ". فعندما يقرأ المقرئ : ( لا أقسم بيوم القيامة ، ولا أقسم بالنفس اللوامة ، أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه ، بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) فيقرأها بلحن واحد وبنبرة صوتية واحدة فهذا خطأ كبير ليس للتغني فيه شيء ، لأن مضمون كل آية يختلف عن مضمون الآية الأخرى ، فالآيتان الأولى والثانية خبريتان وتحتاجان إلى استرسال في القراءة ، والآية الثالثة استفهامية ، والآية الرابعة جواب على الآية الثالثة ، ولكلٍ منهم لحن خاص يختلف عن لحن الآيات الأخرى، وهل نبرة الصوت في الاسترسال مثل نبرة الصوت في السؤال أو في الجواب؟ الأمر يختلف كلياً ، فحين يعطي المقرئ لحناً واحداً لكل الآيات يكون قد وقع في خلل كبير ولم تعد هناك إجادة في التغني بالقرآن
الشيخ هو مقريء القدس الشريف محمد رشاد الشريف ... أرجو أن تسمعوا قراءة رجل كل حياته معلقة بكتاب الله.