ملاحظات على "رسالة مفتوحة إلى الدكتور إبراهيم عواد البدري الملقب بـ"أبو بكر البغدادي" - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ملاحظات على "رسالة مفتوحة إلى الدكتور إبراهيم عواد البدري الملقب بـ"أبو بكر البغدادي"

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-12-11, 13:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي ملاحظات على "رسالة مفتوحة إلى الدكتور إبراهيم عواد البدري الملقب بـ"أبو بكر البغدادي"



الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله و صحبه و سلم تسليما كثيرًا، وبعد:
فقد و قفت على رسالة عنوانها: "رسالة مفتوحة إلى الدكتور إبراهيم عواد البدري الملقب بـ"أبو بكر البغدادي"
وقد وقَّع عليها (126) من الدكاترة والدعاة !!
وبعد قرأتها ارتأيت كتابة بعض الملاحظات
على ما جاء في الرسالة :

ففي (ص:2 حاشية 1):تعليقا على حديث ابن عمر - رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وأله وسلم - قال :
«بُعثِتُ بالسَّيف بين يدي الساعة ...»
قولهم: والحديث رواه أحمد (50/2 ) واسناده ضعيف !!




أولاً :
نص الحديث :
عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم:

(بُعِثْتُ
بالسَّيْفِ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ )
ثانياً :
هناك جمع من العلماء المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين ممن قد صحَّحوا الحديث، وشرحوه وبيَّنوا معناه، وأوضحوا مغزاه
اذكر منهم:
1- الإمام أحمد - رحمه الله -
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/270): «وقد احتج الإمام أحمد وغيره بهذا الحديث»
2- أبو الحسن الدارقطني؛ في "العلل" (9/273/1754)، قال : (..
رواه عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن بن عمر وهو الصحيح) .

3- أورده البخاري تعليقا في باب الجهاد ، قال ويذكر عن بن عمر ( وذكره ) (
فتح الباري : 6 / 98).
4- ابن عبد البر في التمهيد ( 11 / 76)
5- شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم"، (ص39)؛ قال: "وهذا إسناد جيد".
6- الحافظ العراقي؛ قال في "تخريج الإحياء" "1/ 342": "سنده صحيح".
7- الذهبي؛ قال في « سير الأعلام »(15/509) : «إسناده صالح»
8- الحافظ ابن حجر؛ قال في "الفتح" "10/ 222": "سنده حسن"

وممَّن صحَّحه من المعاصرين الشيخان :
9- أحمد شاكر في مسند الإمام أحمد : (7/122) ، وفي عمدة التفسير (152/1) .
10- الألباني في إرواء الغليل (5/109)، وفي صحيح الجامع (2831) .

ثالثاً :
إضافةً إلى رواية الأئمَّة ونقلهم له في كتب العقيدة والفقه والسيرة، واحتجاجهم به ، فقد ألَّف الحافظ بن رجب الحنبلي جزءً مفردا بعنوان:
"الحِكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:((بعثت بالسيف بين يدي الساعة))"
وذكر - رحمه الله - سِتَّة سيوف للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه رضي الله عنهم، وكلها سيوف حقٍّ
:
قال : (..في القرآن أربعة سيوف : سيف على المشركين حتى يسلموا أو يؤسروا ، {فإما منّاً بعد وإما فداء} ،
وسيف على المنافقين وهو سيف الزنادقة ، وقد أمر الله بجهادهم والإغلاظ عليهم في سورة براءة وسورة التحريم وآخر سورة الأحزاب ،
وسيف على أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية ،
وسيف على أهل البغي ، وهو المذكور في سورة الحجرات . ولم يسل صلى الله عليه وسلم هذا السيف في حياته ، وإنما سله علي رضي الله عنه في خلافته . وكان يقول : " أنا الذي علمت الناس قتال أهل القبلة " .
وله صلى الله عليه وسلم سيوف أخر ، منها :
سيفه على أهل الردة وهو الذي قال فيه : " من بدل دينه فاقتلوه " . وقد سله أبو بكر الصديق رضي الله عنه من بعده في خلافته على من ارتد من قبائل العرب .
ومنها سيفه على المارقين ، وهم أهل البدع كالخوارج . وقد ثبت عنه الأمر بقتالهم مع اختلاف العلماء في كفرهم . وقد قاتلهم علي رضي الله عنه في خلافته مع قوله : " انهم ليسوا بكفار " .
وقد روي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتال المارقين والناكثين والقاسطين .وقد حرق علي طائفة من الزنادقة، فصوب ابن عباس قتلهم ، وأنكر تحريقهم بالنار. فقال علي : " ويح ابن عباس ، لبحاث عن الهنات " . ) أهـ


وفي
المقابل (ص/ 5) أوردوا احاديث ضعيفة ولم ينبهوا على ضعفها
1- (
من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ) وفي الحاشية قالوا : رواه الترمذي (2950) في كتاب تفسير القرآن .
و
مدار الحديث على عبد الأعلى بن عامر الثعلبي قال أحمد ضعيف الحديث
قال ابو زرعة ضعيف الحديث ربما رفع الحديث وربما وقفه
قال ابو حاتم ليس بالقوي وكذا قال النسائي وزاد ويكتب حديثه
وقال ابن عدي يحدث بأشياء لا يتابع عليها وقد حدث عنه الثقات
قال ابن ابي خيثمة عن ابن معين ليس بذاك القوي
وقال يحي بن سعيد تعرف وتنكر
وقال ابو علي الكرابيسي كان من أوهى الناس .
2- وكذلك الحديث الوارد في جزية المجوس
(ص/ 17)( سنوا بهم سنة أهل الكتاب )عن جعفر بن محمد بن على عن أبيه , وهو منقطع , محمد لم يدرك عمر ".
قال ابن كثير فى " تفسيره " (3/80): " لم يثبت بهذا اللفظ "، وانظر إرواء الغليل (( (1248).








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-12-11, 13:47   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


قولهم (ص/ 10): "(ب ـ سبب الجهاد: هو أن يقاتل المسلمون من يقاتلهم ولا يقاتلوا أحدا لم يقاتلهم، ولا يعتدوا على أحد لم يعتد عليهم... فالجهاد مرتبط بالأمن، وبحرية الديانات، وبظلم سابق وقع في الأرض...فلا جهاد هجوميا عدوانيا بسبب اختلاف في الرأي أو الدين".

هذا الكلام يُوهم أنّ الجهاد منحصر في جهاد الدفع !! وهذا ما صَرّحَ به كثير الناس من دعاة الوسطية - زعموا -

ولعل الضعف والوهن الذي يعيشه المسلمون مع ضغط الواقع والرهبة من قوة الكفار ألجأتهم للبوح بهذا القول الانهزامي
وقد أكثر الجدال عنه كثير ممن دأب على اللهاث وراء سراب الغرب ، وتعلق بأذيالهم أملا في اللحاق بركب حضارتهم المادية، الخالية من القيم والإنسانية .
فمما يعلمه القاصي والداني أنّ هناك نوع ثاني من الجهاد في سبيل الله وهو جهاد الطلب ، وهو طلب الكفار في عقر دارهم ودعوتهم إلى الإسلام وقتالهم إذا لم يقبلوا الإستسلام لحكم الله ورسوله : (دين الله = الإسلام )
ومما ينبغي التنيه عليه؛ أنَّ مقاتلة الكفَّار من أهل الكتاب والمجوس والمشركين وغيرهم، لا يُقتَل منهم إلاّ من يقاتل المسلمين
لأن هناك فرق بين القَتْلِ والقِتَالِ، وفي هذه الحالة لا نقتلهم بمجرد كفرهم، فلا نقتل مَن ليس مقاتلاً من النساء والصبيان والشيوخ والرهبان وأهل الصوامع والدور ونحوهم ممن لم يشارك في حرب المسلمين، وأنَّ أهل الكتاب والمجوس إذا تركوا المسلمين، ولم يحاربوهم، ورضُوا بإعطائهم الجزية عن يد وهم صاغرون، فلا داعي لقتلهم وقتالهم.


- الدليل من القرآن :
قول الله تعالى: (فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) التوبة: 5.
وقوله تعالى: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) التوبة: 36.
وقوله تعالى:
(انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) التوبة:41.

- الدليل من السنة المطهرة :
قال رسول الله - صلى الله عليه وأله وسلم -: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلا بِحَقِّ الإِسْلامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ) رواه البخاري.
وقوله
- صلى الله عليه وأله وسلم -: (اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلا تَغُلُّوا وَلا تَغْدِرُوا وَلا تَمْثُلُوا وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلالٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ إِلا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمْ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ.. ) رواه مسلم.
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ بالغزو مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ) رواه مسلم.

وفي تقرير ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
( واللهُ قدْ فرَض على المسلمين الجهادَ لمن خرجَ عن دِينه وإنْ لم يكونوا يُقاتلوننا، كما كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وخلفاؤه يُجهِّزون الجيوش إلى العدو وإن كان العدوُّ لا يَقصدُهم )
جامع المسائل لابن تيمية (5/ 302)
.

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/14) :
(الإسلام انتشر بالحجة والبيان بالنسبة لمن استمع البلاغ واستجاب له ، وانتشر بالقوة والسيف لمن عاند وكابر حتى غُلِب على أمره ، فذهب عناده فأسلم لذلك الواقع).

ومما سبق يتبين أن قولهم :"
فلا جهاد هجوميا عدوانيا بسبب اختلاف في الرأي أو الدين"
إِنَّمَا هُوَ لِتَقْوِيضِ جِهَادِ الطَلَب
يتبع إن شاء الله









رد مع اقتباس
قديم 2014-12-12, 01:45   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


وفي (ص/16) تحت عنوان "التكفير" قولهم :

"و على أية حال فموضوع الشرك هنا غير وارد عند العرب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إنَّ الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب و لكن في التحريش بينهم"

قلت الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه (2812) من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -
- فالحديث يخالف ظاهراً الأحاديث الثابتة الصحيحة التي فيها خوف الرسول صلى الله عليه وسلم, وتحذيره من وقوع ألوان من الشرك في هذه الأمة، والعلماء قد ذكروا لهذا الحديث عدة احتمالات، فمما قالوا فيه:
1- إن الشيطان أيس بنفسه –ولم ييأس- لما رأى عز الإسلام في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وإقبال القبائل على الدخول في هذا الدين الذي أكرمهم الله به، فلما رأى ذلك يئس من أن يرجعوا إلى دين الشيطان، وأن يعبدوا الشيطان أي: يتخذوه مطاعاً.
وهذا كما أخبر الله عن الذين كفروا في قوله: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ) [المائدة: 3]، فهم يئسوا أن يراجع المسلمون مع عليه المشركون من الدين القائم على اتخاذ الأنداد مع الله، وصرف العبودية إلى أشياء مع الله أو دونه.
فكما أن المشركين لما رأوا تمسك المسلمين بدينهم يئسوا من مراجعتهم، هكذا الشيطان يئس لما رأى عز المسلمين ودخولهم في الدين في أكثر نواحي جزيرة العرب.
والشيطان – لعنه الله- لا يعلم الغيب، ولا يعلم أنه ستحين فرص يصد الناس بها عن الإسلام والتوحيد، وكانت أول أموره في صرف الناس لعبادته بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أطاعه أقوام وقبائل فارتدت عن الإسلام إما بمنع الزكاة، أو باتباع مدعي النبوة، فنشط وكانت له جولة وصولة، ثم كبته الله.
والمقصود: أن الشيطان ييأس إذا رأى التمسك بالتوحيد والإقرار به والتزامه، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو حريص على أن يصد الناس عن هذا، ولذا تمكن من هذا في فترات مختلفة، فعبده القرامطة عبادة طاعة وهم في الجزيرة، وأفسدوا ما أفسدوا، وعبده من بعدهم مما يعرفه أولو البصيرة
فالقول بأن الشرك منتف عن هذه الأمة مخالف للواقع، كما أنه مخالف للفهم الصحيح لنصوص الشرع.
2- أو يقال: إن نبينا صلى الله عليه وسلم فصل ما بين الشرك والتوحيد وبينه أتم بيان، وترك الدين على بيضاء ليلها كنهارها، وهذه البيضاء هي مضمون لا إله إلا الله، وهي إفراد الله بالعبادة، وخلع الأنداد، والكفر بما يعبد من دون الله، والبراءة من الشرك وأهله، كما فسرها أهل العلم رحمهم الله، فإذا علم هذا يقيناً فمحال أن يكون الشرك بصورته التي نهى الله عنها موجوداً في بلاد كثيرة، ويحكم عليها بالشرك ويوجد في الجزيرة بصورته ولا يحكم عليها بالشرك. وهذا من التلاعب والهوى الصارخ
(انظر هذه مفاهيمنا 197-199) للشيخ صالح آل الشيخ .
3- وقال ابن رجب في شرح الحديث: إنه يئس أن يجتمعوا كلهم على الكفر الأكبر .
وأشار ابن كثير إلى هذا المعنى عند تفسيره قوله تعالى:( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ ) حيث قال: (قال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني يئسوا أن تراجعوا دينكم) .
(تفسير القرآن (12/2).
4- ولا يبعد أن يقال: (مراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((إن الشيطان...)) أن الشيطان لا يطمع أن يعبده المؤمنون في جزيرة العرب، وهم المصدَقون بما جاء به الرسول من عند ربه المذعنون له، والممتثلون لأوامره، ولا شك أن من كان على هذه الصفة فهو على بصيرة ونور من ربه، فلا يطمع الشيطان أن يعبده... ووجود مثل هذا في جزيرة العرب لا ينافي الحديث الصحيح كما لا يخفى على من له قلب سليم وعقل راجح، وإطلاق لفظ المصلين على المؤمنين كثير في كلام العارفين.
5- ويحتمل أن يراد بالمصلين أناس معلومون بناء على أن تكون (أل) للعهد وأن يراد بهم الكاملون فيها... وهم خير القرون، يؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث-: ((ولكن في التحريش بينهم)). يقول الطيي: لعل المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبر بما يكون بعده من التحريش الواقع بين صحبه رضوان الله عليهم أجمعين، أي أيس أن يعبد فيها، ولكن يطمع في التحريش... والدليل متى طرقه الاحتمال بطل به الاستدلال) .
(فتح المنان : محمد شكري الألوسي (ص497)
6- أو يقال: كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر بوقوع الشرك وحدوثه في هذه الأمة، ووقع، وحصل هذا الإخبار بما هو مشاهد عياناً، ولا ينكره إلا من أعمى الله بصره وطمس بصيرته. هكذا أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أناساً معلومين بأن الشيطان لا يسلط عليهم، وهم الذين قال عنهم الرسول عليه الصلاة والسلام: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق، منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله)) .
7- أو يقال: إن الحديث يقول: إن الشيطان أيس أن يعبد. وظاهر لفظه: أن أيس من أن يعبد هو نفسه، لا من أن يعبد غيره من المخلوقات كالأنبياء والملائكة والصالحين والأشجار والأحجار، والقبور. فإن الشيطان إن أطيع في عبادة بعض المخلوقات، وقد تضاف إليه هذه العبادة ولكنها إضافة غير حقيقية، والعلاقة في الإضافة كونه هو الآمر بها، وحقيقة عبادة الشيطان نفسه: أن توجه إليه العبادة كفاحاً مباشرة.
8- أو يقال: المراد أن الشيطان قد أيس من أن يعبد أو تعبد الأصنام في بلاد العرب في كل وقت وزمان، فهذا لن يكون إن شاء الله، وقد يشهد لهذا لفظة (أبداً) المذكور في الرواية الأخرى .
وعلى كل حال: لا يمكن أن يدعى أنه لن يعبد غير الله في بلاد العرب في وقت من الأوقات، فإن هذا باطل كاذب بالإجماع والضرورة والنصوص المتواترة.


شبهة من قال بعدم وقوع الشرك في هذه الأمة وردها - علوي السقاف
بتصرف يسير









رد مع اقتباس
قديم 2014-12-14, 23:19   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
Abou Elbber
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت وجزيت خيرا -اخا الاسلام ابا الحارث-.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
"رسالة, ملاحظات, مفتوحة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc