الرؤية الشّرعية للأحداث الواقعـة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرؤية الشّرعية للأحداث الواقعـة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-02-26, 14:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الرؤية الشّرعية للأحداث الواقعـة

بسم الله الرّحمن الرّحيم


وإن كانت المحاضرة نقلتها من موضوع قام به العضو منذ 2012، جزاه الله خيرًا، إلاّ أنّ في الإعادة إفادة إن شاء الله ، أسأل الله أن لايورّطنا في الوقوع في المخالفات التي لانحمد عقباها ، فمن اعتصم بالكتاب والسّنّة نجا وأفلح ومن خرج عنهما خاب وخسر.

أسأل الله العافية لي وللمؤمنين .



الرّؤية الشّرعيّة للأحداث الواقعـة

محمد بن أحمد الفـيفي

كلية الشريعة / قاعة عبد العزيز بن باز

1432/6/5هـ


أولا: سُنّة الابتلاء

إن الله يبتلي عباده ويختبرهم _وهو *أعلم بهم * ليتبيّن بعد الابتلاء من يثبت على الصراط المستقيم ومن تزيغ به الأهواء في المرتع الوخيم، فمن ثبت على الكتاب والسُنّة ومنهاج السلف الصالح فذلك هو الناجي ، ومن سلك طريقا آخر مخالفا لهم فهو الهالك،

إن الفتن أيها الإخوة خطافة تخطف كثيرا من الناس إما بسبب الجهل وقلة العلم والتباس الحق بالباطل وإمّا بسبب الهوى وضعف الصبر عن المغريات والشهوات والشبهات ...*

ولمّا كنا نعيش هذه الأيام فتنا عظيمة قد تهلكنا إن لم نعتصم منها بالله تعالى ونتمسك فيها بكتابه وسنة نبيه وبما كان عليه سلفنا الصالح.

فعلى المسلم أن يحرص على تجنب الفتن والخوض فيها وأن يستعيذ بالله منها قال البخاري في صحيحه:
باب التّعوّذ من الفتن وأخرج فيه حديث أنس وفيه أن النبي ﷺ صعد المنبر وكلّم الناس فلفّ كل رجل من أصحابه رأسه في ثوبه يبكي ويقول أعوذ بالله من سوء الفتن.

وأخرج الشيخان من حديث عائشة أن النبي ﷺ كان يتعوذ بالله في صلاته من فتنة المحيا والممات أي من الفتن التي تقع في الحياة ومن الفتن التي تكون بعد الموت كفتنة القبر.*

والمشاركة اليوم في الفتن سهلة الأسباب مفتحة الأبواب ولا سيما عن *طريق إثارتها وتهييجها من خلال الكتابة والتعليق في وسائل الإعلام والاتصالات بمختلف أنواعها.

وأخرج البخاري أيضا في صحيحه في باب الفتنة التي تموج كموج البحر عن سفيان ابن عيينة عن خلف بن حوشب قال كانوا أي السلف الصالح كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن قال امرؤ القيس:*
الحرب أول ما تكون فتية ** تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ** ولت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء يُنكر لونها وتغيّرت ** مكروهة للشم والتقبيل.

يعني أنهم كانوا يرددون هذه الأبيات التي تصور عواقب الفتن ومآلها القبيح حتى لا يغتروا بفتنتها وزهرتها في أول أمرها فيكون استحضار سوء عواقبها سببا في البعد عن الخوض فيها*

أدّب الله المسلمين بأدب عظيم فقال تعالى (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) فأمر سبحانه عامة المسلمين برد الأمور الكبيرة المتعلّقة بأمن الأمة وعزّها واجتماعها وحقن دمائها ونحو ذلك إلى سُنّة الرسول ﷺ وإلى أولي الأمر فيهم وهم أهل العلم وأهل الحُكم حتّى يتّخذوا فيها من القرارات ما تحصل به المصلحة العامة بخلاف ما إذا دخل فيها من ليس منهم فإنّ دخولهم يضرّ ولا ينفع لأنّهم يدخلون فيما لا يعرفون حقيقته أو لا يعرفون حكمه أو لا يدركون عواقبه ، وإنّما يتصرّفون بحكم العاطفة وربّما كان الذي يحرك عواطفهم ويهيّجهم مَن يريد بهم الشر والهلاك من حيث لا يشعرون.

فكثير ممّن دخل في الفتنة التي قضت على عثمان رضي الله عنه ما كان يعلم أن المهيّج المثير لها هو ابن سبأ أحد اليهود الذين أظهروا الإسلام وأخذ يكيد له من الداخل حتى حقق كثيرا من أمانيه على أيدي الرعاع الهمج الجهلة.*

قال العلامة صالح الفوزان :
( إنّ أعداءَكم من الكفار والمنافقين لا يروق لهم ولا يستريحون أن تعيشوا على هذه الحالة فيريدون أن يفرّقوا كلمتكم ويريدون أن يفسدوا أمركم وأن يشتّتوا جماعتكم وأن يسقطوا حكّامكم ويفرّقوا دولكم وهذا مشاهد في هذه الأيام ، فإنّ الكفار عجزوا عن صد الإسلام وانتشاره في المعمورة وزيادة أتباعه بعد انتشار وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية التي تبيّن هذا الدّين وأحكامه فلذلك لا يزال يمتد ولا يزال الدخول في الإسلام مستمرا على ضعف من أهله ولكنّه دين قيم تتقبّله النفوس الطيبة ، فلمّا رأى الكفار ذلك وأنّه لا يمكن صده بالقوة لجئوا إلى طريقة خبيثة وهي تفريق المسلمين وإسقاط دولهم حتى تعم الفوضى الخلاّقة وتسفك الدماء وتضيع الأموال وتنتهك الأعراض ويفسد الأمر ، عند ذلك تقرُ أعينهم ولكن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد فإنه ناصر دينه رغم أنوفهم( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) )*

وقال سماحة مفتي عام المملكة حفظه الله 1432/3/1:

(إن من أسباب الفتن والغواية والضلال إثارة الفتن بين الشعوب والحكام من خلال المظاهرات والمسيرات التي لا هدف لها ولا حقيقة لها، وإنما هي أمور لضرب الأمة العربية الإسلامية في صميمها وتفريق كلمتها وتشتيت شملها وتقسيم بلادها والسيطرة على خيراتها، واصفاً نتائجها بـ"السيّئة، والعواقب الوخيمة" لما فيها من سفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال وعيش الناس في رعب وخوف وضلال.
"يا شباب الإسلام كونوا حذرين من مكائد الأعداء وعدم الانسياق والانخداع خلف ما يروج لنا والذي يهدف منه الأعداء إلى إضعاف الشعوب والسيطرة عليها وإشغالها بالترهات عن مصالحها ومقاصدها وغاية أمرها


قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلّم :
" ستكون فتن ، القاعد فيها خيرٌ من القائم ، و القائم فيها خيرٌ من الماشي ، و الماشي فيها خيرٌ من السّاعي ، و من يُشْرِف لها تستشرِفْهُ ، و من وجد ملجأً أو معاذًا فليعُذ به " رواه البخاري ومسلم،

قال ابن حجر في " الفتح " ( 13/ 31 ) شارحا قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم : " من يشرف لها ” " أي تطلّع لها بأن يتصدّى و يتعرّض لها و لا يعرض عنها ... " ، ثمّ قال : " قوله:
( تستشرفه ) أي تهلكه بأن يشرفَ منها على الهلاك ، يقال : استشرفت الشّيء علوته و أشرفت عليه ، يريد من انتصب لها انتصبَت له ، و من أعرض عنها أعرضت عنه

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ أَلَا ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي فِيهَا وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي إِلَيْهَا أَلَا فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلَا غَنَمٌ وَلَا أَرْضٌ قَالَ: يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ ثُمَّ لِيَنْجُ إِنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي قَالَ : يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَاب النار (صحيح مسلم19/60)

وقال الماوردي رحمه الله:

(ثم لا يبعد أن يظهر أهل نحلة مبتدعة، ومذاهب مخترعة، يزوقون كلاما مُمَوّها، ويزخرفون مذهبا مشبوها، يخلبون به قلوب الأغمار، ويعتضدون على نصرته بالسّفلة الأشرار، فيصبّوا النّاس إليهم، وينعطفون عليهم، بخلابة كلامهم، وحسن ألطافهم، مع أنّ لكل جديد لذة، ولكل مستحدث صبوة، وقال النبي: "إنّ أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان فتصير حينئذ البدع فاشية، ومذاهب أهل الحق واهية، ثم يفضي بهم الأمر إلى التحزب والعصبة، فإذا رأوا كثرة جمعهم، وقوة شوكتهم، داخلهم عزّ القوة، ونخوة الكثرة، فتضافر جهال نسّاكهم، وفسقة علمائهم بالميل على مخالفيهم، فإذا استتب لهم ذلك، زاحموا السلطان في رئاسته، وقبحوا عند العامة جميل سيرته، فربما إنفتق ما لا يرتق؛ فإن كبار الأمور تبدو صغاراً).
(درر السلوك (ص:119-120-121-122)

إنّ تتبّع أخبار الفتن هو أوّل طريقٍ للتورّط فيها ؛ لأنّ الإعلام عموما أخطر سحر للتأثير في عقليّة المصغي إليه ، فكيف إذا كان الإعلام خاصّا بالفتن التي تهزّ كِيانَ الإنسان ؟!


فكيف إذا كان الإعلام مأخوذا من مخبرين لا يُعرفون بعدالة ؟!
فكيف إذا كانوا كفّارا أصلا ؟!

إنّ من الخطورة بمكان أن يستسلم المبتلون بتتبّع الأخبار السّياسيّة للإعلام المغرض ليطعن بعضهم على بعض و يتنكّر بعضهم لبعض وما هيّج بعضهم على بعض إلاّ
تلك الأخبار التي ما جعلهم يصدّقونها إلاّ الإنبهار بالغرب !

وإذا كان الله قال في فاسق المسلمين : { يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } فكيف بخبر الكافر أو المنافق و قد قال فيهم :{ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وَ فِيكُمْ سَمّاعونَ لَهُمْ }

إنّ في أخبار الفتن جاذبيةًّ لا تُجهل ، لما فيها من غرائب ، والإنسان نسيب كلّ غريب ، ولذلك كان السّلف يجتهدون في صمّ آذانهم عنها ، فيحفظون سمعهم من التّطلّع إليها كما يحفظون ألسنتهم من التكلّم فيها ، مع أنّهم كانوا ذوي قلوب قويّة ، وعلى خبرة واسعة بالفتن الغويّة ، لا سيما بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ثمّ فتنة الجمل و صفّين .
روى ابن سعد ( 7/143 ) بسند جيّد أنّ مطرّف بن عبد الله قال : " لبثتُ في فتنة ابن الزّبير تسعًا أو سبعًا ما أَخبرتُ فيها بخبر و لا استخبرت فيها عن خبر " .

و السّرّ في ذلك أنّه ما استخبرَ مستخبرٌ إلاّ كان له رأي في الخبر ، فإذا كان له رأي استفزّه ذلك إلى التحرّك معه ، و من تحرّك مع الفتن أصابه من شررها إن لم ينغمس في نارها ، روى حربٌ الكرماني في " مسائل الإمام أحمد بن حنبل و إسحاق بن راهويه " ( ص395 ) عن شريح قال : " كانت الفتنة سبع سنين : ما خُبّرت فيها و لا استخبرت ، وما سلمت ! قيل كيف ذاك يا أبا أميّة ؟ قال : ما التقت فئتان إلاّ و هواي مع إحداهما ! " .


هل يجوز الخروج على الحاكم الكافر؟؟

قال العلامة العثيمين رحمه الله :

المعروف عند أهل العلم أن البيعة لا يلزم منها رضا لواحد وأن من المعلوم أن في البلاد من لا يرضى أحدٌ من الناس أن يكون وليًّا عليه، لكن إذا قهر الولي وسيطر وسادت له السُلطة، فهذا هو تمَامُ البيعة لا يجوز الخروج عليه إلا في حال واحدة استثناها النبي - ﷺ - ، فقال:
"إلا أن تَروا كُفرًا بَواحًا عِندَكُم فيه من الله برهانٌ ".

أولاً: "إلا أن تروا": والرؤية إمّا بالعين أو بالقلب، الرؤيا بالعين بصرَّية وبالقلب علمية، بمعنى أننا لا نعمل بالظن، أو بالتقديرات، أو بالاحتمالات، بل لابدَّ أن نعلمَ علمَ اليقين.

ثانياً: أن نرى كُفرًا لا فسوقاً فمثلاً : الحاكم لو كان أفسق عباد الله عنده شرب خمر وغيره من المحرمات وهو فاسق، لكن لم يخرج من الإسلام، فإنه لا يجوز الخروج عليه، وإن فُسِّقَ لأنَّ مفسدة الخروج عليه أعظمُ بكثير من مفسدة معصيته التي هي خاصة به.

ثالثاً: قال "بواحًا": البواح يعني: الصريح، والأرض البواح: هي الواسعة التي ليس فيها شجر ولا مدر ولا جبل، بل هي واضحة للرؤية، لابدَّ أن يكون الكفر بواحاً ظاهرًا لا يشك فيه أحد، مثل أن يدعو إلى نَبذِ الشريعة،أو يدعو إلى ترك الصلاة وما أشبه ذلك من الكفر الواضح الذي لا يَحتَمِل التأويل، حتى إنه لا يجوز الخروج عليه حتى وإن كُنا نرى نحن أنه كُفْر وبعض الناس يرى أنه ليس بكفر، فإنه لا نجيز الخروج عليه؛ لأن هذا ليس بواحًا .

رابعاً:"عندكم فيه من الله برهان“أي دليلٌ واضح وليس مجرد اجتهاد أو قياس، بل هو بيّنٌ واضح أنه كفر، فحينئذ يجوز الخروج.

ولكن هل معنى جواز الخروج أنه جائز بكل حال، أو واجب على حال؟

الجواب: لا، لابدَّ من قُدرة على مُنَابَذَةِ هذا الوالي الذي رأينا فيه الكفر البواح، لابدَّ من قُدرة، أما أن نخرج عليه بسكاكين المطبخ وعوامل البقر، ولديه دبابات وصواريخ، فهذا سَفهٌ في العقل وضلال في الدين ؛ لأنّ الله لم يُوجب الجهاد على المسلمين حين كانوا ضُعفاء في مكة، ولو شاءوا لاغتالوا كُبراءهم وقتلوهم، لكنّه لم يأمرهم بهذا، ولم يأذن لهم به؛ لعدم القدرة، وإذا كانت الواجبات الشرعية التي لله- عز وجل- تسقط بالعجز، فكيف هذا الذي سيكون فيه دماء.

ليس إزالة الحاكم بالأمر الهين ، مجرد ريشة تنفخها وتذهب
لابدَّ من قتال معه، وإذا قُتِل فله أعوان، والمسألة ليست بالأمر الهين حتى نقول بكل سهولة نزيل الحاكم أو نقضي عليه وينتهي كل شيء، فلابد من القدرة.

(مجموع الفتاوى25/369)

وقال رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية "قوله :
( وشرطه : إسلام وحرية ) :
أي شرط الإمام الذي يكون خليفةً على المسلمين: الإسلام .
وهذا لا بد منه لا يمكن أن يتولى على المسلمين غير مسلم أبداً ، بل لا بد أن يكون مسلماً ، فلو استولى عليهم كافرٌ بالقهر وعندهم فيه من الله برهان أنه كافر بأن كان يعلن أنه يهودي أو نصراني مثلاً ، فإنّ ولايته عليهم لا تنفذ ولا تصح وعليهم أن ينابذوه ،ولكن لا بد من شرطٍ مهم وهو القدرة على إزالته ....

فإن كان لا تمكن إزالته إلا بإراقة الدماء وحلول الفوضى فليصبروا حتى يفتح الله لهم باباً لأن منابذة الحاكم بدون القدرة على إزالته لا يستفيد منها الناس إلاّ: الشر والفساد والتنازع وكون كل طائفة تريد أن تكون السلطة حسب أهوائها"

قال العلامة*العثيمين*رحمه الله في اللقاء المفتوح129/5:

وإذا فرضنا -على التّقدير البعيد-*أن ولي الأمر كافر، فهل يعني ذلك* أن نوغر صدور الناس عليه حتى يحصل التمرد، والفوضى، والقتال؟!

الجواب: لا، هذا غلط، ولا شك في ذلك، فالمصلحة التي يريدها هذا لا يمكن أن تحصل بهذا الطريق، بل يحصل بذلك مفاسد عظيمة؛ لأنه -مثلاً- إذا قام طائفةٌ من الناس على ولي الأمر في البلاد، وعند ولي الأمر من القوّة والسلطة ما ليس عند هؤلاء، ما الذي يكون؟ هل تغلبُ هذه الفئةُ القليلة؟*لا*تغلب، بل بالعكس، يحصل الشر والفوضى والفساد، ولا تستقيم الأمور.*
والإنسان يجب أن ينظر:
-أولاً: بعين الشرع، ولا ينظر أيضاً إلى الشرع بعين عوراء؛ إلى النصوص من جهة دون الجهة الأخرى، بل يجمع بين النصوص.

-ثانياً: ينظر أيضاً بعين العقل والحكمة، ما الذي يترتب على هذا الشيء؟ لذلك نحن نرى أن مثل هذا المسلك مسلك خاطئ جداً وخطير، ولا يجوز للإنسان أن يؤيد من سلكه، بل يرفض هذا رفضاً باتاً، ونحن لا نتكلم على حكومة بعينها؛ لكن نتكلم على سبيل العموم.


وسئل العلامة صالح الفوزان في فتاوى سلسلة الدروس العلمية3/70:

هل صحّ عن الإمام أحمد رحمه الله أنّه سُئل عن المأمون فقال : كافر بالله العظيم؟

الجواب : ما صحّ هذا عن الإمام أحمد ولا كفَّر المأمون ، لكنّه خاف عليه ، خاف على المأمون وقال : لا أظن أن الله يغفل عن المأمون فقد أحدث في الإسلام ما ليس منه ، أمّا إنّه كفَّره فلا أعرف إنّه كفَّر المأمون ، ولا أمر بالخروج عليه مع أنّه يضربه ويؤذيه ويسجنه ، صبر عليه والتزم السّمع والطّاعة ولا خرج عليه ولا حثّ الناس على الخروج ، بل لمّا جاءوه يطلبون الخروج أنكر عليهم ؛ لأنّ الخروج والعياذ بالله يلزم منه شرور وسفك للدّماء وضياع للكلمة وتفريق للمسلمين ، هذا من فقهه رحمه الله وغزارة علمه وورعه وتقواه ونصحه الأمّة ،وإلاّ لو هو من هؤلاء الناس الذين ينتصرون لأنفسهم لقال : عندكم إيّاه هذا خبيث هذا كافر اطلعوا عليه*، لكن الرجل فقيه وإمام وجليل ، صبر وتحمل ولا فتح على الناس باب شر وخروج على ولي الأمر .

وقال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله 9/203:

لا إذا رأى المسلمون كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان , فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم*قدرة ,
1- أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا ,*
2- أو كان الخروج يسبب شرا أكثر فليس لهم الخروج; رعاية للمصالح العامة .
والقاعدة الشرعية المجمع عليها :
(*أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه , بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه*) .

أمّا درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين ,

*فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفرا بواحا :
1- عندها قدرة تزيله بها ,
2- وتضع إماما صالحا طيّبا من دون أن يترتّب على هذا فساد كبير على المسلمين , وشر أعظم من شرّ هذا السلطان فلا بأس ,

*أمّا إذا كان الخروج يترتّب عليه فساد كبير , واختلال الأمن , وظلم الناس , واغتيال من لا يستحق الاغتيال ... إلى غير هذا من الفساد العظيم , فهذا لا يجوز , بل يجب الصبر , والسمع والطاعة في المعروف , ومناصحة ولاة الأمور , والدعوة لهم بالخير , والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير .

سئل العلامة العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله8/210 :*

هل من منهج السلف نقد الولاة من*فوق المنابر؟

وما منهج السلف في نصح الولاة ؟

الجواب : ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة , وذكر ذلك على المنابر; لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف , ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع , ولكن الطريقة المتبعة عند السلف : النّصيحة فيما بينهم وبين السلطان , والكتابة إليه , أو الاتصال بالعلماء الذين يتّصلون به حتّى يوجّه إلى الخير .

اعلم ـ رحمني الله وإيّاك ـ أن هناك أمورا كثيرة قد حدثت في زمننا هذا، ليست من شرع الله في شيء، وإنّما يتعلق بها أناس يجهل الكثير منهم أو يتجاهل نصوص الشرع، وآثار السلف في النهي عن المُحدثات في الدّين، ويعظم الخطب حينما تنسب هذه الأمور المُحدثة إلى دين الله ـ عز وجل ـ، كما يفعله بعض الناس ممّن يفتي في القنوات الفضائية، مخالفين بذلك هدي رسول الله ـ ﷺ ـ من حيث لا يشعرون.

ومن هذه الأمور العظيمة "المظاهرات والثورات والإنقلابات"، حيث أصبحت ظاهرة مشهودة في كثير من بلاد المسلمين إلا ما ندر، ورغم مصادمتها للنصوص الشرعية* وصدور الفتاوى في تحريمها من قبل كبار أهل العلم المعتبرين، إلاّ أن أكثر الناس لا يعلمون.

ولا يشك أحد أنّها قد دخلت على المسلمين من الخارج، حيث تنتشر الأحزاب والمنظمات التي تتّخذ من المظاهرات وسيلة لإبراز مطالبها السياسية ونحوها واتخاذها كوسيلة ضغط على حكومات تلك الدول. والمظاهرات في الغرب تعد من وسائل التنفيس والرد على الحكومات، إذ أن كل من لا يستطيع إيصال صوته عبر الوسائل الرسمية يلجأ إلى المظاهرات.

وقد أُعجب بهذه المظاهرات كأسلوب من أساليب الضغط على الحكومات، كثيرٌ من الأحزاب والحركات المحدثة سواء كانت أحزابا سياسية أو علمانية أو ما يسمى بالجماعات (الإسلامية)، ولم يبحث أحد من أولئك في كونها مخالفة للشّرع أم لا، بل كانت المطامع والأهداف الحركية والحزبية طاغية بما لا مجال معه عند هؤلاء للتوقف والبحث في مشروعيتها من عدمه.


مفاسد المظاهرات

قالوا: إن فيها من المصالح وإظهار الحق، وإنكار المنكر، والتعبير عن الرأي الصحيح، وإظهار قوة الدين، وإحياء الوحدة الإسلامية، وغيرها من المصالح.

وما زعموا من المصالح لا يسوِّغ المظاهرات :

أولا: لأنّه تخمين، وظن ضعيف، والواقع يشهد بخلاف ما ذكر، فهل منعت المظاهرات في العالم كله أمريكا من أن تعتدى على العراق، أم هل ألغت المظاهرات والمسيرات قرار منع الحجاب في فرنسا ؟؟

ثانيا:إن المفاسد المترتبة على المظاهرات أعظم وأكبر من هذه المصالح المزعومة،ومن المتقرر أنه إذا تساوت المصالح والمفاسد فإن (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)
فكيف والمفاسد أكثر وأكبر بل يزعمون أنّها هي الطريقة الوحيدة المؤثّرة في إيصال صوت الحق للناس في الداخل والخارج.

فيقال:إن هذا غير صحيح، فوسائل الإتصال والإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة قد انفتحت انفتاحا كبيرا جدا، وإن كان هذا الانفتاح غير محمود من جميع الجهات، ويستطيع المسلم أن يدلي بصوته ورأيه مادام مأطورا بإطار الشرع الحنيف، وللأسف أن أكثر من يتحدث باسم الدين في وسائل الإعلام اليوم أناس لا يُعرفون بالتجرد في اتباع الحق والدليل، بل كثير منهم ـ إلا من رحم الله ـ ذو توجّهات مشبوهة.

إن المتأمل لما يحدث من جراء هذه المظاهرات ليدرك بوضوح مخالفتها للشرع، وكونها دائرة بين التّشبّه بالكفّار، وبين البدعة والإحداث في الدّين وكفى والله بهذا مفسدة تمنع المسلم من ارتكاب هذا الأمر المشين

فمن مفاسدها:

-مجانبتها السّكينة والرفق الذي أُمرنا به: قال رسول الله ﷺ ـ "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" متفق عليه. وقال "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه" رواه مسلم.

ومن ذلك: تلكم الشّعارات القبيحة التي يرددها بعض المتظاهرين والكلمات النابية والسباب والشتائم كلها تخالف هدي الإسلام، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: لم يكن رسول الله ـ ﷺ ـ فاحشا ولا متفحّشا وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقا" متفق عليه. وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ ﷺ ـ "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" أخرجه الترمذي.

ولا تقف المفاسد من هذه المظاهرات عند هذا الحد، بل تتعدى هذا كله إلى :
-ما يضيع من أموال وأوقات في سبيل إقامة المظاهرة، وجمع أكبر حشد لها وإهدار مقدرات الأمّة فيما لا طائل تحته وتعطيل الوظائف والمصالح.
نشر الهلع والخوف بين عامة الناس وإزعاج السلطات والآمنين، وإشغال رجال الأمن عمّا هو أهم من حراسة المنشآت وحماية ثغور المسلمين.

فضلاً عن تربّص أهل الشرّ وفتح الباب لهم للإفساد من خلال تلك المظاهرات
وكذلك إخراج النساء من خدورهن وبيوتهن إلى الشوارع في تلك المظاهرات ، ولا تسلني عمّا يحدث لكثير منهن في مثل هذا الخروج من أمور لا تحمد عقباها من التحرش والاختلاط وهتك الأعراض.

ومن المفاسد : زهد النّاس في الوسائل المشروعة وانصرافهم عنها إلى المُحدثات فيتحقّق قول ابن عباس رضي الله عنهما: أنّه ما أحدثت بدعة إلاّ وأميتت سُنّة، وصدق رضي الله عنه، وذلك أن في استخدام المظاهرات تعطيل للنصوص الشرعية الآمرة بالصبر والنصيحة بالطرق الشرعية .

ومن تلكم المفاسد: الصورة التي يظهر بها هؤلاء المتظاهرون من زمجرة وغضب ورفع صوت وصياح وجلبة مما لا يشك أحد في مجانبته سمت المسلم الذي أمر به الشرع المطهر، بل رأينا من ضاهى القرود في صعوده على الأشجار وأعمدة الكهرباء وقيامه بخلع ملابسه، وإصداره صيحات يضحك منها العامي ويحمد العاقل ربه أنه لم يبتله بما ابتلى به هذا.

ومن تلكم المفاسد :خروج المسلم واليهودي والنصراني والعلماني والرافضي والشيوعي متماسكين يعضد بعضهم بعضا، يصرخون بصوت واحد، فإن كان هذا ليس ممّا يخدش مظاهر الولاء والبراء عند المسلم، فأيّ شيء يسمى هذا التّعاضد والتكاتف؟ والنبي ـ ﷺ يقول"الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" أخرجه مسلم.

ومن تلكم المفاسد: قيام أهل الثورات والشغب بإفساد المنشآت وتحطيم السيارات والسرقة وغيرها من الإفساد المصاحب للمظاهرة.
وعندما تستعر حمى الغضب في صدور المتظاهرين فلا تسل عن كثرة مَن يُدفع أو يوطأ بالأقدام بل وقد يقتله المتظاهرون تحت أقدامهم خلال المظاهرة. قال رسول الله ـ ﷺ ـ "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما" أخرجه البخاري .

فيا سعادة الكفّار وأهل البدع برؤية بلاد المسلمين وقد هاجت فيها الفتنة وماجت وفرحهم بما يقع بين المسلمين من الشرور المترتبة على المظاهرات ، نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يردهم إليه رداً جميلاً وأن يكفيهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن..

وقد تصدى العلماء الربّانيون لمثل هذه النوازل والوقائع من المظاهرات وما يصاحبها من المفاسد والفتن حيث قال سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى:"فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق، والأسلوب السيء العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شرا عظيما على الدّعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس، والأمير وشيخ القبيلة بهذه الطريقة، لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي ـ ﷺ ـ مكث في مكة 13 سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدّد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم، ولا شك أن هذا الأسلوب يضرّ بالدّعوة والدّعاة، ويمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن " أ. هـ
مجلة "البحوث الإسلامية" العدد 38 ص 210.

وسئل ـ رحمه الله ـ هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة؟ وهل من يموت فيها يعتبر شهيدا في سبيل الله؟

فأجاب ـ رحمه الله تعالى "لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكنها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق.
ولكن الأسباب الشرعية المكاتبة والنّصيحة والدعوة إلى الخير بالطرق السلمية، هكذا سلك أهل العلم وهكذا أصحاب النبي ـ ﷺ ـ وأتباعهم بإحسان، بالمكاتبة والمشافهة مع المخطئين ومع الأمير والسلطان، بالاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان" نقلا عن شريط بعنوان مقتطفات من أقوال العلماء
.

ورد سماحته على مَن استدل على جواز المظاهرات ـ بأن النبي ـ ﷺ ـ خرج بعد إسلام عمر ـ رضي الله عنه ـ على رأس صَفَّين من أصحابه، وعلى الأول منهما عمر ـ رضي الله عنه ـ وعلى الثاني حمزة ـ رضي الله عنه ـ رغبة في إظهار قوة المسلمين، فعلمت قريش أن لهم منعة.
الحلية لأبي نعيم 1/40)، (الفتح لابن حجر 7/59 ونسبه إلى البزار) حيث قال رحمه الله"وما ذكرتم حول المظاهرة فقد فهمته وعلمت ضعف سند الرواية بذلك كما ذكرتم، لأن مدارها على إسحاق ابن أبي فروة وهو لا يحتج به، ولو صحت الرواية فإن هذا أول الإسلام قبل الهجرة وقبل كمال الشريعة.

ولا يخفى أنّ العمدة في الأمر والنّهي وسائر أمور الدّين على ما استقرّت به الشّريعة بعد الهجرة .. وأمّا ما يتعلّق بالجمعة والأعياد ونحو ذلك من الاجتماعات التي قد يدعو إليها النبي ـ ﷺ ـ كصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء. فكل ذلك من باب إظهار شعائر الإسلام وليس له تعلّق بالمظاهرات كما لا يخفى" فتاوى ومقالات الجزء الثاني 240.

وسئل العلامة العثيمين رحمه الله :

هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدّعوة الشّرعية؟

فقال: فإن المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفا في عهد النبي ـ ﷺ ـ ولا في عهد الخلفاء الراشدين ولا عهد الصحابة ـ رضي الله عنهم ، ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعا حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها. ويحصل فيه أيضا اختلاط الرجال بالنساء والشباب بالشيوخ وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظا كتاب الله وسُنّة رسوله ـ ﷺ ـ وهذا خير ما يعرض على المسلم، وإن كانت كافرة فإنّها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف تجاملهم ظاهرا وهي ما هي عليه من الشّر في الباطن، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر.

وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وأنصح الشباب أن يتّبعوا سبيل مَن سلف فإنّ الله ـ سبحانه وتعالى ـ أثنى على المهاجرين والأنصار وأثنى على الذين اتّبعوهم بإحسان" انظر: "الجواب الأبهر" لفؤاد سراج ـ ص 75.


وسئل الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ

هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل الأمة الإسلامية؟

الجواب: ديننا ليس دين فوضى، ديننا دين انضباط ، دين نظام ودين سكينة، المظاهرات ليست من أعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة لا فوضى فيه، ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام ، والحقوق يُتوصل إليها دون هذه الطريقة بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية، هذه المظاهرات تحدث فتناً، وتحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال فلا تجوز هذه الأمور" أ. هـ

الإجابات المهمّة في المشاكل الملمّة"

محمد الحصين

انتهى

منقول من:

شبكة الورقات السّلفيّة جزاهم الله خيرا

الملف الصّوتي:


https://www.subulsalam.com/site/audio...adraAhdath.mp3








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-02-28, 13:44   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


وفيكم بارك الرحمن...أسأل الله وفّقكم للعلم النّافع والعمل الصّالح.









رد مع اقتباس
قديم 2015-02-28, 15:58   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبد القادر الطالب
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله لك وجازاك الله عنا كل خير

ووفقك الله وزادك الله فهما على فهم

نقل موفق ومفيد إن شاء الله

أحسنت أحسن الله إليك










رد مع اقتباس
قديم 2015-03-03, 20:27   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

آمين....حفظكم الله وسدّدكم في طريق الحقّ والصّواب









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-05, 18:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أنصار - السنة
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2015-03-08, 21:38   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




آمين...وفّقكم الله للعمل بكتابه العظيم وسُنّة نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للأحداث, الرؤية, الشّرعية, الواقعـة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc