عرفت دول العالم خصوصا تلك التي تئن تحت جنبات الفقر والعوز أو تلك التي استقلت حديثا إلى انقلابات عسكرية أطاحت بأنظمة مدنية وعوضتها انظمة عسكرية إحتكرت الوطن والوطنية واتهمت من يعارضها بالعمالة للخارج تارة وبالارهاب تارة اخرى .
لكن
ايمان الشعوب بالحرية و التحرر دفع بها الى طمس وسحق الانقلابات ولو بعد عشرات السنين فنجد ذاك الإنقلابي العسكري المرسع صدره بالنجوم والنياشين والذي عاث فسادا وقهرا وقتلا ونهبا يساق الى المحاكم لينال جزاءه ويحاكم على ما اقترفت يداه
ولعلي أسوق بعض النماذج والأمثلة التي سطع فيها سيف الحق ونهضت فيها راية العدل ترفرف ايذانا بعادلة الارض وانهاءا لكوابيس الديكتاتوريات
1.خورخه فيديلا Jorge Rafael Videla
استولى فيديلا على السلطة في الأرجنتين في 1976 إثر انقلاب عسكري، وقاد ما يسمى «الحرب القذرة» موجهة ضد الناشطين الذين اعتبرهم مرتبطين بالشيوعية، ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان أن نحو 30 ألف شخص اختفوا وقتلوا خلال فترة حكمه.
حوكم فيديلا وأعوانه بعد سقوط الدكتاتورية وأدينوا بجرائم ضد الإنسانية، مع أنه لم يمكن العثور على معظم جثث المختفين، وحكم على فيديلا بالسجن المؤبد في سنة 1985، ولكن أفرج عنه بموجب العفو العام الذي أصدره الرئيس كارلوس منعم في سنة 1990. ثم في سنة 1998 اتُّهم بسرقة أطفال السجينات السياسيات وتهم أخرى، وصدرت بحقه عدة أحكام بالسجن المؤبد. ولم يعترف فيديلا يوماً بندمه على هذه الأفعال وسمي حاله خلال المحاكمة سجيناً سياسياً.
أعلنت إدارة سجن ماركوس باس في ضواحي بوينوس آيريس عاصمة الأرجنتين أمس الجمعة عن وفاة رئيس الأرجنتين السابق خورخه رافائيل فيديلا عن عمر 87 سنة، حيث كان يقضي الحكم بالسجن المؤبد،وكانت وفاته طبيعية وفق تصريح حكومة الأرجنتين.
الأرجنتين الآن تنعم بحكم ديمقراطي مدني حر
2.الجنرال أوغستو بينوشيه أوغارتا
كان الحاكم الديكتاتوري التشيلي السابق، وأحد أشهر جنرالات الولايات المتحدة في منطقة أمريكا اللاتينية، والمسئول الأول عن مقتل الرئيس التشيلي المُنتخب سلفادور ألليندي في ظروف غامضة.ولد بينوشيه عام 1915 وتوفي عام 2006،خلال سبعة عشر سنة كان التعذيب مستخدماً بكثرة في هذا العهد، البطش بكل المعارضين، وتذكر تقارير ان " أكثر من ثمانية وعشرين ألف حالة تعذيب.تنسب إليه وإلى عهده الكثير من المفاسد السياسية والمالية
حكم عليه بالاقامة الجبرية في بريطانيا لعام واحد سنة 2002 قبل أن يتم إطلاق سراحة لأسباب طبية.
3.الإنقلاب الفاشل في فنزويلا سنة 2002
تشريح للانقلاب العسكري احتجاجات -بدت عفوية- تنظمها قوى المعارضة، تجتاح الميادين .شعارها الأساسي التظاهر لتحسين مستوى المعيشة
الدافع الحقيقي:تحالف رجال الأعمال مع العسكر لإسقاط شافيز برعاية أمريكية.تطورت الاحتجاجات إلى مطالب بالاستقالة والدعوة لإضرابات عامة مفتوحة مسيرات هائلة تتجه نحو القصر الجمهوري. مواجهات تندلع بين معارضي شافيز و الحرس الجمهوري مؤيدون لشافيز ينظمون مظاهرات مضادة. القناصة على الأسطح يضربون في الجانبين ليشعلوا المواجهة في ظل التعتيمات وقد نجحوا في تأجيج العنف وسقط جرحى وقتلى من الفريقين.
الرئيس يأمر الجيش بالنزول للشارع لاستعادة النظام .الجيش يرفض الأوامر،ويأمر بإذاعة البيان المسجل مسبقا بيان الجيش للمواطنين: اطمئنوا ،ليس هذا انقلابا عسكريا،ولكنه انحياز للشعب وتحقيق لمطالب المتظاهرين الجيش يمهل شافيز للاختيار بين الاستقالة أو خلعه بعملية عسكرية قوات من الجيش تحاصر القصر الرئاسي شافيز يفكر،والانقلابيون: سلم نفسك أو نقصف القصر الرئاسي.
مرافقو الرئيس:لا تستسلم.لا تستقل. نبقى ونقصف معك شافيز:لن أستقيل ،ولكن اعتقلوني. "كارمونا "رجل الأعمال الثري وصاحب النفوذ،وأحد أقطاب المعارضة ينصب رئيسا ،ويقرر: إلغاء مؤسسات الدولة
النائب العام المقال-الموالي لشافيز- يعقد مؤتمرا ويكشف: لا استقالة مكتوبة. شافيز لا يزال الرئيس الشرعي
الكشف يسبب لغطا قانونيا.دول تسحب اعترافها بالحكومة الجديدة وأخرى تتوقف.تعتيم إعلامي غير مسبوق على المظاهرات المناصرة للشرعية.منع لقنوات الخارج.قنوات الداخل تعرض الرسوم المتحركة الشرطة تسابق الزمن وتمعن في قمع المتظاهرين في ظل التعتيم أمواج بشرية من أنصار الشرعية تكتسح الميادين ضباط يخترقون الجموع ويعلنون عن ولائهم لشافيزشافيزقيد الاعتقال.الآن ينجح في تهريب رسالة مكتوبة لأنصاره خبأتها امرأة في ملابسها ،وسلمتها لبعض الضباط ضابط موال يقرأ رسالة الرئيس في الحشود الخاشعة بمكبر الصوت:من شافيز الرئيس الشرعي والوحيد لجمهورية فنزويلا. تدب الحياة في أنصار الرئيس ويضج المكان بالصيحات، يطلب الضابط منهم الصمت ويكمل:لم أستقل.ما زلت أنا الرئيس
مجموعة من الضباط الموالين للشرعية تبدأ في تدبير عملية معقدة ، تهدف إلى استعادة شافيز وإبطال الانقلاب.
عملية الإنقاذ-وفيها تفصيل- تنتهي بـ:السيطرة على القصر-كارمونا يطير لاجئا إلى كولومبيا وينيب نائبه -الآن رئيسا-يجري اتصالا بالضباط الذين يحتجزون شافيز ويأمرهم:حافظوا على حياة شافيز،وأعيدوه إلى قصره.....وهذا انتهت قصة الانقلاب في فنزويلا
العبرة من الموضوع
مهما طال الزمن أو قصر مهما زيف الناعقون والمرتشون من الاعلام الحقائق ومهما صوروا الإنقلاب العسكري على ارادة الشعوب على أنها ثورات التاريخ يثبت أن مآل كل من شارك او دعم او ساند ذلك هو السجن والعار أو مزبلة التاريخ
فاعتبروا يا انقلابيي مصر