ماهي الأسباب الحقيقية التي دفعتا السويد وفلندا للتخلي عن الحياد؟ وما دور الولايات المتحدة في الموضوع؟

[الزمزوم]

ماهي الأسباب الحقيقية التي دفعتا السويد وفلندا للتخلي عن الحياد؟ وما دور الولايات المتحدة في الموضوع؟


أمريكا سعت لضم جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق المستقلة حديثاً إلى حلف الناتو.


أمريكا سعت حتى لإغواء قادة أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو من أجل تطويق روسيا وحصارها ومنعها من المرور إلى المياه الدافئة عبر غلق البحر الأسود.


أمريكا وهي تنجح شيئاً فشيئا في ضم دول من خارج المنظومة الغربية إلى الحلف العسكري الغربي المسمى "ناتو" وجدت أن هناك بلدان غربية تابعة للمنظومة الغربية ما زالت مصرة على حالة الحياد في التنافس بين روسيا وأمريكا بخاصة وأمريكا والصين بعامة، فماذا تفعل أمريكا لدفع تلك الدول المترددة في الانضمام إلى حلف الناتو والتي كانت مستفيدة من حالة السلام بين القطبين بالتجارة الرابحة مع روسيا كما هو حال فلندا وبالانعتاق من دفع مستحقات مالية من الدخل القومي لخزينة حلف الناتو كما هو الحال مع السويد إلى جانب عدم تلطخ سمعة تلك البلدان التي اختارات حالة الحياد في الدماء وإزهاق الأرواح التي يُوقِعها حلف الناتو من ضحايا في آسيا ووسط آسيا (أفغانستان) وفي المشرق العربي في فلسطين والعراق وسوريا.. وفي إفريقيا ليبيا..إلخ


قامت أمريكا بتفجير السيل الشمالي وهي عبارة عن أنابيب نقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا وأوروبا مستغلة في ذلك أجواء الحرب في ظل أزمة أوكرانيا.


ثم تركت المذنب بدون هوية، حدث التفجير في منطقة صحيح لا تنتمي لحلف الناتو ساعتها ولكنها في ظل أوضاع الحرب في أوكرانيا كانت تعج بالوجود العسكري لحلف الناتو، كانت المنطقة مغلقة تماماً، ولذلك لا يمكن أن تنجح عملية تفجير السيل الشمالي ستريم -1 - 2 إلا تحت أنظار قوات حلف الناتو ومخابرات المنظومة الغربية ولا شك.


ورغم يقين كل من السويد وفلندا بعدم تورط روسيا في الموضوع لأن روسيا ليس في مصلحتها توقيف تدفق الغاز إلى ألمانيا وأوروبا في ذروة صراعها مع أمريكا والغرب في أوكرانيا وآلة الحرب شغالة وتستنزف الأموا والطاقات.


ولأن روسيا هي من صرفت على إنشاء تلك الأنابيب من أموالها الخاصة أي من قامت بالاِنفاق على المشروع من ميزانتها الخاصة بها.


إلى جانب كل ذلك أن انقطاع الغاز على ألمانيا وأوروبا اليوم لا يعني اِنقطاعه في المستقبل وبالمطلق (هناك حاجة لبقاء أنابيب الغاز سليمة لعودة المشروع للعمل بعد نهاية الحرب) وهو أمر طارئ بفعل حرب أوكرانيا وتوقف تدفق الغاز الروسي على ألمانيا وأوروبا في النهاية يخدم الغاز الأمريكي والاِقتصاد الأمريكي بعدما أصبحت أمريكا أول منتج للغاز في العالم بحوالي 11 مليون برميل في اليوم (غاز صخري).


لذلك فإن الدولتان (فلندا والسويد) صُدمتا بالتفجير وتولد عن ذلك خوف وذعر ولده الأمريكان في نفوس القادة السويدييين والفلنديين لم يكن موجوداً في السابق، لذلك ذهبتا تحت وقع الصدمة والخوف مرغمتين تحت وطأة صدى الانفجار مذعنتين للتوقيع على الانضمام لحلف الناتو وبذلك أنهتا عقوداً طويلة من الحياد الذي عاشا في كنفه في سلام وآمان وقبل ذلك رفاهية في مواردهما ومداخليهما لصالح شعبي البلدين واِستقلالية مالية وسياسية وفي السيادة والقرار بدون رجعة .


بقلم: الزمزوم -أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق

[الزمزوم]

أمريكا هددت السويد وفلندا بشماريخ ومفرقعات التي فجرت بهما السيل الشمالي ستريم 1 و 2 (قرصة أذن لهما) وأن العواقب ستكون وخيمة إذا لم تنظما إلى حلف الناتو


كما أنها نفذت تهديدها بتفجير السيل الشمالي 1 و 2 بذريعة الحرب في أوكرانيا، فضربت عصفورين بحجر زيادة أعضاء حلف الناتو من الدول الأوروبية التي كانت


محايدة بعد تخويفها بالتفجير ومن ثم الخطر الروسي، والانتقام من روسيا وتحذيرها وتهديدها من خلال تفجيرها للسيل الشمالي ستريم 1 وستريم 2 واستغلال قطعها للغاز


الذاهب لأوروبا لبيع الغاز الأمريكي لأوروبا بأضعاف ثمنه وأقل جودة وضمان التبعية الاقتصادية الاوروبية لأمريكا بعد ضمنها لتبعيتها السياسية والفكرية في ظل المنظومة


الغربية والمعسكر الغربي الذي ما زال قائماً رغم نهاية الحرب الباردة وأفول المعسكر الشرقي.