يبدو أن الحظ ابتسم، هذه المرّة، للمنتخب الجزائري لكرة القدم، إذ أوقعته قرعة تصفيات كأس العالم 2026 مع غينيا وأوغندا والموزمبيق وبوتسوانا والصومال. منتخباتٌ لا تستطيع، منطقيا، الوقوف في وجه “الخضر”، نحو تأهل خامس للمونديال، خاصة مع النظام الجديد، الذي أزال المقابلتين الفاصلتين من سباق التأهُّل.
وسيتنافس 54 بلدًا إفريقيًّا، على تسعة مقاعد ونصف، مخصّصة لإفريقيا في نهائيات كأس العالم 2026، في تصفيات تنطلق شهر نوفمبر القادم، وسيتأهل صاحب المركز الأول في كل مجموعة بشكل تلقائي، لنهائيات كأس العالم 2026، وستشارك أفضل 4 منتخبات احتلت المرتبة الثانية في بطولة مصغّرة خاصة بالكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، وسيتأهل المُتوَّج بها للمشاركة في بطولة مصغَّرة فاصلة خاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، من أجل تحقيق التأهل لكأس العالم “فيفا” 2026، وحسم التأشيرة العاشرة للقارة الإفريقية.
النظام الجديد، الذي أقرّه الاتحاد الدولي لكرة القدم، سيسمح منطقيًّا لكل منتخبات المستوى الأول بالتأهُّل للمونديال، باعتبارها أحسن وأقوى المنتخبات إفريقيًّا، سواء من ناحية الإمكانات أم اللاعبين، ولا نظنُّ أن تشكيلة “الخضر”، التي تضم لاعبين من المستوى الأول أوروبيًّا، على غرار محرز وبن ناصر وبن سبعيني والوافد الجديد حسام عوّار… سيجدون صعوبة في التواجد في العرس العالمي، أمام منتخبات غائبة كرويًّا، ولا تملك لاعبين بإمكانهم حرمان هذا الجيل الجديد الذي انضمَّ مؤخرا إلى كتيبة بلماضي من تسجيل حضورهم في أكبر محفل عالمي.
أحدُ لاعبي المنتخب الوطني لجيل الثمانينيات قال إن التأهل لكأس العالم لم يصبح اليوم هدفا للمنتخبات الكبيرة، وخاصة المنتخب الجزائري، لأنه في الستينيات والسبعينيات كان يمثل إفريقيا منتخبٌ واحد ثم منتخبان مثلما حدث سنة 1982، حين شارك “الخضر” في أول مونديال لهم، ليرتفع العدد إلى خمسة ثم تسعة منتخبات ونصف، لذلك، يصبح التواجد في المونديال آليًّا للمنتخبات التي تملك أحسن اللاعبين وتخصص إمكانات كبيرة لتطوير نفسها.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح اليوم: ما الهدف الذي سنسعى إليه في مونديال 2026؟ الطاقم الفني واللاعبون، عليهم أن يضعوا نصب أعينهم تحقيق نتيجة أحسن من تلك التي حققها رفقاء فغُّولي سنة 2014، بتأهُّل تاريخي للدور الثاني، فالتعداد الحالي لـ”الخضر” يمكِّنهم من الذهاب بعيدا في المنافسة العالمية، التي لم تصبح حكرا على المنتخبات الأوروبية أو منتخبات أمريكا الشمالية، خاصة أن أفضل اللاعبين الذين يمثلون المنتخبات الإفريقية يلعبون في أوروبا، ويزاملون أحسن اللاعبين في العالم، وتتنافس عليهم أقوى الفرق العالمية، زد على ذلك، أن الباب مازال مفتوحا أمام لاعبين جدد، لتدعيم التشكيلة الوطنية، لتعويض بعض الذين تقدموا في السن وتراجع مستواهم.. ليتحقق الهدف الذي يسعى المدرِّب الوطني إلى تحقيقه، الذي لن يكون أقل من ذلك المحقق سنة 2014.
ياسين معلومي
2023/07/15