إن السلفية ليست حزبا ؛ ولاتيارا ؛ ولا حركة - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إن السلفية ليست حزبا ؛ ولاتيارا ؛ ولا حركة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-14, 19:10   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
raoufdraria
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

باعتبارالسلفية ليست فكرا ولا حزبا
فما الفرق بين الإسلام والسلفية؟
وما المطالبون به الإسلام أم السلفية؟









 


قديم 2012-03-14, 19:46   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
ابن السبعين
محظور
 
إحصائية العضو










16

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الأثري مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الاخت صاحبة الموضوع وبارك في الاخوة الذين قدموا مداخلاتهم من أجل الدفاع عن منهج الحق الذي يجب أن ينتهجه حميع الخلق إلا أننا نجد دائما يكره هذا المنهج النبوي الذي إرتضاه الله ديناً لعباده ولا يقبل منهم ديناً لم يأت به رسولنا صلى الله عليه وسلم
فأردت أن أضيف لمداخلات الاخوة والاخوات هذا المقال الذي كتبه فضيلة الشيخ محمد على فركوس حفضه الله يدافع فيه عن منهج الحق وهو بعنوان :

السلفية منهج الإسلام وليست دعوى تحزب وتفرق وفساد

ونسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه
وحزب النور المصري ام انها التقية السلفية









قديم 2012-03-14, 19:53   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
tarek b
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2012-03-14, 20:27   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2012-03-14, 22:57   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
بن ابراهيم
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة السلفية مشاهدة المشاركة

ان الحمد لله وحده ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد بن عبدالله وآله وصحبه ، أما بعد ؛

أولا : إن السلفية ليست حزبا ؛ ولاتيارا ؛ ولا حركة ، ولاطائفة مخصوصة بمكان أوزمان ، بل هي دين الله الذي ارتضاه لعباده في الإيمان والعلم والعمل والسلوك والأخلاق ، قال تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .


أرى بأن سطر ونصف أي جملة واحدة غير كاف لنفي الحزبية والحركية والتيارية عن السلفية. طالما ما أن هذا الرأي هو مستقر في أذهان الخواص والعوام من المسلمين (وهو المهم هنا)وحتى من غيرهم ويدرس في الجامعات والمعاهد ومختلف مؤسسات التعليم والتكوين. شخصيا دخلت إلى الموضوع وكنت أظن أني سأجده غنيا ومفعما بالأدلة فإذا بي أجده مجرد إثارة وربما حتى استفزاز لا غير. لأن صاحبه كان يعلم قبل وضعه أنه يرد على مخالفيه من جهة وأنه بتلك الكلمات القليلة (حيث تحدث عن الموضوع في فقرة واحدة بما فيها الآية ثم انتقل بسرعة إلى مهاجمة مخالفيه!)سيثير ردودا كثيرة وهذا ما حصل بالضبط. ومادام أن رأي صاحب الموضوع ليس شيئا مسلما به ولا بديهة من البديهيات فكان عليه أن يعرف أنه ليس بهذه الكيفية سوف نقتنع بالفكرة التي طرحهاهذا من جهة، وأن من حق أي مسلم أن يرى بأن السلفية ما هي إلا حركة كسائر الحركات لها تاريخها ومؤسسها وروادها وأهدافها وأن تدرس ويعرف بها بهذا الشكل إلى أن يُثبت العكس بالدليل طبعا. أما إرشادنا إلى بعض الأدلة (وهذا ما نتوقعه)التي قد ترد في الردود ما هو إلا استدراك واستنجاد لسنا معنيين به. بالنسبة للآية فليس مكانها هنا وإلا أورد لنا جميع التفاسير الخاصة بها (لأنك أنت من استدللت بها) لنرى إن كانت هناك إشارة من قريب أو بعيد للسلفية.
كما نستنتج من كلامك ما يلي:
1.السلفية هي دين الله أي الإسلام فهل هذا حقا؟
فيما يلي مجموعة من الأسئلة والاستفسارات موجهة للسلفيين:
2. منذ متى أصبح الإسلام يعرف بالسلفية ويختزل فيها وأنى لكم هذا؟ أذكر هنا أن أحد السلفيين في درس من دروس المصلى الجامعي قال بصريح العبارة أن مؤسس السلفية أو منشؤها هو الله سبحانه وتعالى وليس الرسول حتى؟!
3. لماذا لا يحبذ السلفيون تسمية الوهابية أو الوهابيين مع أن للشيخ محمد بن ع الوهاب رحمة الله عليه أثرا بارزا وقويا في السلفية بشكلها الحالي. (وأنا هنا لا أقر بأن السلفية كانت موجودة قبله وإنما تحفظا مني فقط). ولماذا تجاوزتم بن تيمية وشيخه والرسول صلى الله عليه وسلم ورحتم تقولون أن مؤسسسها هو الله سبحانه وتعالى (نعم هذا ما يدور في أروقتكم وما وصل أذاننا في حلق الدروس بمصلى الجامعة).
4. هل السلفية كتسمية وكاصطلاح شيء غير مستحدث وإلا لماذ تردون على مخالفيكم بأنها ترجع إلى عهد الصحابة أو حتى أنها ظهرت مع ظهور الإسلام بل هي الإسلام حتى، مثلما يفهم من بداية الموضوع وتذهبون تطلقون هذا الإسم على بعض التابعين وأتباع التابعين على الأقل في حين أنه لم يكون معروفا في تلك العهود الأولى للإسلام مطلقا.

إذا وقفنا على لفظ "السلفية" salafisme فإننا نجده من الناحية الإبستيمولوجية يدل بلا شك على أن الأمر يتعلق بحركة، باتجاه، بمذهب، بتيار ، نظرية أو ماشابه ذلك لأنه وببساطة الكلمات التي تنتهي ب اللاحقة isme كلها لا تخرج عن هذا الإطار وإلا فمن يأتيني بكلمة بهذا المعيار ولا ينطبق عليها ما قلت (طبعا بترجمتها للأعجمية مع أني شبه متأكد على أنه الشيء نفسه موجود في العربية مع ية لكني لا أذكر القاعدة هنا كالجهمية مثلا...)؟

وللأسف أن طائفة من المسلمين تعزز هذا التقسيم الذي يذهب بالأمة كل مذهب ، ويوردها المهالك، ويشتت عليها أمرها ، ويفرق شملها ، بتثبيت ذلك على مواقع النت والمنتديات والتواصل الاجتماعي ، والقنوات.

نحن نرى أن السلفيين هم أيضا يعززون التقسيم بتشدقهم بحديث ستفترق أمتي. وباعتبارهم هم الفرقة الناجية وغيرهم لا. بل نحن نرى أن هذا الحديث هو من دعائم السلفية. فلنا أن نتصور السلفيين بدون هذا الحديث وكيف يكون حالهم. وبالمناسبة ألتمس من أي كان موافاتي بأقوال العلماء (كل العلماء بلا استثناء) وشروحاتهم وتفسيراتهم لهذا الحديث. بالله عليكم كيف تتهمون الآخرين بتعزيز الإنقسام وفيكم من عليه وعلى الإختلاف يدندن. أذكر هنا استشهاد أحد السلفيين وكان طالبا جامعيا آنذاك على الخلاف الموجود بين المسلمين بقوله تعالى:"** وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاّ مَن رّحِمَ رَبّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " من سورة هود
بل بإنشاء الأحزاب والجماعات والحركات، التي تعقد عليها الولاء والبراء ، وتصارع من أجلها ، وليس من أجل الدين المحض ؛
بل آل الأمر إلى توالد هذه الأحزاب والجماعات؛ فأنجبت أمثالها ، في تسلسل لا يعلم منتهاه إلا الله !! وهذا شأن البدع ؛ فإن البدع تتنادى ، كل بدعة تقول لأختها : أختي أختي !!
أتسائل أليس حزب النور هو حزبا سلفيا وما الفرق بين سلفية محمد حسان وسلفية غيره ثم بعد ذلك لماذا الإنكار على أصحاب الأحزاب الإسلامية مادام بعض السلفيين انخرطوا في أحزاب. وإذا كان هناك فرق بين سلفية حزب النور والشيخ محمد حسان حفظه الله ونفع به الأمة فعندها نقول للسلفيين وخاصة الذين يسمون أنفسهم بالعلميين أقنعوا إخوانكم السلفيين بأرائكم أولا(في الإنتخابات والأحزاب والقميص والانتفاع بعلوم العصر وفنونه بل وتعلمها والتعامل مع مختلف الصنائع والوسائل المستحدثة) ثم تعالوا واعرضوها على غير السلفيين
ولهذا ترى في هذه الفرق والأحزاب بدعا كثيرة ، بل في الفرقة الواحدة تجد المتناقضات ؛ لخروجها عن سواء السبيل ، وصدق الله ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيرا) (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ونحن اليوم بحاجة ماسة إلى إصلاح أوضاعنا الدينية قبل الدنيوية ؛ بعيدا عن التلاوم الذي يثير الأحقاد، ويزرع الفتن ، ويسهم في مزيد من الشتات ، مستصحبين النصيحة والإخلاص والصدق في الاتباع ؛ رجاء أن يرفع الله عن الأمة مانزل بها مما اقترفته أيديهم من الذنوب والسيئات التي عمت أرجاء الأرض ، ولاحول ولاقوة إلا بالله ، ومانزل بها من قتل وأسر واعتداء على الحرمات ، إن بأيدهم أوبأيدي أعدائهم

كان الهدف من الموضوع هو مهاجمة المخالفين ولذلك لم تستوفي الموضوع حقه ورحت مباشرة لهدفك المنشود من وراء الموضوع.


يا من تسلحت وشمرت عن ساعديك لترد علي ارفق بي واعلم أني لست لا كذا ولا كذا وإنما أنا مسلم وكفى ويكفيني الإسلام فخرا









قديم 2012-03-15, 12:04   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
محمد ...
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلفية ليست حزبا و لا تيارا بل هي نهج الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة رضوان الله عليهم لكن نفتقر إلى هذا المبدأ في سلفية الجزائر لأنها مجرد سعودة .









قديم 2012-03-15, 12:33   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
بلال زواوي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلفية مهما كانت حزبا أو حركة او تيار اصبح يتم إستغلالها لأهداف غير دينية في الوقت الحاضرفي إدخال القتنة داخل الشعوب و ذلك بإظاهارهم بأنهم متعصبون و معقدون و متشددون لأفكارهم و طموحاتهم
تبقى هذه وجهة نظر
و شكرا على الموضوع الرائع










قديم 2012-03-15, 14:29   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Thumbs down الرد على من يقول:لست سلفيا ولا إخوانيا ولا أنتمي لأي جماعة إنما أنا مسلم وكفى

الرد على من يقول:لست سلفيا ولا إخوانيا ولا أنتمي لأي جماعة إنما أنا مسلم وكفى


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا الحبيب المصطفى أما بعد :

قد نظرت لمن يدندن حول هذه الشبهة ويرددها فوجدت أن أغلب من يتبنونها هم في حد ذاتهم متحزبون ومع الباطل منجرفون إما لأحزاب سياسة أو أفكار بدعية ما أنزل الله بها من سلطان وليس لهم فيها أدنى حجة أوبرهان وقد تأثر بهذه المقولة الكثير من الناس حتى ظنوها إعتدالا وما درو أنها عين الغلو والتطرف والخروج عن الجماعة المسلمين .

وبيان للحق والذب عن أهله والرد على الباطل وكشف زيفه أقف وقفات مع هذه المقولة سائلا المولى عزوجل السداد والتوفيق فإنه نعم المولى ونعم النصير.

الوقفة الأولى: قول القائل(لست سلفيا ولا إخوانيا )

أقول:
إن جعلكم للسلفية مع الإخوانية وشتى الحزبيات البدعية في سطر واحد لهو من إلباس الحق بالباطل وتسمية الأسماء بغير مسمياتها وإلا يصدق عليها مع الدعوة السلفية قول قائل:
لا تعترضن بذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
وقول القائل:
ألم ترى السيف ينقص قدره إذا قيل السيف أمضى من العصا
وذلك كما هو معلوم أن الدعوة السلفية ظهرت يوم البعثة وقد كان يطلق عليها آنذاك بالإسلام في مقابل ديانات الكفر ولما خرجت الفرق المنحرفة للوجود ومن بينها الإخوان أصبحت تلقب بالسلفية في مقابل هذه الحزبيات الجديدة التي ما أنزل الله بها من سلطان فالسلفية هي ذاك الإسلام المصفى الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم وفهمه أصحابه الكرام رضوان الله عليهم ثم ورثه التابعون لهم بإحسان عبر الأزمان من طرف علماء السنة السلفيين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم(العلماء ورثة الأنبياء) ولا ينكر هذا المعنى إلا معاند أو جاهل فيعلم إذ أنه من المعلوم أن الألفاظ قوالب المعاني وأن المعنى هو المقصود واللفظ جاء تبعا كما بين ذلك ابن القيم في إعلام الموقعين.

فمصطلح السلفية وإن كان حادثا إلا أن له أصل في الشريعة ألا وهو السير على نهج السلف الصالح
قال السمعاني (ت 562) في الأنساب (3/273): "السلفي؛ بفتح السين واللام وفي آخرها فاء: هذه النسبة إلى السلف، وانتحال مذاهبهم على ما سعمت منهم"
وقال الإمام الذهبي قال في ترجمة: الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي: "السلفي بفتحتين وهو من كان على مذهب السلف" سير أعلام النبلاء (21/6).
بخلاف الحركات الحادثة التي فرقت الأمة بعد أن كانت جماعة واحدة على دين واحد ومنهج واحد وإن إختلفوا فإن إختلافهم كان في المسائل الإجتهادية التي لا تفرق الأمة .
يقول الإمام ابن باديس((هذا هو التعليم الديني السني السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ قرون وقرون؟ فقد حصلنا على شهادة العالمية من جامع الزيتونة ونحن لم ندرس آية واحدة من كتاب الله ولم يكن عندنا أي شوق أو أدنى رغبة في ذلك، ومن أين يكون لنا هذا ونحن لم نسمع من شيوخنا يوما منزلة القرآن من تعلم الدين والتفقه فيه ولا منزلة السنة النبوية من ذلك .) "لآثار (4/76).

الوقفة الثانية:قوله(ولا أنتمي لأي جماعة)

أقول: وهذه الجملة باطلة لا تصح عقلا وشرعا وبيان ذلك من عدة أوجه:
الوجه الأول: الأحزاب رغم كثرتها إلا أنها حزبان إثنان لا ثالث لهما فإما حزب الرحمان وإما حزب الشيطان فعلى كل إنسان أن يكون من حزب الرحمان التي قد بين الله سبحانه وتعالى صفاتهم في كتابهم الكريم وهؤلاء ما نسميهم بأهل السنة والجماعة وتارة بأهل الحديث ومرة بالسلفيين والعبرة بالمعاني المشتركة لا بالمصطلحات المختلفة ويقابل هذا الحزب حزب الشيطان وهو عبارة عن أحزاب متناحرة فيما بينها منها ما هو منسوب للإسلام كالخوارج والمرجئة والجهمية والقدرية والأشاعرة أو الإخوان والتبليغ وغيرهم ومنها ماهو خارج عن دائرة الإسلام كالنصرانية واليهودية والشيوعية والعلمانية وغيرها فالحق واحد بخلاف الباطل فإنه يتعدد ويتفاوت جرمه حسب قربه للحق وبعده عنه .
والله عزوجل كتب الفلاح لحزب واحد فقط فقال:{ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (22):المجادلة.
وكتب الغلبة لهذا الحزب وحده فقال:{ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}(56):المائدة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ) أخرجه الترمذي
فكيف يقول القائل بعد ذلك أنه لا ينتمي لأي حزب فماذا عن الحزب الحق الذي وضحه الله تعالى في كتابه الكريم وبينه رسوله عليه الصلاة والسلام ؟!!
أما الأحزاب الأخرى فهي مخالفة للحزب الأصلي مفارقة له مفرقة للمسلمين فوجب العبد عنها والبراءة منها والعودة للجماعة الأصلية(السلفية).

قال ابن بطة_رحمه الله_ فى بيان سبب اجتماع كلمة السلف على عقيدة واحدة:
"فلم يزل الصدر الاول على هذا جميعا، على ألفة القلوب واتفاق المذاهب: كتاب الله عصمتهم، وسنة المصطفى إمامهم، لايستعملون الأراّء ولا يفزعون إلى الأهواء فلم يزل الناس على ذلك والقلوب بعصمة مولاها محروسة والنفوس عن أهوائها بعنايته محبوسة".

الوجه الثاني:تبرأ صاحب هذه المقولة من السلفية يلزم منه البراءة من نهج السلف وكأنه يقول لا أتبع العقيدة الذي كان عليها محمد صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم شرعا وعقلا أن العقيدة التي كان عليها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه هي العقيدة الصحيحة التي يجب اتباعها فالسلفية منهج ملزم لكل مسلم وقد تواترت الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وعلماء الأمة وها نحن نرشقُ شكَّ المترتبِ ببضعة أدلة خشية الإطالة لتنداحَ سبيل المؤمنينَ عن شجرةِ اليقينِ، فنجني من أعلاها المغدقِ حلاوةَ الإيمانِ، ونتقلَّبَ تحتَ أسفلها المورقِ في أفوافِ روح وريحان.
1 - قالَ تعالى: (والسابقونَ الأولونَ من المهاجرينَ والأنصار والَّذينَ اتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنّاتٍ تجري مِن تحتَها الأنهارُ خالدينَ فيها أبداً ذلكَ الفوزُ العظيمُ) ]التوبةُ: 100[ .
وجه الدلالةِ: أنَّ ربّ البريةِ أثنى على من اتبعَ خيرَ البريّة، فعُلِمَ أنَّهم إذا قالوا قولاً فاتبعَهم متبعٌ، فيجبُ أن يَكونَ محموداً، وأن يستحقَّ الرضوانَ، ولو كانَ اتباعهم لا يتميزُ عن غيِرهم لا يستحقُّ الثناءَ والرضوان .
2- قالَ تعالى: (ومن يُشاقق الرّسولَ من بعدِ ما تبيّنَ له الهُدى ويتبع غيرَ سبيلِ المؤمنينَ نولّه ما تولّى ونُصله جهنَّم وساءت مصيراً)]النساء: 115[.
ووجه الدلالةِ: أنَّ اللهَ توعدَ من اتبعَ غيرَ سبيلِ المؤمنينَ، فدلَّ على أنَّ اتباعَ سبيلِهم في فهمِ شرعِ اللهِ واجبٌ، ومخالفتَه ضلالٌ.
3- قوله صلى الله عليه وسلم ((افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)) قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((من كان على ما أنا عليه وأصحابي)) .
وفي لفظ: ((هي الجماعة)) أخرجه أحمد ، وأبو داود، والدارمي ، والطبراني ، وغيرهم ، وهو صحيح.
4- ومنها قولُه عليه الصلاة والسلام (عليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ الرّاشدينَ عضّوا عليها بالنواجذِ ) .
وجه دلالتهِ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أمرَ أُمَّتَه عند الاختلافِ بالتمسكِ بسنته بفهم صحابتِهِ كما سبقَ بيانُه.
ومن النكتِ اللَّطيفةِ في هذا الحديثِ: أنَّ رسولَ اللهِ عليه السلام بعدَ أن ذكرَ سنتَه وسنةَ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المهديينَ قالَ(: عضّوا عليها ) ولم يَقل( عضّوا عليهما ) للدلالةِ على أنَّ سنتَه وسنةَ الخلُفاءِ الرّاشدينَ منهجٌ واحدٌ، ولن يَكونَ ذلكَ إلا بهذا الفهمِ الصحيحِ الصريحِ وهو: التمسكُ بسنتِه صلى الله عليه وسلم بفهمِ صحابتِه رضي اللهُ عنهم.
ولله در الصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه إذ يقول((من كانَ متأسّياً فليتأسَّ بأصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فإنَّهم كانوا أبرَّ هذه الأمةِ قُلوباً، وأعمقَها علماً، وأقلَّها تكلُّفاً، وأقومَها هدياً، وأحسنَها حالاً، قومٌ اختارَهم اللهُ لصحبةِ نبيّهِ، وإقامةِ دينِهِ، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارِهم، فإنَّهم كانوا على الهدى المستقيم).

الوجه الثالث: وفي هذه المقولة خروج عن جماعة المسلمين وتفريق للأمة الإسلامية وقد دلت النصوص الشرعية على وجوب الإلتزام بالجماعة وعدم الخروج عنها
قال تعالى: { واعتصموا بحبل لله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة لله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً} قال الطبري: يعني بذلك جل ثناؤه : وتعلقوا بأسباب الله جميعاً ، يريد بذلك تعالى ذكره وتمسكوا بدين الله الذي أمركم به ، وعهده الذي عهده إليكم في كتابه إليكم ، من الألفة والاجتماع على كلمة الحق ، والتسليم لأمر الله . ثم ساق بإسناده عن عبد الله بن مسعود أنه قال في قوله: {واعتصموا بحبل الله جميعاً} قال: الجماعة.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة)).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ((من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، فمات ؛ مات ميتة جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصبية ، أو يدعو إلى عصبية ، أو ينصر عصبية ، فقتل ؛ فقتلة جاهلية ، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ، ولا يتحاشى من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهد عهده ، فليس مني ، ولست منه)) رواه مسلم في صحيحه(3/1477) عن أبي هريرة -رضي الله عنه.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((وأنا آمركم بخمس ، الله أمرني بهنَّ: بالجماعة ، وبالسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد في سبيل الله ، فإنَّهُ من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلى أن يرجع ، ومن دعا بدعوى الجاهلية فإنَّهُ من جثاء جهنم)) فقال رجل: يا رسول الله ، وإن صلى وصام؟ قال: ((وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله)) رواه الإمام أحمد في المسند والترمذي وابن خزيمة والحاكم وغيرهم من حديث الحارث الأشعري -رضي الله عنه- وهو حديث صحيح ، صححه الترمذي ، وابن خزيمة والحاكم وغيرهم
ويمكن أن يقال-والله أعلم-: إن النصوصَ الشرعيةَ قد دلَّت على أن الجماعة جماعتان لا تضاد بينهما :
الأولى: الجماعة العلمية: وهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين.
فالواجب على المسلم أن يلزمَ مذهبهم ، ويتقيَّدَ بفهمهم ، ولا يخالفهم في شيء من أمور الدين أبداً .
قال ابن أبي العز -رحمه الله-: "والجماعة جماعة المسلمين السنة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين ، فاتباعهم هدى ، وخلافهم ضلال".

الثانية: جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أميرٍ وجبَ عليهم طاعته ، وحرًمَ عليهم معصيته ، ووجب عليهم الالتزامُ بهذه الجماعة ، وعدم الخروج عنها لما في ذلك من الأمن والسلامة للفرد والأمة.

وبهذا يتبين أن تبرأ صاحب المقولة من السلفية وإنفراده عنها مخالف للزوم الجماعة التي يجب اتباعها ألا وهي السلفية.

الوقفة الثالثة: وهي قول القائل(إنما أنا مسلم وكفى)
أقول:

1-كان يكفيك هذا قبل حصول الإفتراق وانتشار الفرق هنا وهناك أما بعد أن حصلت الفرق ووجدت كالشيعة والخوارج والمرجئة والمعتزلة وماشابه ذلك من فرق الضلال ,فلا بد والحالة ماذكر من أن يتميز أهل الحق عن غيرهم لأن الكل يقول إنه مسلم بل ما من فرقة من فرق البدع حتى في هذا العصر كالإخوان المسلمين والسرورية والتبليغ وغيرهم وإلا وهي تستدل بالكتاب والسنة على ما أصلوه من بدع ,لذا كان الواجب الرجوع إلى فهم السلف لنصوص الكتاب والسنة حتى يفهما الفهم الصحيح المستقيم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ((فعلم أن شعار أهل البدع:هو ترك انتحال اتباع السلف:ولهذا قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس بن مالك:"أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم")).
وبذلك يتمحص الحق من الباطل قال تعالى"ليميز الله الخبيث من الطيب" وقال سبحانه"فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" .
و قد أجاب عن هذه الشبهة الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله فقال:كان هذا يسع من كان قبلنا أما نحن فلا يسعنا إلا أن نقول القرآن كلام الله غير مخلوق. بمعنى اسم المسلمين كان كافيا قبل ظهور المبتدعة من المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن, فكان يكفي العبد اسم الإسلام عندما كان المسلمون جماعة واحدة ، على اعتقاد واحد ، وعلى فهم واحد للكتاب والسنة ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: " "إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة ، وإنكم ستحدثون ، ويحدث لكم ، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول ". وقال الإمام مالك رحمه الله:" لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان, لأن البدع ظهرت في آخر عهد الصحابة رضي الله عنهم.
2- التسمي بالسلفية لا يلزم منه ترك التسمي بالإسلام ولكن الهدف منه التفريق بين المسلم الذي ينتهج الإسلام الغير الصحيح وبين المسلم الذي ينتهج الإسلام الحق ومثل ذلك كمثل الذي يسكن في دولة الجزائر ولكنه يقول أنه وهراني نسبة لمدينة وهران أو يسكن في السعودية ويقول أنه من الرياض فهل هذا يعني أنه يتنكر لجنسيته ودولته؟؟؟؟؟؟
أنبئونا بعلم إن كنتم صادقين .


أما الذي يدندن علينا بأسماء بذيئة وغير أخلاقية ويظن نفسه أنه يضحك غيره ويتبجح عليهم فاليأتي بالدليل والبيان بدل التعكير لان ليس هذا لائق بقسم نقاش علمي لاه كلام العامة...
تسيئ لبلد ما أما والله العذاء ليس الدين ولا معتقد للأننا لمسنا إعتقاد مختلف أي ريح ينجه نحوه سوى ريح الحق
فهو كاصخرة الجامده ..لذا مللنا من تلك المصطلحات آل سعوود نحن نتبع الحق ولا نتبع عواطفنا ....










قديم 2012-03-15, 14:32   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fort1fort مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا









قديم 2012-03-15, 14:33   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tarek b مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
وفيك بارك الله









قديم 2012-03-15, 17:51   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يا اخواننا من اراد ان يعرف ماهي السلفية فليعد الى كتب السلف الصاح ولينهل منها مباشرة .......










قديم 2012-03-15, 17:51   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

احسن الله اليكم










قديم 2012-03-15, 22:39   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
بن ابراهيم
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة السلفية مشاهدة المشاركة
الرد على من يقول:لست سلفيا ولا إخوانيا ولا أنتمي لأي جماعة إنما أنا مسلم وكفى


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا الحبيب المصطفى أما بعد :

قد نظرت لمن يدندن حول هذه الشبهة ويرددها فيما نظرت وكم نظرت؟فوجدت أن أغلب لماذا أغلب وليس غير ذلك؟ الدليل أختاه ؟ وإلا الإحصائيات كأن تكون قد قمت بدراسة عينة معينة وخلصت إلى ما خلصت إليهمن يتبنونها هم في حد ذاتهم متحزبون ومع الباطل منجرفون ما المقصود؟ هل السلفية حق وما سواها باطل وهل تضمنون لنا الجنة لئن انتسبنا للسلفية؟إما لأحزاب سياسة أو أفكار بدعية ما أنزل الله بها من سلطان وليس لهم فيها أدنى حجة أوبرهان ومثل هذا الكلام يحتاج إلى الحجة والبرهان وهل حزب النور ليس مبنيا على أدنى حجة وبرهان كما تقولين؟وقد تأثر بهذه المقولة الكثير من الناس هل حقا الكثير من الناس ؟ وإلا فالتعجيل بتقسيم الأمة إلى 73 فرقة ينافي هذا الكلام وحتى لوكان عدد الفرق قد وصل اليوم إلى نصف هذا العدد أو أقل من نصقه فإن هذا يتعارض أيضا مع وصف "الكثير"حتى ظنوها إعتدالا وما درو أنها عين الغلو والتطرف والخروج عن الجماعة المسلمين .الدليل أختاه؟

وبيان للحق والذب عن أهله والرد على الباطل وكشف زيفه أقف وقفات مع هذه المقولة سائلا المولى عزوجل السداد والتوفيق فإنه نعم المولى ونعم النصير.

الوقفة الأولى: قول القائل(لست سلفيا ولا إخوانيا )

أقول:
إن جعلكم للسلفية مع الإخوانية وشتى الحزبيات البدعيةأين موقع حزب النور مثلا من الإعراب؟ في سطر واحد لهو من إلباس الحق بالباطل إذاً السلفية حق وسواها باطل. يصح هذا الكلام إن كانت السلفية هي الإسلام كله والإسلام هو السلفية. يعرف بها مثلما تعرف به. رجاء إن كنتم تحتفظون بفهم خاص للسلفية عندكم فلا تبخلوا به علينا وإلا فما الضير في اعتبار ها حركة إصلاحية كغيرها من الحركات وهكذا هي تدرس ويعرف بها عالميا في الجامعات وغيرها وما رأيكم فيمن يقول أنا سلفي وهابي أو أنا وهابي ألا ترونه يعترف بحركية ومذهبية السلفية؟ وتسمية الأسماء بغير مسمياتها وإلا يصدق عليها مع الدعوة السلفية قول قائل:
لا تعترضن بذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
وقول القائل:
ألم ترى السيف ينقص قدره إذا قيل السيف أمضى من العصا
[font=comic sans ms]وذلك كما هو معلوم عند من؟أن الدعوة السلفية ظهرت يوم البعثة من منشؤها إذاً الله أم الرسول صلى الله عليه وسلم؟وقد كان يطلق عليها آنذاك بالإسلام إذا حسبكم الإسلام هو السلفية والعكس بالعكس. فما هو الدليل في ذلك؟في مقابل ديانات الكفر ولما خرجت الفرق المنحرفة للوجود ومن بينها الإخوان أصبحت تلقب بالسلفية من قال بهذا الرأي مع الدليل وما دمتم رضيتم بها فلا بد أنها من صنع أياديكم ومادام أنها تقابل الحزبيات فإن الذي وضعها على السطر نفسه هم السلفيون وهو اعتراف منهم ضمنيا بأنها حركة وتيار مثل التياراتفي مقابل هذه الحزبيات الجديدة التي ما أنزل الله بها من سلطان أي أن الإسلام مقابل ديانات الكفر في السابق قزم إلى السلفية مقابل الحزبيات فهل هذا ممكن وبما أن الإسلام ما هو إلا اسم سابق للدعوة السلفية فما هو مقابل ديانات الكفر اليوم ثم ألا تري بأنك عندما تقولين بأن الدعوة السلفية أصبحت تلقب ...تعترفين بأن السلفية لا تسع الإسلام وأنه أشمل منها؟فالسلفية هي ذاك الإسلام المصفى لسنا ندري هذا يقول هي منهج الإسلام وآخر هي الإسلام المصفى وأنا أقول قولوها صريحة نحن نعتقد بأن السلفية هي الإسلام والإسلام هو السلفية وعرضوا هذا الإعتقاد للنقاش والأخذ والرد وليكن هذا أولا بين العلماء ليس العلماء بفهم السلفيين وإنما كما ورد ذكرهم في القرآن والأحاديث ثم يأتي العامة مقلدين لهم في ذلكالذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم وفهمه أصحابه الكرام رضوان الله عليهم ثم ورثه التابعون لهم بإحسان عبر الأزمان من طرف علماء السنة السلفيين تقسيم علماء السنة إلى سلفيين وغير سلفيين. هل نحن بحاجة إلى أوصاف ونعوت جديدة وصفة الربانيين تكفينا كل هذاكما قال النبي صلى الله عليه وسلم(العلماء ورثة الأنبياء) ولا ينكر هذا المعنى إلا معاند أو جاهل فيعلم إذ أنه من المعلوم أن الألفاظ قوالب المعاني وأن المعنى هو المقصود واللفظ جاء تبعا كما بين ذلك ابن القيم في إعلام الموقعين.[/font

فمصطلح السلفية وإن كان حادثا الحمد لله! ولذلك هو سبب من أسباب الخلاف حول طبيعة السلفية وحقيقتها وإن كانت حركة ومذهبا أم لا. ونحن شخصيا ما كنا للنقاش أصلا إذا لم يك حادثا.إلا أن له أصل في الشريعة ألا وهو السير على نهج السلف الصالح يلزم إمكانية وجود جماعة أو جماعات أخرى تنتهج نهج السلف الصالح وتطلق على نفسها تسميات أخرى أو هم مسلمون متبعون للدين القويم وكفى وفي هذه الحالة الأخيرة لماذا نلزم الناس بإما أن يكونوا سلفيي الإنتماء وإلا فهم على باطل أما الحالة التي قبلها فتستلزم أنه ليس السلفيين وحدهم على حق مع العلم أن الحق واحد ولست أقصد هنا جماعة بعينها وإنما اعتقد بوجود مسلمين متبعين للسنة الصحيحة وليس بالضرورة أن يلقبوا بالسلفيين. الذين يجاهدون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس،الله عليم بهم، كمثال على أن السلفية لا تمثل كل الإسلام مادام السلفييون في خلاف معهم ولم نسمع بدخول السلفيين العلميين مجاهدين لفسلطين
قال السمعاني (ت 562) في الأنساب (3/273): "السلفي؛ بفتح السين واللام وفي آخرها فاء: هذه النسبة إلى السلف، وانتحال مذاهبهم على ما سعمت منهم"
وقال الإمام الذهبي قال في ترجمة: الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي: "السلفي بفتحتين وهو من كان على مذهب السلف" سير أعلام النبلاء (21/6).
بخلاف الحركات الحادثة التي فرقت الأمة بعد أن كانت جماعة واحدة على دين واحد ومنهج واحد وإن إختلفوا فإن إختلافهم كان في المسائل الإجتهادية التي لا تفرق الأمة . ألا يرى البعض من السلفيين أن هذه الفرق هي كذلك لأن في الحديث ذكرت 73 فرقة بل وفي القرآن ذكر الإختلاف "ولوشار ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" سورة هود أي للإختلاف خلقهم كما يستشهد بذلك بعض السلفيين اليوم على حالة الأمة. أي أن هذا الإختلاف هو مبرر عندهم ومتوقع وعليه لماذا يتمنى البعض الآخر أن هذه الفرق ما كانت لتقم أصلا.(هدانا الله والمسلمين جميعا إلى حبله المتين وصراطه المستقيم)
يقول الإمام ابن باديس((هذا هو التعليم الديني السني السلفينسبة إلى السلف وليس السلفية المعاصرة، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ قرون وقرون؟ فقد حصلنا على شهادة العالمية من جامع الزيتونة ونحن لم ندرس آية واحدة من كتاب الله ولم يكن عندنا أي شوق أو أدنى رغبة في ذلك، ومن أين يكون لنا هذا ونحن لم نسمع من شيوخنا يوما منزلة القرآن من تعلم الدين والتفقه فيه ولا منزلة السنة النبوية من ذلك .) "لآثار (4/76).

الوقفة الثانية:قوله(ولا أنتمي لأي جماعة)

أقول: وهذه الجملة باطلة لا تصح عقلا وشرعا وبيان ذلك من عدة أوجه:
الوجه الأول: الأحزاب رغم كثرتها إلا أنها حزبان إثنان لا ثالث لهما فإما حزب الرحمان وإما حزب الشيطان فعلى كل إنسان أن يكون من حزب الرحمان التي قد بين الله سبحانه وتعالى صفاتهم في كتابهم الكريم وهؤلاء ما نسميهم بأهل السنة والجماعة وتارة بأهل الحديث ومرة بالسلفيين والعبرة بالمعاني المشتركة لا بالمصطلحات المختلفة ويقابل هذا الحزب حزب الشيطان وهو عبارة عن أحزاب متناحرة فيما بينها منها ما هو منسوب للإسلام كالخوارج والمرجئة والجهمية والقدرية والأشاعرة أو الإخوان والتبليغ وغيرهم ومنها ماهو خارج عن دائرة الإسلام النصرانية]واليهودية والشيوعية والعلمانية وغيرها فالحق واحد بخلاف الباطل فإنه يتعدد ويتفاوت جرمه حسب قربه للحق وبعده عنه .
والله عزوجل كتب الفلاح لحزب واحد فقط فقال:{ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (22):المجادلة.
وكتب الغلبة لهذا الحزب وحده فقال:{ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}(56):المائدة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ) أخرجه الترمذي وهل المخلصون والمجاهدون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس يضرهم من خالفهم؟
فكيف يقول القائل بعد ذلك أنه لا ينتمي لأي حزب فماذا عن الحزب الحق الذي وضحه الله تعالى في كتابه الكريم وبينه رسوله عليه الصلاة والسلام ؟!منذا الذي يرضى أن يخرج نفسه طواعية من حزب الله وحزب الفلاح وإنما من باب أنه يريد أن يقول للآخرين أنني لست معني بالخلاف بينكم (ولا شك في أن هذا هو المقصد عند من ينفون الإنتماء وإذا كان مقصدهم كما قلت وأنا واحد منهم فنحن على خطأ وعلينا البحث عن الحق ولزومه.) أما والحالة غير هذه ومادام أن كون السلفية ليست حركة ولا مذهبا ولا تيارا ليس أمرا مسلما به به ولابديهة متعارف عليها عند المسلمين ما عدا "السلفيين" فإن من حقنا أن نراها كذلك وبناء عليه فإنه لا يوجد لحد الآن دليلا يقنعنا على ضرورة أن ننتمي إلى السلفيين أم لغيرهم وهكذا نكون إما مع الحق أو الباطل. خاصة وأن المقصود بالسلفية هي تلك الحركة التي قامت مع الشيخ بن عبد الوهاب رحمه الله ولذلك هناك تطابق بين الوهابية والسلفية ولا يلتبس الأمر على أحد إن استعملت إحدى التسميتين. أما الأحزاب الأخرى فهي مخالفة للحزب الأصلي مفارقة له مفرقة للمسلمين فوجب العبد عنها والبراءة منها والعودة للجماعة الأصلية(السلفية)وكيق ذلك؟ ولماذا السلفية وليس الإسلام الصحيح أ و الفهم الصحيح للإسلام؟ أو أهل السنة والجماعة أينما كانوا وحيثما وجدوا بحيث لا ينعتون بمظهر واحد ووحيد ولا يتواجدون في بقعة مخصوصة. الجماعة الأصلية (السلفية) هو كلام مطلوق وكأنه بديهة أو مسلمة يحتاج إلى قيد وقيده الدليل والبرهان. وأنا أنا قش هذه الفكرة لأنني لا أعتقد أن مدلول السلفية عندي يتطابق مع مدلولها عندهم ولذلك سبق لي وإن قلت في هذا اليوم إن كان للسلفيين فهما خاصا للسلفية فلا يبخلوا به علينا وليعرضوه للنقاش. .

قال ابن بطة_رحمه الله_ فى بيان سبب اجتماع كلمة السلف على عقيدة واحدة:
"فلم يزل الصدر الاول على هذا جميعا، على ألفة القلوب واتفاق المذاهب: كتاب الله عصمتهم، وسنة المصطفى إمامهم، لايستعملون الأراّء ولا يفزعون إلى الأهواء فلم يزل الناس على ذلك والقلوب بعصمة مولاها محروسة والنفوس عن أهوائها بعنايته محبوسة".

الوجه الثاني:تبرأ صاحب هذه المقولة من السلفية يلزم منه البراءة من نهج السلف وكأنه يقول لا أتبع العقيدة الذي كان عليها محمد صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم شرعا وعقلا أن العقيدة التي كان عليها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه هي العقيدة الصحيحة التي يجب اتباعها فالسلفية منهج ملزم لكل مسلم وقد تواترت الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وعلماء الأمة وها نحن نرشقُ شكَّ المترتبِ ببضعة أدلة خشية الإطالة لتنداحَ سبيل المؤمنينَ عن شجرةِ اليقينِ، فنجني من أعلاها المغدقِ حلاوةَ الإيمانِ، ونتقلَّبَ تحتَ أسفلها المورقِ في أفوافِ روح وريحان.
1 - قالَ تعالى: (والسابقونَ الأولونَ من المهاجرينَ والأنصار والَّذينَ اتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنّاتٍ تجري مِن تحتَها الأنهارُ خالدينَ فيها أبداً ذلكَ الفوزُ العظيمُ) ]التوبةُ: 100[ .
وجه الدلالةِ: أنَّ ربّ البريةِ أثنى على من اتبعَ خيرَ البريّة، فعُلِمَ أنَّهم إذا قالوا قولاً فاتبعَهم متبعٌ، فيجبُ أن يَكونَ محموداً، وأن يستحقَّ الرضوانَ، ولو كانَ اتباعهم لا يتميزُ عن غيِرهم لا يستحقُّ الثناءَ والرضوان .
2- قالَ تعالى: (ومن يُشاقق الرّسولَ من بعدِ ما تبيّنَ له الهُدى ويتبع غيرَ سبيلِ المؤمنينَ نولّه ما تولّى ونُصله جهنَّم وساءت مصيراً)]النساء: 115[.
ووجه الدلالةِ: أنَّ اللهَ توعدَ من اتبعَ غيرَ سبيلِ المؤمنينَ، فدلَّ على أنَّ اتباعَ سبيلِهم في فهمِ شرعِ اللهِ واجبٌ، ومخالفتَه ضلالٌ.
3- قوله صلى الله عليه وسلم ((افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)) قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((من كان على ما أنا عليه وأصحابي)) .
وفي لفظ: ((هي الجماعة)) أخرجه أحمد ، وأبو داود، والدارمي ، والطبراني ، وغيرهم ، وهو صحيح.
4- ومنها قولُه عليه الصلاة والسلام (عليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ الرّاشدينَ عضّوا عليها بالنواجذِ ) .
وجه دلالتهِ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أمرَ أُمَّتَه عند الاختلافِ بالتمسكِ بسنته بفهم صحابتِهِ كما سبقَ بيانُه.
ومن النكتِ اللَّطيفةِ في هذا الحديثِ: أنَّ رسولَ اللهِ عليه السلام بعدَ أن ذكرَ سنتَه وسنةَ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المهديينَ قالَ(: عضّوا عليها ) ولم يَقل( عضّوا عليهما ) للدلالةِ على أنَّ سنتَه وسنةَ الخلُفاءِ الرّاشدينَ منهجٌ واحدٌ، ولن يَكونَ ذلكَ إلا بهذا الفهمِ الصحيحِ الصريحِ وهو: التمسكُ بسنتِه صلى الله عليه وسلم بفهمِ صحابتِه رضي اللهُ عنهم.
ولله در الصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه إذ يقول((من كانَ متأسّياً فليتأسَّ بأصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فإنَّهم كانوا أبرَّ هذه الأمةِ قُلوباً، وأعمقَها علماً، وأقلَّها تكلُّفاً، وأقومَها هدياً، وأحسنَها حالاً، قومٌ اختارَهم اللهُ لصحبةِ نبيّهِ، وإقامةِ دينِهِ، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارِهم، فإنَّهم كانوا على الهدى المستقيم).

الوجه الثالث: وفي هذه المقولة خروج عن جماعة المسلمين وتفريق للأمة الإسلامية وقد دلت النصوص الشرعية على وجوب الإلتزام بالجماعة وعدم الخروج عنها
قال تعالى: { واعتصموا بحبل لله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة لله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً} قال الطبري: يعني بذلك جل ثناؤه : وتعلقوا بأسباب الله جميعاً ، يريد بذلك تعالى ذكره وتمسكوا بدين الله الذي أمركم به ، وعهده الذي عهده إليكم في كتابه إليكم ، من الألفة والاجتماع على كلمة الحق ، والتسليم لأمر الله . ثم ساق بإسناده عن عبد الله بن مسعود أنه قال في قوله: {واعتصموا بحبل الله جميعاً} قال: الجماعة.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة)).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ((من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، فمات ؛ مات ميتة جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصبية ، أو يدعو إلى عصبية ، أو ينصر عصبية ، فقتل ؛ فقتلة جاهلية ، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ، ولا يتحاشى من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهد عهده ، فليس مني ، ولست منه)) رواه مسلم في صحيحه(3/1477) عن أبي هريرة -رضي الله عنه.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((وأنا آمركم بخمس ، الله أمرني بهنَّ: بالجماعة ، وبالسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد في سبيل الله ، فإنَّهُ من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلى أن يرجع ، ومن دعا بدعوى الجاهلية فإنَّهُ من جثاء جهنم)) فقال رجل: يا رسول الله ، وإن صلى وصام؟ قال: ((وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله)) رواه الإمام أحمد في المسند والترمذي وابن خزيمة والحاكم وغيرهم من حديث الحارث الأشعري -رضي الله عنه- وهو حديث صحيح ، صححه الترمذي ، وابن خزيمة والحاكم وغيرهم
ويمكن أن يقال-والله أعلم-: إن النصوصَ الشرعيةَ قد دلَّت على أن الجماعة جماعتان لا تضاد بينهما :
الأولى: الجماعة العلمية: وهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين.
فالواجب على المسلم أن يلزمَ مذهبهم ، ويتقيَّدَ بفهمهم ، ولا يخالفهم في شيء من أمور الدين أبداً .
قال ابن أبي العز -رحمه الله-: "والجماعة جماعة المسلمين السنة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين ، فاتباعهم هدى ، وخلافهم ضلال".

الثانية: جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أميرٍ وجبَ عليهم طاعته ، وحرًمَ عليهم معصيته ، ووجب عليهم الالتزامُ بهذه الجماعة ، وعدم الخروج عنها لما في ذلك من الأمن والسلامة للفرد والأمة.

وبهذا يتبين أن تبرأ صاحب المقولة من السلفية نعم لسنا سلفيين بالمعنى الذي نفهمه وهو متداول للسلفية وليس بالمعنى الذي يفهمه السلفيون وإلا فمن يقول أنه ليست سلفيا كأنما يقول أنا ليست مسلما حسب أحد المنطقين المتبعين لتبرئة السلفية من الحركية والمذهبية. وأستدرك هنا وأقول أن المنطق الأول هو أن السلفية هي الإسلام وكل منهما علامة للآخر ولذلك أنت مسلم فأنت سلفي أما المنطق الثاني فهو مادام أن كل جماعة تدلل وتأصل لممارساتها من الكتاب والسنة فإنه يلزم أن تعلن انتمائك للسلفية ولا يضر حتى وإن كانت حديثة العهد وإنفراده عنها مخالف للزوم الجماعة التي يجب اتباعها ألا وهي السلفية.

الوقفة الثالثة: وهي قول القائل(إنما أنا مسلم وكفى)
أقول:

1-كان يكفيك هذا قبل حصول الإفتراق وانتشار الفرق هنا وهناك أما بعد أن حصلت الفرق ووجدت كالشيعة والخوارج والمرجئة والمعتزلة وماشابه ذلك من فرق الضلال ,فلا بد والحالة ماذكر من أن يتميز أهل الحق عن غيرهم لأن الكل يقول إنه مسلم بل ما من فرقة من فرق البدع حتى في هذا العصر كالإخوان المسلمين والسرورية والتبليغ وغيرهم وإلا وهي تستدل بالكتاب والسنة على ما أصلوه من بدع ,لذا كان الواجب الرجوع إلى فهم السلف لنصوص الكتاب والسنة حتى يفهما الفهم الصحيح المستقيم.دليلا واحد صريحا وليس اجتهادا من عند ولعلمك فإن محل الخلاف ليس في وجوب تتبع الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة وإنما في الإنتماء للسلفية. أولا يكون المسلم من أهل السنة والجماعة ومن حزب الله باتباعه نهج المصطقى صلى الله عليه وسلم وتمسكه بالكتاب والسنة دون حاجة للنعت بالسلفي أو غيره؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ((فعلم أن شعار أهل البدع:هو ترك انتحال اتباع السلف:ولهذا قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس بن مالك:"أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم")). ذكر لفظ السلف من قبل السابقون ليس محل خلاف وإنما السلفية بمعناها الحديث
وبذلك يتمحص الحق من الباطل قال تعالى"ليميز الله الخبيث من الطيب" وقال سبحانه"فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" .
و قد أجاب عن هذه الشبهة الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله فقال:كان هذا يسع من كان قبلنا أما نحن فلا يسعنا إلا أن نقول القرآن كلام الله غير مخلوق. يرجى نقل الكلام من أوله حتى يتجلى المعنىبمعنى اسم المسلمين كان كافيا قبل ظهور المبتدعة من المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن, فكان يكفي العبد اسم الإسلام عندما كان المسلمون جماعة واحدة ، على اعتقاد واحد ، وعلى فهم واحد للكتاب والسنة ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: " "إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة ، وإنكم ستحدثون ، ويحدث لكم ، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول ". وقال الإمام مالك رحمه الله:" لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان, لأن البدع ظهرت في آخر عهد الصحابة رضي الله عنهم.
2- التسمي بالسلفية لا يلزم منه ترك التسمي بالإسلام ولكن الهدف منه التفريق بين المسلم الذي ينتهج الإسلام الغير الصحيح وبين المسلم الذي ينتهج الإسلام الحق ومثل ذلك كمثل الذي يسكن في دولة الجزائر ولكنه يقول أنه وهراني نسبة لمدينة وهران أو يسكن في السعودية ويقول أنه من الرياض فهل هذا يعني أنه يتنكر لجنسيته ودولته؟؟؟؟؟؟
أنبئونا بعلم إن كنتم صادقين .


أما الذي يدندن علينا بأسماء بذيئة وغير أخلاقية ويظن نفسه أنه يضحك غيره ويتبجح عليهم فاليأتي بالدليل والبيان بدل التعكير لان ليس هذا لائق بقسم نقاش علمي لاه كلام العامة...
تسيئ لبلد ما أما والله العذاء ليس الدين ولا معتقد للأننا لمسنا إعتقاد مختلف أي ريح ينجه نحوه سوى ريح الحق
فهو كاصخرة الجامده ..لذا مللنا من تلك المصطلحات آل سعوود نحن نتبع الحق ولا نتبع عواطفنا ....

بما أنك صاحبة الموضوع فكان ينبغي عليك ألا تقف عند آخر كلمة قلتها وهي من الموضوع بعيدة كل البعد. فأنا قد عقبت على موضوعك تقريبا فقرة بفقرة ولذلك أرجو الرد بالمثل. وبما أنك صاحبة الموضوع ينبغي عليك أن لا تخرجي النقاش عن صلبه.
ومع ذلك أقول بأن ردك هذا كان ينبغي وضعه في موضوع مستقل حتى يناقش على حدة.
نعم نحن نقول بأننا مسلمين وكفى. ألم يقل الله سبحانه وتعالى "أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين" ولا أعتقد بأن بهذا النص الصريح يكون المسلم في حاجة إلى تسمية أخرى. وهل يلزم من كلاكم أن كل من ينتمي إلى السلفية ولم يتسمى باسمها فإنه بدعي وضال ومن أهل الهوى؟ إن كان كذلك فأين الدليل الصريح والمقنع وإن لم يكن كذلك فلماذا هذه الدندنة؟ تطالبون مخالفيكم بالدليل من الكتاب والسنة وبنصوص صريحة فهي أعطونا دليلا واحدا وليكن صريحا من الكتاب أوالسنة على وجوب الإنتماء إلى السلفية واتخاذها قناعا ولقبا: كأن أضيف إلى اسمي بن ابراهيم السلفي أو أقول للآخرين أنا سلفي ولست مسلما وفقط


خلاصة القول رغم أن الوقت قد أدركني ولم آتي على كل هذه المشاركة لأرد عليها فكرة فكرة هو أنني أناقش وأجادل لأني لا أقصد بالسلفية تلك التي تتجاوز الشيخ بن عبد الوهاب رحمه الله وتصل إلى التابعين بل إلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولوكان هذا هو معناها عندي ما كنت لأتجرأ لأرد ولو بحرف فضلا عن بكلمة.
والنتيجة هو أنه علينا تحديد المصطلحات والمفاهيم أولا ثم بعدها نناقش









قديم 2012-03-16, 10:14   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

لكلمة ويتلقفها، ثم يعمل بها؟ أما من أين جاءت؟ ما أصلها؟ ما فصلها؟ ما دليلها؟ أهو الكتاب أم السنة؟ أهو القياس؟ وهل هذا القياس قياس جلي أم خفي؟ وهل هو قياس صحيح أو قياس أولوي؟ أو ما أشبه ذلك.. فهذا لا تستطيعه هذه الطبقة الدنيا طبقة المستمعين إنما يستطيع ذلك طبقة أهل العلم. الاجتهاد يعني أن يكون المسلم العالم على علمٍ باللغة العربية، وآدابها، وعلوم الشريعة؛ كعلم الحديث، والتفسير، وأصول الفقه، ونحو ذلك، وهذا فعلاً لا يستطيعه حتى الذين درسوا هذه العلوم، لا يستطيعون تحقيقها وتطبيقها عملياً في واقع حياتهم من كلام الشيخ العلامة رحمه الله ناصر الدين الالباني ..
هنا أستنتج أن كلامي وكلامك وكلام اي عامي لا معنى له لانه يفتقد للعلم وأساس العالم
يفتقد للنقاش العلمي ومناظرته مقارعة هؤلاء اخي . تحدثني بفلسفية وعلم كلام ولغة تهكمية وإستهزائية وإستعلائية وخالية من مضامين وجوهر الحق لانها فارغة من كلام العلماء والسند والدليل وانا اكلمك واقارعك بكلام ورثة العلماء المدعم بكتاب الله وسنته حتى حديث تنقسم امتي هيا ليس كلامي بل كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ..لذا .. هنا ينتهي كلامي ......

- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى أَيُّوبَ حَدَّثَنِى أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلاَنِىُّ عَنْ أَبِى عُثْمَانَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ أُفْتِىَ بِفُتْيَا غَيْرَ ثَبَتٍ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ » .
اخرجه ابن ماجه

العلم قال الله قال رسوله ******** قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة **** بين النصوص ويبن رأي فلان

نقلا من موقع شيخنا أبي عبد المعز محمد علي فركوس ـ حفظه الله ـ

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد وردَ على هذا الموقعِ الدعويِّ انتقادٌ آخرُ من النوع الذي قد سبق، يحمل في طيَّاته شبهاتٍ مكذوبةً على الدعوةِ السلفيةِ بأنها دعوةٌ حزبيةٌ مفرِّقةٌ مبتدعة، تجرُّ الفتنَ، وأنّ التغيير لا يحصل بالفتنة، وقد رأيت من المفيد أن أردّ على شبهاته المزعومةِ ومفاهيمِه الباطلة بتوضيحها بالحقّ والبرهان، عملاً بقوله تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ [الأنبياء: 18].
[وهذا نصّ انتقاده]:
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

أراسلُكَ وأنا أعلم يقينًا بأنَّ الشيخ فركوس عبدٌ من عباد الله ونحسبُك من المتقين.

1 - إطلاق لفظ السلفية على الفرقة الناجية ألا يُعتبر هذا حزبيةً، وأنت تعلم أنّ القرآن فيه لفظ الإسلام كما قال الله تعالى: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101].
2 - لا أشكّ أنّ كثيرًا من المسلمين يعتقدون أنّ السلفيَّ هو لِحيةٌ وقميص، وماذا عن حالق لحيته ألا يدخل الجنّة حنفي…؟! إنّ اسمَ السلفية فرّقت فأبصر..! ما هو الدليل القاطع على وجوب التسمية للفرقة الناجية؟
إنّ التغيير لا يكون بالدخول في الفتن أي الشبهات، ولو يجلس الشيخ فركوس في مسجده لكان خيرًا له وما النصر إلاّ من عند الله ومن سمَّع سمَّعَ اللهُ به، ﴿مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 90]».

• فأقـول -وبالله التوفيق وعليه التكلان-:
إنّ السلفيةَ تُطلَقُ ويرادُ بها أحد المعنيين:
الأول: مرحلةٌ تاريخيةٌ معيّنةٌ تختصُّ بأهل القرون الثلاثة المفضّلة، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(١- أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين...: (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد: (5383)، والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)، وهذه الحِقبة التاريخيةُ لا يصحُّ الانتساب إليها لانتهائها بموت رجالها.
والثاني: الطريقةُ التي كان عليها الصحابةُ والتابعون ومَن تبعهم بإحسان من التمسّك بالكتاب والسُّـنَّة وتقديمهما على ما سواهما، والعمل بهما على مقتضى فهم السلف الصالح، والمراد بهم: الصحابة والتابعون وأتباعهم من أئمّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى، الذين اتفقتِ الأُمَّة على إمامتهم وعدالتهم، وتَلَقَّى المسلمون كلامَهم بالرِّضا والقَبول كالأئمّة الأربعة، والليثِ بنِ سَعْدٍ، والسُّفيانَين، وإبراهيمَ النَّخَعِيِّ، والبخاريِّ، ومسلمٍ وغيرِهم، دون أهلِ الأهواء والبدعِ ممّن رُمي ببدعة أو شهر بلقبٍ غيرِ مرضيٍّ، مثل: الخوارج والروافض والمعتزلة والجبرية وسائر الفرق الضالَّة. وهي بهذا الإطلاق تعدُّ منهاجًا باقيًا إلى قيام الساعة، ويصحّ الانتسابُ إليه إذا ما التُزِمت شروطُهُ وقواعِدُهُ، فالسلفيون هم السائرون على نهجهم المُقْتَفُونَ أثرَهم إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها، سواء كانوا فقهاءَ أو محدّثين أو مفسّرين أو غيرَهم، ما دام أنهم قد التزموا بما كان عليه سلفُهم من الاعتقاد الصحيح بالنصّ من الكتاب والسنّة وإجماع الأمّة والتمسّك بموجبها من الأقوال والأعمال لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(٢- أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق..: (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبان رضي الله عنه)، ومن هذا يتبيّن أنّ السلفيةَ ليست دعوةً طائفيةً أو حزبيةً أو عِرقيةً أو مذهبيةً يُنَزَّل فيها المتبوعُ مَنْزِلةَ المعصوم، ويتخذ سبيلاً لجعله دعوة يدعى إليها، ويوالى ويعادى عليها، وإنما تدعو السلفيةُ إلى التمسُّك بوصية رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم المتمثِّلة في الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة وما اتفقت عليه الأمّة، فهذه أصولٌ معصومة دون ما سواها.
وهذا المنهج الربانيُّ المتكاملُ ليس من الحزبية الضيّقةِ التي فرّقت الأمّةَ وشتّتت شملَها، وإنما هو الإسلام المصفَّى، والطريقُ القويمُ القاصدُ الموصلُ إلى الله، به بعث اللهُ رسلَه وأنزل به كتبَه، وهو الطريقُ البيِّنةُ معالِمُه، المعصومةُ أصولُه، المأمونةُ عواقِبُه؛ أمّا الطرقُ الأخرى المستفتحة من كلّ باب فمسدودة، وأبوابها مغلقة إلاّ من طريق واحد، فإنه متّصلٌ بالله موصولٌ إليه، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]، وقال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه: «خطّ لنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم خطَّا ثمّ قال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ» ثم خطّ خطوطًا عن يمينه وشماله، ثمّ قال: «هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ(٣- أخرجه الدارمي في «سننه»: (206)، وابن حبان في «مقدمة صحيحه» باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً: (7)، والحاكم في «المستدرك»: (3241)، وأحمد: (4131)، والبزار في «مسنده»: (1718)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (6/89)، وحسنه الألباني في «المشكاة»: (166))، وقد جاء في «تفسير ابنِ كثيرٍ»(٤- [2/191]): «أنّ رجلاً سأل ابنَ مسعود رضي الله عنه: ما الصراطُ المستقيم؟ قال: تَرَكَنَا محمّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في أدناه وطرفه في الجنة، وعن يمينه جوادٌّ(٥- الجوادُّ: جمع جادّة، وهي معظم الطريق، وأصل الكلمة من جدَدَ. [«النهاية» لابن الأثير: 1/313]) وعن يساره جوادٌّ، ثمّ رجال يدعون من مرَّ بهم، فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثمّ قرأ ابن مسعود الآية».
وعليه يُدرك العاقلُ أنه ليس من الإسلام تكوين أحزابٍ متصارعةٍ ومتناحرةٍ ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 53]، فقد ذّمّ الله التحزّب والتفرّق في آياتٍ منها: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159]، وفي قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: 105]، وإنما الإسلام حزب واحد مفلح بنصّ القرآن، قال تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22]، وأهلُ الفلاح هم الذين جعل الله لهم لسانَ صِدْقٍ في العالمين، ومقامَ إحسانٍ في العِلِّـيِّين، فساروا على سبيل الرشاد الذي تركنا عليه المصطفى صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الموصلِ إلى دار الجِنان، بيِّنٌ لا اعوجاجَ فيه ولا انحرافَ قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى البَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِها لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ»(٦- أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: (43)، والحاكم في «المستدرك»: (331)، وأحمد: (16692)، والطبراني في «الكبير»: (18/247)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. والحديث حسنه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (1/47)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (937)).
واللهُ سبحانه وتعالى إِذْ سَمَّى في كتابه الكريمِ الرعيلَ الأوَّلَ ﺑ «مسلمين» لأنّ هذه التسميةَ جاءت مطابقةً لما كانوا عليه من التزامهم بالإسلام المصفّى عقيدةً وشريعةً، فلم يكونوا بحاجةٍ إلى تسميةٍ خاصّةٍ إلاّ ما سمّاهم اللهُ به تمييزًا لهم عمّا كان موجودًا في زمانهم من جنس أهل الكفر والضلال، لكن ما أحدثه الناس بعدهم في الإسلام من حوادث وبدع وغيرها ممَّا ليس منه، سلكوا بها طرق الزيغ والضلال، فتفرّق بهم عن سبيل الحقّ وصراطه المستقيم، فاقتضى الحال ودعت الحاجة إلى تسميةٍ مُطابقةٍ لِمَا وَصَفَ به النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الفرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(٧- أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (2641)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/284) «أسانيدها جياد»، والحديث حسّنه الألباني في «صحيح الجامع» (5343))، ومتميّزة عن سُبُل أهل الأهواء والبدع ليستبين أهل الهدى من أهل الضلال. فكان معنى قوله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ﴾ [الحج: 78]، إنما هو الإسلام الذي شرعه الله لعباده مجرّدًا عن الشركيات والبدعيات، وخاليًا من الحوادث والمنكرات في العقيدة والمنهج، ذلك الإسلام الذي تنتسب إليه السلفية وتلتزم عقيدتَه وشريعتَه وتؤسِّسُ دعوتَها عليه، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «لا عيبَ على مَن أظهر مذهبَ السلفِ وانتسبَ إليه واعتزى إليه، بل يجب قَبول ذلك منه باتفاق، فإنّ مذهبَ السلفِ لا يكون إلاّ حقًّا»(٨- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (4/91)).
هذا، وللسلفية ألقابٌ وأسماءٌ يُعرفون بها، تنصب في معنى واحد، فهي تتفق ولا تفترق وتأتلف ولا تختلف، منها: «أصحاب الحديث والأثر» أو «أهل السُّنَّة»، لاشتغالهم بحديث رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وآثارِ أصحابه الكرام رضي الله عنهم مع العمل على التمييز بين صحيحِها وسقيمها وفهمها وإدراك أحكامها ومعانيها، والعملِ بمقتضاها، والاحتجاجِ بها، وتسمى ﺑ «الفرقة الناجية» لأنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «إِن بَني إِسرائيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّة، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلّها في النّارِ إلا مِلَّة واحدة» فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيومَ وَأَصْحَابي»(٩- أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (444)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. قال ابن تيمية رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (3/341): «الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند»، وحسنه سليم الهلالي في «درء الارتياب عن حديث ما أنا عليه والأصحاب»)، وتسمى -أيضًا- ﺑ «الطائفة المنصورة»، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(١٠- سبق تخريجه). وتسمى ﺑ «أهل السُّنَّة والجماعة» لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ»(١١- أخرجه الترمذي في «الفتن» باب ما جاء في لزوم الجماعة: (2166)، والحاكم في «المستدرك»: (398)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه. وصححه الألباني في «المشكاة»: الهامش رقم (5)، من (1/61))، وقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»(١٢- أخرجه البخاري في «الفتن» باب قول النبي سترون بعدي أمورا تنكرونها: (6646)، ومسلم في «الإمارة» باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: (4790)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه)، وفي قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ الجَمَاعَةُ»(١٣- أخرجه أبو داود في «السنة» باب شرح السنة: (4597)، والحاكم في «المستدرك»: (443)، وأحمد: (16613)، والطبراني في «الكبير»: (19/377)، من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (204))، والمراد بالجماعة هي الموافقةُ للحقّ الذي كانت عليه الجماعةُ الأولى: جماعةُ الصحابة رضي الله عنهم، وهو ما عليه أهلُ العلم والفقه في الدِّين في كلّ زمان، وكلُّ من خالفهم فمعدود من أهلِ الشذوذ والفُرقة وإن كانوا كثرة قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إِنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ فَارَقُوا الجَمَاعَةَ، وَإِنَّ الجَمَاعَةَ مَا وَافَقَ الحَقَّ وَإِنْ كُنْتَ وَحْدَكَ»(١٤- أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (49/286). وصححه الألباني في «المشكاة»: (1/61))، والنبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وصف الفِرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(١٥- سبق تخريجه)، وهذا التعيين بالوصف يدخل فيه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه دخولاً قطعيًّا ولا يختصّ بهم بل هو شاملٌ لكلّ من أتى بأوصاف الفِرقة الناجية إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في معرض تعيين الفرقة الناجية: «وبهذا يتبيّن أنّ أحقّ الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية: أهل الحديث والسنّة، الذين ليس لهم متبوع يتعصّبون له إلاَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها، وأئمّتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها واتباعًا لها: تصديقًا وعملاً وحبًّا وموالاةً لمن والاها ومعاداة لمن عاداها، الذين يروون المقالات المجملةَ إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة، فلا يُنَصِّبُون مقالةً ويجعلونها من أصول دينهم وجُمل كلامهم إن لم تكن ثابتةً فيما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بل يجعلون ما بعث به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه»(١٦- «مجموع الفتاوى لابن تيمية»: (3/347)).
هذا، ولا يعاب التسمي ﺑ «السلفية» أو ﺑ «أهل السنة والجماعة» أو ﺑ «أهل الحديث» أو ﺑ «الفِرقة الناجية» أو «الطائفة المنصورة»؛ لأنه اسم شرعيٌّ استعمله أئمة السلف وأطلقوه بحسَب الموضوع إما في مقابلة «أهل الكلام والفلسفة» أو في مقابلة «المتصوفة والقبوريين والطُّرُقيِّين والخُرافِيِّين» أو تُطلق بالمعنى الشامل في مقابلة «أهل الأهواء والبدع» من الجهمية والرافضة والمعتزلة والخوارج والمرجئة وغيرِهم. لذلك لما سُئل الإمام مالك -رحمه الله- مَن أهلُ السُّنَّة؟ قال: «أهل السُّنَّة الذين ليس لهم لقب يعرفون به لا جهمي ولا قدري ولا رافضي»(١٧- «الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء» لابن عبد البر: (35)، «ترتيب المدارك» للقاضي عياض: (1/172))، ومراده -رحمه الله- أنّ أهل السُّنَّة التزموا الأصلَ الذي كان عليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه، وبقوا متمسّكين بوصيّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من غير انتساب إلى شخص أو جماعة، ومن هنا يُعلم أنّ سبب التسمية إنما نشأ بعد الفتنة عند بداية ظهور الفِرق الدينية ليتميّز أهلُ الحقّ من أهل الباطل والضلال، وقد أشار ابنُ سيرين -رحمه الله- إلى هذا المعنى بقوله: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعتِ الفتنةُ، قالوا: سمّوا لنا رجالَكم، فيُنظَرُ إلى أهل السُّنَّة فيؤخذ حديثُهم، ويُنظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثُهم»(١٨- رواه مسلم في «مقدمة صحيحه»: (84)، والدارمي في «سننه»: (422))، هذا الأمر الذي دعا العلماءَ الأثباتَ والأئمّةَ الفحولَ إلى تجريد أنفسهم لترتيب الأصول العظمى والقواعدِ الكبرى للاتجاه السلفي والمعتقد القرآني، ومن ثمَّ نسبته إلى السلف الصالح لحسم البدعة، وقطع طريق كلّ مبتدع. قال الأوزاعي -رحمه الله-: «اصبر نفسك على السنّة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكفّ عمّا كَفُّوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم»(١٩- «الشريعة» للآجري: (58)).
هذا، والسلفية إذ تحارب البدعَ والتعصّبَ المذهبيَّ والتفرّقَ إنما تتشدّد في الحقّ والأخذ بعزائم الأمور والاستنان بالسنن وإحياء المهجورة منها، فهي تؤمن بأنّ الإسلامَ كُلَّه حقٌّ لا بـاطل فيه، وصِدق لا كذب فيه، وَجِدٌّ لا هزل فيه، ولُبٌّ لا قشورَ فيه، بل أحكامُ الشرع وهديُه وأخلاقُه وآدابُه كلُّها من الإسلام سواء مبانيه وأركانه أو مظاهره من: تقصير الثوب وإطالة اللحية والسواك والجلباب، ونحو ذلك كلّها من الدِّين، والله تعالى يأمرنا بخصال الإسلام جميعًا وينهانا عن سلوك طريق الشيطان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ [البقرة: 208]، وقد ذمَّ الله تعالى بني إسرائيلَ الذين التزموا ببعض ما أُمروا به دون البعض بقوله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ [البقرة: 85]. والحكم المسبق على المعيّن بدخول النار والمنعِ من دخول الجنة بتركه للهدي الظاهري للإسلام ليس من عقيدة أهل السنة لكونه حكمًا عينيًّا استأثر الله به، لا يشاركه فيه غيره، وقد بين الله سبحانه وتعالى أنّ استحقاق الجنة ودخولها إنما يكمن في إخلاص العبادة لله سبحانه واتباع نبيه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وقد ذمَّ الله تعالى مقالة أهل الكتاب في قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 111-112]،
فالسلفيةُ لا تهوِّن من شأن السنّة مهما كانت، فلا تهدر من الشرع شيئًا ولا تهمل أحكامَه، بل تعمل على المحافظة على جميع شرعه: علمًا وعملاً ودعوةً قَصْدَ بيانِ الحقّ وإصلاحِ الفساد، وقد أخبر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عن الغرباء: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ»(٢٠- أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه أبو عمرو الداني في «الفتن»: (25/1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني «السلسلة الصحيحة»: (3/267)).
والسلفيةُ ليست بدعوةٍ مُفرِّقة، وإنما دعوة تهدف إلى وحدة المسلمين على التوحيد الخالص، والاجتماع على متابعة الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والتزكيةِ بالأخلاق الحسنة، والتحلي بالخصال الحميدة، والصدعِ بالحقّ وبيانِه بالحجّة والبرهان، قال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: 29]، فقد كان من نتائج المنهج السلفي: اتحاد كلمة أهل السُّنَّة والجماعة بتوحيد ربهم، واجتماعهم باتباع نبيِّهم، واتفاقهم في مسائل الاعتقاد وأبوابه قولاً واحدًا لا يختلف مهما تباعدت عنهم الأمكنة واختلفت عنهم الأزمنة، ويتعاونون مع غيرهم بالتعاون الشرعي الأخوي المبني على البرّ والتقوى والمنضبط بالكتاب والحكمة.
هذا، والسلفية تتبع رسولها في الصدع بكلمة الحقّ ودعوة الناس إلى الدين الحقّ، قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44]، والبقاء في البيوت والمساجد من غير تعليم ولا دعوة إخلالٌ ظاهر بواجب الأمانة وتبليغ رسالات الله، وإيصال الخير إلى الناس، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران: 187]، فيجب على الداعية أن يدعو إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على علم ويقين وبرهانٍ على نحو ما دعا إليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، والعلم إذا لم يَصْحَبْهُ تصديقٌ ولم يؤازِرْهُ عملٌ وتَقْوَى لا يُسَمَّى بصيرةً، فأهلُ البصيرةِ هم أولوا الألباب كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 18].
ومن منطلق الدعوة إلى الإسلام المصفّى من العوائد والبدع والمحدَثات والمنكرات كان الانتساب إلى «أهل السُّـنَّة والجماعة» أو «السلفية» عِزًّا وشَرَفًا ورمزًا للافتخار وعلامةً على العدالة في الاعتقاد، خاصّةً إذا تجسّد بالعمل الصحيح المؤيَّد بالكتاب والسنّة، لكونها منهج الإسلام في الوحدة والإصلاح والتربية، وإنما العيب والذّمُّ في مخالفة اعتقاد مذهب السلف الصالح، في أي أصل من الأصول، لذلك لم يكن الانتساب إلى السلف بدعةً لفظيةً أو اصطلاحًا كلاميًّا لكنه حقيقة شرعية ذات مدلول محدّد..
وأخيرًا؛ فالسلف الصالح هم صفوة الأمّة وخيرها، وأشدّ الناس فرحًا بسنّة نبيّهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأقواهم استشعارًا بنعمة الإسلام وهدايته التي منَّ الله بها عليهم، متمثلين لأمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ، قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 57-58]، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «الفرح بالعلم والإيمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه، ومحبّته له، وإيثاره له على غيره، فإذا فرح العبد بالشيء عند حصوله له على قدر محبّته له ورغبته فيه، فمن ليس له رغبة في الشيء لا يفرحه حصوله له، ولا يحزنه فواتُه، فالفرح تابع للمحبة والرغبة»(٢١- «مدارج السالكين» لابن القيم: (3/158)).
نسأل الله أن يُعزَّ أولياءَه، ويُذِلَّ أعداءَه، ويهديَنا للحقِّ، ويرزقَنا حقَّ العِلم وخيرَه وصوابَ العمل وحُسنَه، فهو حَسْبُنَا ونعم الوكيل، وعليه الاتكال في الحال والمآل، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.


الجزائر في: 11 جمادى الأولى 1428ﻫ

الموافق ﻟ: 28 ماي 2007م









قديم 2012-03-16, 11:17   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
مجرد أثنى ـآ
عضو جديد
 
الصورة الرمزية مجرد أثنى ـآ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك

جزاك الله خيرا










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
ليست, السلفية, حركة, حسبا, ولاتيارا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc