خطبة العيد الأضحى بمصلى العيد بالقرارة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خطبة العيد الأضحى بمصلى العيد بالقرارة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-21, 18:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبوربيع الجزائري
عضو جديد
 
إحصائية العضو










New1 خطبة العيد الأضحى بمصلى العيد بالقرارة


خطبة العيد الأضحى بمصلى العيد بالقرارة




خطبة العيدالأضحى المبارك بمصلى بلدة القرارة تركت أثرا طيبا وصدى واسعا لدى الأهالي والمشايخ والمثقفين ولتعميم الفائدة رأيت أن انقلها للإخوة بارك الله فيهم والخطيب هو الأستاذ :الشيخ بالحاج عيسى بن الشيخ محمد شفاه الله اوهو خطيب الجمعة بمسجد العتيق ومن مشايخ القرارة وعضو حلقة العزابة ومحقق تفسير المرحوم الشيخ بيوض ومن السواعد بمعهد الحياة تابعوا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيـم بسم الله الرحمـن الرحيــم
﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَـبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبرُ كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، الله أكبرُ ﴿ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَاتُونَ أَفْوَاجًا وَفُتِّحَتِ السَّمَآءُ فَكَانَتَ اَبْوَابًا ﴾ الله أكبرُ ﴿ يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا ﴾ الله أكبرُ ﴿ يَوْمَ يَاتِي لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ اِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴾ الله أكبرُ يوم تزلف الجنة للمتقين غير بعيد، الله أكبرُ يوم يقال لجهنَّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد، الله أكبرُ ما ارتفعت أصوات الحجيج بالتَّلبية في شعاب مكة وعجَّت، الله أكبرُ ما سالت دماء القرابين في فجاج بكة وثجَّت، الله أكبرُ ما احتشدت جموع المتقين في عرفات يرجون واسع مغفرة الواحد الديَّان، الله أكبرُ ما ازدحم البيت العتيق بالطائفين يطرقون باب فضل الواسع المنان، نحمدك اللَّهم أنت الواحدُ الأحد، الفردُ الصَّمد على سابغ نعمك، ونشكر لك اللَّهم أنت فاطر الأكوان على جامع مننك، ونقدِّس لك اللَّهم أنت بارئ الإنس والجان على واسع فضلك.
الله أكبر تكبيراً لعزَّتــه كمـا يحبُّ ويرضى اللهُ للهِ
الله أكبر تكبيراً بما جمعت صفاتُه من سمات القدس للهِ
الله أكبر تكبيراً بما سفرت أسماؤه من عظيم القدر للهِ
الله أكبر تكبيراً بما نطقت أفعالُه من كمال الكبر للهِ
الله أكبر إعظاما لرتبتـه تعاظمت كلَّ شيء رتبةُ اللهِ
نحمدك اللَّهم حمدًا يليق بـجلال وجهك، وعظيم سلطانك، وجميل إحسانك، في هذا اليوم المشهود، وفي هذا المقام المحمود، وقد برز المؤمنون في خشوع آمِّين المصلَّيات، وخرجوا صافِّين لمناجاة المعبود ربِّ الكائنات، دامعةً عيونهم، خاشعةً أبصارهم، ضارعةً قلوبهم، مسفرةً وجوههم، لاهجةً ألسنتُهم بالحمد والثناء للكبير المتعال، وظلالهم فيها بالغدو والآصال، الله أكبرُ الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبرُ ولله الحمد، تسابيحُ تؤوِّب معها الطير والجبال، وتراتيلُ ترجِّع صداها السِّكك والتِّلال ﴿ نَحْنُ أَنصَارُ اللهِ ءَامَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ. ﴾ وصلِّ اللهمَّ وسلِّم على من أرسلته شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا اِلَى اللَّهِ بِإِذْنِك وَسِرَاجًا مُّنِيرًا، وعلى آل بيته الأبرار الذين أردت أن تذهب عنهم الرجس وتطَهِّرَهمْ تَطْهِيرًا، وعلى صحبه الأخيار الذين اصطفيتهم لنبيئك عُدَّة ونصيرًا، وعلى من اهتدى راشدًا بهدي أفضل رسلك، واقتفى قاصدًا سنة أكمل خلقك، واستقام على الصراط وكان بعبادة ربِّه بصيرا.
الله أكبرُ الله أكبر الله أكبر، أيُّها الإخوة المؤمنون، سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُـقْـبَى الدَّارِ، أوصيكم ونفسي بأن تتَّقوا الله حقَّ تقاته فلا تموتنَّ إلاَّ وأنتم مسلمون، وَأن تقُولُوا ﴿ ءَامَنَّا بِالذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ فإنَّه من عاش تقيًّا عاش قويًّا، ومن تدثَّر بلباس التقوى عاش حياته الأقوى.
أمَّا بعد، فهذا يومُ العيد الأكبر الذي تكبر فيه النُّفوس وهي لربِّها ذليلة، وهذا يومُ عيد النحر الذي تُنحر فيه الشهوات على مذبح الفضيلة، وهذا يومُ عيد الأضحى الذي يُضحِّي فيه مخلضًا من يبتغي إلى ربِّه الوسيلة، يومٌ تصفو فيه النفوس الزكية قربة من الله، ويومٌ تهفو فيه القلوب المطمئنة محبَّة لله، ويومٌ تبلى فيه سرائر العباد تائبة إلى الله.
فما أجملها لحظاتٍ نقضيها في هذا المصلَّى الطَّاهر، الذي تظلنا فيه شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، تنبت بالدهن وصبغ للآكلين، وما أعبرها ومضاتٍ نجنيها في هذا الزمان الغامر ونحن نقتبس من سنا الإله نورًا يسعى بين أيدينا وبأيماننا ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ، ﴾ وما أعجب الصدف أن يلتئم هذا الجمع المهيب في هذا البراح الفسيح من هذا البلد الأمين، بين سرح ممرد يتعلَّم في رحابه الأبناء الأحداث، وبين ربع مجرَّد يتنعم في رياضه الآباء وقد طوتهم الأجداث، مفارقة في الأمر عجيبة، وعِبرة لكلِّ نفس أريبة، فذاك يمثِّل الأمل المنشود، وهذا يدلِّلُّ على الأجل المحدود، وذاك يجعل المرء يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا، وهذا يحمل المرء على أن يعمل لآخرته كأنَّه يموت غدا. فتلك قصورهم وهذه قبورهم، سنة لله في خلقه قائمة، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنَّة الله تحويلا.
اللَهُ أَكبَرُ كَم لِلعيدِ مِن طَرَبٍ وَكَم لَهُ مِن هَوىً في أَنفُسِ البَشَرِ
راقَت لَياليهِ في صَفوٍ وَفي مَرَحٍ وَفي اِستِماعِ الهُدى وَالذِكرِ وَالسَمَرِ
أي شباب الإسلام، ما أحوجك وأنت تعيش زمان الغربة الذي تكالبت فيه قوى الرذيلة، مكشِّرةً أنيابَها تبتغي افتراس ما تبقى من أوصال الفضيلة، وتقاربت فيه فئات البغي مبرزةً مخالبها تريد الإجهاز على معاقل الإيمان بكلِّ وسيلة، ما أحوجَك وأنت تصارع متاهات الحياة الدنيا وقد ﴿ أَخَذَتِ الاَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيـَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنـَّهُمْ قَادِرُونَ عليها ﴾ ما أحوجك وأنت ترى كيف فتح الله تعالى أبواب كلَّ شيء على من قست قلوبهم، حتىَّ ليكاد الشكُّ يتسرَّب إلى قلبك فيفسد عليك دينَك، ما أحوجك إلى أن تعود بعميق فكرك، ويقين صدرك لاستعراض تاريخِ حدثٍ مهيبٍ دارت فصوله في مثل هذه الأيام في منظر رهيب، وجرت وقائعه بواد غير ذي زرع عند بيت الله المحرَّم في مظهر عجيب، فتقتبسَ من بطلي ذلك المشهد الخالد الذي قدَّره ربُّ العباد، الوالد إبراهيم الخليل، والولد إسماعيل الحليم، ما يجعلك تطمئن قلبًا، وتسكن نفسًا، وترتاح بالاً، رغم ما تعانيه من قهر العدا، وغلبة الكفر، وبطش العصاة، وتقلُّب الأهواء، فتنظرَ ماذا قدَّمت امتثالا لأمر ربِّك، وماذا تركت طلبًا لمرضاة من يحبُّك، ما يجعلك تستمسكُ بعروة الله الوثقى، وتستعصمُ بحبل الله المتين، فهذا الخليل إبراهيم قد قرَّب لربِّه قربانًا فلذة كبده، وحيدَه إسماعيل الذي بلغ معه السعي على كبره، مؤثرًا مرضاة ربِّه على حرقة قلبه، وهذا الحليم إسماعيل الذي يستقبل الدنيا غلاما زكيًّا، يقدِّم رقبته للذَّبح طاعة لله رضيًّا، ويضطجع على شقه الأيمن ملبِّيا نداء ربِّه نجيًّا، وتلك لعمري النهاية في التضحية، وذلك وأيم الله هو البلاء المبين، فاستحقَّ الوالدُ النصوحُ والولد الصبوحُ ذلكم النداء الكريم من المولى الولي الرحيم ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَّا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَالِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلآَؤُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الاَخِرِينَ سَلاَمٌ عَلَىآ إِبْرَاهِيمَ كَذَالِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُومِنِينَ، ﴾ فغدا الأب إبراهيم مثلا للتضحية لكلِّ والد حنون، وغدا الابن إسماعيل مثلا للتلبية لكلِّ ولد أمين.
فماذا قدَّمت أنت أيُّها المسلم طلبًا لمرضاة مولاك، وبماذا ضحَّيت أخي المؤمن أملاً في مناداة من يتولاَّك؟ أم تراك قد أطعت من أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه فكان أمره فرطا، أم تراك قد مددت عينيك إلى ما متع الله به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا، أم تراك قد آثرت إشباع شهوةٍ زائلةٍ في دار الهوان، عن متعة دائمة دار الحيوان، أم تراك قد خامرك شكُّ في كون كلِّ نفس بما كسبت رهينة، أم تراك لم تصدق بأنَّ عليك كاتبين عن اليمين و عن الشمال قعيد، أم تراك انخدعت بأطماع من يستعصم بأماني حديث البطاقة، أم تراك اغتررت بأمالي من يستمسك بأحابيل الشفاعة، أم تراك قد ضمنت لنفسك في الزبر براءة؟ فما لك والخمرَ تحتسيه، وما لك والفسقَ تأتيه، ومالك والرِّبا تقتنيه، وما لك والفجورَ تجتنيه، وما لك واللَّهوَ تبتغيه، وما لك والعارَ ترتديه، وما لك والبونَ عن الصراط ترتضيه، وما لك وسوءَ الخلق تكتسيه، ومالك والترفَ تعتليه، ومالك وتقليدَ الغرب تقتديه، ومالك ومالك... فما قدَّمت فيما قدَّموا، وأين ما ضحَّيت فيما ضحوا، حتى تفوز بما فازوا، وتحظى بما حُظوا؟ إنَّه لم يطلب منك أن تقرِّب فلذة كبدك، ولا أن تقدِّم للذَّبح رقبتك، إنَّه لم يُطلب منك سوى تركِ منكرات من القول، واجتناب موبقات من الفعل، كي لا تضلَّ ولا تشقى. ﴿ وَالاَخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىا وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾
الله أكبرُ الله أكبر، اللهُ أكبر، الأمانةَ الأمانةَ معشر المؤمنين والصلاةَ الصلاةَ معشر المسلمين، لقد ضاقت النُّفوس ذرعًا بما نسمع من أكل الأمانات، والتَّهاون بالصلوات، فعن ابْنَ مَسْعُودٍ t قال: إِنَّ أَوَّلَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانةُ،وَآخَرَ مَا يَبْقَى مِنْ دِينِكُمُ الصَّلاةُ، وَلَيُصَلِّيَنَّ قَوْمٌ لا دِينَ لَهُمْ، وَلَيُنْتَزَعَنَّ الْقُرْآَنُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلَسْنَا نَقْرَأُ الْقُرْآَنَ وَقَدْ أَثْبَتْنَاهُ فِي مَصَاحِفِنَا؟ قَالَ: يُسْرَى عَلَى الْقُرْآَنِ لَيْلا فَيُذْهَبُ بِهِ مِنْ أَجْوَافِ الرِّجَالِ فَلا يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ شَيْءٌ.
والتَّرف التَّرف معشر السامعين، فإنَّ التَّرف يهدي إلى التلف، والتلف يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النَّار، لقد بدت بوادره عيانا على الذين ظلموا أنفسهم، في المساكن الضخمة، والقصور الفخمة، والسيارات الفارهة، والمجاهرة بالمعصية، والإنفاق في سبل الشيطان، ومعاكسة النساء في الطرقات، وورود الحانات والخمارات، وفي مظهر البطر والأشر، وفي التَّعدِّي على محارم الله، ونعوذ بالله من سوابق الشقاء، ومن الخذلان في دار البقاء ﴿ أَفَرَآيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ مَآ أَغْنَىا عَنْهُم مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ﴾
فيا أهل مَعاصي الله لا تَغتَرُّوا بِطُول حِلْم الله واحْذَروا أسَفَه، فَإِنَّهُ قال:﴿ فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمُ, أَجْمَعِينَ. ﴾ ﴿ وَلاَ يَزَالُ الذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ اَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىا يَاتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ، ﴾ وهذا ما تشاهدونه بأم أعينكم ممَّا يقع دراكًا في ربوع الدنيا، من غرق وحرق، وزلزال وخسف، ومرض وفقر، وفتنة وحرب، وغلاء ووباء، ﴿ فَكُلاًّ اَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنَ اَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنَ اَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الاَرْضَ وَمِنْهُم مَّنَ اَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ. ﴾ وإياك ومحقِّرات الذُّنوب فإنَّها أفظع الخطوب، فعن ابن عباس t: أنَّ رسول الله e خطب الناس في منى يوم حجَّة الوداع فقال: أيُّها الناس إنَّ الشيطان قد يئس بأن يعبد بأرضكم، ولكنَّه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك ممَّا تحتقرون من أعمالكم، فاحذروا على دينكم محقرات الأعمال، أيُّها النَّاس إنِّي قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلُّوا أبدًا كتاب الله، وسنة نبيه e. فثب إلى رشدك يا شباب، وعد راشدا إلى جادة الصواب، وابتغ عند مولاك زلفىً وحسن مآب. ﴿وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلآَ أَوْلاَدُكُم بِالتيِّ تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىآ إِلاَّ مَنَ ـ امَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءَامِنُونَ وَالذِينَ يَسْعَوْنَ فِي ءَايَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ.﴾
الله أكبرُ الله أكبر، الله أكبر، معاشر الشباب المصون ليكن لكم في هذا العيد السعيد ذكرى، وليكن لكم في لباسكم الجديد عبرة، وليكن لكم في هذا الأمن المديد فكرة، ألا ما أشقى الحياةَ إذا الخوف كان فيها ولو بمقدار ذرَّة، وما أشد إضرام النار ولو بقيت تحت الرماد جمرة، فما النار في الفتيلة بأسرع من التعادي في القبيلة، فاللهَ اللهَ في أمن البلد، واللهَ اللهَ في سلم إلى الأبد، فإذا سألتم الله أيُّها الناس فاسألوه العافية، فارجعوا البصر فيما حولكم من القرى تجدوا خوفا قد استشرى، وارجعوا البصر كرتين فيمن حولكم من الأقوام تجدوا ظلمًا قد استمرى، لقد حيزت عنهم الدنيا بحذافيرها، فلا المرء في سربه آمن، ولا هو لعرضه صائن، ولا هو لقوت يومه ضامن، ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا ءَامِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمُ, أَفَبِالْبَاطِلِ يُومِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ﴾ فاحذروا معاشر بني قومي الأباة عاقبة كفر النعم فإنها الوبال، على البلد والمال والعيال ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيـَةً كَانَتَ ـ امِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَاتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾.
الله أكبرُ الله أكبر الله أكبر، شبابَ البلاد المجيد، يا حماةَ تراث الأجداد الفريد، اللهَ اللهَ في كلمة التوحيد، واللهَ اللهَ في وحدة الكلمة، ألا فلتعلموا ﴿ أِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنـَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ﴾ فاعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ فالوحدةُ قوَّةٌ وبنيان، والفرقةُ ضعفٌ وهوان. ألا فلنلتفَّ حول صومعة المسجد فإنَّه منها لا من غيرها يرتفع نداء الحقِّ صادعا للواحد الأحد، وما رفعت بيوت الله إلاَّ لتلُمَّ شعث المسلمين، وتوحِّد كلمة المؤمنين، ولا يعمر المساجد إلا من يقتفى أثر الصالحين، ويريد أن يكون من المهتدين، ﴿إِنـَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنَ-امَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَىآ أُولَئِكَ أَن يـَّكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ ولا يهجر المساجد إلاَّ من اتَّبع سبل الشياطين، أو أراد أن يكون من المفتنين، ﴿وَمَنَ اَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُّذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىا فِي خَرَابِهَآ، أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمُ, أَنْ يَّدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ لَهُمْ فيِ الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فيِ الاَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ وما أكثر أسبابَ الفرقة التيِّ أبعدت بالأمة الشقة، وما أكبر دواعي الخلف وقد صارت على البلاد عبءًا ومشقَّة، في هذا الزمان الذي تقطَّعت فيه الأمة زبرًا كلُّ حزب بما لديهم فرحون، فتجلَّت فيه دولة الأنانية، وعلت فيه راية المصلحة الآنية، وتهافتت فيه الأصاغر لاقتناص مكان الأكابر عاتية، فكان كما قال شاعر حكيم
تصدرت الصغار بكلِّ نـاد و سادت في الكبار بلا سـدادِ
و قد آل الصلاح إلى فساد فمن يَثني الأصاغرَ عن مــرادِ
إذا جلس الأكابر في الــزوايا
تساوى الناس من ناقص وعالِ وذو نَقص يُعدُّ كذي كمــالِ
فزر يا موت أرباب المعالــي إذا استوت الأسافـل والأعالـي
فقد طابت منادمة المنــايــا
فيا معشر بني قومي الأباة أجمعوا أمركم في أولي الأمر منكم، واحزموا ثقتكم في من بهم وثقتم، في المجالس والحلقات، في العشائر والجمعيات، عضُوا عليها بالنواجد، وافتُلوا لحمايتها السواعد، وزيِّنوا لخدمتها المقاصد، واقعُدوا للذَّوذ عنها المراصد، وطهِّروا لتغذيتها الموارد، تجنبوا العنف، واتركوا الخلف، ووطدوا الحلف، فإنَّما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وإنَّ وطأة الفرقة على الأمة قاسية، وسفينة الوئام على الشاطئ لا محالة راسية.
الله أكبرُ الله أكبر، الله أكبر أبناءَنا الشبابَ العاملين، ويا من في جهات الأرض يضربون، ويا من لفضل الله من خبايا الرزق يبتغون، اللهَ اللهَ في الكسب الحلال، فإن الدِّين قد رقَّ في القلوب وهزل، و إنَّ الحرام اليوم قد طمَّ في النفوس وبزل، لقد تعدَّدت طرقه، وتردَّدت فرقه، وتشابكت سبله، وتشابهت حيله، غشَّا ورشوة وخديعة، واحتكارا وأكلا للوديعة، وأخذا للربا صراحة أو بخديعة، طلبا للربح السريع، أو دفعا للفقر وإنه لبئس الضجيع، أو دسًّا له في كل أمر فظيع، أو تبذيرًا له في كلِّ فسق شنيع، و لكنَّها بئست العاقبة يا حسرتاه، ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نـَّاصِبَةٌ تَصْلَىا نَارًا حَامِيَةً تُسْقَىا مِنْ عَيْنٍ ءَانِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ اِلاَّ مِن ضَرِيعٍ لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ ﴾ واعلموا أنَّ الكسب الحرام حاجب للدعاء، ومانع بركات ربِّ السَّماء، يا أنسُ أطب مكسبك تُستجبْ دعوتُك، إنَّ الرجل ليدفع باللُّقمة إلى فيه من حرام فما تستجاب له دعوة أربعين يومًا، وكلُّ لحم نبت من سحت فالنار أولى به، كذا قال المصطفى عليه السلام و هو أصدق خلق الله، وأعظمهم حلما. فيا أحباءنا الكرماء نقُّوا الحياض، ونظِّفوا التُّرع، وطهِّروا المياه، واتَّقوا المسارب تصف لكم المشارب، ﴿قُل لاَّ يَسْتَوي الْخَبِيثُ وَالطَّـيِّبُ وَلَوَ اَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللهَ يَآ أُوْلِي الاَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون. وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبـِّهِ وَالذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَالِكَ نُصَرِّفُ الاَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ﴾
الله أكبرُ الله أكبر الله أكبر معشر السامعين والسامعات اللهَ اللهَ في النساء وما ملكت اليمين، تلكم آخر وصيَّةٍ أوصى بها الحبيب أمَّته وهو يصعِّد زفرات الموت مغادرا دار البلاء إلى دار الجزاء، وصيةٌ ما أعظمها من وصية، إنها الفتنة والبلية، إنها الصلاح في البنية أو الفساد في الذرية، إنها الدمار للبرية أو الفخار للبشرية، وصدق المصطفى عليه أزكى التحيَّة إذ قال: ما تركتُ بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء. لقد تفجَّرت ينابيع الأهواء لمَّا طغت النساء في البلاد فأكثرت فيه الفساد، وراحت تغمر كلَّ واد، و تعمر كلَّ ناد، وتشدو مع كلِّ شاد، وتزاحم الرجال بدعوى المساواة في كلِّ مجال، مؤثرة الخروج لامتهان مختلف الأعمال، عن القرار في الرحال لتنشئة صالح الأجيال، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيـِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىا يُغَيـِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ, وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِنْ وَّالٍ ﴾ فيا شباب الإسلام المؤمن حاذر أن تُرديَ بابنتك في مراتعَ قد لا تقدر على أن تسلم منها بحال، وإيَّاك أن توديَ بابنتك إلى مرابعَ قد لا تقوى على أن تنجوَ منها من غضب شديد المحال؛ فالسلامةُ كلُّ السلامة في ترك السباحة إذا رفعت الرايات الحمراء، فإن البحر عميق، والعوم خطير، والهلاك محقق، فاجتنبوا أماكن الاختلاط، واتركوا مواطن الإحباط، واتقوا موارد الريب، واحذروا مواقع الكُرب، ولقد طغت على الأخلاق وسائل الإعلام بفجورها، وحامت على الحمى أسباب الاتصال بأخطارها، فقرَّبت البعيد، ويسَّرت المحظور لمن يريد، فتدثروا بدثار الحياء فإنَّ الحياء من الإيمان، وإنَّ لكلِّ دين خلق وخلق الإسلام الحياء.
فلا وأبيك ما في العيش خير ولا الدُّنيا إذا ذهب الحيـاء
يعيش المرء ما استحيـا بخير و يبقى العود ما بقي اللحاء
فحافظوا على سلامة الأعراض فإنها أثمن الأغراض، فيا نساء المؤمنين لستنَّ كأحد من النساء إن اتقيتن، ويا شباب المسلمين أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ و ﴿ يَآ أَيـُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلآَئِـكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُومَرُونَ.﴾
الله أكبر الله أكبر الله أكبر معاشر الإخوة المؤمنين لا ينبغي لنا ونحن نتفيأ ظلال فرحة العيد، ونتنسم نسمة الفجر السعيد، ونلبس أفخر ثوب جديد، ونتشهى أكل الطعام اللَّذيذ أن ننسى إخوانا لنا مستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، ركنت بهم الزوايا، وطمَّت بهم البلايا، وحلَّت عليهم المنايا، تحت وقع المدرَّعات، وقصف الطائرات، وجحيم المتفجرات، وآلام المعتقلات، وشبح الفقر، وظلمة الجهل، ونذر المرض، أن نمدَّ لهم يد العون ما وسعنا إلى ذلك سبيل، ونشركهم عيدنا ولو بنزر قليل، فنبادلَهم فرحتنا بدعاء صادق عن ظهر الغيب، فنسأل الله تعالى الحليم الوهاب أن يستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وأن يبدلهم بعد خوفهم أمنا، ومن بعد فقرهم غنى، ومن بعد ظلمتهم سنا، كما نسأل العزيز القهار أن يهلك عدوهم فيأخذهم أخذة رابية، ويديل دولتهم فلا ترى لهم من باقية. عن عبدالله ابن أبي أوفى قال: خرج رسول الله e ذات يوم فإذا هو بصبي يبكي، فقال: يا عمر ضمَّ الصبي فإنَّه ضالُّ، فجاءت أمُّه فأخذتْ ابنها فجعلت تضمُّه إليها وترشفه وتبكي، فقال النبي e أترون هذه رحيمة بولدها؟ فقالوا نعم، فقال: والله لله أرحم بالمسلمين من هذه بولدها. فعيد مبارك سعيد، وعمر في الطاعة مديد، ورضوان من المولى ما نبغي عنه من مزيد، وكل عام وأنتم بخير جديد.
فاللهمَّ زدنا ولا تنقصنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا ثوثر علينا، وعافنا واعف عنَّا، وأرضنا وارض عنَّا يا أرحم الراحمين. اللهمَّ آمن روعتنا، واستر عوراتنا، اللَّهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا، نعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا. اللهمَّ إنا نسألك الأمن في البلد، والسلامة في الجسد والصلاح في الولد، اللهمَّ اجعل بلدنا آمنا سخاء مطمئنا رخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهمَّ إنَّا نسألك نفوسًا مطمئنة تومن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك وتصبر على بلائك. اللهمَّ إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحوُّل عافيتك ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك.اللهمَّ اهد شبابنا، وأصلح نساءنا، ويسر أمورنا، ووفق ولاة أمورنا، اللهمَّ اشف مرضانا وارحم موتانا، اللهمَّ أحفظ الحجاج الميامين في جوار بلدك الأمين، وفي صحبة نبيئك الأمين، اللهمَّ أشركنا في صادق دعائهم، وخالص أعمالهم، وردَّهم إلى ذويهم سالمين غانمين. اللهمَّ اكتب للمسافرين السلامة من العاهات والمخافات في طرق عودتهم إلى مراكز أعمالهم ومواطن إقامتهم، اللهمَّ اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهمَّ إنا نستغفرك استغفارا فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهمَّ انصر الإسلام والمسلمين، وأخذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداءك أعداء الدين. ﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً اِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ ﴾. ﴿ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَآ إِنـَّكَ عَلَىا كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾. ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيـَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ، وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الذِينَ سَبَقُونَا بِالاِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ آمين آمين.
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلآَئِـكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيءِ يَآ أَيـُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليما. ﴿ سُبْحَانَ رَبـِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ والحمد لله ربِّ العالمين.
خطبــة عيد الأضحى المبـارك
الثلاثاء 10 ذوالحجة هـ الموافق 16 نوفمبر 2010م
الأستاذ :عيسى بن محمد بن الشيخ محمد الشيخ بالحاج




الشيخ عيسى الشيخ بالحاج هذا الخطيب المصقع مهندس التشريفات ومعه رئيس جمعية الحياة الشيخ شريفي بالحاج نجل المرحوم الإمام الشيخ عدون والكل يسعى إلى نجاح الزيارة الاخيرة لمفتي السلطنة للجزائر والمشهد يمثل معهد الحياة الجديد خطى سريعة مع ضيف القرارة السماحة ويبدو محقق تفسير الإمام بيوض وسبويه معهد الحياة منهمك جدا حيث لا مجال للإرتجال تحية يابطل ومن شابه أباه ماظلم


المرحوم أب المشاريع وعميد التجار الميزابيين السيد يحي ألجون يمسك بيد أب الدعاة ـ نجم برايم الاخير فرسان القرآن ـ ومرجعية التاريخ لدى إباضية المشارقة والمغاربة الشيخ الناصر مرموري بارك الله في أنفاسه والمشهد إلى مصلى العيد والإنطلاق من مسجد العتيق مشهد لايوجد نظيره في العالم باسره.....هنيئا للحبيبة القرارة الغالية


الكل إلى مصلى العيد ازقة ضيقة ولكن الدقة في التنظيم سر نجاح تلك المسيرة وذاك التجمع الرائع الذي يؤي إليه أبناء هذه القرية القرآنية من كل ديار الغربة ومن آلاف الكليوميترا ت حيث لالون ولاطعم ولا بهجة للعيد إلا في القرارة هكذا يقول شباب القرارة..


معهد الحياة ... مكسب للجزائر وللعالم الإسلامي

وإذا ذكرنا معهد الحياة لابد من ذكر الاديب والشاعر الإسلامي الكبير د. محمد ناصر

حلقة العزابة صبيحة عيد الفطر المبارك....بمسجد العتيق بالقرارة

اخيرا ووراء هذه البلدة الطيبة وهذا الزخم الحضاري والإرث الإجتماعي الادبي الثقافي وهذا الجمال الأب الروحي للإصلاح بالجنوب الجزائري الإمام الزعيم المرحوم الشيخ إبراهيم بيوض..إن إبراهيم كان أمة



إبتسامة تبوح بأسرار المدينة الساحرة...وليس بسر ان الوفاء والإباء والكرم والمكارم من خصالها.... في طياتها إيمان وجمال وقبس من نور ...تبوح باشراق بلدة بكاملها هي الحبيبة القرارة الغالية يحملهاالشيخ عدون بأفراحها وهمومها ومتاعبها في أنفاسه الطاهرة ....عدوننا أقسم ... لولاك ماعشقت القرارة.... طيفك يحاصرني كلما ذكر المعهد ودادي بالحاج ودار البعثات .... أرمقه يجوب أروقة معهدنا الشامخ وسحن عتيقها ومحاريبها وفضاءاتها ـ مدرسة الحياة والمعهد ـ كلما زرت القرارة حنين وذكريات...فأنت الحنين إلى بلدة شاء القدر ان اهزم صريعا على عتبات النقاء أتوسل الدفء والحب والوفاء وكان رحيلك ذات رمضان رحيلا وبكاء ودموعا وحرقة وأشياء اخرى فلامعنى أن أبقى بين أصوارها وروحك سارت للعلا بعد أن ضاقت بفوضانا رحلت يا جبل وحكايتي لم تنتهي .... عجلت الرحيل إلىمسقط رأسي ولعل القدر شاء ان أكون غرداويا فكم تمنيت أن لا أكون كذلك فراقك عدوننا ليس عاديا لازالت صدمته لوعة وحرقة تسكنني فكيف انساك أبي وانت الأب الحاني والسفيرلقريتك الهادئة... باعالي العاصمة كان اللقاء الاخير ومن المهندسين بالقاهرة كانت المكالمة الاخيرة... إبتسامتك أسرت القلوب وسلبت الأفئدة وحاكت ذات ليلة مقمرة البدر.... ومن قال أن لوحة موناليزا تحاكي لوحة أبي الروحي عدون فقد صبأ...








 


قديم 2010-11-21, 18:40   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
moustapha
مشرف سابق - صديق المنتدى
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك الاخ ابا ربيع وجزاك الله خيرا على نقلك لهذه الخطبة القيمة المفيدة .....










قديم 2010-11-21, 18:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فريدرامي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية فريدرامي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء










قديم 2010-11-21, 18:58   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الامام الغزالي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية الامام الغزالي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خطبة جميلة تنبئ عن قوة الخطابة في ربوع وطننا العزيز










قديم 2010-11-21, 19:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
حسن بدر الدين
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي










 

الكلمات الدلالية (Tags)
tags


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc