السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
===================================
الجُزء الثاني
الدعم اللوجيستي
الفصل الاول : الدعم اللوجستي
المبحث الاول:الدعم العسكري.
ان المنطق،والامانة التاريخية تحتم علينا ان نعترف بالدور العظيم الذي قامت به الحكومة المصرية في تلبية نداء المجاهدين الجزائريين بالسلاح، وهذا الالحاح لمطلب السلاح تميز عن غيره من المطالب لانه كانت توجد اصوات غيرجزائرية داخل المكتب المغرب العربي،تطلب بالمال قبل السلاح،وتيقن جمال عبد الناصرالذي قاتل ببسالة في فلسطين و ذاق مرارة حصار الفلوجة فيها سبب رداءة الاسلحة،وندرة الذخيرة تيقن بحسه الثوري ان هؤلاء الجزائريين هم الصادقون في مطلبهم من غيرهم لان المشكلة الاساسية هي السلاح،وليس المال،وعندما استقبل الرئيس جمال عبد الناصراحمد بن بلة 1، وعلم منه ان هناك 5000 من المظليين المدربين عسكريا ينتظرو السلاح قام جمال عبد الناصر باتخاذ قرار اذا امر بتجنيد 5000 شرطي مصري من بورسعيد الى الاسماعيلية، و توجيهها بذخيرتها فورا للمجاهدين2، وحسب رواية احمد بن بلة الذي يشير الى ان 350او400 قطعة من البنادق الايطالية وصلت ايدي الثوار من مصر عن طريق ليبيا3، و يقول احمد بن بلة في هذا الصدد :لقد حملنا شحنة من السلاح في مركب "فخر البحار" الذي كان يستخدم كمركب للسياحةانذاك كانت المهمة تقوم على نقل السلاح من مصرالى ليبيا ثم يتم نقله بعد ذلك عبر الصحراء الى الجزائر عن طريق الجمال،اوالسيارات.فكانت العملية كلها عملية تهريب طويلة،وكانت ليبيا انذاك رغم انها حصلت على استقلالهاالا ان البريطانيين هم الذين يسيرون الاموربها كما كانت هناك قاعدة عسكريةامريكية في العالم4.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1احمد بن بلة،ولد بمغنية انظم الى حزب الشعب اعتقل عام 1950 في قضية بريد وهران و حكم عليه بالسجن المؤبد لكنه تمكن من الفرار التجا الى القاهرة و اصبح منذ نوفمبر 1954 احد زعماء جبهة التحرير الوطني تعرض الى عملية الاختطاف في 22 اكتوبر 1956 للمزيد انظر: حميد عبد القادر،فرحات عباس رجل الجمهورية د.ط دار المعرفة الجزائر دت ص282.
2 احمد بشيري ، الثورة الجزائرية و الجامعة العربية :ط2.تالة؟’2009 ص48.ص49.
3 محمد بلقاسم ،المرجع السابق ص174.
4 احمد منصور ،الرئيس احمد بن بلة يكشف عن اسرار الثورة الجزائرية ،ط2 دار الاصالة للنشر و التوزيع الجزائر 2009 ص99 ص 100.
خارج الولايات المتحدة الامريكية و معنى ذلك ان استقلال ليبيا كان استقلالا محدودا للغاية كان لابد للسفين "فخرالبحار"ان تنقل السلاح على الشاطئ،وتخرج من المياه اليبية بسرعة,وقد فعلت ذلك تماما، وكان علينا بعد ذلك ان نرتب عملية نقل السلاح و تهريبه الى الجزائر،وكانت هذه اول عملية نقل السلاح نقوم بها من مصر الى الجزائر وكانت هذه العملية في شهر فبراير1954 1.ويذكر فتحي الذيب في مذكراته:"التزاما منا بتنفيذ بامكانيات الاخوة الجزائرية المحدودة من الاسلحة، والذخيرة وضرورة توفير احتياجات المكافحين لها لمواصلة مسيرة الثورة بلا توقف باشرنا منذ اول اكتوبر 1954،وبعد ان قررت قادة الثورة تحديداواخر شهراكتوبرلاندلاع الثورة التحضير لتزويدهم،وباسرع وسيلة ممكنةباحتياجاتهم الضروريةمن الاسلحة الخفيفة،والذخيرة لدعم قدرات الولايات الشرقية مع التركيزعلى منطقة جبال الاوراس الحاكمة،والتي تستند اليها الثورة كقاعدة لدعم قدرات باقي الولايات النظالية،وحلقة الاتصال بينها،وبين المشرق العربي،و خلصنا دراستنا بالاشتراك مع بن بلة لكافة الامكانيات المتاحة،لامداد بالاسلحة ووسائل تهريبه في الظروف الشاقة الى امكان اختصار نصف طريق المواصلات و سرعة نقلها الى الحدود التونسية،في طريقها الى حدودالجزائر،وفي اطار السرية المطلوبة،وذلك بتكليف بعض الاخوة الليبين المتخصصين في تهريب السلاح من قاعة العظم البريطانية،ومعسكرات الجيش البريطاني المنتشرة في مختلف انحاء ولاية برقة،وذلك في ضوء المعلومات التي امكنا جمعها عن هذه المعلومات،وتوافر السلاح الخفيف بانواعه و ذخيرة نظير شفارتنا دفعة ثمينة"2.ويذكر فتحي الذيب"انه وضع اختيارات على احد اعضاء سفارتنا في ليبيا من الموثوق بهـم،وهوالمدعو امين صالح لخبرته الطويلة مع الشعب اليبي من خلال عمله لفترة طويـلةفيـها.وتكوينه للعديدمن الاتصالات وعلى كافةالمستويات،واكتسابه لثقة،وصداقةافراد الاسرة المالكة لكثير من الاسم الليبية في المدن أو البادية و قدرته على التحرك بعيداعن الشبهات من جانب العناص البريطانية القائمة على شؤون البوليس الليبي، وعملائه، وامعان في السرية طلبنا من امين، ووجدنا منه الاستعداد التام 3.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1احمد منصور ،المرجع السابق ص100.
2فتحي الذيب ، جمال عبد الناصر و ثورة الجزائر ،ط2،دارالمستقبل العربي،القاهرة ،1990ص58.
3 نفسه،ص59.
والقدرعلى توفير اية كمية مطلوبة من خلال استعانته باصدقائه الليبين المتمدرسين في هذا المجال،وهكذا بدات الخطوات الاولى للمساعدات تنفذ فعلا،و بدات الاسلحة تشتري،و تجمع سرا في برقة اولا بالتنسيق مع السيد احمد بن بلة بعد ذلك انتقل النشاط الى طرابلس مع ايقاف عمليات التهريب في برفة، و تم الاتفاق مع احمد بن بلة للسفر فورا الى ليبيا و الاتصال مع الشبكة المنظمة هناك لشراء الاسلحة،و امدادها للتهريب مباشرة الى الجزائر1.و كانت الاسلحة تحضر في صناديق تحول دون اكتشافها سرعة او في شكل بضائـع تجاريـة2.ونظرا لصعوبة،وصول الاسلحة الى الجبهة الغربية بسبب تركيز فرنسا العسكري في حصارها على الجبهة الشرقية باعتبارها المتنفس الوحيد للثورة ومنفذ الاساسي لوصول الاسلحة من الناحية الشرقية و كذلك بعدالمسافة بين الشرق،والغرب الجزائري،وصعوبة المسلك الى جانب قلة المواصلات بين الناخبين،رأت القيادة الثورية انذاك ضرورة الاعتماد على مصربحرا3 لذى خصصت مصر ميناء الاسكندرية لنقل السلاح في اليخت حيث سلم المصريون حمولة من الاسلحة موجهة الى ميناء الزوارة حملها اليخت "انتصار" في ليلة15سبتمبر 1954 حيث افرغت حمولتها ليتم نقلها بالشاحنات الى مخازن سرية،و منها تدخل الى الجزائر لتوزع على المجاهدين بعد ان ياخذ التونسيون كمية منها. و كانت هذه الحمولة تشمل على مايلي : 4
الاسلحة
بنادق303انجليزية .
مسدسات رشاشة طومي45
قنابل يدوية 100
ـــــــــــــــــــــــ
1مصطفى طلاس،الثورة الجزائرية،ط1،الجزائر،2010،ص.142.
2محمد ودوع، الدعم الليبي للثورة الجزائرية التحريرية ،د،ط ،مؤسسة كوشكار للنشرو التوزيع، د.ت ص. .326
3 مريم الصغير ،المرجع السابق ص137.ص .138.
4 نفسه ص136.
كما ابحر اليخت "انتصار" في2 سبتمبر1955 من قاعدة بحرية مصرية متجهة نحو ميناء الناظوربالمغرب،وكانت المصالح المصرية هي التي تولت شحن الحمولة على متن اليخت1 وضع فرقة موسيقية صحبة فنانين،وفنانات على ظهره و كانه في نزهة بحرية تقوم بها السلطة الجدية في مصر2 و كان هذا اليخت "انتصار "تشمل على الاسلحة التالية:
الاسلحة ...الكمية الذخيرة الكمية
بنادق792 302 خراطيش 792 46.260
مسدسات رشاشة 792 30 خراطيش مسدسات 45 1000
مسدسات اوتماتيكية 455 20 خراطيش مسدسات 9ملم 1000
مسدسات اوتماتيكية 9ملم 34 منظارات 8
قنابل يدوية 72 صناديق ذخيرة 15
كانت تلك هذه الحمولة موجهة للمجاهدين المغاربة وخلال المسيرة كشفه الطيران الفرنسي هذا اليخت غير بعيد عن الشواطئ الجزائرية، و بعد طلقات انذار، تدفق القنابل تحت عليه ان يعود بسرعة الى عرض البحر،و يبتعد عن الشاطئ الجزائري كلمة السر المتفق عليها مع قائد الباخرة ليصل في النهاية الى المياه الاسبانية ,وبعد هذه المغتمرة استطاع اليخت ان يفرغ حمولته في الساعةواليوم،والمكان المتفق عليه3،والتي تسلمها محمد بوضياف4 وهناك الاشارة الى حادثين كلمة السرالمتفق عليها مع قائد الباخرة,اكثرخطورةحدثت خلال عملية الانزال حيث ان احدالقاربين المستعملين،انقلب غرقا في الميناء بحمولته، والثاني بعطل لقدمه وهكذا تحتم على اليخت ان يغادر المكان خفية،و يتجه الى برشلونة متذرعا5
ــــــــــــــــــ
1 عبد المجيد بوزبيدي،الامداد خلال حرب التحرير الوطني شهادتي ،ط2 طبعة خاصة وزارة المجاهدين 2007 ص87
2احمد بشيري :المرجع السابق ص 49
3 عبد المجيد بوزيدي المرجع السابق ص 89
4 محمد بوضياف: ولد بالمسيلة 1919 بدا النضال في صفوف حزب الشعب الجزائري ,عايش احداث 8ماي 1945 بالمنطقة فزادته قناعة بان العمل المسلح هو السبيل الوحيد للاستقلال نجا بوضياف من الاسر1950 غداة اكتشاف المنظمة الخاصة ,ساهم في تاسيس جبهة التحرير الوطني .التحق بالوفد الخارجي بهدف التعريف بالقضية الجزائرية للمزيد انظر: محمد عباس، ثوار عضماءشهادات 17 شخصية وطنية :دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع 2009 ص15-16
5 عبد المجيد بوزبيدي، المرجع السابق ص87
بوجود عطب استطاع اصلاحه من جهة اخرى1,كما انه تزود بالوقود، واستانف السير في عرض البحر. و في 19 سبتمبر 1955 التحق مرة اخرى بميناء الناظور حيث استطاع هذه المرة انزال مابقى من حمولته بصورة طبيعية.لم يشغل عبد الناصر التصدي لكافة المؤامرات2 الخارجية،و الداخلية ضد الثورةالجزائرية عن مواصلة الجهود لامداد الثوار الجزائريين بالسلاح و خاصة الجبهة الغربية لتطوير كفاحها البطولي إلا انه استبعد فكرة استخدام إحدى قطع الأسطول المصري لما في ذلك من اخطار مبررة فاتجه تفكيره نحو تفضيل اللجوء الى احدى السفن التجارية. وفي4 يناير 1955 اجتمع بن بلة باللواء سليمان عزة بقيادة السلاح البحري عن طريق فتحي الذيب حيث تم عرض الخطوط العريضة لعملية الامداد المقبلة بالسلاح، والذخيرة خلال اقصر فترة ممكنة وفقا لتوجيهات عبد الناصر3. فتم اختيار اليخت "دينا"، و هو ملك الاميرة مصرية زوجته الملك حسين بن طلال الاول ،حيث شحنت مصر من مصر و ارسلت الى المجاهدين الجزائريين الاسلحة، و الذخيرة في شهر مارس 1955.وتسلموها كاملة من احدى الموانئ الساحلية الجزائرية غير الرسمية في غفلة من السلطات الاستعمارية الفرنسة في الجزائر، التي كان الحلف الاطلسي يساندها بكل ثقله العسكرية و لا سيما في مجال مراقبة السفن العابرة في البحر الابيض المتوسط4.
لقد اعمى الله اعين الحلف الاطلسي،واعين سلطات الاحتلال للمدينة، حيث افـرغ ربان و بحارة اليخت"دينا" سالماالى مصردون ان يتعرض لاي مراقبة، اوحجز او عقوبة5 .
ـــــــــــــــــــــ
1عبد المجيد بوزبيدي، المرجع السابق ص87.
2نفسه، ص89 .ص90.
3مصطفى طلاس ،المرجع السابق ص175.
4 بشير كاشية الفرحي ،مختصر ووقائع ليل الاحتلال الفرنسي للجزائر 1830-1962،طبعة خاصة، وزارة المجاهدين د.ت ص.163
5 سعيدي وهيبة ،الثورة الجزائرية و مشكلة السلاح 54.62.د.ط، دار المعرفة، 1994.ص.54.
و يذكر فتحي الذيب في مذكراته حيث يقول "و كدت استريح من حياتي اذ سقـطت عـلى،و انا اجتاز الماء حزمة كبيرة من السلاح وادمت راسي، و اضطرتني الى الغوص في الماء مرغما ،و ابت على شهامتي بالحرف ان اترك حزمة السلاح تخوص ،و اقنع من الغنيمة بالاياب فاخذت احاول و اكرر المحاولة الى ان تمكنت مـنها ،و رفعتها فوق كاهلي ،و سلمتها لاصحابها ،و لي بذلك الحمد لله فضل المجاهدين"2.
ولقد كان ذلك نصرا مبينا للمجاهدين الجزائريين الذين استخدموا جزءا من تلك الاسلحة في هجوماتهم المضفرة، و لا سيما هجوماتهم على قوات الاحتلال الفرنسي في الشمال القسنطيني يوم 20اوت 1955 .و في معارك الجرف الجبل الابيض قرب تبسة 22سبتمبر 1955 التي دامت 8 ايام كاملة بلياليها كبد المجاهدين خلالها قوات الاحتلال خسائر كيرة في الارواح ،و العتاد، و لم تعلن جبهة التحرير الوطني عن هذه الشحنة من الاسلحة لاسباب امنية الا في اكتوبر 1955 بينما تمت وقائعها في شهر مارس من نفس الـسنة3 ، و من السفن الاجنبية التي اشتهرت بحمل السلاح نحو الجزائر. الى جانب اليخت "دينا" هناك اليخت "يودهوب" هذا الاخير هو الذي تمت بواسطته ايصال الاسلحة الى الجبهة الغربية الجزائرية، و تم شحن اليخت "جودهوب" ابحر اليخت في 20اوت 1955 نحو الوجهة المتفق عليها ،و انتقل احمد بن بلة الى مدريد لاعلام مسؤولي الغرب بوصول4
اليخت "جون هود"واقنتاء تكملة الطلبية في اسبانيا على ان يقوم باصالها الى الحدود الجزائرية بوسائل اخرى ،و يبدو ان السلطات الاسبانية انذاك (نظام فرانكو)بوسائل اخرى، و يبدو ان السلطات الاسبانية انذاك (نظام فرانكو) قد اظهر في البداية تعاطفها مع حركة التحرر الجزائرية1 فرجبت بهم ،واحتفلت بقدومهم5 لكنها غيرت فيما بعد موقفها تـماما
وربما بسبب الضغوطات التي كان يمارسها الفرنسيون عليها،وهكذا تحتم على اليخت6
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
1 سعيدي وهيبة ،المرجع السابق .ص.54.
2بشيري كاشيه الفرجي، المرجع السابق ص.153.
3 مريم الصغيرة ،المرجع السابق ص .136.
4 عبد المجيد بوزبيدي،المرجع السابق ص.91.
5 نفسه ، ص 91.ص92.
6سعيدي وهيبة ،المرجع السابق ص54
"يودهوب"ان يغير وجهته في اخر لحظة ليرسوا بالميناء الليبي الصغير "الزوارة البحرية" و املت اختيار هذا الميناء الصغير ضرورة عدم لفت انتباه المصالح الخاصة الانجليز التي لاتزال موجود بالقوة في ليبيا1 ، و التي كانت تراقب سواحل ليبيا ،هذا و قد انزلت حمولة "قودهوب " ليلا في سرية تامة ثم تحويلها بمساعدة الشرطة الليبية الى طبيعة منعزلة استاجرها الجزائريون و تم تيصالها في المرحلة الثانية نحو الجزائر، و ابحر اليخت "غود هوب" 20جانفي1956متجها الى ليبيا2،وعلى متنه حمولة موجهة الى المجاهدين الجزائريين و التونسيين و كانت الحصة تشمل على مايلي:
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية
بنادق 303
بنادق رشاشة لانكاش
بنادق رشاشة فيكارز300
بنادق يدوية 150
40
11
200 خراطيش 303
مخازن لبنادق رشاشة
اشرطة تثبيت
خراطيش 9ملم 20.000
200
40
40.000
ونظرا لتسرب الاخبار، وترويج الاشاعات في ميناء الاسكندرية لقت اعواننا الانظار.
اوقفت مهمة "غودهوب" في افريل 1956،وعينت قيادتها باخرة يونانية تدعى "ديفاكس" اقتنتها السلطات المصرية لصالح الثورة الجزائرية1 ،و بما ان حمولتها عالية اكثر من 500طن ، و هي مجهزة بوسائل ملاحة متطورة بالنسبة الى تلك الفترة، و بامكانها ان تقتطع مسافات طويلة و قامت بتسيرها الشركة المصرية البحـرية التجـارية في الشـرق ،و جاءت قيادتها من يخت "غود هوب" التي اكتسبت على متنها خبرة وبعض الشهرة بخصوص تحكمها في عمليات النقل الخطير لصالح الثورة الجزائرية.3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1عبد المجيد بوزبيدي ،المرجع السابق ص92 .
2محمد ودوع، المرجع السابق ص32 .
3 عبد المجيد بوزبيدي ،مرجع سابق ص92 ص93
و نظرا لاتساع قدرة هذه الباخرة، وضعت على متنها حمولة ضخمة من الاسلحة تجاه ليبيا و منها الى الشرق الجزائري اما الجزء الثاني فكان موجه الى الغرب الجزائري، و كان من المفروض بخصوص الجزء الثاني الحصول مسبقا على الموافقة، و الكفالة من السلطات الاسبانية1 ولاجل ذلك انتقل احمد بن بلة الى المغرب قصد التاكد من دعم الملك محمد الخامس. غادرت"ديفاكس" ميناء الاسكندرسة في 6 ماي 1956و على متنها الحمولة المبينة في الجدول تفصبل الحمولة المفترضة انها لشرق الجزائرالولاية الاولى والثانية :
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية
بنادق 303 500 خراطيش 303 312.000
بنادق رشاشة ليويس303 10 مخازن بنادق رشاشة 40
بنادق رشاشة بريطا 9ملم 30 خراطيش بريطا 16.000
مدافع هاون1 48 خراطيش مسدسات 50
مدافع هاون 2 5 قذيفات رمي هاون 252
تفصيل الحمولة الموجهة الى الجزء الشرقي من الجزائرالولايتان الثالثة و الرابعة :
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية
بنادق303 4 خراطيش303 62.400
بنادق رشاشة فيكارس303 1.000 خراطيش 792 60.000
بنادق رشاشة ليويس 9ملم 50 ت .ن.ت 500
بنادق رشاشة 9ملم 50 خراطيش 38 36.000
قاذفات انرقا 1.496 خراطيش 9ملم 34.000
مدافع هاون 150 خراطيش 9 ملم مسدسات 15.00
محملات بطاريات 90 قنابل يدوية انرقا 20.000
تم انزال الشحنة الاولى في منطقة زوارة قبل فجر 14 جويلية 1956كما وصلت الشحنة2
ــــــــــ
1 عبد المجيد بوزبيدي ،مرجع سابق ص 92.ص93.
2 نفسه ،ص94.
الثانية فجر 21 جويلية الى منطقة الانزال الغربية ،حيث انزلت بسلام، واقنع نجاح هذه العمليات الهامة العقيد عبدالحفيظ بصوف بفاعلية النقل البحري،وكان قد يتولى انذاك الولاية الخامسة اثر استشهاد العربي بالمهيدي1 ،و بناء على قرار جمال عبد الناصر،واتفاق مع احمد بن بلة قرار ارسال كميات ضخمة من الاسلحة الى الجنوب لاسيما المدافع المضادة للطائرات.
جدول الاسلحة المكونة لحمولة "ديفاكس" الثانية و الموجة الى الشرق،و الغرب2
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية
بنادق 303 500 خراطيش 303 270.00
بنادق رشاشة ليويس 40 خراطيش303 30.148
مضاد للطائرات 656 خراطيش 9 ملم 150.000
بنادق رشاشة ايطالية 100 البنادق الرشاشة 25.000
مسدسات رشاشة 500 خراطيش 9ملم 25
بريطا 1متفجرات 2 بريطا 500
جيلاتية 1كلغ 2000 خراطيش 792 50
بنادق رشاشة ليويس9ملم 50 خراطيش 303 940.00
رشاشة هوتشكيس9ملم 21 خراطيش 9ملم 200.00
بنادق رشاشة بريطا 9ملم 100 خراطيش هوتشكيس 9ملم 155.00
بنادق رشاشة ايطالية 25 خراطيش 7.5فرنسية 50.000
بنادق فرنسية7.5 100 محملات بطارية 4
مدافع فيكارس 303 200 بطاريات بدون خيط 16
ابحرت"ديفاكس"في ميناء الاسكندرية في جويلية 1956، لترسو بالزاورة البحرية لتفرغ3
1-عبد المجيد بوزبيدي، مرجع سابق ص94.ص95.
2- نفسه، ص.95.
3-مصطفلى طلاس ، المرجع السابق ،ص.151..
حمولتها الموجهة الى الشرق، و التي استلمهاعلي محساس1، وبما انها افرغت حمولتها الثانية الموجهة الى الغرب في احسن الظروف بمنطقة ستة استمرت في القيام برحلات مكومية بين الاسكندرية، و ليبيا حتى نهاية سنة 1956، وقد تحطمت السفينة حطمتها البحرية السرائلية شرق البحر المتوسط، وعلى متن قائدهاوطاقمها2، هذا الى جانب السفينة الشهيرة "اتوس"الذي كان القبطان "بازيل موزس"ويحمل الجنسية اليونانية3، وتميزت هذه الشحنة عن سابقتها بعدم اقتصارها على المعدات العسكرية، والاسلحة فقط بل تعدتها لنظم عددا من المناظلين الفتيين الذين تم تدريبهم على استخدام اللاسلكي، والمتفجرات لاضافة الى مجموعة من الضفادع البشرية الذين تم تاهليهم في القوى البحرية المصرية للقيام بتكبيد الاسطول الفرنسي، في قاعدة المرسى الكبير بافدح الخسائربعد ان تم تزويدهم بكافة الاجهزة، والمعدات الفنية الازمة لهذه المهمة ، وما يحتاجونه من معدات التفجير تحت الماء 4التي تم استيراد خصيصا من ايطاليا1، و كانت هذه السفينة تحتوي على
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية
بنادق 46 خراطيش 303 399.000
بنادق رشاشة بريطا 78 خراطيش 792 100.000
بنادق رشاشة يران 50 خراطيش 9ملم 125.000
مدافع 32 خراطيش طومي 45 199.000
مدافع هاون 2 94 قاذفات ا.ت.ر 210.000
4
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 علي محساس :ولد 1923ببومرداس من اسرة فلاحية درس بالمدرسة الابتدائية لم يكمل دراسته بسبب الوضعية الاجتماعية بدا نشاطه السياسي مع حزب الشعب الجزائري، ثم عمل كقائد لولاية قسنطينة و اعتقل مرة اخرى و سجن لمدة 5 سنوات ثم هرب سنتين من اعتقاله و سافر الى فرنسا لتاسيس فرع جبهة التحرير الوطني للمزيد انظر :بوعلام بلقاسمي، موسوعة اعلام الجزائر 54-62 اثناء الثورة ,منشورات المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة اول نوفمبر 1954 د.ط .د.ت ص243.ص244.
2 عبد المجيد بوزبيدي، المرجع سابق.ص97.ص98.
3مريم الصغير ، المرجع السابق ص133.
4مصطفى طلاس، المرجع السابق ص153.
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية
قواعد مدافع
مسدسات اوتماتيكية
مدافع س.ر
بنادق 792
مدافع لافايات 40
52
94
30
4
قاذفات هاون 2
قاذفات هاون 3
خراطيش
خراطيش
اجهزة لاسلكية 504
4000
1000
4500
10
ابحرت الباخرة "اتوس" في 14 اكتوبر 1956،وكان عليها ان ترسو في كابوديبو يوم 12 اكتوبر،وفي هذا التاريخ لم ترسل اية اشارة الى مجهزالباخرة وفقـا للقواعـد المطلوبـة و المتعارف عليها،اعلنت السلطات الفرنسية في 17 اكتوبر 1956 استـلاء فرنـسا عليـها و قدمت تفاصيل عن طاقمها و حمولتها و حسب التصريحات الفرنسية تم الاستلاء عليها في عرض كابوديو من طرف مدمرة تابعة للبحرية الحربية الفرنسية و سبقت هذه الباخرة الى المرسى الكبير بدون اي مقاومة من قائدها غير انه من خلال السلطات المصرية كان ذلك القائد على ما يبدو هو المتسبب في الخيانة التي اسفرت عن حجز "اتوس" اي ان هذا الاخير يكون قد اتصل بالمصالح الفرنسية و زودها مقابل مكافاة هامة بكل المعلومات المتعلقة بالحمولة و يوجهه هذه الباخرة 1و يقول المدني عن هذه الشحنة "لقد كانت شحنة عظيمة حقا و كان بعضها من مصرعلى شدة حاجتها يومئذ للسلاح و كان بعضها الاخرمما اشتريناه من الخارج وجمعناه في مخازنا بمصر".2ويقول ايضا"لقد اصيبت الجزائر بنكبة فادحة من اجراء استلاء الفرنسيين على السفينة و حمولتها و سبب ذلك متاعب كبيرة للاخ المبروك عبد الحفيظ بوصوف المجاهد العظيم الابي الذي كان ينتظر السفينة لالهاب النارالعاتية بالغرب الجزائري،واعطاء الضربة القاضية للجيش الفرنسي كانت تلك الضربة3 التي كالها لنا الاستعمار الفرنسي مؤلمة حقا ،ان لم تكن
ــــــــــــــــــ
1 عبد المجيد بوزيدي،المرجع السابق ص99.ص100
2سهيل الخالدي،المرجع السابق ص48
3 توفيق المدني ،حياة كفاح،ج 3 ،دار البصائر، الجزائر،2009 ص324
حاسمة ، لقد اخرت الامر اسابيع ليس الا و قابلنا النكبة بصبر و ثبات و ايمان"1 .و لم يتوقف الدعم العسكري المصري للجزائر عند هذه الحادثة، بل واصل الاشقاء العرب المصريون في عملية امداد السلاح ،خاصة بعد العدوان الثلاثي على مصر في اكتوبر 1956.حيث امر جمال عبد الناصر بشحن كل الاسلحة التي غنمتها القوات المصرية من العساكر الفرنسيين و الانجليز، وامر بشحنها فورا للمجاهدين الجزائريين، و كانت كمية هائلة ،و متنوعة من المدافع الرشاشة ،و المسدسات ،و القنابل و مدافع الهاون,و اجهزة الاتصال اللاسلكي و كميات معتبرة من الذخيرة2 و خلال النصف الاول من عام 1957 تم شحن كميات من السلاح نحو الجزائر على الجهة البرية عن طؤيق الحدود الليبية المصرؤية بالاعتماد على بعض التجار الليبيين المختصين في عمليات التهريب و كللت هذه العمليات بوصول دفعة الاسلحة استلمها المناظل على محساس* في شهر فيفري 1957الذي امن وصولها الى الولايات الشرقية.3
و قد تضمنت الشحنة الكميات الاتية
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية
هاون2
هاون3
رشاش هوتشكيس مع قاعدة رشاشة 9ملم ايطالي
بندقية 7.5 فرنسية
مدفع atfضد الدروع
قنبلة يدوية 25
12
20
204
490
460
1392 قنبلة هاون 2
قنبلة هاون 3
طلقة 303
طلقة 7.92
طلقة45للرشاش تومي
طلقة 9ملم للبرتا
طلقة 7.5
طلقة 8ملم 2724
531
187.000
100.000
63.000
125.000
72.000
145.000
اما في شهر افريل سلم المناظل الامين دباغين* كميات كبيرة من الاسلحة و الذخيرة ليتم نقلها عن طريق الشاحنات الى ليبيا و منها الاوراس و الشمال القسنطيني و تظمنت الكميات التالية:
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية
بندقية 303 مع حربية
بندقية86 فرنسية
رشاش يرن مع قاعدة
مدفع هوتسيكي مع قاعدة
مدفع هاون 2 3000
1502
250
450
40
30
25
طلقة 303 و حارقة
طلقة 303
طلقة7.5فرنسي
طلقة 8ملم فرنسي
طلقة 8ملم فرنسي للهوتسيكي
طلقة 9ملم للرشاش بريتا
500.448
500.000
213.120
163.000
35.000
387.000
140.400
720
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 محمد بلقاسم :المرجع السابق ص182
*الامين دباغين:ولد 1916 بشرشال درس بمعهد الطب انخرط في حزب الشعب شارك في مظاهرات ماي 1945 انتخب نائبا في الجمعية الوطنية دخل في صراعات مع قيادة حركة الحريات الديمقراطية ,عين منصب مسؤول الوفد الخارجي للمزيد انظر :حميد عبد القادر المرجع السابق ص290
2 محمد بلقاسم المرجع السابق ص182
ان امداد المنطقة الغربية بالسلاح قد استمر بالرغم من توقف الامدادات البحرية خصوصا بعد اكتشاف الباخرة "اتوس" من طرف المصالح الفرنسية1 حيث قامت فرنسا بفرض رقابة مشددة على السواحل المغاربية ,كما كان البحر الابيض المتوسط محاطا بالقواعد البحرية و الجوية للملف الاطلسي الى جانب هذا و ذاك كانت المخابرات الفرنسية متواجدة بكثافة و قتلتها المحترفون بالمرصاد في اهم النقاط التي يمكن ان ينطلق منها السلاح او يعبرها2 باضافة الى هذا توتر العلاقات بين الجزائر و المغرب نتيجة ضغوطات هذه الاخيرة على قادة الثورة من اجل الموافقة على تعديل الحدود بين بين المغرب و الجزائر في هذه الظروف الصعبة لصالح المغرب و قد استمرت الامدادات المصرية عبر الحدود التونسية الجزائرية و من هذه الامدادات شحنات استلمها العقيد اعمران* في 10/04/1957 و تضمنت مايلي :
الاسلحة الكمية الذخيرة الكمية
بندقية 792
بندقية موزر9ملم
رشاش متوسط792
رشاش يرن 303
مدفع الفا متوسط
مدفع ضد الطائرات 4000
2060
200
14
17
طلقة 792
طلقة 303
طلقة 9ملم
طلقة 75ملم
قنابل ضد الدبابات 4.989.000
3.000.000
978.5000
12.41.088
27000
3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 محمد بلقاسم :المرجع السابق ص283
2 محمد عباس :نصر بلا ثمن الثورة الجزائرية 1954-1962 د.ط دار القصبة للنشر الجزائر 2007 ص 351
*اعمران :ولد بالقبائل 1919 انظم الى حزب الشعب حكم عليه بالاعدام 1945 ثم اعفي عليه 1946 وقف في صف مصالي الحاج اصبح نائبا لكريم بلقاسم في منطقة القبائل 1954 ثم قائد للولاية الرابعة 1956ثم عضوا للمجلس الوطني للثورة الجزائرية من 1965الى 1962 للمزيد انظر حميد عبد القادر :المرجع السابق ص288.
4 خط شال موريس :انظر الى ملحق 1
3 محمد بلقاسم :المرجع السابق ص283
اماالانعكاسات الذي كان له الاثر على وثيرة دعم الولايات الداخلية بالسلاح انطلاقا من المناطق الحدودية خاصة الشرقية منها: يتمثل في انشاء الادارة الاستعمارية للسدود المكهربة كخط موريس الذي انشئ في سنة 1957 على الحدود التونسية الذي ادى الى الحد من مرور قوافل السلاح نحو الولايات الداخلية لقد زادت عمليات انشاء السلطات الفرنسية لخطي شال و موريس من صعوبات اداء مهمة التموين بالسلاح نظرا لكون هاذين الخطين زودا بخطوط مكهربة و اشارات ضوئية و حقول الغام و مراطز مراقبة و دوريات حراسة1 لهذا قررت مصر شحن الكميات التالية من المتفجرات و الالغام لتوصيلها الى تونس و بصورة مكشوفة في اواسط المناظلين في الخارج و الداخل لارغام المسؤولين الجزائريين بالحكومة لتفيذ تدمير خط موريس و قطع خط الرجعية عليهم في ادعائهم ووجود نقص في الموارد و الاحتياجات اللازمة لخط تدمير المانع و تم تسليم مندوب الحكومة الجزائرية عرعار خميسي* كل الكمية2 في نوفمبر 1958 و اتخذت طريقها الى تونس3 و تواصل الدعم العسكري المصري للجزائر حيث تم تسليم في سنة 1959 شحنة و التي كانت تحتوي على كميات كبيرة من الاسلحة و الذخيرة و تم الحاقها بشحنة اخرى في نفس السنة تسلها عرعار خميسي و كانت الشحنة تحتوي على مايلي
العدد الصنف
4000
4000
4000
923 طوربيت بنجالور حاج
مفجر طرفي 8
متر فتيل اماه
مجموعة مفجر قنبلة يدوية
4
ـــــــــــــــــــــــ
1 محمد بلقاسم:المرجع السابق ص183
*عرعار خميسي ولد 26 ديسمبر 1928 ابن احمد بن عمار و ابن علجية بنت صالح مستخدم بمصلحة الجسور و الطرقات و القي عليه القبض في مارس 1950 للمزيد انظر :عبد المجيد بوزبيدي المرجع السابق ص252
2 الكمية التي تسلمها عرعار خميسي :انظر الملحق رقم 2
3 فتحي الذيب :المصدر السابق ص402
4 نفسه ص410