لماذا إيران وشيعتها خطر؟
فجرت مشاركة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد فى أعمال قمة رؤساء وملوك دولة منظمة التعاون الإسلامى الأخيرة بالقاهرة، موجة من النقد والنقد المتبادل.. تساؤلات كثيرة طرحت بسبب هذه الزيارة، وبصفة خاصة زيارته للأزهر، هل إيران خطر وما هو الفرق بينها وبين البلاد الأخرى؟ وهل ستظل العلاقات مجمدة معها رغم رحيل المخلوع عن حكم مصر ؟ وما مصلحة مصر فى دوام تجميد هذه العلاقة؟ أليست إيران تساعد الفلسطينيين وتقطع علاقاتها مع دولة الاحتلال الصهيونى؟
فى مقالتى اليوم، لا أريد التعرض للزيارة فى حد ذاتها، هل هى مسئولية الدولة المصرية من عدمه، لأن إيران عضو بالمنظمة ومن ثم، يحق لرئيسها المشاركة.
لكن، ما يعنينى فى مقالتى هذه هو مسعى عودة العلاقات الطبيعية مع إيران، أسوة بوجود علاقات لمصر الرسمية مع أمريكا وإسرائيل والصين الشيوعية، ومن ثم لا مانع فى وجود علاقات دبلوماسية (فقط) مع طهران، غير أن فتح الطريق للشيعة الصفوية لدخول مصر – لاحظوا علامة النصر التى أشار إليها نجاد فى مؤتمراته بالقاهرة- تساويًا مع السياح الأمريكيين والصينيين والهندوس والتاميل وغيرهم من أجناس الأرض، يمثل خطورة كبيرة جدًا على الأمن القومى المصرى، ذلك أن الأجناس المختلفة التى تزور مصر للسياحة، باستثناء اليهود الصهاينة، لا يعنيها لا من قريب ولا بعيد، مساجد آل البيت النبوى الموجودة بمصر، لكن هذه المساجد وأضرحتها، بل وميّل وحب المصريين لآل البيت النبوى الشريف، هى محط وهدف رئيسى عند زيارة الإيرانيين لمصر، فأحمدى نجاد مثلًا، لم يذهب للأهرامات، وإنما لمسجد الإمام الحسين.
البعض يظن، بحسن نيّة وقلب طيب، أن إيران بسيّاحها، ممكن أن توفر لمصر حصيلة من العملات الصعبة التى تعانى منها البلاد بشدة فى الظروف الحالية، وهذا صحيح من الناحية النظرية والعملية، لكن هؤلاء السيّاح سيأتون لمصرنا أيضًا، حاملين معهم، البلاء والفتنة، لأن سيّاح إيران، لن يكونوا من سٌّنة إيران، بل من شيعتها، وإيران لا تزال تدور فى فلك توجهات عصر الدولة الصفوية – دخلت فى حرب دموية مع الدولة العثمانية السنيّة فى القرن الـ 16 م- التى غيّرت فى زمانها مفردات الآذان المحمدى، ووضعت فيه الكلمات الإضافية التى يعرفها الجميع، ضاربة بعرض الحائط ختم وتصديق رسول الله على كلمات الآذان، فهل دولة وحركتها السياسية الملتحفة بالدين،غيّرت الآذان المصدق عليه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وتلعن الصحابة والخلفاء الراشدين، وتطعن فى شرف عائشة أم المؤمنين (رضى الله عنها)، ليل نهار، يمكن أن يكون لها أمان.
البعض، لا يصدق أن إيران وحركتها السياسية المتشيعة، ستلحق بنا الضرر، ويقول : لماذا لا نعاملها دبلوماسيًا وسياحيًا، كما نعامل دولة الاحتلال الصهيونى؟ والبعض، لا يزال يفترض حسن النيّة فى شيعة إيران، وأنهم ممكن أن يكونوا أخوة لنا – كما ادعى أحمدى نجاد فى زيارتة للأزهر – وبهذه المناسبة، أود أن أسوق واقعة حقيقية ،عشتها بنفسى قبل سنتين تقريبًا مع رئيس فرقة الشيعة الجعفرية بإسطنبول.
جلست أتحاور مع صلاح الدين اق جوندوز - رئيس الجعافرة بتركيا -، وكان معنا إمام مسجد الجعفرية بحى خلقالى بغرب إسطنبول، دار الحديث عن الأخوة والوحدة والترابط بين المسلمين لمواجهة مخاطر الصهيونية واحتلالها للمسجد الأقصى، والتوقف عن الفرقة والتشتت، وخلال الحديث، شدد أق جوندوز على رفض لعن الصحابة والطعن فى شرف أم المؤمنين، عائشة زوج رسول الله، كما شدّد على إكرامنا بطعام العشاء، شكرناهم على حسن القبول وعلى موقفهم من الأخوة والوحدة ورفض اللعن والتجريح والسبّ، ثم، جاء آذان المغرب، ذهب الإمام ورئيس الطائفة لمسجدهما- الوحيد بالمنطقة- لأداء الصلاة، بينما توجهت أنا للطهارة والوضوء، ثم لحقت بالصلاة فى نفس المسجد، ووقفت فى الصف الأخير مؤديًا الصلاة على مذهب أهل السنة والجماعة، وبمجرد انتهاء الصلاة، دار الإمام متوجهًا ناحية المصلين، ثم بدأ فى اللعن، تعجبت حائرًا، فلم يمض سوى دقائق على حديثنا حول كراهية وجريمة اللعن والسبّ والتجريح فى الصحابة الكرام، ثم زاد تعجبى حين وجدت صلاح الدين أق جوندوز- رئيس الجعافرة- يرفع يده مشاركًا فى اللعن، متخذًا مكانه فى الصفوف الأمامية الجانبية.
قلت لنفسى، يبدو أنهما لم يدركا أنى فى الصلاة، انسحبت خارجًا من المسجد، متوجهًا لمركز ثقافى يقع أسفل بناية الطائفة بغرض أخذ فكرة عن مشروع المركز الثقافى الدينى الجديد للجعفرية الذى تبنيه إيران وشيعة الخليج، جلست مع ابن صلاح الدين أق جوندوز، الذى يدير هذا المركز، أثناء شرب الشاى، كان يتحدث هذا الشاب عن الأخوة والوحدة الإسلامية ورفضه لتصرفات الطائفة الشيعية العلوية بتركيا وسعى الجعفرية لإقناعها بالتراجع عن أفكارها المنحرفة، قلت له: هل كنت مشاركًا فى صلاة المغرب بمسجدكم قبل قليل؟ رد قائلًا: نعم.
انتهت الواقعة والتعليق متروك للسادة القرّاء، ولمن يعتقد بوجود عهد وأمان لدى إيران ولدى الشيعة.
المصدر: جريدة المصريون 11/2/2013