مرة أخرى هذه الإمارة الصغيرة مساحة وسكانا، تثبت جدارتها، وأن الإقتدار القطري ظهر جليا حتى في الميدان الرياضي بتنظيم قطر لكأس العالم، بعد أن عرفت نهضة شاملة في كل الميادن، بفضل حكمة وبرغماتية وتفاني في العمل، الصفات التي إتسم ويتسم بها القادة القطريون وشعب قطر الخلاق.
بعد أن رفعت التحدي برغبتها في تنظيم كأس العالم، وقدمت بذلك ملفا ثقيلا نال ثقة الفيفا على حساب الولايات المتحدة الأمريكية.
قطر عملت كثيرا في الكواليس، وعرفت كيف تستمل أعضاء الفيفا لصالحها بتاريخ 2022/12/02 بحضور أمريها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحرمه الشيخة موزة، واستعانت في ذلك برياضيين وسياسيين وشخصيات عالمية نافذة، وكان الدور الجزائري ظاهرا ورد الجميل من أمير قطر الذي عرج على الجزائر يوم 2023/12/03 ويشكر الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة في طريق عودته إلى بلاده.
وكان جوزيف بلاتر رئيس الفيفا يومذاك من أشد المتحمسين لإقامة مونديال 2022 بالعالم العربي وبإمارة قطر، نظير نجاحها في تنظيم الألعاب الأسيوية.
وبما أن قطر لم تخلف ورائها أية هفوات للناقمين لإنتقادها في تنظيمعا للمونديال، فيسوق البعض ذلك المال الوفير الذي أنفقته في الإعداد لهذه الدورة، بعد أن ساقوا من قبل القسوة التي تعرض لها العمال الأسيويين.
وحسب صخيفة "ذا صن" البريطانية أن قطر أنفقت مبلغا خياليا يقدر بأكثر من 200 مليار دولار على إستضافة كأس العالم.
لكن القطريون يردون أن كأس العالم تعد جزءا من رؤية قطر لسنة 2030, وهي إستراتيجية حكومية أوسع لتعزيز التنمية المكثفة للمناطق الحضرية والعالمية وتتمثل في المرافق والصناعة الوطنية، وأنظمة التعليم والرعاية الصحية.
وذات المبلغ المقدر ب200 مليار دولار المرتبط بتنظيم كأس العالم، هو في الواقع جزء من هذه الإستراتيجية الطموحة للتنمية الوطنية وتحديث قطر.
وأن معظم مشاريع البنية التحتية الضخمة والتي ستستخدم من قبل المنتخبات والمشجعين بمناسبة كأس العالم، من الطرق الجديدة ومترو الأنفاق والفنادق والمطار والمرافق السياحية الأخرى، تم التخطيط لها حتى قبل الحصول على حق إستضافة كأس العالم.
وبالتالي فرمي قطر بتبديد المال بدون ضوابط، ما هو إلا حجة واهية، أمام النجاح الباهر الذي عرفه مونديال قطر، تنظيفا، تكتيكيا، إيواءا، إطعاما إلخ...، ولا أحد إشتكى سواءا من قبل الرياضيين أو المشجعين أو الإعلاميين.
بقلم الأستاذ محند زكريني