تمتاز الأعراس الجزائرية بطبوع خاصة توارثتها العائلات جيل بعد جيل وصارت بمثابة الأعراف التي لا تخرج عنها أغلب العائلات في كامل ربوع الوطن ورأت أن الخروج عنها يجلب النحس للعروسين معا لذلك ألزمت نفسها بها. ومن يقف عليها في الأعراس يلاحظ أنها تتراوح بين الأعراف العادية وأخرى تخرج عن المألوف حتى أن بعضها تدخل من باب الخرافة إلا أننا نجد العائلات تحرص على إتيانها في الأعراس خوفا من تعرض العروسين إلى النحس.
تقول نسيمة خباجة
تتنوع العادات والأعراف من ولاية إلى أخرى إلا أننا نقف على بعض العادات التي تأخذ طابع الغرابة في بعض الأحيان ونجدها أعرافا ملزمة لدى العائلات لا تخرج عنها مهما كلفها الأمر، فالخروج عنها هو خروج عن عادات الأجداد ويمس وقار العائلة ونجدها أنها عادات في أغلبها تمس العروس أكثر من العريس وتتنوع من ولاية إلى أخرى تبعا للعادات المتداولة على مستواها.
وإذا وقفنا على بعضها بولايات الغرب نجدها عادات تخرج عن المألوف نوعا ما، فمثلا العروس الوهرانية تلزم عند نهاية (التصديرة) على رمي ملاعق تكون على حسب عدد إخوة زوجها من ورائها وهي تمشي في القاعة لكي يذهب طفل صغير إلى جمعها وتكون عادة ملزمة لا تخرج عنها العروس الوهرانية في غالبية الأحيان تيمنا بإنجاب عدد من الأطفال حسب عدد الملاعق.
أما إذا نظرنا إلى العروس الجيجلية فنجدها أنها تصفع من طرف أخ زوجها الصغير أثناء زيارتها إلى أقرب شلال في المنطقة وهي عادة تخرج نوعا ما عن المألوف إلا أنها تتكرر في أي بيت جيجلي في الأعراس خاصة، ومن يخرج عنها فقد خرج عن عرف القبيلة. أما في العاصمة وفي ولايات الوسط كالبليدة فتحزم العروس صبيحة اليوم الموالي لزفافها وتكون التحزيمة بالفوطة القبائلية التي تمتلئ بالحلويات لتوزعها العروس على المدعوين في تلك الفوطة، وهناك من يذهب بالعروس إلى الحديقة وهي تحمل إنائين لتغرس نبتة هناك تعد نبتتها في بيت العائلة كفأل خير عليها وعلى زوجها.
ولو ذهبنا إلى أعراف سيدي أمعمر الولي الصالح بولاية الشلف فإننا نجد أن أعرافه متعددة ومتنوعة، فمثلا العروس تزف حافية إلى جانب عدم تذوق أكل بيت زوجها في تلك الليلة كعادات متوارثة لدى العائلات الشلفية.
تلك الأعراف التي طبعت الأعراس الجزائرية منذ القديم وهي على الرغم من خروجها عن المألوف في بعض الأحيان إلا أنها تبقى عادات راسخة في أغلب الأسر تستمد منها الأعراس الجزائرية رونقها وخصوصيتها.
وعلى الرغم من العادات الدخيلة التي تبعد عنا على غرار استعمال العمارية من طرف بعض العائلات تلك العادة المغربية المحضة التي توحي بإبعاد العروس عن عين الحاسدين إلا أن العادات القديمة أو الأصيلة لازالت تنافس تلك العادات الجديدة وأبت بعض العائلات إلا التقيد بها في الأعراس وجعلها الحاضرة الأولى كونها تضرب في أعراق مجتمعنا ومبادئه المترسخة التي لا يمكن الخروج عنها في أي حال من الأحوال.