بَدْءُ الإعداد للولاية الرابعة لبوتفليقة
تتواصل الإستعدادات حثيثة للإنتخابات الرئاسية في الجزائر ويشتد التنافس بين مختلف المترشحين . فالرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيواصل الإقامة في قصر المرادية لولاية رابعة بالنسبة له وفقا لأغلب الخبراء والمحللين والمختصين في شؤون المنطقة.
وبالتوازي مع الحملة الإنتخابية . فقد قام بوتفليقة بتطويق نفسه بثلة من الكفاءات ممن عملوا معه في السابق وحضوا بثقته ولديهم رصيد لا يستهان به من التجربة والخبرة.
بلخادم أم أويحي؟
لقد أعاد بوتفليقة عبد العزيز بلخادم أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني السابق والذي شغل منصب رئيس للحكومة، إلى دائرة الأضواء بعد أن عينه وزير دولة مستشارا لدى رئيس الجمهورية. كما تم تعيين أحمد أويحي رئيس الوزراء الأسبق وأمين عام حزب التجمع الوطني الديمقراطي مديرا للديوان الرئاسي برتبة وزير دولة. وكلا المنصبين يضمنان احتكاكا مباشرا ويوميا بالرئيس بوتفليقة.
ويرى عدد من المحللين أن في حال فوز بوتفليقة فإنه سيعمل على تعديل دستوري وبناء الجمهورية الثانية .
رئاسة الحكومة
كما أقدم بوتفليقة على إعفاء رئيس حكومته عبد المالك سلال من منصبه ليتفرغ لإدارة الحملة الإنتخابية للرئيس، وهو تغيير لم يفاجئ المراقبين باعتبار الثقة الكبيرة للرئيس بوتفليقة في وزيره الأول، الذي تحدث البعض في وقت سابق، عن فرضية ترشيحه لرئاسة الجمهورية بدل بوتفليقة في حال تراجع الأخير عن ترشيح نفسه. ويجوب سلال المدن الجزائرية للدعاية لرئيسه لشرح برنامج المرشح الحر بوتفليقة .
حظوظ وافرة
ومن المؤكد أن بوتفليقة سيفوز مجددا بعرش المرادية نظرا لعدة أسباب من بينها أن منافسيه، وإذا تم استثناء رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، ليسوا من الحجم الثقيل وغير قادرين على هزمه. كما أن بوتفليقة يحظى بدعم الجمعيات المدنية و رجال الأعمال وبالمركزية النقابية الجزائرية وكثير من الأحزاب ذات الوزن الكبير و شريحة كبيرة جدا من الشعب الجزائري من كل الأعمار ، وكذلك المرأة التي رد الرجل الكثير من الحقوق .
كما أن الإسلاميين، وبعد فشل تجربة الإخوان في مصر وعدم نجاح حركة النهضة في تحقيق ما انتخبت من أجله في تونس المجاورة، تبدو حظوظهم ضعيفة في الفوز بهذه الإنتخابات، لذلك قاطعتها أهم أحزابهم منذ البداية. كما أن الأحزاب اليسارية تبقى نخبوية في العالمين العربي والإسلامي وحظوظها في الفوز ضعيفة ولا يتصور عاقل أن تتمكن المرشحة اليسارية لويزا حنون من هزم الرئيس بوتفليقة برصيده الهائل كمقاوم ضد الإستعمار الفرنسي وكوزير خارجية في العصر الذهبي للجزائر زمن الرئيس بومدين وكرئيس جمهورية أعاد للجزائر استقرارها بعد عقد دموي كادت الدولة تكون قاب قوسين أو أدنى من أن تندثر.