|
قسم انشغالات اساتذة التعليم العالي و الباحثين الدائمين فضاء للنقاش اليومي، لتبادل الخبرات حول التدريس، المناهج و البرامج، قانون الأستاذ، المنح و التربصات... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
كيف غيرت الغربة والظّلم في المسار العلمي والحياة العملية لــــ محمّد.
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2024-05-12, 13:47 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
كيف غيرت الغربة والظّلم في المسار العلمي والحياة العملية لــــ محمّد.
كيف غيرت الغربة والظّلم في المسار العلمي والحياة العملية لــــ محمّد.
محمّد هو ابن عمتي وصديقي جمعتني به صداقة وأُخوة كبيرة ورغم أنّنا مُتقاربان في السِّن إلّا أنّني كُنت أسبقه في سنوات الدّراسة لأنّني بدأت الدّراسة أقل من السّن القانوني (6 سنوات) لها وهذا كان معمول به في الماضي. وهو بدأ متأخراً في الدّراسة لذلك بدأ كبيراً عندما اِلتحق بالدّراسة في السّنوات الأولى اِبتدائي كان محمّد إنساناً مثقفاً ومُلتزماً وفوق ذلك مُتفوقاً في الدِّراسة فلم أعرف أبداً شخصاً عبقرياً مثله في البلدة التي كُنّا نقطن. نجحت قبله في اِمتحان شهادة البكالوريا وتوجهت إلى العاصمة للدّراسة، وبقي محمّد سنوات أخرى حتى اِجتاز البكالوريا واِختار "مُهندس دولة" بحكم الشُّعبة العلمية الّتي ينحدر منها والدّراسة في مدينة الأغواط. في أحد الاِمتحانات في تلك الجامعة كان محمّد يجيب على الأسئلة تقدم منه أحد الأساتذة الّذي أصبح فيما بعد مدير جامعة الأغواط وطلب منه تغيير مكان الجلوس. وبحكم تفوقه في الدّراسة لم يتقبل محمّد ذلك القرار اللامسؤول من الأستاذ الحارس دُون أن يكون لقرار طلب تغيير مكان الجلوس لا لسبب إلّا للقب محمّد الّذي قرأه الحارس على بطاقة الطالب الّتي وضعها على الطاولة، محمّد لم يتحرك ولم يلتفت ولم يقم بشيء ما من شأنه الحكم أنّه يُحاول أن يقوم بعملية غش. لم يتقبل محمّد ذلك القرار دُون سبب وجيه فغضب وخرج من المُدرج بعدما تناقشا مع الأستاذ الحارس حول حيثيات قراره بضرورة تغيير مكان الجُلوس. كان ذلك الحادث سبب في أن قرر محمد مُغادرة جامعة الأغواط نهائياً وعدم العودة لهذا المكان وبعد ذلك توجه للتسجيل في جامعة قسنطينة تخصص علوم إسلامية. الغُربة الّتي عاشها محمّد في الأغواط وهُو يتيم الأب وعِصامي جداً وقد كان يعمل وهو صغير من أجل توفير لُقمة العيش لإخوته وأمه بعد وفاة أبيه وهو طفل لم يصل سن البلوغ. والظُّلم الّذي تعرض له في تلك الجامعة غيرا محمّد كثيراً .. من حيث شخصيته ومساره العلمي (الأولويات وأحلامه) .. وصعب عليه فيما بعد الحياة العملية الّتي كان يتجه إليها. لقد كان ذلك الظُّلم من طرف ذلك الحارس أثناء الاِمتحان في أحد مُدرجات جامعة الأغواط دورٌ في تغيير مسار حياة محمّد. عاش محمّد ظُروفاً قاسية بعدها وهو الطالب المُتفوق الّذي كان يمكن أن يُصبح شيء كبير في المجال العلمي في البلاد لأنّه كان بحق نابغة وربما حتى الخُروج إلى الخارج والدّراسة هناك. مات محمّد قبل شهور من الآن في سن صغيرة نتيجة مرض غامض من الأمراض الغامضة الّتي تنتشر هذه الأيام. يبقى أن نُؤكد أن ظلم ذلك الأستاذ الحارس كان سبباً مباشراً في مسار محمّد نحو المآل العلمي الّذي أثر بدوره على مسيرة حياته فيما بعد بالسّلب في عُنق وعلى عاتق ذلك الأستاذ الّذي أصبح فيما بعد مديراً للجامعة، وعند الله تلتقي النُّفوس وساعتها تُجزى كلّ نفس ما اقترفت من ظلم. وداعا محمّد ويرحمك الله رحمة واسعة .. وأقول لك لا تحزن ما دام هُناك فيه آخرة وحساب وعقاب وحقك لن يذهب سداً. هذه القصة قيلت لنا بعد وفاته أي قبل أسابيع من الآن. بقلم: سندباد علي بابا
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc