هل من المحظور على المسلم حب الدنيا ؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل من المحظور على المسلم حب الدنيا ؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-02-16, 15:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 هل من المحظور على المسلم حب الدنيا ؟


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



هل من المحظور على المسلم حب الدنيا ؟

وهل يقع بذلك في النفاق ؟


السؤال

توعد الله سبحانه وتعالى في سورة " النساء " المنافقين بالدرك الأسفل من النار

ويقول الكثير من المحاضرين إن غالبية المنافقين يعتقدون أنهم مسلمون صالحون يريدون الآخرة لكنهم لا يريدون أن يعرضوا عن هذه الحياة أيضا

وأنا لا أريد أن أدفع أكثر من الزكاة المفروضة والقليل من الصدقات في سبيل الله ، فهل من الأفضل لشخص مثلي أن يترك الإسلام وأن يتنصر لأنهم يتمتعون بالحياة أكثر وفى الآخرة ستكون عقوبتهم أقل من عقوبة المنافق ؟

وأنا لا يمكننى تخيل كوني ملحداً لأني متعلق بالله بشدة ، وسؤالي هو أنى أحب هذه الحياة كثيراً وقد حاولت لكني لم أتمكن من الإعراض عنها . وجزاكم الله خيراً .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

سبحان الله ! وهل الذي يحب الحياة الفانية يضحي بالحياة الخالدة ؟!

وهل الذي يحب الحياة المليئة بالهموم والغموم يضحي بالحياة الخالية من ذلك كله ؟!

وهل الذي يحب الحياة الدنيا لأن فيها الزوجة والأولاد والأقارب والمحبين يضحي بذلك كله في الحياة الأخروية

- لأنه سيحال بينه وبينهم فيكونون هم في النعيم وهو في الجحيم - ؟!

أنت لا تتخيل نفسك ملحداً ولا نصرانيّاً ونحن كذلك نرى رأيك !

لأن من يحب الحياة الدنيا من المسلمين لما فيها نعيم مباح وملذة حلال

فإنه يعلم أن في الجنة ما لا يمكن مقارنته من ذلك مع ما في الدنيا

فهو لا يمنع نفسه من مباحات الدنيا وملذاتها ، إلا لأجل نظرته إلى النعيم الأخروي الأبدي والذي فيه رؤية الله تعالى ولا يُنعم على أهل الجنة بمثل هذا النعيم العظيم

فلذلك نحن لا نشك أن مثلك لا يمكن أن يترك الإسلام ويرتد

لأنه لن يكون في نعيم لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وأن حياته ستكون ضنكاً وكذا آخرته ، وإياك أن تغتر بما تراه من سعادة ظاهرة على الكفار

ولكن انظر إلى قلوبهم وصدورهم كيف هي ، فالسعادة سعادة القلب ولو كان صاحبها في شدة من العيش

والشقاء شقاء القلب ولو كان صاحبه يعيش في قصر عظيم ، ودنيا واسعة ؛ قال تعالى ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى ) طه/ 124 .

واعلم أن المسلم الذي يعيش في دنياه في شدة من العيش وضيق في الرزق

سينسى ذلك كله بغمسة يغمسها إياه ربه في جنته وسيقسم أنه لم ير بؤساً قط ! وأن الكافر المنعَّم في حياته الدنيا

سينسى ذلك كله في غمسة يغمسها إياه ربه في جهنم ، وسيقسم أنه لم ير نعيماً قط ! هذه غمسة وفعلت ذلك ، فكيف حين تصير الجنة مأوى دائما للأول ، والنار مأوى دائما للآخر ؟! .

وهذا يجعلنا نؤكد على أنك لست ممن يرضى لنفسه أن ينعم في دنياه مؤقتاً ، ثم يحل عليه سخط الله وعذابه ، فيحيا حياة أبدية في سعير وذل ومهانة

ولعلَّه قد تبين لك الآن أن ما جاءك من تفكير إنما هو من الشيطان ليصدَّك عن نعيم الدنيا والآخرة ، ولا نظن بمثلك أن يستجيب لذلك .

ثانياً:

ما سمعته في تعريف المنافق هو خطأ محض إما من القائل أو من فهمك له ، فليس ما ذكرتَ هو النفاق ولا أولئك هم المنافقون

بل النفاق الذي يكون أصحابه في الدرك الأسفل من النار هم الذين انطوت قلوبهم على الكفر بالله ، وتكذيب رسله ، والإعراض عن شرعه ، لكنهم أظهروا الإسلام ليحموا دماءهم وأموالهم .

ثالثاً:

من قال لك إن الإسلام يدعو أهله ليعرضوا عن الدنيا بكلها ؟! بل هذا فهم خطأ منك للإسلام ، والله تعالى قد امتنَّ علينا بأنه خلق لنا ما في الأرض جميعاً وأحلَّه لنا لنستعمله ونهنأ به

فمن يمنعك من الاستمتاع بالمباح من اللباس والطعام والشراب والسكنى والنكاح والسيارات وغير ذلك من المباحات ؟!

قال تعالى : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) الأعراف/ 32

ولو أنك قرأتَ سورة " النحل " لرأيتَ فيها ما يذهلك مما ذكره الله تعالى فيها من نعمه الجليلة التي أباحها لعباده

حتى إن هذه السورة تسمَّى سورة النِّعَم من كثرة ما ذكره الله تعالى فيها من نعمه المجملة والمفصلة التي خلقها الله لعباده وأباح لهم الاستمتاع بها

وفيها يقول الله تعالى : ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النحل/ 18 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -

: " والله تعالى ذكر في " سورة النحل " إنعامَه على عباده ، فذكر في أول السورة أصول النعم التي لا يعيش بنو آدم إلا بها ، وذكر في أثنائها تمام النعم التي لا يطيب عيشهم إلا بها

فذكر في أولها الرزق الذي لا بد لهم منه ، وذكر ما يدفع البرد من الكسوة بقوله ( وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ )

ثم في أثناء السورة ذكر لهم المساكن والمنافع التي يسكنونها : مساكن الحاضرة والبادية ومساكن المسافرين فقال تعالى ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ) الآية

ثم ذكر إنعامه بالظلال التي تقيهم الحر والبأس فقال ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ) إلى قوله ( كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ) "

انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 12 / 256 ) .








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc