قراءة نقدية في قصة ( رعب ) لأبي أيوب / بقلم الشاعر الصاوي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قراءة نقدية في قصة ( رعب ) لأبي أيوب / بقلم الشاعر الصاوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-12-07, 17:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رشيد آل عمر
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية رشيد آل عمر
 

 

 
الأوسمة
المرتبة الاولى وسام أفضل قصيدة المرتبة  الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي قراءة نقدية في قصة ( رعب ) لأبي أيوب / بقلم الشاعر الصاوي



قراءة نقدية في قصة ( رعب ) للكاتب أبي أيوب محمد جباري / الجزائر .

بقلم: الشاعر الصاوي / مصر.

القصة:
رعب
كانت السّاعَةُ الثَّانيةَ عَشْرَة لَيلاً حين أطلَّ مراد بوجهه الصّغير من تَحتِ المـَلاءة..
ليَقعَ بَصَرهُ عَلَى وَجهٍ بَشِعٍ لمخلوقٍ صغيرٍ يَقبعُ خَلفَ البَابِ.. لقد سال جَسَدُهُ رُعبًا..

سَحَبَ المَلاءَةَ في حَذرٍ شَديدٍ وَغرقَ في فِراشه حتّى الصَّباح..
استيقظ.. تنفَّس الصعداء.. وخرج من الغرفة وهو يبتسم ..!



القراءة:
رعب... العنوان هنا وعبر كونه دالا واحدا يحمل شحنة دلالية وجمالية ونفسية، أولا فلنتوقف عند الشحنة الدلالية التي يكنزها لنا العنوان ومن ثم ينتج شحنته الجمالية والنفسية.
يقول صاحب اللسان في مادة رعب (الرُّعْبُ والرُّعُبُ: الفَزَع والخَوْفُ. ورَعَب السَّنامَ وغيرَهُ، يَرْعَبُه، ورَعَّبَه: قَطَعَه. وفي الحديث: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسيرةَ شَهرٍ) إذن يمكن القول إن العنوان يريد منا ونحن نلج من العنوان أن نحمل فكرة الفزع والخوف وهي فكرة تستدعي حسا ينحو نحو استحضار هذى الخبرة وظلالها لدى المتلقي وبالتالي تنتج حالة من القلق والتحفز لدى المتلقي وهو يعبر من الرعب الذي صار بابا للسرد، ثم ولنتأمل كيف أن العنوان هنا يمثل دالا نكرة وهو ما يفتح المجال رحيبا أمام تأويل التنكير فهل هو تنكير التعظيم فنكون أمام دلالة معينة وتبصر خاص لذلك الرعب أم هل التنكير للتحقير فنكون أمام نظرة أخرى للرعب أم نكون أمام التنكير للإبهام فنكون أمام تكثيف وطأة ذلك الرعب، أم التنكير هنا للتقليل والاستهانة فنكون حينها امام دلالة أخرى، أم التنكير هنا للإفراد فنكون أيضا أمام دلالة مختلفة فهو هنا رعب واحد فحسب، إذن أي الأغراض هنا للتنكير؟ هنا يمكن القول إن العنوان (رعب) يستحيل من كونه ركنا ما في الجملة إلى الاستفهامية أي رعب ولمن هو وما هو وهل هو رعب عظيم مهول ام حقير تافه أم واحد فحسب أم... وهكذا ينجح العنوان النكرة في دوره الأول التحفيز وإثارة الاهتمام وتمهيد تلقي السرد، ثم ولنتأمل استهلال السرد حيث يبدأ عبر الفعل (كانت) وهو فعل سحري بما يكنزه من ثراء تراثي أولا ثم دلالته على فعل الحكي الأصيل في اللغة العربية، والحكي هنا يقوم على استدعاء زمنية ولت ومضت حيث نتلقى سياق (كانت الساعة الثانية عشرة ليلا حين أطل مراد بوجهه الصغير من تــــحت المـــلاءة) وهنا نحن أمام نقطتين هامتين في بنية السرد أولا العلمية فالبطل هنا نتلقاه عبر كونه علما هو مراد، لكن ما الذي يعنيه ذلك وما الذي يتغاير هنا بهذي العلمية عما لو كان البطل مثلا مجهول الاسم؟ هنا يمكن القول إن السرد حين ينحو إلى العلمية فهو يرغب في إنتاج حالة من القرب حالة أعمق من التشخيص والحضور حالة من الألفة بين المتلقي والشخوص كما أن العملية عبر دلالتها اللغوية يمكنها أن تكنز رسالته الفنية التي يوظفها السرد وهنا فلنتأمل دلالة العلم (مراد) فالصيغة هنا هي صيغة اسم المفعول الذي يعني أنه مرصود مطلوب مبتغى ذلك الولد لكن يا ترى ممن من الذي يترصده ويريده؟ وهكذا يمكن القول إن العلمية هنا تحقق شرطيها الرئيسين الألفة والقرب والحضور من جهة وثانيا إيحاء التربص والرغبة في ذلك الولد فهو مراد، ثالثا ولنتأمل السياق (..ليقع بصره على وجه بشع لمخلوق صغير يقبع خلف الباب) وهنا نحن أمام علاقة اللام التي هي للصيرورة لكن ما دلالتها هنا؟ إن لام الصيرورة تعني غياب القصدية في الأساس بل حدوث الفعل دون ترتيب إنه إذن يصير إلى غير ما يحسبه فاعله فمراد حين رفع الملاءة دون ان نعرف نحن المتلقين لم فعل ذلك يكتشف أنه أمام وجه مخلوق بشع، إننا هنا بحاجة إلى تأمل الوصفية فوصف بشع لا تحمل تفاصيل لا يحكي لنا السرد ما البشع تحديدا في هذا الوجه إنه هنا يترك إنتاج التفاصيل للمتلقي ليتخيل البشاعة حسب خبراته الشخصية، ثم ولنتأمل هذا السياق (لقد سال جسده رعبا سحب الملاءة في حذر شديد وغرق في فراشه حتى الصباح.. استيقظ.. تنفس الصعداء ) وهنا سنلاحظ كيف ضفر السرد الشعرية مع الواقعية فسياق سال جسده رعبا ينتمي إلى الشعرية لكنه لا يستمر في إنتاج هذي الشعرية بل يرجع سريعا إلى الواقعية حيث نتلقى تفاصيل متوقعة معروفة ربما مارسها المتلقي في الغالب حين واجه هكذا خبرة في صباه أو على الأقل هذا ما يتوقعه من الطفل لكن لماذا لا يصرخ مراد لماذا لا يلوذ بأحد يطلب نجدته؟ هنا يمكن القول إن السرد وظف الفردية في مقابل مفارقة غياب الآخرين وفي مفارقة عجز مراد عن الاستعانة بهم هو متوحد مع فزعه بل هو مضطر لعلة ما ان يبتلع فزعه، ثم يجيء الختام النير عبر سياق (وخرج من الغرفة وهو يبتسم ..!) حيث ينتصر مراد على رعبه او ربما وهذا تأويل آخر يتصالح مع حضوره، لكن ترى ما هذا المخلوق البشع ماذا كان ولماذا لم ينشغل مراد به حين صحا من نومه هل اعتاد رعبه هل نسيه هل هو اكتشف انه كان يحلم؟ كل هذا يسكت عنه السرد تاركا للمتلقي إنتاج خبرته الشخصية عن هذا المخلوق البشع وسلوك مراد تجاهه لكنه فحسب يركز على طاقة المقاومة التي تنغلق بها دائرة السرد فها هو مراد رغم وحدته الأليمة رغم جهله بذلك المخلوق البشع مازال قادرا على أن ينهض ويبتسم إن الرعب هنا في الصباح صار صغيرا جدا ربما أصغر كثيرا من مراد.








 


آخر تعديل رشيد آل عمر 2014-12-07 في 17:55.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الشاعر, الزاوي, بقلم, نقدية, قراءة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc